3- فشل هذه الدولة وضعفها عن حماية ممتلكاتها وأرضها ورعايها من أعداء الأمة حتى تعد الأمر إلى التهديد المباشر والفعلي بضياع مركز الدولة وسقوطه في يد الصليبيين بعد ضياع واحتلال مساحات شاسعة من الدولة من قبل الصليبيين.
كانت الحملات الصليبية على بلاد الشام الواقعة تحت حكم الدولة العبيدية من أوائل الإشارات والعلامات على نهاية هذه الدولة واستنفاذها مقومات الوجود.
فقد فشلت الدولة قبل هذا في الحفاظ على ممتلكاتها في المغرب الأقصى واستقلت هذه الولايات عن مركز الدولة في مصر.
ولكن كانت الدولة متماسكة نوعاً ما ولم يكن ثمة خطر ما يهدد وجودها ذاته إلى أن عصفت بها الحملات الصليبية فأظهرت عجز الدولة عن المواجهة وحماية رعاياها.
فاجتاحت جحافل الغزاة الصليبيين بلاد الشام وسقطت بلدانه في أيديهم الواحدة تلو الأخرى ووقع رعايا الدولة بين قتيل وأسير ومشرد مطارد فسالت الدماء وانتهكت الأعراض فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم تتابعت الهزائم على جيوش الدولة حتى وصل التهديد لمركز الدولة في مصر ولم يمنعهم عنها إلا تدخل السلطان الشهيد نور الدين محمود بجيوشه كما سيأتي.
ويحدثنا المقريزي عن ذلك في حوادث السني التالية فيقول :
في سنة تسعين وأربعمائة:[وفيها كان ابتداء خروج الإفرنج من بلاد القسطنطينية لأخذ بلاد الساحل من أيدي المسلمين، فوصلوا إلى مدينة أنطاكية ونازلوها حتى ملكوها. ومنها دبوا إلى بلاد الساحل.]اهـ
في سنة اثنين وتسعين وأربعمائة:[فيها سار الفرنج لأخذ سواحل البلاد الشامية من أيدي المسلمين؛ فملكوا مدينة أنطاكية وساروا إلى المعرة فملكوها؛ ثم رحلوا عنها إلى جبل لبنان فقتلوا من به؛ ووصلوا عرقة فحاصروها أربعة أشهر فلم يقدروا عليها. ونزلوا على حمص، فهادنهم جناح الدولة حسين؛ وخرجوا على طريق النواقير إلى عكا. ثم أخذوا الرملة في ربيع الآخر، وزحفوا منها إلى بيت المقدس فحاصروا المدينة؛ وبلغ ذلك الأفضل فخرج بعساكر كثيرة لمحاربتهم؛ فجد الفرنج عندما بلغهم مسيره إليها في حصار المدينة، وكان نزولهم عليها في شهر ربيع الآخر، حتى ملكوها يوم الجمعة الثاني والعشرين من شعبان بعد أربعين يوماً. وهدموا المشاهد وقبر الخليل عليه السلام، وقتلوا عامة من كان في البلد؛ وكان فيه من العباد والصلحاء والعلماء والقراء وغيرهم خلائق لا يقع عليهم حصر، فوضعوا السيف فيهم وأفنوهم عن آخرهم، ولم يفلت منهم إلا اليسير. وانحازت عدة من المسلمين إلى محراب داود عليه السلام فحاصرهم الفرنج نيفاً وأربعين يوماً حتى تسلموه بالأمان في يوم الجمعة ثاني عشريه. وأحرقوا ما كان ببيت المقدس من المصاحف والكتب، وأخذوا ما كان بالصخرة من قناديل الذهب والفضة والآلات، وكان مبلغاً عظيماً. ويقال إنه قتل في المسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً، وأنهم لحقوا من فر من المسلمين مسيرة أسبوع يقتلون من أدركوه منهم.
ووصل الأفضل إلى عسقلان في الرابع عشر من شهر رمضان، فبعث إلى الفرنج فوبخهم على ما كان منهم؛ فردوا إليه الجواب، وركبوا في إثر الرسل فصدفوه على غرة وأوقعوا بعساكره وقتلوا منهم كثيراً. وانهزم منهم بمن خف معه فتحصن بعسقلان وتعلق أكثر أصحابه هنالك في شجر الجميز، فأضرموا النار حتى احترقت بمن تعلق فيها، فهلك خلق كثير وحاز الفرنج من أموال المسلمين ما جل قدره، ولا يمكن لكثرته حصره.
ونازلوا عسقلان، وحصروا الأفضل فيها حتى كادوا يأخذونه، إلا أن الله سبحانه أوقع فيهم الخلف فاضطروا إلى الرحيل عن عسقلان؛ فاغتنم الأفضل رحيلهم عنه فركب البحر وقد ساءت حاله، وذهبت أمواله، وقتلت رجاله، وسار إلى القاهرة. ولم يعد بعد هذه الحركة إلى الخروج بنفسه في حرب ألبتة.]اهـ
في سنة أربع وتسعين وأربعمائة :[في شعبان جهز الأفضل عسكراً كثيفاً لغزو الفرنج؛ فساروا إلى عسقلان، ووصلوا إليها في أول رمضان، فأقاموا بها إلى ذي الحجة؛ فنهض إليهم من الفرنج ألف فارس وعشرة آلاف راجل؛ فخرج إليهم المسلمون وحاربوهم. فكانت بين الفريقين عدة وقائع آلت إلى كسر الميمنة والميسرة وثبات سعد الدولة الطواشي، مقدم العسكر، في القلب، وقاتل قتالاً شديداً؛ فتراجع المسلمون عند ثبات المذكور وقاتلوا الفرنج حتى هزموهم إلى يافا، وقتلوا منهم عدة وأسروا كثيراً. وقتل كند فرى ملك الفرنج بالقدس، فجاء أخوه بغدوين من القدس وملك بعده، وسار بالفرنج إلى أرسوف.وفيها مات القمص رجار بن تنقرد، صاحب جزيرة صقلية، فقام من بعده ابنه رجار بن رجار.
وفيها نزل الفرنج على حيفا وقتلوا أهلها؛ وتسلموا أرسوف بالأمان؛ وملكوا قيسارية عنوة في آخر شهر رجب وقتلوا من بها؛ وملكوا مع ذلك يافا، مع ما بأيديهم من أعمال الأردن وفلسطين.]اهـ
في سنة خمس وتسعين وأربعمائة:[فيها مات الخليفة أبو القاسم أحمد المستعلى بالله بن المستنصر في ليلة السابع عشر من صفر، وعمره سبع وعشرون سنة وشهر واحد وتسعة وعشرون يوماً، ومدة خلافته سبع سنين وشهر واحد وعشرون يوماً.نقش خاتمه الإمام المستعلى بالله. وفي أيامه اختلت دولتهم وضعف أمرهم، وانقطعت من أكثر مدن الشام دعوتهم؛ وانقسمت البلاد الشامية بين الأتراك الواصلين من العراق وبين الفرنج؛ فإنهم، خذلهم الله، دخلوا بلاد الشام، ونزلوا على أنطاكية في ذي القعدة سنة تسعين وأربعمائة وتسلموها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين؛ وأخذ وامعرة النعمان في سنة اثنتين وتسعين؛ وأخذوا الرملة ثم بيت المقدس في شعبان؛ ثم استولوا على كثير من بلاد الساحل، فملكوا قيسارية في سنة أربع وتسعين بعد ما ملكوا عدة بلاد.]اهـ
[وفيها أخذ صنجيل، أحد ملوك الفرنج، طرابلس، فصار للفرنج القدس وفلسطين إلا عسقلان؛ ولهم من بلاد الشام يافا، وأرسوف، وقيسارية، وحيفا، وطبرية، والأردن، ولاذقية، وأنطاكية؛ ولهم من الجزيرة الرها، وسروج. ثم ملكوا جبيل، ومدينة عكا، وأفامية، وسرمين من أعمال حلب؛ وبيروت، وصيدا، وبانياس، وحصن الأثارب.]اهـ
في سنة ست وتسعين وأربعمائة :[فيها ندب الأفضل مملوك أبيه سعد الدولة ويعرف بالطواشي على عسكر لقتال الفرنج، فلقيهم بغدوين على تبنا، فكسرت عساكر الأفضل وتقنطر سعد الدولة فمات، وأخذ الفرنج خيمه فانهزم أصحابه. وبلغ الأفضل ذلك فجرد في أول شهر رمضان عسكراً قدم عليه ابنه شف المعالي سماء الملك حسيناً، وسير الأسطول في البحر، فاجتمعت العساكر بيازور، من بلاد الرملة؛ وخرج إليهم الفرنج، فكانت بينهما حروب هزمهم الله فيها بعد مقتلة عظيمة. ونزل شرف المعالي على قصر كان قد بناه الفرنج قريباً من الرملة وسبعمائة قومص من وجوه الفرنج، فقاتلوه خمسة عشر يوماً، فملكهم وضرب رقاب أربعمائة وبعث إلى القاهرة ثلثمائة.
وكان أصحاب شرف المعالي قد رأى بعضهم أن يمضوا إلى يافا ويملكوها، ورأى بعضهم أن يسيروا إلى القدس. فبينا هم في ذلك وصل مركب من الفرنج لزيارة قمامة، فندبهم بغدوين للغزو معه؛ فساروا إلى عسقلان وقد نزلها شرف المعالي وامتنع بها، وكانت حصينة؛ فتركها الفرنج ومضوا إلى يافا. وعاد شرف المعالي إلى القاهرة بعد ما كتب إلى شمس الملوك دقاق، صاحب دمشق، يستنجده لقتال الفرنج، فتقاعد عن المسير واعتذر. فجرد الأفضل أربعة آلاف فارس وعليهم تاج العجم بمن معه عسقلان، ونزل ابن قادوس على يافا؛ وبعث يستدعي تاج العجم ليتفقا على الحرب، فلم يجبه، وتنافرا. فلما بلغ ذلك الأفضل بعث يقبض على تاج العجم وولى تاج الملك رضوان تقدمة العسكر وسيره إلى عسقلان، فأقام عليها إلى آخر سنة سبع وتسعين حتى قدم شرف المعالي بعساكر مصر.]اهـ
في سنة سبع وتسعين وأربعمائة : [فيها نازل بغدوين ملك الفرنج وصاحب القدس، ثغر عكا وحاصر أهله وألح عليهم حتى ملكه. وكان فيه من قبل الأفضل يومئذ زهر الدولة بنا الجيوشي، ففر إلى دمشق؛ وصار إلى ظهير الدين أتابك، فأكرمه وأحسن إليه، ثم جهزه إلى الأفضل فأنكر عليه وهدده على تضييع الثغر. ولم تعد بعدها عكا إلى المسلمين.]اهـ
وفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة : [فيها جمع الأفضل جموعاً كثيرة من العربان وأنفق فيهم أموالا عظيمة، وجهزهم صحبة العساكر مع ابنه شرف المعالي؛ وكتب لظهير الدين أتابك، صاحب دمشق، بمعاونته ومعاضدته على محاربة الفرنج؛ فاعتذر عن حضوره بما هو مشغول به من مضايقة بصرى، فإن أرتاش بن تاج الدولة صاحب بصرى كاتب الفرنج وأغراهم بقتال المسلمين وأطمعهم في البلاد. فسار أتابك من دمشق وحاصر بصرى؛ وجهز عسكراً إلى شرف المعالي تقويةً له على الفرنج، وقدم عليه إصبهبذ صبا وجهارتكين، وعدته ألف وثلثمائة فارس من الأتراك، وعدة عسكر مصر خمسة آلاف فارس. وأتاهم بغدوين في ألف وثلثمائة فارس وثمانية آلاف راجل. فاجتمعت عساكر المسلمين بظاهر عسقلان، ودارت بينهم وبين الفرنج حروب كان ابتداؤها في الرابع عشر من ذي الحجة فيما بين عسقلان ويافا؛ فانكسرت عساكر المسلمين واستشهد فوق الألف من المسلمين منهم جمال الملك صنيع الإسلام والي عسقلان، وأخذ الفرنج رايته؛ وأسر الفرنج زهر الدولة بنا الجيوشي. وقتل ألف ومائتان من الفرنج، ورجعوا وقد كانت الكرة لهم على المسلمين. وعاد عسكر دمشق إلى أتابك وهو على بصرى.]اهـ
وفي سنة خمسمائة : [أهلت والخليفة بمصر الآمر بأحكام الله، ومدبر سلطنة مصر الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي، وليس للآمر معه حل ولا ربط وليس له من الأمر سوى اسم الخلافة، والذي في مملكته ديار مصر وغزة وعسقلان وصور وطرابلس لا غير.]اهـ
وفي سنة اثنتين وخمسمائة :[وفي شعبان منها نزل الفرنج على طرابلس وقاتلوا أهلها من أول شعبان إلى حادي عشر ذي الحجة، ومقدمهم ريمند بن صنجيل؛ وأسندوا أبراجهم إلى السور؛ فضعفت نفوس المسلمين لتأخر أسطول مصر عنهم، فكان قد سار من مصر إليها بالميرة والنجدة فردته الريح لأمر قدره الله. فشد الفرنج في قتالهم وهجموا من الأبراج، فملكوها بالسيف في يوم الاثنين الحادي والعشرين من ذي الحجة، ونهبوا ما فيها، وأسروا رجالها، وسبوا نساءها وأطفالها؛ فحازوا من الأمتعة والذخائر ودفاتر دار العلم وما كان في خزائن أربابها ما لا يحد عدده ولا يحصى فيذكر. وسلم الوالي لها في جماعة من جندها كانوا قد طلبوا الأمان قبل ذلك؛ وعوقب أهلها واستصفيت أموالهم واستقهرت ذخائرهم، ونزل بهم أشد العذاب. وتقرر بين الفرنج والجنويين الثلث من البلد وما نهب منه للجنويين والثلثان لريمند ابن صنجيل؛ وأفردوا للملك بغدوين ما رضى به.ثم وصل أسطول مصر ولم يكن خرج فيما تقدم معه كثرة رحال ومراكب وعدد وغلال لحماية طرابلس فأرسى على صور في اليوم الثامن من أخذ طرابلس وقد فات الأمر فيها، فأقام مدة، وفرقت الغلة في جهاتها. وتمسك أهل صور وصيدا وبيروت به لضعفهم عن مقاومة الفرنج، فلم تمكنه الإقامة، وعاد إلى مصر.]اهـ
وفي سنة ثلاث وخمسمائة :[فيها سار الفرنج نحو بيروت، وعملوا عليها برجاً من الخشب، وزحفوا، فكسره أهل بيروت. وقدم الخبر بذلك على الأفضل، فجهز تسعة عشر مركباً حربية، فوصلت سالمةً إلى بيروت وقويت على مراكب الفرنج، وغنمت، ودخلت إلى بيروت بالميرة والنجدة، فقوي أهلها بذلك. وبلغ بغدوين الخبر، فاستنجد بالجنوبية، فأتاهم منهم أربعون مركباً مشحونة بالمقاتلة؛ فزحف على بيروت في البر والبحر، ونصب عليها برجين، وقاتل أهلها في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال؛ فعظمت الحرب، وقتل مقدم الأسطول وكثير من المسلمين، ولم ير للفرنج فيما تقدم أشد من حرب هذا اليوم. فانخذل المسلمون في البلد، وهجم الفرنج من آخر النهار فملكوه بالسيف قهراً؛ وخرج متولى بيروت في أصحابه وحمل في الفرنج، فقتل من كان معه، وغنم الفرنج ما معهم من المال ونهبوا البلد، وسبوا من فيه وأسروا، واستصفوا الأموال والذخائر. فوصل عقب ذلك من مصر نجدة فيها ثلثمائة فارس إلى الأردن تريد بيروت، فخرج عليها طائفة من الفرنج، فانهزموا إلى الجبال، فهلك منهم جماعة.
وفيها سار الأسطول من مصر إلى صور ليقيم بها، فاتفق وصول ابن كند ملك الفرنج في عدة مراكب لزيارة القدس والجهاد في المسلمين؛ فزار القدس، وسار هو وبغدوين إلى صيدا، فنازلاها بجمعهما وعملا عليها برجاً من خشب، وزحفا عليها؛ فلم يتمكن الأسطول من الوصول إليها.]اهـ
وفي سنة أربع وخمسمائة :[في ثالث ربيع الآخر اشتد الحصار على أهل صيدا ويئسوا من النجدة، فبعثوا قاضي البلد في عدة من شيوخها إلى بغدوين يطلبون الأمان، فأجابهم وأمنهم على أنفسهم وأموالهم، وإطلاق من أراد الخروج منها إلى دمشق، وحلف على ذلك. فخرج الوالي والزمام وجميع الأجناد والعسكرية وخلق كثير من الناس، وتوجهوا إلى دمشق، لعشر بقين من جمادى الآخرة. وكانت مدة الحصار سبعة وأربعين يوماً.
وفيها خرج جماعة من التجار والمسافرين من تنيس ودمياط ومصر وأقلعوا في البحر، فأخذهم الفرنج وغنموا منهم ما يزيد على مائة ألف دينار، وعاقبوهم حتى افتدوا أنفسهم بما بقي لهم من الذخائر في دمشق وغيرها.
وفيها أغار بغدوين بعد عوده من صيدا على عسقلان، فراسله أميرها شمس الخلافة أسد حتى استقر الحال على مال يحمله إليه ويرحل عنه. وقرر على أهل صور سبعة آلاف دينار تحمل إليه في مدة سنة وثلاثة أشهر. فقدم الخبر بذلك في شوال على الأفضل، فأنكر ذلك وكتمه عن كل أحد، وجهز عسكراً كثيفاً إلى عسقلان، وقدم إليه عز الملك الأعز ليكون مكان شمس الخلافة، وندب معه مؤيد الملك رزيق، وأظهر أن هذا العسكر سار بدلاً. فسار إلى قريب عسقلان، وبلغ ذلك شمس الخلافة فأظهر الخلاف على الأفضل وكتب إلى بغدوين يطلب منه أن يمده بالرجال ويعده بتسليم عسقلان وأن يعوضه عنها. فبلغ ذلك الأفضل. فكتب إليه يطيب قلبه ويغالطه، وأقطعه عسقلان، وأقر عليه إقطاعه بمصر، وأزال الإعتراض عما له بمصر من خيل وتجارة وأثاث. فخاف شمس الخلافة على نفسه ولم يطمئن إلى أهل البلد، واستدعى جماعة من الأرمن وأقرهم عنده.]اهـ
وفي سنة تسع وخمسمائة :[وورد الخبر بأن بغدوين ملك الفرنج وصل إلى الفرما، فسير الراجل من العطوفية، وسير إلى والي الشرقية بأن يسير المركزية والمقطعين إليها، ويتقدم إلى العربان بأسرهم أن يكونوا في الطوالع ويطاردوا الفرنج ويشارفوهم بالليل قبل وصول العساكر، وأن يسير بنفسه؛ فاعتد ذلك؛ ثم أمر بإخراج الخيام وتجهيز الأصحاب والحواشي. فوصلت العربان والعساكر فطاردوا الفرنج؛ فخاف بغدوين من يلاحق العساكر، فنهب الفرما وأخربها وألقى فيها النيران، وهدم المساجد، وعزم على الرجوع، فأدركته المنية ومات. فأخفى أصحابه موته، وساروا وقد شقوا بطنه وحشوه ملحاً، وشنت العساكر الإسلامية الغارات على بلاد العدو، وخيموا على ظاهر عسقلان ثم عادوا.]اهـ
وفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة :[فيها ملك الفرنج مدينة صور، واستمرت بأيديهم حتى زالت الدولة الفاطمية. وكان أخذهم إياها بعد محاصرتها مدة، وتقاصر المأمون عن نجدتهم.]اهـ
وقال عن أيام الآمر : [وفي أيامه ملك الفرنج كثيراً من المعاقل والحصون بسواحل البلاد الشامية؛ فملكت عكا في شعبان سنة سبع وتسعين، وعرقة في رجب سنة اثنتين وخمسمائة؛ واستولوا على مدينة طرابلس الشام بالسيف في يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسمائة؛ وملكوا بانياس وجبيل بالأمان لثمان بقين من ذي الحجة منها. وملكوا قلعة تبنين في سنة إحدى عشرة وخمسمائة؛ وتسلموا مدينة صور في سنة ثمان عشرة وخمسمائة.وبطل مسير العساكر إلى عسقلان. فسر الفرنج ما جرى، وكانوا محاصرين لعسقلان فقالوا لأهلها قتله ابنه وأنتم تقاتلون لمن ؟ فلما صح الخبر لهم وهنوا لانقطاع المدد عنهم حتى أخذها الفرنج وتقووا بأخذها. واستعرضوا كل جارية ومملوك بدمشق من النصارى، وأطلقوا قهراً من أراد منهم الخروج من دمشق إلى وطنه شاء صاحبه أو أبى.وفيها وصلت مراكب من صقلية، فملكوا مدينة تنيس.]اهـ
وفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة قتل الظافر وقال المقريزي عن ذلك:[وفي أيامه أخذ الفرنج عسقلان واستولوا عليها.]اهـ
وهكذا تصاعدت الأمور وانتقلت الدولة من هزيمة إلى أخرى وأخذت أراضي الدولة في التآكل حتى وصل الأمر إلى أن دفعت الدولة الجزية للصليبيين :
قال المقريزي في أحداث سنة ثمان وخمسين وخمسمائة :[وكان الصالح بن رزيك قد قرر للفرنج في كل سنة على مصر ثلاثة وثلاثين ألف دينار يحملها إليهم، فوافت رسلهم تطلب ذلك.]اهـ
قلت وبالله التوفيق : ملهوش أي حق صلاح الدين الأيوبي إنو يُجهِز على ما تبقى من هذه الدولة !!!
إزاي يعمل كده ويعطل الصليبيين عن احتلال مصر وما وراء مصر من بلاد المسلمين ؟!!!!!
إزاي ينهي وجود هذه الدولة ويحرم الصليبيين من قتل رجال مصر وما وراءها من بلاد المسلمين وسبي نسائهم وهتك أعراضهم ؟!!!!!!!!!!!
لا يا صلاح الدين إنت غلطان كان لازم تسيبهم ولا تضع اللمسة الأخيرة لزوالهم علشان ما تبقى من دماء وأعراض المسلمين لم تندس بعد على يد الصليبيين.
كان لازم تسيبهم ياصلاح الدين علشان بقية دماء وأعراض المسلمين في مصر وما وراء مصر من بلاد المسلمين تتساوى مع ما ضاع من دمائهم وأعراضهم في بلاد الشام!!!
ألا لعنة الله على الظالمين الكاذبين ، وحسبك وحسبنا معك ياصلاح الدين ياسلطان المسلمين الله ونعم الوكيل.
يتبع إن شاء الله.