موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 7, 8, 9, 10, 11, 12, 13, 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 10, 2017 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
حدثنا محمد بن شاذل الهاشمي، حدثنا أحمد بن الخليل البغدادي، حدثنا علي بن الحسين بن شقيق، أخبرنا عبد الله عن جعفر بن سليمان قال:
كانت امرأة بالبصرة متعبدة تصيبها المصائب، فننكر من صبرها، حتى أصابتها مصيبة موجعة، فصبرت، فذكرت ذلك لها، فقالت:
ما من مصيبة تصيبني فأذكر معها النار إلا صارت في عيني مثل التراب.

حدثنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي بالبصرة، حدثنا عمرو بن إسحاق بن خلاد الجهضمي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا ابن وهب عن بكر بن مُضَر قال:
كان أبو الهيثم مات ولده، وبقى له بُنَيٌّ صغير، فمات، فأتاه إخوانه يعزونه وهو في ناحية المسجد، فقال لهم:
تركني حُزنُ يوم القيامة لا آسَي على شيء فاتني، ولا أفرح لما أتاني.

حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا القاسم بن الحسن الزبيدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال:
مات ابن لشريح، فلم يصيحوا عليه، ولم يشعر به أحد، فقيل له، يا أبا آمنة، كيف هو؟ قال:
قد سكن عَلَزُه ورجاه أهله، ولم يكن منذ اشتكى أسكنَ منه الليلة.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 20, 2017 11:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحث على لزوم الرفق في أمور وكراهية العجلة فيها

حدثنا محمد بن صالح الطبري بالصيمرة، حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن أبى مليكة عن يعلي بن مملكة عن أم الدرداء عن أبى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أعطى حظَّه من الرفق فقد أُعطِىَ حظَّهُ من الخير، ومن مُنِع حظه من الرفق فقد منع حظه من الخير ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها وترك العجلة والخِفّة فيها؛ إذ الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها، ومن مُنِع الرفق منع الخير، كما أن من أعطى الرفق أعطى الخير، ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يُحبُّ إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة.

وأنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري:
الرفق ممن سيلقى اليُمْنَ صاحبُهُ ... والخُرْق منه يكون العُنْفُ والزللُ
والحزم أن يتأنى المرء فرصته ... والكف عنها إذا ما أمكنت فَشلُ
والبرُّ لله خير الأمر عاقبةً ... والله للبرِّ عونٌ ما له مثل
خيرُ البرية قولا خيرهم عملا ... لا يصلح القول حتى يصلح العمل

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
الرفق أيمن شيء أنت تتبعه ... والخرق أشأم شيء يقدم الرجلا
وذو التثبت من حمد إلى ظَفَر ... من يركب الرفق لا يستحقبِ الزَّللا

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 04, 2017 11:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
حدثنا محمد بن أبي علي الخلادي، حدثنا محمد بن خلف البسامي عن أحمد ابن موسى الأزرق أنه أنشده:
وزنِ الكلام إذا نطقت، فإنما ... يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
لا ألفيَنك ثاوياً في غربة ... إن الغريب بكل سَهمْ يُرشَق
لو سار ألف مُدَجّج في حاجة ... لم يقضها إلا الذي يترفق

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يلزم الرفق في الأوقات، والاعتدال في الحالات؛ لأن الزيادة على المقدار في المبتغى عيب، كما أن النقصان فيما يجب من المطلب عجز، وما لم يصلحه الرفق لم يصلحه العنف، ولا دليل أمهر من رفق، كما لا ظهير أوثق من العقل، ومن الرفق يكون الاحتراز، وفي الاحتراز ترجى السلامة. وفي ترك الرفق يكون الُخرْق، وفي لزوم الخرق تخاف الهلكة.
ولقد أنشدني الأبرش:
عليك بوجه القصْد، فاسلكْ سبيلَهُ ... ففي الجور إهلاك، وفي القصد مسلك
إذا أنت لم تعرف لنفسك قدرها ... تُحَمِّلها ما لا تطيق فتهلكِ

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الرافق لا يكاد يسبق، كما أن العَجِل لا يكاد يَلْحق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم، كذلك من نطق لا يكاد يسلم والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويَحمد قبل أن يُجرِّب، ويذم بعد ما يحمد، يعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم، والعَجَل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تكنى العَجلة أم الندامات.
ولقد أنشدني بعض أهل العلم:
العجز ضُرٌّ، وما بالحزم من ضرر ... وأحزم الحزم سوءُ الظن بالناس
لا تترك الحزم في أمر تحاذره ... فإن أمنت فما بالحزم من باس

أخبرنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن عمر بن حبيب قال: كان يقال: لا يوجد العجول محموداً، ولا الغضوب مسروراً، ولا الحر حريصاً، ولا الكريم حسوداً، ولا الشره غنياً، ولا الملول ذا إخوان.
وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:
إذا ما أتيتَ الأمر من غير بابه ... تَصَعَّبَ، حتى لا ترى فيه مُرْتَقَى
وإن الذي يصطاده الفَخُّ إن عتا ... على الفخ أعتى وأضيقا

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العجلة تكون من الحِدَّة، وصاحب العجلة أن أصاب فرصته لم يكن محموداً، وإن أخطأها كان مذموماً، والعجل لا يسير إلا مناكباً للقصد، منحرفا عن الجادَّة، يلتمس ما هو أنكد وأوعَر وأخفى مَسَارا، يحكم حكم الوَرْهاء، ويناسب أخلاق النساء

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 10, 2017 12:02 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
ولقد حدثنا عمرو بن محمد الأنصاري حدثنا الغلابي حدثنا مهدي بن سابق قال: قال خالد بن بَرْمك:
من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به كبير مكروه:
العجلة، واللَّجاجة، والعُجب، والتواني، فثمرة العجلة الندامة، وثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة التواني الذل.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العجلة موكل بها الندم، وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة، واستفاد مذمه؛ لأن الزلل مع العجل، والإقدامُ على العمل بعد التأني فيه أحزم من الإمساك عنه بعد الأقدام عليه، ولا يكون العجول محموداً أبداً، والعاقل يعلم أن العجز في الأمور يقوم في النقص مقام الإفراط في السعي فيتجنبهما معاً، ويجعل لنفسه مسلكا بينهما.

ولقد حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثني إبراهيم بن عاصم قال: سمعت صدقة يقول:
سمعت الشمردل يقول: نكح العجزُ التواني، فولّد الندامة.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: سبب النجاح ترك التواني، ودواعي الحرمان الكسل، لأن الكسل عدو المروءة، وعذاب على الفتوة، ومن التواني والعجز أنتجت الهلكة، وكما أن الأناة بعد الفرصة أعظم الخطأ كذلك العجلة قبل الإمكان نفس الخطأ، والرشيد من رشَد عن العجلة، والخائب من خاب عن الأناة، والعجِل مخطئ أبداً، كما أن المتثبت مصيب أبداً.

حدثني محمد بن عثمان العقبي، حدثنا محمد بن الحسن المصري حدثني نعيم ابن حماد حدثنا ابن المبارك حدثنا معمر قال: كتب عمرو إلى معاوية يعاتبه في التأني :
أما بعد، فإن التفهم في الخير زيادة ورشد، وَإنه من لا ينفعه الرفق يضره الخُزْق، ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعاني - أو قال: المعالي - ولا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وتصبره شهوته، ولا يدرك ذلك إلا بقوة الحلم .

وأنشدني محمد بن حبيب الواسطي:
بُنيَّ إذا ما ساقك الضر فاتئد ... فَللرِّفقُ أولى بالأريب وأحرز
فلا تحمين عند الأمور تعزُّزاً ... فقد يُورث الذل الطويل التعزز

أخبرني محمد بن المنذر حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب قال: قال أكثم بن صيفي:
ما يسرني أني نزلت بدار معجزة فأسمنت وألبنت، قيل له: لم؟ قال:
لأني أخاف أن أتخذ العجز عادة.
وأنشدني المنتصر بن بلال:
وعليك في بعض الأمور صعوبة ... والرفق للمستصعبات مدان
وبحسن عقل المرء يثبت حاله ... وعلى الْمَغَارس تثمر العيدان

حدثنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا مهدي بن سابق عن عبد الله ابن عياش عن أبيه قال:
شهد أعرابي عند معاوية بشهادة، فقال معاوية: كذبت، فقال الأعرابي:
إن الكاذب للَمُتزمِّل في ثيابك، فقال معاوية: هذا جزاء من يعجل.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 16, 2017 12:19 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحث على تعلم الأدب ولزوم الفصاحة

حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري أنبأنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن اسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من البيان لسحراً ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قد شبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر البيان بالسحر؛ إذ الساحر يستميل قلب الناظر إليه بسحره وشعوذته والفصيح الذَّرِبُ اللسان يستميل قلوب الناس إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه، فالأنفس تكون إليه تائقة، والأعين إليه رامقة.

ولقد حدثنا أبو خليفة حدثنا أبو محمد التوزي النحوي حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا حبان بن عليّ قال: سمعت ابن شُبرمة يقول:
ما رأيت لباساً على رجل أحسن من فصاحة، ولا على امرأة من شحم، وإن الرجل ليتكلم فيُعرب، فكأن عليه الخزَّ الأدكن، وإن الرجل ليتكلم فيلحن فكأن عليه أسمالا، إن أحببت أن يصغر في عينك الكبير، ويكبر في عينك الصغير؛ فتعلم النحو.
وأنشدني الكريزي:
أكرم بذي أدب أكرم بذي حسب ... فإنما العزم في الأحساب والأدب
والناس صنفان ذو عقل وذو أدب ... كمعدنِ الفضة البيضاء والذهب
وسائر الناس من بين الورى هَمَج ... كانوا مواليَ أو كانوا من العرب

وأنشدني البسَّامي:
ليس المسوّدُ مَنْ بالمال سؤدده ... بل المسود من قد ساد بالأدب
لأنَّ من ساد بالأموال سؤدده ... ما دام في جمع ذا الأموال والنشب
إن قلَّ يوما له مال يصير إلى ... هُون من الأمر في ذُل وفي تعب

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الفصاحة أحسن لباس يلبسه الرجل وأحسن إزار يتَّزر به العاقل، والأدب صاحب في الغربة، ومؤنس في القلة، وزين في المحافل، وزيادة في العقل، ودليل على المروءة، ومن استفاد الأدب في حداثته انتفع به في كبره؛ لأن من غرس فسيلاً يوشك أن يأكل رُطَبَها، وما يستوي عند أولي النهي، ولا يكون سيان عند ذوي الحجى: رجلان: أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 20, 2017 11:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
وقد حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب السمجي حدثنا أبو داود حدثنا عبد الله بن بكر بن حبيب حدثنا أبى عن سالم بن قتيبة قال: كنت عند ابن هبيرة فجرى الحديث، حتى ذكروا العربية، فقال:
والله ما استوى رجلان حسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن، والآخر لا يلحن، إلا أن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن، قال: فقلت:
أصلح الله الأمير! هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته، أرأيت الآخرة ما باله فُضِّل فيها؟ قال:
إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزل، والذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه، ويخرج منه ما هو فيه، قال قلت: صدق الأمير وبَرَّ!.

وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:
أيها الطالب فخراً بالنسبْ ... إنما الناس لأم ولأب
هَلْ تراهم خلقوا من فضة ... أو حديد أو نحاس أو ذهب؟
أو ترى فضلهم في خَلقهم ... هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعَصَب؟
إنما الفضل بحلم راجح ... وبأخلاق كرام وأدب
ذاك مَن فاخر في الناس به ... فاق من فاخر منهم وغلب

وأنشدني محمد بن نصر بن نوفل أنشدني عبد العزيز بن أحمد بن بكار إمام مسجد مكة:
ما حُلَّة نُسجت بالدُّر والذهب ... إلا وأحسن منها المرءُ بالأدب

حدثنا محمد بن أبى علي الخلادي حدثنا أحمد بن محمد المسروقي حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني حدثنا أبو عمر العمري حدثني عبد الله بن سلمة بن مرداس عن أبيه قال:
قال لي رجل ممن حكماء الفرس:
أقربُ القرابة المودة الدائمة، وأفضل ما ورث الآباء الأبناء حسن الأدب.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أفضل ما ورث أب ابناً ثناء حسن وأدب نافع، والخرس عندي خير من البيان بالكذب، كما أن الحصور خير من العاهر.
فيجب على العاقل أن يذكي قلبه بالأدب، كما يذكي النار بالحطب؛ لأن من لم يذك قلبه رانَ حتى يَسْوَدَّ، ومن تعلم الأدب فلا يتخذه للمماراة عُدَّة، ولا للمباراة ملجأ، ولكن يقصد قصد الانتفاع بنفسه، وليستعين به على ما يقربه إلى بارئه.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 01, 2017 11:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
ولقد أنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
أدب المرء كلحم ودمٍ ... ما حواه رجل إلاَّ صَلحْ
لو وزنتم رجلا ذا أدب ... بألوف من ذوى الجهل رجح

أنبأنا أحمد بن بشر الكرجي حدثنا محمود بن الخطاب حدثنا رُستَة عبد الرحمن بن عمر قال:
سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول:
ما ندمت على شيء ندامتي أني لم أنظر في العربية.

سمعت إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل القاضي يقول: سمعت ابن أخي الأصمعي يقول: سمعت عمي يقول:
تعلموا النحو، فإن بنى إسرائيل كفروا بكلمة واحدة، كانت مشددة فخففوها، قال الله :
( يا عيسى إني ولّدْتك ) فقرأوا يا عيسى إني ولَدْتك مخفف فكفروا.

حدثنا الحسن بن إسحاق الإصبهاني حدثنا أبو أمية حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا أبو زيد النحوي قال:
جاء رجل إلى الحسن، فقال: ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن:
ترك أباه وأخاه، قال الرجل: فما لأباه ولأخاه ؟ فقال الحسن:
فما لأبيه ولأخيه؟ فقال الرجل: كلما تابعتك خالفت.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لا زينة أحسن من زينة الحسب، كما أن من أجمل الجمال استعمال الأدب، ولا حسن لمن لا أدب له، ومن كان من أهل الأدب ممن لا حسب له يبلغ به أدبه مراتب أهل الأحساب؛ لأن حسن الأدب خَلَف من الحسب، وليست الفصاحة إلا إصابة المعنى والقصد، ولا البلاغة إلا تصحيح الأقسام واختيار الكلام، ومن أحمد الفصاحة الاقتدار عند البداهة والغزارة عند الإطالة، وأحسن البلاغة وضوح الدلالة، وحسن الإشارة.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 12, 2017 11:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
ولقد سمعت محمد بن نصر بن نوفل المروزي يقول: سمعت أبا داود السنجي يقول: سمعت الأصمعي يقول:
ليست البلاغة بخفة اللسان، ولا كثرة الهذيان، ولكن بإصابة المعنى والقصد إلى الحاجة، وإن أبلغ الكلام ما لم يكن بالقروي المجدَّع، ولا البدوي المعرّب.
وأنشدني الكريزي:
ولم أر فضلاً تَمّ إلا بشيمة ... ولم أر عقلا صح إلا على أدب
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم ... عدواً لعقل المرء أعدى من الغضب

حدثنا عمر بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا محمد بن عبد الله الجشمي قال: قال المدائني:
ذكر عند علي بن عبد الله بن عباس بلاغة لرجل، فقال: إني لأكره أن يكون مقدار لسانه فاضلا على مقدار علمه، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الكلام مثل اللؤلؤ الأزهر، والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر، إلا أن بعضه أفضل من بعض، ومنه ما يكون مثل الخزف والحجر والتراب والمدَرِ، وأحوج الناس إلى لزوم الأدب وتعلم الفصاحة أهل العلم؛ لكثرة قراءتهم الأحاديث، وخوضهم في أنواع العلوم.

ولقد سمعت محمد بن نصر بن نوفل يقول: سمعت أبا داود السنجي أو حدثني سهل بن هاني عنه، قال: سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم: )مَنْ كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار(؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يكن لحاناً، ولم يلحن في حديثه، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.
وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
ليس الفتى كلُّ الفتى ... إلا الفتى في أدبه
وبعضُ أخلاق الفتى ... أولى به من نسبه
حَتفُ امرئ لسانه ... في جدِّه أو لعبه
بين الُّلهَي مقتله ... رُكِّبَ في مركَّبه

سمعت أحمد بن الخطاب بن مهران بتُسْتَر يقول: سمعت عثمان بن خُرْزَادَ يقول: سمعت علي بن الجعد يقول: سمعت شعبة يقول:
مثل الذي يطلبُ الحديث ولا يعرف النحو مثل الدابّة عليها المخلاة، ليس فيها شيء.
إباحة جمع المال للقائم بحقوقه

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 20, 2017 12:05 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِسَ حدثنا جدي حدثنا ابن المبارك أنبأنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( يا عمرو نِعِمَّا المال الصالح للرجل الصالح ).

قال أبو حاتم رضي الله عنه: هذا الخبر يصرح عن النبي صلى الله عليه وسلم بإباحة جمع المال من حيث يجب، ويحل للقائم فيه بحقوقه؛ لأن في تقرينه الصلاح بالمال والرجل معاً بيانا واضحا؛ لأنه إنما أباح في جمع المال الذي لا يكون بمحرم على جامعه، ثم يكون الجامع له قائماً بحقوق الله فيه، ولقد ذكرت هذه المسألة بتمامها بالعلل والحكايات في كتاب ( الفضل بين الغنى والفقر ) بما أرجو الغنية فيها لمن أراد الوقوف على معرفتها، فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.

أنشدني منصور بن محمد الكزيري:
إذا كان ما جمّعت ليس بنافع ... فأنتَ وأقصى الناسِ فيه سواءُ
على أن هذا خارجٌ من أثامه ... وأنت الذي تجزى به وتساء

أنبأنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا أبو عياد حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى بنيه عند موته، فقال:
عليكم بالمال واصطناعه فإنه مَنبهة للكريم، ويستغني به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس؛ فإنها آخر كسب الرجل.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن من أحسن ما ينتفع المرء )به( في عمره وبعد الممات تقوى الله والعمل الصالح.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 25, 2017 11:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
فالواجب على العاقل أن يعمل في شبابه فيما يقيم به أَوَدَهُ، كالشيء الذي لا يفارقه أبداً، وفيما يصلح به دينه كالشيء الذي لا يجده غدا، وليكن تعاهدُهُ لماله ما يصلحُ به معاشُه، ويصون به نفسه، وفي دينه ما يقدَم به لآخرته، ويرضى به خالقه، والفاقة خير من الغنى بالحرام، والغني الذي لا مروءة له أهون من الكلب، وإن هو طُوِّقَ وَخُلْخِل.

حدثني محمد بن عثمان العقبي حدثنا عمران بن موسى بن أيوب حدثني أبي حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سُوقة عن محمد بن المنكدر قال:
نعم العون على تقوى الله الغنى.

وأنشدني على بن محمد البسامي:
أرى كلَّ ذي مال يسود بماله ... وإن كان لا أصلٌ هناك ولا فصلُ
وآخر منسوباً إلى الرأي خاملا ... وأنْوَكَ مجهولاً، لهُ الجاه والنُّبْلُ
فلا ذا بفضل الرأي أدرك بُلغةً ... ولم أرَ هذا ضَرَّه النَّوْك والجهلُ

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي ليحيى بن أكثم:
إذا قَلَّ مال المرء قَلَّ بهاؤه ... وضاقت عليه أرضه وسماؤه
وأصبح لا يدري، وإن كان حازماً ... أقُدَّامه خيرٌ له أم وراؤه
ولم يمض في وجه من الأرض واسعٍ ... من الناس إلا ضاق عنه فضاؤه
وأصبح مردوداً عليه مقالُه ... وكان به قد يَقتدي خطباؤه
وإن يبق لم يضْرُرْ عدوّاً بقاؤه ... وإن يَفْنَ لم يفقد لخير فَناؤه

حدثني محمد بن المهاجر حدثنا أبو أحمد بن حماد البربري عن سليمان بن أبي شيخ حدثني الزبيري قال:
مر عمر بن الخطاب بمحمد بن مَسلَمة وهو يغرس وَدِيّاً. فقال:
ما تصنع يا ابن مسلمة؟ قال: ما ترى، استغنى عن الناس، كما قال صاحبكم أحيحة بن الجُلاح:
استغن، أو مُت، فلا يغْرركَ ذو نَشبٍ ... من ابن عم، ولا عم، ولا خال
إني أظَلُّ على الزوراء أعمرها ... إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال

أنبأنا محمد بن المنذر حدثنا علي بن عبد الرحمن عن عبدان قال: دخلت على عبد الله المبارك، وهو يبكي، فقلت له: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: بضاعة لي ذهبتْ، قال: قلت: أو تبكي على المال؟ قال: إنما هو قِوام ديني.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن من أسعد الناس من كان في غناه عفيفاً، وفي مسكنته قنعاً؛ لأن من نزل به الفقر لم يجد بُدّاً من ترك الحياء، والفقرُ يذهب العقل والمروءة، ويذهب العلم والأدب، وكاد الفقر أن يكون كفراً، ومن عُرف بالفقر صار مَعْدِنا للتهمة، ومجمعاً للبلايا، اللهم إلا أن يرزق المرء قلبا نقيّاً قنعاً، يرى الثواب المدخر من الضجر الشديد، فحينئذ لا يبالي بالعالم بأسرهم والدنيا وما فيها، والفقر داعية إلى المَهانة، كما أن الغنى داعية إلى المهابة، ولقد أحسن الذي يقول:
يغطِّى عيوبَ المرءِ كثرةُ ماله ... وصُدِّقَ فيما قال، وهو كذوبُ
ويُزْري بعقل المرء قِلّةُ ماله ... يُحَمقِّه الأقوام وهو لبيبُ

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 08, 2017 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
أنبأَنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي حدثنا النمر بن قادم حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال لي أبو قِلابة:
يا أيوب، الزم سوقك؛ فإنك لا تزال كريماً على إخوانك ما لم تحتج إليهم.
وأنشدني العقبي أنشدني محمد بن خلف التيمي بالكوفة:
كأن مُقِلاًّ حين يغدو لحاجة ... إلى كل من يلقى من الناس مذنبُ
وكان بنو عمي يقولون: مرحبا ... فلما رأوني مُعْدِماً مات مرحبُ

وأنشدني الكريزي:
لعمرك، إن المال قد يجعل الفتى ... نسيباً، وإن الفقر بالمرء قد يُزري
ولا رفعَ النفس الدنيئَةَ كالغنى ... ولا وضع النفس الكريمة كالفقر

حدثنا محمد بن يحيى العمى ببغداد حدثنا الصلت بن مسعود حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب قال:
قال لي أبو قلابة: الزم السوق؛ فإن الغنى من العافية.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: ليس خلة هي للغنيِّ مدح إلا وهي للفقير عيب؛ فإن كان الفقير حليما قيل: بليد، وإن كان عاقلا قيل: مكار، وإن كان بليغا قيل: مهذار، وإن كان ذكيا قيل: حديد، وإن كان صموتا قيل: عَيِيٌّ، وإن كان متأنيا قيل: جبان، وإن كان عارماً قيل: جرئ، وإن كان جواداً قيل: مسرف، وإن كان مقَدِّراً قيل: ممسك.
وشر المال ما اكتُسب من حيث لا يَحِلّ وأُنفق فيما لا يَجْمُل، ووجوده وعدمه ليسا بتجلد ولا بكثرة حيلة، ولكنه أقسام ومواهب من الخلاّق العليم ولقد أنشدني الأبرش:
يشقى رجالٌ، ويشقى آخرون بهم ... ويُسعدُ الله أقواماً بأقوام
وليس رزق الفتى من حُسن حيلته ... لكن جُدود بأرزاق وأقسام
كالصيد يُحْرمُهُ الرامي المجيد، وقد ... يَرمى فيُرزقُهُ من ليس بالرامي

حدثني محمد بن سعيد القزاز حدثنا أحمد بن داود بن موسى العطار حدثنا أحمد بن نصر العدني حدثنا المندني قال:
قال أبو قيس بن معد يكرب، وكان له أحد عشر ذَكرا:
يا بَنِيَّ، اطلبوا هذا المال أجمل الطلب، واصرفوه في أحسن مذهب، صِلوا به الارحام، واصطنعوا به الأقوام، واجعلوه جُنَّةً لأعراضكم تحسن في الناس قالَتُكم، فإن جمعه كمال الأدب، وبذلَه كمال المروءة، حتى إنه ليسود غير السيد، ويقوِّى غير الأيّد، وحتى إنه ليكون في أنفس الناس نبيها، وفى أعينهم مهيبا. ومن جمع مالا فلم يَصُن عرضا، ولم يعط سائلا، بحث الناسُ عن أصله؛ فإن كان مدخولا هتكوه، وإن كان صحيحاً نسبوه إما إلى عِرْضِ دنية، وإما إلى لَوْص لئيم حتى يُهَجِّنوه.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 18, 2017 12:20 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
حدثني مطهر بن يحيى بن ثابت بواسط محدثنا سنان القطان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال :
سمع رجل صوتا في غمام: أذهبي إلى أرض فلان فاسقيه، قال: فقال الرجل: لآتين فلانا هذا فلأنظرن ما يعمل في أرضه، فأتاه وقد مُطر فيها وهو قائم يفتح الأواعي، فسلم عليه وقال: يا عبد الله، أخبرني ما تعمل في أرضك هذه؟ قال:
أنظر إلى ما أخرج الله منها، فأرد فيها ثلثه، وأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه. قال علقمة: فكان ابن مسعود يبعثني إلى أرض له بزازان أفعل فيها مثل ذلك .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن شر المال ما لا يُخرج منه حقوقه، وإن شرّاً منه ما أخذ من غير حِلِّه، ومنع من حقه، وأنفق في غير حله، واستثمار المال قِوام المعاش، ولا بد للمرء من إصلاح ماله، وما ارتفع أحد قط عن إصلاح ماله صالحا كان أو طالحا.
ولا يجب للعاقل أن يعتمد على مجاورة نعم الله عنده فلا يقضى منها حقوقها؛ لأن من أساءَ مجاورة نِعَم الله أساءت مجاورته، وتحولت عنه إلى غيره.

ولقد أنشدني أن زنجي البغدادي:
فإن كنتَ في خير، فلا تغترر به ... ولكن قل: اللهمَّ سَلِّم وتممِ
فمن لَمْ يَصُنْ عِرْضا إذا ما استفاده ... ويشكر لأهل الخير يُسْلَبْ ويُذممِ

حدثنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي أنشدنا مهدي بن سابق:
ورُبَّ مُمَلَّكٍ مالا كثيرا ... ولكن حَظُّهُ منه قليل
يعيش بفضله هذا وهذا ... وقد سالت به فيه سيول
له منه الذي يحيا عليه ... بعيشته، وسائره فضول

حدثنا أحمد بن الحسين الحرازي - بالموصل - حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا كثير بن هشام عن عيسى بن إبراهيم عن معاوية بن عبد الله عن كعب قال:
أول من ضرب الدينار والدرهم آدم، وقال: لا تصلح المعيشة إلا بهما.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 24, 2017 11:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
الحث على إقامة المروءات

حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل القاضي وعبد الله بن محمود بن سليمان السعدي قالا: حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله العتكي حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كرم الرجل دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلُقُهُ " .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: صرح النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر بأن المروءة هي العقل، والعقل اسم يقع على العلم بسلوك الصواب واجتناب الخطأ.
فالواجب على العاقل أن يلزم إقامة المروءة بما قدر عليه من الخصال المحمودة، وترك الخلال المذمومة.
وقد نبغت نابغة اتكلوا على آبائهم، واتكلوا على أجدادهم، في الذكر والمروءات، وبعدوا عن القيام بإقامتها بأنفسهم.
ولقد أنشدني منصور بن محمد في ذَمِّ مَنْ هذا نعته:

إن المروءة ليس ُيدركها امرؤ ... ورثَ المروءة عن أبٍ، فأضاعها
أمرته نفس بالدناءة والخَنا ... ونهته عن طلب العلى فأطاعها
فإذا أصاب من الأمور عظيمةً ... يبنى الكريم بها المروءة باعها

وأنشدني محمد بن إسحاق:
خساسة أخلاق الرجال تَشينهم ... وقلَّ غناء عنهم النسب المحضُ
يصولون بالآباء في كل مشهد ... وقد غَيَّبَت آباءهم عنهمُ الأرضُ
طويلٌ تَبدِّيهم بمجدِ أبيهمُ ... وما لهُم في المجد طول ولا عرضُ

وأنشدني الحسين بن أحمد البغدادي:
ليس الكريم بمن يُدَنِّس عرضه ... ويرى مروءته تكون ممن مضى
حتى يشيدَ بناءه ببنَاته ... ويزينَ صالحَ ما أتوه بما أتى

قال أبو حاتم رضي الله عنه: ما رأيت أحداً أخسرَ صفقة، ولا أظهر حسرة، ولا أخيب قصدا، ولا أقلَّ رشدا، ولا أحمقَ شعارا، ولا أدنسَ دثارا، من المفتخر بالآباء الكرام وأخلاقهم الجسام، مع تَعَرِّيه عن سلوك أمثالهم، وقصد أشباههم، متَوهِّما أنهم ارتفعوا بمن قبلهم، وسادوا بمن تقدمهم، وهيهات! أنَّى يسود المرء على الحقيقة إلا بنفسه؟ وأنَّى يَنْبُل في الدارين إلا بكده؟ ولقد أنشدني البسامي:

وكم قائل: إني ابن بيت، هو ابنه ... وقد هدم البيتَ الذي مات عامرُهْ
فأودى عَمُودَاه، ورثَّت حِباله ... وأصلحَ أولادهُ، وأفسد آخرُهْ

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 31, 2017 11:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
وأنشدني الأبرش:
فإن قلتَ: لي آباءُ صدق ومنصبٌ ... كريم وإخوانٌ مضتْ وجدودُ
صدقتَ، ولكن أنت هدَّمت ما بَنَوْا ... بكفك عمداً، والبناء جديدُ

وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:
إن لم تكن بفِعَال نفسك سامياً ... لم يغن عنك سُموُّ من تسمو به
ليس القديم على الحديث براجع ... إن لم تجده آخذا بنصيبه
ولربما اقترب البعيد بوُدِّه ... وغدا القريب مباعدا لقريبه

أنبأنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي حدثنا أبو داود السنجي حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال:
لا دين إلا بمروءة.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: اختلف الناس في كيفية المروءة: فمن قائل قال: المروءة ثلاثة: إكرام الرجل إخوانَ أبيه، وإصلاحه ماله، وقعوده على باب داره.

ومن قائل قال: المروءة: إتيان الحق، وتعاهد الضيف.
ومن قائل قال: المروءة: تقوى الله، وإصلاح الضيعة، والغداء والعشاء في الأفنية.
ومن قائل قال: المروءة: إنصاف الرجل مَنْ هو دونه، والسمو إلى من هو فوقه، والجزاء بما أُتىَ إليه.
ومن قائل قال: مروءة الرجل: صدق لسانه، واحتماله عَثَرات جيرانه، وبذله المعروف لأهل زمانه، وكَفُّه الأذى عن أباعده وجيرانه.
ومن قائل قال: إن المروءة: التباعد من الخلُق الدَّنِيِّ فقط.
ومن قائل قال: المروءة: إن يعتزل الرجل الريبة؛ فإنه إذا كان مريباً كان ذليلا، وأن يصلح ماله؛ فإن من أفسد ماله لم يكن له مروءة، والإبقاء على نفسه في مطعمه ومشربه.
ومن قائل قال: المروءة: حسن العشرة، وحفظ الفرج واللسان، وترك المرء ما يعاب منه.
ومن قائل قال: المروءة: سَخَاوة النفس، وحسن الخلق.
ومن قائل قال: المروءة العِفَّة والحِرْفة، أي يَعفُّ عما حرم الله، ويحترف فيما أحل الله.
ومن قائل قال: المروءة: كثرة المال والولد.
ومن قائل قال: المروءة: إذا أعطيتَ شكرتَ، وإذا ابْتُلِيت صبرتَ، وإذا قدرت غفرت، وإذا وعدت أنجزت.
ومن قائل قال: المروءة: حسن الحيلة في المطالبة، ورقة الظرف في المكاتبة.
ومن قائل قال: المروءة: اللطافة في الأمور، وجودة الفطنة.
ومن قائل قال: المروءة: مجانبة الريبة؛ فإنه لا ينبُل مريب، وإصلاح المال؛ فإنه لا ينبل فقير، وقيامه بحوائج أهل بيته؛ فإنه لا ينبل من احتاج أهل بيته إلى غيره.
ومن قائل قال: المروءة: النظافة، وطيب الرائحة.
ومن قائل قال: المروءة: الفصاحة والسماحة.
ومن قائل قال: المروءة: طلب السلامة، واستعطاف الناس.
ومن قائل قال: المروءة: مراعاة العهود، والوفاء بالعقود.

يتبع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 10, 2018 11:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
ومن قائل قال: المروءة: التذلل للأحباب بالتملق، ومداراة الأعداء بالترفق.
ومن قائل قال: المروءة: ملاحة الحركة، ورقة الطبع.
ومن قائل قال: المروءة: هي المفاكهة، والمباسمة.

حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مسلم بن عبيد الله أبو فراس قال: قال ربيعة: المروءة مروءتان:
فللسفر مروءة، وللحضر مروءة: فأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله.
وأما مروءة الحضر: فالإدْمَان إلى المساجد، وكثرة الإخوان في الله، وقراءة القرآن.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: اختلفت ألفاظهم في كيفية المروءة، ومعاني ما قالوا قريبة بعضها من بعض.
والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب الله ورسوله من الخصال.
وهاتان الخصلتان يأتيان على ما ذكرنا قبلُ من اختلافهم، واستعمالها هو العقل نفسه
كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن مروءة المرء عقله ).
ومن أحسن ما يستعين به المرء على إقامة مروءته المال الصالح.

ولقد أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
احتل لنفسك أيها المحتالُ ... فمن المروءة أن يُرَى لك مالُ
كم ناطق وسط الرجال، وإنما ... عنهم هناك تَكلَّمُ الأموالُ

قال أبو حاتم رضي الله عنه: لواجب على العاقل أن يقيم مروءته بما قدر عليه، ولا سبيل إلى إقامة مروءته إلا باليسار من المال، فمن رزق ذلك وضنَّ بإنفاقه في إقامة مروءته فهو الذي خسر الدنيا والآخرة، ولا آمن أن تفجأه المنية فتسلبه عما ملك كريها، وتودعه قبرا وحيدا. ثم يرث المال بعد من يأكله ولا يحمده، وينفقه ولا يشكره، فأي ندامة تشبه هذه؟ وأي حسرة تزيد عليها؟ ولقد أنشدني محمد بن عبد الله البغدادي:
يا جامع المال في الدنيا لوارثه ... هل أنت بالمال قبل الموت منتفعُ؟
قدم لنفسك قبل الموت في مَهَلٍ ... فإنّ حظك بعد الموت منقطعُ

أنبأنا المفضل بن محمد الجندي - بمكة - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري حدثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال:
ثلاثة ليست من المروءة: الأكل في الأسواق، والادِّهان عند العطار، والنظر في مرآة الحجام.

حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا هُشَيْمَ عن مغيرة عن الشعبي قال:
ليس من المروءة النظر في مرآة الحجام.

حدثنا محمد بن يحيى بن الحسن العمي ببغداد حدثنا الصلت بن مسعود حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب قال: سمعت أبا قلابة يقول:
ليس من المروءة أن يربح الرجل على صديقه.
وأنشدني البسامي:
اعلم بأنك ... لا أبا لك في الذي أصبحت تجمعُهُ لغيرك خازنُ
إن المنية لا تؤامر مَنْ أتت ... في نفسه يوما، ولا تستأذنُ

أنبأنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال:
كان يقال: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلب صَدَأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تذكي القلوب

حدثني محمد بن أبي علي الخلادي حدثنا أبو أحمد بن حماد البربري عن سليمان بن أبي شيخ حدثنا محمد بن الحكم عن عوانة قال: قال معاوية بن أبي سفيان:
آفة المروءة إخوان السوء.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: والواجب على العاقل تفقد الأسباب المستحقرة عند العوام من نفسه حتى لا يثلم مروءته؛ فإن المحقرات من ضد المروءات تؤذي الكامل في الحال بالرجوع في القهقري إلى مراتب العوام وأوباش الناس.

ولقد حدثنا جعفر بن محمد الهمداني - بصور - قال: سمعت طلحة بن إسحاق ابن يعقوب قال: سمعت موسى بن إسحاق الأنصاري يقول: سمعت علي بن حكيم الأودي يقول: سمعت شريكا يقول:
ذل الدنيا خمسة: دخول الحمام سَحَراً بلا كرنيب، وعبور المعبر بلا قطعة، وحضور مجلس العلم بلا نسخة، وحاجة الشريف إلى الدنيِّ، وحاجة الرجل إلى امرأته.

حدثنا أبو شعبة الحسن بن محمد الإصطخري حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن منصور، حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، حدثنا رشدين بن سعد، حدثنا طلحة بن زيد بن عكرمة، عن ابن عباس قال:
من قلة مروءة الرجل نظره في بيت الحائك، وحمله الفلوس في كمه .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 199 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 7, 8, 9, 10, 11, 12, 13, 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 81 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط