أحمد بن عطاء الله السكندرى
709 هـ - 1309 م
تاج الدين أبوالفضل أحمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبد الرحمن بن عبدالله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجزامى الأسكندرى ، امام صوفى جليل وصفه الشيخ زروق بانه الجامع لأنواع العلوم والمتكلم على طريق أهل التصوف ، ينحدر ابن عطاء الله من أسرة عريقة من قبلائل اليمن من جذام ، واشتهر أسلافه بالعلم والعمل وخرج من بيته طائفة من ذوى الفضل ، منهم ناصر الدين بن عطاء الله المتوفى بالأسكندرية سنة 612 هـ - 11215 م ودفن بالجزيرة الخضراء ، وعبد الله بن عبد الكريم بن عطاء الله توفى سنة 695 هـ - 1295 م ودفن بزايو ابن مجاهد واعظ الأسكندرية القائمة الى اليوم ظاهر باب البحر داخل الترسانة وضريحه بها يزار ومنهم سند الصوفية عبد الكريم بن عطاء الله كان رفيقا لابن الحاجب فى الخذ عن أبى الحسن الأبيارى ، ومنهم أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله لقبه القاضى خالد بن عيسى بن احمد بن ابراهيم البلوى القنتورى فى رحلته الى الأسطندرية فى سنة 736 هـ - 1236 م وذكره فى رحلته المسماة تاج المفرق فى تحلته علماء المشرق ( وهذا الكتاب تحت أيدى ) بأنه كان مشاركا فى علوم جمة ، ومنهم شمس الدين محمد بن عطاء الله شيخ مسجد بدر الجمالى المعروف بالعطارين بالثغر وناظر وقفه فى سنة 1064هـ - 1653 م كما تحقق له ذلك من السجل رقم 385 – 757 من محفوظات شرعية مصر وهو آخر أعلام هذا البيت .
وقد ترجم لأفراد هذا البيت جماعة من المؤرخين كابن فرحون فى الديباج والتنبكتى فى الذيل وزروق وابن عجيبة فى شرح الحكم ، وأفرد أبو الفضل محمد بن وفا شيخ السادات المتوفى سنة 942 هـ - 1535 م تأليفا مستقلا فى مناقب ابن عطاء الله وأخيه تاج الدين أبى الفضل محمد ، نقل فيه عن سيدى ابى الفضل هذا أنه قال : لما توفى والدنا وأخى أحمد كان يفتى ويدرس العلم بالأسكندرية ، ثم ذكر عن نفسه أنه نشأ بالأسكندرية وتلقى علومه بها واستمر حتى أكمل تمم توجه إلى مصر بصحبة أمهما وبقيت مع أخى إلى أن توفيت سنة 704 هـ - 1304 م والتحقت بعد وفاتها إلى الأزهر فاشتغلت فيه بطلب المزيد من العلم منه عشر سنوات ، ثم سافرت إلى بلدة النويرة فأقمت بها عشر سنوات ثم عدت إلى مصر فأتخذت من جامع عمرو بالفسطاط مسكنا لى ومكثت أعظ به ، ثم استطرد يذكر بناء زاويتهالكائنة بشرقى جامع عمرو تحت مأذنة التجلى وقد جعل منها مدرسة للتصوف ورباطا لأيواء النساء وتعليمهن ، واستمر فيها حتى مات سنة 724 هـ - 1323م وخلف بنتا واحدة هى السيدة عائشة وكانت من العالمات توولت مشيخة الزاوية على النساء المرابطات بها ورزقت بابنتها سعاد ولسعاد محمد وأحمد ، وله رضى الله تعالى عنه أخبار كثيرة فى العلم والمعرفة والولاية الكبرى كأخية ، ولا يزال ضريحه بزاويته معروف غلى اليوم شرقى جامع عمرو ويعرف بتاج الدين النخال )1 لحكاية ذكرها أبو الفضل فى مناقبه وقد توسع المؤرخون فى الجانب الصوفى من حياة ابن عطكاء الله ، وبقدر ما كان صوفيا عميقا كان عالما بأصول الشريعة وفروعها ، تصدر للتدريس بها فى المدرسة الكاملية زمنا ثم لقى شيخه أباالعباس المرسى قدس الله سره فسلك على يديه حتى بلغ هذا الشأن العظيم الذى بشر به من شيخه وكتب ابن عطاء الله فى التوحيد ووحدة الوجود والتسليم والرضا من أفضل ما يوصل إلى معرفة الحق سبحانه - مات ابن عطاء الله فى ذى الحجة سنة 709 هـ 1309 م ودفن بتربته بالقرافة الكبرى وضريحه يزار بها إلى اليوم - وجذام التى ينحدر منها قبيلة عربية نزلت فيها بطون وعشائر بمصر والأسكندرية وانحدر ابن عطاء الله وأسلافه من اسكندرية ------------------------------------------------
1- تاج الدين النخال ذكرنا فى مقامات الأولياء الله الصالحين فى منطقة المنيل ومصر القديمة بكتابنا
-----------------------------------------------
بعده