القطب سيدى محمد السمان
(1130 – 1189)
يقول النسابة حسن قاسم
سبق وتلكمنا عن سيدى السمان وهو مدفون بالقرافة الكبرى خلف الذاوية المالكية بشارع السيدة نفيسة ولكن مقال سيدى وجدى حسن قاسم بسط إلينا هذه المقال وإنه مدفون بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام والله تعالى أعلم
القطب الأكبر ، والغوث الأشهر ، عالم المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والصلام بأسرها ، ولى الله العارف سيدى أبو عبد الله بن عبد الكريم السمان المدنى الخلوتى الشاذلى *
كان قدس الله سره من الأولياء الراسخين فى الحقائق ، انتهت إليه تربية المريدين ، فتخرج من تحت يده أولياء ، وعلماء لا يحصون *
ولد قدس الله سره بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، سنة 1130 ، فأشرق فى الوجود نور هدايته ، ونشأ قدس الله سره ميالا على الطاعة ، وحضور الجمعة والجماعة ، وملازما على الصوم ، مشتغلا بمطالعة ، كتب السادات ، حتى أشرقت عليه الأنوار ، وامتلأ من العلوم والأسرار ، وحضر مشايخ العلماء ، وتلقى علم الحقيقة عن والده *
وحضر الى مصر لتلقى العلوم ، متغذى بمعارف الفنون ، وعقد حلقات الذكر بالمشهد الحسينى ، وحضرت مجالسه افاضل العلماء ، فاشتهر أمره وظهر ، وعم ذكره وانتشر ، وتم له الكمال ، ورسم فى ديوان الرجال واشرقت شموسه فى سائر الأكوان ، وانتفعت بعلمه واسراره وعمومه أهل الإسلام ، من أقصى البلاد إلى خراسان *وله قدس الله سره مصنفات عديدة ، كان قدس الله سره صاحب بسط وجمال ، ونور وعرفان وكمال ، وكلامه قدس الله سره مشهود
توفى قدس الله سره بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، سنة 1189 ودفن بالبقيع ، وكان قدس الله سره إذا غلب عليه الجمال تكلم بلسان الحال ، فمن ذلك قوله :
[align=center]قم نحو حانى سحيرا إن ترم مددى *** واشرب مريدى بكأسى خمرة الصمد
واسكر وهم فى الورى تيهأ فما أخذ *** إلا ولى شاهد بالفضل والرشــــــــــد
أنا الإمام أنا القطب الشهير أنا *** غوث الأنام أنا السمان ذو المــــــــدد
أنا محمد المعمور فاسع إذا *** ما شئت لى وصلة من حضرة الأمــد
الوقت وقتى وما فى الكون أجمعه *** فى قبضتى وهو من جندى ومن حشدى
وكم قوله فى عيتيته :
شربت كؤوس العشق صرفا وفضلتى *** بها هام من اسقيته فهو خالع
ظهرت وشمسى فى البرية ساطع *** وكلى لأسرار الوجود مطالع
أنا كنت مكنوزا لسر علمته *** وعن فهمه إدراك غيرى قاطع
ويوم ( ألست ) الكل جاؤوا لدعوتى *** وهاموا بحبى والدموع هوام
ومن قوله قدس الله سره فى كتابه ( النفحات الإلهية ) صحبة أل الطريق يعانق الأدب معهم
وكلامه قدس الله سره مقبول ، وله نفس عال فى علم الحقائق ، اللهم انفعنا بهم ، وسامحنا ، وأغفر لنا ذنوبنا . آمين