المنظومة الخاقانية
نظم الإمام المقرئ أبي مُزاحمٍ الخاقانيّ
1ـ أَقُولُ مَـقالًا مُعـجِـبًـا لِأُولِي الـحِـجْـرِ وَلَا فَـخْـرَ إِنَّ الفَـخْـرَ يَدعُـو إِلـَى الكِـبْـرِ
2ـ أُعَـلِّـمُ فِـي القَــولِ التِّــلَاوَةَ عَـائِــذًا بِـمَـولَايَ مِـن شَرِّ الـمُـبَـاهَـاةِ وَالـفَـخْـرِ
3ـ وَ أَسْـأَلُــهُ عَــوْنِـيْ عَلَـى مَـا نَـوَيْــتُـهُ. وَحِفْظِـيَ فِـي دِيـنِـيْ إِلَى مُنـتَـهَـى عُمْـرِي
4ـ وَأَسْـألُـهُ عَـنِّي التَّــجَـــاوُزَ فِـي غَــدٍ فَــمَـا زَالَ ذَا عَـفْـوٍ جَـمِــيـلٍ وَذَا غَـفْــرِ
5ـ أَيَـا قَــارِئَ القُــرآنِ أَحْـسِـــنْ أَداءَهُ. يُـضَاعِـفْ لَـكَ اللهُ الـجَـزِيـلَ مِـنَ الأَجْـرِ
6ـ فَـمَـا كُلُّ مَن يَـتْـلُـو الكِتَـابَ يُـقِـيـمُهُ. وَ لَا كُلُّ مَـن فِي النَّاس يُـقْـرِئُـهُـمْ مُـقـرِي
7ـ وَإِنَّ لَــنَـا أَخْـــذَ الـقِـــرَاءَةِ سُـنَّــةٌ عَــنِ الأَوَّلِــينَ الـمُـقْـرِئِــينَ ذَوِي السِّـترِ
8ـ فَلِلـسَّبعَـةِ القُــرَّاءِ حَـقٌّ عَلَـى الـوَرَى .. لِإِقْــرَائِــهِــمْ قُــرْآنَ رَبِّــهِـــمُ الــوِتْــرِ
9ـ فَـبِالـحَــرَمَــينِ ابْـنُ كَـثِــيرٍ و نَـافِــعٌ وَبِـالـبَـصْـرَةِ ابْــنٌ للـعَــلَاءِ أَبُـو عَـمْـرِو
10ـ وَ بِـالـشَّامِ عَبْدُ اللَّـهِ وَهْـوَ ابْنُ عَـامِـرٍ . وَ عَـاصِـمٌ الكُـوفِـيُّ وَ هْــوَ أَبُــو بَــكْــرِ
11ـ وَ حَـمـزَةُ أَيضًـا وَالكِـسَـائِـيُّ بَـعْـدَهُ. أَخُو الـحِـذْقِ بِالـقُـرْآنِ وَالنَّـحْـوِ وَ الشِّعْرِ
12ـ فَذُو الـحِذْقِ مُعْطٍ لِلْحُرُوفِ حُقُوقَهَا إِذَا رَتَّــــلَ الـقُــرْآنَ أَوْ كَـــانَ ذَا حَــدْرِ
13ـ وَتَـرْتِـيـلُـنَـا الـقُـرْآنَ أَفْـضَـلُ لِلَّـذِي.... أُمِــرْنَـا بِـهِ مِـنْ مُـكـثِـنَـا فِـيهِ وَ الفِـكْـرِ
14ـ وَ إِمَّـا حَـدَرْنَـا دَرْسَـنَـا فَـمُـرَخَّـصٌ لَـنَــا فِـيـهِ إِذْ دِيـنُ الـعِـبَـادِ إِلَـى الـيُـسْرِ
15ـ أَلَا فَاحْفَظُوا وَصْفِي لَكُمْ مَا اخْتَصَرْتُهُ.. لِـيَـدْرِي بِــهِ مَن لَـمْ يَكُـنْ مِنـكُـمُ يَدْرِي
16ـ فَـفِي شَرْبَـةٍ لَـو كَانَ عِلمِـي سَقَيتُكمْ. وَ لَـمْ أُخْـفِ عَـنكُـمْ ذَلِكَ العِلْـمَ بِالذُّخْرِ
17ـ فَـقَـدْ قُلتُ فِي حُسْـنِ الأَدَاءِ قَصِيــدَةً. رَجَــوتُ إِلَـٰـهِـي أَنْ يَـحُــطَّ بِـهَـا وِزْرِي 18ـ وَ أَبْـيَـاتُـهَا خَـمْـسُونَ بَيـتًـا وَ وَاحِـدٌ.. تُـنَـظَّــمُ بَــيْـتًـا بَـعْـدَ بَـيْـتٍ عَلَى الإِثْــرِ
19ـ وَ بِاللَّـهِ تَوفِـيـقِـي وَأَجْـرِي عَلَـيْـهِ فِي.. إِقَــامَــتِـنَـا إِعْــرَابَ آيَــاتِـــهِ الــزُّهْــرِ
20ـ وَ مَـنْ يُـقِـمِ القُـرْآنَ كَالقِدْحِ فَلْـيَكُنْ مُطِـيـعًـا لِأَمْــرِ اللَّـهِ فِـي السِّرِّ وَ الـجَـهْـرِ
21ـ أَلَا اعْـلَمْ أَخِي أنَّ الفَـصَاحَـةَ زَيَّنَــتْ... تِــلَاوَةَ تَــالٍ أَدْمَـــنَ الــدَّرْسَ لِلـذِّكْــرِ
22ـ إِذَا مَـا تَــلَا الـتَّــالِـي أَرَقَّ لِسَـانَــهُ وَأَذْهَـبَ بِـالإِدْمَــانِ عَـنْــهُ أَذَى الـصَّـدْرِ
23ـ فَـأَوَّلُ عِلْــمِ الذِّكـرِ إِتْقَــانُ حِـفْـظِـهِ وَ مَعـرِفـةٌ بِـاللَّـحْـنِ مِنْ فِيـكَ إِذْ يَـجْـرِي
24ـ فَـكُنْ عَـارِفًـا بِاللَّـحْـنِ كَيمَـا تُـزِيلَـهُ. فَـمَـا لِلَّــذِي لَا يَـعْـرِفُ اللَّحْـنَ مِنْ عُـذْرِ
25ـ وَإِنْ أَنْتَ حَـقَّقْتَ القِـرَاءَةَ فَاحْذَرِ الز يَــادَةَ فِـيـهَـا وَاسْـأَلِ الـعَـونَ ذَا الـقَـهْـرِ
26ـ زِنِ الـحَرْفَ لَا تُـخْرِجْهُ عَنْ حَدِّ وَزْنِهِ فَـوَزْنُ حُرُوفِ الـذِّكْـرِ مِنْ أَفْـضَـلِ الــبِرِّ
27ـ وَ حُكْمُكَ بِالتَّحقِـيقِ إِنْ كُنْـتَ آخِـذاً عَـلَـى أَحَـــدٍ أَلَّا تَــزِيـدَ عَـلَـى عَـشْـــرِ
28ـ فَـبَـيِّنْ إِذَنْ مَـا يَـنْـبَـغِى أَنْ تُـبِـيـنَــهُ. وَأَدْغِـمْ وَأَخْـفِ الـحَـرْفَ في غَـيرِ مَا عُسْرِ
29ـ وَ إِنَّ الَّـذِي تُـخـفِـيـهِ لَيْـسَ بِـمُدْغَـمٍ وَبَـيـنَـهُـمَـا فَــرْقٌ فَـفَــرِّقْــهُ بِـالـيُـسْــرِ
30ـ وَقُلْ إِنَّ تَسْكِـينَ الـحُرُوفِ لِـجـزْمِه وَتَـحْـرِيـكَـهَا لِلـرَّفْـعِ وَ النَّـصْبِ وَالـجَـرِّ
31ـ فَحَـرِّكْ وَ سَكِّـنْ وَاقْطَعَنْ تَـارَةً وصِلْ.. وَ مَـكِّـنْ وَ مَـيِّـــزْ بَينَ مَــدِّكَ وَالـقَـصْــرِ
32ـ وَمَـا الـمَـدُّ إِلَّا فِـي ثَـلاثَــةِ أَحْــرُفٍ تُسَمَّـى حُـرُوفَ اللِّـينِ بَـاحَ بِــهـا ذِكْـرِي
33ـ هِيَ الأَلِفُ الـمَعْرُوفُ فِـيهَا سُكُونُـها وَ يَـــاءٌ وَ وَاوٌ يَـسكُــنَـانِ مَــعًــا فَـــادْرِ
34ـ وَخَفِّـفْ وَ ثَـقِّلْ وَاشْـدُدِ الفَكَّ عَامِداً. وَلَا تُـفْـرِطَنْ فـي الفَـتْحِ وَالضَّـمِّ وَالكَسْرِ
35ـ وَمَـا كَانَ مَهْـمُـوزًا فَـكُنْ هَامِـزًا لَـهُ وَ لَا تَـهْـمِـزَنْ مَـا كَانَ لَـحْـنًـا لَـدَى النَّـبْر
36ـ وَ إِنْ تَـكُ قَـبْلَ اليَـاءِ وَالـوَاوِ فَـتْـحَـةٌ وَ بَـعْــدَهُـمَـا هَـمْـزٌ هَـمَــزْتَ عَـلَى قَـدْر
37ـ وَ رَقِّـقْ بَـيَـانَ الـرَّاءِ وَ اللَّامِ يَـنْـذَرِبْ. لِـسَـانُــكَ حَـتَّى تَـنْـظِـمَ الـقَــوْلَ كَالـدُّرِّ
38ـ وَ أَنـعِـمْ بَـيَـانَ العَـينِ وَالـهَـاءِ كُلَّمَـا.... دَرَسْـتَ وَكُـنْ فِي الـدَّرْسِ مُعـتَـدِلَ الأَمْـرِ
39ـ وَقِفْ عِـنْدَ إِتْـمَـامِ الكَـلَامِ مُـوَافِـقًـا... لِـمُـصحَـفِـنَـا الـمَـتْـلُـوِّ في الـبرِّ وَ البحْـرِ
40ـ وَ لَا تُدْغِمَنَّ الـمِـيمَ إِنْ جِئْتَ بَـعْدَهـا بِحَـرْفٍ سِـواهَا وَاقْـبَـلِ العِـلْـمَ بالشُّـكـرِ
41ـ وَضَمُّـكَ قَـبْلَ الـوَاوِ كُنْ مُـشـبِعًا لَـهُ كَمَـا أَشْـبَـعُوا ﴿ إِيَّـاكَ نَـعْبُـدُ ﴾ فِي الـمَــرِّ
42ـ وَإِنْ حَرْفُ لِينٍ كَانَ مِن قَـبْلِ مُـدْغَــمٍ كَآخِـرِ مَا في الـحَـمْـدِ فَامْـدُدْهُ وَاسْتَـجْــرِ
43ـ مَـدَدْتَ لِأَنَّ السَّــاكِـنَــينِ تَـلَاقَـيَــا فَـصَارَ كَـتَـحْـرِيكٍ كَـذَا قَـالَ ذُو الـخُبْـرِ
44ـ وَأُسْمِي حُـروفًـا سِتَّـــةً لِـتَـخُـصَّـهَا. بِـإِظْــهَـارِ نُــونٍ قَــبْـلَــهَا أَبَــدَ الـدَّهْــرِ
45ـ فَـحَـاءٌ وَخَـاءٌ ثُــمَّ هَــاءٌ وَ هَــمْـزَةٌ وَعَــينٌ وَ غَــينٌ لَـيْـسَ قَـولِـيَ بِالـنُّــكْـرِ
46ـ فَهَـٰذِي حُروفُ الـحَلْقِ يَـخْفى بَيَانُـها فَـدُونَـكَ بَـيِّـنْــهَا وَلَا تَعْـصِــيَنْ أمــرِي
47ـ وَلَا تَـشْدُدِ النُّـونَ الـتِي يُـظْهِـرُونَـهـا كَـقَـولِـكَ مِـنْ خَـيْـلٍ لَدَى سُورَةِ الـحَشْر ِ
48ـ وَإِظـهَـارُك التَّـنـوِينَ فَهْـوَ قِـيَـاسُهَـا فَـقِـسْـهُ عَـلَـيـهَـا فُـزْتَ بِالكَاعِـبِ البِكْـرِ
49ـ وَ قَدْ بَـقِـيَـتْ أَشْـيَــاءُ بَعْـدُ لَطِـيفَــةٌ. يُـلَـقَّـنُـهَـا بَـاغِـي التَّـعَــلُّمِ بِـالـصَّـبْــــرِ
50ـ فَـلِابْنِ عُبَـيدِ اللَّـهِ مُـوسَى عَلَى الَّـذي يُـعَـلِّـمُـهُ الـخَـيْرَ الـدُّعَـاءُ لَـدَى الفَجْــرِ
51ـ أَجَـابَــكَ فِـيــنَـا رَبُّـنَـا وَ أَجَــابَــنَا أَخِي فِـيـكَ بِالغُـفْـرَانِ مِـنْــهُ وَبِـالنَّـصْــر
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|