نحو استراتيجية بديلة للحرب ضد الإرهاب.*
التاريخ- 11 : ديسمبر- ٢٠٠٢
دراسة إستراتيجية مهمة من إصدارات معهد هدسون.
بقلم: لوران مورافيتش
هذه دراسة إستراتيجية خطيرة ومهمة بقلم لوران مورافيتش ،منشورة من قبل معهد هدسون للدراسات الإستراتيجية، ومترجمة من قبل مركز دبي للدراسات الإستراتيجية.ولكي نعرف مدى أهمية هذه الدراسة ومقدار ردود الفعل التي أثيرت حولها، يمكن أن نبحث عن كلمة "لوران مورافيتش" في الإنترنت، فنفاجأ بالعدد الكبير في نتيجة البحث.
وأكثر ماتمت الإشارة إليه في هذه التعليقات، كان مرتبطَا بالإشارة الى العراق على إنه الهدف التكتيكي والسعودية على إنها الهدف الإستراتيجي ومصر على إنها الجائزة؟!
وهنا لابد من التعرف على الكاتب "لوران مورافيش" ، لأن هذه المعرفة تؤثر حتمَا على إدراك أهمية وخطورة هذه الدراسة.فهو يهودي فرنسي هاجر الى أمريكا منذ فترة قصيرة وهو مقيم فيها، وعمل مستشارَا في الخارجية الفرنسية، وعمل باحثَا لصالح معهد راند للأبحاث الإستراتيجية،حيث قدم دراسة الى البنتاغون الأمريكي عام ٢٠٠٢ أشار فيها الى إن السعودية هي المصدر الأول للإرهاب، الأمر الذي أثار ردود فعل كثيرة ،مما أدى الى نفي الحكومة الأمريكية علاقتها بالدراسة.
وكما هو معروف يعتبر البعض معهد راند على أنه العقل الإستراتيجي للحكومة الأمريكية، ويتأكد هذا الإنطباع خاصة إذا عرفنا إن هذا المعهد من المتعاقدين مع الحكومة الأمريكية ويعمل لحسابها.
ولوران مورافيتش كتاب حول العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، يتعرض فيه الى تاريخ نشوء الوهابية والفكر الوهابي.
ومما يلفت الأنتباه في هذه الدراسة التي نستعرضها في هذا الموضوع ويؤكد أهميتها وضرورة دراستها، هو إن بعض
توصياتها قد تم تطبيقها والأخذ بها.!! كما سيتبين فيما بعد.
مادة الدراسة :
١- من هم أعداؤنا؟
كم هو مثير للاهتمام أن يكون من الضروري إثارة هذا السؤال حول ماهية أعدائنا! إنه حقًا مؤشر على أن أول حرب
في عصر "ما بعد الحداثة" لا تشبه أيًا من الحروب التي عرفناها خلال تاريخنا أو تجاربنا.
صحيح أنها تستند إلى عدد من الدروس المستفادة من حروب سابقة، إلا أنها وبشكل عام فريدة من نوعها.
يصف الجنرال فون كلوزويتز الحرب، أي حرب، بأنها أشبه بالمبارزة بين عدوين.
لكن السؤال هنا، خصوصًا أننا نعرف من نكون، يتمحور حول من هم أعداؤنا؟
فاستراتيجية الحرب تتوقف على طبيعة العدو وموقعه ومقدراته ونواياه الاستراتيجية ونقاط قوته وضعفه، وبالمقابل نقاط ضعفنا وقوتنا نحن.
هل أعداؤنا هم الجماعات الإرهابية أم الدول المارقة أم شبكة غامضة من الأشرار؟
في الحقيقة فإن ما وصف بالحرب على الإرهاب يتميز بكون طبيعة العدو مركبة، وليست واضحة الملامح والحدود.
بل إن ما تمت تسميته "بمحور الشر "هو ذاته مركب، إذ إنه يتكون من مجموعة من القوى المتباينة ذات الدوافع والبرامج المختلفة. ونظرًا إلى هذه الأسباب فإنه من الضروري أن تنطلق استراتيجيتنا من دراسة طبيعة وطرق عمل الإرهاب وتتمحورحولها.
قد يكون ملائمًا إلصاق تفسير مشحون بالدلالات بمصطلح "الإرهاب"، غير أن اللفظ لا يحدد بذاته العدو الحقيقي ولا
الحرب الحقيقية.
الإرهاب في الواقع تقنية وليس ايديولوجية ولا برنامجًا محددًا. وإذا كانت دول "محور الشر" تمارس العمل الإرهابي، فإنها ليست بأي حال من الأحوال إرهابية.
يتبع إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مادة هذا الموضوع من أحد الموضوعات السابقة للفقير رأيت لقوة المناسبة وما نمر به من أحداث عرضها في موضوع مستقل.