اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
[color=#007f00]ودارت المعركة بين الآلاف والعشرات !
-

وجعل أصحاب ( الحسين ) يتقدمون رجلا بعد رجل فقاتلوهم حتى أنتصف النهار ، أشد قتال خلقه الله – وقام – رضى الله عنه – فصلى بمن بقى معه صلاة الخوف ظهرا – وعادوا الى القتال ثم لما علموا أنهم لا يقدرون أن يمنعوا إمامهم تنافسوا أن يقتلوا بين يديه حتى فنوا جميعا ولم يبق غيرأهل بيته فتقدموا مستبسلين . - وكان اول قتل منهم على الأكبر بن الحسين أخذ يشد على الناس وهو يرتجز - أنا على بن الحسين بن على - نحن ، وبيت الله أولى بالنبى - أضربكم بالسيف حتى يلتوى - ضرب غلام هاشمى علوى - ولا أزل اليوم أحمى عن أبى - تالله لا يحكم فينا (ابن الداعى) ! - وكان يكر على الكوفيين ، ثم يرجع إلى أبيه يقول : - يا أباه ، العطش ! - فيقول له الحسين : - اصبر بنى ، فإنك لا تمسى حتى يسقيك رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله بكأسه ! – فعاد الشاب يشد على العسكر ، وظل يكر الكرة بعد الكرة حتى رمي بسهم فوقع فى حلقه فخرقه ، وأقبل يتقلب فى دمه ، فتلقاه أبوه وهو يقول بصوت ثاكل : - قتل الله قوما قتلوك يا بنى ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله على الدنيا بعدك العفاء - قالوا : ولم يكد يتم عبارته حتى اندفعت من خيام النساء امرأة كأنها الشمس طالعة ، تنادى فى جزع : - ( يا حبيباه ن يا ابن أخاه .. ) - فسأل عنها من لا يعرفها ، فقيل : هذه زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله - أندفعت خذ بيدها فردها إلى الفسطاط ، ثم عاد إلى ولده وقد أقبل فتيانه إليه ، فقال مفجوعا - أحملوا أخــــاكـــــم - فحملوه من مصرعه - واحاط القوم بالحسين فأقبل القاسم بن الحسن بن على وهو يومئذ غلام – يجرى نحو عمه ، فجرت زينب إليه تريد أن تمنعه لكن الغلام أفلت منها حين رأى مجرما يهوى بالسيف إلى الحسين ومد القاسم يده ليتقى ضربه اسيف وهو يصيح بالمجرم - يا ابن الخبيثة أتقتل عمى ؟ - فقطع السيف يده وبقيت معلقة بخيط من الجلد - صرخ الغلام الشهيد وهو يفحص برجليه - يا أماه ! - لبيك يا فتاى ! - وهرعت إليه ، فإذا الحسين واقف عند رأسه يقول : - عز الله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك صوته - ثم احتمله حتى ألقاه مع ابنه على ، بين عينى ( زينب ) - واخذت ( زينب ) تلقى هذا المحتضر من آلها أو ذاك ، فلا يكاد يلفظ النفس الأخير حتى تحتضن أشلاء آخر - وكان فيمن حمل إليها ولدها عون بن عبد الله وأخواه محمد وعبد الله وإخواتها : العباس ، وجعفر ، وعبد الله ، وعثمان ، ومحمد ، وأبو بكر ، وابناء اخيها الحسين : على ، عبد الله ، وابنا أخيها الحسن : أبو بكر والقاسم ، وبنو عمها عقيل : جعفر ، وعبد الرحمن ، وعبد الله و ..... و...... و.......! - والرحى دائرة فى جنون ، لا تريد أن تكف وعلى ارض كربلاء من بنى طالب حى يتنفس ! - وحين قاربت المعركة نهايتها اندفع عشرة رجالمن جيش ابن زياد إلى فسطاط الحسين الذى فيه عياله ومتاعه لينهبوه ، فردتهم صيحة الإمام الذى كان يقاتل وحده : ويلكم ! إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا فى الدنيا ، فرحلى لكم عن ساعة مباح ! - وأبيح الرحل بعد ساعة - ويالها من ساعى رهيبة جعل الحسين يقاتل وحده بعد أن قتل عنه ولده وأهل بيته وأصحابه فلم يبق منهم أحدا - قال من رآه يقاتل الجمع رابط الجاش : فوالله إنه لكذلك إذ خرجت زينب ابنة فاطمة وكأنى أنظر إلي قرطها يحول بين أذنيها وعاتقها وهى تقول : - ليت السماء انطبقت على الأرض - فلما دنا عمر بن سعد من حسين قالت يا عمر بن سعد أيقتل أبو عبد الله وانت تنظر ؟ فكأنى أنظر الى دموع عرم وهى تسيل على خديه ولحيته ثم أشاح بوجهه عنها ... - أجل ( زينب ) حتى اللحظة الأخيرة وفى كل لحظة - ( زينب ) دون سواها من الزوجات والأمهات والأخوات اللواتى شهدن ( كربلاء) - وبقى الحسين وحد ( فما رؤى مكسور قط قد قتل ولده واهل بيته وأصحابه ، أربط جأشا منه ولا أمضى جنانا ولا أجرا مقدما ) - وقفت أخته زينب غير بعيد تملأ عينيها منه قبل أن تمضى حتى إذا أثخنته الجراح وأوشك أن يهوى ، خانها جلدها فلم تعد تقوى على النظر إليه فأغمضت عينيها وأصغت بملء جوارحها إلى صيحته الأخيرة فى الألوف المجتمعة عليه : - ( أعلى قتلى تجتمعون ؟ أما والله لا تقتلون بعدى عبدا من عباد الله ، الله أسخط عليكم لقتله منى ، وأيم الله إنى لأرجو أن يكرمنى الله بهوانكم ثم ينتقم لى منكم من حيث لا تشعرون ، أما والله لو قتلتمونى لألفى الله بأسكم بينكم وسفك دماءكم ثم لا يرضى بذلك منكم حتى يضاعف لكم العذاب الأليم ) - فكأنما زلزل الأرض تحت أقدام المنصرين - ومكث رحمه الله طويلا من النهار ولو شاء الناس أن سقتلوه لقتلوه لكنهم مضوا عنه واحجا فى أثر واح ، لا يكاد بهم به الرجل منهم حتى يضعف ويرعد - ثم قضى الله امره ، وكانت النهاية المحتومة ! - قتل الحسين عليه السلام سيدا شباب أهل الجنة [/color]
|
|