موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 25, 2012 2:06 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين .

هذه مجموعة من الوصايا الرائعة .. والفوائد النفيسة التى تعد دليلا .. وزادا للسالكين إلى حضرة رب العالمين ... أوردها الولى العارف سيدى محيى الدين بن عربى الحاتمى .. أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها .. قال رحمه الله :

وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى

وصية

قال الله تعالى فى الوصية العامة {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} سورة الشورى (الآية 13) .

فأمر الحق بإقامة الدين وهو شرع الوقت فى كل زمان وملة ، وأن يجتمع عليه ولا يتفرق فيه فإن يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب القاصية - وهى البعيدة التى شردت وانفردت عما هى الجماعة عليه - .

وحكمة ذلك أن الله لا يعقل إلها إلا من حيث أسمائه الحسنى لا من حيث هو معرى عن هذه الأسماء الحسنى ، فلا بد من توحيد عينه وكثرة أسمائه ، وبالمجموع هو الإله .. فيد الله - وهى القوة - مع الجماعة .

أوصى حكيم أولاده عند موته وكانوا جماعة فقال لهم : ائتونى بعِصِىٍّ فجمعها .. وقال لهم : اكسروها وهى مجموعة ، فلم يقدروا على ذلك ، ثم فرَّقها فقال لهم : خذوا واحدة واحدة فاكسروها فكسروها ، فقال لهم : هكذا أنتم بعدى لن تغلبوا ما اجتمعتم ، فإذا تفرقتم تمكَّن منكم عدوكم فأبادكم .

وكذلك القائمون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدو .. وكذلك الإنسان فى نفسه إذا اجتمع فى نفسه على إقامة دين الله لم يغلبه شيطان من الإنس ولا من الجن بما يوسوس به إليه .. مع مساعدة الإيمان والملك بلمَّته له .

يتبع بمشيئة الله تعالى .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 03, 2012 1:46 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
قال سيدى العارف محيى الدين ابن عربى رحمه الله :

وصية

إذا عصيت الله تعالى بموضع فلا تبرح من ذلك الموضع حتى تعمل فيه طاعة وتقيم فيه عبادة .. فكما يشهد عليك إن استشهِد يشهد لك وحينئذ تنتزح عنه .

وكذلك ثوبك إن عصيت الله فيه فكن كما ذكرته لك .. اعبُد الله فيه .

وكذلك ما يفارقك منك من قص شارب وحلق عانة وقص أظفار وتسريح شعر وتنقية وسخ ... لا يفارقك شىء من ذلك من بدنك إلا وأنت على طهارة وذكر لله عز وجل .. فإنه يسأل عنك كيف تركك ..

وأقل عبادة تقدر عليها عند هذا كله أن تدعو الله فى أن يتوب عليك عن أمره تعالى حتى تكون مؤديا واجبا فى امتثالك أمر الله وهو قوله { وقال ربكم ادعونى أستجب لكم } .. فأمرك أن تدعوه .. ثم قال فى هذه الآية { إن الذين يستكبرون عن عبادتى } يعنى هنا بالعبادة الدعاء .. أى من يستكبر عن الذلة إلى والمسكنة فإن الدعاء سماه عبادة .. والعبادة ذلة وخضوع ومسكنة { سيدخلون جهنم داخرين } أى أذلاء ... فإذا فعلوا ما أمِروا به جازاهم الله بدخول الجنة أعزاء

ولقد دخلت يوما الحمام لغسل طرأ على سحرا فلقيت فيه نجم الدين أبا المعالى ابن اللهيب وكان صاحبى فاستدعى بالحلاق يحلق رأسه فصحت به : يا أبا المعالى .. فقال لى من فوره قبل أن أتكلم : إنى على طهارة قد فهمت عنك ... فتعجبت من حضوره وسرعة فهمه ومراعاته الموطن وقرائن الأحوال وما يعرفه منى فى ذلك .. فقلت له : بارك الله فيك ، والله ما صحت بك إلا لتكون على طهارة وذكر عند مفارقة شعرك .. فدعا لى ثم حلق رأسه .

ومثل هذا قد أغفله الناس .. بل يقولون : إذا عصيت الله فى موضع فتحول عنه لأنهم يخافون عليك أن تذكرك البقعة بالمعصية فتستحليها فتزيد ذنبا إلى ذنب ... فما ذكروا ذلك إلا شفقة .. ولكن فاتهم علم كبير ... فأطِع الله فيه .. وحينئذ تتحول عنه فتجمع بين ما قالوه وبين ما وصيتك به .

وكلما ذكرت خطيئة أتيتها فتب عنها عقيب ذكرك إياها واستغفر الله منها واذكر الله عندها بحسب ما كانت تلك المعصية ... فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أتْبع السيئة الحسنة تمحها ) وقال تعالى { إن الحسنات يذهبن السيئات } .. ولكن يكون لك ميزان فى ذلك تعرف به مناسبات السيئات والحسنات التى تزنها . انتهى .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 10, 2012 2:11 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

حسن الظن بربك على كل حال .. ولا تسئ الظن به .. فإنك لا تدرى هل أنت على آخر أنفاسك فى كل نفس يخرج منك فتموت فتلقى الله على حسن ظن به لا على سوء ظن ... فإنك لا تدرى لعل الله يقبضك فى ذلك النفَس الخارج إليه

ودع عنك ما قال من قال بسوء الظن فى حياتك .. وحسن الظن بالله عند موتك ... وهذا عند العلماء بالله مجهول .. فإنهم مع الله بأنفاسهم

وفيه من الفائدة والعلم بالله أنك وفيت فى ذلك الحق حقه .. فإن من حق الله عليك الإيمان بقوله {وننشئكم فى ما لا تعلمون} فلعل الله ينشئك فى النفَس الذى تظن أنه يأتيك ناشئة الموت والانقلاب إليه وأنت على سوء ظن بربك فتلقاه على ذلك

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه أنه عز وجل يقول ( أنا عند ظن عبدى بى فليظن بى خيرا ) وما خص وقتا من وقت

واجعل ظنك بالله علما بأنه يعفو ويغفر ويتجاوز .. وليكن داعيك الإلهى إلى هذا الظن قوله تعالى {يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}

فنهاك .. وما نهاك عنه يجب عليك الانتهاء عنه .. ثم أخبر - وخبره صدق لا يدخله نسخ ، فإنه لو دخله نسخ لكان كذبا والكذب على الله محال - فقال {إن الله يغفر الذنوب جميعا} وما خص ذنبا من ذنب .. وأكدها بقوله {جميعا} ثم تمم فقال {إنه هو} فجاء بالضمير الذى يعود عليه {الغفور الرحيم} من كونه سبقت رحمته غضبه

وكذلك قال {الذين أسرفوا} ولم يعين إسرافا من إسراف .. وجاء بالاسم الناقص الذى يعم كل مسرف .. ثم إضافة العباد إليه لأنهم عباده .. كما قال الحق عن العبد الصالح عيسى عليه السلام أنه قال {إن تعذبهم فإنهم عبادك} فأضافهم إليه تعالى .. وكفى شرفا شرف الإضافة إلى الله تعالى .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 16, 2012 11:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

عليكم بذكر الله فى السر والعلن .. وفى أنفسكم .. وفى الملإ .. فإن الله يقول {فاذكرونى أذكركم} فجعل جواب الذكر من العبد الذكر من الله

وأى ضراء على العبد أضر من الذنب .. وكان يقول صلى الله عليه وسلم فى حال الضراء ( الحمد لله على كل حال ) وفى حال السراء ( الحمد لله المنعم المفضل )

فإنك إذا أشعرت قلبك ذكر الله دائما فى كل حال لا بد أن يستنير قلبك بنور الذكر .. فيرزقك ذلك النور الكشف .. فإنه بالنور يقع الكشف للأشياء

وإذا جاء الكشف جاء الحياء يصحبه ... دليلك على ذلك استحياؤك من جارك وممن ترى له حقا وقدرا

ولا شك أن الإيمان يعطيك تعظيم الحق عندك ... وكلامنا إنما هو مع المؤمنين .. ووصيتنا إنما هى لكل مسلم مؤمن بالله وبما جاء من عنده

والله يقول فى الخبر المأثور الصحيح عنه الحديث وفيه ( وأنا معه ) يعنى مع العبد ( حين يذكرنى إن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملإ ذكرته فى ملإ خير منهم )

وقال تعالى {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} ... وأكبر الذكر ذكر الله على كل حال .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

ثابر على إتيان جميع القرب جهد الاستطاعة .. فى كل زمان وحال .. بما يخاطبك به الحق بلسان ذلك الزمان ولسان ذلك الحال .

فإنك إن كنت مؤمنا فلن تخلص لك معصية أبدا من غير أن تخالطها طاعة .. فإنك مؤمن بها أنها معصية .. فإن أضفت إلى هذا التخليط استغفارا وتوبة .. فطاعة على طاعة وقربة إلى قربة .. فيقوى جزء الطاعة التى خلط العمل السيئ

والإيمان من أقوى القرب وأعظمها عند الله فإنه الأساس الذى انبنى عليه جميع القُرب .. ومن الإيمان حُكمك على الله بما حكم به على نفسه فى الخبر الذى صح عنه تعالى الذى ذكر فيه ( وإن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا وإن أتانى يمشى أتيته هرولة )

وسبب هذا التضعيف من الله والأقل من العبد والأضعف .. فإن العبد لا بد له أن يتثبت من أجل النية بالقربة إلى الله فى الفعل .. وأنه مأمور بأن يَزن أفعاله بميزان الشرع .. فلا بد من التثبط فيه وإن أسرع ووصف بالسرعة .. فإنما سرعته فى إقامة الميزان فى فعله ذلك لا فى نفس الفعل .. فإن إقامة الميزان به تصح المعاملة

وقرب الله لا يحتاج إلى ميزان .. فإن ميزان الحق الموضوع الذى بيده هو الميزان الذى وزنت أنت به ذلك الفعل الذى تطلب به القربة إلى الله

فلا بد من هذا نعته .. أن يكون فى قربه منك أقوى وأكثر من قربك منه ... فوصف نفسه بأنه يقرب منك فى قربك منه ضعف ما قربت منه مثلا بمثل .. لأنك على الصورة خلقت وأقل خلافة لك على ذاتك .. فأنت خليفته فى أرض بدنك .. ورعيتك وجوارحك وقواك الظاهرة والباطنة

فعين قربه منك .. قربك منه وزيادة .. وهى ما قال من الذراع والباع والهرولة .. فالشبر إلى الشبر ذراع .. والذراع إلى الذراع باع .. والمشى إذا ضاعفته هرولة

فهو فى الأول الذى هو قربك منه .. وهو فى الآخر الذى هو قربه منك .. فهو {الأول والآخر} وهذا هو القرب المناسب

فإن القرب الإلهى من جميع الخلق غير هذا .. وهو قوله {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}

فما أريد هنا ذاك القرب وإنما أريد القرب الذى هو جزاء قرب العبد من الله .. وليس للعبد قرب من الله إلا بالإيمان بما جاء من عند الله بعد الإيمان بالله وبالمبلغ عن الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 25, 2012 6:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

ألزم نفسك الحديث بعمل الخير وإن لم تفعل ... ومهما حدثت نفسك بشر فاعزم على ترك ذلك لله .. إلا أن يغلبك القدر السابق والقضاء اللاحق .. فإن الله إذا لم يقض عليك بإتيان ذلك الشىء الذى حدثت به نفسك .. كتبه لك حسنة

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه يقول ( إذا تحدث عبدى بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها ) وكلمة ( ما ) هنا ظرفية .. فكل زمان يمر عليه فى الحديث بعمل هذه الحسنة وإن لم يعملها فإن الله يكتبها له حسنة واحدة فى كل زمان يصحبه الحديث بها فيه ... بلغت تلك الأزمنة من العدد ما بلغت ... فله بكل زمان حديث حسنة

ولهذا قال ( ما لم يعملها - ثم قال تعالى - فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشر أمثالها ) ومن هنا فرض العشر فيما سقت السماء إن علمت

فإن كانت من الحسنات المتعدية التى لها بقاء فإن الأجر يتجدد عليها ما بَقِيت إلى يوم القيامة كالصدقة الجارية مثل الأوقاف والعلم الذى يبثه فى الناس والسنة الحسنة وأمثال ذلك

ثم تمم نعمه على عباده فقال تعالى ( وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ) و( ما ) هنا ظرفية كما كانت فى الحسنة سواء ... والحكم كالحكم فى الحديث والجزاء .. بالغا ما بلغ

ثم قال ( فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها ) فجعل العدل فى السيئة .. والفضل فى الحسنة وهو قوله {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} وهو الفضل وهو ما زاد على المثل

ثم أخبر تعالى عن الملائكة أنها تقول بحكم الأصل عليها الذى نطقها فى حق أبينا آدم بقولها {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فما ذكرَت إلا مساوئنا وما تعرضت للحسَن من ذلك .. فإن الملأ الأعلى تغلب عليه الغيرة على جناب الله أن يهتضم
وعلمت من هذه النشأة العنصرية أنها لا بد أن تخالف ربها لما هى عليه من حقيقتها .. وذلك عندها بالذوق من ذاتها وإنما هى فى نشأتنا أظهر .. ولولا أن الملائكة فى نشأتها على صورة نشأتنا ما ذكر الله عنهم أنهم يختصمون .. والخصام ما يكون إلا مع الأضداد ... وما ذكر الله عن الملائكة فى حقنا أنهم يقولون ذاك عبدك يريد أن يعمل حسنة

فانظر قوة هذا الأصل .. ما أحكمه لمن نظر

ومن هنا تعلم فضل الإنسان إذا ذكِّر خيرا فى أحد وسكت عن شره أين تكون درجته مع القصد الجميل من الملائكة فيما ذكروه ... ولكن نبهتك على ما نبهتك عليه من ذلك لتعرف نشأتهم وما جبلوا عليه .. فكل يعمل على شاكلته كما قال تعالى وأخبر أن الملائكة تقول " ذاك عبدك فلان يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنه إنما تركها من جرَّائى أى من أجلى "

فالملائكة المذكورة هنا هم الذين قال الله لنا فيهم {إن عليكم لحافظين • كراما كاتبين} فالمرتبة والتولية أعطتهم أن يتكلموا بما تكلموا به .. فلهم كتابة الحسن من غير تعريف بما تقدم الله إليهم به فى ذلك ... ويتكلمون فى السيئة لما يعلمونه من فضل الله وتجاوزه .. ولولا ما تكلموا فى ذلك ما عرفنا ما هو الأمر فيه عند الله

مثل ما يقولونه فى مجالس الذكر فى الشخص الذى يأتيها إلى حاجته لا لأجل الذكر .. فأطلق الله للجميع المغفرة وقال ( هم القوم لا يشقى جليسهم )

فلولا سؤالهم وتعريفهم بهم ما عرفنا حكم الله فيهم ... فكلامهم عليهم السلام تعليم ورحمة .. وإن كان ظاهره كما يسبق إلى الأفهام القاصرة مع الأصل الذى نبهناك عليه .. وقد قال الله فى الحسنة والسيئة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وأزيد {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} وأغفر بعد الجزاء لقوم وقبل الجزاء لقوم آخرين

فلا بد من المغفرة لكل مسرف على نفسه وإن لم يتب ... فمن تحقق بهذه الوصية عرف النسبة بين النشأة الإنسانية والملكية .. وأن الأصل واحد .. كما أن ربنا واحد وله الأسماء المتقابلة ... فكان الوجود على صورة الأسماء .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 26, 2012 9:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
رضى الله عنك يا سيدى و حبيبى سيدى محي الدين بن عربى
يا حبيب الله و رسوله و أوليائه الممكنين

جزاك الله عنا خير الجزاء سيدى مريد الحق و جعله لك فى ميزان حسناتك و جعله خالصا لوجهه الكريم آمين آمين آمين

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 29, 2012 7:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
اللهم آمين ... ولك وللأحباب مثل ما دعوت .

وصية

ثابر على كلمة الإسلام - وهى قولك : لا إله إلا الله - فإنها أفضل الأذكار بما تحوى عليه من زيادة علم
وقال صلى الله عليه وسلم ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله )

فهى كلمة جمعت بين النفى والإثبات .. والقسمة منحصرة .. فلا يعرف ما تحوى عليه هذه الكلمة إلا من عرف وزنها وما تزن ... كما ورد فى الخبر الذى نذكره فى الدلالة عليها

فاعلم أنها كلمة توحيد .. والتوحيد لا يماثله شىء .. إذ لو ماثله شىء ما كان واحدا ولكان اثنين فصاعدا .. فما ثم ما يزنه .. فإنه ما يزنه إلا المعادِل والمماثل .. وما ثم مماثل ولا معادل

فذلك هو المانع الذى منع لا إله إلا الله أن تدخل الميزان ... فإن العامة من العلماء يرون أن الشرك الذى هو يقابل التوحيد لا يصح وجود القول به من العبد مع وجود التوحيد .. فالإنسان إما مشرك وإما موحد .. فلا يزن التوحيد إلا الشرك فلا يجتمعان فى ميزان

وعندنا إنما لم يدخل فى الميزان لما ورد فى الخبر - لمن فهمه واعتبره - وهو خبر صحيح عن الله يقول الله ( لو أن السموات السبع وعامرهن غيرى .. والأرضين السبع وعامرهن غيرى .. فى كفة .. ولا إله إلا الله فى كفة .. مالت بهن لا إله إلا الله )
فما ذكر إلا السموات والأرض لأن الميزان ليس له موضع إلا ما تحت مقعر فلك الكواكب الثابتة من السدرة المنتهى .. التى ينتهى إليها أعمال العباد

ولهذه الأعمال وضع الميزان .. فلا يتعدى الميزان الموضع الذى لا تتعداه الأعمال

ثم قال ( وعامرهن غيرى ) وما لها عامر إلا الله .. فالخبير تكفيه الإشارة
وفى لسان العموم من علماء الرسوم يعنى بالغير الشريك الذى أثبته المشرك .. لو كان له اشتراك فى الخلق لكانت لا إله إلا الله تميل به فى الميزان .. لأن لا إله إلا الله الأقوى على كل حال .. لكون المشرك يرجح جانب الله تعالى على جانب الذى أشرك به .. فقال فيهم أنهم قالوا {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}

فإذا رفع ميزان الوجود - لا ميزان التوحيد - دخلت لا إله إلا الله فيه .. وقد تدخل فى ميزان توحيد العظمة - وهو توحيد المشركين - فتزنه لا إله إلا الله وتميل به .. فإنه إذا لم يكن العامر غير الله فلا تميل .. وعينه ما ذكره إنما هو الله قال أين تميل وما ثم إلا واحد فى الكفتين

وأما صاحب السجلات فما مالت الكفة إلا بالبطاقة لأنها هى التى حواها الميزان من كون لا إله إلا الله تلفظ بها قائلها فكتبها الملك .. فهى لا إله إلا الله المكتوبة المخلوقة فى النطق

ولو وضعت لكل أحد .. ما دخل النار من تلفظ بتوحيد .. وإنما أراد الله أن يُرى فضلها أهل الموقف فى صاحب السجلات .. ولا يراها ولا توضع إلا بعد دخول من شاء الله من الموحدين النار .. فإذا لم يبق فى الموقف موحد قد قضى الله عليه أن يدخل النار ثم بعد ذلك يخرج بالشفاعة أو بالعناية الإلهية ... عند ذلك يؤتى بصاحب السجلات .. ولم يبق فى الموقف إلا من يدخل الجنة ممن لا حظ له فى النار .. وهو آخر من يوزن له من الخلق

فإن لا إله إلا الله له البدء والختام .. وقد يكون عين بدئها ختامها كصاحب السجلات

ثم اعلم أن الله ما وضع فى العموم إلا أفضل الأشياء وأعمها منفعة وأثقلها وزنا لأنه يماثل بها أضدادا كثيرة .. فلا بد أن يكون فى ذلك الموضوع فى العامة من القوة ما يقابل به كل ضد ... وهذا لا يتفطن له كل عارف من أهل الله إلا الأنبياء الذين شرعوا للناس ما شرعوا

ولا شك أنه قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله ) وقد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة : اللهْ اللهْ وهو هو .. ولا شك أنه من جملة الأقوال التى لا إله إلا الله أفضل منها عند العلماء بالله

فعليك يا ولى بالذكر الثابت فى العموم فإنه الذكر الأقوى .. وله النور الأضوى .. والمكانة الزلفى .. ولا يشعر بذلك إلا من لزمه وعمل به حتى حكمه .. فإن الله ما وسع رحمته إلا للشمول وبلوغ المأمول .. وما من أحد إلا وهو يطلب النجاة وإن جهل طريقها .

فمن نفى - بلا إله - عينه ... أثبت - بإلا الله - كونه

فتنفى عينك حكما لا علما ... وتوجب كون الحق حكما وعلما

والإله من له جميع الأسماء وليست إلا لعين واحدة وهى مسمى الله عامر السموات والأرض الذى بيده ميزان الرفع والخفض .

فعليك بلزوم هذا الذكر الذى قرن الله به .. وبالعلم به السعادة .. فعَمَّ .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 29, 2012 11:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
مريد الحق كتب:
[size=150]
ثابر على كلمة الإسلام - وهى قولك : لا إله إلا الله - فإنها أفضل الأذكار بما تحوى عليه من زيادة علم
وقال صلى الله عليه وسلم ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله )

وقد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة : اللهْ اللهْ وهو هو .. ولا شك أنه من جملة الأقوال التى لا إله إلا الله أفضل منها عند العلماء بالله

فعليك يا ولى بالذكر الثابت فى العموم فإنه الذكر الأقوى .. وله النور الأضوى .. والمكانة الزلفى .. ولا يشعر بذلك إلا من لزمه وعمل به حتى حكمه .. فإن الله ما وسع رحمته إلا للشمول وبلوغ المأمول .. وما من أحد إلا وهو يطلب النجاة وإن جهل طريقها .

فعليك بلزوم هذا الذكر الذى قرن الله به .. وبالعلم به السعادة .. فعَمَّ .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله و اله و حبه اجمعين

لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله
لا اله الا الله

جزاكم الله خيرا على هذا المجهود و تقبل الله منكم
[/size]

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 01, 2012 6:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

وصية

وإياك ومعاداة أهل لا إله إلا الله فإن لها من الله الولاية العامة ... فهم أولياء الله وإن أخطئوا وجاءوا بقراب الأرض خطايا لا يشركون بالله لقيهم الله بمثلها مغفرة .. ومن ثبتت ولايته ... فقد حَرُمت محاربته

ومن حارب اللـهَ فقد ذكر الله جزاءه فى الدنيا والآخرة ... وكل من لم يطلعك الله على عداوته لله فلا تتخذه عدوا ... وأقل أحوالك إذا جهلته أن تهمل أمره ... فإذا تحققت أنه عدو لله - وليس إلا المشرك - فتبرأ منه .. كما فعل إبراهيم الخليل عليه السلام فى حق أبيه آزر .. قال الله عز وجل {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}... هذا ميزانك

يقول الله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم} كما فعل إبراهيم الخليل {أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}

ومتى تعلم ذلك ... ولا تعادى عباد الله بالإمكان ولا بما ظهر على اللسان .. والذى ينبغى لك .. أن تكره فعله لا عينه .. والعدو لله إنما تكره عينه ... ففرق بين من تكره عينه - وهو عدو الله - .. وبين من تكره فعله - وهو المؤمن - .. أو من تجهل خاتمته ممن ليس بمسلم فى الوقت

واحذر قوله تعالى فى الصحيح ( من عادى لى وليا فقد آذنته بحرب ) فإنه إذا جهل أمره وعاداه فما وفى حق الحق فى خلقه ... فإنه ما يدرى علم الله فيه .. وما بينه الله له حتى يتبرأ منه ويتخذه عدوا

وإذا علم حاله الظاهر - وإن كان عدوا لله فى نفس الأمر - وأنت لا تعلم ... فَوالِهِ لإقامة حق الله .. ولا تعاده .. فإن الاسم الإلهى الظاهر يخاصمك عند الله .. فلا تجعل لله عليك حجة فتهلك .. فإن لله الحجة البالغة

فعامل عباد الله بالشفقة والرحمة .. كما أن الله يرزقهم على كفرهم وشركهم مع علمه بهم .. وما رزقهم إلا لعلمه بأن الذى هم فيه .. ما هم فيه بهم وهم فيه بهم .. لما قد ذكرناه بلسان العموم ... فإن الله خالق كل شىء ... وكفرهم وشركهم مخلوق فيهم

وبلسان الخصوص .. ما ظهر حكم فى موجود إلا بما هو عليه فى حال العدم فى ثبوته الذى علمه الله منه

فلله الحجة البالغة على كل أحد مهما وقع نزاع ومحاجَّة .. فيسلم الأمر إليه .. واعلم أنك على ما كنت عليه

وعم برحمتك وشفقتك جميع الحيوان والمخلوقين ... ولا تقل هذا نبات وجماد ما عندهم خبر ... نعَم .. عندهم أخبار .. أنت ما عندك خبر

فاترك الوجود على ما هو عليه وارحمه برحمة موجده فى وجوده ... ولا تنظر فيه من حيث ما يقام فيه فى الوقت حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين .. فيتعين عليك عند ذلك أن تتخذهم أعداء لأمر الله لك بذلك .. حتى ما كان يتخذ عدوه وليا يلقى إليه بالمودة .. فإن اضطرك ضعف يقين إلى مداراتهم فدارهم من غير أن تلقى إليهم بمودة ... ولكن مسالمة لدفع الشر عنك

ففوض الأمر إليه .. واعتمد فى كل حال عليه ... إلى أن تلقاه .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 08, 2012 3:18 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بملازمة ما افترضه الله عليك على الوجه الذى أمرك أن تقوم فيه .. فإذا أكملت نشأة فرائضك وإكمالها .. فرض عليك حينئذ تتفرغ ما بين الفرضين لنوافل الخيرات كانت ما كانت

ولا تحقر شيئا من عملك .. فإن الله ما احتقره حين خلقه وأوجبه .. فإن الله ما كلفك بأمر إلا وله بذلك الأمر اعتناء وعناية حتى كلفك به مع كونك فى الرتبة أعظم عنده .. فإنك محل لوجود ما كلفك إذ كان التكليف لا يتعلق إلا بأفعال المكلفين .. فيتعلق بالمكلف من حيث فعله لا من حيث عينه

واعلم أنك إذا ثابرت على أداء الفرائض فإنك تقربت إلى الله بأحب الأمور المقربة إليه وإذا كنت صاحب هذه الصفة كنت سمع الحق وبصره .. فلا يسمع إلا بك ولا يبصر إلا بك .. فيد الحق يدك {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} وأيديهم من حيث ما هى يد الله فوق أيديهم من حيث ما هى أيديهم .. فإنها المبايِعة اسم فاعل والفاعل هو الله .. فأيديهم يد الله .. فبأيديهم بايع تعالى وهم المبايعون .. الأسباب كلها يد الحق التى لها الاقتدار على إيجاد المسبَّبات .. وهذه هى المحبة العظمى التى ما ورد فيها نص جلى كما ورد فى النوافل .. فإن للمثابرة على النوافل حبا إلهيا منصوصا عليه يكون الحق سمع العبد وبصره كما كان الأمر بالعكس فى حب أداء الفرائض

ففى الفرض عبودية الاضطرار - وهى الأصلية - وفى الفرع وهو النفل عبودية الاختيار فالحق فيها سمعك وبصرك

ويسمى نفلا لأنه زائد .. كما أنك بالأصالة زائد فى الوجود ... إذ كان الله ولا أنت .. ثم كنت .. فزاد الوجود الحادث

فأنت نفل فى وجود الحق .. فلا بد لك من عمل يسمى نفلا هو أصلك .. ولا بد من عمل يسمى فرضا وهو أصل الوجود وهو وجود الحق

ففى أداء الفرض أنت له .. وفى النفل أنت لك .. وحبه إياك من حيث ما أنت له أعظم وأشد من حبه إياك من حيث ما أنت لك

وقد ورد فى الخبر الصحيح عن الله تعالى ( ما تقرب إلى عبد بشىء أحب إلى مما افترضته عليه .. وما يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحببته .. فكنت سمعه الذى به يسمع وبصره الذى به يبصر ويده التى بها يبطش ورجله التى بها يمشى .. ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه .. وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس عبدى المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءَته )

فانظر إلى ما تنتجه محبة الله .. فثابر على أداء ما يصح به وجود هذه المحبة الإلهية .. ولا يصح نفل إلا بعد تكملة الفرض
وفى النفل عينه فروض ونوافل .. فبما فيه من الفروض تكمل الفرائض

ورد فى الصحيح أنه يقول تعالى ( انظروا فى صلاة عبدى أتمها أم نقصها .. فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدى من تطوع .. فإن كان له تطوع قال الله أكملوا لعبدى فريضته من تطوعه .. ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم )

وليست النوافل إلا ما لها أصل فى الفرائض .. وما لا أصل له فى فرض فذلك إنشاء عبادة مستقلة يسميها علماء الرسوم بدعة ... قال الله تعالى {ورهبانية ابتدعوها} وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة حسنة .. والذى سنها له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا

ولما لم يكن فى قوة النفل أن يسد مسد الفرض جعل فى نفس النفل فروضا لتجبر الفرائض بالفرائض كصلاة النافلة بحكم الأصل

ثم إنها تشتمل على فرائض من ذكر وركوع وسجود مع كونها فى الأصل نافلة وهذه الأقوال والأفعال فرائض فيها .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 08, 2012 3:21 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بمراعاة أقوالك كما تراعى أعمالك .. فإن أقوالك من جملة عملك .. ولهذا قال بعض العلماء : من عَد كلامه من عمله قل كلامه

واعلم أن الله راعى أقوال عباده .. وأن الله عند لسان كل قائل .. فما نهاك الله عنه أن تتلفظ به فلا تتلفظ به وإن لم تعتقده .. فإن الله سائلك عنه

روينا أن الملَك لا يكتب على العبد ما يعمله حتى يتكلم به ، قال تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} يريد الملك الذى يحصى عليك أقوالك ، يقول تعالى {إن عليكم لحافظين • كراما كاتبين • يعلمون ما تفعلون} وأقوالك من أفعالك

انظر فى قوله تعالى {ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات} .. فنهاك عن القول فإنه كذَّب الله من قال مثل هذا القول .. فإن الله قال فيهم أنهم أحياء عند ربهم ... ألا ترى إلى قوله تعالى حيث يقول {ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء} وقال {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول} وقال {لا خير فى كثير من نجواهم} وهو القول

فإذا تكلمت فتكلم بميزان ما شرع الله لك أن تتكلم به ... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا

فعليك بقول الحق الذى يرضى الله ... فما كل حق يقال يرضى الله ... فإن النميمة حق والغيبة حق وهى لا ترضى الله ... وقد نهيت أن تغتاب .. وأن تنم بأحد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 15, 2012 1:26 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
ومن مراعاة الله .. الأقوال

ما رويناه فى صحيح مسلم عن الله تعالى لما مطرت السماء قال عز وجل ( أصبح من عبادى مؤمن بى وكافر .. فمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بى مؤمن بالكوكب .. وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بى كافر بالكوكب ) فراعى أقوال القائلين .

وكان أبو هريرة يقول إذا مطرت السماء : مطرنا بنوء الفتح ثم يتلو {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها}

ولو كنت تعتقد أن الله هو الذى وضع الأسباب ونصبها وأجرى العادة عندنا بأنه يفعل الأشياء عندها لا بها .. ومع هذا كله لا تقل ما نهاك الله عنه أن تقوله وتتلفظ به .. فإنه كما نهاك عن أمور نهاك عن القول وإن كان حقا

وانظر ما أحكم قول الله عز وجل فى قوله ( مؤمن بى كافر بالكوكب ... وكافر بى مؤمن بالكوكب ) فإنه مهما قال ( بالله ) فقد ستر الكوكب حيث لم ينطق باسمه .. ومن قال ( بالكوكب ) فقد ستر الله وإن اعتقد أنه الفاعل منزِل المطر .. ولكن لم يتلفظ باسمه .. فجاء تعالى بلفظ الكفر الذى هو الستر

فإياك والاستمطار بالأنواء أن تتلفظ به .. فأحرى أن تعتقده .. فإن اعتقادك إن كنت مؤمنا أن الله نصبها أدلة عادية .. وكل دليل عادى يجوز خرق العادة فيه

فاحذر من غوائل العادات ولا تصرفنك عن حدود الله التى حد لك فلا تتعداها .. فإن الله ما حدها حتى راعاها وذلك فى كل شىء

ورد فى الخبر الصحيح ( أن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوى بها فى النار سبعين خريفا .. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرفع بها فى عليين )

فلا تنطق إلا بما يرضى الله لا بما يسخط الله عليك .. وذلك لا يتمكن لك إلا بمعرفة ما حده لك فى نطقك .. وهذا باب أغفله الناس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم )

وقال الحكيم : لا شىء أحق بسجن من لسان .. وقد جعله الله خلف بابين .. الشفتين والأسنان .. ومع هذا يكثر الفضول .. ويفتح الأبواب .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 28, 2012 2:55 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وإياك أن تصور صورة بيدك من شأنها أن يكون لها روح فإن ذلك أمر يهونه الناس على أنفسهم وهو عند الله عظيم .. فالمصورون أشد الناس عذابا يوم القيامة يقال للمصور يوم القيامة أحى ما خلقت أو انفخ فيها روحا وليس بنافخ ..

وقد ورد فى الصحيح عن الله تعالى أنه قال ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقى .. فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة )

وإن العبد إذا راعى هذا القدر وتركه لما ورد عن الله فيه ولم يزاحم الربوبية فى تصوير شىء لا من حيوان ولا من غير حيوان فإنه يطلع على حياة كل صورة فى العالم فيراه كله حيوانا ناطقا يسبح بحمد الله .. وإذا سامح نفسه فى تصوير النبات وما ليس له روح فى الشاهد فى نظر البصر فى المعتاد فلا يطلع على مثل هذا الكشف أبدا

فإنه فى نفس الأمر لكل صورة من العالم روح أخذ الله بأبصارنا عن إدراك حياة ما يقول عنه إنه ليس بحيوان .. وفى الآخرة ينكشف الأمر فى العموم ... ولهذا سماها بالدار الحيوان

فما ترى فيها شيئا إلا حيا ناطقا بخلاف حالك فى الدنيا .. كما روى فى الصحيح " أن الحصى سبح فى كف رسول الله صلى الله عليه وسلم "

فجعل الناس خرق العادة فى تسبيح الحصى وأخطئوا .... وإنما خرق العادة فى سمع السامعين ذلك .. فإنه لم يزل مسبحا كما أخبر الله .. إلا أن يسبح بتسبيح خاص أو هيئة فى النطق خاصة لم يكن الحصى قبل ذلك يسبح به ولا على تلك الكيفية ...

فحينئذ يكون خرق العادة فى الحصى لا فى سمع السامع ... والذى فى سمع السامع كونه سمع نطق من لم تجر العادة أن يسمعه .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 03, 2012 1:27 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك يا أخى بعيادة المرضى لما فيه من الاعتبار والذكرى .. فإن الله خلق الإنسان من ضعف .. فينبهك النظر إليه فى عيادتك على أصلك لتفتقر إلى الله فى قوة يقويك بها على طاعته

وإن الله عند عبده إذا مرض .. ألا ترى إلى المريض ما له استغاثة إلا بالله.. ولا ذكْرٌ إلا الله ... فلا يزال الحق بلسانه منطوقا به وفى قلبه التجاء إليه

فالمريض لا يزال مع الله - أى مريض كان - ولو تطبب وتناول الأسباب المعتادة لوجود الشفاء عندها ومع ذلك فلا يغفل عن الله وذلك لحضور الله عنده

وإن الله يوم القيامة يقول ( يابن آدم مرضت فلم تعدنى .. قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين .. قال أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده .. أما إنك لو عدته لوجدتنى عنده ) الحديث وهو صحيح ... فقوله ( لوجدتنى عنده ) هو ذكر المريض ربه فى سره وعلانيته

وكذلك إذا استطعمك أحد من خلق الله أو استسقاك فأطعمه واسقه إذا كنت موجدا لذلك ... فإنه لو لم يكن لك من الشرف والمنزلة إلا أن هذا المستطعم والمستسقى قد أنزلك منزلة الحق الذى يطعم عباده ويسقيهم ... وهذا نظر قلَّ من يعتبره

انظر إلى السائل إذا سأل ويرفع صوته يقول بالله أعطنى فما نطقه الله إلا باسمه فى هذه الحال ... وما رفع صوته إلا ليسمعك أنت حتى تعطيه ... فقد سماك بالاسم الله والتجأ إليك برفع الصوت التجاءه إلى الله

ومن أنزلك منزلة سيده فينبغى لك ألا تحرمه وتبادر إلى إعطائه ما سألك فيه .. فإن فى هذا الحديث الذى سقناه آنفا فى مرض العبد أن الله يقول ( يابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدى فلانا استطعمك فلم تطعمه .. أما لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ... يابن آدم استسقيتك فلم تسقنى قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدى فلانا استسقاك فلم تسقه .. أما لو سقيته لوجدت ذلك عندى )

خرَّج هذا الحديث مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبى رافع عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فأنزل الله نفسه فى هذا الخبر منزلة عبده .. فالعبد الحاضر مع الله الذاكر الله فى كل حال فى مثل هذه الحال .. يرى الحق أنه الذى استطعمه واستسقاه فيبادر لما طلب الحق منه .. فإنه لا يدرى يوم القيامة لعله يقام فى حال هذا الشخص الذى استطعمه واستسقاه من الحاجة فيكافئه الله على ذلك .. وهو قوله ( لوجدت ذلك عندى ) أى تلك الطعمة والشربة كنت أرفعها لك وأربيها حتى تجىء يوم القيامة فأردها عليك أحسن وأطيب وأعظم مما كانت

فإن لم تكن لك همة أن ترى هذا الذى استسقاك قد أنزلك منزلة من بيده قضاء حاجته إذ جعلك الله خليفة عنه .. فلا أقل أن تقضى حاجة هذا السائل بنية التجارة طلبا للربح وتضاعف الحسنة ... فكيف إذا وقفت على مثل هذا الخبر ورأيت أن الله هو الذى سألك ما أنت مستخلف فيه ... فإن الكل لله وقد أمرك بالإنفاق مما استخلفك فيه فقال {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} .. وعظم الأجر فيه إذا أنفقت

فلا ترد سائلا ولو بكلمة طيبة .. والقَهُ طلق الوجه مسرورا به .. فإنك إنما تلقى الله

وكان الحسين أو الحسن عليهما السلام إذا سأله السائل سارع إليه بالعطاء ويقول : أهلا والله وسهلا بحامل زادى إلى الآخرة ، لأنه رآه قد حمل عنه .. فكان له مثل الراحلة .. لأن الإنسان إذا أنعم الله عليه نعمة ولم يحمل فضلها غيره فإنه يأتى بها يوم القيامة وهو حاملها حتى يسأل عنها ... فلهذا كان الحسن يقول إن السائل حامل زاده إلى الآخرة فيرفع عنه مئونة الحِمْل


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 60 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط