موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 17, 2013 1:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

{ آيات للسائلين } عن طريق الوصول إلى الله
{ ليوسف } القلب
{ وأخوه } بنيامين الحس المشترك فإن له اختصاصاً بالقلب
{ أحب إلى أبينا منا } لأن القلب عرض الروح ومحل استوائه عليه ، والحس المشترك بمثابة الكرسي للعرش .
{ اقتلوا يوسف } القلب بسكين الهوى وبسم الميل إلى الدنيا
{ أو اطرحوه } في أرض البشرية
{ يخل لكم وجه أبيكم } يقبل الروح بوجهه إلى الحواس والقوى لتحصيل شهواتها
{ وتكونوا } بعد موت القلب
{ قوماً صالحين } للنعم الحواني والنفساني .
{ قال قائل منهم } هو يهوذا القوة المفكرة
{ لا تقتلوا يوسف } القلب
{ وألقوه في غيابت الجب } القالب وسفل البشرية
{ يلتقطه بعض } سيارة الجواذب النفسانية .
{ يرتع } في المراتع البهيمية
{ ويلعب } في ملاعب الدنيا
{ وإنا له لحافظون } من فتنة الدنيا وآفاتها
{ لئن أكله الذئب } الشيطان
{ إنا إذا لخاسرون } لأن خسران جميع أجزاء الإنسان في هلاك القلب وربحها في سلامة القلب
{ وهم لا يشعرون } فيه إشارة إلى أن من خصوصية تعلق الروح بالقالب أن يتولد منهما القلب العلوي والنفس السفلية والحواس والقوى فيحصل التجاذب . فإن كانت الغلبة للروح سعد ، وإن كانت للنفس شقي
{ وجاؤوا أباهم عشاء } أي في النصف الآخر من مدّة العمر
{ نستبق } نتشاغل باللهو في أيام الشباب
{ وتركنا يوسف } أي قالب مهملاً معطلاً عن الاستكمال
{ فأكله } ذئب الشيطان .
{ وجاؤا على قميصه } أي قالب القلب
{ بدم كذب } هو آثار الملكات الردية ، زعموا أنها قد سرت إلى القلب وأزالت نور الإيمان عنه بالكلية .
{ قال } يعقوب الروح
{ بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل } على ما قضى الله وقدر
{ والله المستعان على ما تصفون } من رين القلب وموته
{ وجاءت سيارة } هي هبوب نفحات ألطاف الحق
{ فأرسلوا واردهم } وارداً من واردات الحق
{ فأدلى دلوه } جذبه من جذبات الرحمن
{ قال يا بشرى } فيه إشارة إلى أن للجذبة بشارة في تعلقها بالقلب كما أن للقلب بشارة في خلاصة من جب الطبيعة كما قال تعالى : { يحبهم ويحبونه } [ المائدة : 54 ]
{ والله عليم } بحكمة البشارتين
و { بما يعملون } من شرائه
{ بثمن بخس } هو الحظوظ الفانية في أيام معدودة
{ وكانوا فيه من الزاهدين } لأنهم ما عرفوا قدره وإنما ميلهم إلى استجلاب المنافع الردية العاجلة والله أعلم .


(من تفسير النيسابوري)

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 08, 2015 5:46 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 08, 2015 6:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45821
اّمنت بالله وبالكتاب الذى انزل على نبيه صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك اخى / الطارق

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 09, 2015 1:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 09, 2015 8:10 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
فراج يعقوب كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 12, 2015 10:24 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530
قال الحكيم الترمذي رحمه الله تعالى: إنزال القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أن بعثته كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد وبالقرآن.
فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء جبريل بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله تعالى إلى الأمة.


( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد )

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 12, 2015 12:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45821
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا الفاضله / محبة آل البيت
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 12, 2015 12:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530


وجزاكم الله كل خير أيها الفاضل/ حامد الديب


_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 11, 2015 12:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530

{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}



عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَعُودُهُ
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟
قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا
قَالَ: كَذَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَسْنِدُونِي
فَأَسْنَدَهُ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى صَدْرِهِ
فَقَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم يَقُولُ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً, يُقَالُ لَهَا: شَجَرَةُ الْبَلْوَى, يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلاَ يُرْفَعُ لَهُمْ دِيوَانٌ وَلاَ يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ, يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا
وَقَرَأَ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.


(من كتاب " الدعاء " للطبراني )

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 27, 2015 12:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530

جاء في كتاب " الفتوحات المكية"

يقول العبد " ملك يوم الدين "
يقول الله " مجدني عبدي "
وفي رواية " فوّض إليّ عبدي "
هذا جواب عام ورد عام كما قرّرنا ما المراد به
فإذا قال العارف: ملك يوم الدين
لم يقتصر على الدار الآخرة بيوم الدين ورأى أنّ الرحمن الرحيم لا يفارقان ملك يوم الدين فإنه صفة لهما
فيكون الجزاء دنيا وآخرة
وكذلك ظهر بما شرع من إقامة الحدود وظهور الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
وهذا هو عين الجزاء
فيوم الدنيا أيضاً يوم الجزاء والله ملك يوم الدين
فيرى العارف أن الكفارات سارية في الدنيا وأن الإنسان في الدار الدنيا لا يسلم من أمر يضيق به صدره ويؤلمه حساً وعقلاً حتى قرصة البرغوث والعثرة
فالآلام محدودوة موقتة ورحمة الله تعالى غير موقتة فإنها وسعت كل شيء
فمنها ما تنال وتحكم من طريق الامتنان وهو أصل الأخذ لها الامتنان
ومنها ما يؤخذ من طريق الوجوب الإلهيّ في قوله " كتب ربكم على نفسه الرحمة " وقوله " فسأكتبها "
فالناس يأخذونها جزاء وبعض المخلوقات من المكلفين تنالهم امتناناً حيث كانوا
فافهم
فكل ألم في الدنيا والآخرة فإنه مكفر لأمور قد وقعت محدودة موقتة وهو جزاء لمن يتألم به من صغير وكبير بشرط تعقل التألم لا بطريق الإحساس بالتألم دون تعقله
وهذا المدرك لا يدركه إلا من كشف له
فالرضيع لا يتعقل التألم مع الإحساس به إلا أن أباه وأمّه وأمثالهما من محبيه وغير محبيه يتألم ويتعقل التألم لما يرى في الرضيع من الأمراض النازلة به فيكون ذلك كفارة لمتعقل الألم
فإن زاد ذلك العاقل الترحم به كان مع التكفير عنه مأجوراً إذ في كل كبد رطبة أجر وكل كبد فإنها رطبة لأنها بيت الدم والدم حار رطب طبع الحياة
وأمّا الصغير إذا تعقل التألم وطلب النفور عن الأسباب الموجبة للألم واجتنبها فإن له كفارة فيها لما صدر منه مما آلم به غيره من حيوان أو شخص آخر من جنسه أو إباية عما تدعوه إليه أمه أو
أبوه أو سائل يسأله أمراً مّا فأبى عليه فتألم السائل حيث لم يقض حاجته هذا الصغير فإذا تألم الصغير كان ذلك الألم القائم به جزاء مكفراً لما آلم به ذلك السائل بإبايته عما التمسه منه في سؤاله أو كان قد أذى حيواناً من ضرب كلب بحجر أو قتل برغوث وقملة أو وطىء نملة برجله فقتلها أو كل ما جرى منه بقصد وبغير قصد
وسرّ هذا الأمر عجيب سار في الموجودات حتى الإنسان يتألم بوجود الغيم ويضيق صدره به فإنه كفارة لأمور أتاها قد نسيها أو يعلمها
فهذا كله يراه أهل الكشف محققاً في قوله " ملك يوم الدين".

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 09, 2015 3:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)

مَا الْحِكْمَةُ فِي الِابْتِدَاءِ بِأَصْحَابِ الْيَمِينِ وَالِانْتِقَالِ إِلَى أَصْحَابِ الشِّمَالِ ثُمَّ إِلَى السَّابِقِينَ مَعَ أَنَّهُ فِي الْبَيَانِ بَيَّنَ حَالَ السَّابِقِينَ ثُمَّ أَصْحَابِ الشِّمَالِ عَلَى التَّرْتِيبِ ؟
وَالْجَوَابُ: أَنْ نَقُولَ: ذِكْرُ الْوَاقِعَةِ وَمَا يَكُونُ عِنْدَ وُقُوعِهَا مِنَ الْأُمُورِ الْهَائِلَةِ إِنَّمَا يَكُونُ لِمَنْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّه تَعَالَى مَا يَكْفِهِ مَانِعًا عَنِ الْمَعْصِيَةِ، وَأَمَّا الَّذِينَ سِرُّهُمْ مَشْغُولٌ بربهم فلا يجزون بِالْعَذَابِ
فَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ [الواقعة: 1] وكان فيه من التخويف مالا يَخْفَى وَكَانَ التَّخْوِيفُ بِالَّذِينَ يَرْغَبُونَ وَيَرْهَبُونَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ أَوْلَى ذَكَرَ مَا ذَكَرَهُ لِقَطْعِ الْعُذْرِ لَا نَفْعِ الْخَبَرِ
وَأَمَّا السَّابِقُونَ فَهُمْ غَيْرُ مُحْتَاجِينَ إِلَى تَرْغِيبٍ أَوْ تَرْهِيبٍ فَقَدَّمَ سُبْحَانَهُ أَصْحَابَ الْيَمِينِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَيَرْغَبُونَ ثُمَّ ذَكَرَ السَّابِقِينَ لِيَجْتَهِدَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ وَيَقْرُبُوا مِنْ دَرَجَتِهِمْ وَإِنْ كَانَ لَا يَنَالُهَا أَحَدٌ إِلَّا بِجَذْبٍ مِنَ اللَّه
فَإِنَّ السَّابِقَ يَنَالُهُ مَا يَنَالُهُ بِجَذْبٍ
وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: جَذْبَةٌ مِنْ جَذَبَاتِ الرَّحْمَنِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَةً.


(من تفسير الفخر الرازى )

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 06, 2015 11:32 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530
جاء في كتاب " الفتوحات المكية"

السؤال الثالث :
فان قيل أن الذين حازوا العساكر بأي شيء حازوا ؟
فلنقل في الجواب: نذكر أولاً ما معنى العساكر ، وما معنى حيازتهم لهم، ثم نبين بأي شيء حازوا
فإن هذا السائل إذا أرسل سؤاله من غير تقييد لفظي أو قرينة حال ينبغي للمجيب أن يجيب بالمعاني التي تدل عليها تلك الكلمة في اصطلاحهم
فمهما أخل بشيء منها فما وفى الكلمة حقها
فاعلم أن العساكر قد يطلقونها ويريدون بها شدائد الأعمال والعزائم والمجاهدات
كما قال القائل " ظل في عسكرة من حبها " أي في شدة
واعلم أن مبنى هذا الطريق على التخلق بأسماء الله
فحاز هؤلاء العساكر بالتخلق باسمه الملك
فإن الملك هو الذي يوصف بأنه يحوز العساكر
والملك معناه أيضاً الشديد
فلا تحاز الشدائد والعزائم إلا بما هو أشد منها
يقال " ملكت العجين " إذا شددت عجنه
قال قيس بن الحطيم يصف طعنة: ملكت بها كفى فانهزت فتقها " أي شددت بها كفى حين طعنته
فحازوا العساكر بالطريقين باسمه الملك
فأما الشدائد التي حازوها في هذا الباب فهي البرازخ التي أوقفهم الحق في حضرة الأفعال من نسبتها إلى الله ونسبتها إلى أنفسهم فيلوح لهم ما لا يتمكن لهم معه أن ينسبوها إلى أنفسهم ويلوح لهم ما لا يتمكن لهم معه أن ينسبوها إلى الله
فهم هالكون بين حقيقة وأدب
والتخليص من هذا البرزخ من أشد ما يقاسيه العارفون
فإن الذي ينزل عن هذا المقام يشاهد أحد الطرفين فيكون مستريحاً لعدم المعارض
واعلم أن صاحب هذا المقام هو الذي أعلمه الله بجنوده الذي لا يعلمها إلا هو
قال تعالى " وما يعلم جنود ربك إلا هو "
وقال " وان جندنا لهم الغالبون "
فصاحب هذا المقام يعرفه جنود الله الذين لا حاكم عليهم في شغلهم إلا الله ولهذا نسبهم إليه فهم الغالبون الذين لا يغلبون
فمنهم الريح العقيم
ومنهم الطير التي أرسلت على أصحاب الفيل
وكل جند ليس لمخلوق فيه تصريف هم العساكر التي حازها صاحب هذا المقام علما
وقال صلى الله عليه وسلم فيهم " نصرت بالصبا "
وقال " نصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر "
فإذا منح الله صاحب هذا المقام علم هؤلاء العساكر رمى بالحصى في وجوه الأعداء فانهزموا كما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين فله الرمى
وهم لا يكون منهم غلبة ألا بأمر الله ولهذا قال " ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى "
فكل منصور بجند الله فهو دليل على عناية الله به ولا يكون منصوراً بهم على ااأختصاص إلا بتعريف إلهي فإن نصره الله من غير تعريف إلهي فليس هو من هذه الطبقة التي حازت العساكر
فلا بد من اشتراط النصر حقاً في ذلك القصد
وصاحب هذا المقام يعين لأصحابه مصارع القوم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر
فإنه مامن شخص من أجناد الله إلا وهو يعرف عين من سلط عليه ومتى يسلط عليه وأين يسلط عليه فتتشخص الأجناد لصاحب هذا المقام في الأماكن التي هي مصارع القوم كل شخص على صورة المقتول وباسمه فيراه صاحب هذا المقام فيقول هذا هو مصرع فلان وهذا هو مقام الامام الواحد من الامامين
وأقرب شيء ينال به هذا المقام البغض في الله والحب في الله فتكون همم هذه الطبقة وأنفاسهم من جملة العساكر التي حازوها بما ذكرناه وهو الموالاة في الله والعداوة في الله عن عزم وصدق مع كونهم لايرون إلا الله فيجدون من الانضغاط وكظم الغيظ مالا يعلمه ألا الله والعين تحرسهم في باطنهم هل ينظرون في ذلك أنه غير الله فإذا تحققوا ذلك حازوا عساكر الحق التي هي أسماؤه سبحانه إذ أسماؤه تعالى عساكر وهي التي يسلطها على من يشاء ويرحم بها من يشاء
فمن حاز أسماء الله فقد حاز العساكر الإلهية ورئيس هؤلاء الأجناد الاسمائية كما قلنا الاسم الملك هو المهيمن عليها ومن عداه فأمثال السدنة له
ويكفي هذا القدر في الجواب عن هذا السؤال.
ا.هـ.

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 07, 2015 12:37 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابَعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 18, 2015 5:21 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4530
جاء في كتاب " الفتوحات المكية "

" وصل في فصل
الساعات التي وردت في فضل الرواح إلى الجمعة

فمن قائل هي الساعات المعروفة من أوّل النهار ومن قائل هي أجزاء ساعة واحدة قبل الزوال وبعده
والذي أقول به إنها أجزاء من وقت النداء الأوّل إلى أن يبتدىء الإمام بالخطبة
ومن بكر قبل ذلك فله من الأجر بحسب بكوره مما يزيد على البدنة مما لم يوقته الشارع
وصل الاعتبار في ذلك السعي سعيان سعي مندوب إليه وهو من أوّل النهار إلى وقت النداء
وسعي واجب وهو من وقت النداء إلى أن يدرك الإمام راكعاً من الركعة الثانية
والأجر الموقت للساعي إلى أول الخطبة وما بعد ذلك فأجر غير موقت لأنه لم يرد في ذلك شرع
فأمّا الأجر الموقت فهو من بدنة إلى بيضة وبينهما بقرة وهي تلي البدنة ويليها كبش وتلي الكبش دجاجة والبيضة تأتي بعد الدجاجة آخراً وليس بعدها أجر موقت
ولما كانت البيضة من الدجاجة وفيها تتكوّن الدجاجة وما في معناه من الحيوان الذي يبيض لهذا قرن البيضة مع الحيوان في توقيت القربة
وقصد من الحيوانات في التمثيل ما يؤكل لحمه دائماً غالباً مما لا خلاف في أكله
وبه تعظم قوّة الحياة في الشخص المتغذي
فكأنّ المتقرّب به تقرّب بحياته
والتقريب بالنفس إلى الله أسنى القربات
ألا ترى الشهداء في سبيل الله لما تقربوا بأنفسهم إلى الله في قتال أعداء الله كانت لهم الحياة الدائمة والرزق الدائم والفرح بما أعطاهم الله
فلا يقال في الشهداء أموات لنهي الله عن ذلك لأن الله أخذ بأبصار الخلق عن إدراك حياتهم كما أخذ بأبصارهم عن إدراك الملائكة والجن مع معرفتنا أنهم معنا حضور
ولا نعتقد أيضاً في الشهداء أنهم أموات بقوله " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ "
وخبر الله صدق فثبتت لهم الحياة لما قصدوا القربة إلى الله بنفوسهم

حكي عن بعض شباب الصالحين أنه كان بمنى يوم النحر وكان فقيراً متجرداً لا يقدر على شيء من الدنيا
فنظر إلى الناس يتقرّبون إلى الله بنحر بدنهم وبالبقر والغنم وما قدروا عليه من الحيوان
فقال الشاب: إلهي إن الناس قد تقرّبوا إليك في هذا اليوم بما وصلت أيديهم إليه مما أنعمت به عليهم وما لعبدك المسكين شيء يتقرّب به إليك في هذا اليوم سوى نفسه فاقبلها
فما فرغ من كلامه حتى فارق الدنيا فقبضه الله قبض الشهداء سبيل الله."

اهـ

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مقتطفات
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 18, 2015 8:53 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابعة لامقاطعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 24 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط