حيث كان العالم على مشارف ما يعرف بعصر النهضة وما صاحبه من متغيرات في كافة مناحي الحياة الإنسانية.
وقد يظهر من ذلك عند مقارنته بما هو حاصل الآن بعضاً مما طرأ من متغيرات على الشخصية المصرية.
قال ابن ظهيرة في "الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة" :
- حسن فهم المصريين في العلوم الشرعية وغيرها من سائر العلوم وسرعة تصورهم واقتدارهم على الفصاحة بطابعهم وعذوبة ألفاظهم ولطافة شمائلهم وحسن وسائلهم أمر محسوس غير متكرر ، تشهد لهم بذلك الناس ، حتى إن كل من عرفهم وخالطهم اكتسب فصاحتهم ، واختلس من لطافتهم.
- حسن أصواتهم ، وندائهم ، وطيب نغماتها وشجاها ، وطول أنفسهم وعلاها أي ارتفاعها فمؤذنوهم إليهم الغاية في الطيب ، ووعاظهم ومغنوهم إليهم المنتهى في الإجادة والتطريب.
- حلاوة لسانهم ، وكثرة مودتهم للناس ومحبتهم للغرباء ، ولين كلامهم ، والإحسان إليهم ومساعدتهم على قضاء حوائجهم ورد مظالمهم ، ونصرهم على من ظلمهم بحسب استطاعتهم وقوة عصبيتهم.
- عدم اعتراضهم على الناس ، فلا ينكرون عليهم ، ولا يحسدونهم ، ولا يدافعونهم ، بل يسلمون لكل أحد على حاله : العالم مشغول بعلمه ، والعابد بعبادته ، والعاصي بمعصيته ، وكل ذي صنعة بصنعته ولا يلتفت أحد إلى أحد.
نساؤها أرق نساء الدنيا طبعاً وأحلاهن صورة ومنطقاً ، وأحسنهن شمائل ، وأجملهن ذاتاً ، وخصوصاً المولدات منهن ، وهي من يكون أبوها تركياً وأمها مصرية أو بالمقابل.