نور قلبى وقلبكم بأنوار معرفته بجاه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم *( أن ولادته صلى الله عليه وسلم ) كانت يوم الأثنين * كما صح به حديث مسلم جون مين
فى ليللة الثنين لأثنى عشرا *** فبيل فجر من ربيع ظهرا
فأشرق الكون به إذا سفــرا *** وأخجل الشمس وفاق القمرا
والبدر قـــد كلمـــــه فى المهـــد
وذلك كما قال صاحب إسعاف الراغب الشائق وغيره من محققى أهل السير رضى الله عنهم بمكة ذات المروة والصفا *
فى المحل المعروف الآن بمسجد مولد المصطفى * وكان قبل دارا * ومنزلا وقرارا * وزعم أنه ولد فى غير مكة شاذ لا
يتلفت غليه * ولا يعول أبدا عليه * حتى قال بعض الأئمة الكبار إنه يجب الإيمان بأنه ولد بمكة ودفن بالمدينة العظيمة
المقدار * بل قيل قولا لم يكن عند بعضهم مرضيا * إن إنكار ذلك كفر كإنكار كونه قريشيا ثم قال صاحب إسعاف الراغب
الشائق والأكثرون على أنه ولد عام الفيل * بل حكى الاتفاق على هذا القيل * والمشهور أنه ولد بعده أعنى الفيل
بخمسين يوما وذكر بعض أهل الكشف أنه ولد قبل مجيئه جزما * قال وببركة وجوده صلى الله عليه وسلم بمكة الفخيمة*
طرد الله الفيل عن أهلها كرامة له عظيمة * والمشهور أيضا أنه ولد فى شهر ربيع الأول * وهو قول جمهور العلماء عليه
المعول واختلف فى أى يوم منه فقيل يوم الثامن وأنه فيه ظهر هذا الخبر العظيم الكامن * وهو الأصح المختار * عند أكثر
أهل الحديث وغيرهم من علماء الأمصار * وانعقدت عليه إجماع المؤرخين عامة * وأيدوه بحجج قوية تامة * وقيل يوم الثانى
عشر * وأنه فيد برز هذا السر المكنون المذخر * وهو قول ابن إسحاق وغيره ورواه ابن أبى شيبة فى المصنف عن جابر وابن
عباس وقال بعضهم إنه المشهور المعمول به عند أهل مكة وغيرهم من الناس* وقيل غير ذلك * من الأقاويل المحكية عندهم
هنالك * ورجح بعض أهل الكشف أنه ولد فى اليوم السابع * فكان فيه أفضل نبى وأجل شافع * واختلف فى الوقت الذى ولد
فيه نبيا مختارا * فقيل ليللا وقيل نهارا * والمشهور وهو الذى صوبه العراقى * وجزم به ابن دحية الراقى * وصححه الركشى
فى شرح بردة المديح * أنه ولد نهارا صاحب الوجخ المليح * والعقل الرجيح * لكن بعيد الفجر الصادق * كما رود به حديث ناطق
* وهو وإن كن ضعيف السند * فالضعيف حجة ههنا باتفاق من يعتمد * وذهب بعض أهل الكشف والعيان * ممن له يد كبرى فى
العلوم اللدنية والعرفان * إلى أنه ولد ليلا أواخر ليلة السابع * من شهر ربيع الذى هو لكل فضل جامع * قبل طلوع الفجر منها بمدة
* سعد فيها من اتخذه لكل مصاب عدة * وتأخر خلاص أمه لطلوع الفجر * الذى ينال العامل فيه من كل أجر ( قال ) والمدة التى بين
انفصالصه صلى الله عليه وسلم من بطن أمه آمنة * وانفصال الخلاص منها وهى آمنة * هى ساعة الاستجابة فى الليلة المحمودة
التى وردت بفضيلتها الأحاديث المشهودة
يا ساعة نلنا السعادة والمنى *** فيها خير العالمين محمــــــد
تمت لنا أفراحنا بظهـــــــوره *** وكاملت فى شهر مولد أحمد
*(( وغيره ))*
توالت أمور السعد فى خير ساعة ** لمولد خير الرسل فى ساعة السعد
فياطيب أوقات ويا طيب مولـــــــد ** ويا طيب مولود حوى سائر المجد
( وفى ) حديث سيدنا العباس عنه عليه السلام قال لما ولدت يوم الأثنين خلق الله سبع جبال فى السموات السبع وملأها من الملائكة
مالا يحصيهم إلا الله يسبحونه ويقدسونه إلى يوم القيامة وجعل ثواب تسبيحهم وتقديسهم لعبد ذكرت عنهد فأزعج أعضاءه بالصلاة على
إن ميلاد الرسول المصطفـــــى *** سامى المكـــان
خير عيد يتجلى بالصفــــــــــــا *** فى كــــــل آ ن
مولد قد اشرقت منه لنـــــــــــا *** شمس الهنــــــا
وبه الخير على وفق المنـــــــا *** للناس كــــــــان
قد زها الكون بأنوار الهــــــدى *** لما بـــــــــــــدا
واختفى الظلم وقد زال الـــردى *** والحق بـــــــان
حين وافا قالت الدنيا لـــــه *** يا مرحبـــــــــــــا
بالذى مد علينا فضلـــــــــه *** ظل الأمــــــــــان
سيد ارسله الله إلـــــــــــــى *** كل المـــــــــــــلا
رحمة حاز بها أهل العــــلا *** رفعة شــــــــــان
صل يارب عليه دائمــــــــا *** مع الســـــــــلام
ما تجلى نوره الأسنى وما *** دار الزمـــــــــان
وعلى آله علاه الشرفـــــا *** مع صحبــــــــــه
ما صفا بمدحـــه لمصطفى *** ورد البيـــــــــان
زين اللهم ظواهرنا وبواطننا بأنوار الصلاة والسلام * على
خير من طاب به الإفتتاح وتعطر بطيب الثناء عليه المجلس
ولذ به الاختتام * سيدنا وسندنا ومولانا محمد أفضل موجود
وأكمل مولود وتاج الرسل الكرام * اللهم صلى وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه * صلاة تغرقنا بها فى بحر مودت
وحبه * وتجعلنا بها من كل طائفته الناجية وحزبه * آمين
محمد سيد الأنام ومن *** أعناق أعدائه له خضعت
جاءت لنا رحمة بمولده *** ومذ أمدت به فما انقطعت
وفى ربيع جاءت بشائره *** فمذ أتانا أسواؤن دفعت
فمثله فى الأنام سائرها *** ما حملت حامل ولا وضعت
**(( وغيره ))**
هذا ربيع أتى بالبشر يبتسم *** لأجل طه الذى بالله يعتصم
خير الأنام حبيب الله شافعنا *** غيث وعون له الإحسان والكرم
فى يوم لاثنين أنوار الحبيب بدت *** من مكة وانجلت حقا به الظبم
واصبح الكون مسرورا ومبتهجا *** والأرض تزهوا به والبيت والحرم
*( إعلموا إخوانى وفقكم الله ) * وادى عنى وعنكم شكر نعماء * بجاه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم *
أن ظهور أنوار وجهه الرفيع * الذى هو للأرواح قوت وربيع * كان فى فصل الربيع من شهر ربيع 8 فياوجها ما أشرقه
من مولود وأعزه على كل موجود * ويافصلا ما أوقفه للأبدان والرواح * واشد إبلاءه للهموم وتجديده للأ فراح *
ويا شهرا ما اشرفه وأوفره حرمة لياليه * كأنها لالى نظمت فى مبانيه * فسبحان من جعل مولده للقلوب ربيعا *
وحسنه بديعا وحرزه منيعا * ومقامه جليلا رفيعا
شهر ربيع فاق كل الزمان *** إذ جاءنا فيه الهدى والأمان
لأن فيه مولد المصطفى *** المجتبى الهادى لطرق البيان
محمد المبعوث من هاشم *** إلى جميع الخلق إنس وجان
صلى عليه الله رب العلا *** ما سار ركب منه يطلب أمان
*( وقال بعض الكبار )* إنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام الفيل
ففى أول ليلة منه حصل لآمنة السرور والهناء * وفى الليلة الثانية بشرت بنيل المنى * وفى الليلة الثالثة قيل لها قد
حملت بمن يقوم بحمدنا وبشكرنا * وفى الليلة الرابعة سمعت تسبيح الملائكة معلنا * وفى الليلة الخامسة رأت فى
منامها الخليل وقال لها أبشرى بهذا النبى الجليل صاحب النور والسنا * وفى الليلة السادسة دام السور والفرح وما فتر ولا ونى
* وفى الليلة السابعة سطع نور الرضى وعم ذلك الفنا * وفى الليلة الثامنة طافت الملائكة ببيت آمنة * لما قرب وضعها ودنى *
وفى الليلة التاسعة بدا سعدها والغنى * وفى الليلة العاشرة زال عنها التعب والنصب والعنا * وفى الليلة الحادية عشرة وضعت
الحبيب المصطفى * فأشرق البيت وصفا * وزال عنها الشك وانتقى * وابتهجت المروة والصفا * وخر عند وضعه ساجدا للعلى
الأعلى رافعا اصبعه إلى السماء كالمتضرع المبتهل لمولاه * وفاح فى الكون عطره وشذاه * وضجت الملائكة بالتكبيرر والتهليل *
وأشرق الكون بنور وجهه الجليل
بدت لنا فى ربيع طلعة القمر *** من وجه من فاق كل البدو والحضر
جلوه فى الكون والأملاك تححبه ***فى طلعة الحسن بين التيه والخفر
وكان فى مثل هذا الشهر مولده*** أكرم بمولد خير الخلق والبشر
تجمع الحسن فهو واحده *** جلوه فى صورة فاقت على الصور
متى أرى ربعه يا سعد أسع له*** سعيا على الرأس بل سعيا على البصر
إن لم أزر قبره يا سعد فى عمرى*** من بعد هذا الجفا يا ضعية العمر
تقسم الحب فيه كل جارحة *** فالو جد لقلب والأجفان للسهر
صلى عليه إله العرش ما صدحت*** حمائم الورق فى الآصال والبكر
*( قال بعض الكبار ) * كان مولده فى فصل الربيع وهو أعدل الفصول ليله ونهاره معتدلان بين الحر والبرد ونسيمه معتدل بين
اليبوسة والرطوبة وشمسه معتدلة فى العلو والهبوط وقمره معتدل فى أول درجة من الليالى البيض وينعقد فى سلك هذه النظام
* ما هيأ الله تعالى له من أسماء مربيه عليه السلام * ففى الوالدة والقابلة الأمن والشفاء وفى اسم الحاضنة البركة والنماء وفى
مرضعتيه الثواب والحلم والسعد ( فان قيل ) ما الحكمة فى كونه عليه الصلاة والسلام خص مولده الشريف بربيع الأول ويوم الاثنين
ولم يكن فى شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وفيه ليله القدر ولا فى الأشهر الحرام وللا فى ليلة النصف من شعبان ولا فى يوم
الجمعة وليلتها ( أجاب ) عند الإمام ابن الحاج رضى الله عنه بأجوبة أربعة ( الأول ) ما ورد فى الحديث من أن الله خلق الشجر يوم
الاثنين وفى ذلك تنبيه عظيم وهو أن خلق الأقوات والأرزاق والفواكه والخيرات التى يمتد بها بنو آدم ويحيون وتطيب بها نفوسهم
يوم الاثنين ( الثانى ) أن فى لفظه ربيع إشارة وتفاولا حسنا بالنسبة إلى اشتقاقه وقد قال أبو عبد الرحمن الصقلى لكل إنسان
من اسمه نصيب ( الثالث ) أن فصل الربيع أعدل الفصول وأحسنها * وشريعته أعدل الشرائع وأسمحها ( الرابع ) أن الحكيم سبحانه
أراد أن يشرف به الزمان الذى ولد فيه فلو ولد فى الأوقات المتقدم ذكرها لكان قد يتوهم أنه يتشرف بها والله تعالى أعلم ( أنتهى )
زين اللهم ظواهرنا وبواطننا بأنوار الصلاة والسلام * على
خير من طاب به الإفتتاح وتعطر بطيب الثناء عليه المجلس
ولذ به الاختتام * سيدنا وسندنا ومولانا محمد أفضل موجود
وأكمل مولود وتاج الرسل الكرام * اللهم صلى وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه * صلاة تغرقنا بها فى بحر مودته
وحبه * وتجعلنا بها من كل طائفته الناجية وحزبه * آمين
==========================================
إعلم بأن من أحب أحمدا
لا بد أن يهوى اسمه مرددا
لذاك أهل العلم سنوا المولدا
من بعده فكان أمرا رشدا
أرضى الورى إلا غواة نجد
ولم يزل فى أمة المختار
من بعد نحو خمسة أعصار
مستحسنا فى سائر الأمصار
يجمع كل عالم وقارى
وكل سالك سبيل رشد
كم جمعوا فى حبه الجموعا
وفرقوا فى حبه المجموعا
وزينوا الديار والربوعا
وأكثر والأضواء والشموعا
وطيبوا الكل بعرف الند
وفرحوا بذكره وطربوا
وأكلوا على اسمه وشربوا
وابتهلوا لربهم وطلبوا
واستشفعوا له به وانتسبوا
معتقدين نيل كل قصد
كم عمر الله به الديارا
وبسر السرور واليسارا
إذ بذلوا الدرهم والدينار
وذكروا الرحمن والمختار
بين صلاة ودعا وحمد
يا هل ترى هذا يسوء أحمدا
أم هل تراه ليس يرضى الصمدا
فدتك نفسى اعمل ولا تخش الردى
وكرر المولد ثم المولدا
تعش سعيدا وتمت فى سعد
لكنما الأعمال بالنيات
ويشرط الإخلاص للنجاة
إن الريا يحول الخالات
ويقلب الطاعات سيئات
ويجعل التقريب عين البعد
ولينفق الأموال من حلال
فذاك شرط صالح الأعمال
وهوله فى النار شر وقد
وخلطة النساء بالرجال
فى شرعنا من أقبح الخصال
وسمة الفساق والجهال
فى كل وقت وبكل حال
ومن أجل موجبات الطرد
فاحذر جميع ما مضى فى المولد
وكل إيذاء بفم أويد
وارفض سماع كل غر منشد
بوصف حسنا ووصف أمرد
واهرب تفز من صوت هذا الوغد
ومن أراد ههنا الإنشادا
فيختر الرشاد لا الفسادا
كذكره الخلائق والمعادا
ومدحه النبى والأ و لا د ا
وصحبه الأسدو أى اسد
أكثر من الصلاة والسلام
على النبى المصطفى التهامى
خير البرايا سيد الانام
مشرع الحلال والحرام
وأصل كل سود د ومجد
فكان من صلى عليه مرة
صلى لها الله عليه عشرة
قد صح فى الحديث هذا جهرة
رواه مسلم فنال شهرة
وكان حقا سالما من نقد
ولو يصلى الله ربى واحدة
لعدلت آلاف أل زائدة
فانظر إذاكم دابها من فائدة
ولك بها أنوار أجر صاعدة
فاحرص عليها إن تكن ذا رشد