اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6254
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ، نزله على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم تنزيلاً، تكريماً وتشريفاً وتفضيلاً. وأشهد أن لا إله إلا هو, الملك الحق المبين. يفعل ما يشاء، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
يختار ويصطفى من يشاء من عباده. وأصلى وأسلم على سر الأسرار ونور الأنوار سيدنا ومولانا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله ، وارض اللهم عن صحابته خاصة أبى بكر وعمر وعثمان وعلىّ.
الله عز وجل هو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية ، كان وليس قبله شئ وكان وليس معه شئ وهو الآن على ما كان عليه ، أراد أن يخلق خلقا , وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ ، يخلق ويختار ويصطفى من المختارين والمصطفين من يشاء. اصطفى من البشر والملائكة رسلا ، مَنْ اصطفاه الله طهره وقدسه وقربه ورفع راياته فى الدنيا والآخرة.
ما نعلم فى الكون أعظم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . وما نعلم أحدا أقسم الله بحياته إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، لا ملك مقرب ولا نبى مرسل. وما علمنا أحدا أعطاه الله وأعطاه وجعله مستحقا لنعيم القرب مثلما أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، أعطاه النبوة وآدم بين الروح والجسد ، بعثه قبل نهاية الكون وقيام القيامة ، اختاره الله واختار له أعظم اسم ، سماه محمدا.. واختار اسم أبيه: " عبد الله " حتى لا يقول أحد أن أباه كان كافرا. وكيف يكون كافرا من كان اسمه عبد الله ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا) (الإسراء 15) .
سبح الله نفسه وأسرى بعبده فقال سبحانه وتعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا) (الإسراء 1) وما أدراك ما الليل ، أدناه وقربـه وقال له ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ ) (العلق 19) أدناه ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ) (النجم 9) ، أفاض عليه ربه من الأسرار ( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ) (النجم 10)
يوما ما عُرِضَ عليه صلى الله عليه وآله وسلّم الخلد أو الرفيق الأعلى, فاختار الرفيق الأعلى ، وقبلها عُرض عليه صلى الله عليه وآله وسلّم المُلْك فاختار أن يكون عبدا نبيا رسولا .
كم من حاسد وناقم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟!، حتى فى أمته خرج رجل ظن فى نفسه أنه على تقوى، فقال للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم "يا محمد اتق الله" ، " اعدل يا محمد فإنك لم تعدل".
حِقْدُ الشيطان على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ليس له مثيل ، نقل الشيطان غله وحقده إلى أوليائه وقريش نالت من ذلك نصيباً ، أتاها خير البرية بدين عالمى غير محدود ، وبإمكانيات ليس لها مثيل مع وعود جازمة من الصادق الوعد الأمين بالنصر والتمكين وسيادة العالم فى الدنيا والآخرة ، صبر عليهم النبى كثيراً , كان يقول لهم بلسان الحال: ليس لى مشكلة معكم , أنتم محدودون بزمان ومكان أما أنا فمرسل رحمة للعالمين مَنْ سَبَق ومَنْ لَحَق , يا أهل مكة أنتم خطوة فى الطريق .. أنا قصتى مع الزمن .. أنا عالمى ودينى عالمى ، أخذهم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بالرحمة ودعاهم بالحسنى , وأراهم من عجيب قدرة الله ، صبر صلى الله عليه وآله وسلّم على أذاهم وظلماتهم ، ولم يصبروا هم على أنواره وطهره وموعوده ، لم يدعُ صلى الله عليه وآله وسلّم الله عليهم أن يستأصل شأفتهم - وكان قادراً - ولكن قال " اللهم اغفر لقومى لا يعلمون ".
أثبت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للكون معنى عبد الله المحض كأعبد ما يكون ، تشرف وتكرم ونادى فى الكون " أنا عبد الله ورسوله" كان كثيرا ما يقول " أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله ، فـ ( لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) (الجن 19)
هو صلى الله عليه وآله وسلّم منصور محفوظ لا يستطيعون إليه سبيلا ، فَمَعَ النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تسير الأكوان. رأى المشركون بأنفسهم كيف شُق له القمر ، كم من مطر هطل بدعائه ، أحجار تسلم عليه ، وأشجار تقبل إليه ، حتى الجان آمن به ، منهم جن نصيبين ، - ومحبس الجان فى مكة له قصة - ، بل صَاحَبَ الملائكة العظام فى إسرائه ومعراجه ، وقابل أنبياء أمم يحترمهم العرب.
* ( يتبع بمشيئة الله تعالى ) *
|
|