فراج يعقوب كتب:
لماذا قال: " ابن أم " ولم يقل: ابن أب ؟ :
ــــــــــ
{ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيۤ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى ٱلأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ }
ــــــــــــــ
{ قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [الأعراف: 150].
نلحظ أنه قال: " ابن أم " ولم يقل: " ابن أب "
لأن أبا موسى وهارون طُوي اسمه في تاريخ النبوات
ولم يظهر عنه أي خبر،
والعلم جاءنا عن أمه لأنها هي التي قابلت المشقات في أمر حياته
لذلك جاء هنا بالقدر المشترك البارز في حياتهما،
ولأن الأمومة مستقر الأرحام؛
لذلك أنت تجد أخوة من الأم،
وأخوة من الأب فقط،
وأخوة من الأب والأم،
والأخوة من الأب والأم أمرهم معروف.
لكن نجد في أخوة الأم حناناً ظاهراً،
ويقل الحنان بين الأخوة من الأب.
وجاء الحق هنا بالقدر المشترك بينهما - موسى وهارون - وهو أخوة الأم،
وله وجود مستحضر في تاريخهم.
أما الأب عمران فنحن لا نعرف عنه شيئاً،
وكل الآيات التي جاءت عن موسى متعلقة بأمه،
لذلك نجد أخاه هارون يكلمه بالأسلوب الذي يحننه: { قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي }.
ـــــــــــ
خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
ـــــــــــ
اللهم صل على الرحمة المهداة وآله وسلم
عليهم وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليمات المباركات فيهن
جزاكم الله خيرا سيدي الفاضل الكريم