موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 266 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 18  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 22, 2007 11:20 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971

قال السرى :
أجل مقام العارف الشوق يقول الله تبارك وتعالى:
" أن لي عباداً من عبادي أحبهم ويحبوني وأشتاق إليهم
ويشتاقون إلي وأذكرهم ويذكروني وأنظر إليهم وينظرون إلى
من سلك طريقهم أحببته , و من عدل عنهم مقته , قيل :
يا ربنا وما علامتهم ؟ قال: يراعون الظلال بالنهار كما يراعى
الراعي الشفيق غنمه , ويحنون إلى غروب الشمي كما تحن
الطير إلى أوكارها عند الغروب , فإذا جنهم الليل واختلط الظلام
وفرشت الفرش ونصبت الأسرة , وخلا كل حبيب بحبيبه
نصبوا إلىّ أقدامهم وافترشوا إلىّ وجوههم وناجوني بكلامي
وتملقوا إلىّ بإنعامى , فمن صارخ ورباك، ومن متأوه وشاك
ومن قائم وقاعد، ومن راكع وساجد
بعيني ما يتحملون من أجلي، وبسمعي ما يشكون من حبي
أول ما أعطيهم ثلاثاً :
أقذف في قلوبهم من نوري فيخبرون عني كما أخبر عنهم

والثانية لو كانت السموات والأرض وما فيهن من موازينهم
لا ستقللتها لهم

والثالثة أقبل عليهم بوجهي أترى من أقبلت عليه بوجهي
يعلم أحد ما أريد أن أعطيه " اه

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 28, 2007 7:02 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
نكمل ما سبق

وقال إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه :

غيبنى الشوق يوماً فقلت : يارب إن أعطيت أحداً من المحبين
ما تسكن به قلوبهم قبل لقائك فأعطنى ذلك فقد أضرنى القلق
فرأيت فى النوم كأنه أوقفنى بين يديه وقال : يا إبراهيم أما استحييت
منى أن تسألنى أن أعطيك ما يسكن فلبك قبل لقائى , وهل يسكن
المشتاق قبل لقاء حبيبه ؟
فقلت : يارب تهت فلم أدر ما أقول فاغفر لى وعلمنى ما أقول
فقال : قل اللهم رضنى بقضائك , وصبرنى على بلائك
وأوزعنى أن أشكر نعمتك .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 14, 2007 7:26 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
كلام الله لداود عليه السلام

وفي زبور داوود عليه السلام :
"بلغ أهل رضائي أني حبيب لمن أحبني وجليس لمن جالسني
وأنيس لمن أنس بذكرى , وصاحب لمن صاحبنى , ومختار لمن اختارني
ومطيع لمن أطاعني
بعزتي حلفت ما أحبني عبد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته لنفسي
وأحببته أشد مما أحبني ومن طلبني وجدني ومن طلب غيري لم يجدني

فارفضوا يا أهل الأرض ماأنتم عليه من غرورها وهلموا إلى كرامتي
ومصاحبتي ومجالستي وأنسوا بذكري أؤنسكم بى

أسرعوا إلى محبتي أسرع إلى محبتكم فإني خلقت طينة أحبتى من
طينة إبراهيم خليلى وموسى كليمي وعيسى روحى ومحمد صفيى

وخلقت قلوب المشتاقين من نورى ونعمتها بجلالي وجمالي " اه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 10, 2007 1:50 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
قال أبو يزيد رضى الله عنه :

لله رجال لو حجبهم فى الجنة عن رؤيته لاستغاثوا من الجنة كما
يستغيث أهل النار من النار , لكنهم على الأرائك ينظرون .

وقال سمنون :
ذهب المحبون لله بشرف الدنيا والآخرة , لأنهم معه أبدا
والنبى صلى الله عليه وسلم قال " المرء مع من أحب "

سأل جماعة من المشايخ رضى الله عنه عن المحبة ؟ فبكى
وقال :
كيف أصف عبداً ذاهباً عن نفسه , متصلاً بذكر ربه , قائماً بأداء
حقوقه ناظراً إليه بعين قلبه , قد أحرق قلبه نار هيبته , وصفا شربه
من كأس ورده , وانكسف له الجبار من أستار غيبه ؟
فإن تكلم فبالله , وإن سكن فمع الله , وهو بالله ولله ومع الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 16, 2007 9:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[poet font="Arial,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لله رجال لو حجبهم فى الجنة عن رؤيته
لاستغاثوا من الجنة كما
يستغيث أهل النار من النار
لكنهم على الأرائك ينظرون .
[/poet]
[font=Tahoma][fot]الله الله الله[/fot][/font]
[fot][font=Tahoma]مهاجرة
مرة واحدة ذهبتى الى موضوع حضرة بعد وجبة
وكل يوم نستنى المهاجرة حتزورنا النهاردة
انا قلت اروح لها والا يمكن هجرتنا
حبيبتى
موضوعاتك غاية فى الروعة
من فضلك حنى علينا وساعدينا فى الاكل
ده احنا كام سيدة يتعدوا على الاصابع فى المنتدى
نحن فى انتظارك
لاحظى بنت البتول لوحدها فى المطبخ وانا خايبة فى الطبيخ
ساعدينا [/font]
[/fot]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 25, 2008 5:15 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
أهل القلوب لم يقفوا مع ظواهر الأشياء بل نفذوا إلى بواطنها
واهتموا بآجلها ولم يغتروا بعاحلها فاشتغلوا بالجد والإجتهاد
وأخذوا في الأهبة والإستعداد
وهم العباد والزهاد وأهل الأرواح والأسرار لم يقفوا مع الأكوان
لا ظاهرها العاجل ولا باطنها الآجل , بل نفذوا إلى نور الملكوت
فاشتغلوا بتطهير القلوب والتأهب لحضرة علام الغيوب
حتى صلحوا للحضرة وتنزهوا في رياض الفكرة والنظرة
( أولئك حزب الله إلا أن حزب الله هم المفلحون )
(أولئك المقربون في جنات النعيم )
( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) جعلنا الله منهم بمنه وكرمه

هؤلاء ومن تعلق بهم هم الأعزاء عند الله , تعززوا بطاعة الله
فعزهم العزيز

*من شرح الحكم لسيدى ابن عطاء الله السكندرى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 08, 2009 3:26 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
تتجافى جنوبهم عن المضاجع

سفر الليل لا يطيقه إلى مضمر المجاعة، تجتمع جنود الكسل فتتشبث
بذيل التواني، فتزين حب النوم، وتزخرف طيب الفراش، وتخوف برد الماء
فإذا ثارت شعلة من نار الحزم، أضاءت بها طريق القصد، فسمعت
أذن اليقين هاتف: هل من سائل؟
فَقُمتُ أَفرِشُ خَدِّي في الطَريقِ لَهُ ... ذُلاً وَأَسحَبُ أَجفاني عَلى الأَثَرِ

نفس المحب في الليل على آخر نفس، وفي " المتعبدين قوة "
وهم يستغفرونن صراخ الأطفال غير بكاء الرجال، سهر الليل هودج الأحباب
يوقظ نسيم الأسحار أعين ذوق الأخطار، فلو رأيتهم
وَقَد لاحَت الجوزاءُ وَأنحَدَرَ النَّسرُ
قد افترشوا بساط " قيس " وباتوا بليل " النابغة " إن ناموا توسدوا أذرع الهمم
وإن قاموا فعلى أقدام القلق، كأن النوم حلف على جفاء أجفانهم

هَذا رِضاكَ نَفى نَومي فأَرَقَني ... فَكَيفَ يا أَمَلي إِن كُنتَ غَضبانا

مازالوا على مطايا الأقدام إلى أن نم النسيم بالسحر، وقام الصارخ
ينعي الظلام، فلما تمخض الدجى بحمل السحر، تساندوا إلى رواحل الإستغفار.

شَكونا إِلى أَحبابِنا طَولَ لَيلَنا ... فَقالوا لَنا ما أَقصَرَ اللَيلَ عِندَنا

رياح الأسحار أقوات الأرواح، رقت، فراقت، فبردت حر الوجد، وبلغت رسائل الحب.
أَلا يا صِبا نَجِدُ مَتى هُجتَ مِن نَجدٍ ... لَقَد زادَني مَسراكَ وَجداً عَلى وَجدِ
مكروب الوجدن يرتاح إلى النسيم، وإن قلقل الواجد.

بَينَ شَمالَ وَصِبا ... حَنَّ مَشوقٌ وَصَبا
فَلَم تَزِدهُ نَغَمات الشَوقِ إِلا وَصَبا
عبارة النسيم لا يفهمها إلا المشتاق، وحديث البروق لا يروق إلا للعشاق.
وَمُرنَّحِ فِطَنَ النَسيمُ بِوَجدِهِ ... فَروى لَهُ خَبَر العُذَييبِ مَعرِّضا

خلوا بالحبيب في دار المناجاة فكساهم ثياب الموصلة
وضمخهم بطيب المعاملة، وغالية السحر غالية، يصبحون وعليهم سيما القرب.
تفوح أرواح نجد من ثيابهم فتأسف يا جيفة النوم، وابك يا عريان الغفلة
أتدري كيف مر عليهم الليل، ألك علم بما جرى للقوم.
أيعلم خال ما جرى للمتيم رحلت رفقة (تَتَجافى) قبل السحر
ومطرود النوم في حبس الرقاد، فما فك عنه السجان القيد حتى استقر
بالقوم المنزل، فقام يتلمح الآثار على باب الكوفة، والقوم قد شرعوا في الإحرام.

مَن يَطَّلَع شَرَفاً فَيُعَلِمُني ... هَل رَوَّضَ الرَعيانُ بالإِبِلِ
أَم قَعقَعت عُمُدُ الخِيامِ أَم ... اِرتَفَعَت قِبابُهُم عَلى النُزل
أَم غَرَّدَ الحادي بِقافِيةٍ ... مِنها غُرابُ البَين " يَستَملي "

كان " حسان بن أبي سنان " يخادع امرأته حتى تنام، ثم يخرج من
الفراش إلى الصلاة.
جَرى حُبُّهُ مَجرى دَمي في مَفاصِلي ... فَأَصبَحَ لي عَن كُلُّ شُغلٍ شُغلُ
كَأَنّ سَوادِ اللَيلِ يَعشَقُ مُقلَتي ... فَبَينَهُما في كُلِ هَجرٍ لَنا وَصلُ

كانت " أم الربيعبن خيثم " إذا رأت تقلقله بالليل تقول: يا بني لعلك قتلت قتيلا
فيقول: نعم قتلت نفسي.

وقالت " أم عمر بن المنكدر " : أشتهي أن أراك نائما، فقال:
يا أماه، من جن عليه الليل وهو يخاف البيات، حق له أن لا ينام
يا أماه إن الليل ليرد عليَّ فيهولني، فينقضي عني وما قضيت منه أربي.

ذق الهوى وإن استطعت الملام لم قيل لبعض الزهاد:
إرفق بنفسك، فقال: الرفق أطلب.

كان " أمية الشامي " يبكي في المسجد وينتحب حتى يعلو صوته
فأرسل إليه الأمير: إنك تفسد على المصلين صلاتهم بكثرة بكائك وارتفاع صوتك
فلو أمسكت قليلا، فبكى وقال:
إن حزن القيامة أورثني دموعا غزارا، فأنا أستريح إلى ذريها أحياناً.

اللَوَّمُ فيكَ يَنصَحوني ... وَالنُصحُ خِيانَةَ اللَوائِم
المُقعِد،ُ وَالمُقيمُ عِندي ... ما دُمتَ عَلى الصُدودِ دائِم
مالي أَجِدُ الحَمامَ أَنَّى ... ناحَت بِآراكِها الحَمائم
كَم صَحَّ عَلى السَّلو عَزمي ... وَالحُبُّ يُحَلِّلُ العَزائِم
وَكَم مِن حَديثٍ قَد خَبأناهُ لِلقَسا ... فَلَما اِلتَقينا صِرتُ أَخرسَ أَلكنا

من كتاب اللطائف


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 10, 2009 3:14 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
الإقبال على الله تعالى

يا مختار القدر، اعرف قدر قدرك، خلقت الأكوان لأجلك، أقبل علي
فإني مقبل، متى رمت طلبي فاطلبني عندك بدليل " وسعني " .

ساكِنٌ في القَلبِ يَعمُرُهُ ... لَستُ أَنساهُ فأَذكُرُهُ
غابَ عَن سَمعي وَعَن بَصَري ... وَسُويدَ القَلبِ يُبصِرُهُ

بيننا عهد (أَلستَ) شجراته تسقى بمياه " هل من سائل " .

إِذا مَرِضنا أَتيناكُم نَعُودُكُمُ ... وَتُذنِبونَ فَنَأتيكُم فَنَعتَذِرُ

أودعت إقرارك الحجر الأسود، وأمرتك بالحج لتستحي بالتذكر من نقض العهد.

تَشاغَلتُم عَنا بِصُحبَةِ غَيرِنا ... وَأَظهَرتُم الهِجرانَ ما هَكَذا كُنا

وَأَقسَمتُم أَن لا تُحَوِلوا عِنِ الهَوى ... فَقَد وَحَياةِ الحُبِ حُلتُم وَما حُلُنا

الحجر الأسود صندوق أسرار المواثيق، مستمل لما أملى
المعاهد مشتمل على حفظ العهود، فاستلم المشتمل المستملي
ليعلم أن إقرارك لا عن إكراه، إن كنت نسيتني فما نسيتك.

فَلا تَحسَبوا أَني وِدادُكُم ... فَإِني وَإِن طالَ المَدى لَستُ أَنساكُم

حَفِظنا وَضَيَعتُم عُهودَ وِدادِنا ... فَلا كانَ مَن بالهَجرِ وَاللومِ أَغراكُمُ

يا محدثا في عهد (بَلى) ما ليس فيه تطهر من أدران الزلل، فلا بد للمحدث
من طهارة: خلقتك يوم الفطرة طاهرا، ووفرت نصيبك من رش نوري عليك
فأينعت " أغصان " الإقرار، وهدجأت حمائم الوفقا، وتدلت ثمار الوفاء
فلما تدنست بالذنب عطشت أرض الوصال، فمالت أغصان المحبة
وقحلت روضة المعاملة، فطاف على جنة العزم طائف المصارمة
(فَأَصبَحَت كالصَرَيم) فنكس الآن رأس الذل طول شتاء الهجر
وابعث بريد الأسى ليبعث مزن الحزن لعلها تبكي على قاع الإفلاس
ومسكن المسكنة، فتدب المياه في عروق أغصان اللب
فتهتز العيدان في ربيع الإستدراك، فما ارتوى زرع توبة قط إلا من
داودل الحدق.

لَعلَ أَيامَنا التَي سَلَفَت ... تَعودُ بَيضا كَما عَهِدناها

يا هذا: لا ضرر يلحقنا في معاصيك، إنما المراد صيانتك
ولا نفع لنا في طاعتك، إنما المقصود ربحك، فتدبر أمرك.

يا قوم من غيرتنا عليكم حرمنا عليكم الفواحش.

كم ندعوك وتأبى إلا الهجر، فلا العهد رعيت، ولا للتقويم استويت.

يا مَن يَعزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم ... وَجِدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
وَبَينَنا لَو رُعيتُم ذاك مَعرِفةٌ ... إنّ المَعارِفَ في أَهلِ الهَوى ذِمَمُ


من كتاب اللطائف لابن الجوزى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 25, 2010 9:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
وقال بعض العارفين:
إذا كان الإيمان في ظاهر القلب كان العبد محباً للآخرة
وللدنيا وكان مرة مع اللَّه تعالى ومرة مع نفسه فإذا دخل الإيمان إلى
باطن القلب أبغض العبد الدنيا وهجر هواه
وقد قال عالمنا أبو محمد سهل رحمه اللَّه: للقلب تجويفان
أحدهما باطن وفيه السمع والبصر وكان يسمى هذا قلب القلب

والتجويف الآخر ظاهر القلب وفيه العقل
ومثل العقل في القلب مثل النظر في العين هو صقال لموضع مخصوص
فيه بمنزلة الصقال الذي في سواد العين
فإذا كانت هذه الخواطر عن أواسط الهداة به وهي الملك والروح كانت
تقوى وهدى ورشداً وكانت من خزائن الخير ومفتاح الرحمة قدحت في
قلب العبد نوراً وطيباً أدركه الحفظة وهم أملاك اليمين فأثبتوها حسنات

وإن كانت الخواطر عن أواسط الغواة وهم العدوّ والنفس كانت فجوراً وضلالاً
وهي من خزائن الشر ومعالق الأعراض قدحت في القلوب ظلمة ونتناً أدرك
ذلك الحفظة من أملاك الشمال فكتبوها سيئات وكل هذا إلهام وإلقاء من
خالق النفس ومسويها وجبار القلوب ومقلبها حكمة منه وعدلاً لمن شاء
ومنة ً وفضلاً لمن أحب، كما قال:

(وَتَمَّتْ كِلَمَةُ رَبٍّكَ صِدْقاً وَعدْلاً) الانعام:115 أي بالهداية صدقاً لأوليائه
ما وعدهم من ثوابه وبالاضلال عدلاً على أعدائه ما أعد لهم من عقابه.


ثم قال تعالى: (لاَ يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلونَ) الأنبياء:23

فهذه جنود منقادة لأمره وهو ملك جبار عزيز قهار تعالى عن مباشرة
الأشياء إذا كانت تنقاد لمشيئته وتطوع لقدرته فتنفذ قدرته إرادته تظهر
حكمته أفعاله إذا أراد شيئاً قال له: كن بخفي قدرته فكان بظاهر حكمته

والرب سبحانه قادر على كل شيء، بيده ملكوت كل شيء حكيم في
كل شيء، والعبد ضعيف عاجز جاهل لا يقدر على شيء قد ابتلي
بالأسباب ووقع عليه الحجاب وجعل مكاناً للأحكام بالعقاب والثواب
فالأسباب أواسط البلاء والعبد موضع الابتلاء.

وكل عمل وإن قل لا بدَّ فيه من ثلاثة معانٍ قد استأثر اللّه تعالى بتوليها :

أوّلها التوفيق وهو الإتفاق أن يجمع بينك وبين الشيء

ثم القوّة وهو اسم لثبات الحركة التي هي أوّل العقل

ثم الصبر وهو تمام الفعل الذي به يتم

فقد رد الله عزَّ وجلَّ هذه الأصول التي يظهر عنها كل عمل إليه

فقال سبحانه:

(وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ باللّه) هود:88
وقال:

(مَا شاءَ اللّهُ لاَ قُوَّةَ إلاَّ باللّهِ) الكهف:39

وقال عزّ وجلّ: ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلاّ بِاللّه) النحل:127


كتاب قوت القلوب (ج 1 / ص 173)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 12, 2011 12:00 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
وابن عباس يفسر قول اللَّه عزّ وجلّ:
(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) الأعراف:179

يقول لا يفهمون بها ويجعل الفقه الفهم فخاطر اليقين والروح والملك
من خزائن اللَّه
وخاطر العقل والنفس والعدوّ من خزائن الأرض
كما قيل النفس ترابية خلقت من الأرض فهي تميل إلى التراب
والروح روحاني خلق من الملكوت فهي ترتاح إلى العلوّ

والقلب خزانة من خزائن الملكوت مثله كالمرآة تقدح هذه الخواطر عن
أوساطها من خزائن الغيب فتوقد في القلب فيتلألأ فيه للتأثير
فمنها مايقع في سمع القلب، فيكون فهماً
ومنها ما يقع في بصر القلب فيكون نظراً وهو المشاهدة
ومنهاما يقع في لسان القلب فيكون كلاماً وهو الذوق
ومنها ما يقع في شم القلب فيكون علماً وهو الفكر وهو العقل المكتسب
بتلقيح العقل الغريزي وهذا أقلها لبثاً وأيسرها عناء

وما وقع في ناظر القلب وحسه فخرق شفافه ووصل إلى سويدائه وهو
المباشرة كان وجداً وهذا هو الحال عن مقام مشاهدة، ومن هذا قوله:

أسألك إيماناً يباشر قلبي.


كتاب قوت القلوب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 18, 2011 3:00 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
وفي أخبار داود عليه السلام: إن الله تعالى أوحى إليه:

يا داود إلى كم تذكر الجنة ولا تسألني الشوق إلي، قال:
يا رب من المشتاقون إليك؟ قال:
إن المشتاقين إلى الذين صفيتهم من كل كدر ونبهتهم بالحذر وخرقت
من قلوبهم إلي خرقاً ينظرون إلي، وإني لأحمل قلوبهم فأضعها على
سمائي، ثم أدعو نجباء ملائكتي فإذا اجتمعوا سجدوا لي، فأقول:
إني لم أدعكم لتسجدوا لي ولكني دعوتكم لأعرض عليكم
قلوب المشتاقين إلي وأباهي بكم أهل الشوق إلي فإن قلوبهم
لتضيء في سمائي لملائكتي كما تضيء الشمس لأهل الأرض

يا داود إني خلقت قلوب المشتاقين من رضواني ونعمتها بنور وجهي
فاتخذتهم لنفسي محدثي، وجعلت أبدانهم موضع نظري إلى الأرض
وقطعت من قلوبهم طريقاً ينظرون به إلي يزدادون في كل يوم شوقاً
قال داود: يا رب أرني أهل محبتك، فقال:

يا داود ائت جبل لبنان فإن فيه أربعة عشر نفساً فيهم شبان
وفيهم شيوخ وفيهم كهول، فإذا أتيتهم فأقرئهم مني السلام وقل لهم:
إن ربكم يقرئكم السلام ويقول لكم ألا تسألون حاجة فإنكم أحبائي
وأصفيائي وأوليائي أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم.
فأتاهم داود عليه السلام فوجدهم عن عين من العيون يتفكرون في
عظمة الله عز وجل، فلما نظروا إلى داود عليه السلام نهضوا
ليتفرقوا عنه، فقال داود: إني رسول الله إليكم جئتكم لأبلغكم رسالة
ربكم، فأقبلوا نحوه وألقوا أسماعهم نحو قوله وألقوا أبصارهم إلى الأرض
فقال داود: إني رسول الله إليكم يقرئكم السلام ويقول لكم
ألا تسألون حاجة؟ ألا تنادوني أسمع صوتكم وكلامكم فإنكم أحبائي
وأصفيائي وأوليائي أفرح لفرحكم وأسارع إلى محبتكم وأنظر إليكم
في كل ساعة نظر الوالدة الشفيقة الرفيقة؟ قال:
فجرت الدموع على خدودهم، فقال شيخهم:
سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فاغفر لنا ما قطع قلوبنا
عن ذكرك فيما مضى من أعمارنا. وقال الآخر:
سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك فامنن علينا بحسن النظر
فيما بيننا وبينك. وقال الآخر:
سبحانك سبحانك نحن عبيدك وبنو عبيدك أفنجترئ على الدعاء وقد
علمت أنه لا حاجة لنا في شيء من أمورنا فأدم لنا لزوم الطريق إليك
وأتمم بذلك المنة علينا. وقال الآخر:
نحن مقصرون في طلب رضاك فأعنا علينا بجودك. وقال الآخر:
من نطفة خلقتنا ومننت علينا بالتفكر في عظمتك أفيجترئ على
الكلام من هو مشغل بعظمتك متفكر في جلالك؟ وطلبتنا الدنو
من نورك. وقال الآخر:
كلت ألسنتنا عن دعائك؛ لعظم شأنك، وقربك من أوليائك، وكثرة منتك
على أهل محبتك. وقال الآخر:
أنت هديت قلوبنا لذكرك؛ وفرغتنا للاشتغال بك، فاغفر لنا تقصيرنا في
شكرك. وقال الآخر:
قد عرفت حاجتنا إنما هي النظر إلى وجهك. وقال الآخر:
كيف يجترئ العبد على سيده؟ إذ أمرتنا بالدعاء بجودك - فهب لنا نوراً
نهتدي به في الظلمات من أطباق السموات؟ وقال آخر:
ندعوك أن تقبل علينا وتديمه عندنا. وقال الآخر:
نسألك تمام نعمتك فيما وهبت لنا وتفضلت به علينا. وقال الآخر:
لا حاجة لنا في شيء من خلقك فامنن علينا بالنظر إلى جمال وجهك.
وقال الآخر: أسألك من بينهم أن تعمي عيني عن النظر إلى الدنيا
وأهلها وقلبي عن الاشتغال بالآخرة. وقال الآخر:
قد عرفت تباركت وتعاليت أنك تحب أولياءك فامنن علينا باشتغال القلب
بك عن كل شيء دونك.
فأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: قل لهم قد سمعت كلامكم
وأجبتكم إلى ما أحببتم فليفارق كل واحد منكم صاحبه وليتخذ لنفسه
سرباً فإني كاشف الحجاب فيما بيني وبينكم حتى تنظروا إلى نوري وجلالي.

فقال داود: يا رب بم نالوا هذا منك؟ قال: بحسن الظن والكف عن الدنيا
وأهلها والخلوات بي ومناجاتهم لي وإن هذا منزل لا يناله إلا من رفض
الدنيا وأهلها ولم يشتغل بشيء من ذكرها وفرغ قلبه لي واختارني
على جميع خلقي، فعند ذلك أعطف عليه وأفرغ نفسه وأكشف الحجاب
فيما بيني وبينه حتى ينظر إلي نظر الناظر بعينه إلى الشيء وأريه
كرامتي في كل ساعة وأقربه من نور وجهي
إن مرض مرضته كما تمرض الوالدة الشفيقة ولدها
وإن عطش أرويته وأذيقه طعم ذكري
فإذا فعلت ذلك به يا داود عميت نفسه عن الدنيا وأهلها ولم
أحببها إليه لا يفتر عن الاشتغال بي
يستعجلني القدوم وأنا أكره أن أميته لأنه موضع نظري من بين خلقي
لا يرى غيري ولا أرى غيره فلو رأيته يا داود وقد ذابت نفسه ونحل
جسمه وتهشمت أعضاؤه وانخلع قلبه إذا سمع بذكرى
أباهي به ملائكتي وأهل سمواتي يزداد خوفاً وعبادة
وعزتي وجلالي يا داود لأقعدنه في الفردوس ولأشفين صدره من
النظر إلي حتى يرضى وفوق الرضا.

إحياء علوم الدين - (ج 3 / ص 420)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 10, 2011 5:54 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
[font=Arial]حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد، حدثني سالم بن جميل الواسطي
قال: سمعت الشمشاطي يقول: سمعت ذا النون يقول:
أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام:

يا موسى كن كالطير الوحداني يأكل من رءوس الأشجار ويشرب من ماء
القراح، إذا جنبه الليل آوى إلى كهف من الكهوف استئناساً بي
واستيحاشاً ممن عصاني.

يا موسى إني آليت على نفسي أن لا أتم أي بر من دوني عملا

يا موسى لأقطعن أمل كل مؤمل يؤمل غيري، ولأقصمن ظهر من
استند إلى سواي، ولأطيلن وحشة من أستأنس بغيري
ولأعرضن عن من أحب حبيباً سواي

يا موسى إن لي عباداً إن ناجوني أصغيت إليهم، وإن نادوني
أقبلت عليهم، وإن أقبلوا علي أدنيتهم، وإن دنوا مني قربتهم
وإن تقربوا مني اكتنفتهم، وإن والوني واليتهم، وإن صافوني صافيتهم
وإن عملوا لي جازيتهم، هم حماي وبي يفتخرون وأنا مدبر أمورهم
وأنا سائس قلوبهم، وأنا متولي أحوالهم، لم أجعل لقلوبهم راحة في
شيء إلا في ذكري، فذكري لأسقامهم شفاء، وعلى قلوبهم ضياء
ولا يستأنسون إلا بي، ولا يحطون رحال قلوبهم إلا عندي
ولا يستقر قرارهم في الإيواء إلا إلي.

ثم قال ذو النون: هم يا أخي قوم قد دوب الحزن أكبادهم
وانحل الخوف أجسامهم، وغير السهر ألوانهم، وأقلق خوف البعث
قلوبهم، قد سكنت أسرارهم إليه، وتذللت قلوبهم عليه
فنفوسهم عن الطاعة لا تسلو، وقلوبهم عن ذكره لا تخلو
وأسرارهم في الملكوت تعلو، الخشوع يخشع لهم إذا سكتوا
والدموع تخبر عن خفي حرقتهم إذا كمدوا
قدسوا فرج الشهوات بحلاوة المناجاة، فليس للغفلة عليهم مدخل
ولا للهو فيهم مطمع، قد حجب التوفيق بينهم وبين الآفات
وحالت العصمة بينهم وبين اللذات
فهم على بابه يبكون، وإليه يبكون، ومنه يبكون
فيا طوبى للعارفين ما أغنى عيشهم وما ألذ شربهم وما أجل حبيبهم.[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 29, 2011 3:31 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
[font=Arial]وعن سري السقطي:
تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائهم عليهم السلام فيقال:

يا أمة موسى ويا أمة عيسى ويا أمة محمد خير المحبين لله تعالى

فإنهم ينادون يا أولياء الله هلموا إلى الله سبحانه

فتكاد قلوبهم تنخلع فرحاً.[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 18, 2011 7:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18971
[font=Arial]وقال هرم بن حيان:
المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه وإذا أحبه أقبل إليه
وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر
إلى الآخرة بعين الفترة وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة.

وقال يحيى بن معاذ: عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه؟
ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه؟
وحبه يدهش العقول فكيف وده؟
ووده ينسى ما دونه فكيف لطفه؟.

وفي بعض الكتب:

عبدي أنا وحقك لك محب فبحقي عليك كن لي محباً.[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قوت الأرواح والقلوب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 7:31 am 
غير متصل

اشترك في: السبت سبتمبر 01, 2007 7:05 pm
مشاركات: 856
قال أبو عبد الله النساج رحمه الله تعالى :

إن لله تعالى فى الدنيا جنة من دخلها كان آمناً

طوبى لهم وحسن مآب ,قيل : ما هى ؟

قال : الأنس بذكره .

_________________
اللهم صلى وسلم وبارك على أجمل و أكمل وأحن الخلق إمام المرسلين
وخير خلق الله أجمعين سيدنا ومولانا وحبيبنا رسول الله
وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين


صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 266 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6 ... 18  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 20 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط