سيدنا ومولانا الشريف الحسيب النسيبب أبو عبد الله سيدى محمد عبد الرحمن الشنوانى المنفلوطى الشاذلى الفاسى رضى الله عنه وأرضاه .
قطب الشاذلية الشنوانية ، وأصل مددها ، قطب الدائرتين ن وشيخ الفريقين ، العالم الربانى ، والقطب الغوث الصمدانى ، شريف النسبين ، طاهر السلالتين ، أحد من اقامه الله رحمه للعباد ، وصرفه فى ملكه بما اراد ، نشر الطريقة العليه ، وبص روحها فى أمة خير البرية ، من افتخرت به الأزمان ، ونزلت بساجته سكان مصر والشام والعراق والصعيد ، بل وأقصى خراسان ، سيدنا ومولانا الشريف الحسيب النسيبب أبو عبد الله سيدى محمد عبد الرحمن الشنوانى المنفلوطى الشاذلى الفاسى رضى الله عنه وأرضاه .
وهو أحد من أحبتهم حين سماعى بذكره ، وتعلق قلبى برهد محبته ، وقد شاهدت – والمنة لله – شره ، إذ أتانى بعض الأحباب ، ولم يكن يسمع به أو يعرفه من قبل ، وكان عادة هذا الأخ الصالح التردد إلى زيارتى متى سنحت له الفرض ، فجزاه الله عنى خير الجزاء ، لقد زارنى قبل ذلك بيومين وعاودنى والبشرى ترى فى وجهه والسرور يبدو عليه فأخبرنى مبتسما وقال لى : ذهبت إلى صلاة العصر فى مسجد الظاهر بيبرس ، وبعد أن صليت جلست لأستريح ، فأخذتنى سنة من النوم ، فما شعرت إلا والمسجد أمتلأ بالقوم من الأولياء والصلحاء ، يقدمهم شيخ جليل ، عليه مهابة وتبجيل ، فقلت : من هؤلاء القوم ؟ ومن ذا الذى يتقدمهم ؟ قيل : هؤلاء بعض الأولياء المذكورين فى ( طبقات الشاذلية ) قلت : ومن هذا الإمام ؟ قيل : هو الشيخ الشنوانى الهمام ، ثم صحوت من النوم ، وقلبى يطفح بالسرور ، وجئت لأبشرك بما رأيت ، ففرحت كثيررا بهذه الرؤيا العظيمة والمنقبة الجسيمة ، وايقنت بأن هذا من علامات القبول ، ومن مدد مولانا الرسول ، وعطف ذلك الشيخ الجليل على محبه العبد الذليل ، وكان قبل ذلك قد اكرمنى الله ببشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نفحتنى بملاقاة تلميذه العارف الربانى والفرد الهيكل الصمدانى مربى المريدين بالهمة والحال وجامع شتاتهم وموصلهم الى مقامات الرجال سيدى ومولاى الدال على الله ، الذاكر الأواه شيخ الطريقة وعمدة أهل التحقيق سيدى عمران بن أحمد بن عمران الشاذلى الفاسى شيخ الطريقة الشاذلية العمرانية ، وناشر لوائها فى الأقطار الصعيدية والمصرية ، فحدثنى عن شيخه المذكور وأطلعنى على نقطة من بحر مدده المنثور ، فجزاه الله أحسن جزائه وحققنا الله بالسلوك على طريقهم بجاه سيدنا ومولانا محمد ممدهم ، آمين يا رب العالمين .
وفى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ج14 ص 142 يقول :
الشيخ محمد الشنوانى الشافعى الازهرى شيخ الإسلاك من أهل الطبقة الثانية أخذ عن الشيخ الصعيدى والشيه فارس والدردير والفرماوى وتفقه على الشيخ عيسى البراوى ولازم دروسه وبه تخرج واقرأ الدروس وأفاد الطلبة بالجامع المعروف بالفاكهانى بالقرب من دار سكناه بخشقدم وكان قبل مشيخته على الجامع الازهر مقيما بجامع الفاكهانى المذكور فكان يدرس فيه وبعد فراغه من الدروس يغير ثيابه ويكنس المسجد ويغشل القناديل ويعمرها بالزيت وبقى مستمرا فى خدمة الجامع المذكور الى أن تشيخ على الازهر يعد موت الشيخ الشرقاوى وكانت مشيخته قهرا عنه لانه امتنع وهرب الى مصر القديمة حين بلغه انهم اختاروه للمشيخة وبعد ذلك أحضروه وشيخوه فهرا وتلبس بالمشيخة مع ملازمته لجامع الفجهانى كعادته الاولى وأقبلت عليه الدنيا لكنه لم يتلذذ بها واعترته الامراض وتعلل بالزحير أشهرا ثم عوفى ثم تعلل ثانيا وانقطع بالدار حتى توفى فى يوم الاربعاء الرابع والعشرين من المحرم من السنة المذكورة وصلى عليه فى الأزهر ودفن بالمجاورين عليه رحمة الله تعالى ومن ذرية الشيخ شهاب الدين
( شنوان )
يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية
قرية من مديرية المنوفية بمركز سبك موضوعة على ترة شعب سنوان قبلى ناحية شبين الكون بمسافة نصف ساعة بها اربع جوامع جامع الشيخ شهاب الجين وجامع الشيخ عبد الله وجامع الشيخ عبد القادر وجامع محمد البنبى وكلهم مقامات الشعائر وبها مقام الشيخ شهاب الدين والشيخ عبد الله والشيخ عيسى والشيخ سعيد والشيخ على أبو النور وغيرهم
والشيخ محمد الشنوانى الشافعى يقول على مبارك:
الفقيه العلامة الفهامة محمد الشنوانى الشافعى الازهرى شيخ الاسلام من أهل الطبقة الثانية أخذ عن الشيخ الصعيدى والشيهخ فارس والدردير والفارماوى وتفقه على الشيخ عيسى البراوى ولازم دروسه وبه تخرج وأقرأ الدروس وأقاد الطلبة بالجامع المعروف بالفكهانى بالقرب من دار سكنه بخشقدم وكان قبل مشيخته على الجامع الازهر مقيما بجامع الفكهانى المذكور فكان يدرس فيه وبعد فراغه من الدروس بغير ثيابه ويكنس المسجد ويغسل القناديل ويعمرها بالزيت وبقى مستمرا فى خدمة الجامع المذكور الى أن تشيخ على الازهر بعد موت اليخ الشرقاوى وكانت مشيخته قهرا عنه لانه امتنع وهرب الى مصر القديمة حين بلغه انهم اختاروه لمشيخة وبعد ذلك أحضروه قهرا وتلبس بالمشيخة مع ملازمته لجامع الفكهانى كعادته الاولى وأقبلت عليه الدنيا لكنه لم يتلذذ بها واعترته الامراض وتعلل بالزحير أشهرا ثم عوفى ثم تعلل ثانيا وانقطع بالدار حتى توفى فى يوم الاربعاء الرابع والعشرين من المحرم من السنة المذكورة وصلى عليه بالجامع الأزهر ودفن بالمجاورين عليه رحمة الله تعالى ومن ذريته الشيخ شهاب الدين
الشيخ الثالث عشر من مشايخ الأزهر الشريف


هو الإمام الشيخ محمد بن علي بن منصور الشنواني الشافعي الأزهري، وُلِدَ بقرية "شنوان" الغرب ونُسِبَ إليها، وهي من قرى محافظة المنوفيَّة، وفي هذه القرية حفظ القُرآن، ثم ارتحل للأزهر ليُحقِّق أملَه في الالتحاق به، وتلقَّى علومه على كثيرٍ من أعلام عصره، وتفقَّه على أيديهم، يقول عنه "الجبرتي": هو شيخ الإسلام الفقيه العلامة والنحوي المعقولي، كان مهذَّب النفس متواضعًا مع الانكسار والبشاشة لكلِّ أحدٍ من الناس، ويقول: كان عند فراغه من الدُّروس يُغيِّرُ ثيابه ويكنس المسجد وينظف القناديل ويعمرها بالزيت، ولم يناقش غيره في التدريس، وإنما قنع بإلقاء دروسه بالجامع المعروف بـ"الفكهاني" بالعقادين، قريبًا من داره، فأقبل عليه الطلاب وانتفعوا بآرائه وتوجيهاته، كما انتفعوا بأخلاقه وآدابه ويتهافت على علمه الآخَرون.
فلمَّا تُوفِّي الشيخ الشرقاوي اتَّجهت إليه الأنظار تهرَّب، وغاب بعيدًا عن بيته، لكنَّ الباشا الوالي أمَر القاضي أنْ يجمع العلماء واختيار شخصٍ خالٍ من الأغراض والشُّبهة، فوقع الاختيار عليه؛ فأمر الجند بالبحث عنه، وأوكلَ إليه المشيخة بعد رفضِه الشديد من "الشنواني"، لكنَّ الوالي أصرَّ عليه، وجعله شيخًا للأزهر، وذلك في شوال سنة 1227هـ - 1812م، ونزل في دارٍ أخرى أوسع من داره لتُناسب المنصب الجديد.
وكان عَزُوفًا عن زيارة الأمراء وكبار الشخصيَّات، مع أنَّه من قادة الشعب ومقاومة الحملة الفرنسيَّة، وقد حاول الوالي أنْ يستوليَ على أرض الدولة، وأنْ يتَّخذَ من العلماء مطيَّة؛ حيث أفهمهم أنَّه سيترُك أرضهم يزرعونها بمعرفتهم، لكنَّ الإمام "الشنواني" تصدَّى له، وطالَبَه بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة للطلبة والأراضي الأخرى، والشيخ "الشنواني" كان عالمًا كبيرًا؛ لأنَّه تتلمذ على أيدي كبار العلماء؛ مثل: الشيخ الصعيدي والدرديري، وقرأ الدروس وأفاد الطلاب ونال شهرة علميَّة في علوم النقل والعقل، وكان متبحِّرًا في علوم اللغة، كما كان مولعًا بعلم الكلام والرياضيَّات، وكما ذكر أنَّ الشيخ لم يسعَ للمشيخة، وإنما هي التي سعت إليه، وأنَّه أشفق منها على نفسه، وما لبثت تُلاحقه حتى أنشبت أظافرَها فيه، وتغيَّرت حاله من فقرٍ إلى غنى، ومن ضيقٍ إلى سعة، ولكنَّه بقي يُلقِي
دروسَه ويُؤدِّي خدماته إلى نهاية أجله، ومعنى هذا أنَّ الشيخ كان مُنصرفًا إلى الأزهر وأهله، ومن الحظِّ أنَّه لم يَدُمْ في المشيخة طويلاً لعلَّته وسقمه.
ترك الإمام الشنواني بعض المصنَّفات، نوجزها فيما يلي:
1- حاشية على "شرح جوهرة التوحيد"، وهي منظومةٌ في علم التوحيد للشيخ إبراهيم اللقاني، وشرحها ابنه الشيخ عبدالسلام في كتابه "إرشاد المريد"، وكتب عليها الشنواني حاشيته التي وصَفَها الجبرتي بأنها جليلة مشهورة بأيدي الطلبة.
2- الجواهر السنية بمولد خير البرية، وهي مقتطفات جمعها من كتب مشايخه وغيرهم "على مولد المدابغي"، وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
3- حاشية الشنواني على مختصر البخاري لابن أبي جمرة، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
4- ثبت الشنواني وهو إجازة أجاز بها تلميذه "مصطفى بن محمد المبلط"، قال فيها عن تلميذه هذا: "لازمني مدة مديدة، وسنين عديدة، حضورًا وسماعًا حتى غزا علمه، ثم التمس منِّي الإجازة وكتابة السند، فأجبته لذلك بشرط ألا يترك الإفادة"، ومنه نسخة خطيَّة بالمكتبة (التيمورية) بدار الكتب المصرية.
5- حاشية علي السمرقندية - في علوم البلاغة.
6- حاشيته على "العضدية" في آداب البحث.
ترك الإمام الشنواني بعض المصنَّفات، نوجزها فيما يلي:
1- حاشية على "شرح جوهرة التوحيد"، وهي منظومةٌ في علم التوحيد للشيخ إبراهيم اللقاني، وشرحها ابنه الشيخ عبدالسلام في كتابه "إرشاد المريد"، وكتب عليها الشنواني حاشيته التي وصَفَها الجبرتي بأنها جليلة مشهورة بأيدي الطلبة.
2- الجواهر السنية بمولد خير البرية، وهي مقتطفات جمعها من كتب مشايخه وغيرهم "على مولد المدابغي"، وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
3- حاشية الشنواني على مختصر البخاري لابن أبي جمرة، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
4- ثبت الشنواني وهو إجازة أجاز بها تلميذه "مصطفى بن محمد المبلط"، قال فيها عن تلميذه هذا: "لازمني مدة مديدة، وسنين عديدة، حضورًا وسماعًا حتى غزا علمه، ثم التمس منِّي الإجازة وكتابة السند، فأجبته لذلك بشرط ألا يترك الإفادة"، ومنه نسخة خطيَّة بالمكتبة (التيمورية) بدار الكتب المصرية.
5- حاشية علي السمرقندية - في علوم البلاغة.
6- حاشيته على "العضدية" في آداب البحث.
- وبقي طول حياته سمته التواضع، وأقبلت عليه الدُّنيا فلم يهنأ بها؛ فقد اعترته الأمراض وعاودته الأسقام، فكان كلَّما اشتدَّ عليه المرض لزم بيته، وإذا ذهب عنه عاد إلى عمله وهكذا. حتى لبى نداء ربِّه يوم الأربعاء 14 محرم سنة 1233هـ - 1818م، وصُلِّيَ عليه في الأزهر الشريف، وحمل في جنازة مهيبة إلى قبره في ترب المجاورين، رحمه الله، ورضي عنه، وحشره مع النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا.
والسلام عليه يوم وُلِدَ ويوم يموت ويوم يُبعث حيًّا، وهكذا موت الأمة في موت العالم!