توسعت وكالة المخابرات الأمريكية وانتشرت وأصبحت هذه التحديدات بصلاحياتها غير محدودة, تدل الوقائع على أن إدارة المخابرات الأمريكية ومنذ بداية تأسيسها انتهجت القرصنة الدولية وكانت الحرب الدعائية والنفسية أحدى سماتها وهي مدخل للعمليات التخريبية والمشبوهة المتورطة بها وكالة المخابرات الأمريكية في كل بقعة من العالم.
واتجهت إلى خصخصة الحرب وترويج فكرة التجنيد والمرتزقة وكما نعلم أن شركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة) ترتبط بشكل مباشر بوزارة الخارجية الأمريكية وتعتبر ثاني قوة عسكرية على أرض العراق وفقا لتعدادها وواجباتها العسكرية والأمنية المناط بها ناهيك عن الصلاحية المطلقة التي تتمتع بها والتي تفوق صلاحية جيش الاحتلال النظامي وكعنصر توازن في الصراع المستعر والمستمر بين البنتاغون والخارجية على أرض العراق .
*-أجهزة الأمن الأمريكية :
- جهاز الأمن القومي (NSA) الأذن الكبرى BIG EAR))
أطلقت الصحافة الأمريكية في السبعينيات هذا المصطلح على اخطر جهاز أمني في أمريكا وأكثرها سرية المختص بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات الجارية في جميع الدول والمؤسسات.
والآن أصبح ممكناً أن نطلق عليه الأذن الكبرى لان العالم أصبح الآن بلا أسرار في ظل التطور التكنولوجي الملفت للنظر في مجال التجسس وخصوصاً الالكتروني.
وهناك ثلاث أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها لكن اكبر هذه الأجهزة في عملية التنصت هو (NSA).
تم تشكيل هذا الجهاز الأمني في24/10/1952م وشكله الرئيس “ترومان” دون علم الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونغرس وكانت تعليمات “ترومان” قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي , ويتعاون هذا الجهاز مع وكالات وأجهزة أمنية مشابهة لها في إنكلترا-نيوزلندا-استراليا ضمن نظام ضخم يدعى “أيشلون-ECHELON”
فإن نشاطها لم يقتصر على الأعداء بل يمتد إلى محادثات ومكالمات دول صديقة مثل فرنسا وايطاليا وغيرها من الدول العربية ولا يستثني الجهاز أحد من التجسس حتى المواطنين الأمريكيين أنفسهم.
- جهاز المباحث الفدرالية(FBI)
يقوم هذا الجهاز بمهام داخل وخارج الولايات المتحدة بالتوافق مع الأجهزة الأمنية الأخرى ويقوم بأعمال مختلفة : جمع الأدلة الجنائية وتحليل المعلومات, ومراقبة الأهداف, تتبع الشبكات والخلايا ,القبض على المطلوبين, جمع البيانات, تقييم الوثائق- الأمن الوقائي-الآمن الداخلي للمؤسسات والدوائر الأمريكية-قضايا الفساد-جرائم القتل السياسية وغيرها من الواجبات والمهام التي تكلف بها داخل وخارج الولايات المتحدة.
- وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)
يرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية تنظيمياً وتنتشر مقراته وواجهاته في جميع أنحاء العالم وخصوصاً في دول الاهتمام ومناطق التأثير, ومكلف بعدة مهام داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ومنها مراقبة الحكومات وقادتها السياسيين, والمنظمات الإسلامية بكل توجهاتها, وفتح قنوات الاختراق إليها, إعداد تقارير مستمرة عن الأوضاع وتتبع التسليح والأنشطة النووية, توسيع قدرات شبكاتها وتجنيد مواطني هذه الدول للعمل معها ومدهم بالمعلومات البصرية والمشاهدة وأحداث التأثير والفعل عند الحاجة, التجسس العلني والسري على المطارات والمعسكرات ومواقع ومنصات أطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية, تحديد أماكن ومقرات المنظمات السياسية والمقاومة, التخطيط والتنفيذ لعمليات الاغتيال المهمة ذات الأسبقية(رؤساء-قادة سياسيين-قادة عسكريين-رجال دين- قادة حركات التحرر), قمع حركات التحرر والمعارضة والمقاومة بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة , توجيه المظاهرات والمسيرات المناوئة للسلطة السياسية وفق إرادة الولايات المتحدة ووسائل الضغط على تلك الدول,التخطيط والتعاون وتسهيل التنفيذ للانقلابات السياسية والعسكرية في دول مختلفة وفق لخارطة الصراع,إذكاء الحروب الأهلية والصراعات,التصفيات الجسدية والاعتقالات والخطف,تطبيق فنون التعذيب وانتزاع الاعترافات القسري, تسريب وثائق أمريكية لفضح عملائها الذين انتفت الحاجة لهم, إيصال عملائها بعد تدريبهم إلى مستويات رفيعة في مصدر القرار السياسي لدول عديدة وخصوصا العربية منها , تسخير كل قدراتها الكبيرة في ترصين وتقوية الوجود الصهيوني على أرض العرب, السيطرة على القنوات الفضائية والحملات الدعائية المضادة واستدراج القيادات وتشويه الحقائق ودورها الرئيس والمحوري في فضيحة الأدلة المزيفة التي روجتها لشن الحرب على العراق(-أسلحة الدمار الشامل-علاقة العراق بالقاعدة-قدرات العراق العسكرية),دورها الرئيس والمحوري إثناء غزو العراق, دورها الكبير والمحوري بعد احتلال العراق,وغيرها من الأدوار الكبيرة والخطيرة التي تقوم بها “وكالة الاستخبارات المركزية “CIAعبر ومفاصلها وواجهاتها وجواسيسها وعملائها في كافه أنحاء العالم.
يتبع إن شاء الله.