موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

مقال النسابة حسن قاسم فى مرقد السيدة عليها السلام
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=12650
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الثلاثاء يونيو 04, 2013 12:57 pm ]
عنوان المشاركة:  مقال النسابة حسن قاسم فى مرقد السيدة عليها السلام

**( زينب الوسطى بنت على بن أبى طالب)**


(أما) السيدة زينب الوسطى دفينة الشام فقد ذكرنا فيما تقدم إن أمها رضى الله عنها وهى السيدة فاطمة الزهراء سمتها زينب وكناها جدها النبى صلى الله عليه وسلم أم كلثوم ثم اطلق عليها الوسطى للتميز بينها وبين أختها لأبيها أم كلثوم الصغرى .
(قال) الناصرى فى طلعة المشترى ، وابن عبد البر فى الاستيعاب والعبيدلى فى تاريخه زينب الوسطى بنت على بن أبى طالب رضى الله عنه الملقبة بأم كلثوم خطبها عمر بن الخطاب وكان مولدها قبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم ولذلك عدها ابن عبد البر فى الصحابيات ، ولما خطبها عمر من على قال له إنها صغيرة فقال عمر زوجها لى يا أبا الحسن قانى أرصده من كرامتها مالا يرصده أحد ، فقال له أنا أبعثها اليك فان رضيتها فقد زوجتكها ، فبعثها اليه ببرد وقال لها قولى له هذا البرد الذى قلت لك عليه ، فقالت ذلك بعمر بن الخطاب فقال لها قولى له قد رضيت رضى الله عنك ، ووضع يده على ساقها فكشفها ! فقالت له مه أتفعل هذا ن لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتنى الى شيخ سوء ، فقال يا بنيتى إنه زوجك ثم جاء عمر رضى الله عنه الى مجلس المهاجرين بالروضة ، وكان يجلس فيه المهاجرين الأولون فجلس غليهم وقال لهم ( رفئونى ، فقالوا بماذا يا أمير المؤمنين ؟ قال تزوجت أم كلثوم بنت على بن أبى طالب لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبى وصهرى ) فكان لى به عليه السلام النسب والسبب[/u] ، فأردت أن أجمع اليهما الصهر فرفئوه وعن زيد بن أسلم رضى الله عنه أنه اصدقها أربعين ألف درهم قال أبن عبد البر : فولدت له زيدا ورقية ، قال مصعبد فأما زيد فكان له ولد فانقرضوا وكان بين بنى أبى الجهم وبين بنى حذيفة العدوى حرب فخرجوا يحجز بينهم فأصيب ولا يعرف كيف قتل ، فمات زيد وماتت أمه أم كلثوم ايضا وكانت مريضة فالتقت عليهما الصائحتان ولم يدر أيهما مات قبل الآخر فلم ييتوارتان ، ولما قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ازوجت بعده محمد بن جعفر بن أبى طالب فمات عنها فتزوجها عبد الله بن جعفر وكان زواجه بها بعد طلاقه لأختها زينب الكبرى وكذا صوبه الناصرى وهو المشهور فماتت عنده وقال فى المواهب ولم تلد لواحد من الثلاثة سوى محمد فانها ولدت له ابنة ماتت صغيرة فليس لأم كلثوم المذكورة عقب وأما رقية ابنتها من عمر فقال مصعب تزوجها ابراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام فولدت له جارية وماتت الجارية وماتت امها ايضا وقال وانقرض ولد ام كلثوم من عمر وقال ابن طولون فى مصنف له والعدوى فى مزاراته إنها هى المدفونة بقرية رواية قرب حجيرة من عوطة دمشق المعروفة بقرية الست وقال الهروى فى الاشارات وابن الجوزى فى المزارات الشامية والعز بن شداد فى الأعلاق الخطيرة والصيادى فى الروضة البهية فى الكلام على مزارات الجهة الشمالية من دمشق ومنها قرية يقال لها الرواية قبلى دمشق فيها قبر السيدة زينب أم كثلوم بنت على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وأمها فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأصدقها أربعين ألفا وولدت له زيد الملقب بذى الهلالين ولم يبق لعمر منها ولد وتوفيت بغوطة دمشق عقب محنة أخيها الحسين ودفنت فى هذه القرية ثم تسمت القرية المذكورة باسمها وهى الآن المعروفة بقرية الست وعلى قبرها حجر قديم محفور منقوش عليه اسمها وغربى قبر السيدة المذكورة قبر السيد مدرك الفزارى الصحابى قاله الحافظ ابن عشاكر قال وهو أول مسلم دفن بها ( أى بدمشق )

==================================التعليـــــــــــــــق =========





ستظل مصر على مر التاريخ مقصداً لكل ناكر للجميل وكل حاقد على أرض الكنانة .. حتى أنهم لم يجدوا ما يرمونها به فكانت حملة تجريد مصر من أولياءها الصالحين لضرب السياحة الدينية بمصر التى تمثل نصف الدخل العام من السياحة تقريبا "فكانت حملة شديدة الحمية والوطيس بدأت منذبانكار دفن رأس الحسين و تتجدد كل بضعة سنين وهو ما تصدى له المؤرخون والباحثون بكل عفية وقوة ..
ولكن فى العشر سنوات الأخيرة لم يجد الحاقدون مصر بدا جديدا سوى اختلاق أبحاث تنكر وجود قبر عقيلة بنى هاشم ( أم الشورى ) السيدة زينب بنت على بن أبى طالب رضى الله عنهما.. ولكن مصر دائما فتية بأبنائها الذين يصدون عنها كل كاره وكل منكر لفضل أرض الكنانة على الجميع .. ولأن فضل السيدة زينب رضى الله عنها على مصر كفضل السيد على العبيد .. فهى التى اصطحبت معها إلى مصر ذرية آل البيت وإن لم تفعل فكيف جاءوا ؟ كما أن لها بمصر سند تاريخى متفرد عن جميع الأمكنة التى ادعوا بهتانا أنها دفنت بها ذكرها المؤرخون ألا وهو تاريخ الوفاة والدفن الذى عجز الجميع عن اثباته .. وذلك كما سنتعرف على البحث الذى تم اجازته من الأزهر الشريف منذ أيام قليلة وانفردنا بنشره قبل طرحه فى كتاب تحت اسم (تصحيح مفاهيم خاطئة فى طريق النصرة الواجبة تحقيق واثبات مراقد مشاهير ال البيت فى مصر) للباحثان عادل سعد زغلول والمستشار رجب عبد السميع وأشرف عليه الدكتور السعيد محمد على الإمام السابق لمسجد سيدنا الحسين ووكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة . والذى أجزلوا فيه البحث لتحقيق صحة مراقد آل البيت بمصر بجميع الأسانيد التاريخية والشعبية والجغرافية حيث تفردا فى نشر مجموعة خرائط قديمة لمصر المحروسة توضح اثبات أمكنة المراقد فى مصر قديما .. ولكن نظرا لكبر حجم البحث حجما وقيمة حيث تعدى الـ47 ألف كلمة فإننا نتعرض لمختصر بسيط للبحث نؤكد فيه صحة مرقد السيدة الطاهرة لبيبة وفصيحة بنى هاشم بمصر وهل من المعقول انها لو دفنت في المدينة إلا يصلي عليها زين العابدين صلاة الجنازة ويشيعها إلى قبرها ؟ حيث لم تشر أي من المصادر التي انكرت دخولها مصر ذلك ، بل علي العكس من ذلك ، ذكرت المصادر التي أيدت دخولها مصر من صلوا عليها وشيعوها إلي مثواها الأخير ، فكيف نترك التي تؤكد دخولها مصر وتفاصيل دفنها فيها ونتمسك بمصادر لم تؤرخ هذه الجزئية مطلقاً ولم ترو أي تفاصيل عنها ؟ مما يجعل هذه المصادر فقيرة البيان لهذا الجانب وعديمة الحجة فيه ، ومن المعلوم أن زين العابدين كان في المدينة بعد أن قام بمرافقة ركب العقيلة لمصر حيث عاد إلى المدينة مرة ثانية وكذلك زوجها عبد الله بن جعفر والذي لم يغادر المدينة في هذا الوقت ، ولم يروى احد انهما صلى عليها أو شيعوا جنازتها بالمدينة ، فالمصادر التاريخية تؤكد أن زين العابدين مات بالمدينة سنة 95 هـ ( المفيد في الإرشاد ) وكذلك عبد الله بن جعفر مات سنة 80 هـ بمكة المعروف بعام الجحاف ( عائشة عبد الرحمن تراجم سيدات بيت النبوة ) وأن العقيلة توفت سنة 62 هـ ، ولم تشر المصادر التي انكرت تفاصيل ذلك ، فهل يعقل أن هؤلاء الذين عاشوا بعدها اكثر من عشرين عاماً آلا يروا لنا ذلك ؟ خاصة أن المصادر التي تؤكد دخولها مصر لم تذكر أن زين العابدين صلى عليها ضمن جمله المشيعين لجسمانها الطاهر في أرض مصر الأمر الذي يؤكد دفنها بأرض مصر وليست المدينة كما زعم البعض.
كما ورد فى كتابة مساجد مصر، د. سعاد ماهر، [ج 1، ص 96] ما نصه: أرادت (أم هاشم) أن تقضى بقية عمرها فى جوار جدها رسول الله، ولكن (بنى أمية) أبوا عليها حتى ذلك، فقد كان وجودها فى المدينة كافيا لأن يلهب مشاعر الناس للأخذ بثأر الحسين، فطلب منها والى المدينة ( عمرو بن سعيد ) بعد مشورة يزيد بن معاوية أن تخرج من المدينة فتقيم حيث تشاء، ورحلت تريد مصر فوصلتها فى شعبان سنة 61 هـ كما تقول الكثرة الغالبة من المراجع العربية، فاستقبلها مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر. كما خرجت لاستقبالها كافة جموع المسلمين على مشارف مصر حتى إذا وصلت إلى الفسطاط، مضى بها مسلمة إلى داره فأقامت بها قرابة عام لم تبرحها حتى قضى نحبها سنة 62 هـ رحمها الله رحمة واسعة.
وفي كتاب ابنة الزهراء بطلة الفداء زينب (رضي الله عنها) لأحمد شلبي ما يؤكد ذلك حيث قال : وقد صحب السيدة الكريمة في مجيئها إلى مصر بعض أهل البيت الكرام ، وكان فيمن صحبها من أهل البيت النبوي الكريم – كما يروى البعض – السيدة فاطمة ابنة مولانا الإمام الحسين ومسجدها معروف بالقاهرة باسم مسجد السيدة فاطمة النبوية، وكذلك السيدة سكينة ابنة مولانا الإمام الحسين ومسجدها معروف بالقاهرة كذلك باسمها ، وبهذا قال محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن الحسن ابن الحسن (رضي الله عنهم جميعاً) .
وبالإسناد المرفوع إلى على بن محمد بن عبد الله قال: لما دخلت مصر في سنة 145 هجرية ، سمعت عسامة المعافرى يقول ، حدثني عبد الملك بن سعيد الأنصاري ، قال : حدثني وهب بن سعيد الأوسي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : رأيت زينب بنت على بعد قدومها بأيام ، فوالله ما رأيت مثلها وجها كأنه شقة قمر. وبالسند المرفوع إلى رقية بنت عامر الفهرى قالت: كنت فيمن استقبل زينب بنت على لما قدمت مصر بعد المصيبة ، فتقدم إليها مسلمة بن مخلد الأنصاري ، وعبد الله بن الحرث ، وأبو عميرة المزني ، فعزاها مسلمة فبكى ، فبكت وبكى الحاضرون وقالت: ]هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ[ [ يس : 52 ]
وكان مسلمة بن مخلد الأنصاري والى مصر، قد توجه ومعه جماعة من أصحابه ورهط كبير من أعيان مصر وعلمائها ووجهائها وتجارها، ليكونوا في شرف استقبال السيدة زينب (رضي الله تعالى عنها) ، عندما تطأ قدماها الشريفتان أرض الكنانة ، فاستقبلوها جميعا استقبالا حافلاً يليق بمقامها الكريم ، عند قرية على طريق مصر والشام ، شرقي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، وقد عرفت هذه القرية فيما بعد باسم قرية العباسة نسبة للعباسة ابنة أحمد بن طولون .
وقد وافق دخول السيدة الطاهرة مصر، بزوغ هلال شعبان سنة إحدى وستين هجرية ، الموافق 26 إبريل سنة 681 ميلادية ، وكان قد مضى على استشهاد شقيقها الإمام أبى عبد الله الحسين رضي الله تعالى عنه ستة أشهر وأيام .
وقد أنزلها الوالي هي ومن معها في داره بالحمراء القصوى ترويحا لها ، إذ كانت تشكو ضعفا من أثر ما مر بها ، فنزلت بتلك الدار معززة مكرمة ، وبقيت فيها موضع إجلال المصريين وتقديرهم ، حيث كانوا يفدون إلى منزلها الكريم ملتمسين بركتها ودعواتها ، مستمعين إلى ما ترويه من الأحاديث النبوية الشريفة والأدب الديني الرفيع .
وبقيت العقيلة السيدة زينب بتلك الدار أقل من عام بقليل ، فلم تر إلا عابدة متبتلة متهجدة صوامة قوامة تالية لآى الذكر الحكيم ، وقد انتقلت رضوان الله عليها عشية يوم الأحد الرابع عشر من رجب سنة ثنتين وستين من الهجرة ، الموافق 27 مارس سنة 682 ميلادية ، فمهدت لها الأرض الطاهرة مرقدا لينا في مخدعها من دار مسلمة ، حيث اختارت أن تلقى فيها ربها الكريم ليكون مضجعها الأخير ، وصار مقامها حيث ووريت، مزارا مباركا يفد إليه المسلمون من كل حدب وصوب، يتبركون به ويسألون ربهم فيه صالح الدعوات ، وفى هذا المقام الطاهر المعروف بالحرم الزينبي أو المسجد الزينبي أو مسجد السيدة زينب ، حيث أطلق اسمها على الحي كله .

ومما ثبت أن السيدة زينب (رضي الله عنها) اختارت أرض مصر قادمة من المدينة ومعها فاطمة وسكينة وعلى زين العابدين أبناء الحسين (رضي الله عنهم) ، واستقبلها أهل مصر في ( بلبيس ) بكاة معزين ، واحتملها والى مصر ( مسلمة بن مخلد الأنصاري ) إلى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن) وكانت هذه المنطقة تسمى (قنطرة السباع) نسبة إلى القنطرة التي كانت على (الخليج المصري) وقتئذ ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام وقد أكد ذلك كل من المؤرخ الثابت الحجة حسن قاسم والرحالة محمد الكوهن الفاسى في رحلته التي عملها في أواخر القرن الرابع الهجري وشهوده لقبرها عند دخوله لمصر في 14 من المحرم سنة 1369 هـ وهذه الرحلة قبل القرن الرابع قبل الفاطميين ، وكذلك الطبري وابن الأثير وابن جبير والإمام السخاوى في كتابه (أوقاف مصر) وكذلك الحافظ ابن عساكر الدمشقي مؤرخ القرن السادس الهجري في تاريخه الكبير والمؤرخ ابن طالون الدمشقي (أكدوا دخولها مصر) ، إذا فالقبر كان معروفاً قبل القرن السادس ، وأكد ذلك كذلك الشريف الازورقانى في كتب الأنساب (بحر الأنساب للشريف الازورقانى) من علماء القرن السابع الهجري وابن عنبه الحسنى من علماء القرن الثامن الهجري , أكد ذلك أيضا العبيدلى في رسالته (أخبار الزينبيات)وهو من علماء القرن الثالث الهجري(المتوفىسنة 277 هـ)إذا فالمشهد معروف من قبل القرن الثاني الهجري .
(و نقل الموافقة له في الدفن الشريف ، ناشر كتاب الزينبيات عن ابن عساكر الدمشقي في تاريخه الكبير، و المؤرخ ابن طولون الدمشقي في الرسالة الزينبية، ووجدنا الموافقة له أيضاً في كتاب لواقح الأنوار للشعراني و في كتاب إسعاف الراغبين للشيخ محمد صبان ، بهامش نور الأبصار، و في كتاب نور الأبصار للشبلنجي ، وفي الإتحاف للشبراوي ، و في مشارق الأنوار للشيخ حسن العدوي ، نقلاً عن الشعراني ، في الأنوار القدسية و المنن، و عن العلاّمة المناوي في طبقاته، و عن جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية، و عن العلامة الاجهوري في رسالته على مسلسل عاشوراء.)

المنكرون فى وجود المقام بالقاهرة .


أفرد المشككون فى وجود مقام السيدة زينب بالقاهرة عشر شبهات حول وجود الضريح حملوا فيهما كل سهام السموم والحقد على وجود المقام بالقاهرة ولكن الله رد كيدهم فى أبحاثهم حيث قالوا:
أستند البعض إلي بعض الشبهات لإنكار وجود دفن السيدة زينب ( رضي الله عنها ) بأرض مصر حاصلها : ـ
أنها ( رضي الله عنها ) لم يكن لها في مصر أي مدفن حتى القرن العاشر الهجري ( 16 ميلادي )
أخر ما سجله قدامي المؤرخين ( الحافظ ابن عساكر ) أنها( رضي الله عنها ) سير بها من الشام إلي المدينة المنورة فدفنت بها وأنه لم يرد عن أي من المؤرخين إن هناك شخصيتين باسم السيدة زينب ( رضي الله عنها )
أنها ( رضي الله عنها ) توفيت سنة [62 هـ / 681م] ولم يكن آنذاك مكان ضريحها الحالي بالقاهرة أرضاً ، بل جزءاً من نهر النيل ، وبعد أن انتقل نهر النيل من هنا ظل مكانه مليئاً بالبرك والمستنقعات لمدة حوالي 300 سنة ، فكان المكان الحالي لمسجدها في عصر الدولة الأموية جزءاً من بركة قارون التي أخذت في التقلص حتى كانت بقيتها موجودة حتى نهاية القرن 19 بأسم بركة البغالة ، كما أن بركة قارون في موسم الفيضان تتصل ببركة الفيل ، حيث كانت تسير فيها المراكب في هذا الموسم ، ولم تستعمل هذه المنطقة للسكن والمقابر إلا في عصور متأخرة نتيجة لتقوية جسور شاطىء نهر النيل، فتوقف غمرها بمياة النيل في موسم الفيضان ، وقد ذكر علي باشا مبارك في الخطط أن خط السيدة زينب ( رضي الله عنها ) يقع في عصره تحت مستوى فيضان نهر النيل بمقدار من متر إلي متر وثلث ، ومن التقاليد المعروفة في مصر أن الناس يتجنبون دفن موتاهم في المناطق الرطبة القربية من شاطىء النيل فكانوا يبتعدون إلي حواف الصحاري الجافة
أن ضريحها ( رضي الله عنها ) لم تذكره المراجع التاريخية المتخصصة أصحاب الخطط والمزارات القاهرية ، ولم يرو عن الرحالة المسلمين الذين زاروا مصر ولا الذين دونوا تاريخ مصر أو نشأوا فيها من المؤرخين
أن بداية معرفة الضريح عندما نشأت مقولة شعبية في عصر دولة المماليك الجراكسة بأن السيدة زينب دفنت بالقاهرة وقام بنشر هذه المقولة طائفة من الأدباتية والمداحين الذين يجوبون المقاهي والموالد للإرتزاق ، إلا أنهم اختلفوا في مكانها فمنهم من قال بأنها مدفونة بقبر قرب قناطر السباع ، ومنهم من قال إنها مدفونة بقبر في جبانة باب النصر ، وأول نص مكتوب يعلن عن نسبة الضريح إلي السيدة زينب ( رضي الله عنها ) جاء في حكاية سجلها الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة [973 هـ / 1565 م] في كتاب المنن الكبرى أي بعد حوالي تسعة قرون من وفاه السيدة زينب وذلك بأن حلم أحد الأشخاص وهو علي الخواص بأنها (رضي الله عنها) مدفونة قرب قناطر السباع فأخبر الناس بذلك وكان يداوم علي زيارة هذا القبر البسيط وينظفه ويعتني به مما أدى ازدهار هذا الضريح ببطء بينما أخذ الضريح المنافس الموجود بجبانة باب النصر في الاندثار بعد أن حسم علي الخواص المنافسة بينهما
حدث أدعاء بوجود مخطوط للعبيدلي لا وجود له يؤكد وجود السيدة زينب (رضي الله عنها) في مصر ورحلتها إليها وهذا المخطوط لم يذكر أحد من الباحثين رغم كثرتهم أنه قرأوه أو تحقق منه حتى من المصدر الوحيد لهذا الكلام وهو المؤرخ حسن قاسم ، علماً بأن المخطوطات أصبحت زائعة ومتداولة بالمكتبات العامة ومتاحة لكافة الباحثين ( فرسالة العبيدلي حولهاكلام عند أهل التحقيق سنداً ومتناً )
أن منطقة حي السيدة زينب أبان وفاتها كانت تتناثر حول شاطئها الكنائس القبطية والتي كانت تعرف بكنائس الحمراء (مثل كنيسة الزهري) رغم أن المعروف عن العرب المسلمين أنهم التزموا السكنى في أحياء إسلامية خاصة بهم مثل (الفسطاط ـ العسكر ـ القطائع ـ القاهرة الفاطمية) كما أن الثابت أن دار والي مصر آنذاك مسلم بن مخلد الأنصاري كانت في مدينة الفسطاط عاصمة مصر آنذاك والتي تبعد كثيراً عن المكان الحالي لضريح السيدة زينب، وهذه الدار قيل إنها ( رضي الله عنها ) دفنت بها
إن علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية قال ( ثم أني لم أر في كتب التواريخ أن السيدة زينب ( رضي الله عنها ) جاءت إلي مصر في الحياة أو بعد الممات )
أن الإمام الشافعى كان يتجاهر بالولاء لأهل البيت ، وقد ورد في سيرته أنه كان يزور السيدة نفيسة لكن لم يرد أنه زار السيدة زينب هناك
1الظاهر أن المشهد الزينبي المعروف بالقاهرة هو للسيدة / زينب بنت يحي بن زيد بن علي زيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (وبه قال فضيلة المفتي / محمد بخيت المطيعي) ، وهذا المشهد هو الذي رآه الكوهيني الرحالة الذي دخل مصر في 14 محرم 369 هـ فترة المعز العبيدي أثناء استيلاء الدولة العبيدية الرافضة علي مصر حيث زار عدة مشاهد وقال (دخلنا مشهد زينب بنت علي فوجدناه داخل دار كبير وهو في طرفها البحري يشرف علي الخليج ، فنزلنا إليه بدرج وعاينا الضريح فوجدنا عليه دربوزاً ... ومكتوب علي باب الحجرة هذا ما أمر بة عبد الله ووليه أبو تميم أمير المؤمنين الإمام العزيز بالله صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين وأبنائه المكرمين بعمارة هذا المشهد علي مقام السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول زينب بنت الإمام علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلي آبائها الطاهرين وأبنائها المكرمين) ، فهذا ليس مشهد للسيدة زينب ، إذ لو كان لها مشهد بمصر فلما اختفى عن باقي المؤرخين خاصة معاصري الكوهيني مثل المؤرخ الكبير ابن زولاق المتوفى388 هـ الذي كان حياً في مصر وقت زيارة الكوهيني بل أنه ينكر دخول أي من ولد لعلي لصلبه في مصر وأن أول من دخلها سكينة بنت علي بن الحسين وعليه فأن ما رآه الكوهيني يثبت بما لا يدع للشك التزوير المتعمد الذي تخطط وتنفذ له الدولة العيبدية الرافضية كي تروج لدى الشعب المصري زيارة الأضرحة ، وهي تعلم يقيناً كذب دعواها، أي أن الكوهيني اطلع علي لوحة كتبها الحاكم نزار بن المعز العبيدي للترويج لحب آل البيت ، كما فعل الوزير طلائع بن زريك بعد ذلك بمائتي سنة في مشهد رأس الحسين والخطأ الذي وقع فيه الكوهيني هو تصديقه لهذه الخدعة، وترويجه لها دون أن يتأملها أو يراجعها مع علماء عصره .
[u]
الرد على المنكرون بما يغفلون

وللرد على المنكرون فقد خصص الباحثان قسطا ً وفيرا من الأدلة والبراهين التى تطفئ نيران المشككين وتجعل منها بردا وسلاما ولكن لضيق المساحة فإننا نذكر بعض منها بعض المصادر التاريخية التى أكدت دخول السيدة زينب( رضي الله عنها ) ودفنها بمصر.
أولاً : ما ذكره محمد الصبان
لما دخلت السيدة زينب مصر وتكريمها لها أنزلها مسلمة بن مخلد فى داره المعروف بالحمراء القصوى عندما عرف بقنطرة السباع بالقرب من خليج أمير المؤمنين الذى طمر.
ثانياً : ـ ما ذكره الرحالة محمد الكوهيني الفاسي
دخل القاهرة 14 محرم سنة 369 هـ ( أواخر القرن الرابع الهجري ) وكان الخليفة يومئذ أبو النصر نزار بن المعز لدين الله أبي تميم معز الفاطمي فزار جملة من المشاهد من بينها هذا المشهد وذكر ما عاينه من الصفة التي كان عليها وقتئذ وقال : (الرواية سبق ذكرها) وهذه الرحلة من محفوظات مكتبة عارف بك بالمدينة ونلاحظ أن الضريح معروف قبل القرن الرابع الهجري قبل الفاطميين بل من القرن الثاني كما سيأتي.
ثالثاً : ـ ما ذكره السخاوي
قال السخاوي في كتاب أوقاف مصر [وقرىء يوم الجمعة 28 صفر من سنة 405 هـ سجل بتحبيس (وقف) عدة ضياع علي المشاهد والمساجد بمصر والقاهرة، وهي أطفيح وصول وطوخ وست ضياع أخرى وعدة قياصر وغيرها ... وكان القضاة بمصر أذا بقى لشهر رمضان ثلاثة آيام طافوا يوماً على المشاهد بمصروالقاهرة وكان هذا المشهد (يقصد مشهد السيدة زينب) يخص بنصيب وافر من هذه الأحباس وما برح كذلك إلي أن زالت الدولة الفاطمية وأستقرت دولة بني أيوب ثم دولة من جاء بعدهم فكان هذا المشهد الذي ضم جثمان هذه البضعة الطاهرة موضع عناية الجميع وتعاقب عليه جمله أفاضل أهل العلم والولاية يتناولون خدمته من أجلهم العارف السيد محمد بن أبي المجد القرشي الحسيني المعروف بالعتريس أخي سيدي إبراهيم الدسوقي وهو المدفون بالجهة البحرية منه]
رابعاً : ـ ما ذكره ابن الأثير والطبري وابن عساكر وابن طالون
الطبري وابن الأثير قد ذكروا محنة الإمام الحسين التي شاركته فيها أخته (رضي الله عنهما) ولم يتعرضا لذكر وفاتها والمؤرخون الذين تعرضوا لذكر تلك المحنة بعضهم تضاربت أقوالهم فلم يخرجوا بنتيجة تفيد الباحث وقليل منهم ذكروا أنها دخلت مصر بعد مصرع أخيها بيسير من الزمن وأقامت بها أشهر ودفنت بها
قال العبيدلي (يحيي بن الحسن بن جعفر (الحجة) بن الأمير عبد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المولود سنة 214 هـ بالعقيق بأرض الحجاز بقصر بن العاصم والمتوفى بمكة سنة 277 هـ عن 63 عام في أخباره) ، والحافظ ابن عساكر الدمشقي (في تاريخه الكبير) والمؤرخ ابن طالون الدمشقي (في الرسالة الزينبية) : [ثم أن والي المدينة من قبل يزيد وهو عمرو بن سعيد الأشدق أشتكي من أقامه السيدة زينب بالمدينة فكتب بذلك إلي يزيد وأعلمه بأن وجودها مهيج للخواطر وأنها فصيحة عاقلة لبيبة وقد عزمت هي ومن معها علي القيام للأخذ بثأر الحسين] ، فلما وصل الكتاب إلي يزيد وعلم بذلك أمر بتفريقهم في الأقطار والأمصار فاختارت السيدة زينب الإقامة بمصر طلباً لراحتها واختار بعض أهل البيت بلاد الشام ، فعند ذلك جهزهم ابن الأشدق فخرجت السيدة هي ومن معها من أهل البيت وفيهم سكينة بنت الحسين وأختها فاطمة فلما اتصل ذلك إلي والي مصر آنا ذاك وهو مسلمة بن مخلد الأنصاري توجه هو وجماعة من أصحابه وفي صحبتهم جملة من أعيان مصر والشام شرقي بلبيس (عرفت أخيراً بقرية العباسية نسبة للعباسة بنت أحمد بن طالون) ولم يبق بالمدينة من جماعتهم إلا زين العابدين وأقام الحسن المثنى بخارجها ووافق دخول السيدة إلي مصر أول شعبان سنة 61 من الهجرة 681 م، وكان قد مضى علي الموقعة نحو ستة أشهر وأيام بما يسع مدة أسفارها فأنزلها مسلمة بن مخلد هي ومن معها في دار بالحمراء القصوى ترويحاً لنفسها إذ كانت تشتكي أنحرافاً( ) فأقامت بها 11 شهر ونحو 15 يوم من شعبان سنة 61 إلي رجب سنة 62 وتوفيت (رضي الله عنها) مساء يوم السبت ليلة الأحد لأربعة عشرة يوماً مضت من شهر رجب من السنة المذكورة ، وبعد تجهيزها وشهود جنازتها دفنت بمحل سكنها علي العادة في ذلك ثم بعد وفاتها رجع من كان معها من أقاربها إلي المدينة وفيهم السيدة سكينة وفاطمة علي ما ذكره ابن زولاق في تاريخه ... وبذلك يكون الضريح معروفاً قبل القرن السادس الهجري
خامساً : ما ذكره الشريف الأزورقاني من علماء القرن السابع الهجري

وأما المشهد الذي زارة ابن جبير والذي بقرافة قريش شرقي مقام الشافعي فهو مشهد السيدة زينب بنت يحيى المتوج وليست (بنت ليحيى بن زيد) فقد ذكر الشريف الأزورقاني في كتاب الأنساب وابن عنبة الحسني من علماء القرن الثامن لم يذكروا أن ليحيى بن زيد الشهيد عقباً لقتله لما خرج لقتل أبيه بـ (الجوزجان) علي عهد نصر بن بشار والي خرسان وكان من أمره أن قتل بيد مسلم بن أحون الذي بعثه نصر بن بشار في 3000 رجل فقتلوه في سنة 125 هـ وله من العمر 18 عام ولم ينجب ولم يتزوج (أنظر كتاب الفرق بن الفرق للبغدادي والمعارف لابن قتيبة) 0
سادساً : رسالة العبيدلي
العبيدلي يعتبر أقدم وأتقن النسابة وخاصة في هذا الموضوع ، وكتابة يسمى أخبار الزينبات قال (ره) في الذريعة : أنه طبع عام 1333 هـ، قال الجلالي: وبالرغم من السعي البليغ للوقوف علي تلك النسخة ما أمكن ذلك ولكن من حسن التوفيق أن الأستاذ السيد حسن قاسم المصري كان قد عثر علي نسخة قديمة من الكتاب ونشره في القاهرة عام 1333 هـ ، فجزاه الله خير الجزاء وقال أن الأصل كان بتاريخ 676 هـ من الحرم الشريف النبوي وأنه منقول عن الأصل بتاريخ 483 هـ. وهى مخطوط بخط الحاج محمد البلتاجى الطائفى المجاور بالحرم النبوى الشريف والمنقول عن أصل مؤرخ بتاريخ 483 هـ مخطوط بخط السيد محمد الحسين الواسطى المتوطن حيدر أباد.
ويقول الأستاذ حسن محمد قاسم
الذي قضى علي هذا الخلاف الواقع فيه جمهرة المؤرخين رسالة استنسختها من حلب بواسطة أحد أصدقائي (للعبيدلي) أسماها مؤلفها أخبار الزينبيات وذكر فيها كل من سميت زينب من آل البيت وفي أخر ترجمته لزينب الكبرى ذكر أنه : ـ
لما أمر يزيد بأن يخرج أهل البيت من المدينة إلي الأقطار والأمصار قالت زينب بنت عقيل للسيدة زينب : (يا ابنه عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء فطيبي نفساً وقري عيناً وسيجزى الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلي بلد آمن ، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطفن معها في الكلام وواسينها) ، وبالإسناد المذكور مرفوعاً إلي عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت محمد أبا القاسم ابن علي يقول : لما قدمت زينب بنت علي من الشام إلي المدينة مع النساء والصبيان ثارت فتنة بينها وبين عمرو بن سعيد الأشدق والي المدينة من قبل يزيد ، فكتب إلي يزيد يشير عليه بنقلها من المدينة فكتب له بذلك ، فجهزها هي ومن أراد السفر معها من النساء بني هاشم إلي مصر فقدمتها لأيام بقيت من رجب.
(حدثني) أبي عن أبيه عن جدي عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن مجمد الصادق عن أبيه الحسن بن الحسن قال : لما خرجت عمتي زينب من المدينة خرج معها نساء بني هاشم فاطمة ابنة عمي الحسين وأختها سكينة .
(وحدثني) أبي فقال : روينا بالإسناد المرفوع إلي علي بن محمد بن عبد الله قال : لما دخلت مصر في سنة 145 هـ سمعت عسامة المعافري يقول: حدثني عبد الملك بن سعيد الأنصاري قال: حدثني وهب بن سعيد الاوسي عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : رأيت زينب بنت علي بمصر بعد قدومها فوالله ما رأيت مثلها ووجهها كأنه شقة قمر، (وبالسند المرفوع إلي رقية بنت عقبة بن نافع الفهري) قالت : كنت فيمن استقبل زينب بنت علي لما قدمت مصر بعد المصيبة فتقدم إليها مسلمة بن مخلد وعبد الله بن الحارث وأبو عميره المزني فعزاها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وقالت : هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ثم احتملها إلي داره بالحمراء فأقامت به أحد عشر شهر وخمسة عشر يوماً ، وتوفيت وشهدت جنازتها وصلى عليها مسلمة بن مخلد في جمع بالجامع ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها.
(حدثني) إسماعيل بن محمد البصري عائد مصر ونزليها قال: حدثني حمزة المكفوف قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي قال: سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيد الله بن رقية بنت عقبة بن نافع الفهري تقول: توفيت زينب بنت علي عشية يوم الأحد لخمسة عشرة يوماً مضت من رجب سنة 62 هـ وشهدت جنازتها ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري .
*(وهناك شارع باسم شارع جنان الزهرى أمام مجلة المصور الآن بمنطقة السيدة)
ما يدل علي أن المشهد معروف قبل القرن الثاني
أما من تدخلوا بدون تحقيق في علم التاريخ والجغرافيا وقالوا أن مكان مسجد السيدة كان جزء من نهر النيل فأليهم هذا التوضيح .
المنطقة الزينبية
هي أحدى الحمروات الثلاثة التي عرفت في صدر الإسلام كما تبين لنا ذلك من الخطط المصرية ( وروينا ) عن العبيدلي النسابة في تاريخه أن السيدة لما قدمت مصر وتوفيت بها دفنت بالحمراء القصوى أحد هذه الحمروات ثم ما برحت هذه المنطقة تعرف كذلك إلي أن أفتتح المسلمون أرض مصر وابنتي فيها عمرو بن العاص فسطاطه وبعد مضي سبعة أعوام علي وفاة السيدة أعني في سنة 69 هـ بنى عبد العزيز ابن مروان بطرف من هذه المنطقة قنطرته التي أزيلت وعوض عنها بقنطرة السد وبها عرفت المنطقة ثم عرفت بخط قناطر السباع وتفصيل ذلك وإجماله يتبين فيما سنلخصه: ـ
الحمروات الثلاثة كما قال المقريزي في الخطط نقلاً عن الكندي :
وكانت الحمراء علي ثلاث : ـ بنو نبه ، وقضاعة ، وروبيل ، والأزرق ، وكانوا ممن سار مع عمرو بن العاص من الشام إلي مصر ممن كان رغب في الإسلام من قبل اليرموك ومن أهل قيسارية وغيرهم ، فأولى تلك الحمروات : الحمراء الدنيا خطة علي بن عمر بن الحاف بن قضاعة و الحمراء الوسطى خطة بني نبه وهم قوم من الروم حضر الفتح معهم مائه رجل والحمراء القصوى وهي خطة بني الأزرق وبني روبيل وهم من الروم فأما الأولى فتجمع جابر الأوز وعقبه العداسين وسوق وردان وخطة الزبير إلي نقاشى البلاط طولاً وعرضاً ، وأما الوسطى فمن درب نقاشى البلاط إلي درب معاني طولاً وعرضاً علي قدره ، وأما القصوى فمن درب معاني إلي القناطر الظاهرية يعني قناطر السباع وهي حد ولاية مصر من القاهرة وكانت هذه الحمروات جل عمارة مصر في زمن الروم .
الضريح لم يكن بركة للنيل كما يدعون

ومن خلال نظرة متأنية لخريطة النيل وتطور شاطئ النهر وأرض طرح النيل منذ فتح العرب لمصر حتى العصر الأيوبى يتضح لنا الآتى :
أن موقع قناطر السباع على الخليج الكبير كان بعيداً تماماً عن مجرى نهر النيل الرئيسى عندما فتح العرب مصر 21 هـ ، وكذلك أرض طرح النهر عام 69 هـ فى العصر الأموى كانت بعيدة هى الأخرى عن قناطر السباع ، ومعنى هذا أن المنطقة لم تكن أراضى برك أو مستنقعات بل كانت أرض جافة بدليل بناء دار الوالى مسلمة بن مخلد عليها.
مقام السيدة زينب بدمشق للصغرى وليس للكبرى
وقد أرد الباحثان عادل سعد زغلول والمستشار جب عبد السميع مساحة كبيرة لاثبات مرقد السيدة زينب بدمشق حيث تبين لهما بالباهين المؤكدة أن القبر المعروف باسم " زينب بنت على " في قرية رواية بدمشق فهو قبر زينب الصغرى أخت الوسطى والكبرى (سيدتنا زينب المدفونة بالقاهرة) وإليه أشار ابن الحورانى في كتابه عن أماكن الزيارات والموصلي في المعارف .. وبهذا يزول اللبس كله إن شاء الله تعالى ، وفى (أخبار الزينبيات) للعبيدلى : أمها أم ولد ، تزوجت ابن عمها محمد بن عقيل ، فولدت له : القاسم وعبد الله وعبد الرحمن أعقب منهم عبد الله .[ونحن نرجح هذا الرأى السابق]
إلا أنه هناك رأي أخر آثرنا نقله من أجل أمانة العرض فقد ورد بكتاب ابنة الزهراء بطلة الفداء زينب (رضي الله عنها) لأحمد شلبي : [ أما ما أثير عن وجود ضريح للسيدة زينب (رضي الله عنها) بدمشق بسوريا فقد كانت عادة أهل البيت النبوي الكريم أن يكرروا أسماء أبناء وبنات جدهم رسول الله ، في أبناء وبنات البيت الواحد ، ولذلك عرفت السيدة العقيلة زينب ابنة الزهراء بزينب الكبرى ، وعرفت شقيقتها أم كلثوم بزينب الوسطى وهذه رضوان الله عليها ، هي التي تزوجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في خلافته ، وأعقب منها ابنه زيد ، وقد دفنت بعد انتقالها إلى الدار الآخرة بقرية راوية قرب حجيرة من غوطة دمشق المعروفة بقرية الست ، ولها مشهد عظيم هناك ، كما عرفت أختها لأبيها رقية بزينب الصغرى ، وقد دفنت رضوان الله عليها بعد انتقالها في المدينة المنورة ] .
ويؤيد هذا الرآى الاخير د. أسامة زقزوق :فيقول في زينب الصغرى أمها أم ولد تزوجت بابن عمها محمد بن عقيل بن أبى طالب فولدت له القاسم وعبد الله وعبد الرحمن، قال العبيدلى فى تاريخه وعبد الله المذكور هذا كان فقيها تروى عنه الأخبار وكان أحول (ترجمة الحافظ الذهبى) قال بن حجر العسقلانى فى تهذيب التهذيب عبد الله بن محمد بن عقيل أبو محمد المدنى أمه زينب الصغرى بنت على ابن أبى طالب، روى عن أبيه وخاله محمد بن الحنفية وآخرين وذكره ابن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل المدينة قال: وكان خيرا فاضلا موصوفا بالعبادة من أهل الصدق ومات بعد سنة 140 هـ قبل خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة وماتت أمه بالمدينة ودفنت ببقيعها ومن عبد الله المذكور امتد عقب عقيل بن أبى طالب وكان سائر بنات الإمام على بن أبى طالب عند أخويه عقيل وجعفر واولادهما وامتد عقب عبد الله الأحول من ثلاثة من أولاده وهم محمد الأكبر ومحمد الأصغر ومسلم وباقى أولاده ما بين دارج ومنقرض قاله بن عنبه فى تحفة الطالب.
و يتضح أن الاختلاف بين العبيدلى النسابة والحورانى والموصلى يتمثل فى مرقد السيدة زينب الصغرى (رضى الله عنها) وزينب الوسطى حيث ذكر العبيدلى النسابة أن السيدة زينب الوسطى زوج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب دفنت فى قرية راوية بدمشق وأيده فى ذلك الهروى فى الإشارات وابن الجوزى فى المزارات الشامية والعز بن شداد فى الاعلاق الخطيرة والصيادى فى الروضة البهية وأن السيدة زينب الصغرى زوجة محمد بن عقيل أنها دفنت بالمدينة المنورة وأيد ذلك ابن عنبه فى تحفة الطالب بينما ذكر الحورانى فى كتابه عن أماكن الزيارات والموصلى فى كتابه المعارف أن السيدة زينب الصغرى هى الموجودة فى قبرها الشهير بزينب بنت على بقرية راوية بدمشق كما ذكر ذلك كتاب السيدة الطاهرة خامسة النساء الكاملات لمحمود عبد الحليم.
وبذلك نرى أن الاختلاف بين المحدثين إنما هو فى وجود السيدة زينب الصغرى والسيدة زينب الوسطى هل هو في دمشق أم المدينة فالاختلاف الواقع إذاً على مرقد السيدة زينب الوسطى والصغرى ولكن الجميع اتفق على وجود مرقد السيدة زينب الكبرى فى مصر مما لايدع أدنى شك فى ثبوت وجود مرقد السيدة زينب الكبرى شهيدة كربلاء فى مصر المحروسة.

بمصر ثبات الوجود فى مقام السيدة زينب بالقاهرين ذهبت عقيلة بنى هاشم؟ كان هذا هو السؤال المحورى والغاية الكبرى للبحث الجديد حيث كانت الملاحظة الكبرى أن كل المتشدقين بكذب ضريح مصر ورغم كل ما ذكروا من اثباتات النفى فقد عجزوا جميعا عن اثبات اليقين فى مكان الدفن والوفاة ووقفوا عاجزين عن اثبات ما يدعون . فكان من المؤكد أن هناك أسبابا وراء ذلك وهى النقطة المحورية التى أجاب عنها الباحثون فى كتابهم حيث قالوا :مما لاشك فيه أن هناك أسباب سياسية حالت ومنعت هؤلاء المؤرخين من بيان ذلك ,وأذا كان البعض منهم قد ذكر أنها دفنت في المدينة فأين قبرها ؟ وهل قبر العقيلة وهي من هي مما يخفى على العامة ؟ أو حتى على ال البيت ذاتهم ـ خاصة زين العابدين وفاطمة وسكينة والذين شهدوا معها كل المشاهد بكربلاء ودمشق ـ فلم يروا عنهم أنهم زاروا قبرها بالمدينة أو اعلنوا أن قبرها هناك ، فهل يغيب عنهم قبر عمتهم زينب بعد ذلك ؟


صورة


صورة

صورة


صورة










[

الكاتب:  فراج يعقوب [ الثلاثاء يونيو 04, 2013 2:21 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقال النسابة حسن قاسم فى مرقد السيدة عليها السلام

مدد يا ام العواجز وأنا منهم
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/