اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم ) لا جرم أن علم التاريخ علم شريف ينتفع به في استجلاء آثار من مضى من العظماء الذين تركوا فى هذا العالم أكبر أثر ونقشوا فى تاريخه صفحات لا يمحوها الزمن 0 والنفوس الطامحة إلى المعالي تعظم وتزداد إلى أقصى حد كل حين وآخر بالتأمل فى ذكريات أسلافها لاسيما من امتاز منهم بخصوصية أو تفرد بعمل جليل ، والأمم التي تعنى بسير عظمائها واستجلاء آثارهم وذكرياتهم ، تلك هى الأمم الحية التي ارتكزت على أكبر عامل نهض بها تلك النهضة العلمية التالدة ، فلتأسيس هذا العلم على تلك الدعائم القويمة عد فنا من فنون الأثر ، بيد أن استجلاء مثل هذه الذكريات والسعي فى الحصول على موادها فيه ما فيه من الفوائد ( فمن ) تهذيب نفس ( إلى ) اكتساب فضائل ( إلى ) اقتباس علوم ( إلى ) اقتفاء آثار ( إلى ) تثقيف عقول ( إلى ) تبصر بأحوال السلف 0 ليقيس العاقل نفسه على من مضى من أسلافه ضف إلى ذلك أن كان المتناول استجلاء ذكرياته ممن جمعت له الفضائل ومكارم الأخلاق وعلو الهمة ومنتهى الشجاعة وطيب المحتد وشرف النسب وعلو الحسب 000 إ شخصية بارزة كهذه لخليق بأن لا تهمل سيرتها وأن لا تطوى ذكرياتها ولجدير بكل امرئ عاقل متأهل لبلوغ أوج الكمال طامحة نفسه للمعالي أنه يروحها بتلك الذكريات وأن يصور لها حياة جديدة قياسا بمن مضى من أسلافها 0 والسيدة الطاهرة الزكية بنت الإمام على بن أبى طالب ابن عم الرسول صلوات الله تعالى عليه وشقيقة ريحانتيه لها أشرف نسب وأجل حسب وأكمل نفس وأطهر قلب فكأنها صيغت فى قالب ضمخ يعطر الفضائل ، فالمستجلى آثارها يتمثل أما عينيه رمز الحق رمز الفضيلة رمز الشجاعة ، رمز المروة ، فصاحة اللسان ، قوة الحنان ، مثال الزهد والورع ، مثال العفاف والشهامة ( إن فى ذلك لعبرة ) ألا ترى جوابها لجموع الشر يزيد وصحبه وهى فى السر دامية القلب باكية العين مثلوبة الفؤاد بعد تلك الذكريات المؤلمة وقد أحاط بها العدو من كل صوب ( يريدون ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ) فلما أفحمتهم بفصاحتها ، وابهتتهم ببلاغتها ، مع أنها تعلم من نفسها أنها فى قبضة القوم وتعلم ما هم عليه من سوء السريرة وخبث السيرة ، فتمثل الحق بين عينيها وشملتها أريحية هاشمية طويت بين جوانبها فرمزت للحق بالحق ، وللفضيلة بالفضيلة ، فأخرست الألسن وكمت الأفواه ، وصمت الأذان ، (فانظر) ذلك الشعور السامي الاسلامى ( ولما ) علم القوم سوء طواياهم وإحادتهم عن جادة الحق والحقيقة استسمحها قائدهم فسمعت ( فتأمل ) 0فلئن كان فى النساء شهيرات فالسيدة أولاتهن ، وإذا عدت الفضائل فضيلة فضيلة من وفاء وسخاء وصدق وصفاء وشجاعة وإباء وعلم وعبادة وعفة وزهادة

( حسن محمد قاسم )
|
|