موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 217 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 11, 12, 13, 14, 15
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:20 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290
[size=200]

مولد سيدى أحمد الدردير رضى الله تعالى عنه


- الإمام أبي البركات ،أحمد الدردير رحمه الله تعالى....


( أبو البركات الدردير ) ( ....-1210 )






البحر الزاخر ، والكوكب الساطع الزاهر ، أوحد وقته فى الفنون العقلية والنقلية ، شيخ أهل الإسلام ، وبركة الأنام ، قطب العارفين ، سلالة الماجدين ، ذو المآثر والمناقب ، الذاكر الناسك ، العابد الزاهد ، حجة الأولياء ، وتاج الأتقياء ، قطب دائرة المحققين ، وسلطان العلماء العاملين ، مفتى العاملين ، مفتى الديار ، ومالك زمام الأسرار ، المجاهد المغازى فى سبيل الله ، الخاشع العابد الذاكر ، الأواه ، شيخ الطريقين ، وواحد الفريقين ، أبو الركات سيدنا الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد العدوى المالكى الشاذلى الخلوتى الملقب الدردير .
ولد رضى الله عنه وحفظ القرآن الكريم ، وأتم بعض العلوم ، وورج الأزهر ، وسمع دروس الأشياخ ، وبعد أن امتلأ من العلوم الظاهرية ، وأسندت إليه رئاسة المالكية ، سلك طريق القوم ، وشمر عن ساعد الجد ، فتلقى طريق الخلوتية ـ وقطع الأسماء .


قال رضى الله عنه فى ( رسالته ) لما لقننى شيخى وقدوتى سيدى شمس الدين سالم الحفناوى رضى الله عنه الذكر ، وقد سيقت لى إشارة ربانية قبل الاجتماع به أنى سأسير بسيره ، فلما لفننى الاسم الأول ، مكثت نحو ستى أشهر نذكر به حتى أحرق الذكر جسمى ، واذهب لحمى ودمى ، حتى صار مجرد جلدى على عظمى .

ولما بلغ رضى الله عنه ونفعنا به الذكر معه منتهاه ، وصارت روحانيته ذكرا فى ذكر من ذكر إلى ذكر ، صار فى هذا المقام لا يعى شيئا ، مع أنه كان يخاطب الناس بأحسن خطاب ن وبعد التمام رفع له الحجاب ، ونال ما نال ، وعد من الرجال ، واشير غليه بالكمال ، وغلب عليه حال الوجد والهيام ، ونزلت بساحته السادة الأعلام ، ثم تحقق وأظهر التحقيقات البديعة ، وصارت له أحوال عديبة .

تلقى طريق الشاذلية النقشبندية وسلك بهما وسلك وربى إخوانا على الصدق وأعوانا .

كان رضى الله عنه مهذب النفس ، كريم الخلق ، شهدت بفضله أهل مصر والمغرب والشام والعراق وقصدته سائ العباد من أقصى البلاد ، كان رضى الله عنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وله فى السعى على الخير يد بيضاء .

توفى رضى الله عنه ساس ربيع الأول سنة 1200 وصلى عليه بالأزهر بمشهد حافل ودفن بزاويته التى أنشأها بخط الكعكيين بجوار ضريح سيدنا يحيى بن عقب رضى الله تعالة عنهما ، وضريحه مهبط للزائرين وكعبة القاصدين ومحل التجليات ومركز البركات ومعه فى هذا المقام من الأولياء خليفته بعد وفاته على الفقراء السيد السباعى الكبير وولده ذو الفضل الغزير ، والعالم الكبير رضى الله عنهم أجمعين ، ونفع المسلمين بعلومهم واسرارهم ، آمين .

وهذا المشهد المبارك مشهور بالبركات ، روضة من رياض الجنة ، تفوح من جوانبه روائح المسك ، ويقصده القاصى والدان ، نفع الله به أمة سيد ولد عدنان ، اللهم ثبت وفاته

تعلّل أياما ولزم الفراش مدة حتى توفي في السادس من شهر ربيع الأول سنة 1201هـ، الموافق 27 من ديسمبر سنة 1786م وصلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد عظيم حافل، ودفن بزاويته التي أنشأها بجوار ضريح سيدي يحيى بن عقب،

- ممن قبر معه



- سليم بن صالح السباعى العدوى

مات فى هذه سنة 1252 هـ / 1836 م المالكى ، كان أبوه السيد صالح من صحابة الشيخ أحمد الدردير ومات سنة 1221 – 1806 ودفن بمسجد لهذا المسجد

- أحمد بن صالح بن محمد بن صالح السباعى العدوى المالكى

ةوفى فى سنة فى سنة 1266 هـ / 1849 م من بنى عدى بالصعيد ، ولد بالقاهرة وعنى أبوه بنشأته فأقرأه القرآن الكريم وحفظه بعض المتون العلمية ثم ألحقه بالزهر فحضر فيه حتى أجيز وتصدر للتدريس اشتهر منها المترجم له وشقيقه السيد سليم والسيد محمد صالح السباعى المتوفى سنة 1268 – 1851 وشقيقه السيد احمد المتوفى سنة 1271 – 1854 والسيد راغب بن محمد صالح السباعى الآتية ترجمته فى وفيات سنة 1306 – 1888

- ( مات ) محمد بن أبى السعود صالح السباعى العدوى

المالكى توفى هذه السنة 1268 - 1851 ، ترسم خطى أباه وشقيقه ونهج على منهجهما وسار سيرهما ، واشتغل بمشيخة بيتهم بعد وفاة أخيه وكان مع اشتغاله بالذكر والتذكير وعمل الميعاد متصدرا للتدريس بالأزهر فى العلوم الشرعية والوعظ والميعاد بزاوية شيخه الدردير بالأكفانيين ،

- ( مات ) الشيخ أحمد بن صالح السباعى العدوى المالكى

فى هذه السنة 1271 – 1854 ، أخذ عن أبيه وشارك أخواته فى شيوخهم وتصدر للتدريس والتذكير بالزاوية الدرديرية ومات ودفن بها مع اسلافه ورثاه الشهاب كتب على قبره

مقام به طافت ملائكة الرضا * برحمة ربى سرمدا يتغمد
وحور الحسان العين قد أرخت * الىجنةالفردوس سارع احمد


- مات السيد راغب السباعى الصوفى بن محمد بن صالح بن محمد بن صالح السباعى العدوى المالكى شيخ الطريقةالخلوتية
فى هذه السنة 1306 – 1888 – 1889– تقدمت ترجمة والده محمد فى وفيات سنة 1268 ، وعمه احمد فى وفيات سنة 1266 – ولد بالقاهرة فى سنة 1260 وتلقى علومه بالأزهر – حضر على الشيخ عليش وهو شيخه فى التصوف أخذ عنه طريقة اسلافه وسمع من الأشمونى وأخذ طريق الخلوتية عن الشيخ موسى كحلة الخلوتى أحد خلفاء أبيه وأخذ عنه ابنه السيد محمد راغب والشيخ احمد بن شرقاوى الخلفى وغيرهما ، توفى رحمه الله تعالى فى هذه السنة ودفن بمسجد سيدى ابى البركات أحمد الدردير المالكى رضى الله تعالى عنه فى روضة اسلافه باذن خاص من المرحوم الخديو محمد توفيق ( وله من الآولاد ) السيد محمد راغب والسيد عبد الحميد وراغب السباعى والسيد حامد
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:30 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290

بمناسبة الأحتقال بمولد سيدنا الإمام الحسين عليه السلام

( قدوم الرأس الشريفة إلى القاهرة )

فى مقامها الحالى



هى القصة الخالدة والذكرى الباقية



التى تمثل سلسلة وقائع تاريخية ، حول مأساة الحسين بن على سبط المصطفى صلى الله عليه وسلم وريحانته .
وقد جمعت بين دفتيها تاريخا قيما وبحثا تحليليا مستفيضا فى عناصر هذه القضية – ومعالجة الأسباب التى افيضت إلى تلك الفاجعة والنتائح التى تسببت عنها وتمحص تمحيصا دقيقا فى رأس الحسين واستقراره بالمشهد القاهرى – وما نسب إلى الحسين من المشاهد فى سائر الممالك الإسلامية – ومشهد كربلاء وما إلى ذلك من التحقيقات المتوافرة البحث – بصور شيقة فى أسلوب طلى جذاب .



- الحسين (1)



هو السيد الزكى الإمام أبو عبد الله الحسين رضى الله عنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين على كرم الله وجهه – جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومجالس الأعمال من علو الهمة ومنتهى الشجاعة وأقصى غاية الجود وأسرار العلم وفصاحة اللسان والعفاف والمروءة والورع – واختص بسلامة الفطرة وجمال الخلقة ورجاحة العقل وقوة الجسم وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير كالصلاة والصوم والحج والجهاد فى سبيل الله والإحسان إلى غير ذلك من ضروب الفضائل فهو علم المهتدين ونور الأرض أفاد بعلمه – وارشد بعمله – وهذب بكريم أخلاقه – وادب ببليغ بيانه وقد ورد فى فضائله آثار وأخبار عن جده الصادق الأمين – تصدى لجمعها جماهير علماء الأمة غابرها وحاضرها كالإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وغيره – وقد جمع بعض أئمة الحديث من معاصرينا وهو الأستاذ أحمد الصديق الحسنى أمتع الله بأنفاسه – رسالة فى فضائل الحسين وآل البيت عليهم السلام كان قد أملاها فى بعض مجالسه بالمشهد الحسينى بالقاهرة .
وأخبرج الطبرنى (2) وابن عساكر(3) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا آخبركم بخير الناس جدا ودة – ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة – ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة – ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما (الحسن والحسين) جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله – وأوبهما على بن أبى طالب وعمهما جعفر بن أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وخالتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة
**(( اللهم إنا نحبهما ونحب من يحبهما ))**

-----------------------------------------------
(1) ولد الحسين فى المدينة المنورة فى الرابعة من الهجرة وبشر به جده صلى الله عليه وسلم فتلقاه فرحا مسرورا بمولده أسماه حسينا كما سمى اخاه من قبل حسنا فكان العرب لا يعرفون من قبل هذه الأسماء .
(2) الطبرى : ولد عام 224هـ وتوفى عام 310 ولد بأمل – طبرستان وهى ولاية من ايران تقع على بحر قزوين وهو محمد بن جزير بن يزيد ين كثيرر نب غالب الشهير بالطبرى وهو مفسر وعالم وفقيه صاحب أكبر كتابين فى التفسير والتاريخ ( تفسير الطبرى وتاريخ الأمم والملوك ) قال عنه الإمام النووى أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مث تفسير الطبرى وقال عنه السيوطى كتابه أجل الكتب والتفسير أعظمها .
(3) أبن عساكر ك عالم ومؤرخ سورى وهو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى ولد فى عرة المحرم 449 هـ 1105 م وتوفى بدمشق 571هـ 1176م
وروى التىمذى عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسين منى وأنا من حسين – حسين سبط من الأسباط ) عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما وقال نهم الجمل جملكم فقال عليه الصلاة والسلام نعما الراكبان هما – وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت : أقبلت فاطمة رضى الله عنها تسعى إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فرحب بها وقال لها اين ابن عمك وابنى حسن وحسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى رضى الله عنه أجب رسول الله أنت وأبنائك فأقبل على ومعه الحسن والحسين وجاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخدية وجلس هو بين على وفاطمة وأرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )*
وبشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين *
وفى تيسير الوصول لابن الديبع ص 85 ج 3 وعن أنس رضى الله عنه قال سئل النبى صلى الله عليه وسلم أى أهل بيتك أحب غليك قال ( الحسن والحسين ) وكان يضمهما ويشمهما ( اخرجه الترمذى )
والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن حصائها .
--------------------------------






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 24, 2024 6:58 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290


بمناسبة الأحتفال بمولد السيدة سكينة

رضى الله تعالى عنها


- الســــــيدة سكينـــــــــة ( 47هـ )

بنت الإمام أبى عبد الله الحسين رضى الله عنهمــا

( 47هـ - 117 هـ )



السيدة سكينة هي إحدى بنات الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهم، ذات المشهد الشهير بشارع الأشراف، والذي يقع على بعد خطوات من مسجد ومقام السيدة نفيسة في اتجاه الطريق المؤدي إلى مسجد ومقام السيدة زينب رضي الله عنهن.

يقول صاحب الأغاني: أثبت علماء النسب أن للإمام الحسين رضي الله عنه ابنة تُسمى بـ" سُكَيْنة"- بضم السين وفتح الكاف وسكون الياء على وزن جُهَيْنة، لكنه في الحقيقة لقب لها، لقبتها به أمها الرباب بنت امريء القيس لما لمسته في روحها من طمأنينة، أما اسمها الحقيقي فهو(آمنة) على اسم أعظم أم في الوجود، السيدة آمنة أم سيد الوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولله درّ القائل:

قـال لى قائل رأيتك تهوى ...آل طــــه نبينا ودائما ترتجيهم
كان حقاً عليك أن تقضي العمر... مادحاً فيهم وفي من يليهم
قلت مــــاذا أقول والكون طرًّا... يستمد العطاء من أيديهـــــم
أي معنى للمدح مني وقد جـــــاء الكتاب العزيز بالمدح فيهم
أنا لا أستطيع أن أمدح قوما...كـان جـــبريل خــــادما لأبيهـــم
إنما الحـب والهـوى في فؤادي...يبعثُ الروح بالمدائح فيهم
حبهم مذهبـي وروحُ فـؤادي...وغـرامي لصحبهم وذويـهم


مشهد السيدة سكينة:

تحت عنوان" مشهد السيدة سكينة" ذكر النسابة حسن قاسم طرفا من سيرة السيدة سكينة، وذلك فى كتابه المشهور " المزارات المصرية" وفيه قال: يؤلمنى كثيرا كما يؤلم كل مسلم أحب الله ورسوله تلك الأساطير التى ينسبها ضعفة الكتبة لآل بيت النبوة، نتيجة عوارض لها مساس بأغراض ذاتية ولا صلة لها بالحقيقة.

وهو بهذا يشير - رحمه الله- إلى ذلك التضارب الوارد في الأقوال والتباين الظاهر في الآراء حول وجود قبر السيدة سكينة في مصر من عدمه، حيث ذهب البعض إلى أنها لم تأت إلى مصر بل عاشت وماتت ودفنت بالمدينة، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها جاءت مع عمتها السيدة زينب إلى مصر واستقر بها المقام هنا، فقضت ما بقي من عمرها على أرض المحروسة حتى دفنت بمقامها المعروف من شارع الأشراف بالقرب من السيدة نفيسة رضي الله عنها.

( مقال بمجلة الإسلام فى شهر يونيو 1933م )


( ملحق العدد 77 بمجلة هدى الاسلام 16 صفر سنة 1355هـ - 8 مايو 1936 م جزء (1) من صفحة 40 إلى صفحة 56

ثم قال: وذكر بعضهم نقلا عما جاء فى كتاب" الرسالة الزينبية " فى ترجمة عمتها السيدة زينب أنها قدمت معها إلى مصر، وحكى العدوي فى كتاب " النفحات" أنها توجهت بعد ذلك إلى المدينة.

وحقق صاحب كتاب " العدل الشاهد " أن المدفونة بهذا المشهد هى السيدة سَكينة - بفتح السين- بنت علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه، وهذا محل نظر، والأقرب إلى الصواب أنها أخت زين العابدين وليست ابنته رضي الله عنهم.

ثم قال: وكل ما ورد من هذه الأقوال لا ينافي أن تكون بهذا المشهد ولو بغير حكم الإقبار فيه، لما صح أن حكم البرزخ كحكم التيار الجاري في الماء، ووصف هذا المشهد وما يشاهد عليه من البركات والنفحات كافٍ لوجودها به تحقيقا وكشفا، ويمكن الجمع بين الإثنين كما ارتضاه العدوي فى النفحات وغيره.

ونقل عن ابن خلكان في ترجمة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنها أنها توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة (117هـ)، لكنه بعد التحقيق قال: هذا التاريخ خطأ، وصوابه يوم 5 من جماد الأول سنة (117هـ) والذي وافق 3 يونيه سنة (775م)، وهذا يتفق تماما مع ما جرت به عادة إحياء ذكراها من كل عام، وهو ما ورثه الخلف عن السلف من المصريين منذ هذا التاريخ.
وقال المدائني: حدثني أبو إسحاق المالكي، قال: سكينة لقب، واسمها آمنة، وهذا هو الصحيح، ثم ذكر في ترجمة أمها الرباب عن ابن الأثير قال: هي أم ابنه عبدالله الذى قتل مع أبيه الحسين يوم كربلاء، وهي أيضا أم ابنته سكينة، وكانت رضي الله عنها قد حملت إلى الشام فيمن حمل من أهله رضي الله عنه، ثم عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش، فقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونظرًا لوفائها بقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى ماتت كمدا، وقيل: إنها أقامت على قبره سنة، ثم عادت إلى المدينة فماتت أسفا عليه.

محصلة الخلاف:

الحاصل أن هذا الخلاف الواقع بين المؤرخين في مثل ذلك قديم، والتفاصيل التى أوردوها ينقصها الكثير من البحث والدرس والتدقيق والتنقيب، وعلى كلٍّ فالزائر مثاب على كل حال حسب نيته، خاصة من كان سعيه في تحصيل أمر المودة التي دعانا الله ورسوله إليها في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى:23]

ولما تكلم ابن قتيبة فى معارفه على أولاد الحسين رضى الله عنه قال - ما نصه: وسكينة أمها الرباب بنت أمريء القيس الكلبية، تزوجها مصعب بن الزبير فمات عنها، فتزوجها عبدالله بن عثمان بن عبدالله بن حكيم بن حزام فولدت له قُرينا وله عقب- أي ولد.

ثم تزوجها الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان، لكنه فارقها قبل أن يدخل بها، ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان، فأمره سليمان بن عبدالملك بطلاقها ففعل، وماتت بالمدينة في خلافة هشام بن عبدالملك.

وذكر وفاتها المؤرخ جمال الدين أبوالمحاسن في" النجوم الزاهرة " في وفيات سنة(117هـ)، فقال: وفيها توفيت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، وكانت من أجمل نساء عصرها.

يقول الأستاذ حسن قاسم: هذه صنوف من تضارب أقوال المؤرخين، أوردناها خلال هذا البحث زيادة فى التحقيق، ومحصل ما استنتجناه من هذه التفاصيل يستصوب منها تحقيق دخول السيدة إلى مصر، لكن ينقصها الأدلة القطعية الكافية.

ويستطرد قائلا: على أني إلى هذه اللحظة أكاد أقول: إن هذا المشهد ربما قد يكون ضم جثمان هذه السيدة بلا خلاف فى ذلك، ونستدل على ذلك بأدلة:

أولا- وجود هذه الاختلافات الكثيرة بين هؤلاء المؤرخين، بالإضافة إلى أنها لم تسفر عن نتيجة تذكر.

ثانيا- سكوت مؤرخي المدينة عن بيان محل دفنها من المدينة، وعدم تعرضهم لذلك أصلا.

ثالثا- حكاية ما وقع لصاحبة الترجمة مع السيدة نفيسة في القصة مشهورة، مما يؤكد نزولها أرض مصر.

رابعا- ما ذكر فى كتاب " المزارات " للشيخ الأزهري أن السيدة سكينة رضى الله تعالى عنها بعد أن طلقت من إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أقامت بمصر ولم تبرحها، ثم نقلها أحد أجواد بنى هاشم من منية الأصبغ إلى داره، وظلت بهذه الخطة التي هي موضع مزارها اليوم، منقطعة للعبادة حتى أتاها اليقين.

خامسا- ترتيب أزواجها على الصحيح، عبــــــدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم مصعب بن الزبير، ثم عبدالله بن عثمان، ثم إبراهيم الزهري.

سادسا- أول من بنى على مشهد السيدة سكينة المأمون البطائحي وزير الآمر بالله الفاطمي، أنشأ لها مزارا وبنى عليه قبة بعـــــــد سنة 510هـ ، ثم تجدد بعد ذلك، وفي سنة(1173هـ)الموافقة لسنة(1760م) قام بتجديده الأمير عبدالرحمن كتخدا، ثم حصلت فيه عمارة من طرف عباس باشا الأول وعمل على الضريح مقصـورة من النحاس سنة(1266هـ)، وفي سنة(1322هـ) أمر بإعادة تجديده الخديو عباس باشا حلمي الثاني، وأدخلت القبور التي كانت هناك تحت البناء، وكان من بينها قبر الفقيه زين العابدين بن إبراهيم الحنفي أحد أئمة الحنفية.

وقال الإمام الشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية فى كتابه" مراقد أهل البيت بالقاهرة": السيدة سكينة بنت الإمام الحسين واسمها الأصلى آمنة، أمها الرباب بنت أمريء القيس الكندي ملك بنى كلب، ولدت عام(47هـ) وهي أول من دخل مصر من أبناء الإمام علي، كما نقله جماعة منهم ابن الزيات وابن زولاق مؤرخ مصر والمحقق فى القرن الرابع.

أما علي باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية، فيقول: جامع السيدة سكينة أنشأه الأمير عبدالرحمن كتخدا سنة(1173)، ثم أجرى فيه المرحوم عباس باشا رحمه الله تعالى عليه عمارة، وله ثلاثة أبواب غير باب الميضأة، اثنان على الشارع مكتوب على وجه أحدهما:

(حرم به بنت الحسين مؤرخ * بسكينة تصب المواهب كلها)



ومكتوب على الباب الآخر:

(ذا مسجد يا آل طه مؤرخ * شمس هدى بنت الحسين سكينة)



وعلى الباب المقفول من الجهة القبلية، والذي يفتح على درب الأكراد مكتوب عليه:

(لك مظهر بنت الحسين مؤرخ * لج ههنا التابوت فيه سكينة)



وهو مقام لأداء الشعائر، ولذا فإنه يشتمل على ستة أعمدة من الرخام، ومنبر من الخشب النقي ودكة، وفيه خلوتان يسكنهما من يقوم بالخدمة، ومدفن قديم لصاحب البحر وأخيه صاحب النهر الحنفيين المشهورين، وبجوار القبلة شباك مطل على ضريح السيدة سكينة رضى الله عنها، وهو ضريح مجلل بالبهاء والنور، عليه تابوت – صندوق- من الخشب، ومن داخل المقصورة مكتوب بيتان منقوشان فى النحاس، هما:
(مقصورة أتقنت لله صنعتها * تستوجب الشكر عند الله والناس)

(تذيع همة منشيها مؤرخة * من بعض طيب إحسان لعبـــــاس)



ويحيط بذلك قبة جليلة مرتفعة، بها أربعة أعمدة من الرخام وإيوان صغير يجلس عليه القراء ليالى الحضرة، وبأسفلها إزار من خشب ارتفاعه نحو متر، وبأعلاها نقوش، وعلى وجه بابها قوله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ }[هود:73]

زواج الحسين بالرباب: حول قصة زواج الإمام الحسين بالسيدة الرباب رضي الله عنهما، رُوي أن امرأ القيس بن عدي الكلبي كان نصرانيا فأسلم على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته، فولاه عمر على من أسلم بالشام من قضاعة، وقبل أن يخرج من المسجد النبوي خطب إليه الإمام علي فقال له: قد رغبنا فى صهرك فأنكحنا، فما لبث امرؤ القيس أن قال : مرحبا بكم آل بيت النبي، قـد أنكحتك ياعلي ابنتي " المحياة "، ثم أقبل على سبطي الرسول فقال: وأنكحتك ياحسن ابنتي " سلمى "، وأنكحتك ياحسين ابنتي " الرباب ".

وبالفعل تم الزواج واحتفل البيت النبوي بهذا الزواج بعد عودة الإمامين الحسن والحسين منصوريْن مع جيش الفتح من إفريقيا بقيادة عبد الله بن سعد عام(27هـ) وأثمر هذا الزواج أن ولدت الرباب عبدالله بن الحسين، وبعد ذلك ولدت له آمنة عام(47هـ).

وكانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن، وكان الحسين يحبها حبا شديدا، وله فيها مع سكينة أشعار، منها:

لعمري إننى لأحب دارا * تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل كل مــــــالى * وليس للائمي فيها عتاب
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب



سكينة.. أديبة: بدأت شخصية السيدة سكينة تظهر فى مكة عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، ويلفت النظر أنه حين أقبل موسم الحج عام (60هـ) كانت السيدة سكينة قبلة الأنظار لحسنها وظرف حديثها وأناقتها الساحرة حتى صارت تُحتذى، ولكن مرحها وأناقتها لم يلهها عن التعبد الذي وصل بها إلى درجة الاستغراق، تأكيدا لقول والدها رضي الله عنه وعنها يوم جاءه الحسن المثنى ابن أخيه الحسن خاطبا إحدى بناته، فقال له الحسين : خطبت لك فاطمة فهي أكثر شبها بأمي، أما سكينة فغالبٌ عليها حال الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل، ولعل هذا هو السبب في كثرة أزواجها.

وتعلق الدكتورة سعاد ماهر في موسوعتها الماتعة " مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" على شخصية السيدة سكينة رضي الله عنها في نقاط، فتقول:

أولا- السيدة سكينة كانت سيدة المجتمع الحجازي الأول على أيامها.

ثانيا - اختلف الرواة والمؤرخون فى عدد أزواج السيدة سكينة فقيل: اثنان أو واحد، على أن جمهور الرويات تُجمع على ثلاثة، هم: مصعب بن الزبير، ثم عبدالله بن عثمان، ثم زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم.

ويقول ابن خلكان: خلف عليها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، أما المراجع الشيعية فقد أقصرت زواجهاعلى ابن عمها عبد الله بن الحسن رضي الله عنهما.

ثالثا : إذا كان للغرب أن يفتخر بندوات نسائه العلمية - أي الصالونات الأدبية - في القرن الثامن عشر، فإن للعرب أن يتيهوا فخرا بندوات نسائه في الأندلس، فقد كانت ندوات ولادة بنت المستكفي في القرن الحادي عشر الميلادي مجمع العلماء والشعراء.

ثم تقول: أما السيدة سكينة فهي أول من سنت الندوات النسائية فى المدينة المنورة، وقد امتازت ندواتها بالأدب الرفيع والعلم الغزير والشعر الرقيق.

ويقول النسابة العبيدلى: إن السيدة سكينة صحبت عمتها السيدة زينب في خروجها إلى مصر، حين أدرك الخليفة يزيد بن معاوية خطر مقامها بالمدينة، فأمر إليها أن يفرق بينها وبين الناس حتى لا تكون فتنة.

وقال ابن زولاق مؤرخ ومحقق مصر: إن أول من دخل مصر من ولد علي كرم الله وجهه سكينة بنت الحسين.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 03, 2024 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290

بمناسبة الأحتفال بمولد سيدى محمد الأنور رضى الله عنه


سيدى محمو الأنور ( عم السيدة نفيسة )


جامع سيدى محمد الأنور ** يقول على باشا مبارك فى الجزء الخامس ص101 : هذا الجامع بخط الخليفة بالقرب من مسجد السيدة سكينة رضى الله تعالى عنهما عن يمين الذاهب الى القرافة الصغرى له باب على الشارع يدخل منه فى طرقة مستطيلة مفروشة بالحجر وعلى وجهه بيت شعر فى لوح رخامى

مسجد حل فيه نجل زيد *** ذلك الأنور الاجل محمد 1195


\
وهو مسجد صغير قائم على عمود واحد وبه منبر من الخشب وله منارة قصيرة وشعائر مقامة من طرف ديوان وزارة الاوقاف وفى الطرقة باب المطهرة وشجر وبه مسكن وبداخل المسجد ضريح سيدى محمد الأنور رضى الله تعالى عنه وقد قمت بزيارته ووجد المسجد على حالته وعليه قبة جليلة وفوق القبر تابوت من الخشب عليه كسوة وليس علية مقصورة مثل باقى المقامات وفى رسالة الشيخ الصبان ان السيد محمد الأنور هو ابن زيد بن الحسين المثنى بن الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب فهو عم السيدة نفيسة فى المشهد القريب من عطفة دامع احمد بن طولون مما ييللى دار الخليفة فى الزاوية التى هناك ينزل لها ب الزاوية بمسجد مرتفع ورواق مقام ذلك الامام رضى الله تعالى عنه


ويقول أحد الكتاب ( هو سيدى الإمام محمد الأنور رضى الله عنه بن سيدنا زيد الأبلج بن مولانا سيدنا الحسن رضى الله عنه شقيق سيدنا الامام حسن الأنور الموجود ضريحة الكريم بشارع الجيارة وهو عم سيدتنا السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها على يمين السالك شارع الأشرف من جهة الصليبة بحى الخليفة قاصدا مسجد السيدة سكينة رضى الله تعالى وبعد مسجد مجمع الأولياء

سيدي محمد الأنور وسيدي إبراهيم الأنورالشهير بين أهل مصر بسيدي السواح هما أبناء سيدي زيد الأبلج بن الإمام الحـسن السـبط وشقيقهما سيدي الحـسن الأنور والد السيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنية، صاحبة المشهد بمصر، ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور، ثم حبسه دهراً، ودخلت هي مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق. وتوفيت في شهر رمضان، قال ابن الأهدل: وقيل: قدمت مصر مع ابنها، وكانت من الصالحات، سمع عليها الشافعي، وحملت جنازته يوم مات فصلت عليه، ولما ماتت همَّ زوجها إسحاق بحملها إلى المدينة فأبى أهل مصر، فدفنت بين القاهرة ومصر، يقال: إن الدعاء يستجاب عند قبرها، وكان أخوها القاسم بن حسن زاهداً، عابد. قلت: وسلسلتها في النسب، وسماع الشافعي منها وعليها، وحمله ميتاً إلى بيتها أعظم منقبة، فلم يكن ذلك إلا عن قبول وإقبال وصيت وإجلال، نفع اللَّه بها ومبلغها،ويقع مقام سيدي محمد الأنور صاحب الذكرى بشارع الأشرف بالقرب من مقام السيدة رقية والسيدة سكينة رضي الله عنهم أجمعين

** ( يقول حسن قاسم )**


قبة السيد محمد الأصغرالمعروف بالأنور بن زيد الأصغر بن الحسن بن زيد الجواد ابن الامام الحسن السبط عليه السلام المزعوم أنه عم السيدة نفيسة بنت الأمير حسن العلوى ولاصحيح أنه ابن أخيها زيد الأصغر شقيق السيد حسن الأصغر المدفون مع والده السيد زيد المذكور بجامع كندة بمصر بشارع الأنور بمنطقة فم الخليج والقبة المذكورة مسجلة باللجنة نمرة 68 وعلى باب المشهد كتابة تاريخية بها
مسجد حل فيه نجل لزيد *** ذلك الأجل الأنور محمد *1287*

ويقول على مبارك باشا فى خططه بقرب جامع السيدة سكينة جامع سيدى محمد الأنور وهو مسجد صغير منقوش على بابه تاريخ عمارة مستجدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف وشعائره مقامة ويهمل له مولد سنوى وقد ذكره السخاوى فى تحفة الاحباب أنه يعرف بمشهد محمد الاصغروبعضهم يقول انه ابن زين العابدين وليذكر احد علماء النسب ان زين العابدين تخلف بعد ولد اسمه محمد الأصغر وانما خلف محمدا الباقر وزيد الازدى وعمر وعليا الاصغر والحسين وقال العبيدلى النسابة هذا المشهد من مشاهد الرؤيا .

ويقول السخاوى فى تحفة الأحباب : لا يعرف من مشاهد الأشراف فى هذه المنطقة إلا مشهد محمد الأصغر ومعروف لالأنور بن زيد الجواد بن الحسن بن على بن أبى طالب وهو ابن أخى السيدة نفيسة بنت الحسن لا عمها كما يزعم العامة


( على محمود محمد على )

alimahmoud4751@gmail.com



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 04, 2024 6:32 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290

بمناسبة الأحتفال بمولد السيدة نفيسة

رضى الله تعالى عنها





(إنى أحببت المصريين حبا جـمـا ، وأتمنى أن تكون مقبرتى فى مصر فلا أفارقهم حية ولا ميتة ) هاكذا قالت سيدة أهل الفتوة والتصرف الملقبة بكريمة الدارين .

والـــدهــا : سيدى حسن الأنور بن زيد الأبلج بن سيدنا الحسن بن الإمام على بن أبى طالب وكان يسمى شيخ الشيوخ وكان واليا على المدينة المنـورةمن قبل أبى جعفر المنصور ، وكان إماما عالما جليلا ومن كبار آل البيت ويعد من التابعين ...عاش حياتة حافلة بالخير وجليل الأعمال وكريم الخصال .

تـاريخ ميلادهـا : يوم الاربعاء الموافق الحادى عشر من شهر ربيع الأول سنة 145 هجرية بمكــة المكــرمة .

زوجـــهــا : إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام على رضى الله تعالى عنهما .

إخواتهـــــا : أبو القاسم ، محمد ، على ، إبراهيم ، زيد ، عبيد الله ، يحى المتوج بالأنوار ، اسماعيل ، إسحاق ، أم كلثوم .

حياتـهــــا : اصطحبها والدها وقد بلغت الخامسة من عمرها إلى المدينة المنورة وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها فكانت تذهب إلى المسجد النبوى تسمع من شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه ، وأشهر من التحقت بمجالسهم ( الإمام مالك ) وقد قرأت كتابه ( الموطأ ) وناقشت كل القضايا وبدأ ت تزداد معرفة ، وكانت السيدة تفيسة رضى الله عنها تتمتع بحسن بارع وجمال رائع عـلاوة على إقبالـها على طلب العلـم وما امتازت به من حميد الأخلاق والشمائل لذلك فعندما بلغت كريمة الدارين سن الزواج تـها فت على خطبتها الكثير من شباب أشراف قريش وكان والدها يأبى إجابة طلبهم ويردهم ردا جميلا إلى أن أتاه إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق رضى الله تعالى عنه وكان دار الحس قبالة دار جعفر الصادق من هذا فخطبها من أبيها فلم يرد عليه جوابا ولقب إسحاق المؤتمن لشدة إهتمامه بالأمانات وشهد له الجمي بالدين والصلاح ..وذهب اسحاق المؤتمن إلى المسجد النبوى ودخل الحجرة النبوية الشريفة ووقف تجاه القبر فى خشوع وإجلال فقال ( يا رسول الله إنى خطبت نفيسة بنت الحسن من أبيها فلم يرد على جوابا وإنى لم أخطبها إلا لخيرها ودينها وعبادتها ثم انصرف وقد انشرح صدره واطمأنت نفسه ، وفى تلك الليلة رأى والدها الحسن جده المصطفى صلى الله عليه وسلم فى المنام وهو يقوك له ( يا حسن زوج نفيسةمن إسحاق المؤتـمن ـ فقد زوجها والدها له بعد أن رأى رسول الله وتم العقد عليها فى يوم الجمعة الخامس من رجب سنة 161 هجرية وكان عمرها 15 سنة وثلاثة شهور تقريبا وبذلك يكون قد اجتمع نوران من بيت النبوة ( سيدا شباب أهل الجنة فجدها سيدنا الحسن رضى الله عنه وزوجها جده سيدنا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه .

يقول الـمقريزى فى خططه ( تزوجت السيدة نفيسة بإسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق وكان من أهل الصلاح والخير والفضل والدين ـ وروى عنه الحديث وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول : حدثنى الثقة الرضا إسحاق بن جعفر فى بيت كريم ومن أسرة طهرها الله سبحانه وتعالــى تطهيرا وأذهب عنها الرجس ) ، ولعل والدها تنبأ بـها بأن تكون لـها شأن عظيم بين الصالحين والصالحات فقد بدأت فى سن مبكر فى تـلاوة القرآن الكريم بـمفردها ثم عملت على حفظه فى خلال سنة وكانت تؤدى الصلوات الخمس مع والديها فى المسجد الحرام وهى فى سن السادسة

أ ولادهــا : الـقـاسـم و أم كلثــوم ـ وحجت السيدة نفيسة مع زوجها ثلاثين مرة وكانت معظمها ماشية على قدميها اقتداء بجدها الإمام الحسن الذى قال (إنى لأستحى من ربى أن ألـقاه ولم أمش إلى بيته .

عـبـادتـها : عاشت السيدة نفيسة زاهدة عابدة كانت تصوم النهار وتقوم الليل وكانت رغم ثرائها لا تأكل إلا أكلة واحدة كل ثلاثة ليال وكانت تتفانــى فى طاعة الله عز وجل . تقول لزينب بنت أخيها يحى المتوج ( خدمت مع عمتى نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت النهار فقالت لها أما ترفقين بنفسك ؟ فقالت : كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبات لا يقطعها إلا الفائزون ) وكانت رضى الله تعالى عنها تتحلى بالصبـر عنـدالشدائد والعطف على المساكين ونصرة الضعيف وعيادة المريض وكانت تؤمن بأن من عبد الله تعالى مخلصا كان الكون مسخرا له .

من أقولـهـا : ( ولا يـظلــم ربــك أحــد )

لا مناص من الشوك فى طريق السعادة فمن تخطاه وصل .

إن الصلاة صلة بين العبد وربه وهى المفتاح الذى تفتح به خزائن الروحانيات وركعتان توفرت فيهما هذه الصلة خير مـن ألـف مــن الركعات المجردة منـها – فإذا سجدت فـاذكر أنـك وضعت أكرم ما فى الانسان وهو رأسه فى الأرض طاعة لربه واعترافا بفضله وخوفا منه .

دخولـها مصر : استقبل أهل مصر السيدة نفيسة فى 26 من شهر رمضان سنة 193 هجرية وذلك قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعى بخمس سنوات وكان ذلك فى ولايةالحسن بن التختاخ والى مصر من قبل هارون الرشيد وكان استقبالـها بالعريش استقبالا رائعا تلقوها الرجال والنساء مرحبين بها يهللون ويكبرون حتى وصلت مصر ونزلت عند كبير التجار ( جمال الدين عبد الله الجصاصى ) وكان من أهل الصلاح والبر والتقوى وأقامت عنده عدة شهور معززة مكرمة تتوافد عليها جموع الناس من جميع أنحاء الأقطار يلتمسون بركاتها ويرجون من دعائها وكان ممن يحضرون مجلس ( الإمام الشافعى الذى كان يكثر من زيارتـها والتبرك بـها وكان يصلى بـها التراويح فى شهر رمضان ويسألها الدعاء وحين مرض الإمام الشافعى أرسل إليها كعادته يلتمس الدعاء فقالت :متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم ولما سمع الإمام هذا عرف أنه لاحق بربه فأوصى أن تصلى عليه صلاة الجنازة – ويوم مرض بشر بن الحارث وكان دائم التردد عليها فعادته السيدة نفيسة وبينما هى فى زيارته دخل الإمام أحمد بن حنبــل يزوره أيضا فلما عرفها طلب من بشر بن الحارث أن يسألها الدعاء فقالت : اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيـران بك من النار فأجرهما يا أرحــم الراحـمين .

كرامتهــا : رجتها سيدة تدعى أم هـانى أن تقيم بدارها وكانت امرأة ورعة تقية صالحة فقبلت السيدة نفيسة وانتقلت إليها وكان الزوار يزورنها ويتبركون بها وكان بجوار أم هانى رجل من اليهود يقال له ( أبو السرايا أيوب بن صابر ) وله ابنة قعيدة وفى يوم من الأيام توجهت بها أمها إلى السيدة نفيسة واستأذنتها فى بقائها فى حماها إلى أن تعود من حمامها فتركتها فى رد هة الدار ومضتإالى الحمام حتى إذا جاء وقت الصلاة – صلاة الظهر نـهضت السيدة نفيسة رضى الله عنها لوضوئها والبنت الصغيرة القعيدة ترقبها – وكان ماء الوضوء – يجرى فى مجرى بالردهة إلى بئر تحت عتبة الدار – فألهم الله عز وجل البنت أن تزحف من مكان قعدتـها لتصل إلى ذلك المجرى زاحفة فأخذت فى تقليد السيدة نفيسة فيما تفعـل من غسيل وجهها ويدها ورجليها وما أن غسلت رجليها من فضل وضوء السسيدة نفيسة حتى قامت واقفة وزال عنها العجز – وعندما عاد أبوه وعرف بالمعجزة ذهبا إلى السيدة نفيسة يطلبان أن تشفع لهما بالتوبة فما أن انتهت من دعائها حتى نطق أبو السرايا الشهادتين وسرى الخبر تلك الجهة فأسلم أهلها وكانوا أكثر من سبعين بيتا من اليهود – ثم سر الخبر فى مصر فهرع إليها حشود من البشر يلتمسون عندها البركة وازدحمت بـها الدار ففكرت السيدة نفيسة فى مغادرة مصر حيث تعود إلى مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم لتقضى بقية عمرها فى هدوء وعبادة ولما علم أهل مصر بذلك شق عليهم أن تفارقهم ، فالتمسوا منها العدول عن عزمها ورجوها البقاء بينهم ولكن أصرت على طلبها فلجأوا إلى والى مصر السرى بن الحكم بن يوسف فانتقل اليها يستعطـفها ويطلب منها البقاء فقالت : (إنى كنت قد عزمت المقام عندك ، غير أنى امرأة ضعيفة وقد تكاثر الناس حولى وأكثروا من زيارتى فشغلونى عن أورادى وجمع زادى لمعادى ، غير أن منزلى هذا يضيق لهذا الجمع الكثيف والعدد الكبير ولقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال لها السرى ياابنة رسول الله إنى كفيل بإزالة ما تشكين منه وسأمهد لك السبيل وأهيئ لك ما فيه راحتك ورضاؤك ، أما ضيق المنزل فإن لى دارا واسعة بدرب السباع وإنى أشهد الله تعالى أنى وهبتها لك وأسألك أن تقبليهـا منى ولا تخجلينى بردها على فقالت بعد سكوت طويل : إنى قد قبلتها منك ، وقالت : يا سرى كيف أصنع بهذه الجموع الكثيرة والوفود الغفير فقال : تتفقين معهم على أن يكون للزوار فى كل جمعة يومان وباقى الأسبوع تتفرغين لعبادتك أى ( السبت والأربعاء للناس ) ، وظلت السيدة نفيسة بمصر حتى كان يوم لقائها بربها الذى كانت تنتظره بشوق ، ويـقول العلامة الأجهورى إن السيدة نفيسة رضى الله عنها حفرت قبرهـا الشريف بيدها ، أى أمرت ببنائه وقالت زينب بنت أخيها ( تألمت عمتى فى أول يوم من رجب وكتبت إلى زوجها إسحاق المؤتمن كتابا وكان غائب بالمدينة تطلب إليه فيه المجئ إليها وموافاتها لإحساسها بدنوا أجلها ومازلت متوعكة إلى أن كان يوم الجمعة من شهر رمضان فزاد عليها الألم وهى صائمة فدخل عليها الأطباء فأشاروا عليها بالإفطار فقالت : واعجباه إن لى ثلاثين سنة وأنا أسأل الله عز وجل أن يتوفانى وأنا صائمة أفأفطر اليوم ...؟، معاذ الله وتوفيت فى 15 رمضان سنة 208 هجرية ( 809 ميلادية ) وكان زوجها يريد أن ينقلها إلى البقيع فسأله أهل مصر فى تركها للتبرك بها . ويقال إن سيدنا رسول الله أتاه فى المنام وقال له يا إسحاق لا تعارض أهل مصر فى نفيسة لأن الرحمة تتنزل عليهم ببركاتها – فدفنت بالمكان الذى حفرته بيدها وصارت تنزل فيه وتقرأ القرآن – ويقال إنها قرأت فيه القرآن أكثر من ستة آلف ختمة – وقد فاضت روحها الطاهرة وهى تتلو قول الله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) – وتقول السيدة زينب بنت أخيها القائمة على خدمتها ضممتها إلى صدرى فتشهدت شهادة الحق . ويقول سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إن لـها مائة وخمسين كرامة منها أن النيل قد توقف فى أوان الوفاء وضج الناس وأتوها فأعطتهم قنــاعا وقالت اطرحوه فى التيل فلما طرحوه فى النيل فوجئ الناس من ساعته بتدفقه – وتقول زينب خدمت عمتى أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار إلا العيدين وأيام التشريق وقالت كنت أجد عندها ما لا يخطر بخاطرى .
.
من أشعارها : عند مرضها :

اصــرفــوا عنى طبيبى ودعـــونـــى وحبيبى
زادانى شوقــــى إليه وهيامى وحنيــــــن


أقوال الـمؤرخ: ويقول المؤرخ الإسلامى الشيخ عبد الوهاب الشعرانى رضى الله تعالى عنه إن أرواح الأنبياء وأرواح الكمل باقية على الخدمة فى عالم البرزخ وإن لله عز وجل بفضله بكل قبور الأنبياء وأولياء الله الصالحين ملائكة يقضون

حوائج السائلين خصوصا بيوت الأنبياء وأولياء الله لأن أهل البيت هم أهل الكرم والعطاء .

أولا : ويقول الإمام أبو حامد الغزالى رضى الله تعالى عنه : إن لعض الصالحين وأولياء الله يشاهدون الملآئكة رأى العين المجردة وأرواح الأنبياء والصالحين يسمعون عنهم أصواتا ويقتبسون منهم الفوائد ولا عجب فى ذلك فالله عز وجل هو القادر على كل شئ
صورة للضريح والقبة

ثانيا : فى كتاب بحر الأنساب للعلامة السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسينى النجفى المتوفى سنة 433 هـ يقول : السيدة نفيسة الموجودة بمسجدها عند باب القرافة بعد السيدة سكينة بمصر أشهرمن أن تعرف الآن لتواريخ التى نقات عنها أثبتت أنها من كبار العلماء ومن كبار أهل الكرامات فهى السيدة نفيسة بنت الإمام حسن الأنور بن زيد الابلج بن الامام الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ولدت السيدة نفيسة فى الساعة الثالثة من يوم الاربعاء حادى عشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة ودخلت مصر لخمس بقين من رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وكان الأمام الشافعى يأتى إلى منزلها كل ليلة من رمضان ويصلى بها القيام ويسألها الدعاء وماتت رضى الله عنها فى شهر رمضان سنة ثمانية ومائتين وذكر المؤرخون أنها كانت تتلو القرآن فى مرضها وأنها كانت تقرأ سورة الأنعام وكرامات السيدة نفيسة قد أفاض فيها المؤرخون وأرباب السير *

ثالثا : فى كتاب المواعظ واأعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية تأليف تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ فى الجزء الرابع صفحة 442 يقول : قال الشريف النقيبب النسابة شرف الدين أبو على محمد بن أسعد بن على بن معمر بن عمر الحسينى الجوانى المالكى فى كتاب الروضة الانيسة بفضل مشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها * نفيسة ابنة الحسن ابن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام امها ام ولد وأخواتها القاسم ومحمد وعلى وابراهيم وزيد وعبيد الله ويحيى واسماعيل واسحاق وأم كلثوم وألاود الحسن بن زيد بن الحسن بن على فأمهم أم سلمة واسمها زينب ابنة الحسن بن الحسن بن على وأمها أم ولد تزوج أم كلثوم اخت السيدة نفيسة عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم ثم خلف عليها الحسن بن زيد بن على بن الحسن بن على وأما على وابراهيم وزيد أخوة نفيسة من أبيها فأمهم أم ولد تدعى أم عبد الحميد وأما عبيد الله بن الحسن بن زيد فأمه الزائدة بنت بسطان بن عمير بن قيس الشيبانى وأما اسماعيل واسحاق فهما لامى ولد وكان اسماعيل من أهل الفضل والخير صاحب صوم ونسك وكان يصوم يوما ويفطر يوما * ونفيسة رضى الله عنها تزوجت بإسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام وكان يقال له إسحاق المؤتمن وكان من أهل الصلاح والخير والفضل والدين روى عنه الحديث وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول حدثنى الثقة الرضى اسحاق بن جعفر وكان له عقب بمصر منهم بنو الرقى وبحلب بنو زهرة وولدت نفيسة من اسحاق ولد ين هما القاسم وأم كلثوم لم يعقبا * وأما جد نفيسة وهو زيد بن الحسن بن على فروى عن أبيه وعن جابر وابن عباس وروى عنه ابنه وكانت بينه وبين عبد الله بن محمد بن الحنفية خصومة وفد الا جلها على الوليد بن عبد الملك وكان يأتى الجمعة منثمانية أميال وكان إذا ركب نظر الناس اليه وعجبوا من عظم خلقه وقالوا جده رسول الله * وأما والد نفيسة وهو الحسن بن زيد فهو الذى كان والى المدينة النبوية من قبل أبى جعفر عبد الله بن محمد المنصور وكان فاضلا أدبيا عالما وأمه او ولد توفى أبوه وهو غلام وترك عليه دينار أربعة آلاف دينار فخلف الحسن ولده وأما نفيسة كانت من الصلاح والزهد على الحد الذى لا مزيد عليه فيقال انها حجت ثلاثين حجة وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار فقيل لها ألا ترفقين بنفسك فقال كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبة لا يقطعها الا الفائزون وكانت تحفظ القرآن وتفسيره وكانت لا تأكل الا فى كل ثلاث ليال اكلة واحدة ولا تاكل من غير زوجها شيئا وقد ذكر الإمام الشافعى محمد بن ادريس كان زارها وهى من وراء حجاب وقال لها ادعى لى وكان صحبته عبد الله بن عبد الحكم وماتت رضى الله عنها بعد موت الامام الشافعى رحمة الله عليه بأربع سنين لان الشافعى توفى فى شهر رجب سنة أربع ومائتين وثيل انها كانت فيمن صلى على الامام الشافعى وتوفيت السيدة نفيسة فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين ودفنت فى منزلها وهو الموضع الذى به قبرها الآن ويعرف بخط السباع وأراد اسحاق بن الصادق وهو زوجها ان يحملها ليدفنها بالمدينة فسأله أهل مصر أن يتركها ويدفنها عندهم لاجل البركة وقبر السيدة نفيسة أحد المواضع المعروفة باجابة الدعاء بمصر وهى أربع مواضع سجن نبى الله يوسف الصديق عليه السلام ومسجد موسى صلوات الله وسلامه عليه وهو الذى بطريق ومشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها والمخدع الذى على يسار المصلى فى قبلة مسجد الأقدام بالقرافة * ويقال أنها حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه تسعين ومائة ختمة وانها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت فى حزبها الى قوله تعالى قل لمن ما فى السموات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة ففاضت نفسها رحمها الله تعالى مع قوله الرحمة ومن كرامات السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها لما قدمت مصر مع زوجها اسحاق المؤتمن نزلت بالمنصوصة وكان بجوارها دار فيها قوم من أهل الذمة ولهم ابنة مقعدة لم تمش قط فلما كان فى يوم من الايام ذهب أهلها فى حاجة من حوائجهم وتركوا البنت المقعدة عندد السيدة نفيسة فتوضأت وصبت من فض وضوئها على الصبية المقعدة وسمت الله تعالى فقامت البنت تسعى على قدميها ليس بها بأس فلما قدم أهلها وعاينوها تمشى أتو السيدة نفيسة وقد تيقنوا أن مشى أبنتهم كان ببركة دعائها فأسلموا جميعا على يديها فأشتهر ذلك بمصر وعرف أنه من بركاتها وتوقف النيل فى سنة فحضروا غليها وشكوا ما حصل من توقف النيل فدفعت بقناعها اليهم وقالت لهم ألقوه فى النيل فالقوه فيه فزاد حتى بلغ الله به المنافع هذا ما ذكره المقريزى رحمة الله عله وإن زاد *

رابعا :وفى تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات للعلامة الكبير والمؤرخ
الشهيرأبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى يقول : وموضع المشهد النفيسى يعرف بدرب السباع ( توفيت ) فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين فاراد زوجها اسحق المؤتمن بن جعفر الصادق أن يحملها ويدفنها بالمدينة الشريفة فسأله المصريون بقاءها عندهم فدفنت بحيث هى وقبرها معروف بجابة الدعء وكان لها ولدان من زوجها اسحق هما القاسم وأم كلثوم وثيل إن أهل مصر جمعوا له ثانا عشر ألف درهم ليتركها مدفونة عندهم بمصر وقبرها أحد الماكن المجاب فيها الدعاء بمصر وهى أربعة هذا وموضع سجن يوسف نبى الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ومسجد نبى الله تعالى موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وأتم التسلم وهو بأرض طرا والمخدع الذى على يسار المصلى قى قبلة الأقدام بالقرافة الكبرى ولم يزل الصالحون والأئمة والفقهاء والقراء والمحدثون والعلماء يزورون مشهد السدة نفيسة ويدعون عند وهو مجوب باإجابة الدعاء ومدفنها بمنزلها الذى كانت ساكنة به وكا وهبه لها أمير مصر السرى بن عبد الحكم فأقمت عدة سنين فلما مرضت حفرت قبرها بيدها فى وسط دارها وكانت تحفر فيه فى كل يوم قليللا إلى أن تكامل الحفر فاتخذته مصلاها فكانت تنزل إليه وتصلى فيه وكان الامام الشافعى رحمه الله تعالى ياتى هو وأصحابه إلى زيارتها وكان قدومها هى وزوجها إلى مصر خمس بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة ست وتسعين ومائة وقيل السبب فى قدومها إلى مصر أنها حجت ثلاثين حجة راكبة فى بعضها وماشية فى بعضها وكانت تقرأ القرآن وتفسره وتقول إلهى سهل على زيارة قبر خليللك إبراهيم عليه الصلاة والسلام فحجت سنة فلما قضت حجتها تلك السنة توجهت مع زوجها الشريف إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه إلى بيت المقدس الشريف وزار قبر الخليل عليه الصلاو والسلام وأتت من بعد زيارتها هى وزوجها إلى مصر فى التاريخ المذكور على اختلاف فيه وكان لقدومها مصر أمر عظيم فأستقبلوها السناء والرجال بالهوادج من العريش ولم يزالوا معها حتى دخلت مصر فأنزلها عنده كبيرر التجار بمصر وهو جمال الدين بن عبد الله الجصاص بالجيم وقيل بالحساء وكان من أصحاب المعروف والبر والصدقة والمحبة فى الصالحين والعلماء والسادة الأشراف فنزلت عنده فى دار له فأقامت بها عدة شهور والناس ياتون إليها من سائ الأفاق يتبركون بزيارتها ودعائها ثم تحولت من هذا المكان الى مكانها التى هى مدفونة به وقد منا أمير مصر السرى بن الحكم وهب لها هذا المكان ولم نطيل على القارىء فقد ذكر السخاوى ما ذكره وزاد عليه المقريزى رحمهما الله تعالى ونهاية كلام السخاوى رضى الله عنه أنه قد ذكر بعض الناس جماعة قليلة منهم تركناها خوفا من الإطالة قيل إن الخلعى كان يقول عند زيارتها : السلام والتحية والإكرام من العلى الرحمن على السيدة نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة وابنة علم العشرة * الإمام حيدرة السلام عليك باابنة الحسن المسموم * أخى الإمام الحسين شيد الشهداء المظلوم * السلامك عليك يا بانة فاطمة الزهراء * وسلالة خديجة الكبرى رضى الله تبارك وتعالى عنك وعن جدك وأبيك وحشرنا فى زمرة والديك وزائر بك اللهم بما كان بينك وبين جدها ليلى المعراج اجعل لنا من همنا الذى نزلى بنا الفرج واقض حوائجنا فى الدنيا والآخرة يارب العالمين وزاد بعضهم على هذا الدعاء ألفاظا أخر فقال السلام والتحية والإكرام على أهل بيت النبوة والرسالة والسلام والرحمة على بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج الحسن السبط ان على المجتبى وابن فاطمة الزهراء أنتم غياث لكل قوم فى اليقظة والنوم فلا يحرم فضلكم إلا محرروم ولا يطرد عن بابكم إلا مطرود ولا يواليكم إلا مؤمن تقى ولا يعادبكم إلا منافق شقى * اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله واعطنى خير ما رجوت بهم وبلغنى خير ما أملت فيهم يا آل بيت المصطفى غنما السرور والسلام فيكم جئتكم قاصدا فيالله أقبلونى فقد حسبت عليكم اللهم

انى ألود بحب آل محمد أرجو بذلك رحمة الرحمن
منى الدعاء بحبهم لك دائما يا دائم المعروف والغفران



وكان بعضهم يقف عند هذا المشهد ويقول

يا رب إنى مؤمن بمحمد وبآل بيت محمد منوالى
فبحقهم كن لى شفيعا منقذا من فتنة الدنيا وشر مآلى



وكان بعضهم يقول

يا بنى الزهراء والنور الذى ظن موشى أنه نار قبس
لا أولى قط من عادا كمو إنه آخر سطر فى عبس



خامسا : فى الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة تأليف لرمجد والملاذ الاسعد سعادة على باشا مبارك والذى طبع سمة 1306 هـ يقول فى الجزء الثانى ص 61 : شارع السيدة نفيسة أوله من السيدة رقية وآخره بوابة السيدة نفيسة وفى صفحة 62 يقول على باشا مبارك :

معبد السيدة نفيسة : بأخر سكة السيدة نفيسة تجد عن يسارك على بعد ثلاثين مترا تقريبا قبة قديمة يقال أنها معبد السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها قال السخاوى وهذا القول لا أعتماد عليه ولا صحة له ولم يذكر هذا الموضع أحد من علماء المشايخ وأهل الانساب وقال صاحب المصباح ثم تجد المشهد المعروف بمشهد القاسم وفيه قبى كبيررة كتب عليه العوام القاسم بن الحسين بن على بن أبى طالب وذلك غير صحيح لان الحسين رضى الله عنه لما قتل بكربلاء لم يبق بعده إلا زين العابدين ويحتمل أنه يكون من زرية الحسين وبهذا القبة قبورا أخر تعرف وبها أيضا قبر السيدة الشريفة نفيسة بنت زيد عمة السيدة نفيسة بنت الحسن وقال صاحب الكواكب السيارة فى ترتيبب الزيارة قبرها بالمراغة معروف مشهور ولقد غلط من قال انها نفيسة بنت الحسن الأنور وقال بعضهم بنت زيد المذكور وكانت زوجة الوليد بن عبد الملك بن مروان وهو خليفة فيحتمل أنه طلقها وانها وردت الى مصر وتوفيت بها وقال بعضهم انها ماتت فى عصمته ولم يثبت أين ماتت بمصر أو بالشام أو غيرها ولكن دخولها مصر غير مشهور وزيد هذا كان يعرفبالابلج بن الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب رضى الله عنهم وبالقرب من مسجد السيدة زينب مدرسة تعرف بمدرسة أم السلطان أنشأها الملك المنصور قلاوون وكانت فى الاصل تكية السيدة نفيسة * وفى الجزء رقم 5 ص 135 يقول على باشا مبارك ونقل عن المقريزى ما ذكرنا ويقول ذكر ابن خلكان انها دخلت مصر مع زوجها اسحق بن جعفر وقيل دخلت مع أبيها الحسن وان قبره بمصر ويروى ان الامام الشافعى رضى الله عنه لما دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث وكان للمصريين فيها أعتقاد عظيم وهو إلى الآن باق كما كان ولما توفى الإمام الشافعى أدخلت دنازته اليها وصلت عليه فى دارها وكانت فى موضع مشهدها اليوم ولما ماتت عزم زوجها على حملها للمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فسأله أهل مصر بقاءها عندهم فدفنت فى مكانها المعروف الآن وفى إسعاف الراغبين فى فضائل أهل البيت للشيخ محمد الصبان ان المشهور بمصر ان السيدة نفيسة رضى الله عنها هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن وان جمهور النسابين يقولون انها بنت زيد بن الحسن بن على ولدت بمكة سنة خمس وأربعين ومائة ونشأت باملدينة ى العبادة والزهد وكانت ذات مال فكانت تحسن الى الزمى والمرضى وعموم الناس ولما ورد الشافعى مصر كانت تحسن اليه وربما صلى بها فى رمضان ولما قدمت مصر كانت بها بنت عمها السيدة سكينة ولا بها الشهرة التامة فخلعت عليها الشهرة فصار للسيدة نفيسة القبول التام بين الخاص والعام وماتت وهى صائمة فالزموها الفطرة فقال واعجباه لى منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أفطر الآن هذا لا يكون ثم قرأت سورة الأنعام لفما وصلت الى قوله تعال لهم دار السلام عند ربهم ماتت وقد حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه ستى آلاف ختمة ولما ماتت دفنت فيه ببيتها فى درب السباع بالمراغة محل معروف بينه وبين مشهدها الذى يزار الآن وفى رحلة النابلسى ان قبر السيدة نفيسة رضى الله عنها معروف بإجابة الدعاء مفصود بالزيارة من كل جهة ولما وصلنا الى القرافة للزيارة ابتدأنا بزيارة قبرها فدخلنا نحن والجماعة الذين كانوا معنا الى مزارها المعمور فاذا هو ملآن بالناس مع كمال الخشوع والحضور * هذا ما أستطعنا جمعه *

سادسا : أما موسوعة الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها ج 1 ص 122

فتقول :

عرش الحقائق مهبط الأسار *** قبر النفيسة بنت ذى الأنوار
حسن بن زيد الحسن نجل الإما ** م على ابن عم المصطفى المختار



هى السيدة نفيسة العالية القدر إبنة الامام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الامام الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه أجمعين ** (( قال الزبير بن بكار )) ولدت بمكة سنة 145هـ ونشأت بالمدينة المنورة وكانت تحب العبادة من صغرها وكانت لا تفارق حرم الرسول عليه الصلاة والسلام كما يقول الزيات فى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ص 5 وحجت رضى الله تعالى عنها ثلاثين حجة ادت معظمها ماشية وكانت تبكى بكاء شديد وتتعلق بأستار الكعبة وتقول ( إلهى وسيدى ومولاى متعتى ووفرحتى برضاك عنى فلا تسبب لى سببا به عنك تحجبنى وتقص علينا زينب إنة أخيها يحيى المتوج طرفا من حياة عمتها فتقول : خدمت عمتى نفيسة أربعين سنة فما نامت ليلة ولا فطرت بنهار فقلت لها أما ترفقين بنفسك * فقال كيف أرفق بنفسى وقدامى عقبات لا يقطعها إلا الفائزون وتضيف زينب فتقول كانت عمتى نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وكانت تقرأه وهى تبكى وتقول إلهى وسيدى يسر لى زيارة قبر خليلك فأستجاب لدعائها وزارت هى وزوجها اسحق المؤتمن ثم رحلا الى مصر فى رمضان سنة 193 هـ ونزل بالمصوصة فى دار أم هانىء وكان لقدومها إلى مصر امر عظيم تلقاها الرجال والنساء بالهوادج من العريش وقد أحبها أهل مصر حبا جما ويعتقدون فى كرامتها فكانوا إذا نزل بهم أمر جاؤا اليها يسألونها الدعاء فتدعوا لهم وقد أدى إذدحام الناس عند بابها وتهافتهم على رؤيتها والاستماع إليها أن فكر زوجها فى الإرتحال الى الحجار ولكنها قالت له كما جاء فى الكواكب السيارى لأبن الزيات : لا أستطيع ذلك لأنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وقال لى لا ترحلى من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها ويقول القضاعى : قيل لزينب بنت أخى السيدة نفيسة رضى الله عنها ما قوت عمتك ؟ قالت كانت تأكل فى كل ثلاثة أيام أكلة * وكانت لها سلة معلقة أيام المصلاة فكانت كلما اشتهت شيئا وجدته فى السلة وكانت لا تأكل لغير زوجها شيئا وكان للسيدة نفيسة من زوجها اسحق ولدان هما القاسم وأم كلثوم ولم يعقبا * وأقيمت السيدة نفيسة بمصر سبع سنين وفى شهر رحب سنة 208 مرضت ويقول السخاوى فى تحفة الاحباب ص 29 لما أحست بدنو أجلها كتبت إلى زوجها إسحق المؤتمن كتابا وحفرت قبرها بيدها فى بيتها وكانت تنزل فيه وتصلى كثيرا وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة وكانت إذا عجزت عن القيام لضعفها تصلى قاعدة وتسبح وتقرأ كثيرا وتبكى كثيرا ولما حانت الساعة وكان ذلك أول جمعة من شهر رمضان قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ فلما وصلت الى قوله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) غشى عليها فضمتها زينب أبنة اخيها إلى صدرها شهدت شهادة الحق وقبضت رحمة الله عليها ** وقد أجمع النسابة والرواة والمؤرخون على قبر السيدة نفيسة لا خلاف فيه ولذلك فقد جاء فى كتاب الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة لأبن الزيات فى آداب الزيارة للمشاهدة والأضرحة ما يلى ( أما ابتداؤنا بالزيارة فمن المشهد النفيسى لما روى ع رسول الله صلى الله عليه وسللم أنه قال النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل الأرض ويضيف ابن الزيات فيقول واردت بذلك أصح المشاهد كما رواه العلماء رضى الله عنهم ولم أر أحد من أرباب التاريح صحح مشهد بغير القرافة من مشاهد أولاد على بن أبى طالب رضى الله عنه إلا المشهد النفيسى 8 لأنها أقامت به فى أيام حياتها وحفرت قبها بيدها رضى الله عنها

وأخيرا قال مجد الدين الناسخ :
فى كتابه مصباح الدياحى تبدأ الزيارة من مشهد الإمام الحسين ولم يقل بذلك غيره وجاء فى كتاب الدرة النفيسة فى ترجمة السيدة نفيسة ص 73 ينبغى لم زار هذا المكان ان يقول عند دخوله من باب الضريح حمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد * اللهم إنك قد ندبتنى إلى أمر قد فهمته واعتقدته وجعلته أجرا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذى هديتنا به إليك ودللتنا به عليك فكان كما قلت وكان بالمؤمنين رحيما حبيبا إليه ما هديتنا عزيزا عليه ما عنتنا وتلك الفريضة التى سألتها له وهى المودة فى القربى اللهم إنى مؤديها مريد النفع بها فى دينى ودنياى متوسل إليه بها يوم انقطاع الأسباب اللهم زده شرفا وتعظيما وهب لنا بزيارتهم مغفرة وأجرا عظيما ** هذا ما جمعناه عن هذه السيدة الطاهرة الشريفة بنت الأشراف حسبنا ونسبا اللهم أنفعنا بهم ورضى الله تعالى عنهم وصلى الله عليهم وعلى آله وىب بيته وأصحابة الطيبين الطاهرين ( انتهى )

ويقول مؤرخون إن السيدة نفيسة رضي الله عنها أقامت بمصر ما بين سبع سنوات إلى خمسة عشر عاما، قبل أن تداهمها في شهر رجب من العام 208 هجرية نوبة مرض شديد، فلما أحست بدنو أجلها حفرت قبرها بيدها في بيتها، وكانت تنزل إليه لتصلي فيه كثيرا، فلما حانت الساعة وكان ذلك في الجمعة الأولى من شهر رمضان بدأت في قراءة سورة الأنعام، فلما وصلت إلى قوله تعالى: “لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون” غشي عليها، فضمتها زينب بنت أخيها إلى صدرها فشهدت شهادة الحق وقبضت.

بعد وفاتها رضي الله عنها أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة لكي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.

دفنت السيدة نفيسة رضي الله عنها بدارها بدرب السباع بين القطائع والعسكر والتي عرفت فيما بعد بكوم الجارحي، وكان يوم دفنها يوما مشهودا، فقد هرع المصريون من أقصى البلاد وأدناها، ليصلوا عليها، إكراما لنسبها للبيت النبوي الشريف، ولعلمها الغزير الذي كان سببا في أن يفد عليها في حياتها أئمة الفقه الإسلامي وكبار العلماء، ويروى أن الإمام الشافعي زارها في بيتها وأنه قال لها من وراء حجاب: ادعي لي، فلما توفي في العام 204 هجرية أدخلت جنازته إليها، فصلت عليه وقالت: رحم الله الشافعي، فقد كان يحسن الوضوء.
كرامات

ذاعت كرامات السيدة نفيسة في مصر فهرع إليها الناس من كل جهة، وازدحموا على بابها فضاق بهم البيت، ويومها عزم زوج السيدة الجليلة رضي الله عنها على الرحيل إلى الحجاز، ولكن أهل مصر تمسكوا بها، ويذكر كتاب الجواهر النفيسة في مناقب السيدة نفيسة رضوان الله عنها لمؤلفه الراحل الشيخ محمد عبد الخالق أنه لما جاءها مرض الموت أرسلت لزوجها إسحاق المؤتمن تستحضره إليها من المدينة وعندما زاد بها المرض في أول جمعة من رمضان عام 208ه أشار عليها الأطباء بالإفطار لما رأوا بها من ضعف فقالت قولتها الشهيرة: “معاذ الله.. اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي”.

ويعد عبيد الله بن السري بن الحكم والي مصر من قبل الدولة الأموية، هو أول من بنى على قبر السيدة نفيسة حسبما يذكر المقريزي في خططه، وقد أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أقيمت عليه قبة، وقد دون تاريخ هذه العمارة على لوحة من الرخام وضعت عند باب الضريح جاء فيها: “نصر من الله وفتح قريب لعبد الله ووليه ابن تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين، أمر بعمارة هذا الباب السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الأنام، كافل قضاة المسلمين، وهادي دعاة المؤمنين عضد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته وشد عضده بولده الأجل سيف الإمام جلال الإسلام شرف الأنام ناصر الدين خليل أمير المؤمنين زاد الله في علائه وأمتع المؤمنين بطول بقائه في شهر ربيع الآخر سنة 482 هجرية”.
وفي عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله حدث تصدع لقبة المشهد النفيسي فجددت كما غطي المحراب الرخام، وكان ذلك سنة 532 هجرية، ويقول الجبرتي: إن الأمير عبد الرحمن كتخدا عمَّر المشهد النفيسي ومسجده وبني الضريح على ما هو عليه الآن، وجعل لزيارة النساء طريقاً بخلاف طريق الرجال وذلك في سنة 1173ه. كما كتب على باب الضريح بالذهب على الرخام:

عرش الحقائق مهبط الأسرار
قبر النفيسة بنت ذي الأنوار
حسن بن زيد بن الحسن نجل
الإمام علي ابن عم المصطفى المختار



وقد وصف علي مبارك في خططه الضريح والمسجد الملحق به وصفا مستفيضا، وقال إن الدولة خصصت حينذاك 450 فدانا وعدة حوانيت للصرف على المشهد، غير المبالغ التي تتجمع في صندوق نذوره والتي كانت تبلغ في السنة في ذلك العهد ما قيمته خمسة وعشرون ألف قرش، كما كانت نظارة الأوقاف تصرف له ثمن الزيت والحصر وملء الميضأة

((ضريح السيدة نفيسة رضى الله عنها ( المشهد النفيسي))

البداية والنهاية/الجزء العاشر/وفاة السيدة نفيسة
وفاة السيدة نفيسة **هي: نفيسة بنت أبي محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، القرشية الهاشمية، كان أبوها نائبا للمنصور على المدينة النبوية خمس سنين، ثم غضب المنصور عليه فعزله عنها وأخذ منه كل ما كان يملكه وما كان جمعه منها، وأودعه السجن ببغداد. فلم يزل به حتى توفي المنصور فأطلقه المهدي وأطلق له كل ما كان أخذ منه، وخرج معه إلى الحج في سنة ثمان وستين ومائة، فلما كان بالحاجر توفي عن خمس وثمانين سنة. وقد روى له النسائي حديثه، عن عكرمة، عن ابن عباس: «أن رسول الله احتجم وهم محرم». وقد ضعفه ابن معين وابن عدي، ووثقه ابن حبان. وذكره الزبير بن بكار وأثنى عليه في رياسته وشهامته.

والمقصود: أن ابنته نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر، فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس والجذمى والزمنى والمرضى وعموم الناس، وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير.

ولما ورد الشافعي مصر أحسنت إليه وكان ربما صلى بها في شهر رمضان.

وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل فصلت عليه.

ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم، فدفنت في المنزل الذي كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديما بدرب السباع بين مصر والقاهرة، وكانت وفاتها في شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان.

7 – كتاب نيل الخيرات الملوسة بزيارة أهل البيت والصالحين بمصر المحروسة ص 33

هذا مقام نفيسة العلـــــــــم التى برحـــــابها تتنزل الرحمــــــــات
يا من أتى متوسلا ب ( نفيسة ) أبشر بنيل القصد والإسعـــــــــأد



هى السيدة نفيسة العالية القدر إبنة ساداتنا حسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين .. أمها ف ( أم ولد ) وأما إخواتها فأمهم ( أم سلمة ) زينب بنت الحسن بن الحسن بن على رضى الله عنهم وليس ذلك بضائرها ولا ما ينقص من قدرها فقديما تسرى الخليل ( إبراهيم ) عليه الصلاة والسلام ( هاجر ) فولدت له ( إسماعيل ) عليه السلام فكان من نسله صفوة خلق الله ( محمد ) بن ( عبد الله ) صلى الله عليه وسلم . وقد تسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ب(مارية القبطية ) فولدت له ( إبراهيم ) عليه السلام . وقد كان أبوها الحسن من أم ولد وكذا زيد بن على رضى الله عنهما من أم ولد وقد دخل على هشام بن عبد الملك فقال له هشام بلغنى أنك تحدث نفسك بالخلافة لا تصلح لها لأنك ابن أمة فقال له أما قولك أنى \احدث نفسى بالخلافة فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى وأما قولك أنى ابن امة ف(إسماعيل) ابن أمة * أخرج الله من صلبه خير البشر ( محمد ) صلى الله عليه وسلم و(إسحاق ) إبن حرة أخرج من صلبه القردة والخنازير * ولدت رضى الله عنها بمكة المكرمة سنة 145 هـ وحفظت منذ نعومة أظافرها آيات القرآن الكريم ووعت علومه ونشأت بالمدينة المنورة بعد أن انتقل إليها أبوها الحسن الأنور مع بقية أسرتها فقد عين الخليفة العباسى ( أبو جعفر المنصور ) أباها واليا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت لا تفارق حرم الرسول صلى الله عليه وسلم * حجت رضى الله عنها ثلاثين حجة أدت معظمها ماشية وكانت تبكى بكاء شديدا متعلقة بأستار الكعبة قائلة ( إلهى وسيدى ومولاى ، متعنى وفرحنى برضاك عنى فلا تسبب لى سببا به عنك تحجبنى ) * وقد تزوجت النفيسة بنت الحسن بإسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق وأعقبت منه ولدين القاسم وأم كلثوم اللذين توفيا بعد أمهما ودفنا بالبقيع * وكان أهل المدينة يثقون فى روايتها للحديث والإلمام بحقائق صحة السند وما إليه وعندما مرض الرجل الصالح الناسك بشر بن الحارث الشهير بالحافى وكان من زوارها فعادته فور علمها بأمر وعكته وبينما هى عنده إذ دخل الإمام أحمد بن حنبل يعوده كذلك فنظر إلى السيدة نفيسة وقال لبشر من هذه فقا له بشر هذه نفيسة بلغها مرضى فجاءت تعودنى فقال الإمام أحمد لبشر فاسألها تدعو لنا فقال لها بشر أدعى الله لنا فقالت اللهمم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيران بك من النار فأجرهما يا رحم الراحمين ** وقد تشرفت أرض الكنانة بأن تتخذ السيدة نفيسة منها موطنا تعيش فى كنفها فتتنعم بالتقدير والحب والأمان فقدمت إلى مصر سنة 193 مع زوجها إسحاق المؤتمن وأبيها الحسن بن زيد بعد أن أتمو الحج ثم ذهبوا الى فلسطين لزيارة المسجد الأقصى وعاشوا أياما فى الرحاب القدسية والآثار المطهرة التى شهدت رحلتى الإسراء والمعراج وفى الحرم الإبراهيمى تاقت نفسها الصافية لزيارة مصر لأنها عرفت أن مصر حرم آمن يلوذ به العائذ فى دفع كل خطب مهول وتلقاه المصريون بالحفاوة والإجلال وحيثما يممت السيدة نفيسة لا تجد إلا ترحابا من وفود الجماعات التى أتت من ريف مصر وصعيده بدوه وحضره فور علمهم بمقدمها ولا تجد إلا أكفا مرفوعة بالدعاء والثناء كأنها تستنزل الكواكب من السماء لتشارك الناس حبورهم * وقد أنست السيدة نفيسة فى طبيعة أهل مصر المؤصلة بالطيبة والإخلاص والتاريخ المدعوم بكل ما في مزاج أرضها ونورها وهوائها ** وقد نزلت الريحانة العطرة أول الأمر فى دار كبير التجار جمال الدين الجصاص فأقامت مع أفراد أسرته الأشهر القليلة إلى أن حطت رحالها .. بعد ذلك .. فى مكان يسمى دار أم هانىء على أطراف مدينة العسكر .. وكان يفد على السيدة نفيسة فى ححياتها أئمة الفقه الإسلامى وكبار العلماء فقد زارها الإمام الشافعى وعبد الله بن الحكم وذو النون المصرى والإمام الحسن الدينورى وأبو على الروزبارى وأبو بكر الدقاق والفقيه عبد الله بن وهب المالكى والإمام أبو جعفر الطحاوى الحنفى وأبو نصر سراج الدين المغافرى والفقيه ابو بكر الحداد والإمام أبو الحجاج الأشبيلى والإمام يوسف بن يعقوب الهورى والمحدث الحافظ عبد الغنى بن سعيد الأزدى والإمام أبو عبد الله القضاعى والإمام أبو زكريا السحاوى وشيخ قراء مصر الإمام ورش المقرىء والإمام المحدث الحافظ الشيرازى والحافظ أبو طاهر السلفى وابو الحسن الموصلى الى مئات من سادات وأئمة الأئمة فى علوم الدين والدنيا مما يدل على رفعة قدرها وعلو مقامها ولما توفى الإمام الشافعى سنة 204 هـ حملوه الى دارها فصلت عليه مأمومة بالإمام أبى يعقوب البويطى ودعت له وشهدت فيه خير شهادة حيث قالت عبارتها المشهورة ( رحم الله الشافعى فقد كان يحسن الوضوء ويعد وفاة الشافعى بدأت السيدة نفيسسة تعد نفسها للقاء مولاها فحفرت قبرها بيدها تباعا فى حجرتها بمنزلها الذى أهداه إليها والى مصر عبيد الله بن السرى بن الحكم بدرب السباع وهو الذى أصبح فيها بعد مشهدها ومسجدها الخالى وكانت تصلى فر قبرها الذى حفرته بيدها فى حجرتها وقرأت فيه عشرات الختمات من القرآن الكريم تبر كا واستشفاعا بعد أن بناه خير البنائين .. تسابقا المرضاتها ليرضى عنهم الله تعالى ** قالت زينب بنت أخيها وكانت مرافقة وملازمة لها : ( تألمت عمتى فى أول يوم من رجل وكتبت الى زوجها اسحاق المؤتمن كتابا وكان غائبا بالمدينة المنورة على صاحبها افضل الصلاة والسلام تطلب اليه فيه المجىء اليها وموافاتها لإحساسها بدنو أجلها وفراقها لدنياها وإقبالها على أخراها ومازالت متوعكة الى ان كان أول جمعة من شهر رمضان فزاد عليها الألم وهى صائمة فدخل عليهيا الأطباء فأشاروا عليها بالأفطار لحفظ قوتها ولتتغلب على مرضها وضعفها فقالت :

واعجباه ** إن لى ثلاثين سنة وأنا أسأل الله عز وجل أن يتوفانى وأنا صائمة * أفأفطر ؟ معا الله تعالى )


ثم أنشدا تقول : أصرفوا عنى طبيبى * ودعونى وحبيبى

فأنصر الأطباء وهم معجبون بقوة يقينها وثبات دينها وسألوها الدعاء فقالت لهم خيرا ودعت لهم وفى يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة 208 هـ وأثناء قراءتها سورة الأنعام حتى إذا وصلت قوله تعالى لهم دار السلام عند ربهم * فاضت روحها الى الرفيق الأعلى راضية مرضية * وجاء زوجها اسحاق الى مصر يوم وفاتها وهيأ لها تابوتا وقال إنى لا أدفنها إلا بالبقيع عند جدها صلى الله عليه وسلم فتعلق به أهل مصر وسألوه بالله عز وجل أن يدفنها عندهم فأبى * فأجتمعوا وذهبوا إلى اميير مصر عبيد الله بن السرى بن الحكم وتوسلوا به الى اسحاق بأنيدفنها عندهم وان يرجع عن عزمه وخاصة إنها حفرت قبرها بيدها فى دارها * فسأل الأمير فى ذلك وقال له بالله لا تحرمنا من مشاهدة قبرها فإنا كنا إذا نزل بنا أمر جئنا إليها فى دارها فى حياتها نسألها الدعاء فما تنتهى من دعائها إلا وقد كشف الله عنا ما نزل بنا فدعها لتكون فى أرضنا فإذا نزل بنا أمر جئنا إلى قبرها فسألنا الله تعالى عنده فتركها ودفنها بمقبرتها لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا إسحاق رد أدفن نفيسة عندهم ففرح القوم وأخذوا يكبرون رضى الله تعالى عنهم جميعا ونفعنا بهم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 05, 2024 6:46 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290

بمناسبة الأحتفال بمولد السيدة رقية

رضى الله تعالى عنها


أولا وأنا فى شارع الأشرف وبعد مسجد السيدة سكينة رضى الله عنها بخطوت على يمين السالك نفس الشارع إلى مسجد السيدة نفيسة
فأولا نبدتىء بكتاب جدى النسابة حسن قاسم فى كتاب المزارات المصرية ص 58 فيقول :

هذا المشهد مشهور بنسبته إلى السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهما * وموقعه بالقرب من مشهد السيدة سكينة بشارع الخليفة رقم ( 6 ) على يسار السالك إلى المشهد النفيسى تجاه قبة شجرة الدر * وهذا المشهد قديمة يثبتها النص المسطور بالقلم الكوفى الفاطمى الموجود بين الكتابات الأخرى التى على وجهة المحراب الخشبى الذى كان لهذا المشهد ونقل إلى دار الآثار العربية والنصوص الأخرى التى على دائرة القبر * وقد جدد هذا المشهد الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1175 هـ * وفى أيام الخديو عباس الأول أجريت فيه عمارة وبنى المسجد ووسعت التكية وتجددت بعض المحلات * وركبت على الضريح المقصورة الموجودة اليوم من الخشب المحلى بالصدف وكانت فيما سلف على المقام الحسينى فنقلها عبد الرحمن كتخدا إلى مقام السيدة نفيسة ثم نقلها عباس باشا المذكور إلى مقام السيدة رقية رضى الله تعالى عنهما * وجددت فيه محلات أخرى كريمة الخديو المذكور ( توحيدة هانم ) ووسعت جدران التكية وفرشت الأضرحة الموجودة هناك * وأنشأ السيد محمد مرتضى فى الجهة القبلية منه * زاوية برسم زوجته ( السيدة أم الفضل ) التى ماتت قبله * ومكتوب على باب المشهد هذا البيت

بقعة شرفت بآل النبى ***
وببنت الرضا على رقية 1175



( بنـــاء هــــــذا المشهــــــد ) :-

والبانى لهذا المشهد قديما هى ( جهة مكنون ) السيدة ( علم الأمرية ) التى أنار لنا سبيل البحث * أنها زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله منصور بن المستعلى بالله أحمد أبى القاسم الفاطمى الذى تولى الخلافة بعد أبيه فى سنة 495هـ ( 1101 م ) وتوفى شهيدا سنة 524هـ ( 1130 م ) * وتولى بعد عامين عمه لحافظ لدين الله عبد الحميد حفيد المستنصر وللآمر من هذه السيدة بنت تدعى ( السيدة ست القصور الآمرية ) وقد ترجم المقريزى ( ااسيدة علم ) هذه الخطط : قال فى الترجمة كان الخليفة الآمر بأحكام الله كتب كتب صداقها وجعل المقدم عنه أربعة عشر ألف دينار وكان لها صدقات وبر وخير وفضل

ومكنون هذا: هو الأستاذ الذى كان برسم خدمتها * ويقال له مكنون القاضى لسكونه وهدوئه * وكان فيه خير وبر كثير *

ونسب إلى السيدة فيما مضى ( مسجد الأندلس ) الذى كان كائنا فى الجهة الشرقية من القرافة الصغرى ( قرافة الإمام الشافعى ) بأخريتها عند مسجد الفتح المعروف ( بمسجد سيدى عقبة ) وكانت قد أمرت بتجيد بنائه فى سنة 526هـ الموافق 1132م وببناه رباط الى جانبه والمقنصات من النساء وكان المباشر لهذه العمارة أحد تابيعها المدعو ابا تراب واسمه تميم * وبعد مرور عامين على هذه العبارة * أمرت ببناء مشهد السيدة رقية فى سنة 528هـ الموافق 1134م بمباشرة أبى تراب المذكور وأبى الحسن يمن الفائزى * فعملت هذه القبة وهذا الضريح ولا زال هذا البناء باقيا إلى اليوم * لم يتغير من رسومه شىء وهو من الآثار الفاطمية التى تحتفظ بها إلى اليوم ( مسجل باللجنة نمرة 273 ) ويوجد بدائرة القبر نقوش بالخط الكوفى ومن بينها مذكرة تاريخية نصها :

(مما أمر بعمله الجهة الجليلة المحروسة الكبرى الأمرية التى) (كان يقوم بأمر خدمتها القاضى أبوالحسن مكنون * ويقوم بأمر ) ( خدمتها الآن الأمير السديد عفيف الدولة أبو الحسن يمن الفائزى برسم السيدة رفية أبنة أمير المؤمنين على ) وتوجد نفس هذه المذكرة على المحراب الخشبى الفاطمى الذى نقل إلى دار الآثار العربية * وهذا المحراب وجهته من خشب قرو تركى مزخرفة كبقية وجهات المحاريب التى من نوعه التى صنعت فى زمن الفاطميين ويتخلل هذه الزخرفة حشوات مجمعة من ساج هندى وخشب زيتون كالذى أستمله عثمان بن عفان فى زخرفته للمسجد النبوى أيام بنائه له فى عهد خلافته ويمتاز هذا المحراب بما به من رسومات هندسية يتخللها زخارف متناسقة وفيها أوراق بها حليات دقيقة فيها عصون نابتة وأوانى وغيرها تسترعى النظر وقد لعبت الأيدى بهذا المحراب نوعا ما فغيرت القليل من معالمه الأصلية لكن لم تشوه جماله الطبيعى لقلتها هذا ما ذكره النسابة حسن قاسم وتعالى معى ننظر ما قاله :

السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب قال :-
*****************************
مشهد السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهما وهذه الشهرة قديمة يثبيتها النص المسطور بالقلم الكوفى الفاطمى الموجود بين الكتابات الأخرى التى على وجه المحراب الخشبى الذى كان لهذا المشهد ونقل إلى دار الآثار العربية * ويقال أن بهذا المشهد السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله تبارك وتعالى عنه وهذا لا حقيقة له عند أهل التاريخ وعلماء النسب ويقال ان رقية هذه من الصالحات وعلى بابها قبر لخادم مكتوب عليه أحد خدام الخلفاء العبيدية وبالقرب من هذا المشهد قبور مجهولة الأسماء وبالقرب من هذا المشهد داخل الدرب المسدود زاوية على طريق المار بها الشيخ العارف بالله الصالح القدوة شيخ مشايخ السادة الصوفية شرف الدين بن الشيخ محمد بن صدقة بن الأمير ركن الدين عمر العادلى القادى الشافعى كان من علماء مشايخ الطرق وصنف كتابا سماه منهاج الطريق وسراج التحقيق جمع فيه أسماء المشايخ الذين أخذ عنهم وهم أربعون شيخا من مشاهير مشايخ الأولياء وبين طرائقهم فيه وكيف الوصول اليهم خلفا عن سلف وأكثر عن قاضى القضاة عز الدين بن جماعة وكان بزى الجندى ثم تزيا بزى الفقراء وصحب القادرية مات فى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة والزاوية الآن تعرف بزاوية تاج الدين العادلى وهناك قبر الشيخ هلال البرهانى وقبر الشيخ محمد النحات وقبر الشيخ محمد السلاوى وبالقرب منهم زاوية قيها قبر الشيخ الصالح العارف ناهض الدين أبى حفص عمر ابن إبراهيم بن على الكردى نفعنا الله تعالى به كان من أهل السلوك والمجاهدات * توفى رحمه الله تعالى يوم الأثنين بعد زوال الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة قال الحافظ شرف الدين العادلى أنه أخذ عنه وأخذ العهد عليه بزاويته هذه التى دفن بها الشيخ عمر هذا صحب الشيخ الصالح أبا عبيد الله محمد عرف بابن الحاج الفاسى وهو صحب الشيخ العارف بالله تعالى محمد الزيات وقيل أبا الحسن الزيات ومشهد السيدة رقية قال السيد الشريف النسابة فى كتاب مرشد الزوار إلى معرفة قبور الصحابة وأهل البيت الأبرار أن عبد الله ابن عمر بن عثمان كان له أولاد ثلاثة محمد الديباج والقاسم ورقية لعلها أن تكون هذه والله أعلم **

كتاب تحفة الراغب في سيرة جماعه من أعيان أهل البيت الأطائب للعلامة شيخ الاسلام أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبى المصرى المعروف بالشافعى الصغير الصادر فى جمادى الأولى سنة 1307هـ

ماتت رضى الله عنها قبيل البلوغ ودفنت فى المشهد القريب من دار الخليفة ومعها جماعة آخرون من أهل البيت رضى الله عنهم وهذا المشهد تجاه مسجد شجرة الدر أخبرنى شيخنا ومولانا شيخ الاسلام برهان الدين على الحلبى أنه أحاط به هم وألم فاكثر من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فما مضى ايام حتى رأى السيدة رقية رضى الله عنها فقالت يا على زرنا فى محلنا والحاجة مقضية وعرفتنى مكان مشهدها المعروف المشهور فزراها ففرج الله عنه بأيسر وقت وكان لا ينقطع عن زيارتها وقد جرب ذلك كثير من اخواننا وأصحابنا فرأوا بركة ذلك والحمد لله رب العالمين


السيدة رقية



فى كتاب بحر الأنساب المسمى بالمشجر الكشفا لاصول السادة الأشراف ( الشيخ الأمام السيد محمد بن احمد بن عميد الدين على الحسينى النجفى النسابة ) تزليل الشيخ حسين محمد الرفاعى يقول ص 10 :
السيدة رقية بنت الامام على بن أبى طالب رضى الله عنهما أمها أم حبيبة الصهباء التغلبية أم ولد قال سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الباب العاشر من المنن وأخبرنى شيخى الخواص أن السيدة رقية بنت الامام على كرم الله وجهه فى المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المءمنين ومعها جماعة من أهل البيت وبذلك المكان عاتكة بنت عمر بن نفيل القرشية تزوجها عبد الله بن سيدنا الصديق ، وهذا الجامع على يسار الطالع الذى يريد أن يتوجه الى مسجد السيدة نفيسة يقابل له جامع شجرة الدر فالمكان الذى فيه السيدة رقية أمامها ومكتوب على الحجر الذبى ببابه هذا البيت

بقعت شرفت بآل النبى وببيت الرضا على رقية



قال جمهور المؤرخين وأصحاب السير إن للامام على رقية واحدة من غير السيدة فاطمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترضها شخص من آل يزيد واراد قتلها فوقفت يده فىالهواء وسقط ميتا

وفى العدل الشاهد لعثمان مدوخ يقول :


السيدة رقية بنت الإمام على عليه السلام ، قال الصبان : ,اما السيدة رقية رضى الله عنها ماتت قبل البلوغ ومحلها بعد السيدة سكينة بشىء يسير

وفى تحفة الراغب فى سيرة جماعة من أعيان أهل البيت لشيخ الإسلام أحمد بن احمد بن سلامة القليوبى المصرى ص 10 يقول : السيدة الطاهرة رقية أخت الأمام الحسين بنت الامام على كرم الله وجهه ماتت رضى الله عنها قبل البلوغ ودفنت فى المشهد القريب من درا الخليفة ومعها جماعة آخرون من أهل البيت رضى الله عنهم ، وأخبر شيخنا ومولانا شيخ الاسلام برهان الدين على الحلبى أنه أحاط به هم وألم فاكثر من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فما مضى أيام حتى رأى السيدة رقية رضى الله عنها فقالت يا على زرنا فى محلنا والحاجة مقضية وعرفتنى مكان مشهدها المعروف المشهور فزارها ففرج الله عنه بأيسر وقت وكان لا ينقطع عن زيارتها وقد جرب ذلك كثير من اخواننا وأصحابنا فرأوا بركة ذلك والحمد لله رب العالمين

وفى مراقد أهل البيت للإمام محمد زكى إبراهيم ص 105 يقول :


قريبا من مشهد السيدة سكينة الكبرى ، إلى الشمال الغربى منه يقع قبر السيدة رقية بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن العابدين بن الإمام الحسين رضى الله عنهم وكثير من الناس يظنون للسيدة رقية بنت على أخت السيدة زينب وسيدنا الحسين وهذه دفينة دمشق ومشهدها معروف هناك ، ويسمى مشهد السيدة رقية بنت الرضا بالقاهرة بـ ( بقيع مصر ) لكثرة المدفونين حولها من كبار السلف الصالح وقد جدد هذا القبر السيدة علم الآمرية زوجة الخليفة المستعلى بالله الفاطمى عام 528هـ

وبجورها قبر السيدة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشى زوجة سيدنا محمد بن أبى بكر الصديق الذى كان واليا على مصر تزوجها بعد الزبير بن العوام ودخلت معه مصر وماتت فيها بعد مقتله ويظن كثير من الناس أنها عاتكة عمة سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وبجوارها قبر السيد الصوفى الجليل على الجعفرى من سلسلة أبناء جعفر الطيار أخى سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه

كما يوجد جماعة من الأشراف والعلماء منهم العلامة المحقق النسابة أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدى الحنفى الشريف الحسينى ومعه زوجته أم الفضل زبيدة التى سبقته إلى رحمة الله تعالى

وفى مشارق الانورا للعلامة الشيخ العدوى الحمزاوى ص 153 :

ماتت قبل البلوغ ومحلها بعد السيدة سكينة بشىء يسير على يمين الطالب للسيدة نفيسة تجاه مسجد شجرة الدر ، قال الشعرانى فى مننه اخبرنى سيدى على الخواص أن السيدة رقية ابنة الامام على كرم الله وجهه فى المشهد القريب من دار الخليفة ومعها جماعة من أهل البيت

وفى مشاهد الصفا للقلعاوى المتوفى سنة 1230 ص 34 يقول : مثلما ذكر العدوى الحمزاوى كما أكد ذلك المقريزى

وفى نور الأبصار تأليف الشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجى من علماء القرن الثالث عشر الهجرى يقول :
السيدة رقية أمها أم حبيب الصهباء التغلبية أم ولد كاننت من سبى الردة الذى أغار عليه سيدنا خالد بن الوليد بعين التمر فاشتراها سيدنا على رضى الله عنه من سيدنا خالد فعمر الأكبر شقيق رقية وفى الفصور المهمة كانا توأمين وعمر عمر هذا خمسا وثمانين سنة وحاز نصف ميراث على رضى الله عنه وذلك أن أخوته أشقاءه وهم عبد الله وجعفر وعثمان قتلوا مع الحسين بالطف فورثهم وعن الليث بن سعد والدارقطنى أن رقية بنت فاطمة الزاهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشعرانى فى الباب العاشر من المنن وأخبرنى الخواص ان رقية بنت الامام على كرم الله وجهه فى المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المؤمنين ومعها جماعة من أهل البيت وهو معروف الآن بجامع شجرة الدر وهذا الجامع على يسار الطالب للسيدة نفيسة والمكان الذى فيه السيدة رقية عن يمينه ومكتوب على الحجر الذى ببابه هذا البيت

بقعة شرفت بآل النبى وببنت الرضا على رقية



هذا وقد أخبرنى بعض الشوام أن للسيدة رقية بنت الامام على كرم الله وجهه ضريحا بدمشق الشافم وأن جدران قبرها كانت قد تعيبت فأرادوا إخرجها منه لتجديده فلم يتجاسر أحد أن ينزله من الهيبة فحضر شخص من أهل البيت يدعى السيد بن مرتضى فنزل فى قبرها ووضع عليها ثوبا لفها فيه واخرجها فغذا هى بنت صغيرة دون البلوغ وقد ذكرت ذلك لبعض الفاضل فحدثنى به ناقلا عن أشياخة

وجمهور المؤرخين وأصحاب السير على أ، للامام على كرم الله وجهه رقية واحدة من غير السيدة فاطمة الزهراء وخالفهم الليث بن سعد فقال : أنها منها كما قدمناه ثم رأيت بعضهم صرح بأن للامام رقيتين تدعى إحداهما بالكبرى من السيدة فاطمة والأخرى تدعى بالصغرى أمها أم حبيب شقيقة عمر

وقال الأجهورى أن السيدة رقية لما جاءت من المدينة اعترضها شخص من آل يزيد وأراد قتلها فوقفت يده فى الهواء وسقط ميتا

وفى نيل الخيرات ص 43 يقول :

هى السيدة رقية بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الامام الحسين رضى الله عنهم ، وكثير من الناس يظنونه للسيدة رقية بنت الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه .

ويقول صلاح الدين القوصى :


السيدة رقيةو بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بجوار السيدة سكينة رضى الله عنهم جميعا

وفى الروضة البهية الزاهرة لابن عبد الظاهر يقول :

هذا المشهد هو حد القاهرة من مصر سمعت اهل الحديث يقولون إن رقية المذكورة ليست مدفونة بمصر وبنت هذا المشهد جهة مكنون الآمرية واسمها علم أو علمية وكان الآمر قد كتب صداقها وجعل المقدم منه ، أربعة عشر ألف دينار وولدت منه ابنته ست القصور وتولى بناءه عنها الشيخ أبو بكر بن الصواف وكان لجهة مكنون صدقات وبر وعندها خوف من الله تعالى

وحج مكنون هذا فى سنة ثلاثين وخمس مائة فهاج عليه البحر فنذر صدقة ألف دينار يعمل بها مسجدا ، فلما سلم أخرد الف دينار وبنى بها مسجدا يعرف بمسجد مكنون بالقرافة الكبرى وكان طاعنا فى السن ن وهو مشهد مشهور وله وقف بالقاهرة وبهذا المكان بركة معلومة مشهورة بإجابة الدعوة ، قال جلال الدين بن الحريرى ناظر الخبرة تعطلت مدة وآل حالى غلى تلف فرأيت قائلا يقول لى قم إلى مشهد السيدة رقية واسال الله عز وجل تقضى حاجتك ، قمت وأتيت عندها فوجدت رسولا يطلبنى فحضرت إلى الديوان فاستخدمت ، ومما جرى حقيقة أن الواعظ جلس على قبة فى بعض الأيام فى تمام شهر قريب مشهد السيدة رقية وقال : ليس هذا مشهد رقية بنت على بن ابى طالب رضى الله عنه وأكثر من هذا القول وظاد فيه وبات تلك الليلة فى المكان وأصبح فسقط منه فمات

وذكر لى والدى قال : حضر إلى احد قوام مشهد الست رقية وقال : رأيت البارحة الإمام على بن أبى طالب عليه السلام وسمعته يقول : حضرت لنجدة المسلمين – وكان الإفرنج على دمياط – قال والدى : فأرخت تلك الليلة فكانت الليلة التى نصر فيها المسلمون وجرى مثل ذلك واقتربنا منه فى وقت الكسرة الجارية على عين جالوت

السيدة رقية بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، صاحبة المشهد المشهور بنسبته إليها، والذي موقعه بالقرب من مشهد السيدة سكينة بشارع الخليفة، على يمين المتجه إلى المشهد النفيسي، تجاه قبة شجرة الدر.

وقد جدد هذا المشهد الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة (1175هـ)، وفي أيام الخديو عباس الأول أجريت فيه عمارة وبُني المسجد ووسعت التكية وتجددت بعض المحلات، وركبت على الضريح مقصورة من الخشب المحلى بالصدف، وكانت من قبل على المقام الحسينى، فنقلها عبد الرحمن كتخدا إلى مقام السيدة نفيسة، ثم نقلها عباس باشا المذكور إلى مقام السيدة رقية رضي الله عنهما.
وقال السخاوي في" تحفة الأحباب وبغية الطلاب": هذه الشهرة لمشهد السيدة رقية بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قديمة يثبتها النص المسطور بالقلم الكوفي الفاطمي الموجود بين الكتابات الأخرى التي على وجه المحراب الخشبي الذي كان لهذا المشهد.
ويقال: إن هذا المشهد للسيدة رقية بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا لا حقيقة له عند أهل التاريخ وعلماء النسب.
ويقال: إن رقية هذه من الصالحات، وعلى بابها قبر لخادم مكتوب عليه (أحد خدام الخلفاء العبيدية) وبالقرب من هذا المشهد قبور مجهولة الأسماء.

وبالقرب من هذا المشهد داخل الدرب المسدود زاوية باسم الشيخ العارف بالله الصالح القدوة شيخ مشايخ السادة الصوفية شرف الدين بن الشيخ محمد بن صدقة بن الأمير ركن الدين عمر العادلي القادري الشافعي، كان من علماء مشايخ الطرق وصنف كتابا سماه " منهاج الطريق وسراج التحقيق" جمع فيه أسماء المشايخ الذين أخذ عنهم، وهم أربعون شيخا من مشاهير مشايخ الأولياء، ومنهم قاضى القضاة عز الدين ابن جماعة الذي كان يتزيا بزي الجند، ثم تزيا بزي الفقراء، وصحب القادرية ثم مات في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.

والزاوية الآن تعرف بزاوية تاج الدين العادلي، وهناك قبر الشيخ هلال البرهانى، وقبر الشيخ محمد النحات، وقبر الشيخ محمد السلاوي،

وبالقرب منهم زاوية فيها قبر الشيخ الصالح العارف ناهض الدين أبي حفص عمر ابن إبراهيم بن علي الكردي، كان من أهل السلوك والمجاهدات، وتوفي يوم الإثنين بعد زوال الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

وقال السيد الشريف النسابة فى كتاب" مرشد الزوار إلى معرفة قبور الصحابة وأهل البيت الأبرار": إن عبد الله ابن عمر بن عثمان كان له أولاد ثلاثة: محمد الديباج، والقاسم، ورقية، فلعلها أن تكون هذه. والله أعلم.


ويعلق النسابة حسن قاسم على ذلك فيقول: ونسبة هذا المشهد إلى السيدة المذكورة محل بحث ونظر، وخلاصة ما ظهر لنا أنه إن لم يكن من مشاهد الرؤيا على ما يرى ابن الزيات، فهو للسيدة رقية ابنة الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين.

وعلى ذلك فالخلاف قائم بين أن يكون هذا المشهد منسوب إلى السيدة رقية بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أو السيدة رقية بنت الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأحتفال بموالد آل البيت بمصر المحروسة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 05, 2024 12:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6290

اليوم الاحتفال بمولد سيدى عمر بن الفارض

رضى الله تعالى عنه





يقول حسن قاسم فى كرامات الأولياء

العارف بالله تعالى سلطان العاشقين ، وملاذ أهل التمكين ، ومربى الفقراء والمريدين ، وموصلهم إلى مقامات الإنزال والتمكين ، الأستاذ شرف الدين أبو حفص عمر السعدى المحمدى الهاشمى المعروف بابن الفارض قدس الله سره وأفاض علينا بره .

كان رضى الله عنه ونفع به معتدل القامة ن وجهه جميل حسن ، مشرب بحمرة ظاهرة ، وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه وجمالا ونورا ، وينحدر العرق من سائر جسده ، حتى يسيل تحت قدميه على الأرض .

وكان عليه نور حياء وبهجة وجلالة وهيبة .

وكان إذا مشى فى المدينة تزدحم الناس عليه ، ويلتمسون منه البركة والدعاء ، ويقصدون تقبيل يده ، فلا يمكن احدا من ذلك ، بل يصافحه ، وكانت ثيابه حسنة ، ورائحته طيبة . وكان إذا حضر مجلس يظهر على ذلك المجلس سكون وهيبة ، وسكينة ووقار ، وكان يحضر مجلسته مشايخ الفقهاء والفقراء ، وأكابر الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة ورؤساء الناس ، وهم فى غاية ما يكون من الأدب معه ، والاتصاع له ، وإذا خاطبوه فكأنهم يخاطبون ملكا عظيما . وكان ينفق على من يزوره نفقة متسعة ، ويعطى من يده عطاء جزيلا ، ولم يكن يتسبب فى تحصيل شىء من الدنيا ، ولا يقبل من أحد شيئا .

قال ولده سيدى جمال الدين محمد رحمه الله : سمعت والدي يقول : كنت فى أول تجريدى استأذن أبى ، وأطلع غلى وادى المستضعفين بالجبل الثانى من المقطم ، وآاوى فيه ، وأقيم فى هذه الساحة ليلا ونهارا ، ثم اعود إلى والدى لأجل بره ، ومراعاة قلبه ، وكان والدى يومئذ خليفة الحكم للعزيز بالقاهرة ومصر المحروستين ، وكان من أكابر أهل العلم والعمل ، فيجد سرورا برجوعى إليه ، ويلزمنى بالجلوس معه فى مجالس الحكم ومدارس العلم ، ثم أشتاق إلى التجريد ، فأستأذنه ن وأعود الى السياحة ، وما برحت أفعل ذلك مرة بعد مرة ، غلى أن توفى والدى ، وكان قبل وفاته قد اعتزل الناس ، وانقطع للعبادة إلى الله تعالى بقاعة الخطابة فى الجامع الأزعر زمانا ، وبعد وفاته عاوت التجريد والسياحة ، وسلوك طريق الحقيققة فلم يفتح على بشىء ، فحضرت يوما من السياحة غلى القاهرة ودخلت المدرسة السيوفية ، ووجدت رجلا شيخا بقالا على باب المدرسة يتوضأ وضوءا غيرر مرتب ، غسل يديه ، ثم غسل رجليه ، ثم مسح برأسه ، ثم عشل بوجهه ، فقلت له : يا شييخ ، أنت فى هذا السن على باب المدرسة بين فقهاء المسلمين ، وتتوضأ وضوءا خارجا عن الترتيب الشرعى ! فمظر إلى وقال : يا عمر ، أنت ما يفتح عليك فى مصر ، وغنما يفتح عليك بالحجاز بأرض مكة شرفها الله تعالى ، فاقصدها ، فقد آن لك وقت الفتح ، فعلمت أن الرجل من أولياء الله تعالى ، وأنه يتستر بالمعيشة ، وإظهار الجهل بعدم ترتيب الوضوء ، فجلست بين يديه ، وقلت له : سيدى ، واين أنا وأين مكة ؟ ولم أجد ركبا ولارفقة فى غير أشهر الحج ، فنظر إلى واشار بيده وقال : هذه مكى أمامك ، فنظرت معه فرأيت مكة شرفها الله تعالى ، فتركته ، وطلبتها فلم تبرح أمامى حتى دخلت فى ذلك الوقت ، وداءنى الفتح حين دخلتها ، وإلى هذا الفتح أشار رحمه الله فى قصيدته الدالية بقوله :

يا سميرى روح بمكة روحى شاديا إن رغبت فى إسعادى
كان فيها أنسى ومعراج قدسى ومقامى المقام والفتح بادى



( المعراج ) السلم والمصعد (ج) معارج ومعاريج

قال رحمه الله : ثم شرعت فى السياحة فى أودية مكة وجبالها ، وكنت أستأنس منها بالوحوش ليلا ونهارا ، وأقيمت بواد كان بينه وبين مكة عشرة أيام للراكب المجد ، وكنت آتى منه كل يوم وليلة واصلى فى الحرم الشريف الصلوات الخمس ، ومعى سبع عظيم الخلقة يصحبنى فى ذهابى وإيابى ، وينخ لى كما ينخ الجمل ، ويقول : يا سيدى ، اركب ، فما ركبته قط ، وتحدث بعض جماعة من مشايخ المجاورين بالحرم فى تجهيز مركوب يكون عندى فى البرية ، فظهر لهم السبع عند باب الحرم ، وسمعوا قوله : يا سيدى ، اركب ، فاستغفروا الله ، وكشفوا رؤوسهم ، واعتذروا إلى .

ثم بعد خمس عشرة سنة سمعت الأستاذ البقال ينادينى : يا عمر ، تعالى غلى القاهرة احضر وفاتى ، وصلى على ، فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر ، فسلمت عليه وسلم على ، وناولنى دنانير ذهب ، وقال : جهزنى بهذه ، وافعل كذا وكذا ، وأعط حملة نعشى إلى القرافة كل واحد منهم دينارا ، واطرحنى على الأرض فى هذه البقعة ، وأشار بيده اليها ، وانتظر يا عمر قدوم رجل يهبط عليك من الجبل فصل أنت وهو على، وانتظر ما يفعل الله فى أمرى ، قال : فجهزته وطرحته فى البقعة كما اشار إلى ( وهى مقبرة أهل مصر ) ، فهبط إلى رجل من الجبل ، كما يهبط الطائر المسرع ن لم أره يمشى على رجليه ، فعرفته بشخصيه ، كنت اراه يصفع قفاه فى الأسواق فقال : يا عرم ، تقدم فصل بنا على الأستاذ ، فتقدمت وصليت أماما ، ورأيت طيورا بيضاء وطيورا خضراء صفوفا بين السماء والأرض ، يصلون معنا ، ورأيت طائرا أخضر عظيم الخلقة قد هبط عند رجليه ، وابتعله ، ارتفع غليهم ، وطاروا جميعا ، ولهم زجل بالتسبيح بصوت مرتفع عظيم ، يطرب السامع إلى أن غابوا عنا ، فسألت الرجل الذى هبط من الجبل عن ذلك ، فقال ك يا عمر ، أما سمعت أن أرواح الشهداء فى أجواف طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت ، هم شهداء السيوف ، واما شهداء المحبة فأجسادهم وأرواحهم فى اجواف طيور بيض ، وهذا الرجل الأستاذ البقال منهم ، وانا ياع عمر كنت منهم ، ونما حصلت منى هفوة ، فطردت عنهم ، فأنا اليوم أصفع قفاى فى الأسواق ندما وتأديبا على ذلك ، قال سيدى عمر : ثم ارتفع الرجل الى الجبل كالطائر وغاب عنى ، وفى هذه البقعة التى أشار الأستاذ البقال الى سيدى عمر رضى الله عنه دفن سيدى عمر حسب وصيته ، وهذه البقعة هى القرافة الشاذلية الكبرى ، تحت المسجد المبارك المعروف بالعارض ، بالقرب من مراكع موسى بسفح المقطم ، عند مجرى السيل ، وضريحه بها معروف ظاهر ، ويزار ن وما من قاصد يقصده للزيارة إلا وتحفه الأنوار ، وتقضى له الحوائح ، وتقصده للزيارة سكان أهل مصر والقاهرة ، ويتبركون به ويدعون الله سبحانه وتعالى عنده فيستجاب لهم ببركته ، لكمال الستغراقه وشهوده حيا وميتا فى حضرة الله وحضرة رسول اللهه صلى الله عليه وسلم . وكانت ولادته رضى الله عنه فى الرابع من ذى القعدة سنة ست وسبعين وخمس مئه بالقاهرة وتوفى بها يوم الثلاثاء الثانى من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وست مئة بقاعة الخطابة بالأزهر الشريف وحمل من ثم حيث مدفنه المذكور .

ومن كراماته رحمه الله مما اخبر به ولده سيدى الشيخ جمال محمد ، قال : رأيت الأستاذ رحمه الله نائما مستلقيا على ظهره وهو يقول : صدقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدقت يا رسول الله رافعا صوته ، مشيرا بأصبعه اليمنى واليسرى إليه ، واستيقظ من نومه ، وهو يقول كذلك ويشير بأصبعه كما كان يفعل ، وهو نائمن فأخبرته بما رأيته وسمعت منه وسألته عن سبب ذلك ، فقال : يا ولدى ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام ، وقال لى : يا عمير ، لمن تنتسب ؟ فقلت : يا رسول الله أنتسب إلى بنى سعد قبيلة حلمية السعدية (1) مرضعتك ، فقال : لا بل أنت منى ونسبك ينتهى غلى ، فقلت : يا رسول الله ن إنى أحفظ نسبى عن ابى وجدى إلى بنى سعد ، فقال : لا – مذا بها صوته – بل أنت منى ونسبك متصل بى ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، مكررا لذلك مشيرا بأصبعى كما رأيت وسمعت .
(1) حليمة السعدية ( توفيت بعد 8 هـ = بعد 630م – حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدى البكرى الهوازنى ، من أمهات النبى صلى الله عليه وسلم فى الرضاعة ، كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدى من بادية الحديبية وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من يكون أبوه حيا لبره إلا أن محمدا كان يتيما مات أبوه(سيدى عبد الله) فتسلمته حليمة من أمه (السيدة آمنة ) ونشأ فى بادية بنى سعد فى الحديبية وأطرافها ثم فى المدينة وعادت به إلى أمه وماتت ( السدة آمنة ) وعمره ست سنوات فكقله جده عبد المطلب وقدمت حليمة على مكى بعد ان ازوج رسول الله بخديجة وشكت غليه الجدب ، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما ، وجاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو على الجعرانة فقال إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه ولها رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم روى عنها عبد الله بن جعفر ( الأعلام 2/271) والأصابة 4/274، وتاريخ أبو الفدا1 / 112 )

قال ولده رحمه الله : وإلى هذا النسب الشريف أشار الأستاذ رحمه الله فى القصيدة اليائية (1)، حيث قال :

نسب أقرب فى شرع الهوى بيننـــا من نسب أبو

ى

(1) التائية فى التصورف للشيخ أبو حفص عمر بن على بن الفارض الحموى المتوفى سنة 576 لاوى ابن نته عنه أنه لما أتمها رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال : يا عمر ما سميت قصيدتك ؟ ال : سميتها لوائح الجنان وروائح الجنان ، فقال : لا بل سمها نظم السلوك .... هى بيت فى كل بيت صنائع لفظية وبدائع شعرية من التجنيس والترصيع والاشتقاق وغيرها ، وسلك طريق التغزل وبين فيه طريق السالكين لكن العلماء اختلفوا فيه وافترقوا فرقا فمنهم من أفرط فى مدحه واشتغل بتوجيه كلامه ومنهم من فرط وأفتى بكفره ، ومنهم من كف عنه وسكت ولعله هو الطريق الأسلم فى أمثاله والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة أحواله(كشف الظنون 265 )

والذى يطالع كلام الأستاذ رحمه الله تعالى يقف على كمال استغراقه وشهوده وتمكنه من مقام القرب الأسنى ، وهو مقام *( قاب قوسين أو ادنى )* ( النجم :9)

فمن ذلك تائتيه المشهورة المساة بت ( نظم السلوك)

قال ولد الشيخ رضى الله عنه : كنت أرى والدى فى غالب الأوقات دهشا وبصره شاخصا ، لا يسمع من يكلمه ولا يراه ، فتارة يكون واقفا ، وتارة يكون قاعدا ، وتارة يكون مضطجعا على جتبيه وتاره يكون مستلقيا على ظهره مغطى كالميت ، يمر عليه عشرة أيام متواصلة وأقل من ذلك وأكثر وهو على هذه الحالة ، ولا يأكل ولا يشرب ولا يتلكم ولا يتحرك ثم يستفيق ويتبعث من هذه الغيبة ويكون أول كلامه أنه يملى من القصيدة ( نظم السلوك ) ما فتح الله عليه وهذه القصيدة الغراء ، والفريدة الزهراء التى تكاد تخرج عن طوق وسمع البشر ألفاظا ومعانى هى التى أولها :

نهم بالصبا قلبى صبا لحبتى فيا حبذا ذاك حين هبت



( هذه البيت فى كشف الظنون (267) وهو مطلع تائيته الصغرى

وكان رضى الله عنه جرد من نفسه شخصا سأله عن غرامة عند هبوب الصبا لما أذكره الهبوب شمائل ذلك المحبوب ، أو قال مجيبا لمن سأله بلسان الحال .

ولما قربت وفاته رضى الله عنه ودعاه إليه مولاه سأل الله تعالى أن يجمع عليه جماعة الأولياء .

قال الشيخ إبراهيم الجعقرى الشاذلى رضى الله عنه دفين باب النصر من أبواب مصر : كنت يوما بالسياحة على نهر الفرات ، وانا أخاطب روحى بروحى وأناجيها بتلذذى بفنائى فى المحبة ، فمر بى رجل كالبرق ، وهو يقول :

فلم تهون مالم تكن فى فانيا ولم تفن مالم تجتلى فيك صورتى



فعلمت أن هذا نفس محب ، فوثبت إلى الرجل ، وتعلقت به ، وقلت له : من أين لك هذا النفس ؟ فقال : كنت أجد نفسه من جانب الحجاز ، والآن أجد نفسه من جانب مصر ، وهو محتضر ، وقد أمرت بالتوجه إليه ، وأن أحضر انتقاله ، وأصلى عليه ، وانا ذاهب إليه ، وتركنى ، التفت إلى جانب مصر ، فتبعته إلى أن دخلت على سيدى عمر بن الفارض فى ذلك الوقت وهو محتضر ، فقلت له السلام عليك ورخمة الله وبركاته ، فقال : وعليك السلام يا إبراهيم ، اجلس وأبشر ف،ا من أولياء الله تعالى ، واعمل يا إبراهيم أنى لما احتضرت سألت الله تعالى أن يحضر وفاتى وانتقالى إليه جماعة من الأولياء وقد أتى بك أولهم فأنت منهم ، قال الشيخ إبراهيم : ثمرأيت الجنة قد تمثلت له ، فلما رآها قال : آه ، وصرخ صرخة عظيمة ، وبكى بكاء شديدا ، وتغير لونه ، وقال :

إن كان منزلتى فى الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيعت أيامى
أمنية ظفرت روحى بها زمنا واليوم أحسبها أضغاث أحلام



فقلت له : يا سيدى ، هذا مقام كريم ، فقال : يا إبراهيم ، رابعة العدوية تقول وهى أمرأة : وعزتك ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا رغبة فى جنتك ، بل كرامة لوجهك الكريم ، ومحبة فيك ، وليس هذا المقام الذى كنا أطلبه ، وقضيت عمرى فى السلوك إليه ، قال : ثم بعد ذلك سكن قلقه ، وتبسم وسلم ، وودعنى ، وقال لى : احضر وفاتى وتجهيزى مع الجماعة ، وصل على معهم ، واجلس عند قبرى ثلاثة أيام بلياليهن ، ثم بعد ذلك توجه الى بلادك ، قال سيدى إبراهيم : ثم اشتغل عنى بمناجاة ومخاطبة ، فسمعت قائلا يقول بين السماء والأرض أسمع صوته ، ولا أرى شخصه ، قال : عمر ، ما تروم؟ فقال :

أروم وقد طال المدى منك نظرة وكم من دماء دون مرماى طلت


ثم بعد ذلك تهلل وجهه وتبسم وقضى نحبه فرحا مسرورا ، فعلمت أنه قد أطى مرامه * وكنا عند جماعة كثيرة ، فيهم من أعرفه من الأولياء ، وفيهم من لا أعرفه ، ومنهم الرجل الذى كان سبب المعرفة وحضرت غسله وجنازته ، ولم أر فى عمرى جنازة أعظم منها ، وازدحم الناس على حمل نعشه ، وأيت طيورا بيضاء وخضراء ترفرف عليه وصلينا عليه عند قبره ، ولم يتجهز حفره إلى آخر النهار ، والناس مزدحمون عليه ن وذلك لما كنت أنظره بما فتح الله به على من الكشف إلى الروح المقدسة المحمدية ، وهى تصلى إماما وأرواح الأنبياء والملائكة والأولياء من الأنس والجن يصلون عليه مع روح رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة بعد طائفة ، وأنا أصلى مع كل طائفة إلى آخرهم ، حتى إذا انتهت الصلاة تجهز القبر ، وصارت الناس تتعجب من ذلك ، ولكن من فتح الله بصيرته شاهد سر ما هنالك .

قال الشيخ إبراهيم الجعبرى رضى الله عنه : وأقيمت عنده بعد الدفن ثلاثة أيام بلياليهم ، وانا أشاهد من حاله مالم تحتمله العقول ، ثم توجعت إلى بلدتى جعبر ، وكانت هذه السفرة أول دخولى مصر ، ولسان الحال يقول :

جزالك الله عن ذا السعى خيرا ولكن جئت فى الزمن الأخير



ثم رجعت بعد ذلك إلى مصر وأقمت فيها ،
وليكن ذلك آخر الكلام فى ترجمة سيدى شرف الدين عمر بن الفارض نفعنا الله به ، فإن فضائله ومناقبه لا تحصرها العقول ولا تدركها الأفهام وما ذكرت إلا نقطة يسيرة من بحر فضائله ، الله أمتنا واحشرنا فى زمرته وتحت لوائه ، واجعلنا من الذين تعلقوا بمحبة الأولياء حتى لاقوا ربهم وهو عنهم راض ، وأمدنا بمددهم آمين يارب العالمين

عمر بن الفارض يقول ابن الملقن فى طبقاته

576 - 632 للهجرة عمر بن الفارض أبي الحسن على بن المرشد بن علي، شرف الدين الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة. العارف المحب، المنعوت بالشرف صاحب الديوان المعروف الفائق، والشعر الرائق، منه قصيدته في السلوك:

قلبي يحدثني بأنك متلفي ... نفسي فداك عرفت أم لم تعرف



وغير ذلك مما هو في ديوانه.

ونسب إلى الاتحاد، وأُوَّلز عاين مقامه في منازل العارفين فاستبشر، ونسب إلى الصلاح والخير والتجريد. وجاور بمكة وبمنى. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ودفن في المقطم تحت العارض. وولد في ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة.

وفى الكواكب الدرية


عمر بن أبى الحسن على بن مرشد بن على ، الحموى الأصل ، المصرى المولد والدار والوفاة ، أبو حفص ، ويقال : أبو القاسم ، المعروف بابن الفارض ، ويقال : المفرض ، الملقب فى جميع الآفاق بسلطان المحبين والعشاق ، المنعوت بين أهل الخلاف والوفاق بأنه سيد شعراء عصره على الإطلاق ، له النظم الذى يستخف أهل الحلوم ، والنثر الذى تغار منه النثرة بل سائر النجوم

قدم أبوه من حماة إلى مصر فقطنها وصار يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدى الحكام ، ثم ولى نيابة الحكم ، فغلب عليه التلقيب بالفارض ، ثم ولد له بمصر صاحب الترجمة فى ذى القعدة سنة ست وخمسين ، أو ستين وخمس مئة ، فنشأ تحت كنف أبيه فى عفاف وصيانة وعبادة وديانة ، بل زهد وقناعة ، وورع واسدل عليه لباسه وقناعه .

فلما شب وترعرع ، اشتغل بفقه الشافعية ، وأخذ الحديث عن : الحافظ ابن عساكر ، وعنه الحافظ المنذرى ، وغيره .
ثم حبب إليه الخلاء وسلوك طريق الصوفية ، فتزهد وتجرد ، وصار يستأذن أباه أوديته مرة وفى بعض فى السياحة ، فذهب فيسيح فى الجبل الثانى من المقطم ويأوى إلى بعض أوديته مرة وفى بعض المساجد المهجورة فى خرابات القرافة مرة ثم يعود إلى والدة فيقيم عنده مدة فيشتاق الى التجريد فيعود الى الجبل وهكذا حتى ألف الوحش وألفه الوحش فصار لا يفر منه ومع ذلك لم يفتح عليه بشىء حتى أخباره الشيخ البقال : إنه إنما عليه بمكة فخرج فورا فة غير أشهر الحج ، ذاهبا الى مكة فلم تنزل الكعبة أمامه حتى دخلها ، وانقطع بواد بينه وبين مكة عشر ليال ففتح عليه ، فصار يذهب من ذلك الوادى وصحبته أسد عظيم الى مكة ، فيصلة بها الصلوات الخمس ويعود إلى محلة من يومه – وأنشأ نظمه حالتئذ ، وكان الأسد يكلمه ويسأله أن يركب عليه ، فيأبى، وأقام كذلك نحو خمسة عشر عاما ، ثم رجع الى مصر فأقام بقاعة الخطابة بالجامع الأزهر ، وعكف عليه الأئمة ، وقصد بالزيارة من الخاص والعام حتى إن الملك الكامل كان يتزل لزيارته ، وسأله أن يعمل له ضريحا عند قبره بالقبة التى بناها على ضريح الإمام الشافعى فأبى * وكان جميلا نبيلا حسن الهيئة والملبس حتى الصحبة والعشرة رقيق الطبع عذب المنهل وانبع ، فصيح العبارة دقيق الإشارة سلس القيادة بديع الإصدار والإيراد سخيا جوادا ، توجه يوما الى جامع عمرو ، فلقيه بعض المكارية ، ( الذى يؤجر دابته ) فقال اركب معى على الفتوح فركب فمر بعض الأمراء فأعطاه مئة دينار فدفعها للمكارى ، وكان أيام النيل يتردد إلى المسجد المعروف بالمشتهى بالروضة ويحب مشاهدة البحر مساء فتوجه اليه يوما فسمع قصارا يقصر ويقول :

قطع قلبى هـــذا المقطع ما قال يصو أو يتقطـــع


فصرخ وسقط ، فغمى عليه ، فصار يفيق ، ويردد ذلك ، ويضطرب ثم يغمى عليه ،

مات سنة اثنتين وثلاثين وست مئة ودفن بالقرافة * روى فى النوم ، فقيل له : لم لا مدحت المصطفى صلى الله عليه وسلم فى ديوانك ؟ فقال :

أرى كل مدح فى النبى مقصرا وإن بالغ المثنى عليه وأكثرا
إذ الله أثنى بالذى هو أهله عليه فما مقدار ما تمدح الورى





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 217 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 11, 12, 13, 14, 15

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط