موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 06, 2019 7:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306



(قبضة النور) "1"

قوسين.. .. ظهر من بينهما كل شيء.. 

والقوسين يدي القدرة والارادة ومن بينهم النوووور..

ومن كان بلا قدرة وبلا ارادة فكيف يقرأ ويبصر ما بين القوسين؟!

لكن النور أنبأنا عن نفسه.. فنحن الأميين وهو النور الأمين..

القوسين.. ما بينهما :
( لما أردت أن أخلق الخلق قبضت قبضة من نوري فقلت لها كوني محمدا ثم خلقت من نور محمد كل الأشياء)

ما بين القوسين ليست البداية فحسب..  بل الهداية.. إلى حقيقة واحدة وخالق واحد.. حقيقتها لا اله الا الله محمد رسول الله

بين القوسين صاحب اليدين العليا..

بين القوسين هو القائل كثيرا ( إن بين يدي الساعة)..

بين يديه وتحت تصرفه وشفاعاته بإذن الله..

إن  بين يدي أنا الساعة .. الساعة بين يديه صلى الله عليه وسلم

والدنيا تحت قدميه.. فنحن في الدنيا تحت هذا القدم..

الساعة والقيامة خلق من الخلق.. والخلق كل الخلق إنما ظهروا بنور محمد.. حتى الساعة ظهرت بمحمد..

نعم في الساعة اهوال.. لكن "محمد" موجود فيها.. وله السلطة والطول عليها بإذن الله.. ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم كان له الطول والعلو والارتفاع عليها؟!
لما أشار باصبعيه الوسطى والسبابة وقال بعثت انا والساعة كهاتين وكان هو صلى الله عليه وسلم الوسطى والساعة سبابة

وبعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى بلا وسيط ولا حجاب بينهما.. من غير أن يكون بيننا واسطة او حاجز .. انا العبد الواحد الذي لا يحتاج الواسطة في الساعة

هو القائم في الساعة.. وهو المشار اليه بالقيام في القيامة.. يوم يقوم الروح.. يوم يقوم الروح.. يوم يقوم الروح....
والملائكة؟! .. الملائكة صفا لا يتكلمون.. الملائكة صفا لا يتكلمون.. وأما الروح الأول فهو من أذن له الرحمن وقال صوابا.. هو القائم.. كيف لا وهو الروح.. كيف لا وهو الأول.. كيف لا وهو وعد من الله أن كما بدأنا اول خلق نعيده..

قبضت قبضة من نوري..... كوني (محمد)
في ذلك الوقت وليس بوقت.. لم يكن لأحد وجود ليرحب بهذا النور.. فلا وجود لا لملائكة ولا لأهل المدينة ولا لكرسي ولا لعرش.. لم يكن ثم ثنيات الوداع ولم يكن الشكر إلا من عبد واحد.. للتو خلقه الله

إله واحد أحد ثم مخلوق واحد..

خلق نوره..  ورحب به.. أدناه وقربه وتدلى..

لم يكن هناك صحابة بل الصاحب كان واحدا فقط (اللهم انت الصاحب).. فلو كان هذا النور متخذا خليلا لاتخذ الصديق الأكبر ولكن خلة وصحبة الرحمن سبقت ظهور الصديق بأكوان واكوان واكوان وازمان وازمان وازمان ..
مرت الأزمنة..كل زمان يصبر نفسه بزمان..
وجاء زمن السعد.. بدايات بشائر خير القرون.. وظهرت وراثات الخلة الابراهيمية والصديقية الاسماعيلية على اثنين هم خير عباد الله يومئذ..
إلتقى الصديق عبد الله بن عبد المطلب بالصديقة آمنة بنت وهب في نكاح نوراني وعلى ملة ابيهم الخليل ابراهيم..
نكاح الابوين الشريفين على ملة ابراهيم كان شريعة .. وبظهور رسول الله من بينهم كانت الحقيقة..
ظهور رسول الله بالطريقة المتعارف عليها من ابوين وبنكاح الآدميين هو ظهور الحقيقة من بطن الشريعة.. فلا ظهور لحقيقة بلا شريعة..
وعلقت الكريمة آمنة بما في عبد الله من نور..

اليوم يوم التكريم الأعظم.. اليوم يظهر الله اعظم وأطهر وأقدس مكان يمكن أن تحفظ فيه روح حبيبه ونوره محمد .. وهو الجسد المحمدي الشريف..

خلق الله جسد النبي صلى الله عليه وسلم على هيئة وشرف ورتبة وحظوة عنده سبحانه لا يضاهيها شيء.. الشعرة من هذا الجسد أعظم من العرش..

هذا الجسد الشريف خلقه الله على هيئة تناسب اغلى واطهر روح.. هذا الجسد سيكون فيه (نور الله).. فلم يكن يليق بروح رسول الله إلا جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وقد يتساءل البعض.. فأين روح رسول الله بعد وفاته؟! أين ذهبت روحه اليوم؟! وأين جعلها الله بما يتناسب مع فهمنا وعقولنا؟!

أقول.. أما اليوم فلا نعلم مكانا ولا جسدا ولا خزانة اكرم على الله من الجسد المحمدي ايضا حتى تحفظ فيه روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
ليس مكان ولا عرش ولا كرسي ولا خزانة ولا سرادقات اقرب وأدنى الى الله من هذا المكان.. وهو جسد الحبيب صلى الله عليه وسلم.. جعل الله الروح الأطهر في المكان الأطهر مجددا.. ولا يليق محل بروح رسول الله إلا جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم..  فجعل الله روحه الشريفة في جسده الشريف.. فهو على ما عليه كان.. أبد الآبدين

ظهر النور المحمدي.. وظهرت الروح المحمدية.. ثم ظهر لاحقا الجسد المحمدي..
وكان الظهور الأول للجسد المحمدي هو ظهور شبه خفي في رحم السيدة آمنة.. ظهر الجسد المحمدي الطاهر في داخل الرحم النقي..وسجدت له الملائكة والأشجار والاحجار والحيوان والطير والوحش.. علمه من علمه وجهله من جهله.. وكانت السيدة آمنة بأعلى منازل الصديقية الكبرى لا يجاورها فيها احد

كانت مع الله.. كيف لا وفي رحمها يسكن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع الله كما كان عليه الحال قبل رحم السيدة آمنة.. فكانت السيدة آمنة هي اول من حازت رتبة (ثاني اثنين الله ثالثهما) حتى قبل الصديق..

السيدة آمنة تشرفت بمراتب ومراتب.. فقد تشرفت ان تكون منزلا للجسد المحمدي أولا.. ثم تشرفت بعدها في رتبة وارتقاء ثاني بأن تكون منزلا تحط فيه الروح المحمدية المقدسة  بالجسد المحمدي..

أم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سادة..

كان لها في رحمها كنز لها وللعالمين.. والكنز مخفي بالداخل..

وكانت به بهية.. أنوارها تعم البرية.. بهاء وانوار السيدة آمنة كانت غير مخفية.. ولولا أن الملائكة تعلم أن النبوة لا تكون في النساء لظنوا فيها النبوة القدسية بلا شك ولا مرية..

الكنز المخفي كان حيا في جميع مراحل الخلق وقبل الخلق..

مر الجسد الحي بمراحل انتقاليه..

انتقل الجسد المحمدي من علم الله إلى علم رسول الله (كأنك قد خلقت كما تشاء)..اي أن النور المحمدي إطلع على صورة وهيئة الجسد الأنور الشريف.. فأعطي العلم بأن هذا الجسد سيكون منزلا لروحك يا حبيبي أبد الآبدين..
اختيرت الصورة المحمدية الشريفة له جسدا منذ القدم وعرضت على صاحبها صلى الله عليه وسلم.. فكان كأنه خلق كما يشاء..

انتقل الجسد المحمدي من علم الله إلى علم رسول الله ثم من خزائن علم رسول الله ظهر الجسد الشريف لأول مرة في رحم السيدة آمنة.. فأي شرف يا ستنا آمنة.. اي شرف أي شرف.. ما أخفاه الله عن العالمين أسره لك في رحمك وسرك ..

أسر الله للسيدة مريم في رحمها من أسرار الروح فكان فيها المسيح..

لكنه سبحانه أسر للسيدة آمنة سر النور الذي كان به ظهور كل الأرواح واسرارها فكان فيها (قبضة النور) .. ولابد أن تكون قبضة النور المحمدية في مكان آمن..  فكان رحم السيدة المكان الآمن وكانت هي به آمنة..

إستودع الله أمانة الجسد المحمدي في خزانة الأمينة آمنة..

ولا يكون شيء إلا بمحمد.. فالحقيقة هي أن هذا المكان الآمن  أصلا قد خلق من نور محمد.. امه خلقت من نوره.. ابوه خلق من نوره.. قبيلته خلقت من نوره.. كعبته خلقت من نوره.. كل عمل صالح من مخلوق خلق من نوره..بل الأنبياء واعمالهم خلقوا من نوره.. الصلاة عليه خلقت من نوره.. جسده الشريف خلق من نوره.. فبماذا قد يمتن عليه مخلوق؟

إن كانت مرتبة اهل بدر.. قول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لله ( إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض)

فما هو حال السيد صلى الله عليه وسلم؟!

لا يتعبد الله مخلوق إلا بعمل صالح يخلقه الله من نور محمد..

اذا علمت ذلك.. فتفهم أنه السر المصون وانه الخزينة الأمينة..  (فمحمد محمد.. وآمنة محمد) 

وقال أحد الصالحين.. كل شيء محمد.. سيدنا محمد هو الأمانة وهو الأمين عليها..

  منه وإليه.. صلى الله عليه..

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم له وجود في كل الأزمنة والأكوان والعوالم.. وجوده حقيقة ومنطقي للغاية  فالازمنة والأكوان انفلقت منه صلى الله عليه وسلم.. لكن الشأن في بروز هذا الوجود للخلق..

فلما أراد الله إبراز حقيقته المحمدية.. أبرزها.. فكان ذلك القرن خير القرون والأزمنة بسبب هذا البروز الشريف..
المهم..
مريم بداخلها كلمة من الله..
آمنة بداخلها نور الله..
اظهرت كل منهما ما لديها..فماذا حصل ؟!
ما حصل هو أن كلمة من الله وروح منه بشرت بنور الله.. فنور الله هو رسالة روح الله وبشارته للخلق.. ما في بطن مريم بشر بما في بطن آمنة..
ويوم ما.. ينزل روح الله فيسير بنور الله (بشريعته ومدده) ..  بل ويطلب روح الله أن يكون له بجانب نور الله سكن ومرقد..

عودا لأم الحبيب صلى الله عليه وسلم.. السيدة آمنة اجتمع بداخلها الروح المحمدي والجسد المحمدي.. وعملية اجتماع والتقاء الروح المحمدي بالجسد المحمدي لأول مرة هي اشرف ما في الوجود.. أقدس اجتماع كان في رحم السيدة آمنة..
اجتماع بين روح احمد وجسد محمد

لا تسأل عن كيفية انتقال وسير الروح المحمدية للجسد المحمدي الشريف ببطن أمه في موكب كان فيه صاحب اللواء والحمد والعلم.. بلا سائق يسوقها ولا شهيد يشهد سارت الروح الشريفة .. غيب

الجسد المحمدي كانت تطوى له الارض في مشيه..وكانت تطوى له السماوات في معراجه..ثم كانت تطوى وتتكشف له الحجب .. وحصلت أمور وأمور من سجود السدرة وتأدب الملائكة قياما على اغصانها وفروعها.. النظر مسموح لكن المخطابة لا..
هذا بعض من فيض قدرات سير جسده الشريف..
فما ظنك بسير روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الملك و الملكوت والعوالم بين الخلائق بطلاقة القدرة المحمدية المأذونة من الله وبسر كن فيكون؟!  وبسر (أحببته فكنت سمعه  وبصره ورجله ويده )؟!
ومع كل هذا فهو كل الأدب والجمال صلى الله عليه وسلم ..أدبه ربه فأحسن تأديبه.. فما زاغ بصر النور المحمدي وما طغى.. في عينه وبصره حيااء ..وما مد النور المحمدي بصره إلى مخلوق..إلا برحمة من الله لان لهم.. فبه كانوا



يتبع بمشيئة الله...





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 06, 2019 7:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306



( قبضة النور ) ٢

سار الروح الشريف من حيث يعلم الله إلى موضع التكريم في الجسد المعظم..اللهم انت الصاحب في السفر.. فهذا السفر سفر لله في الله.. هو سفر لله بحق ( وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين)
أردنا أن نرحمهم فأرسلناك لهم من عندنا.. ولو لم نرد ان نرحمهم لما أرسلناك لهم ولأبقيناك عندنا ولنا.. (واصطنعتك لنفسي)..

عندنا ؟!!  لنا ؟!!!
نعم..
إن كان سبحانه قال لموسى الكليم (واصطنعتك لنفسي)
فماذا قال ويقول سبحانه لمحمد الحبيب؟!!!

سافر نور النبي صلى الله عليه وسلم من بيته وموطنه الأصل.. ولا يغيب اصلا وحقيقة عنه.. فالذي فرض عليه القرآن راده إلى معاده.. فهذا بيته الاول.. بيته عند الله.. يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه..
وكم من مرة قال الفم النبوي الشريف : إني عند الله لخاتم النبيين..     (إني عند الله).. فافهم
(إني عند الله)
(إني عند الله)
  فاخرجه الله من بيته للخلق بالحق وارسله..
(كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)

أما جسد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
فلا تسأل عن كيفيات تكون وتكوين وتشكل الجسد النبوي الشريف في بطن السيدة آمنة!.. فهو ليس كهيئتنا في كل شيء حتى في الكيفيات التي خلقه الله عليه..وأينا مثله ؟.. فهو المخلوق بالقبضة

وليس المجال متاح في ذلك لملك مقرب ولا لمتصرف ولا لصاحب وظيفة .. فالأمر أمر الله

وإن كان شأن سيدنا آدم أن الله خلق جسده بيده.. فشأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الخلق أعظم وأخفى بما لا يعلمه إلا الله.. وان كان آدم خلق باليدين فمحمد خلق بالقبضة.. وسقانا الله مما في بطن آمنة من بين عظم ولحم ودم نووورا خالصا سائغا للشاربين من العالمين.. فالحمد لله رب العالمين

ولا تظن أن الجسد المحمدي كان جسدا بلا روح في بطن أمه ومكث اشهرا جسدا فقط كغيره من الخلق..  الجسد المحمدي هو جسد بروح شريفة من البداية وحتى النهاية وحتى يومنا هذا وحتى اليوم الذي يقال فيه يا اهل الجنة يا اهل النار خلووود بلا موت.. جسد حي حياة لا يحياها احد من العالمين.. جسده الشريف هو جسد بروح من الاصل والجذر النوراني..

المهم حصل الاجتماع.. وبدأ العمر الشريف هناك.. في بطن آمنة..
والسيد الهاشمي هنالك محمل بقسم رب العزة بعمره الانور (لعمرك) في بطنها الشريف..

وإن شئت قلت (لعمرك) : هو العمر النوراني للنور المحمدي على الحقيقة.. عمر النور والروح والجسد مجتمعين.. من القوس للقوس..

في هذا البطن المبارك.. حملته أمه نورا على نور.. في هذا البطن المبارك كانت خلوة من اشرف الخلوات وأكرمها على الله..

لم يغفل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه لحظة في رحم امه.. وكان نوره في قيام وسجود مستمر.. وكانت احواله صلى الله عليه وسلم في بطنها محل نظر الله على الدوام وكان(الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين).. وهو في البطن الشريف..

فهنيئا لبطن سجد فيها أحمد وقام .. كذا توسد جنبها بجنبه ونام

وعند التقاء الروح الحبيب بالجسد الحبيب كان ما كان..

وإذا كانت اللحظة التي دخلت فيها روح سيدنا ادم إلى جسده لحظة النفخة.. سجدت فيها الملائكة وظهرت النبوة وحصل ما حصل..
فما بالكم باللحظة التي دخلت فيها روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الى جسده الشريف؟!

نعم خلق الله آدم جسدا ظاهرا في اول امر البشرية..

سواه الله ونفخ فيه من روحه.. وكان سيدنا النبي وقتها (روحه)
نفخ الله فيه من روحه = اي نفخ فيه من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. نفخ الله في آدم من محمد..
ومن قبل النفخة كان هو صلى الله عليه وسلم نبي الانبياء "كنت نبيا وادم بين الروح والجسد" ..
نور وأصل النفخة أصلا كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..

لكن لما التقت الروح المحمدية بالجسد.. ماذا حصل؟!
رضي الحق تبارك وتعالى.. وكل الاكوان وقعوا له ساجدين .. الكل سجد وليس الملائكة فحسب.. الآن أظهر الله الخليفة الأول والخاتم في الصورة الظاهرة لكل العالمين.. لكن أظهره بأنوار ومقامات لا يطار لها على جناح ولا يسعى لها على قدم..

بروز الجسد المحمدي الشريف هو الظهور الكامل الخاتم للخليفة.. وكان ظهورا متاحا لكل المخلوقات.. ظهور تدركه كل انواع الخلق..

فليس كل مخلوق كان يدرك النور المحمدي وحده.. كل يدرك على قدره.. ولا كل مخلوق كان يدرك ويعرف الروح المحمدية.. ولا كل مخلوق كان يشعر ويجد انوار الجسد النوراني في بطن السيدة آمنة..
بعض المخلوقات كان يدرك بعض امور والاغلب لا..
فلما أظهر الله الجسد النبوي الشريف مرتبطا متشبعا بالروح الطاهرة كان الإذن لجميع اصناف المخلوقات للمشاهدة.. فكان ذلك هو المشهد المقدس.. نور الله الذي لم تره الملائكة في السماوات الآن تشاهده يمشي في الأرض..
أولم يسيروا في الأرض فينظروا؟ ..
إعلام لجميع الخلق.. الآن جاء الإذن بأن تسيروا في الأرض فتنظروا كيف بدأ الخلق!!
وكان الإذن لجميع اشكال المخلوقات للتعرف على النور المحمدي في صورة وذات نبي الله صلى الله عليه وسلم.. وكانت الصلاة والسلام عليه هي باب الاستمداد لاغتراف المزيد من الفهوم عن قرب للتعرف على هذا النور المخصوص بالرحمة.  فكانت الصلاة والسلام على نبي الله ليست اختصاص البشر وحسب.. بل للانس والملائكة والجن والشجر والدواب والاحجار.  فالكل الآن متاح له الفرصة للمشاهدة والتعرف والتودد ..

إلتقت الروح بالجسد.. تشبع الجسد المحمدي بالروح واللطائف النورانية المحمدية..

اللطائف والروائح الآن مغلق عليها داخل الجسد الشريف.. كقارورة عطر مغلقة من مئات آلاااف السنين..  واعظم

روائح الروح والريحان والجنان .. روائح الهداية.. عبق الرحمة.. عرف الطهر.. الرائحة الذاتية للروح المحمدية .. رائحة فطرة سيدنا محمد.. روائح سره الشريف.. روائح القلب الشريف.. روائح النفس الشريفة.. وروائح ما خفي منه صلى الله عليه وسلم..

لو شم مخلوق رائحة لطيفة واحدة من اللطائف المخفية داخل الجسد المحمدي لذاب سكرة من نعيم الرائحة الشريفة..

اذا استمع فاحت.. واذا فتح عينه الشريفة لاحت.. واذا تكلم تفجرت.. واذا قص من شعره او من ظفره الشريف فاحت الرائحة سائر الزمان في المكان ..
واذا خرج من جسده الشريف دمه الشريف فاحت من كل اللطائف أشكال وأشكال قربانا لرب العزة.. وهل تتصور رائحة الدم النبوي الشريف الذي يخرج قربانا لله؟!!! وهل تقطر قطرة أصلا إلا لله؟

كان صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد وقد دميت أصبعه الشريف فقال : " هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت".. يعني دمي لله.. كلي لله.. أحتسب دمي عند الله وأنا حبيبه فلا يخرج دمي عبثا إلا له سبحانه.. 
في دمه الشريف توحيد شديد وخالص.. لا يخرج الدم إلا لله..

وشتان بين من يخرج دمه من جسده شركا.. وبين من دمه الشريف حظار للناس من النار..

وفي يوم غزوة أحد.. أدمي الجسد الشريف.. وظهرت رائحة الدم الشريف حتى اخترقت السبق الطباق.. وتزلزل اهل السماء أن دم أحمد لا يسكب اليوم على الأرض يا رب..  رحمة بأهل السماء وبمن يحاربه جعل صلى الله عليه وسلم يمسك الدم الشريف بيده ويحجزه بكفيه لئلا يقع على الأرض.. وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يبالي.. قال يوما في شدة الشدة (إن لم يكن بك علي غضب فلا ابالي)

الارض والجبال تستأذن الله كل ليلة في ان تبتلع ابن آدم وتطبق عليه لأنه لم يشكر لله على نعمه.. فما الظن حينما يتعلق الأمر بالشكر على النعمة العظمى والأصل الأول ؟!

لقد أدموا النعمة والمنة العظمى.. وارادوا ان يسيل دمه الطاهر على ملكه.. والحبيب صلى الله عليه وسلم يبادر ويسلت دمه الشريف ويجمعه كأن شيئا لم يكن..  حنانا ورأفة بهم.. فقلوب اهل السماء والارض لا تتحمل ذلك المشهد .. ألم ترى إلى اهتزاز جبل احد تحت قدمه الشريف؟

لم يكن ليرضى أصحابه من أهل الأرض أن تسقط شعرة من شعره الشريف على الأرض لما كان صلى الله عليه وسلم يحلقه.. فلا تسقط الشعرة إلا في يد الرجل منهم.. فكيف يرضى اصحابه ووزراؤه من أهل السماء أن تسقط قطرة دم منه على الأرض؟!
خرج الدم الشريف.. ورائحة اللطيفة المحمدية تنفح صدور الرجال.. وجبل احد لم يعد يطيق.. فلولا الله يمسكه لذاب..
وما شم احد من المشركين في ذاك اليوم من تلك الرائحة الشريفة إلا وأسلم فيما بعد.. فقد تخللتهم الرائحة الشريفة من بين لحمهم وعظمهم وخلاياهم.. رائحة الهادي صلى الله عليه وسلم

وفي يوم الطائف خرج الدم الشريف من عقبه.. فنبت ورد الطائف بماء وقطر دمه الشريف من تحت قدمه..

قدم من دم عقبه الشريف لله قربانا.. فكان عقبه الشريف الاعز والأكرم.. وكان أهل البيت.. والله يحب اهل بيت محمد..

فلما كان اهل البيت..  قدمهم كذلك قربانا لله عز وجل.. فهم لحمه ودمه .. ولا يبالي.. ولا يبالون.. فالله طيب لا يقبل إلا طيب.. والنبي طاهر ولا يقدم لله إلا طاهر.. فقدم أهل بيته قربانا لله قبل غيرهم..
ألم تر انه صلى الله عليه وسلم لم يقدم احدا إلى المبارزة في معظم غزواته قبل التحام القتال إلا من أهل بيته ومن بني هاشم؟! ألم تر أن العارفين بالله معظمهم هم العارفين بمحمد من اهل بيته؟

بل وفي كربلاء أبى أهل البيت إلا ان يتقدموا الصفوف ويردفوا ابناء الأنصار من ورائهم.. فجاء ابناء واحفاد الانصار لسيدنا الحسين وشكوا اليه ذلك.. فقال سيدنا الحسين وهل عهدتموهم يوما إلا في الصف الأول؟! 
يعني أن الدم النبوي الشريف وحملته الاطهار هم الصف الأول والفداء الأول والقربان الأول لله ورسوله..


يتبع بمشيئة الله...








أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 06, 2019 11:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
تسجيل متابعة بارك الله في حضرتك أخي الكريم الفاضل
وجزاك الله خيرا كثيرا

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 07, 2019 8:46 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
(( يا نور رسول الله:
نور أبصارنا بضياه ,
وبصائرنا بهداه ,
وقلوبنا برضاه ,
وأرواحنا بصفاه,
وأعضاءنا بشفاه,
وكلنا بلقاه
صلى الله عليه وآله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما في علم الله
صلاة دائمة بدوام ملك الله ))

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 07, 2019 10:59 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7469

بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله

تسجيل حضور ومتابعة لهذا الكلام المنفوح

بارك الله فيك الفاضل علاء.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 08, 2019 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور) ٣

أخذت قبضة النور بيد أبي أمامة..ثم قال‏ت:‏
‏((يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي‏))

هنيئا لهم.. هنيئا لمن لان لهم قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم

من بين إصبعين من أصابع الرحمن لان لهم قلب حبيب الرحمن

فالقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.. ويصرفه حيث شاء..

الله صرف قلوبنا تصريفا صرفا خالصا حيث قدم طه المصطفى صلى الله عليه وسلم..

نظري إلى وجه الحبيب نعيم.. وخدي على نعله هناك مقيم

يا محب.. الحمد لله على نعمة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم

هل تحب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟
نعم تحبه.. لكنك لن تبلغ ذرة في محبته صلى الله عليه وسلم لك.. يحبك محبة لن تطيق أن تتذوقها.. لأن وعاءك لا يحتمل..
هو صلى الله عليه وسلم يحبك اكثر مما تحبه..
فإن قلت لي فكيف عرفت انه صلى الله عليه وسلم يحبني؟!
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"‏ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حباً لصاحبه‏"‏‏..
هذا في شأن المتحابين في الله.. فكيف الأمر بالنسبة للحبيب صلى الله عليه وسلم؟!
لن يؤمن احدكم حتى يحب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لله.. لن تحب النور إلا بذرة مما في القبضة من نور..
لن تحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا به..

هل ترى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!
يا محب.. لما ترى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تقول الحمد لله الذي رد علي روحي و أذن لي بذكره.. والحمد لله على ما لا أعلم.. فقد كانت حياتك قبل رؤيته جسدا بلا روح..
إن أراك الله حبيبه او نورا من حبيبه (وارث) .. فقد أذن لك بذكره..

اولياء الله هم من إذا رأيتهم ذكرت الله كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم..
أما انبياء الله فهم من إذا رأيتهم كنت مع الله..

وأما نور الله الأعظم فهو من إذا رأيته (كان) ولا تكون.. يعني سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو من إذا رايته ظهر لك الله واختفى كل وجود وظهور لما سواه فلا تشهد حتى نفسك.. هو هو هو هو هو ..
وتشهد( كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان)
فالحمد لله على ذلك.. وإن كنت لم تره فأنت في انتظار رؤيته صلى الله عليه وسلم فذلك خير الرباط.. مرابطة مقدسة على الجبهات الروحية والبرزخية..فنحن على الموعود والانتظار فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..

أكان عبثا ان يسأل الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن تبعهم جيلا بعد جيلا نفس السؤال المتكرر والذي تدور حوله دوائر الوصول والفتوح وكان هو السؤال نفس السؤال لم يتغير كما أخبر عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم.. كانوا يبحثون عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأزمنة.. كانوا في بحث عن صاحب الوجه الأنور والخد الأزهر.. كانوا يسألون في كل جيل :
أفيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم خلف من بعدهم قوم يبحثون كذلك عن النور المحمدي فيسألون :
افيكم من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم يعقبهم جيل.. فيسألون :
أفيكم من رأى من رأى من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
بحث دائم لا يكل ولا يمل عن النور المحمدي وعمن رأى الطلعة الأحمدية الغراء..

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
يأتي على الناس زمان يغزوا فيه فئام من الناس فيقال لهم فيكم من رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزوا فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى من صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزوا فئام من الناس فيقال لهم فيكم من صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقولون نعم فيفتح لهم..

هذا الحديث من معانيه.. يأتي على الناس زمان فيبحثون عني.. فمنهم من يجدني.. ثم يأتي على الناس زمان فيبحثون عني فمنهم من يجدني ومنهم من يجدني في أصحابي.. ثم يأتي على الناس زمان فمنهم من يجدني ومنهم من يجدني في اصحاب اصحابي.. ثم يأتي على الناس زمان فيبحثون عني فمنهم من يجدني ومنهم من يجدني في صدور الرجال.. وما يزالون يبحثون عني..

هذا الحديث من معانيه.. يا أمتي ما تزالون تبحثون عني..

هذا الحديث من معانيه.. " أنا حظكم "

هذا الحديث من معانيه.. ليس لأمتي احد سواي ولا ملجأ ولا غوث غيري..

هذا الحديث من معانيه.. يأتي على الناس زمان لا يبحثون فيه عن اي نوع من الفتوح كان.. وإنما يبحثون عني أنا محمد بن عبد الله.. فيرزقون الفتوح كرامة لبحثهم عني صلى الله علي وسلم..

يأتي على الناس زمان يبحثون فيه عن نظرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم التي تسري في الزمان والمكان وفي صدور الرجال.

هذا الحديث من معانيه .. يأتي على الناس زمان لا يريدون فيه إلا وجهي.. والله لا يرد وجهي.. فكم تقلب له وجهي فأعطاني ما أرضاه.. وإذا كان وجهي قد تقلب لله.. فكم يتقلب قلبي لله؟! وكم يرضي الله قلبي؟!

هذا الحديث من معانيه..عين سيدنا النبي كل شيء.. كل القصة نظره الشريف

قالوا.. يا رسول الله هات عينك اشوف بيها عينك.. صلى الله على عينك صلى الله عليك وسلم..

بمجرد أن تقع عينك عليه فكأنك ترى الله.." كأنك تراه"
بل بلغ الصحابة مبلغا شديدا من عظم المشاهدات فقالوا وهم يصلون خلفه ويشهدونه من وراء ظهره في حضرة ربه :
( السلام على الله)!!!
الشهود خلف سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عظيم

من هذا كانت الملائكة في شهود للحق تبارك وتعالى حينما كانت تمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم.. قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه " امشوا أمامي، وخلوا ظهري للملائكة"

أنتم ضعاف.. خارج الصلاة لا تطيقون الشهود الاعظم من خلفي في المشي... لاتطيقون الشهود.. بمجرد أن شهدتم تكلمتم وقلتم السلام على الله.. وماكان ينبغي ذلك.. الله هو السلام

لكم الصلاة ولهم المشي..

تشرفت الملائكة بالتبعية للحبيب صلى الله عليه وسلم..

بالمشي من خلف ظهر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وفقط سيدنا النبي.. ستشهد الملائكة ربهم.. سيرون من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم فتداخلهم تلك الاحوال التي كانت تداخل الصحابة في الصلاة لما قالوا السلام على الله..
لا تتعجب فسيدنا حارثة كان يرى عرش ربه بارزا.. وقد رأوا من ألوان الشهود من سيدنا النبي شهودا عجبا.. أراهم الله آياته.. فلم ينسلخوا منها لأن سيدنا النبي كان بينهم وقال لهم كيف تكفرون وانا فيكم..
بل وسأل الله من رأى سيدنا محمد سؤالا عجبا ! سألهم :
(وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله)

عجب الله ممن يرى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ويكفر!!
عجب الله ممن يرى ويعاين قبضة النور ولا يؤمن!!
عجب الله من يرى سيدنا النبي ولا يشهده سبحانه فيه.. فيكفر!!

عموما.. قسم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مقامات الشهود من خلف ظهره الشريف بين الناس والملائكة..

فأعطى مقام الشهود في الصلاة بالأصالة للصحابة والناس..
واعطى مقام الشهود في المشي بالأصالة للملائكة..

هذا المقام للملائكة كان تكريما محمديا لهم.. خصهم سيدنا النبي بهذا المقام في السير خلفه وبالتالي شهود الشهود..
قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن هذا المقام: ((لا تمشوا بين يدي ولا خلفي.. فإن هذا مقام الملائكة))

مقام الشهود للناس ما يزال متاح للخواص.. فبعض أهل الله لا يكبر تكبيرة الإحرام للصلاة حتى يرى إمامه صلى الله عليه وسلم.. ثم يفتح الله عليهم بشهود عظمته تبارك وتعالى..

يا حبيبي.. منتهى وغاية وقمة مراتب الإحسان أن ترى الله.. "تعبده كأنك تراه".. عبادة شديدة واخلاص عظيم ومجاهدااات...
ولكنك تدرك كل ذلك بالنظر إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. "فعندما تراه فكأنك تراه "

إن كنت رأيته فكأنك رأيته..

حبيبي.. هل نظرت لسيدنا النبي بحب؟
ماذا يحدث إن نظرت نظرة حب لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟
يا حبيبي.. إن نظرت لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. فإن الله يخلق من تلك النظرة التي أحببت وعظمت بها حبيبه ملاااائكة.. ثم تشتغل هذه الملائكة بالاستغفار لك إلى يوم القيامة.. بل وأكثر واكثر ..
بل حتى وإن لم تره.. لو فرحت بالنبي صلى الله عليه وسلم.. لو اصابك فرح بهذا الحبيب.. وشعرت ولو للحظة بفرحك به وحبك له.. كان لك ما كان لمن رأى..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ عَالِمٍ نَظْرَةً فَفَرِحَ بِهِ، خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ تِلْكَ النَّظْرَةِ وَالْفَرَحِ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِصَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ).

يا حبيبي.. هذا نظرك لوجه العالم قد خلق لك ملكا يستغفر لك..
فكيف بالنظرة والفرحة مع اعلم الخلق بالله؟!!

بل وأزيدك.. المغفرة حاصلة لك من نظرك للنبي صلى الله عليه وسلم حتى من قبل استغفار الملائكة لك!!!! فيكون بعدها استغفار الملائكة لك ترقي و ترقي.. ويتوب عليك التواب

لو نظرت لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نظرة مودة فإن الله يغفر كل ذنوبك قبل أن تطرف عينك

تنظر لسيدنا النبي ..ثم قبل أن تطرف عينك إلا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك.. ثم يكون لك الأمان والجنان وحب الرحمن.. فماذا بعد ذلك؟ ماذا بعد النظر لسيدنا النبي؟
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"‏من نظر إلى أخيه نظرة مودة لم يكن في قلبه عليه إحنة لم يطرف حتى يغفر له ما تقدم من ذنوبه‏"‏‏.‏

فكيف لو نظرت لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نظرة مودة؟!

تغفر ذنوبك قبل ان تطرف عينك؟! فقط ؟ كلا.. ولك ما الله به عليم

اي مقام هذا يا من نظرت للنبي صلى الله عليه وسلم؟!

نبي الله سليمان.. وهو ملك نبي.. ملكه لا ينبغي لأحد من بعده.. يجلب له أحد وزراءه عرش بلقيس قبل أن تطرف عينه.. وكانت كرامة لتلك الأمة على يد نبيها سليمان..
وأنت ( بنظرة) جلب لك النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة الله عز وجل

وأين عرش بلقيس من مغفرة الله عز وجل؟!!!!

جلب سيدنا سليمان عرش بلقيس من سبأ كرامة لأمته على يد نبيها سليمان..
وجلبت النظرة لسيدنا النبي مغفرة الله ورضاه من فوق سبع سموات للأمة على عين النبي صلى الله عليه وسلم.. الله اكبر

هذا نظرك إليه صلى الله عليه وسلم .. فكيف بنظره هو إليك؟!!!!!

لو نظر لك.. أنارك.. وإن أنارك فلا تشقى مع نوره ابدا

يا حبيبي .. لا يشقى ولا يحرم من كان فيه من نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. كيف يشقى وقد قال حبيبه ( اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما) ..؟

يا حبيبي.. لا يشقى من مس جسد رسول الله في رؤيا او في يقظة..

سئلت السيدة عائشة.. ما أعجب ما رأيتي يا صديقة يا بنت الصديق من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فبكت السيدة عائشة .. وقالت: (( كان كل أمره عجباً ))
يسألون السيدة عائشة عما لا يوصف بلسان.. كأن لسان حال السيدة عائشة يقول ماذا أقول وماذا أترك؟! أنتم تسألون عن أعجب ما رأيت من رسول الله؟ مهما اقول لكم فلن يفهمني أحد.. كان كله عجائب.. تسألون وانتم تعلمون أنه ليس كهيئتنا وأننا لسنا مثله.. بماذا أجيب وانتم تعلمون أنه نور..

لكن لابد لأم المؤمنين أن تعلم المؤمنين.. فأخبرتهم بما شاءت

لكن تأمل أمر مهم.. بماذا أجابت السيدة عائشة؟
أول إجابة من السيدة عائشة كانت البكاء..
ما أجابتهم إلا بالبكاء.. فهو الإجابة
ثم اخبرت عن إحدى تلك العجائب.. فقالت :
( أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي.. فاضطجع بجنبي حتى "مس جلدي جلده" ثم قال: ياعائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك.. قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء.. ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي )

السيدة عائشة لم تنس أن جلد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مس جلدها في تلك الليلة التي أسمتها السيدة عائشة ب(ليلتي)
.. ليلتي.. ليلتي.. هي بالنسبة لها ليلة قدرها.. هذه ليلتي..
لم تنس السيدة عائشة درجة القرب والنعيم في أن تمس جلد الجسد النبوي الطاهر.. قام سيدنا النبي من جنبها وقلبها معلق به صلى الله عليه وسلم.. سيدنا النبي في ساعة من الليل كان قد بلّ أرضية الحجرة الشريفة بدموعه الشريفة..
السيدة عائشة تريد أن تخبر الخلق بشرف حجرتها.. وبأن أرضية حجرتها الشريفة قد سقاها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بدموعه.. وأن تربة حجرتها قد شربت وشربت وشربت كثييرا من أطهر دموع لأخشى وأتقى عبد لله..
من ذلك هي غرفة من غرفات الجنان.. تشربت وتشبعت من دمع طه العدنان..
لو كنت محل السيدة عائشة لما نسيت ولا غفلت بالتأكيد من أن تصلي وتسجد على موضع دموع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. بل وتجمع من دموعه الشريفة.. لكنها فعلت ما هو أكثر

فأي تشريف أن يكون محل سجودها هو محل دموع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!
أي شقاء يكون مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!

في بدر.. كشف سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف لسيدنا سواد.. فاعتنق سواد بطنه الشريف وتعلق به كالطفل يتعلق بأمه.. ثم انكب يقبل بطنه الشريف..
قال سيدنا النبي :" ما حملك على هذا يا سواد ؟ "
قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى.. فأردت أن
يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك..

"اردت ان يمس جلدي جلدك".... "حتى مس جلدي جلده".. كنايات عن شدة التعلق والقرب .. وعن الكلام في النعيم..
فكيف يعتقد من يعتقد بعد ذلك بأن أمه الطاهرة قد تشقى به؟!!
هي لم تمس جلده فحسب.. هي مشوب جلدها بجلده ولحمها بلحمه ودمها بدمه وروحها بروحه واسمها بإسمه..

يتبع بمشيئة الله..






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 08, 2019 9:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
اللهم صل وسلم وبارك علي كامل النور
كامل الذات والصفات
وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كبيرا
تسليما يليق كما تحب وترضي

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 08, 2019 9:48 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

الله ... الله ... الله ...

جميل .. جميل .. جميل

أمداد ... وأمداد ... وأمداد

كل المشاركات تحتاج اقتباس

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أكرمكم الله وأعزكم ولا حرمنا الله منكم.

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 08, 2019 9:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
msobieh كتب:

الله ... الله ... الله ...

جميل .. جميل .. جميل

أمداد ... وأمداد ... وأمداد

كل المشاركات تحتاج اقتباس

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أكرمكم الله وأعزكم ولا حرمنا الله منكم.


جبر الله بخاطركم علي الدوام مولانا الكريم
وجميع الاحباب

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 09, 2019 4:21 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
حتى لا أحرم كتب:

بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله

تسجيل حضور ومتابعة لهذا الكلام المنفوح

بارك الله فيك الفاضل علاء.



بارك الله فيك السيد الفاضل علاء

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 09, 2019 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 17, 2013 2:03 pm
مشاركات: 2761
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا النبي فيض نورك الاول وعلى اله الطيبين الطاهرين
صلاة ترضى عنا بها ونرضى
صلاة تنجينا من كل شر
صلاة تعطينا بها كل خير
صلاة تحشرنا في زمرة خليلك المصطفى
اللهم امين
سيدي علاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم وبعلمكم وبعمركم وصحتكم وعافيتكم
اللهم امين

_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 11, 2019 2:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور ) ٤



"بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج في أظافري"

في عالم ما.. أعطي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قدح فيه لبن فشربه صلى الله عليه وسلم.. أعطاه هو الله.. فلا يملك مخلوق أن يمد يده بالعطاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
يد سيدنا النبي دائما ما كانت العليا.. فاليد العليا أحب الى الله من اليد السفلى..
سقى الله حبيبه اللبن.. واللبن هو العلم
أظهر الله عز وجل فضل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وسقاه ( العلم به ) أمام أهل ذلك العالم.. ثم أظهر ذلك أمام سائر العوالم والأملاك..

سقاية الله لحبيبه في نوره (العلم به) حاصلة منذ القدم منذ قبضت قبضة من نوري.. سقاه الله وأشبعه في نوره المحمدي.. ملأ الله له وعاء نوره منه جل وعلا..
لكن المقصود الآن هو إظهار الله لخلقه أن هذا العبد الأعظم هو الأعلم (بالله وبنوره).. فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مظهرا حقيقة ذلك (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا)

سقى الله حبيبه اللبن..
واللبن كان في قدح..
اللبن كان إبراز ( العلم بالله ورسوله)..  والقدح ؟!
القدح كان القبضة التي أحاطت بالنور ..  والعلم في القبضة
اللبن كان العلم بالله ورسوله..

إذا.. أتي سيدنا النبي بقدح لبن فشربه ثم إن الري خرج من تحت اظافره الشريفة ..
اللبن ( العلم) دخل جوف سيدنا النبي.. وكل ما يخرج من جسد سيدنا النبي يخرج نورا..
فخرج اللبن (العلم) نورا..  نورا ميسرا.. أي علما ميسرا مخففا بالرحمة "فإنما يسرناه بلسانك" .. كل مخرجات الجسد الشريف في كل العوالم هي نور أنَّى تراها ..  خرج ري النور قطرات تقطر من تحت الأظافر الشريفة.. فمن قطرات النور تلك ارتشف الثقلان كل علومهم ومعارفهم.. 

وتنبه أنه من بين اصابعه الشريفه نبع الماء ( الحياة).. فكان من بين أصابعه كل شيء حي..
ومن تحت أظافره الشريفة نبع اللبن (العلم) .. فكان من تحت أظافره لكل شيء علم.. ولكل ظلمة نووور
وكل ذلك (الحياة والعلم) لم يخرج من كف النبي صلى الله عليه وسلم.. كلاهما في يدي حضرة النبي.. وسيدنا النبي في قبضة الله.. والخلق في قبضة سيدنا النبي.. فكله في الكف الشريف..

معناه (من بين أصابعه حياتهم ومن تحت أظافره انوارهم) صلى الله عليه وسلم..

قال تعالى :
(وجعلنا من الماء كل شيء حي)
أي نوع ماء؟ أم هو ذات الماء الذي نبع من بين اصابع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!

والعجيب.. أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن.. والماء بين أصبعين من أصابع سيدنا النبي..   بلا كيف ولا مثال..
والقلب صلاح الجسد.. والماء حياة الجسد..!!
فهل تنبهت ؟!

وحتى يصلح لك حال.. فلا انفصال.. ولا صلاح لقلب بلا سقيا.. ولن يصلح لك قلب حتى يسقيه سيدنا النبي بما نبع من بين أصابعه الشريفة من ماء.. ولن تستنير لك بصيرة حتى يسقيك سيدنا النبي بما يقطر من تحت أظافره من لبن..

سيدنا النبي أوتي العلم بالله ورسوله..
العلم بالله معلوم وتكلم عنه العارفون بالله.. ومعلوم أن رسول الله اعلم الخلق بالله...  لكن العلم برسول الله؟

أول من أعطي العلم برسول الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نورا و روحا وجسدا..

العلم برسول الله هو العلم بنور ونفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو العلم بكينونة نور رسول الله والذي إليه معاده.. ولا منتهى لذلك.. فلا يعرف قدره وحقيقته إلا ربه

ياحبيب رسول الله ..
لما نزل الوحي على جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة.. رجع إلى السيدة خديجة.. وكان يعظمها تعظيما شديدا بل وكثيرا ما كان يناديها ويكلمها بصيغة الجمع مثل (كيف حالكم.. ناولوني.. دثروني.. زملوني).. وكان سيدنا النبي هو كل الأدب.. فلما دخل عليها قال لها (زملوني) ..
وأخبرها الخبر وقال: ((لقد خشيت على نفسي))!!

ماذا خشي صلى الله عليه وسلم ومن ماذا؟
قالوا (خشي أن يكون من أتاه جنيا من الجن!!!)
فهل يعقل ذلك ؟!!
من قال بهذا نظر لبشريته وحسب.. لا للنووور ولا للنبوة
وقال آخرون (خشي أن لا يقدر على أداء الرسالة ولا يقوم بحقها على أتم وجه !!!!)  فهل يليق ذلك بحضرته؟!! 
من قال بذلك فقد ظلم نفسه ظلما كبيييرا..

الخشية هي خوف يشوبه تعظيم وخوف مقرون بإجلال.. والخشية كذلك كراهة..

" لقد خشيت على نفسي "

وأنَّى لابن عبد المطلب أن يخشى مخلوقا؟!!

" لقد خشيت على نفسي "!
لما تجلى الله وقتها على جسد سيدنا النبي بكلامه ووحيه .. ظهر لسيدنا النبي عظمة نفسه القدسية صلى الله عليه وسلم .. أظهر الله في ذلك الوقت لجسده الشريف كم هو عظيم ومعظم ومقدس قدسي .. وأظهر له كم هو عبد رباني.. وكشف الله لجسد حبيبه عن حقيقة وكينونة نوره صلى الله عليه وسلم..

بدت له عظمة "محمد"
فخشي النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه من عظمة نفسه صلى الله عليه وسلم.. أشفق من عظمة نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم..
في تلك اللحظة ظهر له أن الكون كله تحت قدمه صلى الله عليه وسلم..
فرأى الجسد الشريف أنه قد حشي بنور الذات العلية المقدسة

أجلَّ سيدنا رسول الله نفسه وعظم روحه الشريفة بما لا يقدر عليه مخلوق..  فلم يعظم النور المحمدي أحد كما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم..  فلما ظهرت له عظمة نفسه وروحه ونوره : (رأى الله).. وما كان صلى الله عليه وسلم وسلم يرى أمرا ولا خلقا ولا فعلا إلا ويشهد فيه "الله"..
لم يرى سيدنا النبي جبريل ولم يرى الوحي بل رأى من أوحى له ما أوحى.. رأى الله فاشتدت الخشية واشتدت حتى خشي على نفسه.. وكره أن يطلع على حاله مع ربه مخلوق..
خشية النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه لم تكن من جني او من ملك كما يفهم البعض.. خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت ممن خلقه وخلق الجن والملائكة.. من الله..
فبعد أن انكشفت له عظمة نفسه وروحه المحمدية تنزلت عليه الخشية فخشي على نفسه..و رأى الله..فخشي الله..
هكذا تفهم "والله أحق أن تخشاه" .. أي أنت على حق يا حبيبي يا محمد أنا أحق أن تخشاني.. أنت كما أنت وعلى ما أنت.. نعم الله أحق أن تخشاه..

"وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ".. يا سيد اهل التواضع لله يا اكرم عبد.. هل تخفي في نفسك عظمة نفسك المحمدية الطاهرة؟!! تخفيها تواضعا وانكسارا ؟ هل تخفي عن الخلق من أنت عندنا؟! وأنك منا وإلينا؟ تخفي عظمة نفسك والله مبديها ومظهرها؟! تخفي ما حشيت به نفسك وإن الله لمبديها لكل الناس و الأكوان..

لقد خشيت "على" نفسي.. أي لقد تقدمت خشيتي من الله عندي على ما رأيت من نوري ونفسي المحمدية وذاتي المنيرة..
أي : خشيت الله أكثر من خشيتي نفسي
أي : فاقت خشيتي من الله كل شيء..
(وخشيتي فاقت كل شيء)
"على نفسي" اي فوق نفسي واكثر من نفسي

خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت تنقلا من خشية في مقام حضرته الشريفة  ثم خشية واستغرااق في الذات العلية الله..

خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت إستغراااااق
وما أدراك ما استغراق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..

اذا استغرق سيدنا النبي في حضرة الصاحب جل وعلا.. حضرة خليله.. فإنه في ذلك الى أن يشاء الله..
اذا ترك صلى الله عليه وسلم نفسه لذلك الاستغراق فإنه يذهب إلى ربه.. يذهب إلى ربه جسدا وروحا ونفسا.. 

أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي

ولذا كان سيدنا النبي إذا غشيته كثرة الاستغراق وخاض في غمرات الحب والأنس يضرب يده على فخذ السيدة عائشة ويقول : كلميني واشغليني يا حميراء!

"كلميني يا حميراء" وكانه انتقال من عالم الملكوت الى عالم الملك.. إلتفات ونظر.. وكان إذا التفت إلتفت معا جميعا..
"كلميني يا حميراء".. التنزل من الحق إلى الخلق
"كلميني يا حميراء" .. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين
"كلميني يا حميراء".. فلو دام التجلي والاستغراق كان يستهلك الوجود.. «إنه ليغان على قلبي»


وأما "أرحني بها يا بلال" فهو عكس التنزل.. هو التصعد والمعراج من الخلق الى الحق..
ارحني بها يا بلال.  غلبة مقام القبضة والقربة على كل مقام

عموما.. نزل جبريل حصل ما حصل.. إستغرق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الذات المقدسة.. غط جبريل سيدنا النبي..
والغطة = ضمة.. والضمة = حضن
لم تزد ضمة جبريل رسول الله انتباها للخلق.. بل زادته استغراقا للحق..!!  هل جبريل من ضمه؟!

ضمه سيدنا جبريل.. فما ضمة سيدنا جبريل؟
ضمة سيدنا جبريل كانت حضن..  ولكن من يحتضن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة؟ من الفاعل الحقيقي؟ نظر لسيدنا النبي للفاعل لا للسبب المخلوق..

قديما إذ :
" قبضت قبضةمن نوري" .. شعر النور المحمدي بالقبضة ..
الآن نزل جبريل.. فلابد للجسد المحمدي أن يشعر كذلك بالقبضة.. فكانت القبضة في صورة ضمة

ضمة جبريل ما كانت الا امتداد للقبضة الأولى.. والقبضة حضن.. حنان ربنا على سيدنا النبي غير متصور.. ربنا حن على سيدنا بكل ألوان وأطياف الحنان..  حنان وأحضان..  وحضن ربنا لسيدنا النبي وحضن ربنا لنور سيدنا النبي في البداية كان في صورة قبضة " قبضت قبضة من نوري" .. رحمة عظمى في القبضة المقدسة.. فخرج النور من القبضة الإلهية رحمة للعالمين
وما ارسلناك الا رحمة للعالمين..
ثم لما جاء أوان البروز النبوي الشريف.. القبضة كانت ضمة.. حنان وحضن في داخله الجسد الطاهر ..

فهل اتضح لك الآن ولو من وراء حجاب بعض معاني وإشراقات العلم برسول الله؟ .. وأنه صلى الله عليه وسلم هو أول من أوتي العلم بالله و بنفسه صلى الله عليه وسلم؟

عموما سواء ظهر لك ذلك ام لم يظهر.. فلو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم.. كلميني يا حميراء..


يتبع بمشيئة الله...






أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 11, 2019 10:39 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك سيد علاء

علاء كتب:


( قبضة النور ) ٤



"بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج في أظافري"

في عالم ما.. أعطي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قدح فيه لبن فشربه صلى الله عليه وسلم.. أعطاه هو الله.. فلا يملك مخلوق أن يمد يده بالعطاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
يد سيدنا النبي دائما ما كانت العليا.. فاليد العليا أحب الى الله من اليد السفلى..
سقى الله حبيبه اللبن.. واللبن هو العلم
أظهر الله عز وجل فضل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وسقاه ( العلم به ) أمام أهل ذلك العالم.. ثم أظهر ذلك أمام سائر العوالم والأملاك..

سقاية الله لحبيبه في نوره (العلم به) حاصلة منذ القدم منذ قبضت قبضة من نوري.. سقاه الله وأشبعه في نوره المحمدي.. ملأ الله له وعاء نوره منه جل وعلا..
لكن المقصود الآن هو إظهار الله لخلقه أن هذا العبد الأعظم هو الأعلم (بالله وبنوره).. فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مظهرا حقيقة ذلك (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا)

سقى الله حبيبه اللبن..
واللبن كان في قدح..
اللبن كان إبراز ( العلم بالله ورسوله).. والقدح ؟!
القدح كان القبضة التي أحاطت بالنور .. والعلم في القبضة
اللبن كان العلم بالله ورسوله..

إذا.. أتي سيدنا النبي بقدح لبن فشربه ثم إن الري خرج من تحت اظافره الشريفة ..
اللبن ( العلم) دخل جوف سيدنا النبي.. وكل ما يخرج من جسد سيدنا النبي يخرج نورا..
فخرج اللبن (العلم) نورا.. نورا ميسرا.. أي علما ميسرا مخففا بالرحمة "فإنما يسرناه بلسانك" .. كل مخرجات الجسد الشريف في كل العوالم هي نور أنَّى تراها .. خرج ري النور قطرات تقطر من تحت الأظافر الشريفة.. فمن قطرات النور تلك ارتشف الثقلان كل علومهم ومعارفهم..

وتنبه أنه من بين اصابعه الشريفه نبع الماء ( الحياة).. فكان من بين أصابعه كل شيء حي..
ومن تحت أظافره الشريفة نبع اللبن (العلم) .. فكان من تحت أظافره لكل شيء علم.. ولكل ظلمة نووور
وكل ذلك (الحياة والعلم) لم يخرج من كف النبي صلى الله عليه وسلم.. كلاهما في يدي حضرة النبي.. وسيدنا النبي في قبضة الله.. والخلق في قبضة سيدنا النبي.. فكله في الكف الشريف..

معناه (من بين أصابعه حياتهم ومن تحت أظافره انوارهم) صلى الله عليه وسلم..

قال تعالى :
(وجعلنا من الماء كل شيء حي)
أي نوع ماء؟ أم هو ذات الماء الذي نبع من بين اصابع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!

والعجيب.. أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن.. والماء بين أصبعين من أصابع سيدنا النبي.. بلا كيف ولا مثال..
والقلب صلاح الجسد.. والماء حياة الجسد..!!
فهل تنبهت ؟!

وحتى يصلح لك حال.. فلا انفصال.. ولا صلاح لقلب بلا سقيا.. ولن يصلح لك قلب حتى يسقيه سيدنا النبي بما نبع من بين أصابعه الشريفة من ماء.. ولن تستنير لك بصيرة حتى يسقيك سيدنا النبي بما يقطر من تحت أظافره من لبن..

سيدنا النبي أوتي العلم بالله ورسوله..
العلم بالله معلوم وتكلم عنه العارفون بالله.. ومعلوم أن رسول الله اعلم الخلق بالله... لكن العلم برسول الله؟

أول من أعطي العلم برسول الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نورا و روحا وجسدا..

العلم برسول الله هو العلم بنور ونفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو العلم بكينونة نور رسول الله والذي إليه معاده.. ولا منتهى لذلك.. فلا يعرف قدره وحقيقته إلا ربه

ياحبيب رسول الله ..
لما نزل الوحي على جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء لأول مرة.. رجع إلى السيدة خديجة.. وكان يعظمها تعظيما شديدا بل وكثيرا ما كان يناديها ويكلمها بصيغة الجمع مثل (كيف حالكم.. ناولوني.. دثروني.. زملوني).. وكان سيدنا النبي هو كل الأدب.. فلما دخل عليها قال لها (زملوني) ..
وأخبرها الخبر وقال: ((لقد خشيت على نفسي))!!

ماذا خشي صلى الله عليه وسلم ومن ماذا؟
قالوا (خشي أن يكون من أتاه جنيا من الجن!!!)
فهل يعقل ذلك ؟!!
من قال بهذا نظر لبشريته وحسب.. لا للنووور ولا للنبوة
وقال آخرون (خشي أن لا يقدر على أداء الرسالة ولا يقوم بحقها على أتم وجه !!!!) فهل يليق ذلك بحضرته؟!!
من قال بذلك فقد ظلم نفسه ظلما كبيييرا..

الخشية هي خوف يشوبه تعظيم وخوف مقرون بإجلال.. والخشية كذلك كراهة..

" لقد خشيت على نفسي "

وأنَّى لابن عبد المطلب أن يخشى مخلوقا؟!!

" لقد خشيت على نفسي "!
لما تجلى الله وقتها على جسد سيدنا النبي بكلامه ووحيه .. ظهر لسيدنا النبي عظمة نفسه القدسية صلى الله عليه وسلم .. أظهر الله في ذلك الوقت لجسده الشريف كم هو عظيم ومعظم ومقدس قدسي .. وأظهر له كم هو عبد رباني.. وكشف الله لجسد حبيبه عن حقيقة وكينونة نوره صلى الله عليه وسلم..

بدت له عظمة "محمد"
فخشي النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه من عظمة نفسه صلى الله عليه وسلم.. أشفق من عظمة نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم..
في تلك اللحظة ظهر له أن الكون كله تحت قدمه صلى الله عليه وسلم..
فرأى الجسد الشريف أنه قد حشي بنور الذات العلية المقدسة

أجلَّ سيدنا رسول الله نفسه وعظم روحه الشريفة بما لا يقدر عليه مخلوق.. فلم يعظم النور المحمدي أحد كما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلما ظهرت له عظمة نفسه وروحه ونوره : (رأى الله).. وما كان صلى الله عليه وسلم وسلم يرى أمرا ولا خلقا ولا فعلا إلا ويشهد فيه "الله"..
لم يرى سيدنا النبي جبريل ولم يرى الوحي بل رأى من أوحى له ما أوحى.. رأى الله فاشتدت الخشية واشتدت حتى خشي على نفسه.. وكره أن يطلع على حاله مع ربه مخلوق..
خشية النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه لم تكن من جني او من ملك كما يفهم البعض.. خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت ممن خلقه وخلق الجن والملائكة.. من الله..
فبعد أن انكشفت له عظمة نفسه وروحه المحمدية تنزلت عليه الخشية فخشي على نفسه..و رأى الله..فخشي الله..
هكذا تفهم "والله أحق أن تخشاه" .. أي أنت على حق يا حبيبي يا محمد أنا أحق أن تخشاني.. أنت كما أنت وعلى ما أنت.. نعم الله أحق أن تخشاه..

"وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ".. يا سيد اهل التواضع لله يا اكرم عبد.. هل تخفي في نفسك عظمة نفسك المحمدية الطاهرة؟!! تخفيها تواضعا وانكسارا ؟ هل تخفي عن الخلق من أنت عندنا؟! وأنك منا وإلينا؟ تخفي عظمة نفسك والله مبديها ومظهرها؟! تخفي ما حشيت به نفسك وإن الله لمبديها لكل الناس و الأكوان..

لقد خشيت "على" نفسي.. أي لقد تقدمت خشيتي من الله عندي على ما رأيت من نوري ونفسي المحمدية وذاتي المنيرة..
أي : خشيت الله أكثر من خشيتي نفسي
أي : فاقت خشيتي من الله كل شيء..
(وخشيتي فاقت كل شيء)
"على نفسي" اي فوق نفسي واكثر من نفسي

خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت تنقلا من خشية في مقام حضرته الشريفة ثم خشية واستغرااق في الذات العلية الله..

خشية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت إستغراااااق
وما أدراك ما استغراق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..

اذا استغرق سيدنا النبي في حضرة الصاحب جل وعلا.. حضرة خليله.. فإنه في ذلك الى أن يشاء الله..
اذا ترك صلى الله عليه وسلم نفسه لذلك الاستغراق فإنه يذهب إلى ربه.. يذهب إلى ربه جسدا وروحا ونفسا..

أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي

ولذا كان سيدنا النبي إذا غشيته كثرة الاستغراق وخاض في غمرات الحب والأنس يضرب يده على فخذ السيدة عائشة ويقول : كلميني واشغليني يا حميراء!

"كلميني يا حميراء" وكانه انتقال من عالم الملكوت الى عالم الملك.. إلتفات ونظر.. وكان إذا التفت إلتفت معا جميعا..
"كلميني يا حميراء".. التنزل من الحق إلى الخلق
"كلميني يا حميراء" .. وما ارسلناك الا رحمة للعالمين
"كلميني يا حميراء".. فلو دام التجلي والاستغراق كان يستهلك الوجود.. «إنه ليغان على قلبي»


وأما "أرحني بها يا بلال" فهو عكس التنزل.. هو التصعد والمعراج من الخلق الى الحق..
ارحني بها يا بلال. غلبة مقام القبضة والقربة على كل مقام

عموما.. نزل جبريل حصل ما حصل.. إستغرق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الذات المقدسة.. غط جبريل سيدنا النبي..
والغطة = ضمة.. والضمة = حضن
لم تزد ضمة جبريل رسول الله انتباها للخلق.. بل زادته استغراقا للحق..!! هل جبريل من ضمه؟!

ضمه سيدنا جبريل.. فما ضمة سيدنا جبريل؟
ضمة سيدنا جبريل كانت حضن.. ولكن من يحتضن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة؟ من الفاعل الحقيقي؟ نظر لسيدنا النبي للفاعل لا للسبب المخلوق..

قديما إذ :
" قبضت قبضةمن نوري" .. شعر النور المحمدي بالقبضة ..
الآن نزل جبريل.. فلابد للجسد المحمدي أن يشعر كذلك بالقبضة.. فكانت القبضة في صورة ضمة

ضمة جبريل ما كانت الا امتداد للقبضة الأولى.. والقبضة حضن.. حنان ربنا على سيدنا النبي غير متصور.. ربنا حن على سيدنا بكل ألوان وأطياف الحنان.. حنان وأحضان.. وحضن ربنا لسيدنا النبي وحضن ربنا لنور سيدنا النبي في البداية كان في صورة قبضة " قبضت قبضة من نوري" .. رحمة عظمى في القبضة المقدسة.. فخرج النور من القبضة الإلهية رحمة للعالمين
وما ارسلناك الا رحمة للعالمين..
ثم لما جاء أوان البروز النبوي الشريف.. القبضة كانت ضمة.. حنان وحضن في داخله الجسد الطاهر ..

فهل اتضح لك الآن ولو من وراء حجاب بعض معاني وإشراقات العلم برسول الله؟ .. وأنه صلى الله عليه وسلم هو أول من أوتي العلم بالله و بنفسه صلى الله عليه وسلم؟

عموما سواء ظهر لك ذلك ام لم يظهر.. فلو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم.. كلميني يا حميراء..


يتبع بمشيئة الله...

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 15, 2019 11:13 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور) ٥


يا رسول الله..
والله إنك لأحب إلي من نفسي..
وإنك أحب إلي من أهلي..
وأحب إلي من ولدي..
وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك..
وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ويسمع..

سكت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فسكوته جواب وبيان.. ليس سكوته عن عدم علم.. لكن سكوته صلى الله عليه وسلم فيه تأمل عظيم.. وسكوت لإعطاء الهدية والجائزة له ولمن كان له مثل حاله في سائر الأمة..
رأى سيدنا النبي في الصحابي حال أمة بكاملها لن تصبر على بعده طويلا حتى تأتي وتنظر إليه..
وأنزل الله على لسان حبيبه الجائزة الكبرى لأهل الحب :
( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ..)

كل تلك الكرامة والكرم الإلهي بسبب أن رجل دخل على سيدنا النبي وعبر له عن اشتياقه وحبه.. ووددنا والله لو كنا مع صاحب رسول الله إذ دخل على حضرته الشريفة..
ونحن رافعي الأيدي وارواحنا تقول من وراء صاحب سيدنا النبي : يا رسول الله يا رسول الله ونحن كذلك ونحن كذلك

يا صاحب رسول الله.. أريد أن اقول هذا ليس حالك أنت فقط.. هذا حال كل الكون.. حتى قبل ظهور الجسد النبوي الشريف

انتظر الخلق كثيرا.. وصبروا صبرا جلدا حتى يخرج لهم الرحمن حبيبه ومختاره..
كرامة لصبر اهل العلو من الملأ.. أظهر لهم رب العالمين مراده.. وأدب سبحانه البشرية جمعاء بعد ذلك بما أدب به الأكابر من أهل الملأ والسرادقات والحجب.. فقال سبحانه للثقلين :
((ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم)) .. ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

ظهر النبي صلى الله عليه وسلم.. وبايعت كل الأكوان وصافحت

يا حبيبي.. لو بايعت على الكف الطاهر كف سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقد بايعت الله.. يد الله فوق يدك..

فبايع ولو أن تبايع بيد روحك..

يا حبيبي.. لو صافحت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقد صافحت الله عز وجل.. يا حبيبي لو قبلت يده الشريفة فكأنما قبلت يمين الله في ارضه وأكثر وأكثر وأكثر..
إذا كان الحجر الاسود قيل فيه :
(الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبَّله فكأنما صافح الله وقبَّل يمينه).. فما الظن بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟! وما الحجر الأسود إلا حجر أسعد بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لم يحظى الحجر الأسود بمكانة عظيمة بوجوده في الكعبة بقدر ما حظي بتلك المكانة بأن قبله ومسه حبيب الله صلى الله عليه وسلم..
ما الحجر الاسود إلا قبلة قبلها إياه رسول الله بفمه الشريف (ولولا أني رأيت رسول الله يُقَبِّلُكَ ماقبلتك)..
ليس كلام سيدنا عمر عن التوحيد والشرك والضر والنفع من دون الله.. فالصحابة كلها تعلم ذلك.. سيدنا عمر يريد ان يقول أن الحكاية كلها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. الحكاية كلها حبيبه.. سيدنا عمر يقصد حبيبنا قَبِّل الحجر فقبلناه.. واستلمه فاستلمناه.. طاف فطفنا.. منعنا عن عبادة وتعظيم أحجار لكن علمنا أن نعظم ونقبل ونستلم أحجارا أخرى.. حبيبنا هو كل الحكاية..
سيدنا عمر لم يقل أنت للحجر الاسود ( انت حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنك في الكعبة ما قبلتك)
ولم يقل ( لولا انك من احجار الجنة ما قبلتك)
بل قال ( لولا ان رسول الله قبلك ما قبلتك)
سيدنا عمر لسان حاله يقول أن سيدنا النبي اهم عندي من الحجر الأسود.. أنت حجر لا تضر ولا تنفع لكن رسول الله ينفع.. فلما قَبِّلك رسول الله يا حجر صرت تنفع فقبلناك يا حجر..
سيدنا عمر يفهم الأمة ان قبلة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تنفع..
سيدنا عمر يعلم الأمة ان موضع فم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينفع وينفع وينفع..
سيدنا عمر يقصد أن الحجر لم يكن ينفع قبل قبلة النبي صلى الله عليه وسلم.. لكن بعد أن رأى سيدنا عمر سيدنا النبي يقبله علم أنه الآن ينفع.. فقَبِّله..
كنت حجر لا تضر ولا تنفع.. لكن الآن تغير الوضع.. الآن رأيت رسول الله يقبلك فقبلتك.. هذا لسان أهل الحب.. يبحث سيدنا عمر عن موضع قبلة وفم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر..

إفهم خطاب الروح الفاروقية..
خطاب سيدنا الفاروق الروحي هو خطاب البحث عن النظرة إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
الفاروق يقول ( ولولا أني رأيت رسول الله) .
( ولولا أني رأيت رسول الله)
( ولولا أني رأيت رسول الله)

كل الحكاية هي أني رأيت نور الله..
فلسان الحال :
لولا أني رأيت رسول الله لما كنت فاروقا ولما كنت عمر..
لولا اني رأيت رسول الله لما كنت أول من يستلم كتابه بيمينه
لولا أني رأيت رسول الله لما وصلت لحال أوشكت فيه من الوصول لحال الأنبياء.. بنظري إليه كنت لأكون نبيا لو كان للأنبياء بقية من بعده..
لولا اني رأيت رسول الله لما كنت كأنبياء بني اسرائيل.. فعالم الأمة المحمدية كأنبياء بني اسرائيل.. بنظري الى رسول الله أنا فاروق الأمة وأنا عالم الأمة..
الفاروق يقصد ( انا برسول الله يا أمة رسول الله)

يا حبيب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
بنور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان الحجر الاسود..

يا حبيبي.. لو صافحت النبي صلى الله عليه وسلم او سلمت عليه لغفر الله لك ذنوبك ما تقدم منها وما تأخر قبل ان تفارق حضرته الشريفة.. ولتساقطت تلك الذنوب كما يتساقط ورق الشجر واكثر واكثر واكثر..
إن تعجبت لذلك.. اقول لك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) (وإن المسلم إذا صافح أخاه، تحاتت خطاياهما, كما يتحات ورق الشجر).. وقال :
(ما من عبدين متحابين في الله، يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر)

فإذا كانت هذه المزايا والخصائص لها فاعلية مع سائر العباد.. فكيف هو الحال مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!!

بايع الصحابة كف الحبيب صلى الله عليه وسلم..
وما بايعوا كفه الشريف وإلا وهم قد بايعوا نوره الشريف من قبلها .. هم بايعوا القبضة قبل أن يبايعوا الكف ..
بايعوا قبضة النور ..
فلا تنسى أن في وصف بيعة الاكابر لسيدنا النبي صلى الله عليه وصف ( يد الله فوق ايديهم) .. اي البيعة بيعة للقبضة النورانية.. بيعة لقبضة النور.. قبضة النور فوق أيديهم..
مبايعة قبضة النور التي بايعها الأنبياء والملائكة..

بايع أنبياء الله على قبضة النور.. وقالوا نبايع ونؤمن وننصر
(لتؤمنن به ولتنصرنه.. قالوا اقررنا ونشهد على ذلك)
يشهدوا على ماذا؟!
يشهدوا على الشهود الذي شهدوه و شاهدوه؟
يشهدوا أنه النور الأول وأنه ما في القبضة؟
بماذا تشهد الأنبياء؟ وماذا تقول في الشهادة؟
نشهد أنك حبيب الله؟ أنك رسول الله؟
لما كان الانبياء يكلمون أو ينادون سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون : ( يا رسول الله)

هذا هو العهد النوراني الأول.. ثم انبثقت كل العهود من هذا العهد الأول.. هذا العهد القديم الحق..

رأى انبياء الله نور الله.. قالوا ( أقررنا)..

وتعلمت ارواح الصحابة الادب والطريق من ارواح الانبياء.. فكل صحابي كان على قدم نبي.. فبايعوا على الإيمان والنصرة والشهادة كما بايع انبياء الله..
فعلى هذه البيعة كان الانبياء انبياء وكانت الصحابة صحابة

لتبايع قبضة النور لابد أن تعلم أن أصل خلقتك وخلقك ومن حولك وحواليك مرده إلى هذا النور ..
لابد أن تعلم أن الأصل واحد.. ولا تتعدد الأصول كما قالوا.. كلا والله.. ما كان إلا نورا واحدا...
وكما أن الحق سبحانه واحد.. فإنه سبحانه خلق الأصل واحد

لتبايع قبضة النور لابد من تسليم ذاتك المظلمة لنور الله الأعظم
بيعة لقبضة النور المحمدية..لكن تسليم كامل بالجسد والروح ( وسلموا تسليما)... (ويسلموا تسليما)

نحن اليوم نبايع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على كل ما بايعه عليه الأكابر.. ونبايعه على الأدب.. كل الادب

لما قدم عروة بن مسعود على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبة ورأى احوال الصحابة مع حضرته الشريفة..
خرج.. ووصف.. وتكلم.. لا يمكن ان يسكت..
لكنه دون أن يدري لم يصف حال الصحابة فحسب.. بل وصف أحوال الملائكة والافلاك وكل العوالم العلوية مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
ماذا قال؟
قال ما معناه ما رأيت ملكا يعظمه احد كما يحصل من تعظيم لمحمد.. اذا أمرهم ابتدروا أمره..

لو صعدت لترى احوال اهل السماء مع النور المحمدي ما استطعت ان تصف بأكثر من ذلك... في السماء يعظمونه كأشد ما يكون.. تعظيم الخدم لملوكها.. تعظيم السجود للنور المحمدي في غرة آدم..
وصف عروة بن مسعود حال الدنيا والاملاك والافلاك مع نبي الله دون ان يدري.. ووصف حال من سيقدم من اولياء هذه الأمة مع نبيهم ..

وقد اختصم الملأ الاعلى يوما في النور المحمدي أيهم اولى به؟

ما في السماء من نفر من الملائكة إلا ويظنون أنهم أولى برسول الله من سواهم.. وأنهم أحبهم إليه..
فإن قال قائل : لكن الله حدد فيم يختصمون.. يختصمون في:
(فِي الكَفَّارَاتِ وَالجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الكَلاَمِ وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ)

أقول له : إقرأ ما أجبتني به جيدا وتأمل.. هل تلك إلا صفات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
صفات من ؟! أفعال من تلك التي ذكرتها؟! وما هي الذات المحملة بتلك الصفات والأفعال أصالة؟!
كلها صفات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. اختصموا في افعال وصفات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. فكيف لا يختصمون في الذات؟ كيف لا تختصم الملائكة ايهم اولى بحامل تلك الصفات.. كيف لا يختصمون في النووور ايهم أولى به؟!

واذا كان الملأ الاعلى والامة كلها اختصمت فرقا وجماعات ايهم اولى برسول الله ونور رسول الله وروح رسول الله وجسد رسول الله ..فمن غير أمه اولى به قبل الجميع؟!
من أشد حبا له من أمه السيدة آمنة؟! ..

اختصمت فيه الاعراق والاصحاب.. اختصم فيه رجال الله..

اختصمت فيه الانصار والمهاجرين وبني هاشم ..

جلس الأنصار والمهاجرين وبني هاشم يوما في المسجد النبوي الشريف .. فاختصموا في سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أيهم أولى به وأحب إليه؟!

قال الانصار : نحن معشر الأنصار.. آمنا به واتبعناه وقاتلنا معه ونحن كتيبته في نحر عدوه.. فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه ..

فقال المهاجرون : نحن الذين هاجرنا مع الله ورسوله.. وفارقنا العشائر والأهلين والأموال.. وقد حضرنا ما حضرتم.. وشهدنا ما شهدتم.. فنحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه ..

فقال بني هاشم : نحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم - قد حضرنا الذي حضرتم.. وشهدنا الذي شهدتم.. فنحن أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه ..

فخرج عليهم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل عليهم فقال :
" إنكم لتقولن شيئا "!!

فكرروا كلامهم..

فقال حضرته للأنصار : " صدقتم.. من يرد هذا عليكم ؟!! " .

وقال حضرته عن المهاجرين : " صدقوا وبروا.. من يرد هذا عليهم ؟! " .

وقال حضرته عن بني هاشم : " صدقوا وبروا.. من يرد هذا عليهم ؟! "

ثم قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :
ألا أقضي بينكم ؟
قالوا : بلى بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله

قال : " أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم " ..
فقالوا : الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة ..

" وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم " ..
فقالوا : الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة .

" وأما أنتم بنو هاشم فأنتم مني وإلي " ..

قالوا : فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم...



يتبع بمشيئة الله..




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 20, 2019 7:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور ) ٦

(( وفي أنفسكم افلا تبصرون ))؟؟؟

ذكر العلماء واهل التفسير واهل الاعجاز العلمي والطب وعلوم الاعضاء ووظائف الاعضاء واهل الرياضات والتريض الروحي الكثير والكثير في تفسير هذه الآية الكريمة.. وذهلوا عن النور المحمدي المستودع في النفوس والذوات..

في انفسكم النور المحمدي.. أفلا تبصرونه؟

واعلموا أن فيكم رسول الله.. فيكم فيكم.. افلا تبصرون؟!

أنظروا.. ثم ابصروا ..نوره فيكم.. أم وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ؟!!

وفي أنفسكم.. أفلا تبصرون ؟!

ألا تبصرون سريان النور المحمدي في أنفسكم؟!
إن لم تبصر نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسري في ذاتك وعروقك ولحمك وخلاياك وروحك.. فإن الشيطان حتما سيجري في عروقك مجرى الدم!!

قال الحبيب صلي الله عليه وسلم :
( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

إذا اعلم أن :
نور سيدنا النبي يسري..
نار غواية ابليس تجري..

يس يسري.. "يس" يسريييي

فانظر أيهما تختار لنفسك..

يسري أو يجري؟

اعلموا ان فيكم رسول الله.. علمت؟ ما هي مرتبة علمك؟
هل علمك بنوره الموحود بداخلك هو علم يقين؟
هل هو بمرتبة عين يقين؟
هل هو بمرتبة حق يقين؟

( إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم)

إن هذا؟ من هو هذا؟!! من هو حق اليقين هذا؟!!!
من هو هذا الذي حين تراه يجب عليك أن تسبح باسم ربك العظيم؟!!
من هو هذا المشار إليه دائما من الحضرة العلية المقدسة؟

حق اليقين هذا الذي قيل له و فيه ( إن الذين يبايعونك انما يبايعون الله ) و (وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى)

فما مرتبة سريان النور المطهر فيك؟ ثم ما حقيقة علمك بذلك فلكل قول حقيقة؟

اهل البيت والصحابة اختلطت كل ذراتهم بنور سيد الوجود صلى الله عليه وسلم.. حتى أن أحدهم يبكي ويضحك بالنبي صلى الله عليه وسلم.. حتى أن أم الأمم أم اهل البيت بكت فيه وضحكت فيه.. وانه هو اضحك وابكى..
بل كانوا يصلون عليه بالدموع.. لم يكن الصحابة أقل إعجازا من الجبال الرواسي ولا السماء بلا عمد.. كانوا اعجازا ربانيا لكل الخلق في حبهم لنور الله الاعظم..

كانت دموع الصحابه تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم..
بل وما يزال بعض عشاق وطلاب الحضرة النبوية الشريفة يصلون عليه بالدموع قبل الألسنة ..فإذا صلت العين على النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه الدمع وانهمر.. وإذا صلى الدمع صلى الخد .. وكل الكون مسبح في مسبح ومصلي في مصلي.. وإن من شيء إلا ..... ولكن لا تفقهون..
وإذا صلى القلب على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل الحضرة القدسية في الصلاة على خير البرية
حضرة إن الله و....

وصلاة القلب ماهي إلا إشراقة من أنوار الصلوات .. فهناك من يصلي بروحه وهناك من يصلي بكل لطيفة في جسده.. وهناك من يصلي بالسر وأخفى..

يصلون بكل لطيفة.. فعلت لطائفهم وتربت وتقدست.. فقدس الله سرهم

وكيف يصلي المؤمن باللطائف وما هي؟

اللطائف جمع لطيفة..

الله عزوجل أودع الكنوز والجواهر في جسم الإنسان.. هي تلك اللطائف.. أودعها سرا بينه وبين عبده.. وهي مرتبطة مباشرة بالعرش المعلا المقدس.. حبال نورانية متصلة اتصال مباشر بالعرش وكأن تلك الللطائف معلقة من حبل نوراني متدلي من العرش المعلا ومعلقة في جسد الانسان.. ثم كل الالهامات والفيوضات والخطابات الربانية للعبد الصالح تنتقل بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم من عند العرش الى تلك اللطائف..

مثلا لطيفة القلب ولطيفة الروح ولطيفة السر ولطيفة النفس ولطيفة الخفي ولطيفة الاخفى واللطيفة القالبية..
وكل المقصود من الذكر والحضور بشدة هو أن تكون تلك اللطائف حاضرة مع الله تتعبده عز وجل على الدوام.. وأما الجسد فهو مجرد مكينة لتصدير الأفعال والأعمال..

والافعال والاعمال الصالحة والذكر الجهري والخفي يسخنوا تلك اللطائف.. يعملوا لها مثل عملية تسخين وتفعيل..

فاذا اشتغلت اللطيفة.. انفعل لها الجسد.. فلا تنظر العين للحرام.. ولا تسمع الأذن للحرام.. ولا يأكل الفم الحرام.. ولا ينفعل فرج بهمة لمعصية.. ولا تسير القدم للحرام.. ولا يجد القلب كبرا ولا غرورا ولا حسدا ولا غلا ولا يشهد الانسان نفسه في شيء..
فذاك المقصود من إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله.. ليس المقصود قطعة اللحم بذاتها.. وانما اللطيفة التي بها.. والحبيب صلى الله عليه وسلم ذكر القلب للتقريب والتفهيم..
ثم لما يشعر الإنسان بتلك اللطائف الغير محسوسة.. يجد حلاوة الايمان.. يذوق طعم الايمان.. يجد بشاشة الايمان التي تخالط القلوب.. ثم يكون في مراتب الاحسان من ترقي الى ترقي..
فتلك اللطائف لها مواضع محددة في جسم الانسان..
لطيفة القلب عند القلب.. ولطيفة الروح عن يمين الصدر.. ولطيفة السر بينهما في منتصف الصدر.. ولطيفة النفس عند السرة.. ولطيفة الخفي في الجبهة.. ولطيفة الأخفى في أعالي منتصف الرأس.. واللطيفة القالبية وهي في سائر الجسد..

هذه اللطائف التي لا ندرك كنهها.. مخلوقة من نور النبي صلى الله عليه وسلم.. كل ما في جسدك من لطائف هي من نور النور

هي امتداد لنور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. الواسطة يا موسوط

لذلك فسيدنا النبي الواسطة بينك وبين ما يتنزل من العرش.. المعلا.. اللطائف المعلقة من نوره.. والعرش من نوره.. وانت من نوره.. فماذا لك؟

اذا فهمت ذلك.. اشرقت في روحك بعض من معاني :
(واعلموا أن فيكم رسول الله)
وبعض معاني ( وما كان ليعذبهم وانت فيهم)

اعلموا ان فيكم رسول الله..
نعم فيك من نور رسول الله.. فيمكن أن يصلي الانسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك اللطائف الخفية في جسده.. واللطائف كما ذكرنا هي من نور رسول الله او قل هي نوره ..
فيصلي الانسان باللطيفة على رسول الله أي يصلي الانسان بنور النبي على النبي صلى الله عليه وسلم..
فعلى هذا كان تفاوت رتب ودرجات الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. فهل صلاتك وصلاتي عليه كصلاة سيدنا أبي بكر الصديق مثلا؟!!!
تخرح مني الصلاة وتخرج منه الصلاة فتكونان سواء؟!

فهكذا مثلا كانت تتوقد أنوار الشوق المحرقة في كبد ابي بكر الصديق.. صلوات روحية عرشية صديقية ..
واسأل نفسك.. هل توقفت مثلا صلوات وتسليمات سيدنا أبي بكر الصديق على سيدنا النبي بعد وفاة الصديق؟! لذلك قلت لك صلوات روحية عرشية صديقية..

فإذا التفت الانسان إلتفاته حقيقية صادقة الى موضع لطيفة القلب او لطيفة السر او لطيفة الروح او أي لطيفة في جسده.. فإنه يجد النبي صلى الله عليه وسلم حاضرا عليها.. حاضرا على لطيفته..
فيغمض عين جسده ولا يمدنها الى الدنيا بكل ما فيها.. ويتوجه لموضع تلك اللطيفة المرادة حسب ما ذكرنا موضعها.. ثم يشرع بالصلاة والسلام على رسول الله في ذلك الموضع ويطيل ويديم البحث عن نور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع وتلك اللطيفة.. حتى يجده.. وسيجده.. وهو حاضر لا يغيب.. بل نحن من يغيب.
نحن نغيب.. ولا نداوم.. وكما قال طه : "لو تداومون على ما تكونون عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات"
فتلك مرتبة.. بل وهناك مراتب اعظم وأعظم لو تداومون على العكوف على نور حضرته في كل لطيفة "لصافحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المساجد والطرقات والبيوتات"

وهكذا حتى يصير المؤمن إلى مرحلة يصلي فيها على حضرة النبي بكل لطائفه في آن واحد.. وربما يحصل وقتها المقصود.. ويأتي البشير بقميص يوسف.. وتتحقق بالصحبة الشريفة يقظة عيانا بيانا.. ولما لا.. فضل ربنا واااسع.. لا حرج

واذا صلى المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بأغلى ما يملك ( روحه عقله قلبه جوارحه لسانه سره جهره) تشبع بأنوار الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتفجر الري من بين لحمه وعظمه ومشاشه وحتى يخرج الري من تحت أظافره.. فيكون ( كائن نوراني).. اي بشر لا كالبشر.. بشر ملائكي

وليس المقصود من كل ذلك ان تكون نوراني او ملائكي او عندك انوار واشراقات.. إنما القصد أن يكون عندك انوار وقربات مخصوصة بخدمة وتعظيم الذات المحمدية تطيق بها المزيد من محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. فأنت صدقا لا تستطيع أن تحبه بدون نوره.. القصد ان تقربك أنواره لأن تحبه (لذاته) صلى الله عليه وسلم.. ثم يرقيك هذا النور المحمدي الأمجد إلى انه تحبه صلى الله عليه وسلم (لحب الله) ..
"أحبوني لحب الله".. فلا تفرق بين محبة الله ونوره..بالحقيقة والتذوق والعرفان لا بالكلام والسطور والادلة.. وتخرج من نفسك ومن الأدلة ومن الشيطان إلى ما عند الله ورسوله وصدق الله ورسوله.

واذا اشتغلت كل وقتك بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.. فقال سيدنا النبي بأنه ستكفى همك و سيغفر ذنبك..

فما الفائدة العظيمة من أن تكفى همك ويغفر ذنبك غير ما هو متعارف عليه؟!
هذا يقربك من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. اي أنك من المفترض إذا كفيت همومك فإنه لا شيء يشغلك عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا يجب أن يشغلك شيء عن حضرته فأنت غير معذور.. انت الآن لست على قدم المخلفين والمنافقين الذين يستأذنون النبي يريدون فرارا !
أنت الآن على قدم اهل المدينة.. والذي يطلبه الله منهم وينبغي لهم( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه)

وأما الفائدة المرجوة من غفران الذنوب في علاقتك بالنور المحمدي هي أن الذنوب الآن لا تحجبك من الوقوف على الاعتاب فقد غفرها الله لك بأن جعلت كل صلاتك صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فانت الآن في غالب احوالك بلا هم وبلا ذنب.. على الباب

فما الذي يمنعك عن النبي صلى الله عليه وسلم؟!!
ومن هنا قف متأدبا.. يربيك النبي صلى الله عليه وسلم
ومن هنا قال اهل الله أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان خاصة تربي المريد وتقوم مقام الشيخ..

بل واقولها بملئ قلبي وجوارحي.. الصلاة والسلام علي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اعظم وارفع حتى من الشيخ.. فالشيخ الحقيقي اصلا هو من صار شيخا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومن ذا الذي يتجرا فيقول بأن الشيخ أهم من الصلاة والسلام على رسول الله؟!

الله وملائكته يصلون على النبي.. ولأن أكون مع الله وملائكته في معية صلواتهم خير من الدنيا ومافيها.. ثم اذا رزقك الله بشيخ من أهله سبحانه فله الحمد والشكر في ذا وذاك.. وإن لم يرزقك شيخا فصلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله.. يا سيد الخلق راج مد راحته.. يا أعظم الخلق راج مد راحته..
ياسيد الرسل راج مد راحته.. فاعطف عليه وهب للقلب راحته و هب له نظرة تشفى جراحته ياخير من يمم العافون ساحته .. الساحة المحمدية..

فمن هنا ايضا قال اهل الله أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان خاصة تربي المريد وتقوم مقام الشيخ..

فاشتغالك بالصلاة والسلام على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا كثيرا .. يرزقك (تفرغ) .. تفرغ من الهم والغم والذنب إلى الشغل والاشتغال بالنور.. فإذا تفرغت من الهم والذنب والدنيا كانت لك فرصة الخدمة لحبيب الله صلى الله عليه وسلم..

هذا التفرغ يساعدك على الاستغراااق قي الأنوار المحمدية.. .. استغراق و غرق في النور المحمدي.. وفرق بين الجذب والاستغراق..

يا رسول الله... كم اجعل لك من صلاتي ؟
اجعل لك صلاتي كلها؟.... هذا ( تفرغ)
اترك كل اذكاري وكل اورادي وكل ما تميل له نفسي من اوراد واتفرغ فقط للصلاة عليك.. اترك الدعاء حتى لنفسي واتفرغ فقط للصلاة والسلام عليك..

فكما تركت كل شيء وتفرغت له للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.. فإنك سترزق التفرغ للإستغراق في انوار حضرته الشريفة..

وها هم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها قد جربوا ذلك فوجدوه البلسم والترياق.. إسأل مجرب ولا تسأل طبيب.. المجرب سيدلك على الطبيب حقا صلى الله عليه وسلم..

ثم احضر في صلواتك وتسليماتك.. فليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها.. والعقل في القلب كما اخبر الامام علي.. فالعبد له من النور في صلواته واذكاره ما حضر قلبه فيه.. الكلام عن أن يعقل (اي بقلبه)
وهم درجات.. فمن الدرجات أن يحضر العبد في لفظ الذكر والصلوات فيفهمها ويتدبر معانيها فيكون حاضرا مع الذكر والفاظ الصلاة.. ومنها ما هو اعظم.. بأن يكون حاضرا مع المذكور ذاته..
فعبد حضر مع اذكار صلاته وعقل ما فيها من التسابيح والاذكار والآيات فهذا على خير.. لكن عبدا حضر مع الله.. مع المذكور ذاته سبحانه فهذا شان أعظم.. هذا في حضرة بذل الصلاة لله..

ومن ذلك ايضا حضرة الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم
فمن حضر مع ألفاظ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بما فيها من إشارات وشمائل فهذا خير عظيم وشرف فخم..
ولكن من حضر مع المذكور أي من حضر مع ذاته ونوره صلى الله عليه وسلم حتى انشغل وغاب بها عن كل شيء حتى ألفاظ الصلاة وألفاظ الذكر فغاب في بحور انوار الذات المحمدية فهذا اعظم واعظم.. إذ خلص إلى المطلوب وهو القربة من الذات لا الاسماء والصفات .. ثم دنى فتدلى.. ومعلوم أن الذات أقرب وادنى من الأسماء والصفات.. فمن صلى على نور الذات المحمدية ليس كمن صلى على الاسماء والصفات المحمدية الشريفة..كله إلى خير.. لكن هم درجات عند الله وعند رسوله.. غريق نور الذات اقرب واقرب واقرب.. ومن صحب الذات المحمدية ليس كمن صحب اسماء وصفات الذات المحمدية الشريفة.. وكله إلى خير..

لو حضر الناس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.. فهم درجات عنده صلى الله عليه وسلم.. فما بين منشغل بأوصافه وما بين منشغل بجماله وما بين منشغل بجلاله وما بين منشغل بكلامه وما بين منشغل بسمته.. ولكن قليل من الناس منشغل بذاته الشريفة حتى كأنه يرى الله رأي العين.. كلهم في حضرته الشريفة وكلهم إلى خير وهو صلى الله عليه وسلم كريم لا يشعر أحدا بأن أحدا في المجلس اقرب اليه منه..
(( لا يطوي عن أحد بشره، ولا خلقه، يتفقد أصحابه، ويعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه)) فتلك أوصافه صلى الله عليه وسلم في كل العوالم الروحية او الجسدية او البرزخية او السماوية.. وتلك اوصافه صلى الله عليه وسلم مع كل من حضره وجلس في مجلسه وصحبه بالروح كان او بالجسد.. واليوم من يرى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لن يستطيع أن يصفه في مجلسه بأكثر من ذلك.. سيقول لك (لم يهتم رسول الله إلا بي وكان يكثر التبسم و النظر إلي وما أحسب أنه يحب في المجلس احدا اكثر مني)..

فمن ذلك خرج الاولياء والمشايخ فتحدثوا بما رأوا من حفاوة طه بهم ومحبته لهم فتكلموا بلسان حال تلك الحفاوة..
ثم نطق كل مريد بلسان حال شيخه.. فكل مريد يتحدث بإنعام نبي الله على شيخه فيقول (شيخي هو باب حضرة النبي وشيخي هو بواب مدينة العلم وشيخي هو الغوث القطب الجامع)..
ووالله ليس الامر كذلك وليس شيخه كذلك كما يعتقد دونا عن المشايخ .. ولكنه لطف الحبيب صلى الله عليه وسلم بشيخه وبغير شيخه من جلسائه ( فلا يحسب أحد منهم أن أحدا أكرم عليه منه) .. مع ملاحظة نورانية ان تعتقد بشيخك احسن واعظم اعتقاد ولكن دون ان تحدث به غيرك وبدون ان تلزم به غيرك.. فإن تحدثت به إلينا فقد ألزمتنا بأن نخبرك بحقيقة أن شيخك ليس كذلك.. وأن شيخك في هذا الزمان ليس بمنزلة الصديق ابي بكر في ذاك الزمان.. فهيهات هيهات هيهات.. شيخك هو بابك انت لحضرة النبي.. وليس باب جميع الناس لحضرة النبي.. بابك انت فقط.. وليس باب حضرة النبي هكذا بالاطلاق.. فالكلام بحضرة الإطلاق يحتاج لتمكن في الاطلاع والمشاهدة والسماع.. وأنت لست كذلك.. كما أن شيخك لم يدع أنه الباب المطلق الجامع لحضرة النبي.. فإن ادعاه "مرة" فربما هي احوال تمكنت منه فالزم الأدب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إجعل رسول الله كلك.. يكفيك همك..
إجعل سيدنا النبي هو كلك... هو دينك.. هو ملتك

اليوم القابض على دينه كالقابض على جمرة.. لكن إن أنت جعلت سيدنا النبي هو دينك.. فالجمرة في أقل الاحوال ستكون بردا وسلاما.. (جمرة بردا وسلاما على فلان)

بل لو جعلت كلك سيدنا النبي.. ودينك سيدنا النبي.. وفرحك ودمعك هو سيدنا النبي.. ستكون في تمسكك بدينك كالقابض على نور..

نورهم يسعى.. صلى الله عليه وسلم

يتبع بمشيئة الله..




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 80 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط