موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 09, 2013 1:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله

وآله الطيبين الطاهرين الذين هم سبل النجاه

الذي من تعلق بهم نجا ومن تركهم هلك

فاللهم نجنا بهم وبجاههم فجاههم عندك خير جاه

وبعد....

فإن القرآن الكريم إجمالا وفي ذاته هو معجزة

وتفصيلا أيضا معجزة فقد حوى من المعجزات ما يعجز العقل عن الإلمام بما يحتويه

بل ويعجز العقل عن تفسيره لذلك كثرت التفاسير ولا تجدها متوحدة في تفسيرها

بل هي خواطر بما يفتح الله به على صاحب التفسير

وفي هذا الموضوع نحاول أن نجمع ما نقدر عليه من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

ليكون بإذن الله موضوعا شاملا لكل ما توصل إليه العلماء في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

و أبدأ بعون الله بجزء بسيط من سورة الغاشية

قال تعالى :
{ وَإِلَى الْجِبَال كَيْف نُصِبَتْ }

نبه الله تعالى في سورة الغاشية الإنسان والذي يعيش في بيئة الجبال كالأعرابي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه، والسماء التي فوق رأسه،

والجبال التي تجاهه، والأرض التي تحته، على قدرة خالق ذلك وصانعه، وأنه الرب العظيم الخالق المالك المتصرف، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه،

اربع آيات في سورة الغاشية كل منها معجزة بحد ذاتها وكل منها تحتاج الى مقالة كاملة لتوضيح الإعجاز العلمي المتعلق بها، وفي هذه المقالة،

سنتطرّق الى الجبال كيف نصبت.

الآية الكريمة تخبرنا أن الأرض لم يكن عليها جبال وأن هذه الجبال تشكلت بطريقة “النصب“،

فالنَّصْبُ في لسان العرب هو وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه، نَصَبه يَنْصِـبُه نَصْباً، ونَصَّبَه فانْتَصَبَ؛ فباتَ مُنْتَصْـباً.

المعنى اللغوي يصف حال الجبال كما نراها ويراها الأعرابي

ولكن لا يصف كيفية انشاء الجبال وهذا ما تسائلت عنه الآيات الكريمة؛ أفلا ينظرون … والى الجبال كيف نصبت،

فالواضح أن الآيات تحاكي الأعرابي عن طريقة خلق الجبال والتي تتشابه مع شيء يقوم به الأعرابي ياستمرار

ألا وهو نصب بيوت الشعر أو ما نسميه بالخطأ بالخيام! والذي هو جزء من حياته وترحاله! فكيف تنصب بيوت الشعر؟

صورة

يفرش غزل البيت على الأرض ويربط بحبل؛ طرفه الأول في الغزل والآخر يربط بوتد يدق في الأرض،

يوضع عامود على الأرض بحيث يكون موازي للحبل ويثبت طرفة عند نقطة التقاء الغزل مع الحبل.

يتم دفع العامود بعكس اتجاه الحبل مما بودي الى رفع سقف البيت الى الأعلى،

ويتم رفع باقى الأعمدة بنفس الطريقة وهكذا تحصل على بيت شعر بتصنيف خمس نجوم.

قمة افرست هي أعلى قمة على سطح الأرض (فوق الماء) ويبلغ ارتفاعها 8848 مترا عن سطح البحر،

الغريب في الموضوع أن تشكيلة الصخور في أعلى القمة تتكون من الحجر الجيري،

مما يثير التسائل: كيف وصلت هذه الصخور البحرية الرسوبية الى هذه القمة؟

صورة

في علم الجيولوجيا، تم تصنيف الجبال حسب طريقة تكونها الى الجبال المطوية folded mountains

والجبال البركانية volcanic mountains وجبال مناطق الصدع fault-block mountains،

وتشكل الجبال المطوية الغالبية العظمى من الجبال وتظهر على شكل سلاسل جبلية تمتد لمسافات طويلة

تصل الى مئات أو آلاف الكيلومترات على أطراف القارات كما هو مبين في الصورة عدا جبال الهملايا وجبال الألب،

أما الجبال البركانية فهي تتشكل نتييجة تراكم الحمم البركانية في حين تتشكل جبال مناطق الصدع

نتيجة تباعد الصفائح التكتونية (القطع المتجاورة) عن بعضها البعض. الشيء المشترك بين هذه التصنيفات

أنها كلها ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية ولكن ياتجاهات مختلفة. والقطع المتجاورة (الصفائح التكتونية)

هي قطع صخرية صلبة تطفوا على مادة منصهرة لزجة عالية الكثافة تسمى الـ دثار أو Mantle وهي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 4000 كيلومتر

تقع فوقها القشرة الأرضية التي نعيش عليها أو القشرة الموجودة في قيعان المحيطات.

والى الجبال كيف نصبت

عند حدوث اصطدام كالذي حدث بين قطعتين قاريتن هما الهند وآسيا، حدث ما يسمى علميا بالـ uplift

أو … النصب، وحقيقة وجود الحجارة الجيرية على قمة افرست يؤكد على أن نصب الجبال uplift

الناتج عن الاصطدام أدى الى تشكل سلاسل الجبال ورفع الصخور لآلاف الأمتار،

ناهيك عن أن العلماء يؤكدون بان قمة افرست ما زالت ترتفع عدة سنتيمترات كل عام نتيجة الاصطدام.

صورة

أما عند اصطدام قطعة صخرية محيطية مع قطعة صخرية قاريّة وهي الأكثر سمكًا،

فإن القطعة المحيطية تنزلق تحت القطعة القاريّة وذلك لخفة وزنها وقلّة سمكها كما حدث في جبال الألب

وسلسلة الجبال الغربية في القارة الأمريكية الشمالية، التمثيل التالي يوضح كيفية تضارب القوى

وبالتالي إخضاع احدى القطع تحت الأخرى وتشكل الجبال. أما الجبال البركانية فإنها تنصب كما تنصب “الخيام” الدائرية

حيث يوضع عامود في وسط الخيمة ويرفع النسيج الى الأعلى. وبالنتيجة، فإن نصب بيوت الشعر ونصب الجبال نتج عن

تلاقي جسمين بقوّتين متعاكستين نتج عنهما النصب uplift.



ولكن ماذا عن الرواسي وأن هذه الرواسي تمنع الأرض من أن تميد بالناس كما ورد في الآيات التالية:

النحل 15 { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

النازعات 32 { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { والجِبالَ أرْساها }: أي أثبتها لا تَمِيد بأهلها.

النبأ 7 { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } يقول: والجبال للأرض أوتاداً

النحل 15 { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

الانبياء 31 { وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }

لقمان 10 { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ }

صورة

هذه الآيات تخبرنا عن معجزتين عظيمتين لم يكن ليعلمهما الا خالق الأرض وصانعها:

أن الميد لا يحصل الا اذا كان تحت قشرة الأرض الصلبة باطن منصهر ومن ثم قلب صلب!

أن الجبال تقوم بعمل المرسى لتثبيت الأرض وبتعبير آخر أوتاد، وبالتالي فإن على الجبال ان تُغرس في الطبقة المنصهرة،

والمرسى يلقى من السفينة ذات السطح الصلب الى الماء ذو الحالة السائلة.

صورة

ياستخدام وسائل تحديد التفاوت في الجاذبية Gravity Anomaly،

استطاع العلماء تحديد شكل طبقة الأرض المتكونة تحث الجبال كما هو مبين في الشكل التالي

والتي تظهر تداخل الجبال في الطبقة المنصهرة وتسمى علميا بجذور القشرة crustal roots

ويكون شكلها مطابق لشكل الجبال فوق سطح الأرض

ولكنها تزداد عنها في العمق بسبب قوة الجاذبية وليونة الطبقة المنصهرة

بالاضافة الى سمك القشرة المحيطية، يبلغ سمك القشرة الأرضية في الحالات العادية

ما بين 35 و 40 كيلومتر بينما يصل سمكها الى ما بين 50 و 70 كيلومتر تحت الجبال،

وصف لنا تعالى هذه الظاهرة بالأوتاد أو الرواسي والتي تمنع قشرة الأرض من الميد أو العشوائية في الدوران

وبالتالي تؤدي الى استقرار مناخ الأرض وتوفير بيئة متناسقة للحياة مثل الفصول الأريعة

حيث أن احد أهم فوائد تسخير القمر هو استقرار دوران الأرض حول نفسها.

صورة

هناك اعتقاد خاطيء وقع به بعض المشككون بأن الإلقاء يكون من الأعلى الى الأسفل

في قوله تعالى { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ … }،

ففسروا الآية على أن الله القى الجبال من السماء الى الأرض وهذا خطأ لغوي كبير،

فـمعنى كلمة أَلقى الشيء في لسان العرب: طَرَحَه. وطرح الشيء هو الرمي به والأُطْرُوحةُ: المسأَلة تَطْرَحُها.


وهذا إعتقاد خاطئ

فـ … هل أتاك حديث الغاشــية؟


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 09, 2013 2:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45808
موضوع هايل
بورك فيك
وجزاك الله خيرا

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 09, 2013 2:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة
حامد الديب كتب:
موضوع هايل
بورك فيك
وجزاك الله خيرا



أعزك الله وأكرمك وبارك فيك أيضا

وجزاك الله كل خير


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 09, 2013 4:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 10:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة
مولانا الشيخ / فراج يعقوب

يجزينا ويجزيك الله خيرا

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 12, 2013 10:07 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس ديسمبر 15, 2011 12:25 am
مشاركات: 1141

لماذا الإبل ؟؟ في قوله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية:17)

قال تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية:17).

في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، يقع عند المؤمنين موقع الأمر، على التفكير والتأمل في خلف الإبل ( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل والتي تدلنا على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .

وأول ما يلفت الأنظار في الإبل خصائصها البينات والشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من لطائف التي تأخذ بالألباب :
أذنا الإبل

أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يكتنفها من كل جانب ليقيها الرمال التي تذروها الرياح، ولهما القدرة عن الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية،
منخرا الإبل

كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال .
عينا الإبل

إن لعينا الجمل روموش ذات طابقين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وفى هذه الحالات تستطيع أيضا أن تغلق انفها لكي لا تتسرب الرمال فيها.
ذيل الإبل

وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طبقات الرصاص .
قوائم الإبل

أما قوائم الجمل فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواه ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .

فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلا لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة . ومن الإبل أيضاً ما هو أصلح للركوب وسرعة الانتقال، مثل الرواحل المضمرة الأجسام التي تقطع في اليوم الواحد مسيرة مائة وخمسين كيلومتراً .

عنق الإبل

و مما يناسب ارتفاع قوائم الجمل طول عنقه ،حتى أن يتناول طعامه من نبات الأرض، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين يصادفها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال .



و حين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كلكله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .

و هذه الوسائد إحدا معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى . والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .

و للناس في الإبل منافع أخرى غير الانتقال وحمل الأثقال، فهم ينالون من ألبانها ولحومها وينسجون الكساء من أوبارها، ويبنى البدوي خباءه من جلودها .

و في الحديث الشريف : " لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة " ( ورقوء الدم لأنه كانت تدفع بها الديات في حوادث القتل . ولنتأمل الأدب الراقي في النهي حتى عن سب الحيوان ) .

و بحسب الإبل فضلاً أن الله جعلها خير ما يهدى إلى بيته الحرام وجعلها من شعائره قال تعالى : ( و َالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [ الحج :36] .

هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل والبنيان الخارجي، وهي خصائص يمكن إدراكها بالفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق . ونواصل الآن عرض جهود الباحثين من علماء الأحياء ( البيولوجيا ) في الكشف عن الكثير من خصائص الإبل الوظيفية لإظهار ما فيها من غوامض وأسرار أودعها الحق ـ سبحانه وتعالى .

و نبدأ بإيضاح ما نعرف عن الإبل من صبر والعطش، ففي بيئة الإبل التي يقل فيها الزرع والماء لا يكتب العيش إلا لحيوان فطر الله جسمه على حسن تدبير أمور استخدام ما عنده من ماء وغذاء غاية الاقتصاد، وله في ذلك أساليب معجزة تدعو للعجب وتسبيح الخالق ( .. الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " (طه‏:50).

معدة الإبل:
وأما معدة الجمل ذات أربعة أوجه وجهزها الهضمي قوى بحيث تستطيع ان تهضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاط مثلا فى الامكان الجافة تستفاد من هذه الخاصية.
تنفس الإبل :

من هذه الأساليب أن الجمل لا يتنفس من فمه ولا يلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد به العطش، وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من هذا السبيل.
تنظيم جسم الإبل للحرارة :

يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل والنهار .

إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف و هذا الشعر يقوم بعزل الحرارة و يمنعها من الوصل إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء . وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء . ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و41 م ) .

و هناك أمر آخر يستحق الذكر، وهو أن الجسم يكتسب الحرارة من الوسط المحيط به بقدر الفرق بين درجة حرارته ودرجة ذلك الوسط . ولو لم يكن جهاز ضبط حرارة جسم الجمل ذكياً ومرنا بقدرة الخالق اللطيف لكان الفرق بين درجة حرارة الجمل ودرجة حرارة هجير الظهيرة فرقاً كبيراً يجعل الجمل إلى 41م في نهار الصحراء الحارق يصبح هذا الفرق ضئيلاً وتقل تبعاً لذلك كمية الحرارة التي يمتصها الجسم . وهذا يعني ان الجمل الظمآن يكون أقدر على تحمل القيظ من الجمل الريان، فسبحان الله العليم بخلقه فالجمال التي تعيش في الصحراء تستطيع ان تتحمل درجة حرارة تصل إلى 70 درجة والجمال التي لها سنامين تستطيع ان تتحمل البرود52 درجة تحت الصفر وهذا النوع من الحيوانات تستطيع أن تعيش في ارتفاع تصل 4000متر من الأرض في أراضى جبلية.
إنتاج الإبل ( الجمال ) للماء :

و يضيف علماء الأحياء ووظائف الأعضاء ( الفسولوجيا ) سبباً جديداً يفسر قدرة الإبل على تحمل الجوع والعطش عن طريق إنتاج الماء الذي يحتاجه من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.

فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة لمواصلة النشاط الحيوي .

و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوه إذا قرب لوحا زجاجياً باردا فوق لهب الشمعة ولاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشياً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك .

ومن جملة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي
الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون . ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه . ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب ( تعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم )فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم تحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم تزيد في مقاومة الجمل للعطش..

و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد على معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني .

فلنتأمل الآن قوله تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}[ الغاشية ] .
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه .
أهمية الإبل في الأمن الغذائي :

ولم يقم بين المفسرين في هذا الموضع مشاكل في الفهم تثير الخلاف، لكن منهم من اقتصر على القول بأن الإبل قد ذكرت مجرد مثال لشيء مما خلق الله من حيوان، ولعلمهم ببيئتهم، فهو مثال مناسب للمقام، ولا شك في هذه المناسبة، للمخاطبين الأوائل من العرب، فهذا الأساس بالبلاغة، ولكن الصحيح أيضاً أن الإبل نموذج فريد في إعجاز الخلق، وقد كشف العلم الحديث عن بعض الحقائق المذهلة في حياة هذا المخلوق الذي خصه الله بالذكر من بين ما لا يحصى من مخلوقات الله، وامتد الاهتمام مؤخراً إلى الدور المتميز الذي يمكن أن تقوم به الإبل في مشاكل الأمن الغذائي للبشر . ففي عامي 1984 و1985، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف هلكت ـ أو كادت تهلك ـ في كينيا القبائل التي كانت تعيش على الأبقار التي كفت عن إفراز اللبن ثم مات معظمها، بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل، لأن النوق استمرت في الجود بألبانها في موسم الجفاف . ومن هنا أصبح للاهتمام بالإبل أيضاً دوافع اقتصادية ومستقبلية مهمة ودعا أهل الاختصاص إلى التعمق في دراسة هذا الحيوان في عالم تستنفد سريعاً موارده من الغذاء والطاقة .

و لقد سبق أن أوضحنا أن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر به الحق جل وعلا في قرآنه الكريم .
مقارنة بين قدرات الإبل والإنسان :

و لعل في المقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما يزيد الأمر إيضاحاً بالنسبة لنموذج الإبل الفريد في الإعجاز . فقد أكدت تجارب العلماء أن الإبل التي تتناول غذاءً جافاً يابساً يمكنها أن تتحمل قسوة الظمأ في هجير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر، ولكن آثار هذا العطش الشديد سوف تصيبها بالهزال لدرجة أنها قد تفقد ربع وزنها تقريباً في خلال هذه الفترة الزمنية . ولكي ندرك مدى هذه المقدرة الخارقة نقارنها بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في مثل تلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين . فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه ماء فقد صوابه حكمه على الأمور، وإذا زادت هذه النسبة إلى 10% صُمَّت أذناه وخلط وهذى وفقد أساسه بالألم ( وهذا من رحمة الله به ولطفه في قضائه ) . أما إذا تجاوز الفقد 12% من وزنه ماء فإنه يفقد قدرته على البلع وتستحيل عليه النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه . وعند إنقاذ إنسان أشرف على الهلاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن سقوه الماء ببطء شديد تجنباً لآثار التغير المفاجئ في نسبة الماء بالدم . أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن يعب منه عبا دون مساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ .

وثمة ميزة أخرى للإبل على الإنسان، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيه لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده على الدم . أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب إلى تعجيل نهايته . وأعجب من هذا كله أن الجمل إذا وضع في ظروف بالغة القسوة من هجير الصحراء اللافح فإنه سوف يستهلك ماء كثيراً في صورة عرق وبول وبخار ماء، مع هواء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أو شكوى . والعجيب في هذا أن معظم هذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الجزء الأقل، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً موزعاً للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه، ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائياً لا تتحملها أجهزته ـ وخاصة دماغه ـ وفي هذا يكون حتفه .

و هكذا نجد أن الآية الكريمة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجا لما يمكن أن يؤدي إليه العلم بكافة مستوياته الفطرية والعلمية، وليس في نصّها شيء من حقائق العلوم ونظرياتها ن وإنما فيها ما هو أعظم من هذا ن فيها مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلك التوجيه الجميل من الله العليم الخبير بأسرار خلقه .
حليب الإبل :

كذلك تحث هذه الآية الكريمة على دراسة الإبل باعتبارها من مخلوقات الله العجيب والفريدة في إعجاز الخلق، وإن في خلقها بالفعل آيات من إحكام التقدير ولطف التدبير مما شغل العلماء على مر العصور .. والحديث هنا على ألبان الإبل تحديدا لنرى بعض الحقائق التي ذكرت عنها في المراجع العلمية الحديثة، من حيث تركيبها وفوائدها كغذاء ودواء . تدل الإحصائيات على أن الناقة تحلب لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم .

و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها ن كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعرم الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعددا لمواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك .

و على الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل . وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها . كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني PH ( وهو مقياس الحموضة ) في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة .

و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) . وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغرها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى .

و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه .

و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل، وربما يمكن العثور على حموض دهنية طويلة التسلسل . ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم تغذية الإنسان، وخصوصا الأشخاص المصابين بالقلب .

و من عجائب الخلق الإلهي في لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء . وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .

و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا من فضل الله العظيم وفيضه العميم .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم


_________________
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
بجاه سيدنا ومولانا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 18, 2015 12:34 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة


جاء في كتاب / حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في العصر الحديث :

العسل
...

يقول الله تبارك وتعالى عن عسل النحل:

{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ..

اشتملت الآية الكريمة على كثير من النواحي الطبية التي اكتشفها الطب الحديث والتي تعتبر من معجزات القرآن العلمية لقد أثبتت جميع المعامل الطبي العالمية أن عسل النحل يشتمل على مواد تعالج الكثير من الأمراض. كما أن له مفعولا كبيرا في شفاء الكثير من الأمراض لأنه يقتل الكثير من الميكروبات. ثم هو يحتوي على نسبة عظيمة من الفيتامينات والجلوكوز. على أنه ضد التسمم الناشئ من أمراض التسمم البولي، والاضطرابات المعدية، والمعوية، وأكبر منشط للكبد، ومن أجل أن نشرح هذا الموضوع شرحا وافيا لا بد أن نفصل الكلام على وجه البسط حتى تتضح الحقائق العلمية العظيمة التي أثبتت بعض ما يحتويه عسل النحل من عناصر – وما فيه من فوائد وأن التحليل العلمي للآية الكريمة يقتضي منا أن نتحدث عن مشتملات العسل على الترتيب الآتي:

أولا – الخمائر.
ثانيا – الاملاح المعدنية الموجودة في العسل.
ثالثا – العسل قلوي.
رابعا – الفيتامينات الموجودة في العسل.
ثم بعد ذلك نتحدث عن الأمراض التي يستعمل العسل في علاجها.
اكتشف الإنسان منذ أقدم العصور ما لعسل النحل من أهمية غذائية عظمى وبتقدم علم الكيمياء أمكن تحليل العسل ومعرفة تركيبه


الكيماوي بدقة كبيرة. فالعسل يتكون أساسا من سكرى العنب والفواكه، وعدد كبير من الاملاح المعدنية، والخمائر والفيتامينات، والمركبات النباتية الفعالة ونسبة من الماء.
وجميع السكريات التي تدخل الجسم معقدة التركيب ولا يمكن للجسم أن يستفيد منها إلا بعد تحليلها.. أما عسل النحل فإن الجسم ستفيد منه سريعا.


مكونات العسل :

خمائر العسل
...
1- خمائر العسل: الخمائر أو الانزيمات هي مركبات فعالة تستطيع القيام بعمليات التحليل الكيميائي للمكونات الغذائية بكفاءة مذهلة تعجز عنها أعظم المعامل الكيميائية.
وقد اتضح أن العسل يحتوي على الخمائر الآتية:
أ- الخميرة التي تحول النشا إلى سكر.
ب – الخميرة التي تحول سكر القصب إلى سكر عنب وسكر فواكه.
جـ – والخمائر التي تهضم المواد الدهنية.
من هنا نعلم السر في القدرة الهائلة على إزالة عسر الهضم وأمراض الجهاز الهضمي الموجودة في العسل بسبب احتوائه على الخمائر التي ذكرنا بعضا منها.


2- الاملاح المعدنية الموجودة في العسل:

يحتوي العسل على عدد كبير من الاملاح المعدنية بنسبة دقيقة بحسب احتياجات تركيب جسم الإنسان، من هذه الاملاح ما يأتي:

أملاح: أ- الكالسيوم
ب- والحديد
ج- والكلور
د- والفسفور
هـ- والكبريت
و واليود، وتكاد نسبة الاملاح المعدنية في العسل تعادل نسبتها في دم الإنسان.
وقد ظهر من التحليلات التي أجريت على عسل النجل أنه يحتوي على عناصر
أ- المنجنيز
ب- والالومنيوم
ج- واليورون وغيرها، هذه الاملاح المعدنية لها أهمية عظمى بالنسبة لجسم الإنسان.


3- العسل قلوي:
يصاب جسم الإنسان باضطرابات خطيرة نتيجة لكثرة الاحماض الناتجة من كثرة المواد

الزلالية أو الاجهاد العصبي المرهق، ولما كان العسل طعاما قلويا لاحتوائه على عناصر البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم لذلك كان أثره عظيما في إيجاد توازن قلوي في الجسم وتخليص الجسم من الاحماض التي تفت في عضد الإنسان وتقتل حيويته وتصيبه بالفتور والملل ولذلك يشعر الإنسان بعد تعاطيه للعسل بحيوية كبيرة وميل إلى النشاط والحركة.


4- فيتامينات العسل:
الفيتامينات هي مركبات كيميائية توجد في طعام الإنسان، وتوجد في الخضروات والفواكه بكثرة، ولها أهمية ضخمة في حسن انتظام سير العمل في أعضاء الجسم المختلفة، ووقايتها من الأمراض، ويصاب الجسم بكثير من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان في حالة خلو طعامه من أنواع معينة من الفيتامينات وذلك مثل مرض فقر الدم والكساح والبلاجرا.
وقد اتضح من التحليلات العلمية للعسل أنه يحتوي على الفيتامينات الآتية:
1- فيتامين ب بأنواعه الذي يساعد على قوة الابصار.
2– ب2 الذي يساهم في التمثيل الغذائي الخاص بالنشويات والسكريات والدهون والزلاليات وفي امتصاص سكر العنب من الأمعاء ولذلك يعتقد بعض الأطباء أن العسل من عوامل المناعة غير المحدودة ضد الأمراض، وفيتامين ب 3 يمنع من التهابات الجلد ويساهم في التمثيل الغذائي الخاص بالسكريات.


وفيتامين هـ يساهم في التمثيل الغذائي الخاص بالدهون والزلاليات ويساعد على بناء الجسم، وهذا الفيتامين يحفظ الجسم من الاصابة بأمراض الاكزيما والقوباء والدمامل والصدفية، وفيتامين ك يستعمل في وقف النزيف خصوصا النزيف

الداخلي،
وفيتامين ج يزيد في مناعة الجسم ضد العدوى ويساهم في عمليات تكوين الدم.


إستعمال العسل

...
استعمال العسل:

يستعمل العسل من أزمان بعيدة في علاج كثير من الأمراض وكتب مشاهير الأطباء القدامى من المصريين والاغريق والهنود والعرب مملوءة بالوصفات التي تحتوي على عسل النحل وبعد اكتشاف التركيب الكيميائي للعسل، أصبح يستعمل في علاج كثير من الأمراض بدرجة لا تقف عند حد، فلا يكاد يخلو كشف جديد في جميع أنحاء العالم من استعمال لعسل النحل في علاج مرض خطير أو داء مستعص، ونبدأ بالخواص العلاجية لأهم مكونات عسل النحل، وهو سكر العنب أو الجلوكوز، الذي يستعمل بكثرة لعلاج أمراض الدورة الدموية وزيادة التوتر والحساسية والنزيف، خصوصا المعدى وقرح المعدة وأمراض أمعاء الأطفال والأمراض المعدية مثل التيفوس والدوسنتاريا والملاريا والتهاب الحلق والحمى والحصبة التسمم. والجلوكوز علاج هام لأمراض الكبد ويزيد من مقاومة الكبد لحالات التسمم، على أن الجلوكوز من المصادر الحيوية لزيادة النشاط عند الإنسان ولعمليات بناء الانسجة والتمثيل الغذائي



أهم الأمراض التي يستعمل العسل في علاجها:

1- علاج الجروح: أوصى الحكيم العربي ابن سينا باستعمال لبخة من العسل المخلوط بالدقيق في علاج الجروح واستعمل الأطباء اليوم الكثير من المراهم التي يدخلها عسل النحل في شفاء الجروح المستعصية وكانت النتيجة مذهلة بسبب سرعة التئام الجروح وشفائها.

علاج أمراض الجهاز التنفسي استعمل العسل في شفاء أمراض المسالك التنفسية قديما واستعمل حديثا على هيئة محلول يستنشق منه المريض.


وفي علاج الزكام ينصح الأطباء باستعمال العسل مع اللبن الدافئ مع الراحة لمدة يومين.
وفي علاج السل ينصح الرئيس ابن سينا بتناول مزيج العسل مع خلاصة الورد، وستعمله في الصباح وفي المساء وقد تأكد الأطباء في العصر الحديث من أن العسل له أثر عظيم في زيادة مقاومة الجسم للسل.
وفي علاج أمراض المعدة والأمعاء تدل الأبحاث العلمية الحديثة على أن تناول عسل النحل يقلل من الحموضة العالية في المعدة وهو علاج قوى للذين يشكون من قرح المعدة والأثنى عشر وفي هذه الحالة يجب أن يؤخذ العسل قبل الأكل بساعة ونصف وأفضل الأوقات لتناوله هو قبل الإفطار، وأحسن النتائج تحدث عند تناول العسل في كوب ماء دافئ، ونحن نقرر بكل اعتزاز وفخر أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان بتناول العسل بالماء وهكذا يخضع العلم الحديث أمام تعاليم نبي الإسلام وأمام عظمة القرآن.


وأما علاج أمراض الكبد فيستعمل العسل على نطاق واسع في علاج أمراض الكبد ويرجع أثره الطبي إلى أنه يزيد مخزون الكبد من السكر وينشط عملية التمثيل الغذائي في الانسجة، وتقوم الكبد بعمل المرشح فتكون ترياقا من السموم وتدل التقارير الطبية على أن الانتظام في تناول العسل يأتي بالشفاء من التهاب الكبد المزمن والتهاب المرارة، وفي علاج الأمراض العصبية أوصى الرئيس ابن سينا بتناول القليل من العسل، وفي الطب الحديث اتضح أن عسل النحل المذاب في الماء الدافئ علاج ناجح للأمراض العصبية، وأجريت التجارب في هذا الصدد، وكانت النتائج مرضية جدا، واختفى الصداع والارق وقل تهيج المرضى وزادت بهجتهم ويرجع ذلك إلى احتواء العسل على مقدار كبير من سكر العنب.
وأيضا أجريت تجارب كثيرة ناجحة في علا الأمراض الجلدية وأمراض العيون وكان العسل أهم عناصر تلك المراهم الشافية، وأخيرا



تحسين حال مرضى السكر – لوحظ في تجارب عديدة أن كثيرا من مرضى السكر استفادوا كثيرا من تعاطى العسل حيث انخفضت نسبة السكر في دمهم، فأصبحت مقاربة لنسبتها في دم الأصحاء، ويرجع ذلك إلى وجود مواد في العسل تجعل تمثيل السكر أكثر سهولة في الجسم، فلا يظهر بنسبة مرتفعة في الدم.
ومجمل القول لقد استخدم الأطباء قديما وحديث عسل النحل في كثير من المستحضرات الطبية، ولعلاج حالات مرضية، ونذكر منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر علاج الصداع العصبي، لجلب النوم، لتغذية الأطفال، لتغذية الناشئين والناقهين من الأمراض في مقاومة أمراض الشيخوخة، لمنع شلل الأطفال، لتزويد أصحاب الأعمال الفكرية بالطاقة اللازمة للعمل، لمساعدة الحوامل أثناء الحمل، استعماله لمساعدة الأطفال عند التسنين في حالات الاضطرابات الجلدية والحساسة في المسالك التنفسية عامة في حالات فقر الدم في أمراض الكبد والمعدة والأمعاء والقولون والمرارة والبنكرياس والقلب والمسالك البولية.


إستعمال العسل بدل السكر

...

ومن الجميل أن بعض الأطباء ينادي باستعمال العسل وترك السكر ويبرر طلبه الأدلة العلمية التي منها:

1- لا يسبب عسل النحل اضطرابات لأغشية القناة الهضمية الرقيقة.
2- يحدث تمثيل العسل في الجسم سريعا وسهلا.
3- لا يضر عسل النحل بالكلي ولا يسبب تلف أنسجتها.
4- يزود عسل النحل الإنسان بأعظم قوى النشاط بأقل مجهود للجهاز الهضمي.
5- يساعد الرياضيين على استعادة قواهم سريعا، ورغم ظهور هذه المزايا فما زال في العسل مواد غير معروفة تبلغ 73ر3 في المائة عجز العلم عن اكتشافها للآن

وهكذا يقرأ المسلم بكل فخر

على مسامع الدنيا صباحا ومساء {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس} .


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط