وأقوال العلماء على تنزيه الله تعالى عن الصورة أكثر من أن تحصر منها على سبيل المثال :
جاء في كتاب عقيدة الإمام أحمد رحمه الله:" نص اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل..ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجهة وصفه.. ومن غير معناه فقد ألحد عنه وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع"اهـ [العقيدة ج 1 /ص 110].
وجاء فيه أيضاً : " لا يجوز أن يسمى جسما وأنكر (أي الإمام أحمد) على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجيء في الشريعة ذلك فبطل."اهـ [العقيدة ج 1 /ص 111].
وقال شيخ المحدثين الحافظ البيهقي : "قال أبو سليمان الخطابي : وأما ذكر الصورة في هذه القصة ؛ فإن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة ، فإن الصورة تقتضي الكيفية ، وهي عن الله تعالى وعن صفاته منفية"اهـ [الأسماء والصفات :297].
وقال رحمه الله : " أما السمعي فهو ما كان طريق إثباته الكتاب والسنة فقط كالوجه واليدين والعين وهذه أيضا صفات قائمة بذاته لا يقال فيها إنها هي المسمى ولا غير المسمى ولا يجوز تكييفها فالوجه له صفة وليست بصورة واليدان له صفتان وليستا الجارحتين والعين له صفة وليست بحدقة وطريق إثباتها له صفات ذات ورود خبر الصادق به"اهـ [الاعتقاد ج1 ص 71ـ72].
وجاء في كتاب الفقه الأكبر المنسوب للإمام الشافعي [صـ10] "(فصل) :واعلموا أن الصور والتركيب تستحيل على الله تعالى للمعنى الذي ذكرنا في الجسم , ولأن ذا الصورة لا يختص بصورة إلا بمخصص هو فاعله , وخالقه , ومن يكون له صورة أيضا مخلوق لا إشكال فيه , ولأن الصورة لا تشبه المصور , والله تعالى خالق الصور (ليس كمثله شيء ) وقال الله تعالى { هو الله الخالق البارئ المصور }"اهـ [الفقه الأكبر المنسوب للإمام الشافعي صـ10].
وقال الإمام الحافظ أبى بكر بن فورك:"(فصل) : واعلم أن بعض أصحابنا المتكلمين في تأويل هذا الخبر حاد على وجه الصواب ، وسلك طريق الخطأ والمحال فيه ، وهو ابن قتيبه توهما أنه مستمسك بظاهره غير تارك له ، فقال : (إن لله عز وجل صوره لا كالصور كما أنه شئ لا كالأشياء) فأثبت لله تعالى صوره قديمة ، زعم أنها لا كالصور ، وأن الله خلق آدم على تلك الصوره ، وهذا جهل من قائله وتوغل في تشبيه الله تعالى بخلقه "اهـ [مشكل الحديث وبيانه ص 67 إلى 69].
وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: "قال المازري هذا الحديث بهذا اللفظ ثابت ورواه بعضهم ان الله خلق آدم على صورة الرحمن وليس بثابت عند اهل الحديث وكأن من نقله رواه بالمعنى الذي وقع له وغلط في ذلك قال المازري وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث فأجراه على ظاهره وقال لله تعالى صورة لا كالصور وهذا الذي قاله ظاهر الفساد لأن الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث والله تعالى ليس بمحدث فليس هو مركبا فليس مصورا.. قال له ايضا إن أردت بقولك صورة لا كالصور أنه ليس بمؤلف ولا مركب فليس بصورة حقيقة وليست اللفظة على ظاهرها "اهـ[شرح النووي على صحيح مسلم ج : 16 ص : 166].