[size=200][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة شيخى وسيدى "عبد ربه سليمان "رضي الله تبارك وتعالى عنه ونفعنا بعلومه في الدارين .
سيدي عبد ربه سليمان القليوبي
العالم العامل والولي الكامل حجة علماء عصره الحسني سيدي عبد ربه سليمان محمد الدر ديري، الشهير بالقليوبي. ولد رضي الله عنه عام 1897م بقرية "دباشة" مركز دير مواس محافظه المنيا، واشتهر بالقليوبي نسبه إلى مدينة قليوب حيث إن أحد أجداده كان قد نزح من الصعيد إلى هذه البلدة وأقام بها فترة ثم رجع إلى محله. وتشير سجلات نقابةالأشراف إلى أنه من الذرية الحسنية المباركة، فهو عبد ربه بن سليمان بن محمد الدرديري بن إسماعيل بن نجم بن علي الأنوار بن محمد بن روبي (بكوم الراهب) بن محمد بن إسماعيل من ذرية إبراهيم بن عمران بن عبد المحسن بن يعقوب بن عبد الباقي أبو صخرة بن عبد البر بن محمد وجه الدين بن موسى بن حماد بن داوود أبو اليعقوب المنصوري تركي بن قرشلة بن أحمد بن علي بن موسى بن يونس بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن المسن المثني بن الأمام الحسن البسط بن الإمام الأكبر علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود محمد .
حفظ رضي الله عنه القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنوات. وكان والده يرغب في أن يعمل ابنه بالزراعة في بلدة لولا أنه رأى سيدتنا زينب رضي الله تعالى عنها(كما أخبرني بذلك الأستاذ محمد الفرابلي من تلاميذة المترجم).
انتقل سيدي عبد ربه إلى القاهرة وتلقى العلم بالأزهر على جملة من علمائه ألأفذاذ منهم الشيخ السمالوطي والشيخ يوسف الدجوي والشيخ حسن الطويل والشيخ محمد بخيت المطيعي والشيخ الشنقيطي ومن أهم أساتذته أيضاً المحدث الشيخ أحمد رافع الطهطاوي الذي أجازه برواية جامع الأصول الذي شرحه بعد ذلك.
ومن مشايخه أيضاً الشيخ العلامة عبد الرحمن عليش والشيخ أبو الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر المعروف.
حصل الشيخ عبد ربه سليمان القليوبي على إجازة العالمية سنة 1927م كما حصل على إجازات أخرى في القراءات القرآنية وفي الخطوط وكان رضي الله عنه كآئماً على مكتبه في الأزهر وله رضي الله عنه تصانيف غاية في الإتقان منها:
- المعقول والمنقول في شرح جامع الأصول لأحاديث الرسول لأبن الأثير الجزري المتوفى 606هـ
- فيض الوهاب في بيان أهل الحق ومن ضل عن الصواب في ستة أجزاء (ويقال أنه ألفه بناء على رؤيا من رسول الله
- القول الصحيح في ما جاء في القرآن.
- شرح على متن الأجرومية ألفه وهو صغير السن.
وكان رضي الله عنه ذا موهبة في تركيب الأدوية للأمراض وخاصة المستعصية بل ورزق علم الكيمياء على المصطلح القديم فكان يحول الزئبق إلى ذهب وفعل ذلك مرة ومنعه رسول الله عن الاستمرار في ذلك. وأخبرني ألأستاذ مجدي الغرابلي من تلاميذه أنه شاهد بنفسه قالبا من الذهب. وعلى أية حال فإنه لم ينتفع به بل كان يقترض المال من أجل طباعة كتاب" فيض الرهاب " المذكور، كما كان رضي الله عنه ذا باع في علم الفلك.
أما سلوكه الصوفي فمعروف أنه مالكي المذهب خلوتي الطريقة ومع ذلك نرى أنه ربما تسلك بطرق عديدة منها الرفاعية والبيومية والثابت أنه أخذ النقشبندية عن الشيخ محمد أمين الكردي .
أما سلوكه الأصلي فكان على الشيخ عبد الجواد المنسفيسي الخلوتي فهو أخو سيدي عبد الجواد الدومي في العهد، كلاهما أخذ عن المنسفيسي.
وكان رضي الله عنه كثير السعي لزيارة الأولياء الصالحين. وكان له مجلس مستديم للصلاة على رسول الله بمسجد سيدي أحمد الدر دير رضي الله عنه بحضرة العلماء ويزدحمون عليه.
كما كان له مجلس يومي بعد العشاء في منزله يؤديه منفرداً في الصلاة على سيد الخلق . وكان يتلو فيه الصيغة الآتية ألفي مرة: " اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدرالعظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم". وكان لا يقوم من مجلسه حتى يرى النبي ظاهراً. وكان رضي الله عنه غاية في الانكسار قليل الدعوى، عرضت عليه مشيخة الأزهر فزهد فيها.
كما كان ينكر على نفسه أن يكون مُسَلِّكاً. وحين يزدحم عليه الناس ويأخذون عليه لأخذ العهد يقول: " ما العهد إلا الحب والاستغفار والصلاة على رسول الله وهو مفهوم العهد عندي."
وكان إذا زار السيدة زينب يزور من الشباك ولا يدخل إلى المقام ويقول أن ذلك جرآة.
وبالنسبة للكرامات فيكفيه فخراً أنه خادم السنة المطهرة وتنتهي إليه أسانيد السنة جمعاء في هذا العصر. وقد رآه سيدي صالح الجعفري مراراً في الحج في مكة رغم خروجه من مصر وقتئذ. كما كان الشفاء يتم على يديه خصوصاً المصابين بمس الجن.
ومن كراماته ما حكي عنه بعد خروج روحه الشريفة حيث نطق وقال لولده أحمد الدردير: تركتك لله, رداً على ابنه حين قال: لمن تتركني ؟
وقد حكي رضي الله عنه عن نفسه كرامات كثيرة في كتابة "فيض الوهاب منها أنه أصابه مرض الكلية فاقتضى الأمر إجراء عملية فخاف من ذلك فرأى رسول الله في تلك الليلة وقال له: أعمل العملية وأنا أحضرها، وعملها ونجحت .
ونقل إلى جوار ربه في اليوم الثاني والعشرين من صفر سنة 1968م وصلى عليه مرتين، مرة بالجامع الأزهر ومرة في مسجد مولانا الأمام الحسين وأدخلوا نعشه المقام الشريف. ودفن في مقامه الحال في بمسجده الكائن بتربة المجاورين قريباً من سيدي محمد الحفني وسيدي عبد الوهاب العفيفي. وكانت آخر كلمة نطق بها: "لا تدركه الأبصار".
وقد أعقب رحمه الله السيد سليمان أبو الفضل (توفى ودفن بمقام والده)، والسيد محمد مجد الدين، ( توفى ودفن بجوار والده)، والسيد أحمد الدردير أطال الله بقاءه ونفع به وهو الخليفة الحالي، والسيدة سميرة.
من صلوات سيدنا الشيخ عبد ربه سليمان:
اللهم صل وسلم على مصدر التجليات الالهية , ونقطة باء البداية الاصلية, ومهبط الاسرار الرحمانية,السابق فى الوجود نوره , ورحمة للعالمين ظهوره, أبرزته رحمة شاملة لوجودك الذى فتقت به رتق الوجود , وخصصته بالمقام المحمود, وأقسمت بحياته فى كتابك المشهود, وأخذت على خيرة خلقك لحضرته قبل ظهوره المواثيق والعهود، وذكرت نعته وأصحابه فى الكتب المقدسة بأفضل مقامات النعوت, وشققت له من اسمك المحمود, فهو سرك الجامع الدال عليك وحجابك الاعظم القائم لك بين يديك، وهو السر السارى. وماء جوهر الجوهرية الجارى الذى أحييت به الموجودات، وروح الأرواح وقلب القلوب وأجل الخلق على الإطلاق وأقربهم لك زلفى عند التلاق، فاجعل اللهم دوام صلواتك التامات وأزكى تحياتك العامات وأشرف تسليماتك المباركات عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان أبد الابدين.
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )
اللهم صل على سيدنا محمد النبى الامى الحبيب العالى القدر العظيم الجاه وعلى اله وصحبه وسلم [/align][/size]