" فصار العرفان ايمانك , والقرأن عرفانك " : ـــــــ { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } ــــــــــــ ( ثم بين الحق تفصيل مواهبه التى وهبها لحبيبه صلى الله عليه وسلم من خصائص النبوة والرسالة وشرائف المعارف والكواشف التى خفيت عنه فى اوائل حاله اذ كان فى غواشى صورة الانسانية عن احكام الاولية وما سبق له من حسن العناية والكفاية بقوله : { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } اى : ما كنت واقفا على اسرار الخطاب وحقيقة المعرفة فى زمان غيبتك اذ زينتك بالطافى فى حجب الغيب ثم تجليت لك بنور القرأن الذى ظهر منه نور العرفان فصار العرفان ايمانك والقرأن عرفانك فإيمانك العرفان وعرفانك القرأن فصار الايمان والعرفان والقران من حيث عين الجمع واحدا اذ جميعها صدر من صفة القدم وبالتجلى والتدلى والظهور والصفة صدرت من الذات من حيث المعاينة والكشف للارواح الجلالية الجمالية القدسية لذلك يعود ضمير الكناية { جعلناه } الى الواحد من الاثنين اذ هذان الاثنان واحد فى الحقيقة قال تعالى { وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا } اى : هذه المعانى التى كشفتها لك نور وهداية تهدى به الى معرفتنا وشرفك عندنا من نشاء من عبادنا من العارفين والموحدين والمحبين الذين كانوا فى سوابق الغيب منك صدورا وعلى رؤية جمالنا وجلالنا نورا وانت سيدهم وامامهم تعرفهم سبل وصولنا وذلك قوله { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ثم اضاف ذلك السّبيل بنعت الخصوصية الى نفسه فقال { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } اى : صراطك المستقيم هو طريق الله الذى مهد للعارفين والمشتاقين ليسكنوا فيه اليه بنوره وهدايته ثم وصف نفسه بانه مالك الاعيان من العرش الى الثرى حتى طابت ارواح الصديقين بوحدانيته اذ لا متصرف الا هو ولا مصرف من جميع الوجوه الا ساحة كبريائه وعظمته وذلك قوله { أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } تعود اليه امور الخلائق من الحكم والقضاء والقدرة والمشيئة والفعل والقدرة كما بدأ منه ) ـــــــــ رائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) ـــــــــ (اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالنَّاصِرِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالْهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيم ).
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|