[font=Tahoma][align=justify] التصدي لأهل البدع والأهواء
تحذير الناس من مهاوي الضلال
من أوكد واجبات أئمة الدين ، ومن أجل القربات لرب العالمين .
وقد أكرم الحق عز وجل هذه الأمة بأئمة ربانيين عالمين عاملين كانوا بالمرصاد لكل مبتدع ضال مضل .
ومن هؤلاء السادة الأعلام والأئمة العظام كان الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام المجتهد تقي الدين السبكي منارا شامخا .
فقد تصدى لأباطيل ابن تيمية ومن تابعه كابن القيم بسلسلة من المؤلفات الفائقة ، والتي كان لها أكبر الأثر في قمع بدع المعاندين وكشف أباطيل المبطلين .
ومن هذه المؤلفات الجليلة القدر العظيمة النفع كان كتاب [شفاء السقام في زيارة خير الأنام] الذي سطره هذا الإمام الجليل لوئد فتنة ابن تيمية في مهدها والتي فتح بها باب من الشر على الأمة .
غير أن بعض من راجت عليه تمويهات ابن تيمية وتعصب لرأيه قد وضع ردا على تلك الدرة اليتيمة التي أخرجها الإمام السبكي من كنوز علمه عرف باسم [الصارم المنكي في الرد على السبكي].
وإننا نجد في هذه الأيام أن فرقة الوهابية خوارج العصر يحتجون بهذا الكتاب على أهل السنة والجماعة محاولين طمس نور الحق مكملين سلسلة الاستخفاف والاستغفال بعقول الأمة ، متعامين كالعادة عن الحق .
وكشفا لحقيقة الجهل والغباء المتأصل المتجذر لدى الوهابية أعرض بفضل من الله لمقارنة صغيرة لآراء أهل العلم في كلا الكتابين ولنبدأ بما يتعلق به الوهابية وهو كتاب [الصارم المنكي في الرد على السبكي]، ونستعرض آراء أهل العلم فيه :
أولا : كتاب [الصارم المنكي في الرد على السبكي] وآراء أهل العلم فيه :
1- الإمام العلامة ابن علان الصديقي قال في [شرحه على مناسك الإمام النووي] ما نصه :
[لا نظر لإنكار ابن تيمية للزيارة كما أشرنا إليه، فإنه كما قال العز بن جماعة : ( عبد أضله الله )، وقد أطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل،وتجرأ بعض تلامذة ابن تيمية فرد كلام السبكي وسماه ( الصارم المنكي ) ـ أي بالنون ـ ورددت عليه ذلك في ( المبرد المبكي ) ـ أي بالموحدة ـ وهو لطيف أعان الله على إتمامه]اهـ.
2- الإمام العلامة إبراهيم السمنودي المنصوري قال في كتابه[نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي] ما نصه :
[إنني لما فرغـتُ بحمد الله تعالى من تأليف كتابي ( سعـادة الدارين في الرد على الفرقـتين الوهابية ومقـلـِّـدة الظاهرية ) المشتمل أيضا ً على تاريخ إنشاء بلدتنا المنصورة وحادثة مفتيها المشهورة، وتعـرضت فيه لبيان حال الشيخ أحمد بن تيمية الحنبلي الحراني الملقب بـ( شيخ الإسلام ) المتوفى سنة728هـ فرددت عليه فيه بعضا من فواحشه وأباطيله ونشرته بين الأ نام، اتفق أن طبع بعد ذلك بقاهرة مصر المحروسة الكتاب الجليل العديم المثيل، المسمى بـ( شفاء السقام في زيارة خير الأ نام عليه أفضل صلاة وأزكى سـلام ) الذي ألفه في رد ما زعمه الشيخ أحمد بن تيمية المذكور في مسألة زيارة القبر النبوي المكرم والسفر إليها وإلى زيارة بقية القبور العلامة الكبير والعلم الشهير قاضي قضاة الأ نام شيخ الإسلام حجة المناظرين الشيخ تقي الد ين أبو الحسن على بن عبد الكافي السبكي الشافعي المجمع على د يانته وعـلمه وإمامته وبلوغه مرتبة الاجتهاد المتوفى سنة756هـ فاهتم أحد الأغبياء بإغراء بض من لا خلاق لهم فطبع بالقاهرة المذكورة الكتاب الذي وضعه بعض تلامذة أحمد بن تيمية المذكور وهو: محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي أحد الأ ذ كياء المتوفى سنة744هـ لرد كلام الإمام السبكي المذكور وسماه بـ( الصارم المنكي ) ، وارتكب فيه كل تحقير للإمام المرقوم، وتعصب فيه لشيخه المذكور بالباطل. وقد انتشر بالطَّبع كتاب ( الصارم المنكي ) المرقوم ولا سيما في د يارنا المصرية قد استخرت الله تعالى إشفاقا على إخواني المسلمين من كلام المبطلين في كتابة كليمات عليه تبين بعض ما فيه من: الافتراء ، والمبالغة، والتناقض، والمغالطة، والآراء السخيفة، والأقوال المزورة المردُودة. والدَّعاوى الكاذبة، والزخارف الباطلة، ضاربا صفحا عما أساء به الأ دب في حق الإمام السبكــي، لخروجه عن المقصود.]اهـ
3-قال المحدث السيد عبد العزيز الغماري في كتابه [التهاني في التعقيب على موضوعات الصغاني] :
[وابن عبد الهادي سلك في ذلك الكتاب مسلك الإفراط الخارج عن قواعد أهل الحديث ، فيجب الحذر منه . زيادة على سوء الأدب في التعبير مع التقي السبكي الحافظ الثقة ، وإتيانه في حقه بما لا يليق بأهل العلم سلوكه ]اهـ
ثانيا : كتاب [شفاء السقام في زيارة خير الأنام]وآراء أهل العلم فيه :
- قال الإمام الصلاح الصفدي في [الوافي بالوفيات] ضمن ترجمته للإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي :
[وصنف كثيرا إلى الغاية، من ذلك : الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، عمل منه مجلدين ونصفا، وتكملة المجموع في شرح المهذب، ولم يكمل.والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، بلغ فيه يؤمئذ. والتحقيق في مسألة التعليق، ردا على العلامة تقي الدين ابن تيمية في الطلاق. وكان الناس قد عملوا عليه ردودا ووقف عليها، فما أثنى على شيء منها غير هذا، وقال: هذا رد فقيه . وكتاب شفاء السقام في زيارة خير الأنام ردا عليه أيضا في إنكاره سفر الزيارة، وقرأته عليه بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة من أوله إلى آخره، وكتبت عليه طبقة جاء مما فيها نظما: من المتقارب لقول ابن تيمية زخرف ........... أتى في زيارة خير الأنام فجاءت نفوس الورى تشتكي ... إلى خير حبر وأزكى إمام فصنف هذا وداواهم ............ فكان يقينا شفاء السقام " اهـ
قال الإمام الحافظ ولي الدين العراقي في [الأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية] وهو بصدد الكلام على المسائل التي انفرد ابن تيمية بها :
[وما أبشع مسألتي ابن تيمية في الطلاق والزيارة وقد رد عليه فيهما معا : الشيخ تقي الدين السبكي ، وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد وأحسن ]اهـ وقال أيضا في طرح التثريب :
[وللشيخ تقي الدين ابن تيمية كلام بشع يتضمن منع شد الرحل للزيارة ، وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك ، ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في ( شفاء السقام ) فشفى صدور قوم مؤمنين .]اهـ
- قال الإمام الحافظ العلامة السيوطي في كتاب [حسن المحاضرة] ضمن ترجمة الإمام شيخ الإسلام السبكي :
[وله من المصنفات الجليلة الفائقة التي حقها أن تكتب بماء الذهب، لما فيها من النفائس البديعة، والتدقيقات النفيسة؛ منها الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، تكملة شرح المهذب للنووي ....شفاء السقام في زيارة خير الأنام]اهـ مختصرا
قال الإمام الحافظ العلامة ابن حجر الهيتمى فى [الفتاوى الحديثية] :
[ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وبلاغه رتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي ، وولده التاج]اهـ
وقال أيضا في كتابه : [الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم] :
[قلت:من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شئ من أمور الدين عليه وهل هو إلا -كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة-عبد أضله الله تعالى وأغواه وألبسه رداء الخزى وأرداه وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان ؟! قد تصدى شيخ الإسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقى السبكي قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه للرد عليه في تصنيف مستقل(يقصد كتاب شفاء السقام وسيتأتى الحديث عنه ) أفاد فيه وأجاد وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب فشكر الله تعالى مسعاه وأدام عليه شآبيب رحمته ورضاه .آمين]اهـ قال الإمام العلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق فى تقديمه لكتاب [شفاء السقام في زيارة خير الأنام] - وقد عرفت هذه المقدمة باسم طهير الفؤاد عن دنس الاعتقاد :
[ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية , غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود , آتيا على ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مقوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ما حقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد , ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط ،والله من ورائهم محيط.]اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|