موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وجوب الإيمان بالقضاء والقدر .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 21, 2016 3:58 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2916
وجوب الإيمان بالقضاء والقدر :

قال الشيخ اللقاني رضى الله تعالى عنه

وَوَاجِبٌ إِيمَانُنَا بِالْقَدَرِ ... وَبِالْقَضَا كما أَتَى فِي الْخَبَرِ

قال الإمام الصاوى رضى الله تعالى عنه في شرحه على جوهرة التوحيد

قوله : ( وَوَاجِبٌ إِيمَانُنَا بِالْقَدَرِ )

أى مما يجب علينا الإيمان به الإيمان بالقضاء والقدر ، لما فى حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ .

وفى صحيح ابن حبان (فَأَخْبِرْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ")

واختلفوا فى تعريف القدر :
فقالت الأشاعرة : هو إيجاد الله الأشياء على طبق ما سبق من علمه وإرادته . فعليه هو صفة فعل وهى حادثة .
وقالت الماتريدية : هو تحديده تعالى أزلاً كل مخلوق بحد ه الذى يوجد به من حُسنٍ وقبح وغير ذلك . فهو تعلُق العلم والإرادة وعليه فهو قديم .
وقد يقال الخلاف لفظي فمن نظر لمظهر الإيجاد قال : هو حادث . ومن نظر لمتعلَق العلم والإرادة التنجيزي الأزلي قال : هو قديم
فنقول فى تعريفه الجامع لهما : هو إيجاد الله للأشياء على طبق العلم والإرادة .
قوله : (وَبِالْقَضَا )
القضاء لغة الحكم ، وصطلاحاً : عرَّفه الماتريدية بأنَّه الفعل مع زيادة إحكام . فعليه هو حادث و عرَّفه الأشاعرة : بأنَّه إرادة الله المتعلِّقة بالأشياء أزلاً . وعليه فهو قديم .

وقال بعضهم : القضاء والقدر شيء واحد ، وهو : إيجاد الله الأشياء على طبق تعلق العلم والقدرة . وفى الحقيقة الأشاعرة والماتريدية تعاكسا ، فما قالت الأشاعرة إنه قضاء ، قالت الماتريدية إنه قدر وبالعكس .

وقد نظم الْأُجْهُورِيُّ مذهب الأشاعرة بقوله :

إرَادَةُ اللَّهِ مَعَ التَّعَلُّقِ *** فِي أَزَلٍ قَضَاؤُهُ فَحَقِّقْ
وَالْقَدَرُ الْإِيجَادُ لِلْأَشْيَاءِ عَلَى *** وَجْهٍ مُعَيَّنٍ أَرَادَهُ عَلَا
وَبَعْضُهُمْ قَدْ قَالَ مَعْنَى الْأَوَّلِ *** الْعِلْمُ مَعَ تَعَلُّقٍ فِي الْأَزَلِ
وَالْقَدَرُ الْإِيجَادُ لِلْأُمُورِ **** عَلَى وِفَاقِ عِلْمِهِ الْمَذْكُورِ


ومن كمال الإيمان بهما الرِّضا عن الله فى كل حال فإن من رضي له الرِّضا .فعن أَنَس بْن مَالِك ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"

إن قلت : إن من جملة القضاء والقدر الكفر والمعاصي ، فكيف يرضى بذلك مع أن الرضا بالكفر كفر ؟

أجيب : بأن الرضا بالقضاء الذى هو الإيجاد على طبق العلم والإرادة ، لا بالمقضيِّ الذى هو نفس الكفر والمعاصي ، لأن المقضيِّ إن كان خيراً وجبت ملازمته ومحبته ، وإن كان شرّاً وجب الإقلاع عنه وبغضه ، والمقصود من ذلك بيان الرد على المعتزلة ، لأنهم القدرية وهم قدريتان :
الأولى : تُنكر تعلُّق علم الله بالأشياء قبل وجودها وتقول : ( إنما يعلمها حال وقوعها ) . وهذه الفرقة انقرضت قبل ظهور الأمام الشافعي .
وقدريَّةٌ ثانية تقول : ( الله يعلم الأشياء قبل وجودها غير أن أفعال العباد مقدورة لهم ، وواقعة منهم استقلالاً بسب إقدار الله لهم بعدُ )
وكلا العقيدتين باطل ، لكنَّ الأولى كفر والثانية فسق .

قوله : ( كما أَتَى فِي الْخَبَرِ ) أي فى الحديث المتقدم ذكره .

هل الإيمان بالقضاء والقدر يتعارض الإختيار ؟

يقول سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه: من حمل ذنبه على ربه فقد فجر، إن الله تعالى لا يطاع استكراهاً، ولا يعصى بغلبة، فإن عمل الناس بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما عملوا، وإن عملوا بالمعصية، فليس هو الذي أجبرهم ولو أجبرهم على الطاعة لأسقط الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب، ولو أهملهم لكان عجزاً في القدرة، فإن عملوا بالطاعة فله المنَّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية، فله الحجة عليهم.




_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط