اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6114
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (403)
الملدوغ لا يعلم أنه ملدوغ إلا في الحالات المتأخرة, الملدوغ يظن أنه من القوة بحيث إنه حامي الحمى, وعليه تنزل الرحمات, وعلى يده تجديد الدين, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وأنتم سمعتم في زمننا هذا فتاوى وكلاماً في الدين لا غرض منه إلا هدم الدين, فانظر إلى القائل وقوله, وافهم هل هو صاحب لواء ودعوة, أم هو من أصحاب الكراسي, وما هو الكرسي الذي أقعده عليه الشيطان والدجال: كرسي الخيبة, كرسي الخذلان, كرسي الخيانة .... وهكذا.
وقد حدثناك عن الحجب والأخطاء والزلات فهذا الجزء اعتبره تحت أصحاب الفتنة الثالثة, وبرزخ بين أصحاب الفتنة الثالثة والفتنة الرابعة, فأخطر الخطر أن يأتي ما لا تحتسب ممن جمع بين فقه وزهد وتصوف.
وأخيراً أختم هذا الجزء بالرجوع مرة أخرى للفقيه والفقير, ونقصد هنا الفقير لله تعالى, والفقيه المقصود هنا من اهتم بعلم الظاهر ولم يهتم بعلم الباطن, فما له كثير نصيب من اسم الله: الباطن, مع التنويه أن الفقيه على الحقيقة هو من فقه عن ربه, وهم أصحاب الفقه الباطن والظاهر, وليسوا أصحاب الكتب.
فالعلماء منهم العالم الرباني, وعالم على حق من أصحاب الموازين, وعالم فقيه مجتهد مفت, وعالم مصيب متلمس, ثم عالم السوء وهم من كانوا على ضلالة, فمنهم عالم مجند جنده الشيطان درى أو لم يدر، عالم ضال، عالم على غير هدى, عالم جاهل، عالم فاسق, عالم يساعد الشيطان دون أن يدري, عالم كثير الزلل, عالم يحكم بالهوى. العلماء الصالحون كما ذكرنا ورثة الأنبياء, مأجورون في اجتهادهم أصابوا أم أخطأوا, فهم ليسوا بمعصومين, فلا نأخذ بالشاذ من أقوالهم, ولا الزلل من آرائهم, أما الخوف فمن أهل التخليط, والكل يُخشي عليه، فأسيادنا العلماء على ثغر عظيم من ثغور الإسلام, فإن الشيطان يحاربهم حرباً ضروساً, الكل يُخاف عليه, وكيف لا وقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ وَأَهْلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ قَالَ: (نعم ) إِنَّ الْقُلُوبَ بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا».
يُقصد بالفقير الذي يرى كم هو فقير محتاج إلى ربه في كل شيء وأدق الأمور، ويرى ذلك عياناً, فمن ذا الذي يجري الدم في عروقه, ومن الذى يأتي بالروح ويذهب بها, ومن ذا الذي قذف الإيمان في قلبه, ومن ذا الذي أحاط به وبكل من حوله, فمازال ينظر في الملكوت يرى أنه لا إله إلا الله, وما نحن إلا أقلام القدرة. يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|