- صور من انتظار اليهود لمسيحهم المنتظر.
- فممّا نقل عن الصديقيم ليفي إسحاق بردلشيف (اسم حبر سيديمي) أنّه كان يتوقّع ظهور المسيح المخلّص كلّ يوم, وكان يضع ملابس يوم السّبت جاهزة معه استعداداً لاستقباله وقد وقف يوم التاسع من آب (يوم صيام اليهود) إلى جانب شبّاك في بيته وهو يتطلّع إلى الخارج بقلق, وكان كلّما سمع صوتاً يرهف سمعه ويتنصّت ليعرف مصدر الصوت[1].
- وذكر صديقيماً آخر كان دائم التّطلع إلى ظهور المخلّص اسمه موشة تيتلباوم, فقد كان ينتظره كلّ يوم ويترقّب خروجه وكان في كلّ ليلة عندما ينام يهيّء ملابس السّبت ويذكّر حاجبه أن يوقظه في اللحظة التي يسمع فيها بظهور المخلّص [2].
- الصديقيم إسحاق هروفتش (الرّائي) توفي سنة 1815م: هذا الصديقيم اتّفق مع ثلاثة من الصّديقيم على التّعجيل بظهور المخلّص أيّام احتلال نابليون لروسيا بالطّرق الباطنية[3].
تيتلباوم كان يقول: أنا لا أفهم لماذا لا يحاول الصديقيم في العالم الآخر التّعجيل بظهور المخلّص, إنّهم يجب أن يطبقوا السّماوات على الأرض من أجل ذلك, ولكنّهم ربّما نسوا ما يحدث في عالمنا الأرضي عند دخولهم الجنّة[4].
- وكان الصديقيم موس بن زفي (ت1841م) يقول لأهله كلّ ليلة: لو كنت أعلم بأنّ شعر رأسي سيكون أبيض ولا ترى عيناي المسيح المخلّص لما بقيت حيّاً, يا رب أنت الذي أبقيتني وحفظتني بهذا الأمل وهذا الاعتقاد, إنك ضحكت عليّ فهل هذا شيء جيّد, وهل هذا شيء جيد أن تضحك على رجل مثلي؟ [5].
- وبعضهم هيّأ غرفة خاصة في بيته وأسماها غرفة المسيح, وقد وضع فيها كلّ غال ونفيس عنده ولم يكن يسمح لأحد بالدخول إليها[6].
- بل إنّ بعضهم وعد أنّه لن يدخل الجنّة عندما يموت حتّى يجبر المخلّص على الظّهور [7].
- وفي سنة 1992م قامت طائفة من اليهود بتوزيع مناشير تبشّر الناس بقرب ظهور المخلّص, حتّى إنّه قد ذكر بأنّهم قد بنوا له دارة قرب مستوطنتهم (حبد) [8].
هامش :
[1] اليهود الحسيديم تأليف د/جعفر هادي حسن صـ176. والحسيديم معناها الإحسان وهم طائفة يهودية أصوليّة, والصديقيم هو المرشد الرّوحي في هذه الطائفة, والياء والميم في آخر الكلمتين للنسبة.
[2] المصدر السابق ص177.
[3] المصدر السابق ص160.
[4] المصدر السابق ص177.
[5] المصدر السابق ص176.
[6] المصدر السابق ص178.
[7] المصدر السابق ص178 وما بعدها.
[8] المصدر السابق ص181.
المصدر :
كتاب : اليهود الحسيديم - تأليف د/ جعفر هادي حسن – الطبعة الأولى - دمشق - دار القلم - 1415هـ.