موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 48 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 11, 2017 12:15 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

السر فى ترديد سورة الإخلاص
كما قلنا فى وصف النبى .
عبد واحد هو المصرح له بالكلام فى أحدية الذات
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
(الإخلاص 1)
وأحدية الأسماء والصفات :
اللَّهُ الصَّمَدُ
(الإخلاص 2)
والتنزيه والتعظيم
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (33) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
(الإخلاص 3-4) ، وقراءة الأحدية يحدث بها توحيد حقيقى ، ومعه
قُلْ
( فيحدث للإنسان حضور شديد من شدة الترديد ، وكأنه فى حضرة ما تسمع فيها إلا
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (33) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
(الإخلاص 1-4) ، مخاطِب ومخاطَب .
ترديد قل هو الله أحد تُبين لك أن وجوده صلى الله عليه وآله وسلّم لا يقدح فى التوحيد ، فهو عبد الله ورسوله. ترديد قل هو الله أحد فيها جمع شديد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، بما لا يتسع المقام لذكره هنا" انتهى النقل.


كيف نصل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بــ يس ؟ مع توضيح معنى أن يس هو سر الله فى الوجود؟

قسم الله الصلاة بينه وبين المسلم الذى يقرأ الفاتحة ، فما الذى قسمه رب العزة مع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم ؟.
شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. وماذا قسم أيضا ؟
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبى هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها فى نفسك فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " قال الله تعالى قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل ، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدنى عبدى ، وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى على عبدى ، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدنى عبدى وقال مرة فوض إلى عبدى ، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل".
فما الذى سأله النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى حضرة قاب قوسين أو أدنى حيث لازمان ولا مكان , سبحان الملك الديان.
عن أنس بن مالك فى حديث طويل " ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ".
حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم النجوم التى نراها فى السماء قد لا تكون موجودة الآن... احترقت وفنت ، نورها وشعاعها يسافر لنا منذ ملايين السنين , يفصل بيننا وبينها ملايين السنين الضوئية ، فنت ومع ذلك نراها الآن ولآلاف السنين.
فما حال من أُسرى به صلى الله عليه وآله وسلّم وكان يقول بعد ذلك: " أبيت عند ربى يطعمنى ويسقين" , فهو هناك عند ربه لكنه موجود بيننا ، مع أن بيننا وبينه زمن سحيق، إن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر .
من الصعب أن ندرك حقيقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، سيدنا رسول صلى الله عليه وآله وسلّم فوق النجوم ولم يفن ، هو عند ربه.
فى لحظة ما , فى حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض".
لم يقل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم كيوم بل قال " كهيئته " ، النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يعرف الفرق بين " كهيئته " و " ك يوم " .
كلام عميق عميق جدا فى دورات الزمان , الدورة الزمنية تمت , تمت الدائرة, عما قريب ينتقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى , وعما قريب تكون الساعة .
هل بدأت الدورة حين قال صلى الله عليه وآله وسلم كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ؟ ، أم عند كتابة اسمه على العرش ، أم حينما نودى فى الغيب ، أم حينما كان نورا بين يدى الله عز وجل.
كان اليوم يوم النحر اليوم التالى لوقفة عرفات ، وكان المكان البلد الحرام ، أما بداية الدورة فلا يعلمها إلا من شهدها ...كانت نوع من أنواع عرفة , لكن بشكل آخر.
بدأت السورة بـ يس وانتهت بقوله تعالى
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(يس 83) .
عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد.
ما العلاقة بين خدر الرجل وبين قولك " محمد " أو "يا محمد" ؟.
خدر الرجل هو ما نطلق عليه بالعامية تنميل الرجل , وهو عبارة عن عدم سريان الدم فى الأوردة والشعيرات الدقيقة.
لما تقول " محمد " معناه واضح حتى تتحرك قدمك وتسير , وتسير الدنيا اذكر من بسببه سارت الحياة . فبذكر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تكون الحركة ومن غيره تقف الحياة , هذا نوع من أنواع التوسل ونوع من أنواع إثبات المدد ,ونوع من تقريب معنى سر الله فى الوجود , بذكر اسمه زال خدر الرجل , فما بالك به نفسه صلى الله عليه وآله وسلّم ، معناه واضح أنه عليه صلى الله عليه وآله وسلّم حركة الكون ، سر نقطة دائرة الوجود ، حياة الكونين ، قراءة يس تغيبك عن حضورك .
إذا غبت عن حضورك أو غُيِّبت ، وفنيت عن غيبتك أو أفنيت ، ملأك وغذاك النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، يحضر مكانك ، ويرى مقامك.

من يتكلم عن يس يتكلم عن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، إن كان لك بقية استطعم وتمتع بأنفاسك فى دخولها فى صدرك ، ففيها بركة الشهود , وربما الوجود ، ترقب صمتك واستمع " يس ".
يس تجمعك بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأنت لا تدرى , حتى تكون من أصحاب الجمع ، بعض السور تجمعك بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم مناما و " يس " تجمعك يقظة بإذن الله ومدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون.
وصل اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم
من أقسم الله له وقال
{يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}



إنتهى الجزء الثاني من الكتاب
وطعم حلاوة يس بقلم مولانا الكريم الدكتور محمود يملأ الروح والقلب
الكلام له حلاوة نستمتع به
يسعد ويطمئن القلب والروح وقوت الروح أرواح المعاني
موعدنا غدا بمشيئة الله تعالى مع الجزء الأول ليكون ختامه مسك كما بدأنا الكلام وهو كله نور وطيب ومسك ماشاء الله لا قوة إلا بالله

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 11, 2017 11:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

الجزء الأول
وفيه:

- شياطين الإنس والجن
- كيف حاربهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ؟
يس والجن والشياطين
- ما قيل فى معنى يس
- ذكر من قال تفسير يس أنه اسم من أسماء الله تعالى
- ذكر من قال تفسير يس أنه اسم للسورة
- ذكر من قال تفسير يس اسم من أسماء القرآن
- ذكر من قال تفسير يس حروف افتتاح للقرآن
- ذكر من قال أن يس يقصد بها النبى صلى الله عليه و آله و سلم ونودى بنداءات
ذكر من قال تفسير يس يا محمد
- يس عند العارفين
- وَأَحْرُفِ النُّورِ وَلَامِ الأَزَل
- سريان الياء والسين
- وراثة خلافة الأرض
- من أدلة بقاء الخضر وإلياس
الهجرة ويس


شياطين الإنس والجن

خرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليهم والمتآمرين على قتله جلوس على الباب ، فأخذ حفنة من التراب فجعل يذروها على رؤوسهم ويتلو يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) (يس 1-10)
أمام النبى صلى الله عليه و آله و سلم أعداء من الإنس ومن الجن ، هؤلاء الأعداء معهم قوى وسلاح ليست سيوفاً فقط ، فلابد من مواجهة هؤلاء الأعداء كُلٌّ بحسب ما يناسبه من ردع ، الردع المناسب هو التحرك بالسر سر النبوة وسر القرآن ، الردع كان بتلاوة مَنْ أقسم الله له يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) لسورة يس، فمن علوم يس الإخفاء ، والحرب ، والتدمير ، ودفع الأذى ، وكشف المستور ، ... ، وما لا يعلمه إلا الله.
خرج النبى صلى الله عليه و آله و سلم من بيته وهو يتلو أوائل سورة يس حتى بلغ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) (يس 9) .
تلاوة النبى صلى الله عليه و آله و سلم ليست كتلاوتنا ، فعندما يقول يس فإنه يعلم معناها ولماذا تقال ، وحينما يستنصر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فهو يعرف ما يقول ...ومتى يقول.
آية وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)
(يس 9) لها خاصية فى حجب رؤية الظالمين للإنسان القارىء لها .
فى أحد فصول الكتاب سنتكلم عن علوم الإخفاء ، فهذه الآية أسرارها عظيمة وفوائدها ليست مقصورة على علوم الإخفاء فقط .
إذاً أول سلاح استخدمه النبى صلى الله عليه و آله و سلم هو تلاوة القرآن ، وعلى وجه الخصوص يس، ثم سلاح الإخفاء.
أثناء تلاوة وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) والآية التى تليها وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (يس 10) تم تطبيق الحكم الإلهى بمعاقبة مَنْ أراد إزهاق الروح الشريفة روح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم .
سيد الخلق كان يستعد للاحتفال بيوم ميلاده ، حيث كان يصوم كل يوم اثنين ، فهو يحمد الله على ميلاده ، فقد أذن الله بظهور الرحمة المهداة بولادة النبى صلى الله عليه و آله و سلم ، ورحمة النبى صلى الله عليه و آله و سلم بالخلق ليس لها حدود ، فقد قال ربه وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
(الأنبياء 107) كان النبى صلى الله عليه و آله و سلم الرؤوف الرحيم يحزن حزناً شديداً على خلق الله فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً
(الكهف 6) هو سبب رحمة صلى الله عليه و آله و سلم ، ولذلك فإنه لا يريد لأحد أن يتأذى بسببه حتى ولو كان كافرا ، هو رحمة ، ويريد الرحمة ، ويشكر الله بصيامه.
قريش أرادت أن تكافأه على رحمته فقررت أن تقتله قبل احتفاله بيوم مولده الثالث والخمسين. فقد كانت الهجرة النبوية المباركة فى شهر ربيع الأول.
كما قلنا صدر الأمر الإلهى بمعاقبة من أراد السوء برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، والعقوبة من جنس ما نووه وهموا به ، وكان القضاء الإلهى مبرما ، سواء بعدم الإيمان أو القتل.
كيف حاربهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ؟
قبض النبى صلى الله عليه و آله و سلم قبضة من التراب وألقاها عليهم وجعل يذروها على رؤوسهم وهم نيام، كل من أصابته حصوة من هذه الحفنة قُتل يوم بدر.
لماذا قبض النبى صلى الله عليه و آله و سلم التراب ؟ ما السر فى استخدام النبى صلى الله عليه و آله و سلم التراب عدة مرات فى مواجهة المشركين ؟ مرة أثناء وجوده بمكة ، مرة عند الهجرة ، ومرة فى غزوة بدر ، ومرة يوم حنين ، كأنه يقول التراب هو أنتم ، أصل خلقتكم من تراب ، حاربتكم بذواتكم فأنتم من تراب ، لا تعلمون أن يس السر السارى فى هذا الكون ... عندى أسرار لا تستطيع العقول تحملها. لا يعلمون ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مع أبى رافع ، لم يمهلهم الزمان.
فعن أبى رافع قال: صُنع لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شاة مصلية فأتى بها فقال لى " يا أبا رافع ناولنى الذراع " فناولته ، فقال " يا أبا رافع ناولنى الذراع " فناولته ، ثم قال " يا أبا رافع ناولنى الذراع " ، فقلت يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعان ، فقال " لو سَكَتَّ لناولتنى منها ما دعوت به " قال: وكان رسـول الله صلى الله عليه و آله و سلم يعجبه الذراع.
هل فهمت معنى الحديث ؟ أهذه علوم استنساخ ، أم علوم لدنية ، أم علوم..؟ المهم ، كان عقاب المشركين من جنس ما نووه وهموا به ، بل وبجزء من ذواتهم ، قال تعالى فى بقرة بنى إسرائيل وأحد أمواتهم فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى
(البقرة 73) ، فكان فعل النبى صلى الله عليه و آله و سلم بعكس اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ، فبدلا من إحياء الموتى حدث قتل للأحياء الذين يريدون الضرر للبشرية جمعاء.
ديننا الحنيف يحافظ على حياة الناس ، فكل مَنْ قُتِلَ فى الحروب بين المسلمين والكفار حتى وفاة النبى صلى الله عليه و آله و سلم وانتقاله إلى الرفيق الأعلى لا يتعدى مائتين أو ثلاثمائة.
ذر التراب على هؤلاء المشركين كان رحمة عظيمة ، ووجه الرحمة أن قريشاً نجت إلا قليلا - من ذر النبى صلى الله عليه و آله و سلم عليهم التراب - وها هو النبى صلى الله عليه و آله و سلم الذى كان يقول : " اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون " ، ويقول : " بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا "
يودع صلى الله عليه و آله و سلم مكة ويقول " ولولا أن قومى أخرجونى منك ما سكنت غيرك " وفى رواية " ولولا أن أهلك أخرجونى ما خرجت".
وانظر فى كلا اللفظين " قومى " أو " قومك " ففيه نوع رحمة ، حيث إنه صلى الله عليه و آله و سلم لم يدعُ عليهم ، وكأنه صلى الله عليه و آله و سلم استرحم ربه بقوله : " قومى " أى لهم نسبة إلىّ فارحمهم بشفاعتى ، أو بقوله "قومك" أى قوم مكة ، ومكة لها شفاعتها أيضاً ، مهما حدث وكان ، فَعَمَّا قريبٍ ستدخل قريش الإسلام ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
يس والجن والشياطين
لما خلق الله آدم وكان جسدا بلا روح طاف به إبليس وعرف أنه خلق لا يتمالك ، كان الأمر ظاهراً ، إبليس يتعجب من حفظ الله عز وجل لنبيه يس ، فالسماء حُرِسَتْ يوم مولده ويوم بعثته ، ولا تدرى الشياطين ما أمر السماء .
سيدنا سليمان بالرغم من تسخيره للجان إلا أنهم آذوه
(البقرة 102)
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (ص 34)
فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (القصص 15) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (ص 41)
ستر الله نبيه وحفظه ، وإبليس يغضب لأن عنده علوم كثيرة يغضب لأنه حيل بينه وبين خبر السماء عند المولد وعند البعثة وعند خروج النبى صلى الله عليه و آله و سلم أين ذهبت هذه العلوم ، كل شئ لا يتوقعه إبليس ويحدث يزلزل إبليس ويجعله يخور وينخر ، يعلم أنه أمر عظيم فيحاول تدميره.
الدجال أيضا يظن أنه قد ملك الدنيا بواسطة شياطين الإنس والجن ، ثم فجأة يُعَمّى عليه الحال وتتغير الأمور تغيرا لم يكن فى الحسبان فيخرج من غضبة يغضبها.
بقراءة يس يصبح الشيطان أعمى لا يبصر ، إبليس أتى فى صورة أنسى بعد ما لا يعلمه إلا الله من السنين . الرسالة توجهت إليه : يا إبليس إنك لا تدرى متى كنت بين يدى الله عز وجل ، وقد أخفى الله أعين الناظرين عنى ، كما يحدث الآن ، إذاً أنا خلقت فى وقت لا يعلمه إلا الله.
عند قراءة يس يعمى الشيطان ولا يبصر ، فيثور ويهيج ويتذكر كيف أحبط النبى صلى الله عليه و آله و سلم قدراته فيتحسر ، الشيطان يكره يس جدا ويكرهها لأنها السورة الوحيدة التى فيها فضح الشيطان وعبدة الشيطان أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (يس 60) .. كان الناس يظنون أن عبادة الشيطان معناها اطاعة أوامره حتى ظهر عبدة الشيطان - وهناك طائفة فى العراق قديمة تعبد الشيطان ، وإذا سببت الشيطان آذوك - ، لذا فإن يس لها أثر عظيم فى العلاج من مس الجن.
ومن العجيب والغريب أن سورة يس نزلت بعد سورة الجن يس لها وقع عظيم عند الجن المسلم الصالح , انظر الدعوة إلى الإسلام والتعريف بالنبى صلى الله عليه و آله و سلم العدنان من جن مسلم صالح لأحد الصحابة قبل إسلامه وهو خريم بن فاتك الأسدى , قال هذا الجنى :
هذا رسول الله ذو الخيرات . جاء بياسين وحاميمات .
فى سور بعد مفصلات . محرمات ومحللات .
يأمر بالصوم والصلاة . ويزجر الناس عن الهنات .
قد كن فى الأيام منكرات

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 13, 2017 12:01 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

يس


يردد بعض الناس فى الرقية من أذى المس آية هى

الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ
(يس 80) ، كلمة " نارا " تكرر من 3-7 مرات ، فتلاوة الراقى
فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ
( لها مفعول عجيب.

كان سعيد بن جبير رضي الله عنه يقرأ على المصروع يس فيبرأ ، فعن جعفر بن أبى المغيرة قال : قرأ سعيد بن جبير على رجل مجنون سورة يس فبرئ.
وكان بعض السلف عندما كان الجان يخطف الطعام أو تتعرض لهم الغول يقرأون يس
قال ثعلبة بن سهيل : كنت أضع شرابا لى أشربه فى السَّحَرَ فاذا جاء السَّحَرَ جئت فلا أجد شيئا ، فوضعت شرابا آخر وقرأت عليه يس فلما كان السَّحَر جئت فإذا الشراب على حاله وإذا الشيطان أعمى يدور حول البيت.
وروى أبو الشيخ فى العظمة عن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمرو الدباغ عن أبيه : أنه سلك طريقا فيه غول وقد كان نُهِىَ أن يسلك ذلك الطريق قال : فسلكتها فإذا امرأة عليها ثياب معصفرة على سرير وقناديل وهى تدعونى فلما رأيت ذلك أخذت فى قراءة يس فطفئت قناديلها وهى تقول : يا عبد الله ما صنعت بى فسلمت منها . قال المقرئ : فلا يصيبكم شىء من خوف أو مطالبة من سلطان أو عدو إلا قرأتم يس فإنه يدفع عنكم بها.
وقد نقل لنا الفقيه العلامة المالكى ابن الحاج فى كتابه " المدخل "(4/182-185) عن شيخه أبى محمد المرجانى رحمه الله رقية عظيمة ببعض سور القرآن وسورة يس قال ابن الحاج رحمه الله " وَقَدْ مَرِضَ بَعْضُ مَنْ يَنْتَمِى إلَى الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَكَانَ يَرَى فِى مَنَامِهِ أَشْيَاءَ تُرَوِّعُهُ وَيَفْزَعُ مِنْهَا فَشَكَا إلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا بِهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ نَشْرَةً فِى إنَاءٍ نَظِيفٍ بِزَعْفَرَانٍ وَيَشْرَبَهَا عَلَى الرِّيقِ وَهِى لِلسِّحْرِ وَالْغَمِّ وَالْأَمْرَاضِ . وَهَذِهِ نُسْخَتُهَا ( تُكْتَبُ سُورَةُ يس وَالْوَاقِعَةِ وَالْفَاتِحَةِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَانِ وَآيَةُ الْكُرْسِى وَآمَنَ الرَّسُولُ إلَى آخِرِ الْبَقَرَةِ وَقُلْ
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ
(يونس 59) ) فَإِذَا شَرِبَهَا يَأْخُذُ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً بَعْدَ أَنْ يَرْقِيَهَا بِرُقْيَةِ الزَّيْتِ الْمَرْقِى وَيَأْكُلَهَا فَإِنَّ السِّحْرَ يَذْهَبُ عَنْهُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
أتدرى الآن لماذا يكره الشيطان وأتباعه سورة يس ويكرهون أن تقرأ أنت أيضا يس تحت أى حجة ، وتحت أى مسمى (بدعة ، خرافات ، ... إلخ)؟!!.
ما قيل فى معنى يس
الأمة المحمدية أمة عظيمة ، تعلم عظيم قدر وجاه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم ، حباها الله بالعلم والأدب ورزقها الله التنوع فى العلوم والفهوم تنوع جمال ، أدب الخلاف عند الأمة أحد ركائز الفقهاء ، فلا يُسَفِّهُ عالماً إلا من خذله الله من السفهاء ، وما خرج خارج إلا لهوى فى نفسه.
تعددت الفهوم فى معنى يس وحُقَّ لها الاختلاف
وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ
(البقرة 255) ، معظم علماء الأمة من فقهاء ومفسرين وأصحاب السير وغيرهم يرون أن معنى يس تدور حول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم متعلق به
يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
(يس 1-3)
تعددت الأقوال المأثورة فى معنى يس ، وللاختصار نجمل هذه الأقوال تحت ثلاثة مذاهب:
1- اسم من أسماء الله عز وجل ، أو قسم من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلّم
2- أمور خاصة بالقرآن ، ويدخل تحتها أن يس :
أ- اسم من أسماء القرآن مثل الفرقان ، الذكر الحكيم .
ب - يس اسم للسورة.
ج - افتتاح كلام ، ومعناه اقرأ يس ، ورتل يس
3- أن يس يقصد بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ونودى بنداءات
أ - يا إنسان
ب - يا رجل
ج - يا سيد
د - نداء يقصد به : يا محمد بمعنى يس : " يا " النداء ، " السين " : أنت يا " محمد " أو يس = محمد ، أى اسم من أسمائه .
ذكر من قال تفسير يس أنه اسم من أسماء الله تعالى

يتبع


_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 15, 2017 5:17 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

يس

وهو مروى عن عبد الله بن عباس ، وزيد بن أسلم ، والإمام مالك بن أنس
ذكر من قال تفسير يس أنه اسم للسورة
وهو قول الخليل وسيبويه ، وقتادة ، والعلامة علاء الدين السمرقندى
ذكر من قال تفسير يس اسم من أسماء القرآن
قاله قتادة .
ذكر من قال تفسير يس حروف افتتاح للقرآن
قاله مجاهد ,قال الزجاج : والذى عند أهل العربية أن هذا بمنزلة افتتاح السُّوَر وقال ابن الأنبارى : الوقف على يس حسن لمن قال هو افتتاح للسورة.
ذكر من قال تفسير يس أنه قسم أقسم الله به
وهو أحد أقوال ابن عباس والحسن البصرى ويحيى بن أبى كثير وكعب الأحبار وقتادة وعكرمة والنيسابورى وأبى بكر النقاش.
ذكر من قال أن يس يقصد بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ونودى بنداءات

ذكر من قال تفسير يس يا إنسان
وهو أحد أقوال الحبر عبد الله بن عباس

وابن مسعود
- والحسن البصرى
- وعكرمة
- والضحاك
- وسعيد بن جبير
- وقتادة
- الشعبى
- وسفيان بن عُيَيْنَة
- والزهرى
- ويحيى بن يعمر
- والواحدى
- والنيسابورى
- والكلبى القارئ
- ومقاتل بن سليمان
- والفخر الرازى
- والفيروزابادى
وذلك باعتبار أن :
1- " ى " حرف نداء " يا " و" س " اختصار لكلمة " إنسان "
قال ابن جنى فى كتابه المحتسب (2/203-204) " وروى هارون عن أبى الهذلى عن الكلبى يس بالرفع قال فلقيت الكلبى فسألته فقال هى بلغة طيئ يا انسان ثم قال ومن ضم نون يس احتمل أمرين : أحدهما أن يكون لالتقاء الساكنين كحوب فى الزجر وهيت لك ، والاخر أن يكون على ما ذهب إليه ابن الكلبى وروينا فيه عن قطرب : فيا ليتنى من بعد ما طاف أهلها هلكت ولم أسمع بها صوت يا سين . وقال معناه صوت انسان ، قال ويحتمل ذلك عندى وجها ثالثا وهو أن يكون أراد يا إنسان ( أو يا سيد ) إلا أنه اكتفى من جميع الاسم بالسين فقال يا سين ، فيا فيه حرف نداء كقولك يا رجل ، ونظير حذف بعض الاسم قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " كفى بالسيف شا " ، أى شاهدا ، فحذف العين واللام وكذلك حذف من إنسان الفاء والعين غير أنه جعل ما بقى منه اسما قائما برأسه وهو السين فقيل يس كقولك لو قست عليه فى نداء زيد يا زاء ، ويؤكد ذلك ما ذهب إليه ابن عباس فى حم عسق ونحوه أنها حروف من جملة أسماء الله سبحانه وتعالى وهى رحيم وعليم وسميع وقدير ونحو ذلك ، وشبيه به قوله : " قلنا لها قفى لنا قالت قاف " أى وقفت ، فاكتفى بالحرف عن الكلمة
2- يس يعنى يا إنسان بلغة قبلية أو غير عربية . قال الإمام النووى " فقال سعيد بن جبير وعكرمة هو بلغة الحبشة ، وقال آخرون بلغة كلب ، وقال الشعبى بلغة طىء ، وحكى الكلبى أنها بالسريانية والله تعالى أعلم ، هذا ما ذكره الماوردى ". وكذلك يقال فيمن قال يس معناها " يا رجل "
3- يس يعنى " أنيسين " تصغير " يا إنسان " أثبت ذلك بعضهم ، وأنكره بعضهم.
ذكر من قال تفسير يس يا رجل
وهو مروى عن ابن عباس وسعيد بن جبير وأبى العالية

ذكر من قال تفسير يس يا سيد
هو قول الإمام أبى عبد الله جعفر الصادق وأبى بكر الوراق والنيسابورى المفسر والكرمانى والفيروزابادى الشيرازى فى أحد قوليه وابن عجيبة الشريف الحسنى العلامة المفسر
ذكر من قال تفسير يس يا محمد
هو قول الحبر عبد الله بن عباس ومحمد ابن الحنفية
والحسن البصرى ، وسعيد بن جبير ، وكعب الأحبار والضحاك بن مزاحم والزجاج أبى إسحاق إبراهيم بن محمد النحوى والقاضى عياض والحافظ العلائى والصلاح الصفدى وابن كثير والخطيب الأبشيهى وابن الوزير الملطى عبد الباسط بن خليل الحنفى والقاضى مجير الدين أبو اليمن العليمى الحنبلى والخطيب الشربينى الفقيه الشافعى ( والبهوتى منصور بن يونس شيخ الحنابلة بمصر والأمير الصنعانى اليمنى والشروانى الشافعى.
واستدل بعضهم بحديث أبى الطفيل رضى الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لى عشرة أسماء " قال أبو الطفيل : حفظت ثمانية وأنسيت اثنتين " أنا محمد وأحمد والفاتح والخاتم وأبو القاسم والحاشر والعاقب والماحى الذى يمحو الله بى الكفر " قال سيف بن وهب: فحدثت الحديث أبا جعفر فقال: ياسيف ألا أخبرك بالإسمين ؟ قلت: بلى.قال طه ويس
قال الإمام البيهقى فى كتابه دلائل النبوة باب ذكر أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :
قال أبو زكريا : ولنبينا خمسة أسماء فى القرآن : محمد وأحمد وعبد الله وطه و يس ، قال الله عز وجل فى ذكر محمد
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ
(الفتح 29) وقال
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
(الصف 6) وقال الله عز وجل فى ذكر عبد الله
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ
(الجن 19) يعنى النبى ليلة الجن
كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا
(الجن 19) وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد يتخذ من الصوف فيوضع بعضه على بعض فيصير لبداً.وقال عز وجل
طه(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
(طه 1-2) والقرآن إنما نزل على رسول الله دون غيره وقال عز وجل : يس يعنى يا إنسان والإنسان هاهنا العاقل وهو محمد
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
( قلت - أى البيهقى :- وزاد غيره من أهل العلم فقال : سماه الله تعالى فى القرآن رسولاً نبياً أميا ، وسماه شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وسماه رءوفاً رحيماً ، وسماه نذيراً مبيناً ، وسماه مذكراً ، وجعله رحمه ونعمة وهادياً، وسماه عبداً صلى الله عليه وآله وسلّم كثيراً. اهـ
ومن العلماء الذين اعتبروا يس من أسماء النبى الحافظ العراقى قال فى سيرته : طَهَ و يس مَعَ الرَّسولِ * كذاكَ عبدُ الله فى التَّنْزيلِ وكذلك الحافظ السيوطى ، ...
ويجدر بنا هنا أن نذكر أن طه أيضا أحد أسماء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وقد ورد ذلك بأسانيد صحيحة وحسنة عن الصحابة والتابعين.
1- فقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما بأسانيد جيدة فى قوله طه بالنبطية يا رجل .
وقد ورد بأسانيد صحيحة عن سادة السلف الصالح عن سعيد بن جبير تلميذ عبد الله بن عباس وعن عكرمة
ن الحسن البصرى. وعن قتادة. وعن الضحاك.
سبق وقدمنا كلام السلف الصالح والخلف الصالح فى معنى يس دون تنطع أو تشدد، وقد ثبت عن السلف بأسانيد صحيحة وحسنة أن يس معناها: محمد ،أو يا رجل ، أو سيد الخلق ، أو يا إنسان - يقصد به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم -. و طه معناها : محمد ، أو يا رجل.

إذا علمت ذلك تعجبت من تهجم ابن القيم على جمهور الأمة، وعلى ما ورد عن بعض الصحابة والتابعين ونقله مقرين له أو مجوزين السادة العلماء من أهل تفسير القرآن أو الفقه و البيان.
قال ابن القيم فى الصواعق المرسلة (2/693-694)
" الوجه الرابع والثلاثون إنك تجد عند كثير من المعروفين بالتفسير من رد كثير من ألفاظ القرآن عن العموم إلى الخصوص نظير ما تجده من ذلك عند أرباب التأويلات المستنكرة ، ومتى تأملت الحال فيما سوغوه من ذلك وجدتها عائدة من الضرر على الدين بأعظم مما عاد من ضرر كثير من التأويلات وذلك لأنهم بالقصد إلى ذلك فتحوا لأرباب التأويلات الباطلة السبيل إلى التهافت فيها فعظمت بذلك الجناية من هؤلاء وهؤلاء على الدين وأهله وتجد الأسباب الداعية للطائفتين قصد الإغراب على الناس فى وجوه التفسير والتأويل وادعاؤهم أن عندهم منها نوادر لا توجد عند عامة الناس لعلمهم أن الأمر الظاهر المعلوم يشترك الناس فى معرفته فلا مزية فيه والشىء النادر المستظرف يحل محل الإعجاب وتتحرك الهمم لسماعه واستفادته لما جبل الناس عليه من إيثار المستظرفات والغرائب ، وهذا من أكثر أسباب الأكاذيب فى المنقولات والتحريف لمعانيها ونحلتها معانى غريبة غير مألوفة وإلا فلو اقتصروا على ما يعرف من الآثار وعلى ما يفهمه العامة من معانيها لسلم علم القرآن والسنة من التأويلات الباطلة والتحريفات وهذا أمر موجود فى غيرهم كما تجد المتعنتين بوجوه القرآن يأتون من القراءات البديعة المستشنعة فى ألفاظها ومعانيها الخارجة عن قراءة العامة وما ألفوه ما يغربون به على العامة وأنهم قد أوتوا من علم القرآن ما لم يؤته سواهم
وكذلك أصحاب الإعراب يذكرون من الوجوه المستكرهة البعيدة المتعقدة ما يغربون به على الناس ، وكذلك كثير من المفسرين يأتون بالعجائب التى تنفر عنها النفوس ويأباها القرآن أشد الإباء ، كقول بعضهم طه لفظة نبطية معناها يا رجل ويا إنسان ، وقال بعضهم هى من أسماء النبى صلى الله عليه وآله وسلّم مع يس وعدوا فى أسمائه طه ويس ......." إلى آخره.

فإبن القيم يتهم بمنتهى الوضوح علماء التفسير والقراءات واللغة بالنفاق ، فهم كما يقول هو " يأتون من القراءات البديعة المستشنعة فى ألفاظها ومعانيها الخارجة عن قراءة العامة وما ألفوه ما يغربون به على العامة وأنهم قد أوتوا من علم القرآن ما لم يؤته سواهم" ، وما أدراه ، وما الذى جَرَّأه على أن يتكلم بالنيابة عن الله عز وجل وعن القرآن الكريم ، يقول: " وكذلك كثير من المفسرين يأتون بالعجائب التى تنفر عنها النفوس ويأباها القرآن أشد الإباء كقول بعضهم طه لفظة نبطية معناها يا رجل ويا إنسان ".
قلت: من أدراه أن القرآن يأبى ذلك ؟ ، وقد ثبت ذلك بأسانيد صحيحة وحسنة رواها أصحاب الأحاديث عن السلف الصالح

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 15, 2017 10:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

يس

منهم سعيد بن جبير أحد سادات التابعين ، والضحاك ، وعكرمة ، ومقاتل ، وغيرهم ، بل قد ثبت من رواية ابن عباس الصحابى الجليل ترجمان الأمة ، من دعا له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بالفقه فى الدين وتعليمه التأويل ، وحتى لو كانت الأسانيد ضعيفة ، ( وهى ليست بضعيفة ، بل صحيحة وحسنة ) فالضعيف عند بعض الأئمة أولى من قول الرجال.
إن ما فعله ابن القيم مباح لأىٍّ مِمَّنْ ادعى السلفية ، أما لو قال أحد الصوفية ما قاله ابن القيم لهاج وماج المتمسلفة وقالوا إنهم يسبون العلماء ، لم يتركوا الفقهاء ولا المفسرين ولا علماء القراءات ولا النحاة إلا انتقصوهم. اتقوا الله ، لحوم العلماء مسمومة ، هذا هو منهج المتمسلفة
أما لو قال ابن تيمية أو ابن القيم ما تقشعر به الأبدان فلا بأس عندهم.
من قال أن يس معناها يا إنسان , يا سيد , يا محمد فقد فسروها بالتفسير الإشارى ، وهو فهم يرزقه الله العبد المؤمن ، وقد قلنا فى كتابنا "حتى لا تضيع الهوية الصوفية بين الإخوان المسلمين والشيعة وبنى أمية الجدد" فى باب :اختلاف تفسير الصوفية للقرآن عن تفسير الشيعة تفاسير الصوفية بدءا من المحاسبى والتسترى والقشيرى وابن العربى والنووى والسيوطى والألوسى وغيرهم على نهج أهل السنة والجماعة من محدثين وفقهاء ، قد تختلف بعض الشىء فيما يسمى بالتفسير الإشارى ، وهو يختلف تماما عن التفسير الباطنى الذى يقول به الشيعة ، فهم يظنون أن معظم القرآن نزل فى الأئمة الإثنا عشرية.
قال العلامة الزرقانى : قال التفتازانى فى شرحه : " سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان لا يعرفها إلا المعلم ، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية . قال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان " .
ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشارى وبين تفسير الباطنية الملاحدة ، فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا ، إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب ، وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفى الشريعة .
ونقل السيوطى فى الإتقان عن ابن عطاء الله فى لطائف المنن ما نصه : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعانى الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له ودلت عليه فى عرف اللسان ولهم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء فى الحديث " لكل آية ظهر وبطن " فلا يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا , وهم لا يقولون ذلك, بل يقررون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله ما ألهمهم .اهـ
فإن قلت أن العلامة الزرقانى صوفى ، نقول لك : قال ابن القيم - نفسه - فى كتابه التبيان فى أقسام القرآن (1/50) " وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول : تفسير على اللفظ وهو الذى ينحو إليه المتأخرون ، وتفسير على المعنى وهو الذى يذكره السلف ، وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذى ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط أن لا يناقض معنى الآية ، وأن يكون معنى صحيحا فى نفسه ، وأن يكون فى اللفظ إشعار به ، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم ، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا".
وقد وضح ودافع العلامة الزركشى فى البرهان فى علوم القرآن (2/170- 171) عن التفسير الإشارى وقال: " تنبيه فى كلام الصوفية فى تفسير القرآن : فأما كلام الصوفية فى تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هى معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم فى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ
(التوبة 123) أن المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شىء إلينا وأقرب شىء إلى الإنسان نفسه ، قال ابن الصلاح فى فتاويه : وقد وجدت عن الإمام أبى الحسن الواحدى أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمى حقائق التفسير فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ، قال : وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة فى القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير ، فمن ذلك مثال النفس فى الآية المذكورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ، ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس " انتهى.
قلت : وابن الصلاح نفسه من الصوفية وفى فتاويه نصيحة أن يتخذ الإنسان شيخا من الصوفية ليربيه.
وقد ذكر العلامة الزرقانى شروط التفسير الإشارى فقال : " شروط قبول التفسير الإشارى : مما تقدم يعلم أن التفسير الإشارى لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهى :
1- ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم .
2- ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر .
3- ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
(العنكبوت 69) ، بجعل كلمة لمع ماضياً وكلمة المحسنين مفعوله .
4- ألا يكون له معارض شرعى أو عقلى .
5- أن يكون له شاهد شرعى يؤيده.
كذلك اشترطوا ، بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ، ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما أحدهما بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا ، ثانيهما ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشارى تشويش على المفسر له ، وسيأتيك فى نصيحتى وفى كلام الغزالى ما يقرر هذين الشرطين.
ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به ، ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ، ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التى تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين " . اهـ انتهى النقل
كما قلنا سورة يس تُحَارَب الآن بشدة ، لذا استطردنا وطولنا فى هذه النقول.
يس عند العارفين
ما الذى حدا بأئمة التفسير من صحابة وتابعين إلى القول بأن يس معناها محمد أو اسم من أسمائه أو يا رجل أو يا إنسان أو يا سيد
والمقصود سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم .
وما هى علاقة حرفى ى و س وكلمة سيد وإنسان.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 16, 2017 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


يس

لتوضيح ذلك لابد من مقدمة لفهم معنى يس عند العارفين ثم نتبع ذلك بذكر بعض معانى الحروف :
يس : يقول العارفون أن من معانيها " يا سر الله فى الوجود " يُقصد به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
يس: سر الله فى الوجود عبر الأزمنة المخلوقة.
يس : سر الله السارى فى الزمان.
يس : الوجود المحمدى الغيبى.
واعتبر العارفون يس عبارة عن اختصار معنى فى حرفين ، حرف الياء "ى" والسين "س" ، وقد وافقهم كثير من علماء اللغة والمفسرين ومن كان رأيهم أن السين اختصار كما قدمنا قبل ذلك.

الحروف والأرقام عند العارفين أمة من الأمم لها معانيها ومدلولتها ولها تسبيحاتها والحمد لله رب العالمين ، "ى" اختصار "يا" وهى نداء ، ما معنى "يا" ؟ ولِمَ كانت "يا" أداة للنداء ؟
اختار الله آخر حرف فى الأبجدية (ى : ياء) ، وأول حرف فيها (أ : ألف)
والألف أقرب الحروف من النَّفْسِ (للـ " أنا " ).
بين الألف والياء ستة وعشرون حرفاً ، وكأن المعنى : يا بعيد (ى) أقبل على القريب جدا (أ) ، يا بعيد أقبل على القريب.
هذا هو معنى النداء ، أن يأتيك من تطلبه وما تطلبه بعيد ، فإذا حدث أصبح قريباً. وفى بعض أحوال النداء تقول " أَىْ " كما تقول " أى بُنىَّ " ، ومعناها : أنا يا بعيد قريب منك فلا تعتبرنى بعيدا ، فأحوال النداء بـ " أى " تختلف عن أحوال النداء بـ " يا ".
" يا " من الحبيب للمحبوب ومن المحبوب للحبيب معناها بينى وبينك حجب ومسافات , اختزل كل الحروف , الغها , حتى لا يبقى إلا أنا وأنت , وأنت وأنا , أما والرب رب والعبد عبد. "يا" من الحبيب للمحبوب " اسجد واقترب " , " يا " من المحبوب معناها " أذقنى نعيم القرب "


، العبد من شدة الفرح قال " اللهم أنت عبدى وأنا ربك ".
أما الـ "س" : أى يا سر الله فى الوجود , يا محمد الذى لا يعلم أحد حقيقته إلا أنا , يا من أخذت العهود على جميع الأنبياء على بيعتك وشَدَّدْتُ فى ذلك .
سر الله فى الوجود من شدة سره أن يكون حرف ال " سين " ممثلاً للإبهام ، كأن تقول سين من الناس فعل كذا ، وتقول الأشعة السينية وهى أشعة (اكس X)، كلما قَلَّت الحروف والكلمات ، كلما زاد مغزى الرمز ، لغة الإشارة والرمز لا يعلمها إلا قليل.
عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جلس على المنبر فقال " إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده " فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به.
فَهِمَ سيدنا أبو بكر الصديق أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ينعى نفسه إلى أصحابه ، فانظر إلى فهمه وفهم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

الذين تكلموا عن أن " س " تعنى اسم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو " سيد " أو " إنسان " أو " رجل " يقصد بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لاحظوا أن " س " موجودة فى البسملة ، وفى " سيد " وفى " إنسان ".
الحروف والكلمات ما وضعت عبثا ، وقد قال الله عز وجل
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(البقرة 31) ، كل حرف وكل كلمة لها معنى أو إشارة ، قبل أن نشرح حرف السين ومعنى كلمة " اسم " نستأذن القارئ بذكر ما قلنا فى كتابنا " شرح دعاء سورة يس " عن معنى كلمة " آدم " إذ هو من علمه الله الأسماء ، وكذلك معنى الألف واللام والنون والميم ، قلنا فى الشرح :
وَأَحْرُفِ النُّورِ وَلَامِ الأَزَل
أحرف النور :
هى الأحرف التى جاءت فى أوائل السور
" .ألم، المص، المر، كهيعص، طسم، طس، يس، حم،
(حم. عسق)، ص، ق، ن
أ - ل - م - ص - ر - ك - هـ - ى - ع - ص - ط - س - ق - ن لخصت فى "نص حكيم قاطع له سر"، سره فى
(يس) ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ)
حروف الأبجدية 29 باعتبار الـ ( لام ألف ) نصفها 14، كذلك القمر قدرناه منازل , منازل القمر نصفها 14؛ لذلك قال قبلها يا آل يس بحق الأول وأحرف النور ، وقال : بحق الأول ؛ لأن أحرف النور من " الأول " ؛ لأنها أوائل السور" فانتبه .
لام الأزل :
اللام فى قرآن ربى بعد التعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والفاتحة ثم بسملة مرة أخرى تبدأ سورة البقرة ، أول آية (ألم) .
- أول حرف ألف " أ ".
- ثانى حرف لام " ل ".
عند أهل الله ، فى أمة الحروف اللام كانت فى أصلها أ تحتها ن ( ا(ل) ، والألف هى ما يسمى بألف القيومية التى إذا أتت فى أول الكلمة لاتتصل ببقية الكلمة أبداً ، مثل لفظ الجلالة " الله " وفى الأسماء الأخرى " أحمد , أبيض , أسود...
ألف القيومية :
وهى التى لا تتصل بشىء ، ولا يتصل بها شىء وهى رمز لله عز وجل يدل عليه.
النون :
ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
يعنى بالنون العبد الذى يكتب الله به المقدور - وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يفتح الله به آذانا صما ... - وهو العبد الذى يتحمل التجلى، والنون هى نصف دائرة ، والوعاء الذى يتميز بالنقطة .
ويقصد بالنون أيضاً الرجل الذى يتحمل التجليات والفيوضات والأنوار ، ويكون وعاء له قلب سليم وأذن واعية ولسان صدق وقدم صدق فيكون نصف الدائرة الظاهر . أما أسراره من الله عز وجل فهى بقية الدائرة التى لا ترسم ؛ لأنها مفتوحة لِتَلَقٍٍّ وترقٍ دائم .
لو كتبت النون مقلوبة وبداخلها
النقطة هكذا وجزء من الدائرة تحت النقطة فإن معنى كتابتها بهذا الشكل أمر مستور مخبأ ، أو كأنه فى رحم ، ويكون معناها ولى مستور أو ولىّ مكلف بأمر جزئى أو أنه ولى والذى بعده ولى أشد منه .
قلنا أن النون عبد من العباد كالبحر فى حاله وأحواله من الجلال الذى تعرض له ، تلاطمت أمواجه ، وتباعدت شواطئه ، كثر فيه الغريق ، لا يعبره إلا من ركب سفينة وليست أى سفينة ، سفينة يقال فيها :
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا
(هود 37) ،
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ
(العنكبوت 15) .
إذاً هناك أَلِف القيومية و " ن " .
رب وعبد واحد ، اللام " ل " معناها أن ألف القيومية تجلت على ال " ن " . النقطة التى على النون " ن " موجودة للتميز ولضبط شكل الدائرة .
النقطة إشارة إلى أن النون هى وعاء ، وهذا صاحب دائرة قوية شديدة من دوائر الباطن .
النقطة للتعريف والتمييز ، فلما تجلت ألف القيومية - الألف الأعلى - عليها اختفت النقطة التى كانت تُعَرِّفُ الـ " ن " .
عندما يتجلى الله على العبد ( ن ) يختفى العبد ( نقطة النون ) ، يختفى عن نفسه ، تختفى نقطة تعريفه ، هذا مقام اسمه المحق ، تمحق عن أوصافك ، وتفنى عن شهود ذاتك.
فلام الأزل :
هى إرادة إلهية فى حضرة لإيجاد خلق ( ن ) ، والحضرة الإلهية اختارت خير خلق الله "فإن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" ، يتجلى الله عليه فيصبح
.قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
هذا هو التجلى ، التجلى حتى جاءت الألف على النون ففنت صفة النون ، اختفت النون وذابت من شدة تجليات الألف فأصبحت ل : ( لام ).
التجلى فى الأزل على الحضرة المحمدية ، ما من معرف إلا ويعرف بالألف واللام ، وهذا هو السلوك ، الله ورسوله (ا ل ).
لام الأزل :-
أ : من الله.
- ل : يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذى تجلى الله عليه فى الأزل.
المعرفة والنكرة
بين المعرفة والنكرة الأداة ال " الألف واللام " :
- ليل ، نهار ، شمس ، قمر ، جنة ، نار نكرة
- الليل ، النهار ، الشمس ، القمر ، الجنة ، النار معرفة .
بهذا الأمر ما من شىء يعرف إلا ويدخل قبله الألف واللام " الـ " ، وفى هذا معنى من معانى لا إله إلا الله محمد رسول الله :
- لا إله إلا الله لها ( ا : ألف) وهى ألف القيومية .
- محمد رسول الله لها ( ل: لام ) .
حتى تكون معرفاً ( معروفا غير نكرة ) عند الأكوان لابد من دخول الـ ( ا : ألف) و ( ل : لام ) .
بالله ورسوله تتم المعرفة
عندما يتجلى الله على عبد كهذا ، وَضَعَ الألف وتحتها نون يعنى تجلى الله بِأَلِفِ القيومية على هذا العبد وعاء لأسرار ( ن ) فخرج الـ " ل ".
العبد ( ن ) الذى نزلت عليه ألف التجلى فأصبح للتعريف ( ل ) ولكن يحتاج إلى ألف قيومية ثانية تسبقه ( الـ ) ، لما غابت النون فى الـ ( ل ) أظهرها الله فى أعلى مقام وهو " لا " - أى الام ألف - فإنه لا يدرى الألف من اللام أيهما يرسم أولا الألف أم اللام ، هذا المقام ( مقام لام ألف ) الذى يظهر فى الآخرة - هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم - ، وسنشرح ذلك لاحقا بمشيئة الله .
إذاً نون بين ألفين ( ا ن ا ) هى اللام ألف ( لا ) ، تخيل شكل " نون " بلا نقطة دخل عليها ألفان بشكل سيفين واتصلا فى آخرهما كل واحد منهما بطرف من طرفى النون ومن هنا يحدث الشرك لبعض الناس بين ( ا ن ا " أنا الآنية ) وبين اللام ألف ( لا) .
فاللام ألف ( لا ) هو عبد ربانى صرف -
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ
(الأنفال 17) ، " ما أنا قلته ولكن الله قاله " ، " ولو قلت نعم لوجبت " – وهذا العبد اختاره الله لنفسه ، فالرب رب والعبد عبد .
ما فى كتابة لا إله إلا الله إلا ثلاثة حروف ( أ ل هـ ) ، لا إله إلا الله اثنا عشر حرف ، خمسة ( 5 ) ألفات ( أ ) ، وخمس لامات ( ل ) ، و2 هاء ( هـ ).
هل من شرح مبسط للام الأزل ؟
اعلم - حبيب سورة يس - أن الحروف والكلمات أمة من الأمم ، من وظيفتها فهم ابن آدم منها المعانى والتى يستخدمها فى معلوماته ومعاملاته ويتعبد بها.
إذا قلنا مثلا :
1- إن الله أراد أن يخلق خلقا هو أحب إليه من كل خلق - وهو سيدنا محمد 1- ولا يستطيع أحد تحمل ما يتحمله.
2- وأراد أن يكون هذا الخلق - وهو العبد - أقرب إليه من أى شىء ، وأراد أن لا يجعل أحدا يتقرب إليه عز وجل إلا عن طريق هذا المحبوب- وهو سيدنا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم -.
كيف تشرح وتعبِّر أمة الحروف عما قلناه ، وتحكى لك عما رأته من قبل أن تُخْلَق أنت ؟ نيسر لك ذلك بمشيئة الله عز وجل .
تعبر أمة الحروف عما سبق بالآتى :
بثلاثة حروف :
1- الألف
2- والنون
3- واللام
1- أما الألف ( ا ) فإنها تدل على ألف القيومية ، يعنى تدل على الله ، وإذا أتت فى أول الكلام لا تتصل بشئ ولا يتصل بها شئ مثل ( أحمد ، أبيض ، أحمر...) لذلك تسمى ألف القيومية ، وتدل على الله الذى تنزه عن الحلول والاتحاد والمماسة، يعنى حرف الألف يدل على الله.
2- والنون معناها دائرة نصفها باطن (الجزء الأعلى)، ونصفها ظاهر (الجزء الأسفل) وفى المنتصف نقطة.
معنى النون هنا فى عالم الحروف الذى يريد أن يترجم لك ما قدمناه سابقاً معناه العبد الصالح ...
إذاً ، هناك رب ( رمزه الألف ) ، وهناك عبد كامل أحب خلق الله إليه ( رمزه نون ) .
إذا تجلى الله على العبد الكامل يحدث ماذا ؟
1- أ
ن
2- أ
ن
3- ا
ن
4- ل
تختفى النقطة وتصبح ل
إذاً ، اللام فى عالم الحروف : هى تجلى الله على حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم حتى أصبح النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فانيا فى ربه تماما " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " ،
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ
(الأنفال 17) .
إذا أرادت أمة الحروف أن تقول لك لابد أن تؤمن بـ " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وأن كل الأبواب موصدة حتى تأتى باب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ماذا تقول لك؟ تقول لك لابد من أن تفهم المعرفة والنكرة .
النكرة : ما كان بدون الألف واللام ، تقول: رأيت رجلا .. ( أَىَّ رجل ) ، وجاء رجل إلينا.
والمعرفة : رأيت الرجل .. ( ليس كأى رجل ) ، وجاء الرجل إلينا.
إن كنت تريد أن تكون معـرفة غير نكرة فى الأكوان ، فلابد أن يسبقك الـ ( الألف واللام ) فإن ( الـ ) هى أداة التعريف ، ولا تنس أن " أ ، ل " يعنى الألف رمز " الله " ، واللام " رسول الله " ورسالته صلى الله عليه وآله وسلّم .
أفهمت كيف تكون لغة الحروف من أمة الحروف؟!
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
( (الإسراء 44) .
إذا أرادت أمة الحروف أن تشرح لك المقام المحمود جزئيا وليس كليا ماذا تقول لك ؟

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 16, 2017 11:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


يس

لتوضيح ذلك لابد من مقدمة لفهم معنى يس عند العارفين ثم نتبع ذلك بذكر بعض معانى الحروف :
يس : يقول العارفون أن من معانيها " يا سر الله فى الوجود " يُقصد به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
يس: سر الله فى الوجود عبر الأزمنة المخلوقة.
يس : سر الله السارى فى الزمان.
يس : الوجود المحمدى الغيبى.
واعتبر العارفون يس عبارة عن اختصار معنى فى حرفين ، حرف الياء "ى" والسين "س" ، وقد وافقهم كثير من علماء اللغة والمفسرين ومن كان رأيهم أن السين اختصار كما قدمنا قبل ذلك.

الحروف والأرقام عند العارفين أمة من الأمم لها معانيها ومدلولتها ولها تسبيحاتها والحمد لله رب العالمين ، "ى" اختصار "يا" وهى نداء ، ما معنى "يا" ؟ ولِمَ كانت "يا" أداة للنداء ؟
اختار الله آخر حرف فى الأبجدية (ى : ياء) ، وأول حرف فيها (أ : ألف)
والألف أقرب الحروف من النَّفْسِ (للـ " أنا " ).
بين الألف والياء ستة وعشرون حرفاً ، وكأن المعنى : يا بعيد (ى) أقبل على القريب جدا (أ) ، يا بعيد أقبل على القريب.
هذا هو معنى النداء ، أن يأتيك من تطلبه وما تطلبه بعيد ، فإذا حدث أصبح قريباً. وفى بعض أحوال النداء تقول " أَىْ " كما تقول " أى بُنىَّ " ، ومعناها : أنا يا بعيد قريب منك فلا تعتبرنى بعيدا ، فأحوال النداء بـ " أى " تختلف عن أحوال النداء بـ " يا ".
" يا " من الحبيب للمحبوب ومن المحبوب للحبيب معناها بينى وبينك حجب ومسافات , اختزل كل الحروف , الغها , حتى لا يبقى إلا أنا وأنت , وأنت وأنا , أما والرب رب والعبد عبد. "يا" من الحبيب للمحبوب " اسجد واقترب " , " يا " من المحبوب معناها " أذقنى نعيم القرب "


، العبد من شدة الفرح قال " اللهم أنت عبدى وأنا ربك ".
أما الـ "س" : أى يا سر الله فى الوجود , يا محمد الذى لا يعلم أحد حقيقته إلا أنا , يا من أخذت العهود على جميع الأنبياء على بيعتك وشَدَّدْتُ فى ذلك .
سر الله فى الوجود من شدة سره أن يكون حرف ال " سين " ممثلاً للإبهام ، كأن تقول سين من الناس فعل كذا ، وتقول الأشعة السينية وهى أشعة (اكس X)، كلما قَلَّت الحروف والكلمات ، كلما زاد مغزى الرمز ، لغة الإشارة والرمز لا يعلمها إلا قليل.
عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم جلس على المنبر فقال " إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده " فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به.
فَهِمَ سيدنا أبو بكر الصديق أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ينعى نفسه إلى أصحابه ، فانظر إلى فهمه وفهم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

الذين تكلموا عن أن " س " تعنى اسم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو " سيد " أو " إنسان " أو " رجل " يقصد بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لاحظوا أن " س " موجودة فى البسملة ، وفى " سيد " وفى " إنسان ".
الحروف والكلمات ما وضعت عبثا ، وقد قال الله عز وجل
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(البقرة 31) ، كل حرف وكل كلمة لها معنى أو إشارة ، قبل أن نشرح حرف السين ومعنى كلمة " اسم " نستأذن القارئ بذكر ما قلنا فى كتابنا " شرح دعاء سورة يس " عن معنى كلمة " آدم " إذ هو من علمه الله الأسماء ، وكذلك معنى الألف واللام والنون والميم ، قلنا فى الشرح :
وَأَحْرُفِ النُّورِ وَلَامِ الأَزَل
أحرف النور :
هى الأحرف التى جاءت فى أوائل السور
" .ألم، المص، المر، كهيعص، طسم، طس، يس، حم،
(حم. عسق)، ص، ق، ن
أ - ل - م - ص - ر - ك - هـ - ى - ع - ص - ط - س - ق - ن لخصت فى "نص حكيم قاطع له سر"، سره فى
(يس) ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ)
حروف الأبجدية 29 باعتبار الـ ( لام ألف ) نصفها 14، كذلك القمر قدرناه منازل , منازل القمر نصفها 14؛ لذلك قال قبلها يا آل يس بحق الأول وأحرف النور ، وقال : بحق الأول ؛ لأن أحرف النور من " الأول " ؛ لأنها أوائل السور" فانتبه .
لام الأزل :
اللام فى قرآن ربى بعد التعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والفاتحة ثم بسملة مرة أخرى تبدأ سورة البقرة ، أول آية (ألم) .
- أول حرف ألف " أ ".
- ثانى حرف لام " ل ".
عند أهل الله ، فى أمة الحروف اللام كانت فى أصلها أ تحتها ن ( ا(ل) ، والألف هى ما يسمى بألف القيومية التى إذا أتت فى أول الكلمة لاتتصل ببقية الكلمة أبداً ، مثل لفظ الجلالة " الله " وفى الأسماء الأخرى " أحمد , أبيض , أسود...
ألف القيومية :
وهى التى لا تتصل بشىء ، ولا يتصل بها شىء وهى رمز لله عز وجل يدل عليه.
النون :
ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
يعنى بالنون العبد الذى يكتب الله به المقدور - وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يفتح الله به آذانا صما ... - وهو العبد الذى يتحمل التجلى، والنون هى نصف دائرة ، والوعاء الذى يتميز بالنقطة .
ويقصد بالنون أيضاً الرجل الذى يتحمل التجليات والفيوضات والأنوار ، ويكون وعاء له قلب سليم وأذن واعية ولسان صدق وقدم صدق فيكون نصف الدائرة الظاهر . أما أسراره من الله عز وجل فهى بقية الدائرة التى لا ترسم ؛ لأنها مفتوحة لِتَلَقٍٍّ وترقٍ دائم .
لو كتبت النون مقلوبة وبداخلها
النقطة هكذا وجزء من الدائرة تحت النقطة فإن معنى كتابتها بهذا الشكل أمر مستور مخبأ ، أو كأنه فى رحم ، ويكون معناها ولى مستور أو ولىّ مكلف بأمر جزئى أو أنه ولى والذى بعده ولى أشد منه .
قلنا أن النون عبد من العباد كالبحر فى حاله وأحواله من الجلال الذى تعرض له ، تلاطمت أمواجه ، وتباعدت شواطئه ، كثر فيه الغريق ، لا يعبره إلا من ركب سفينة وليست أى سفينة ، سفينة يقال فيها :
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا
(هود 37) ،
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ
(العنكبوت 15) .
إذاً هناك أَلِف القيومية و " ن " .
رب وعبد واحد ، اللام " ل " معناها أن ألف القيومية تجلت على ال " ن " . النقطة التى على النون " ن " موجودة للتميز ولضبط شكل الدائرة .
النقطة إشارة إلى أن النون هى وعاء ، وهذا صاحب دائرة قوية شديدة من دوائر الباطن .
النقطة للتعريف والتمييز ، فلما تجلت ألف القيومية - الألف الأعلى - عليها اختفت النقطة التى كانت تُعَرِّفُ الـ " ن " .
عندما يتجلى الله على العبد ( ن ) يختفى العبد ( نقطة النون ) ، يختفى عن نفسه ، تختفى نقطة تعريفه ، هذا مقام اسمه المحق ، تمحق عن أوصافك ، وتفنى عن شهود ذاتك.
فلام الأزل :
هى إرادة إلهية فى حضرة لإيجاد خلق ( ن ) ، والحضرة الإلهية اختارت خير خلق الله "فإن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" ، يتجلى الله عليه فيصبح
.قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
هذا هو التجلى ، التجلى حتى جاءت الألف على النون ففنت صفة النون ، اختفت النون وذابت من شدة تجليات الألف فأصبحت ل : ( لام ).
التجلى فى الأزل على الحضرة المحمدية ، ما من معرف إلا ويعرف بالألف واللام ، وهذا هو السلوك ، الله ورسوله (ا ل ).
لام الأزل :-
أ : من الله.
- ل : يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم الذى تجلى الله عليه فى الأزل.
المعرفة والنكرة
بين المعرفة والنكرة الأداة ال " الألف واللام " :
- ليل ، نهار ، شمس ، قمر ، جنة ، نار نكرة
- الليل ، النهار ، الشمس ، القمر ، الجنة ، النار معرفة .
بهذا الأمر ما من شىء يعرف إلا ويدخل قبله الألف واللام " الـ " ، وفى هذا معنى من معانى لا إله إلا الله محمد رسول الله :
- لا إله إلا الله لها ( ا : ألف) وهى ألف القيومية .
- محمد رسول الله لها ( ل: لام ) .
حتى تكون معرفاً ( معروفا غير نكرة ) عند الأكوان لابد من دخول الـ ( ا : ألف) و ( ل : لام ) .
بالله ورسوله تتم المعرفة
عندما يتجلى الله على عبد كهذا ، وَضَعَ الألف وتحتها نون يعنى تجلى الله بِأَلِفِ القيومية على هذا العبد وعاء لأسرار ( ن ) فخرج الـ " ل ".
العبد ( ن ) الذى نزلت عليه ألف التجلى فأصبح للتعريف ( ل ) ولكن يحتاج إلى ألف قيومية ثانية تسبقه ( الـ ) ، لما غابت النون فى الـ ( ل ) أظهرها الله فى أعلى مقام وهو " لا " - أى الام ألف - فإنه لا يدرى الألف من اللام أيهما يرسم أولا الألف أم اللام ، هذا المقام ( مقام لام ألف ) الذى يظهر فى الآخرة - هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم - ، وسنشرح ذلك لاحقا بمشيئة الله .
إذاً نون بين ألفين ( ا ن ا ) هى اللام ألف ( لا ) ، تخيل شكل " نون " بلا نقطة دخل عليها ألفان بشكل سيفين واتصلا فى آخرهما كل واحد منهما بطرف من طرفى النون ومن هنا يحدث الشرك لبعض الناس بين ( ا ن ا " أنا الآنية ) وبين اللام ألف ( لا) .
فاللام ألف ( لا ) هو عبد ربانى صرف -
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ
(الأنفال 17) ، " ما أنا قلته ولكن الله قاله " ، " ولو قلت نعم لوجبت " – وهذا العبد اختاره الله لنفسه ، فالرب رب والعبد عبد .
ما فى كتابة لا إله إلا الله إلا ثلاثة حروف ( أ ل هـ ) ، لا إله إلا الله اثنا عشر حرف ، خمسة ( 5 ) ألفات ( أ ) ، وخمس لامات ( ل ) ، و2 هاء ( هـ ).
هل من شرح مبسط للام الأزل ؟
اعلم - حبيب سورة يس - أن الحروف والكلمات أمة من الأمم ، من وظيفتها فهم ابن آدم منها المعانى والتى يستخدمها فى معلوماته ومعاملاته ويتعبد بها.
إذا قلنا مثلا :
1- إن الله أراد أن يخلق خلقا هو أحب إليه من كل خلق - وهو سيدنا محمد 1- ولا يستطيع أحد تحمل ما يتحمله.
2- وأراد أن يكون هذا الخلق - وهو العبد - أقرب إليه من أى شىء ، وأراد أن لا يجعل أحدا يتقرب إليه عز وجل إلا عن طريق هذا المحبوب- وهو سيدنا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم -.
كيف تشرح وتعبِّر أمة الحروف عما قلناه ، وتحكى لك عما رأته من قبل أن تُخْلَق أنت ؟ نيسر لك ذلك بمشيئة الله عز وجل .
تعبر أمة الحروف عما سبق بالآتى :
بثلاثة حروف :
1- الألف
2- والنون
3- واللام
1- أما الألف ( ا ) فإنها تدل على ألف القيومية ، يعنى تدل على الله ، وإذا أتت فى أول الكلام لا تتصل بشئ ولا يتصل بها شئ مثل ( أحمد ، أبيض ، أحمر...) لذلك تسمى ألف القيومية ، وتدل على الله الذى تنزه عن الحلول والاتحاد والمماسة، يعنى حرف الألف يدل على الله.
2- والنون معناها دائرة نصفها باطن (الجزء الأعلى)، ونصفها ظاهر (الجزء الأسفل) وفى المنتصف نقطة.
معنى النون هنا فى عالم الحروف الذى يريد أن يترجم لك ما قدمناه سابقاً معناه العبد الصالح ...
إذاً ، هناك رب ( رمزه الألف ) ، وهناك عبد كامل أحب خلق الله إليه ( رمزه نون ) .
إذا تجلى الله على العبد الكامل يحدث ماذا ؟
1- أ
ن
2- أ
ن
3- ا
ن
4- ل
تختفى النقطة وتصبح ل
إذاً ، اللام فى عالم الحروف : هى تجلى الله على حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم حتى أصبح النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فانيا فى ربه تماما " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " ،
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ
(الأنفال 17) .
إذا أرادت أمة الحروف أن تقول لك لابد أن تؤمن بـ " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وأن كل الأبواب موصدة حتى تأتى باب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ماذا تقول لك؟ تقول لك لابد من أن تفهم المعرفة والنكرة .
النكرة : ما كان بدون الألف واللام ، تقول: رأيت رجلا .. ( أَىَّ رجل ) ، وجاء رجل إلينا.
والمعرفة : رأيت الرجل .. ( ليس كأى رجل ) ، وجاء الرجل إلينا.
إن كنت تريد أن تكون معـرفة غير نكرة فى الأكوان ، فلابد أن يسبقك الـ ( الألف واللام ) فإن ( الـ ) هى أداة التعريف ، ولا تنس أن " أ ، ل " يعنى الألف رمز " الله " ، واللام " رسول الله " ورسالته صلى الله عليه وآله وسلّم .
أفهمت كيف تكون لغة الحروف من أمة الحروف؟!
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
( (الإسراء 44) .
إذا أرادت أمة الحروف أن تشرح لك المقام المحمود جزئيا وليس كليا ماذا تقول لك ؟

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 17, 2017 11:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

إذا أرادت أمة الحروف أن تشرح لك المقام المحمود جزئيا وليس كليا ماذا تقول لك ؟
تقول: أنت عرفت الـ الألف (رمز لله) واللام (رمز لرسول الله الذى تجلى عليه " لام الأزل " بعد ما كانت نونا) وعرفت الـ ن ، وعرفت أداة التعريف (الله ورسوله) الـ ، وأنك بالله ورسوله تعرف الأمور ، وبغير الله ورسوله تكون جاهلا ، نكرة من النكرات ، إذا نظرت فى الـ ( الألف واللام ) وتمعنت وجدت أنها أصلا أ ل ، واللام هى" أ " و " نون " ( ا( ) ، يعنى أ ، ل ، واللام = " أ " تجلت على نون لا = " أ " + ( " أ " + " ن " ) ، أى أ ن أ ( أنا ) ، لو لم يدركك الله بعنايته فقد تشرك بالله وتظن أن الله له شريك .
يا من هو من أمة النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم اعلم أن النون لما تجلى عليها الألف وسكنت وأصبحت ل ولم تدعى ربوبية ولا ألوهية وتحققت بالعبودية المحضة
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
(الإسراء 1) ، أدناها الله أقرب وأقرب بلا مزيد ، قُرِّبَت حتى أصبحت (لام ألف : " لا ") لا يدرى فى الرسم أيهما يكتب الألف أم اللام فى اللام ألف " لا " ، اللام هى سريان السر الإلهى فى العبد الربانى .
روى الإمام البخارى فى صحيحه (5/2384) عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن الله قال : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضت عليه ، وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ، ورجله التى يمشى بها ، وإن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه ، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".
هذا السريان يسرى من حيث لا يشعر به أحد كما كان يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " أبيت عند ربى يطعمنى ويسقينى " ، وهو نائم أمامهم صلى الله عليه وآله وسلّم .
ومن شدة إخفاء الله عز وجل هذا السريان الذى جعله فى اللام اختار الله لكلمة الليل لامين من مجموع كلمة ليل والتى هى ثلاثة حروف ، " ل ، ى ، ل " وذلك لشدة بطون الليل واختفاء النهار. جعلنا الله وإياكم من المستغفرين بالأسحار.
ثم اللام توضع مع ألف للتعريف ، وحين تدخل فى الليل ( فللسريان ) أو اللام ألف تعنى عبد مأذون له بالظهور والتكلم بلسان الحق ، وهذا هو العبد الربانى الكامل - ولم يظهره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كثيرا - .
دائما الأحرف المقطعة غير الموصولة لها معنى ، فمثلا للدلالة على خليفة الله لم يأت أبدا اسم لخليفة نص الله عليه فى القرآن أنه خليفة إلا : آدم ، وداود ، وكلاهما من أصحاب الحروف المفرقة غير الموصولة .
آدم لها شروح طويلة:
- الألف ( الله)
- الدال ( دل )
- الميم ( محمد )
فى نفس الاتجاه الله دل على محمد ، ومحمد دل على الله .
ونفس الشىء بمعنى آخر فى كلمة " داود " ، فابحث عنها واظفر بها تنل أحد العلوم.
إذاً كلمة " آدم " تعنى الخليفة ، وآدم هو الذى أسجد الله له ملائكته ، قال بعض أهل الله أن الأقطاب منهم أنواع وكلهم أقطاب ، والقطب خليفة :
فإذا كان المدد الواصل اليه أكثره من المدد الإلهى (أ آدم) يطلق عليه الخليفة .
وإذا كان المدد الواصل إليه أكثره من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ( م آدم ) يطلق عليه الوارث المحمدى .
وإذا كان المدد الواصل إليه أكثره من الدال (د آدم ) كان هو أعلم خلق الله بالله ورسوله من حيث علم الأحكام الباطنية وأحكام الزمان ، وكأنه المؤذن الذى يعلم بداية الأوقات ونهاياتها والمفروضات فيها ؛ لذا يطلق عليه صاحب الوقت.
وإذا كان مدده متساوى من ( أ ، د ، م من آدم ) يطلق عليه القطب الغوث. ، وكل من سبق يطلق عليه قطب.
إذا استعصى عليك هذا الفهم يَسَّرْنَا لك الفهم بطريقة أخرى.
إذا كان هذا الرجل علومه تأتى من الله بشفاعة واختيار من الله نفسه لهذا العبد ( الـ " أ " ) فهو خليفة.
وإذا كانت شفاعته من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كمن يشفع له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الآخرة كان وارثا محمديا.
وإذا كان الشافع لهذا الإنسان معرفته وعمله ( كصيامه ، وصدقته ، وحفظه للقرآن ) كان صاحب الوقت ، وكأنها شفاعات.
بحساب الجُمّل " آدم " = 45 ( أ (=1) + د (=4) + م (=40 ) = 45) ، ومن هنا كان حساب المثلث الذى تكلم عنه الإمام الغزالى والممثل بـ :
ب
ط
د
2
9
4
ز
هـ
ج
=
7
5
3
و
ا
ح
6
1
8

صورة
كل ضلع من الأضلاع = 15 سواء أفقيا أو رأسيا أو بطريقة المقص ، وهو من أعجب ما يكون.
واعلم أن عند وضع حروف الأبجدية بطريقة ألف باء تاء وقراءتها ، فإنها لا تعطيك جملة مفيدة لها معنى إلا ما ستراه الآن ، وهى جملة مفيدة جدا .
انظر إلى الأبجدية أولا ، وانظر إلى الحروف التى تحتها خط واقرأها فى جملة أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و لا ى
ك ل م ن هـ و لا ى أ ب وتجمع فى الجملة الآتية : كل من هو لا ى أب ، أى معناها :- ( كل من هو لا ى ) يصبح أبجدية ، يعنى أمة
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(النحل 120) ، يعنى كل من تحقق بمقام الـ " لا " يصبح أمة ، والياء الأخيرة للنداء إذا أضيفت إلى أول الأبجدية " .
أما عن الباء ، الباء تأتى بعد ألف القيومية ، وهى نقطة دائرة الوجود ، وحدود النقطة لا يتخيلها مخلوق لأنها إما مفرغة ( ° ) أو مصمتة (. ) ، وهى تدخل فيها إلى ما لا نهاية لأنها فراغ كونى سحيق. لذلك فالنقطة لو وضعت أمام أى رقم تفرق من عشرات إلى مئات إلى مليارات المليارات ، النقطة تعتبر ميما ( ميم مفتوحة أو مغلقة ، وكل لها سر ).
الباء هى ألف ( تخيلها أفقيا ) وضع تحتها ميم لكى يكون هناك رسم معين ، ما الفرق بين الباء والنون واللام والميم ، وما نصيبهم فى إظهار الحقيقة المحمدية ؟ ، فلتحكِ لنا أمة الحروف.
اللام والنون قد شرحناهما فى لام الأزل ، والميم ستشرح بعد قليل بمشيئة الله ، ولكن نقول هنا أن أمة الحروف تقول أن الله أكرم حرف الميم لإظهار اسم " محمد " وفيه ميمين .
الدائرة فى الميمين هى دائرة المُلْك الذى جعل الله عز وجل كل من يأتى فى ملكه لا يأتى إلا من وراء " محمد " صلى الله عليه وآله وسلّم ، فالميمين إن شئت قلت واحدة للمحو، والأخرى للإثبات ، واحدة لليل والأخرى للنهار
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً
(الإسراء 12) وهكـذا ، فالميم لإثبات ميم محو مثل أنا الماحى الذى يمحو الله به الكفر ، وميم الإثبات
وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ
(آل عمران 81)

أيهما يدل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى البداية الميم أم النون ؟.

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 18, 2017 10:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

أيهما يدل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى البداية الميم أم النون ؟.


فى أمة الحروف الميم أى يخلق الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثم النون أى يجعله هو بعد خلقه الوعاء الذى يتحمل التجليات ، أمة الحروف تقول بعد ألف القيومية والتى ما علمناها إلا بالحضرة المحمدية جاء حرف الباء. لماذا أظهر الله الباء ؟ ، أظهر الله الباء وجعل نقطتها باقية للتمييز والتعريف .
كان بعض الصالحين يقول : " اللهم أرنى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما هو عندك ". واعترضه البعض بعزة الشئون الإلهية .
حال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند ربه لا يعلمه إلا ربه ،
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى
(الضحى 4) ولكن الله يريد أن يعرف الناس " محمداً "صلى الله عليه وآله وسلّم ، فلابد من التمييز ، ومن أجل ذلك خلق الله النقطة التى تميز الحق من الضلال والفوق من التحت ، فكانت الباء دالة على سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم .
إذاً فالباء بقيت وظلت نقطتها لأنه لابد لها من التعريف بوجوب الإيمان برسالته صلى الله عليه وآله وسلّم ، فلابد للناس أن يؤمنوا بالرسالة ، والرسالة تحتاج إلى رسول ، هذا الرسول يجب أن يكون معروفا ، والباء عرفت بالنقطة فالباء إذاً فى أمة الحروف الدالة على بدء الخليقة بمن يجب أن يتعرف عليه الناس وهـو سيدنا محـمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فكان بداية الكون " بسم الله الرحمن الرحيم " خلق محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .
عندما يريد الله أن يخفى حال حبيبه فإنه يخفى النقطة ، ويظهره مرة فى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، ومرة فى أسرار قوله صلى الله عليه وآله وسلّم " ناولنى الذراع ".
عن أبى رافع قال : صنع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم شاة مصلية فأتى بها فقال لى " يا أبا رافع ناولنى الذراع " فناولته فقال " يا أبا رافع ناولنى الذراع " فناولته ثم قال " يا أبا رافع ناولنى الذراع " فقلت يا رسول الله وهل للشاة الا ذراعان فقال " لو سكت لناولتنى منها ما دعوت به " قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يعجبه الذراع .
بباء بدء كان يقول صلى الله عليه وآله وسلّم ناولنى الذراع . أخذها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى الحضرة النبوية . بأسرار تجلى الله بـ "بسم الله الرحمن الرحيم " وبالوكالة عن الله الرحمن الرحيم يأتى الذراع .
ومما قلناه فى كتاب ( حتى لا تحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ) وتعليقا على حرف الباء عند سيدنا إبراهيم ننقل ما نصه:
" إبراهيم الخليل صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم لما كان فى مقام الخلة اختار الله له إسم " إبراهيم " ، لاحظ وجود الألف ثم الباء ، والألف هو الرقم الأول (1) فى الأبجدية والباء الرقم الثانى (2) ، وكذلك " أبو بكر الصديق " اسمه " عبد الله " واختار الله له أبو بكر ألف ثم باء.. سواء فى " أبو " أو الألف فى " أبو " والباء فى " بكر " .
قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن " فانظر إلى بديع صنع الله.
أما إبليس ففيه الألف والباء ، ولكـن يتبعهم بـ " ليس " يعنى " إ ب ليس " يعنى ليس له مقام ، إلا البعد ، تتابع الباء بعد الألف يعنى أنه مطرود " إبليس " ليس له مقام خلافة الله ، ولا أنه حتى تابع ". اهـ النقل من الكتاب .
من أحوال الباء باء الوكالة ( كأن تقول : بسم الشعب يعنى وكيلا عن الشعب ) ، وعندما يأخذ باء الوكالة تزال الألف : بسم الله الرحمن الرحيم ، وهى أصلا باسم الله .
بالوكالة لا يظهر الموكِّل ، تكون أنت الظاهر ، لكن فى سورة
اقْرَأْ بِاسْمِ
(العلق 1) المقصود فيه الاسم ، لكن " بسم الله " : تعنى أتكلم بتصريف وتوكيل ، بسم الله : تعنى أن الله أعطى لى القدرة أن أتكلم باسمه .
والباء :
الحرف الثانى من الأبجدية سواء العربية ( أ ، ب ، ت ، ث ، ج .... إلخ - أو أ ، ب ، ج ، د ، ى ، و ... إلخ ) ، أو اللاتينية ( ألفا بيتا جاما ) أو الإنجليزية (A,B,C) .
كما قلنا : حرف الباء هو الملازم التالى لحرف الألف ، وهى أول شىء ظهر فى الكون .
باء بدء : باء " بسم الله الرحمن الرحيم " ... باء البدء بأول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ... ( لما بدا فى الأفق نور محمد ) رحم الله الشيخ النقشبندى .
أول الكون هو باء البداية وهى ظهور النور المحمدى لمعرفة ظهور شخص وذلك يقول له الله أنت خليفتى ومظهر توحيدى ، فقال تعالى : " بسم " وليس " باسم " رفعت الألف بحلول الباء مقام الألف ، وكيلة عن الألف ، سيدنا إبراهيم وسيدنا أبو بكر أخذوا الألف تليها الباء وذلك لمقام الخلة .
بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم ظهرت الرحمة الإلهية للأكوان بمركز النقطة ( نقطة الباء ) أى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو نائب الحق جل وعلا فى الأكوان ". انتهى النقل من كتابنا
الفرق بين " محمد" و "أحمد"

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 19, 2017 11:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

الفرق بين " محمد" و "أحمد"


ذكرناه فى كتابنا " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية" فراجعه.
عودا على بدء نرجع إلى أسماء البشر ، وما من إنسان إلا وله اسم وله حظ من اسمه ، لذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يغير الاسم السئ للأحسن.
الأسماء علمها الله لآدم ، وقد قلنا معنى كلمة آدم
كلمة " اسم " عبارة عن ثلاثة حروف :
الألف : ألف القيومية و حكم كن فيكون من الله
السين: سر من آمن يوم الذر حين قال الله عز وجل : " هؤلاء فى الجنة ولا أبالى وهؤلاء فى النار ولا أبالى " ، السين سبق الحكم والتقدير
الميم : ما فيه من قبول ورفض لسيد الخلق محمد الذى أخذ الله العهد من الأنبياء أن يؤمنوا به
قال تعالى
وإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ
(آل عمران 81-82) ، والميم أيضا نصيب المرء من شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم له فى الآخرة .
والنبى صلى الله عليه وآله وسلّم له شفاعات كثيرة ، عدد بعض العلماء سبعة عشر شفاعة :
أولاها : وهى فى الفصل بين أهل الموقف حين يقول الأنبياء نفسى نفسى
والثانية : يتشفع لأناس يدخلون الجنة بغير حساب
والثالثة: فى أناس استحقوا دخول النار فلا يدخلونها
والرابعة: فى أناس دخلوا النار فيخرجون منها
والخامسة: فى رفع درجات أناس فى الجنة
والسادسة: تخفيف العذاب عمن استحق الخلود فيها كما فى حق أبى طالب
والسابعة: شفاعته لمن مات بالمدينة
والثامنة: شفاعته لمن صبر على شدة المدينة
والتاسعة: شفاعته لفتح باب الجنة
والعاشرة: شفاعته لمن زاره صلى الله عليه وآله وسلّم
والحادية عشر: شفاعته لمن أجاب المؤذن وصلى عليه صلى الله عليه وآله وسلّم
والثانية عشر: الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الصباح والمساء عشر مرات.
والثالثة عشر: شفاعته فى أطفال المشركين أن لا يعذبوا
والرابعة عشر: شفاعته فى أهل بيته أن لا يدخل أحدا منهم النار.
والخامسة عشر: شفاعته صلى الله عليه وآله وسلّم فى دخول أمته الجنة قبل الناس
والسادسة عشر: شفاعته فيمن استوت حسناته وسيئاته وأصحاب الأعراف يدخلونها بشفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
والسابعة عشر: شفاعته صلى الله عليه وآله وسلّم فيمن قال لا إله إلا الله ولم يعمل خيرا قط
قلت:
شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم طالت المؤمن والكافر فى الدنيا والآخرة. ففى الدنيا لم تعذب وتهلك قريش بصيحة أو خسف أو عذاب عام ، وفى الآخرة فى الفصل بين أهل الموقف حين يقول الكافر " أرحنى ولو إلى النار ".
يس يعنى يا إنسان
من هو الإنسان الذى قال الله له
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
(لقمان 20) ، وقال عز شأنه
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
( (الجاثية 13)
من أنت يا إنسان ؟

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 21, 2017 10:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

من أنت يا إنسان ؟
ورد ذكر الإنسان فى القرآن الكريم (56) مرة أولها
يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا
(النساء 28) وآخرها
إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ
(العصر2)
من الآيات التى فيها ذكر الإنسان قوله تعالى :
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ
(هود 9)
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
(النحل 4)
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
(الإسراء 67)
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
(الإسراء 83)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
(الكهف 54)
وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا
(مريم 66)
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ
(الحج 66)
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
(الأحزاب 72)
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
(يس 77)
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ
(الزخرف 15)
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
(المعارج 19)
بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
(القيامة 5)
بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(القيامة 14)
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ
(عبس 17)
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
(الانفطار 6)
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
(البلد 4)
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
(التين 4-6)
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
(العلق 6)
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
(العاديات 6)
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
(العصر 2-3)
ذكرنا أنه تحت حرف السين يقع كل ما فسره المفسرون ، قالوا يس يعنى "يا إنسان " يعنون به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
وإلا فالإنسان هو ما عرضنا عليك بعض الآيات التى فيها ذكره
لم يدّعِ الألوهية ولا الربوبية مَلَك ولا جان ، متحرك ولا ساكن إلا الإنسان كلمة " إنسان " خمس حروف ، " إن " ، " ان " ، بينهما " س "
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
(الإنسان 1)
قدمنا شرح الألف والنون من أمة الحروف
الألف : ألف القيومية
النون: وعاء نصف دائرة
السين: هو السر المستودع فى البشر ، فالسين هى ميزان الكلمة " إنسان " تتوسط الحروف ، ألف ونون قبلها وألف ونون بعدها ، وهى سر سره المشار إليها دائما ، الألف والنون قبل السين تدل على القَدَر ، والألف والنون بعد السين تدل على ما يصير إليه ابن آدم فى الآخرة وتحقق ما كُتِبَ عليه فهو إناء للأقدار.
الإنسان هو الجنس الذى حمل الأمانة التى عرضها الله على المخلوقات فأبت أن تحملها
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
(الأحزاب 72)
السر فى الإنسان فى وجود الأنبياء والمرسلين ثم الأولياء الصالحين .
سيدهم كلهم فى الدنيا والآخرة النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بلا خلاف ، جمع الله فيه جميع ما تفرق فى الأنبياء والمرسلين من عظيم الخصائص والقدرات ، ما من صفة فى نبى أو خصيصة إلا وقد جمعها النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ما من دعوة دعاها نبى إلا وقد أعطى الله النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أعظم منها ، فأصبح النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو الفرد الجامع لكل ما تفرق فى الأنبياء، لذا صلى بالأنبياء ببيت المقدس ، جمع بين القبلتين مكة المكرمة وبيت المقدس وجمعت له الشريعة والحقيقة.
عندما طلب نبى الله موسى ميعادا أمره الله بالصيام والعبادة أربعين ليلة ، وقال له
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ
(طه 12) ، أما نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم فأسرى وعرج به ولم يطلب منه لا أربعين يوما للتجهز ولا خلع نعلين . ولما قال موسى
رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ
(الأعراف 143) ، قال رب العزة
قَالَ لَن تَرَانِي
(الأعراف 143) ، وقد رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ربه فى الإسراء والمعراج.
دعا نبى الله موسى فقال
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
(طه 25-27) ، وقال الله لنبيه
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
(الشرح 1) ، وقال له
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ
(مريم 97) ، قال تعالى فى حق سيدنا موسى
وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي
(طه 39) ،
وقال لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
(الطور 48)
محمد أشرف الأعراب والعجم .
محمد خير من يمشى على قدم .
محمد باسط المعروف جامعه .
محمد صاحب الإحسان والكرم .
يقول السادة الصوفية عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه " الإنسان الكامل "
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 21, 2017 10:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

من أنت يا إنسان ؟
ورد ذكر الإنسان فى القرآن الكريم (56) مرة أولها
يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا
(النساء 28) وآخرها
إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ
(العصر2)
من الآيات التى فيها ذكر الإنسان قوله تعالى :
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ
(هود 9)
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
(النحل 4)
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا
(الإسراء 67)
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا
(الإسراء 83)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
(الكهف 54)
وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا
(مريم 66)
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ
(الحج 66)
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
(الأحزاب 72)
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
(يس 77)
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ
(الزخرف 15)
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
(المعارج 19)
بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
(القيامة 5)
بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(القيامة 14)
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ
(عبس 17)
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
(الانفطار 6)
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
(البلد 4)
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
(التين 4-6)
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
(العلق 6)
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
(العاديات 6)
إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
(العصر 2-3)
ذكرنا أنه تحت حرف السين يقع كل ما فسره المفسرون ، قالوا يس يعنى "يا إنسان " يعنون به النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
وإلا فالإنسان هو ما عرضنا عليك بعض الآيات التى فيها ذكره
لم يدّعِ الألوهية ولا الربوبية مَلَك ولا جان ، متحرك ولا ساكن إلا الإنسان كلمة " إنسان " خمس حروف ، " إن " ، " ان " ، بينهما " س "
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
(الإنسان 1)
قدمنا شرح الألف والنون من أمة الحروف
الألف : ألف القيومية
النون: وعاء نصف دائرة
السين: هو السر المستودع فى البشر ، فالسين هى ميزان الكلمة " إنسان " تتوسط الحروف ، ألف ونون قبلها وألف ونون بعدها ، وهى سر سره المشار إليها دائما ، الألف والنون قبل السين تدل على القَدَر ، والألف والنون بعد السين تدل على ما يصير إليه ابن آدم فى الآخرة وتحقق ما كُتِبَ عليه فهو إناء للأقدار.
الإنسان هو الجنس الذى حمل الأمانة التى عرضها الله على المخلوقات فأبت أن تحملها
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
(الأحزاب 72)
السر فى الإنسان فى وجود الأنبياء والمرسلين ثم الأولياء الصالحين .
سيدهم كلهم فى الدنيا والآخرة النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بلا خلاف ، جمع الله فيه جميع ما تفرق فى الأنبياء والمرسلين من عظيم الخصائص والقدرات ، ما من صفة فى نبى أو خصيصة إلا وقد جمعها النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ما من دعوة دعاها نبى إلا وقد أعطى الله النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أعظم منها ، فأصبح النبى صلى الله عليه وآله وسلّم هو الفرد الجامع لكل ما تفرق فى الأنبياء، لذا صلى بالأنبياء ببيت المقدس ، جمع بين القبلتين مكة المكرمة وبيت المقدس وجمعت له الشريعة والحقيقة.
عندما طلب نبى الله موسى ميعادا أمره الله بالصيام والعبادة أربعين ليلة ، وقال له
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ
(طه 12) ، أما نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم فأسرى وعرج به ولم يطلب منه لا أربعين يوما للتجهز ولا خلع نعلين . ولما قال موسى
رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ
(الأعراف 143) ، قال رب العزة
قَالَ لَن تَرَانِي
(الأعراف 143) ، وقد رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ربه فى الإسراء والمعراج.
دعا نبى الله موسى فقال
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
(طه 25-27) ، وقال الله لنبيه
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
(الشرح 1) ، وقال له
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ
(مريم 97) ، قال تعالى فى حق سيدنا موسى
وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي
(طه 39) ،
وقال لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
(الطور 48)
محمد أشرف الأعراب والعجم .
محمد خير من يمشى على قدم .
محمد باسط المعروف جامعه .
محمد صاحب الإحسان والكرم .
يقول السادة الصوفية عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه " الإنسان الكامل "
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 22, 2017 10:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

يس

يقول السادة الصوفية عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه " الإنسان الكامل "


والإنسان الكامل له عدة تعريفات ، ويطلق عليه صلى الله عليه وآله وسلّم " إنسان عين الوجود ".
نصف كلمة " إنسان " إنس ، وشرحها يقرب من كلمة " اسم " التى تم شرحها لكن الهمزة التحتية ترمز إلى وجود خلافته فى العالم السفلى ، أى الأرض.
يس يعنى "يا سيد "
كل من أطاع الله ورسوله أصبح سيدا ، س (سبق شرحها) ، الياء هى ياء النهاية
وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ
(النجم 42) ، الدال هى دال الدالة على الحق عز وجل ، وهى الحرف الرابع من اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، كأن المعنى : أن كل س من الناس إذا أراد الآخرة ويريد أن يسعى لها سعيها فعليه بالدال على الله سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم ، فمن فعل ذلك أصبح سيدا ، وبالنسبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فمعناها "سين" سيد الخلق ، أنت سر الخلق منتهاك إلىّ يا حبيبى يا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .
القرآن كله خطاب من الله عز وجل له صلى الله عليه وآله وسلّم ، كم كلمة وكم آية فيها خطاب للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم بربه ، فيها حرف الكاف { أَعْطَيْنَاكَ} ، { عَلَيْك} ،
{يُكَذِّبُونَكَ} ، ... أو التاء { أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ، أو قل
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
أو { تَقُولُ} ، { وَإِذْ تَقُولُ} . ، يأتى نصيب الناس وهم خلف النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
من عجائب هذا العصر غلبة المبتدعة على كثير من العوام ، أقصد بالمبتدعة المتشددين الذين لا يرضون بسيادة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عليهم ، ولا تكاد تجد فيهم أحدا يقول " سيدنا محمد " ، وأحتفظ بفتاوى مكتوبة لهم وصل بهم التطرف فيها أن يقولوا: يجوز لفظ السيادة على أى أحد إلا نبينا ! ، من السهل أن تعرفهم ، تجدهم يقولون "وصل اللهم على نبينا محمد ..." ، لا يقول أحد فيهم " سيدنا محمد "، ويذكرون اسم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " محمد " دون وضع أى شئ ، يقولون " محمد قال " ، " محمد هاجر " ، " محمد شرع " ... وهكذا ، ولو قلت لأى موتور فيهم : لماذا تقول ذلك يا فلان ؟ ، يقول لك : قل لى : يا شيخ فلان ! ، فعندهم فضيلة الشيخ، وشيخ الإسلام قدس الله سره ، والإمام ابن فلان ، أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيستنكفون وضع كلمة " سيد " قبل كلمة " محمد ".
يحضرنى ونحن نشير إلى العلاقة بين " يس " وبين " يا سيد " أو " يا إنسان " ما ورد عن الإمام البقاعى - أحد الأئمة كان الحافظ ابن حجر العسقلانى من شيوخه - فى تفسيره المعروف بنظم الدرر.
وقد حَرّف عبد الرحمن الوكيل رئيس جمعية " أنصار السنة " فى فترة الستينيات كتاباً له – أى للبقاعى - وسماه كذبا وزورا " مصرع التصوف " والكتاب كان فى الرد على ابن عربى ، واسمه تنبيه الغبى إلى كفر ابن عربى".
وقد رد عليه الإمام السيوطى بما يكفى.
ما من متنطع أو متشدد إلا ويستدل به دون أن يدرى أن من يستدل به كان يصرح ببغضه لابن تيمية ، وهذه عندهم كأنها والعياذ بالله قدح فى الشهادتين انظر إلى البقاعى ماذا يقول فى تفسيره ، قال البقاعى : يس * وإن كان المعنى : يا إنسان ، فهو قلب الموجودات المخلوقات كلها وخالصها وسرها ولبابها ، وإن أريد: يا سيد ، فهو خلاصة من سادهم ، وإن أريد : يا رجل ، فهو خلاصة البشر، وإن أريد : يا محمد ، فهو خالصة الرجال الذين هم لباب البشر الذين هم سر الأحياء الذين هم عين الموجودات فهو خلاصة الخلاصة وخيار وعين القلب ، وكأن من قال معناه محمد نظر إلى الإتحاد فى عدد اسمه صلى الله عليه وآله وسلّم بالجُمَّل بالنظر إلى اليمين فى المشددة وعدد ( قلب) وعدد اسمى الحرفين ، ولا يخفى أن الهمزة فى اسم الياء ألف ثانية ، فمبلغ عدده اثنا عشر .
وقال البقاعى أيضا فى قوله تعالى :
عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
(يس 4) ولما كان الأنبياء عليهم السلام من نوره صلى الله عليه وآله وسلّم ، لأنه أولهم خلقاً وآخرهم بعثاً ، فكانوا فى الحقيقة إنما هم ممهدون لشرعه ، وكان سبحانه إنما أرسله ليتمم مكارم الأخلاق ، وكان قد جعل سبحانه من المكارم أن لا يكلم الناس إلا بما تسع عقولهم ، وكانت عدة المرسلين كما فى حديث أبى أمامة الباهلى عن أبى ذر رضى الله عنهما عند أحمد فى المسند ثلاثمائة وخمسة عشر ، وفيه أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وهو فى الطبرانى الكبير عن أبى أمامة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فذكر عدد الرسل فقط ، وكانت عقول العرب لا تسع بوجه قبل الإيمان أنهم منه ، أقسم سبحانه ظاهراً أنه منهم ورمزاً للأصفياء باطناً إلى أنهم منه ،
بجعلهم عدد أسماء حروف اسمه محمد صلى الله عليه وآله وسلّم الذى رمز إليه بالحرفين أول السورة ، فكأنه قال : إنك يا ياسين الذى تأويله محمد الذى عدد أسماء حروفه بعددهم لأصلهم ، فصار رمزاً فى رمز ، وكنزاً نفيساً داخل كنز ، وسراً من سر ، وبراً إلى بر ، وهو أحلى فى منادمة الأحباب من صريح الخطاب ، ثم علق باسم المفعول قوله : { عَلَىٰ صِرَاطٍ} أى طريق واسع واضح { مُّسْتَقِيمٍ} أى أنت من هؤلاء الذين قد ثبت لهم أنهم عليه ، وهو الصراط المستقيم الأكمل المتقدم فى الفاتحة لأنه لخواص المنعم عليهم ولقوله تعالى فى حق موسى وهارون عليهم السلام
وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
(الصافات 118) فيكون تنوينه - بما أرشد إليه القسم والتأكيد - للتعظيم ، والمعنى أنهم قد ثبت لهم هذا الوصف العظيم وأنت منهم بما شاركتهم فيه من الأدلة ، فليس لأحد أن يخصك من بينهم بالتكذيب . اهـ كلام البقاعى.
العلامة الشيخ الفاضل جودة أبو اليزيد المهدى شارحا لكلمات الإمام البقاعى وموضحا قال: " موافقات حروف يس العددية بدون بسط هى نفسها موافقات اسم محمد العددية وذلك لأن :
يس = يا + س = 10+1+1+120 = 132
وكذلك محمد = 40+40+40+8+4= 132 ، وانظر تفاصيل ذلك فى نظم الدرر لبرهان الدين البقاعى .
والموافقة الثانية : أنها قسم ظاهرى بمحمد وقسم باطنى باسمه الذى يوافق عدد بسط حروفه وعدد جميع المرسلين :
فحروف محمد بالبسط هى : م = ميم = 40+40+10 = 90×3
عدد ميمات الاسم =270 ، حرف ح = حاء = 8+1+1=10
والدال عدد بسط حروفه 35 ، وهكذا فيكون مجموعها 315 بعدد المرسلين الذى جاء فى إحدى روايات حديث أبى ذر فى مسند أحمد ، والمعنى أن الله أقسم بسيدنا محمد ظاهرا
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)
وباطنا بعدد حروفه أنه هو عدد المرسلين أى أقسم باطنا بأن المرسلين منك فهم باطنا منك لأنك أصل الوجود.
والموافقة الثالثة أن " يس " موافقة لكلمة " قلب " : فكما أن يس قلب القرآن فأنت يا محمد قلب الأكوان ، لأن موافق كلمة يس هو 132 ، وكذلك موافق كلمة قلب هو 132 أيضا ، أى أن هناك ثلاث موافقات: يس هو محمد / يس هو عدد المرسلين / محمد هو قلب الأكوان." انتهى كلام الشيخ العلامة جودة المهدى.
قلت:
وأساس الحساب أن كلمة " محمد " فيها ثلاث ميمات ، ميم قبل الحاء ، ثم ميم مشددة تحسب باثنتين ، ثم الدال.
سريان الياء والسين
حرف السين والأنبياء
تتابع الياء والسين له سر ، أى نبى فى اسمه حروف ى ، س متتالية يكون فيه بعداً روحانياً , ومجهولية فى المكان والزمان أو شئ فى حياته يكون غامضا نوعا ما..ويكون له نوع سير فى الزمان من طول عمر واحتجابه عن الناس ، مثل: سيدنا إدريس ، عيسى ، اليسع ، إلياس.
كان سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول بأن سيدنا إلياس هو سيدنا إدريس ، كما ورد ذلك فى صحيح البخارى. ، وكان يقول بأن
سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ
هى " سلام على إدراسين ".
نبى الله إدريس عليه الصلاة والسلام - وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام- رفعه الله إلى السماء
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا
(مريم 57) .
وسيدنا عيسى رفعه الله إليه بنص القرآن الكريم
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
(النساء 158) وسينزل فى آخر الزمان لقتال الدجال .
واليسع ما ورد فيه قليل ، قال تعالى :
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
(الأنعام 86) ، وقال:
وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ
(ص 48)
بعض ممن يقول ببقاء الخضر حيا حتى يقتله الدجال - وهم جمهور الأمة - يقول أن الخضر هو اليسع ، وبعضهم قال هو إلياس. .
فإن قلت: ما وجه التشابه بين من رفعهما الله (سيدنا إدريس ، سيدنا عيسى ) وبين إلياس وليس فى اسم إلياس ياء وسين متتابعتين ؟
قلنا لك : تقدم كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، ونزيد الأمر إيضاحا أن سيدنا إدريس حى فى السماء عند بعض العلماء , وعلى قدمه سيدنا إلياس ، فالألف بين الياء والسين لتدل أن سيدنا إدريس هو أول من دخل هذا المقام.
أى مقام ؟! أن يكون فى اسمه ياء ، سين متتاليين ، بل أن فى اسمه ما أشرنا إليه فى معنى ومغزى كلمة آدم ، أى أن إدريس كان فيه خلافة ، لكن استعوضت الميم (ميم آدم) بأمرين: الراء ، و يس ( إ د ر يس ) ، وقلنا أن ميم آدم هى " محمد " ، فيكون خلافة إدريس خلافة من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الباطن (لأن آخر اسمه يس)وعلومه مثل العلوم اللدنية , أما الراء فهى تجلى الله عليه باسم الله " الرب " ، كما نقول " رب الدار " ، " رب البيت " ، بهذا التجلى باسم الله الرب ، والخلافة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الباطن باسمه صلى الله عليه وآله وسلّم " يس " عَمَّرَ سيدنا إدريس الكون.
سيدنا إدريس كان من السريانيين، سيدنا إدريس هو أخنوخ، ورد بذلك النص عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ففى حديث طويل عن أبى ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كم الرسل من ذلك قال: " ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيراً " قال قلت يا رسول الله من كان أولهم قال " آدم " قلت يا رسول الله أنبى مرسل قال " نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا " ثم قال " يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وشعيب وصالح ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ".
سيدنا إدريس هو أخنوخ الذى علم المصريين بناء الأهرامات ، والخط الأول ، وهو من علم الناس لبس الملابس بعد أن كانوا يلبسون الجلود ، وهو أول من خط بالقلم ...... عندما سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن الخط بالقلم ، قال " أثارة من علم " ، عن ابن عباس عن رسول الله أنه سئل عن الخط فقال " هو أثارة من علم ".
أخنوخ هو هرمس ، وهو أبو الحكمة فى العالم ، وهو الذى كتب كل الألغاز الرياضية ، وهو سيدنا إدريس , الذى كان يتحرك بالسر مع دمج العلم الظاهر بالباطن .
يجدر بنا أن ننقل شيئا من كتابنا " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " لأهميتها :
وراثة خلافة الأرض


يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 22, 2017 10:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

يس

يقول السادة الصوفية عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أنه " الإنسان الكامل "


والإنسان الكامل له عدة تعريفات ، ويطلق عليه صلى الله عليه وآله وسلّم " إنسان عين الوجود ".
نصف كلمة " إنسان " إنس ، وشرحها يقرب من كلمة " اسم " التى تم شرحها لكن الهمزة التحتية ترمز إلى وجود خلافته فى العالم السفلى ، أى الأرض.
يس يعنى "يا سيد "
كل من أطاع الله ورسوله أصبح سيدا ، س (سبق شرحها) ، الياء هى ياء النهاية
وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ
(النجم 42) ، الدال هى دال الدالة على الحق عز وجل ، وهى الحرف الرابع من اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، كأن المعنى : أن كل س من الناس إذا أراد الآخرة ويريد أن يسعى لها سعيها فعليه بالدال على الله سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلّم ، فمن فعل ذلك أصبح سيدا ، وبالنسبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فمعناها "سين" سيد الخلق ، أنت سر الخلق منتهاك إلىّ يا حبيبى يا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .
القرآن كله خطاب من الله عز وجل له صلى الله عليه وآله وسلّم ، كم كلمة وكم آية فيها خطاب للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم بربه ، فيها حرف الكاف { أَعْطَيْنَاكَ} ، { عَلَيْك} ،
{يُكَذِّبُونَكَ} ، ... أو التاء { أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ، أو قل
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
أو { تَقُولُ} ، { وَإِذْ تَقُولُ} . ، يأتى نصيب الناس وهم خلف النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
من عجائب هذا العصر غلبة المبتدعة على كثير من العوام ، أقصد بالمبتدعة المتشددين الذين لا يرضون بسيادة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عليهم ، ولا تكاد تجد فيهم أحدا يقول " سيدنا محمد " ، وأحتفظ بفتاوى مكتوبة لهم وصل بهم التطرف فيها أن يقولوا: يجوز لفظ السيادة على أى أحد إلا نبينا ! ، من السهل أن تعرفهم ، تجدهم يقولون "وصل اللهم على نبينا محمد ..." ، لا يقول أحد فيهم " سيدنا محمد "، ويذكرون اسم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " محمد " دون وضع أى شئ ، يقولون " محمد قال " ، " محمد هاجر " ، " محمد شرع " ... وهكذا ، ولو قلت لأى موتور فيهم : لماذا تقول ذلك يا فلان ؟ ، يقول لك : قل لى : يا شيخ فلان ! ، فعندهم فضيلة الشيخ، وشيخ الإسلام قدس الله سره ، والإمام ابن فلان ، أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيستنكفون وضع كلمة " سيد " قبل كلمة " محمد ".
يحضرنى ونحن نشير إلى العلاقة بين " يس " وبين " يا سيد " أو " يا إنسان " ما ورد عن الإمام البقاعى - أحد الأئمة كان الحافظ ابن حجر العسقلانى من شيوخه - فى تفسيره المعروف بنظم الدرر.
وقد حَرّف عبد الرحمن الوكيل رئيس جمعية " أنصار السنة " فى فترة الستينيات كتاباً له – أى للبقاعى - وسماه كذبا وزورا " مصرع التصوف " والكتاب كان فى الرد على ابن عربى ، واسمه تنبيه الغبى إلى كفر ابن عربى".
وقد رد عليه الإمام السيوطى بما يكفى.
ما من متنطع أو متشدد إلا ويستدل به دون أن يدرى أن من يستدل به كان يصرح ببغضه لابن تيمية ، وهذه عندهم كأنها والعياذ بالله قدح فى الشهادتين انظر إلى البقاعى ماذا يقول فى تفسيره ، قال البقاعى : يس * وإن كان المعنى : يا إنسان ، فهو قلب الموجودات المخلوقات كلها وخالصها وسرها ولبابها ، وإن أريد: يا سيد ، فهو خلاصة من سادهم ، وإن أريد : يا رجل ، فهو خلاصة البشر، وإن أريد : يا محمد ، فهو خالصة الرجال الذين هم لباب البشر الذين هم سر الأحياء الذين هم عين الموجودات فهو خلاصة الخلاصة وخيار وعين القلب ، وكأن من قال معناه محمد نظر إلى الإتحاد فى عدد اسمه صلى الله عليه وآله وسلّم بالجُمَّل بالنظر إلى اليمين فى المشددة وعدد ( قلب) وعدد اسمى الحرفين ، ولا يخفى أن الهمزة فى اسم الياء ألف ثانية ، فمبلغ عدده اثنا عشر .
وقال البقاعى أيضا فى قوله تعالى :
عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
(يس 4) ولما كان الأنبياء عليهم السلام من نوره صلى الله عليه وآله وسلّم ، لأنه أولهم خلقاً وآخرهم بعثاً ، فكانوا فى الحقيقة إنما هم ممهدون لشرعه ، وكان سبحانه إنما أرسله ليتمم مكارم الأخلاق ، وكان قد جعل سبحانه من المكارم أن لا يكلم الناس إلا بما تسع عقولهم ، وكانت عدة المرسلين كما فى حديث أبى أمامة الباهلى عن أبى ذر رضى الله عنهما عند أحمد فى المسند ثلاثمائة وخمسة عشر ، وفيه أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، وهو فى الطبرانى الكبير عن أبى أمامة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فذكر عدد الرسل فقط ، وكانت عقول العرب لا تسع بوجه قبل الإيمان أنهم منه ، أقسم سبحانه ظاهراً أنه منهم ورمزاً للأصفياء باطناً إلى أنهم منه ،
بجعلهم عدد أسماء حروف اسمه محمد صلى الله عليه وآله وسلّم الذى رمز إليه بالحرفين أول السورة ، فكأنه قال : إنك يا ياسين الذى تأويله محمد الذى عدد أسماء حروفه بعددهم لأصلهم ، فصار رمزاً فى رمز ، وكنزاً نفيساً داخل كنز ، وسراً من سر ، وبراً إلى بر ، وهو أحلى فى منادمة الأحباب من صريح الخطاب ، ثم علق باسم المفعول قوله : { عَلَىٰ صِرَاطٍ} أى طريق واسع واضح { مُّسْتَقِيمٍ} أى أنت من هؤلاء الذين قد ثبت لهم أنهم عليه ، وهو الصراط المستقيم الأكمل المتقدم فى الفاتحة لأنه لخواص المنعم عليهم ولقوله تعالى فى حق موسى وهارون عليهم السلام
وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
(الصافات 118) فيكون تنوينه - بما أرشد إليه القسم والتأكيد - للتعظيم ، والمعنى أنهم قد ثبت لهم هذا الوصف العظيم وأنت منهم بما شاركتهم فيه من الأدلة ، فليس لأحد أن يخصك من بينهم بالتكذيب . اهـ كلام البقاعى.
العلامة الشيخ الفاضل جودة أبو اليزيد المهدى شارحا لكلمات الإمام البقاعى وموضحا قال: " موافقات حروف يس العددية بدون بسط هى نفسها موافقات اسم محمد العددية وذلك لأن :
يس = يا + س = 10+1+1+120 = 132
وكذلك محمد = 40+40+40+8+4= 132 ، وانظر تفاصيل ذلك فى نظم الدرر لبرهان الدين البقاعى .
والموافقة الثانية : أنها قسم ظاهرى بمحمد وقسم باطنى باسمه الذى يوافق عدد بسط حروفه وعدد جميع المرسلين :
فحروف محمد بالبسط هى : م = ميم = 40+40+10 = 90×3
عدد ميمات الاسم =270 ، حرف ح = حاء = 8+1+1=10
والدال عدد بسط حروفه 35 ، وهكذا فيكون مجموعها 315 بعدد المرسلين الذى جاء فى إحدى روايات حديث أبى ذر فى مسند أحمد ، والمعنى أن الله أقسم بسيدنا محمد ظاهرا
إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3)
وباطنا بعدد حروفه أنه هو عدد المرسلين أى أقسم باطنا بأن المرسلين منك فهم باطنا منك لأنك أصل الوجود.
والموافقة الثالثة أن " يس " موافقة لكلمة " قلب " : فكما أن يس قلب القرآن فأنت يا محمد قلب الأكوان ، لأن موافق كلمة يس هو 132 ، وكذلك موافق كلمة قلب هو 132 أيضا ، أى أن هناك ثلاث موافقات: يس هو محمد / يس هو عدد المرسلين / محمد هو قلب الأكوان." انتهى كلام الشيخ العلامة جودة المهدى.
قلت:
وأساس الحساب أن كلمة " محمد " فيها ثلاث ميمات ، ميم قبل الحاء ، ثم ميم مشددة تحسب باثنتين ، ثم الدال.
سريان الياء والسين
حرف السين والأنبياء
تتابع الياء والسين له سر ، أى نبى فى اسمه حروف ى ، س متتالية يكون فيه بعداً روحانياً , ومجهولية فى المكان والزمان أو شئ فى حياته يكون غامضا نوعا ما..ويكون له نوع سير فى الزمان من طول عمر واحتجابه عن الناس ، مثل: سيدنا إدريس ، عيسى ، اليسع ، إلياس.
كان سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول بأن سيدنا إلياس هو سيدنا إدريس ، كما ورد ذلك فى صحيح البخارى. ، وكان يقول بأن
سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ
هى " سلام على إدراسين ".
نبى الله إدريس عليه الصلاة والسلام - وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام- رفعه الله إلى السماء
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا
(مريم 57) .
وسيدنا عيسى رفعه الله إليه بنص القرآن الكريم
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
(النساء 158) وسينزل فى آخر الزمان لقتال الدجال .
واليسع ما ورد فيه قليل ، قال تعالى :
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
(الأنعام 86) ، وقال:
وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ
(ص 48)
بعض ممن يقول ببقاء الخضر حيا حتى يقتله الدجال - وهم جمهور الأمة - يقول أن الخضر هو اليسع ، وبعضهم قال هو إلياس. .
فإن قلت: ما وجه التشابه بين من رفعهما الله (سيدنا إدريس ، سيدنا عيسى ) وبين إلياس وليس فى اسم إلياس ياء وسين متتابعتين ؟
قلنا لك : تقدم كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، ونزيد الأمر إيضاحا أن سيدنا إدريس حى فى السماء عند بعض العلماء , وعلى قدمه سيدنا إلياس ، فالألف بين الياء والسين لتدل أن سيدنا إدريس هو أول من دخل هذا المقام.
أى مقام ؟! أن يكون فى اسمه ياء ، سين متتاليين ، بل أن فى اسمه ما أشرنا إليه فى معنى ومغزى كلمة آدم ، أى أن إدريس كان فيه خلافة ، لكن استعوضت الميم (ميم آدم) بأمرين: الراء ، و يس ( إ د ر يس ) ، وقلنا أن ميم آدم هى " محمد " ، فيكون خلافة إدريس خلافة من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الباطن (لأن آخر اسمه يس)وعلومه مثل العلوم اللدنية , أما الراء فهى تجلى الله عليه باسم الله " الرب " ، كما نقول " رب الدار " ، " رب البيت " ، بهذا التجلى باسم الله الرب ، والخلافة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى الباطن باسمه صلى الله عليه وآله وسلّم " يس " عَمَّرَ سيدنا إدريس الكون.
سيدنا إدريس كان من السريانيين، سيدنا إدريس هو أخنوخ، ورد بذلك النص عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ففى حديث طويل عن أبى ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كم الرسل من ذلك قال: " ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيراً " قال قلت يا رسول الله من كان أولهم قال " آدم " قلت يا رسول الله أنبى مرسل قال " نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا " ثم قال " يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وشعيب وصالح ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ".
سيدنا إدريس هو أخنوخ الذى علم المصريين بناء الأهرامات ، والخط الأول ، وهو من علم الناس لبس الملابس بعد أن كانوا يلبسون الجلود ، وهو أول من خط بالقلم ...... عندما سئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عن الخط بالقلم ، قال " أثارة من علم " ، عن ابن عباس عن رسول الله أنه سئل عن الخط فقال " هو أثارة من علم ".
أخنوخ هو هرمس ، وهو أبو الحكمة فى العالم ، وهو الذى كتب كل الألغاز الرياضية ، وهو سيدنا إدريس , الذى كان يتحرك بالسر مع دمج العلم الظاهر بالباطن .
يجدر بنا أن ننقل شيئا من كتابنا " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " لأهميتها :
وراثة خلافة الأرض


يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قبس من نور من كتاب يس لمولانا دكتور محمود صبيح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 23, 2017 10:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يس

يجدر بنا أن ننقل شيئا من كتابنا " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " لأهميتها :
وراثة خلافة الأرض

وقال تعالى
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
(الأعراف 128) وقال تعالى
كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
(الشعراء 59) ، وقال سبحانه وتعالى
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا
(الأحزاب 27) وقال تعالى
وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
(الدخان 32)
نشرح هذه الوراثة شرحا موجزا فنقول : لما خلق الله سيدنا آدم صلى الله عليه وآله وسلّم وجعله خليفة جعل معه علوماً كثيرة أورثها لأولاده تساعدهم فى الحياة الدنيا ، لم يكن العلم الظاهر متقدم التقدم الموجود بتطور العلم فى الأزمنة والعصور.
ماذا كان يفعل المريض ؟ كيف يحملون الأثقال الكبيرة ؟ كيف يبنون ؟ كيف يتعاملون مع كل ما فى الكون ؟
علوم كثيرة ما علمت إلا بالوراثة من نبى الله آدم صلى الله عليه وآله وسلّم وأورثها لأولاده ، هل تظن مثلا أن أسرار الفراعنة كانت أسرارا علمية ؟ ، ربما ، لكن كان هناك كثير من الأسرار وصلت إليهم بطريقتين:
الأولى : وراثات من الأنبياء ، فالعهد بينهم قريب وكان بينهم نبى الله إدريس صلى الله عليه وآله وسلّم والذى كان يخط بالقلم.
الثانية : أنهم كانوا فى زمن من الأزمنة خلفاء الله فى الأرض فى الظاهر حتى يتحملوا عبء عمارة الكون ، كان منهم المسلمون المؤمنون ومنهم دون ذلك.
لما بعث الله نبى الله موسى صلى الله عليه وآله وسلّم وأرسله إلى فرعون وأعرض فرعون وطغى وتكبر وحدث ما حدث من غرق فرعون ، بدأت العلوم الوراثية تذهب إلى سيدنا موسى وقومه ، فبنو إسرائيل وقتها كانوا على نوع من أنواع التوحيد ولو أطاعوا نبى الله موسى صلى الله عليه وآله وسلّم لكانوا على التوحيد الخالص لكن حب العجل والعناد والسامرى وقارون ضيعهم ، ثم أعقبهم الله الهوان لقتلهم أنبيائهم.
هذا يفسر لك قول الله عز وجل
كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
(الشعراء 59) ، مع أن سيدنا موسى لم يرجع إلى مصر وكذلك اليهود وذلك ثابت تاريخيا ، بعض العلماء ظنوا أن اليهود رجعوا مرة أخرى ، وهذا لم يحدث فقد تاهوا فى سيناء أربعين عاما ، وبعضهم قال أن معنى الآية " أن يكون { وَأَوْرَثْنَاهَا}
( معناه الحالة من النعمة وإن لم يكن فى قطر واحد " وقال فى القطر أنه الشام.
نرى أن الوراثة هنا هى وراثة العلوم ، لذا ما تقدم اليهود فى العلم إلا بعد خروجهم من مصر.
وقد كانت الحضارات ترث بعضها بعضا ، فالحضارات لها قيامات كقيامة الإنسان الصغرى والكبرى ،كلما زادت العلوم الظاهرة ، كلما قلت العلوم الباطنة، وخاصة الأسرار والوراثات ، هذا يفسر لك قلة الأولياء فى الأزمنة المتأخرة.
مع قرب قيام الساعة وقبيل خروج المهدى ونزول سيدنا عيسى تزيد الأسرار وأهل الأسرار ، وأنت خبير أنه يوما ما سترجع الحياة إلى ما كانت عليه قبل عصر تطور العلوم والصناعة ، فأهل الأرض يريدون دمارها بما اخترعوه من أسلحة للدمار والدمار الشامل.
علوم الوراثة لو ورثها أحد تسمى هذه العلوم بالأمانة ، قال تعالى :
إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا
(الأحزاب 72) ، هذه الأمانة تذهب لمن هو أحق بها وأهلها ، إما فى علم الظاهر لعمارة الكون أو فى الباطن لأهل الله لإثبات عظمة هذا الدين ،
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(الروم 9)
فلا تتعجب أن يكون الروم عندهم أمانات لعمارة الكون ، فقد قال الله تعالى:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(فصلت 53) وقال
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
(الروم 7) .
وفى الآيتين إشارة إلى أن الروم سيؤتون علما (سَنُرِيهِمْ) ، وليس سنريكم ، إذاً الأمانة هى ما تؤتمن عليه ، وكان الناس قديما يطلقون على روح الإنسان وجسد الميت " أمانة " ، فيقولون فلان سلم أمانته ، وكان الناس يعلمون أن بعض الأبناء يرث أباه أو معلمه فى العلوم الباطنة ، لذلك كانوا يقولون كلمة تقال حتى الآن لا يعلم سببها الناس وهى جملة " البركة فيك " ، كانت تقال من الصالحين لأحد (واحد فقط) من أبناء أو تلاميذ المشايخ ، هذه الأمانات والوراثات الكلام فيها كثير .
عن الأمانة ورفعها إليك هذا الحديث العظيم الذى يفسر لك - نوعا ما – معنى الأمانة وكيف ترفع.
قال حذيفة " حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، " أن الأمانة نزلت فى جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة " وحدثنا عن رفعها قال " ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه " .
أمانات الحضارات والأمم والشعوب يبحث عنها بعض ممن يهتمون بما سيكون بمشيئة الله فى الأزمنة القادمة ، سواء لحرب الإسلام أو الوقوف مع الدجال أو لمجرد القوة. والمتتبع للبرمجة التى تحدث فى عقول الغرب يفاجأ باهتمامهم بالعلوم الروحانية وذى القدرات الخاصة والنبوءات والكرامات. أما نحن كمسلمين فنضيع علوما وأسرارا إنكارا واستكبارا فى زمن نحتاج لحشد الجهود بما فيها الجهود الروحانية.
معرفة الأقطاب والأوتاد والأبدال ليست فرضا ، لكن حبهم من دين الله فهم من يحبهم الله فهو سمعهم وبصرهم ، وبذكر الصالحين تتنزل الرحمات وتتهذب الأخلاق ويزداد التنافس لنيل أعلى الدرجات ، أردت أو لم ترد .
روى الإمام مسلم (3/1523) وغيره عن ثوبان قال قال رسول صلى الله عليه وآله وسلّم : " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك ".
فاللهم اجعلنا من أهل هذه الطائفة ( أحق بها وأهلها ) وحققنا بالعبودية المحضة العبودية الكاملة الدائمة الخالصة ، واجعلنا من خاصة خاصة المقربين". انتهى النقل من الكتاب.
مرة أخرى ، من قال إن إدريس هو إلياس قد لا يقصد الذات ، بل يقصد الحقيقة السارية , فعند معظم الناس إلياس ليس هو إدريس ، سيدنا إدريس كان يقينا فى مصر .
البعض قال إن حقيقة سيدنا إدريس هى حقيقة سيدنا إلياس لكن كل منهم كان فى زمن ، والحقيقة المقصودة هى الخلافة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى اسمه " يس " ، لكن فى سيدنا إدريس بالأصالة وهو فى السماء ، وفى سيدنا إلياس بالوكالة وهو فى الأرض. طالما أن سيدنا إدريس رفع مكانا عليا ,إذاً لابد أن يكون هناك من يحل مكانه ، فحل مكانه ، وعند أهل الكتاب اسم سيدنا إلياس "إيليا" وفى سفر الملوك ما يفيد أن الله رفعه إلى السماء. كل من جاء على قدمه (سيدنا إدريس) عنده أسرار حياة ، وآخر من جاء بعده هو سيدنا عيسى وكلهم سائرون بسر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " يس " فهو الأصل.
كل من معه ى ، س متتاليان يسير فى الزمان, فى السنين .. وعليه يتنزل الكلام على اليسع.
بعض الناس قال أن الخضر له البسط ( من دلالة اسمه وفعله ) وإلياس له القبض .
سيدنا إدريس رفعه الله إليه كما قال الله فى كتابه العزيز ، وفى سفر التكوين ما يتوافق مع رفعه فى الشريعة الإسلامية " وَكَانَ عُمْرُ أَخْنُوخَ خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَنْجَبَ مَتُوشَالَحَ. ثُمَّ عَاشَ أَخْنُوخُ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ سَارَ فِيهَا مَعَ اللهِ. وَوُلِدَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. وَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، ثُمَّ تَوَارَى مِنَ الْوُجُودِ، لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِلَيْهِ." (5/21-24).
بالنسبة لسيدنا عيسى يُقرأ " يسوع " عند أهل الكتاب أو " أيشوع " وفيه "ياء " و"سين " ، "يس" سواء فى عيسى أو يسوع ، و اسم روح الله " عيسى " و" يسوع " واحد كلاهما يقرأ من اليمين للشمال ومن الشمال لليمين , إلا قلب الياء واوا للتخفيف فى النطق فتدبر .
كان روح الله يدل بنى إسرائيل على اسم النبى الخاتم " أحمد " وفى إنجيل برنابا " محمد " و " مسيا " ، و " مسيا " فيها " م س ى ا " فيها يس لكن من الشمال إلى اليمين فانتبه.
القرآن فيه آيتان تحتوى كل منهما على جملة تقرأ من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين
يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 48 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 74 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط