موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 10:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فهذا كتاب: "المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}" للإمام الرباني جلال الدين السيوطي رحمه الله

قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله:

"بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفي .. وبعد:

فقد سئل عن معنى قوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} وكيف يكون له عليه الصلاة والسلام ذنب مع أنه معصوم؟

فأقول: وبالله التوفيق:

هذه الآية فيها أقوال للمفسرين بعضها مقبول، وبعضها مردود، وبعضها ضعيف، للدليل القاطع على عصمة النبي، وسائر الأنبياء من الذنوب قبل النبوة وبعدها.

قال الإمام السبكي: في «تفسيره» : للناس في هذه الآية أقوال منها ما يجب تأويله، ومنها ما يجب رده.
القول الأول: أنَّ المراد ما كان في الجاهلية، قاله مقاتل.
قال السبكي: وهذا مردود بأن النبي ليست له جاهلية.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
القول الثاني: أن المراد ما كان قبل النبوة.
قال السبكي: وهو مردود أيضا، بأنه معصوم قبل النبوة وبعدها.

القول الثالث: قول سفيان الثوري: ما عملت في الجاهلية، وما لم تعمل.
قال السبكي: وهو مردود بمثل الذي قبله.

القول الرابع: ويحكي عن مجاهد: (ما تقدم) من حديث مارية، (وما تأخر) من امرأة زيد.
قال السبكي: وهذا قول باطل، ولم يكن في قصة مارية وامرأة زيد ذنب أصلاً، ومن اعتقد ذلك فقد أخطأ.

القول الخامس: قول الزمخشري: «جميع ما فرط منك».
قال السبكي: وهذا مردود أيضا:
أما أولا: فلبيان عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد أجمعت الأمة على عصمتهم فيها يقع بالتبليغ، وفي غير ذلك من الكبائر، ومن الصغائر الرذيلة التي تحط مرتبتهم، ومن المداومة على الصغائر، هذه الأربعة مجمع عليها.
واختلفوا في الصغائر التي لا تحط مرتبتهم، فذهبت المعتزلة وكثير من غيرهم إلى جوازها، والمختار المنع؛ لأنَّا مأمورون بالاقتداء بهم في كل ما يصدر عنهم من قول و فعل، فكيف يقع منهم ما لا ينبغي، ونؤمر بالاقتداء فيه؟ وللحشوية تجاسر على الأنبياء، فنسب إليهم تجويزها عليهم مطلقاً، فإن صح ذلك عنهم، فهم محجوجون بما ذكرناه من الإجماع.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
والذين جوزوا الصغائر لم يجوزوها بنصٍّ ولا دليل، وإنما أخذوا ذلك من هذه الآية وأمثالها، وقد ظهر جوابها.
والذين جوزوا الصغائر التي ليست برذائل: قال ابن عطية: «اختلفوا هل وقع ذلك من نبينا أو لم يقع؟».
وقال السبكي: لا أشك ولا أرتاب أنه لم يقع، وكيف يتخيل خلاف ذلك، {وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى}.

وأما الفعل فإجماع الصحابة المعلوم منهم قطعا على اتباعه والتأسي به في كل ما يفعله من قليل أو كثير، أو صغير أو كبير، لم يكن عندهم في ذلك توقف ولا بحث، حتى أعماله في السر والخلوة يحرصون على العلم بها وعلى اتباعها، علم ذلك أو لم يعلم، ومن تأمل أحوال الصحابة مع النبي، وما عرفوه وشاهدوه منه في جميع أحواله من أوله إلى آخره استحي من الله أن يتكلم بمثل هذا الكلام، أو يخطر بباله، ولولا أن هذا قول قد قيل لما حكيناه، ونحن براء إلى الله منه، ولو قال به من قال.
فهذا الكلام الأول على الزمخشري في تفسيره الآية.

وأما ثانياً: فلأنَّه لو سُلِّمَ ذلك وحاشا لله، فتلك بقول الخصم شيء أو أشياء نادرة، حقيرة، فلا تناسب ما الآية مشيرة إليه من التعظيم والامتنان، وجعله ذلك غاية الفتح المبين المقرون بالتعظيم، فحمله على ذلك يخل بالبلاغة.
هذا کلام السبكي في رد مقالة الزمخشري.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
القول السادس: قيل: المراد بذلك ما كان يقع منه في صغره من خروجه مع الغلمان يلعب، وذلك لا يليق بمقامه الشريف، فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ولهذا قال يحيى بن زكريا عليها السلام، وهو صغير لما دعاه الصبيان للعب: أولللعب خلقت؟

وهذا القول مردود:

أما أولاً: فلأنه يشعر بتمييز السيد يحيى على نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا يمتاز عليه أحد، فكل خصيصة أوتيها نبي من الأنبياء أوتي نبينا بمثلها وأجل منها، وقد روي أنه كان يعدل في رضاعه وهو رضيع، فكانت مرضعته حليمة تعطيه ثديها فيشرب منه، فإذا أعطته الثدي الآخر امتنع، لعلمه بأنَّ له شريكاً في الرضاعة وهو ولدها ضمرة، فهذه أجل من ترك اللعب، وهو فوق ذلك السن، ولم يثبت أن لعبه مع الغلمان كان لعب لهو، بل هذه اللفظة إن ثبتت في حديث وجب تأويلها على ما يليق بها،

ثم ماذا يصنع قائل هذا القول - إن حمل قوله: {ما تقدم} على اللعب مع الغلمان وهو صغير، في قوله: {وما تأخر}؟

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
القول السابع: قول عطاء الخراساني: {ما تقدم من ذنب} أبويك آدم وحواء {وما تأخر} من ذنوب أمتك، وهذا ضعيف:

أما أولاً: فلأن آدم نبي معصوم لا ينسب إليه ذنب، فهو تأويل يحتاج إلى تأويل.

وأما ثانياً: فلأنَّ ذنب الغير لا يضاف إلى غير ممن صدر منه بكاف الخطاب.

وأما ثالثاً: فلأنَّ ذنوب الأمة كلها لم تغفر، بل منهم من يغفر له، ومنهم من لا يغفر له.

القول الثامن: قول ابن عباس: مما يكون.
قال السبكي: وهذا مؤول، أي: ما يكون لو كان، والمعنى: إنَّك بحالة لو كان لك ذنوب ماضية ومستقبلة لغفرنا لك جميعها لشرفك عندنا.

القول التاسع: قال في «الشفا»: «قيل: المراد ما وقع لك من ذنب وما لم يقع، أعلمه أنه مغفور له.

القول العاشر: قال أيضا: «قيل: المتقدم ما كان قبل النبوة، والمتأخر: عصمتك بعدها، حكاه أحمد بن نصر.

القول الحادي عشر: قيل: المراد ما كان عن سهو وغفلة وتأويل، حكاه الطبري، واختاره القشيري.

القول الثاني عشر: قال مكي: مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا: هي مخاطبة الأمته».

فهذه اثنا عشر قولاً كلها غير مقبولة، ما بين مردود وضعيف ومؤول.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:12 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24621

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك الفاضل البخاري

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
القول المحرر في تفسير ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر للسيوطي (911) (ص: 7)
وأما الأقوال المقبولة:
ففي «الشفا»: «قيل: إنَّ النَّبيَّ لَمَّا أُمِرَ أن يقول: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} سُرَّ بذلك الكفار، فأنزل الله تعالى: {ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية، وأخبر بمآل المؤمنين في الآية الأخرى بعدها، فمقصد الآية: أنَّك مغفور لك، غير مؤاخذ بذنب أن لو كان»

قلت: هذا الأثر أخرجه ابن المنذر في «تفسيره» عن ابن عباس، قال في قوله تعالى: {{وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} فأنزل الله تعالى بعد هذا: {ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.

وأخرج أحمد والترمذي والحاكم عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} عند مرجعه من الحديبية، فقالوا: هنيئاً لك يا رسول الله، لقد بيَّن الله لك ماذا يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فنزلت {ليدخل المؤمنين والمؤمنين} حتى بلغ {فوزاً عظيماً} قال القاضي عياض: «قال بعضهم: المغفرة هاهنا تبرئة من العيوب».
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كتابه «نهاية السول فيما سنح من تفضيل الرسول»: فضل الله نبينا على سائر الأنبياء عليهم السلام بوجوه ... إلى أن قال:

ومنها: أن الله تعالى أخبره أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولم ينقل أنه تعالى أخبر أحدًا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بمثل ذلك، بل الظاهر أنه سبحانه وتعالى لم يخبرهم؛ لأنَّ كل واحد إذا طلبت منه الشفاعة في الموقف ذكر خطيئته التي أصاب وقال: نفسي نفسي، ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يوجل منها في ذلك المقام، وإذا استشفعت الخلائق بالنبي في ذلك المقام قال: أنا لها»

وقال السبكي في «تفسيره»: «قد تأملت هذا الكلام - يعني قوله {ما تقدم من بك وما تأخر} بذهني مع ما قبله وما بعده فوجدته لا يحتمل إلا وجهاً واحداً، وهو تشريف النَّبيِّ من غير أن يكون هناك ذنب، ولكنَّه أريد أن يستوعب في الآية جميع أنواع النعم من الله على عباده الأخروية والدنيوية، وجميع النعم الأخروية شيئان:

سلبية: وهي غفران الذنوب.

وثبوتية: وهي لا تناهي، أشار إليها بقوله: {ويتم نعمته عليك}.

وجميع النعم الدنيوية شيئان:

دينية: أشار إليها بقوله: {ويهديك صراطاً مستقيماً}.

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
سيدي وحبيبي السيد الشريف الأستاذ الدكتور محمود صبيح كتب:

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك الفاضل البخاري


هذا والله شرف كبير منكم سيدي على العبد الفقير حفظكم الله ورضي عنكم ولا حرمنا الله من حضرتكم أبدا

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:19 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24621

ولا حرمنا الله منك الفاضل البخاري

أعزكم الله

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
ودنيوية: وإن كانت هنا المقصود بها الدين، وهي قوله: {وينصرك الله نصراً عزيزاً}، وقدم الأخروية على الدنيوية، وقدم في الدنيوية الدينية على غيرها تقديمه للأهم فالأهم، فانتظم بذلك تعظيم قدر النبي بإتمام أنواع نعم الله عليه المفرقة في غيره، ولهذا جعل ذلك غاية للفتح المبين، الذي عظَّمَه وفخَّمَه بإسناده إليه بنون العظمة، وجعله خاصاً بالنبي بقوله: {لك}.

قال: وبعد أن وقعت على هذا المعنى وجدت ابن عطية قد وقع عليه فقال: «وإنما المعنى التشريف بهذا الحكم، ولم تكن ذنوب ألبتة». وقد وفق فيما قال. انتهى.

وقال بعض المحققين: المغفرة هنا كناية عن العصمة، فمعنى قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}: ليعصمك الله فيما تقدم من عمرك، وفيما تأخر منه. وهذا القول في غاية الحسن.

وقد عدَّ البلغاء من أساليب البلاغة في القرآن أنَّه يکنى عن التخفيفات بلفظ المغفرة، والعفو، والتوبة:

كقوله عند نسخ قيام الليل: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر}.

وعند نسخ تقديم الصدقة بين يدي النجوى: {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليکم}.

وعند نسخ تحريم الجماع ليلة الصيام: {فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن}." اهـ

رحم الله الإمام السيوطي. تم الكتاب ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد وعلى آله ورضي الله عن الصحب الكريم وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
سيدي وحبيبي السيد الشريف الأستاذ الدكتور محمود صبيح حفظه الله كتب:

ولا حرمنا الله منك الفاضل البخاري

أعزكم الله


ما تعودنا منكم سيدي حفظكم الله إلا جبر الخواطر

جبر الله بخاطركم وحفظكم الله ونفعنا الله بكم وبحبكم وبعلومكم في الدارين اللهم آمين بجاه جدكم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2025 11:28 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 3186
السيد البخاري كتب:


وقال بعض المحققين: المغفرة هنا كناية عن العصمة، فمعنى قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}: ليعصمك الله فيما تقدم من عمرك، وفيما تأخر منه. وهذا القول في غاية الحسن.


_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 03, 2025 8:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 10391
السيد النووي كتب:
السيد البخاري كتب:


وقال بعض المحققين: المغفرة هنا كناية عن العصمة، فمعنى قوله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}: ليعصمك الله فيما تقدم من عمرك، وفيما تأخر منه. وهذا القول في غاية الحسن.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المحرر في قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 03, 2025 11:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
الأخ الفاضل النووي

والأخ الفاضل حتى لا أحرم

شكرا على المرور الكريم بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط