فراج يعقوب كتب:
أمنية مولانا الشيخ عبد الحليم محمود وأمنية كل الصوفية المخلصين والتي لم تتحقق :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( لقد أورد - اى الشيخ الدردير -
صيغة للإمام الغزالى
وأخرى للإمام الشاذلى
وثالثة لسيدى عبد السلام بن مشيش
ورابعة لسيدى ابراهيم الدسوقى
وهكذا أورد ثلاثين صيغة
من صيغ الصلاة على خير الرسل [ عليه وعليهم أفضل الصلوات وأزكى التسليم ] ليست له .
ومن الحق أن نقول :
إن اختياره لهذه الصيغ من بين الفيض النورانى فى صيغ الصلاة على السراج المنير صلى الله عليه وآله وسلم
إنما كان لمعان خاصة رآها فيها ،
وما كان ذكرها إنما هو مجرد اتفاق ،
وإنما كان اختياراً متدبراً ،
فهو يرشد الى ان الأئمة الكبار هم من
سعة الافق
بحيث لا يتحكم فيهم تيار معين،
إنهم هم الذين يتحكمون فى التيارات
كما يتحكمون فى الاحوال ،
والفرق بين الشيخ والمريد هو
أن الشيخ يتقلب فى أنوار ،
والمريد يسعى بفضل الله فى تيار من النور معين .
وهؤلاء الائمة الكبار فى مستوياتهم العليا
لا ينزلون إلى مستويات الموازنة والتفضيل
بينهم وبين غيرهم ،
كلا ،
إنهم يتخذون الشعار الكريم :
وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من البحر أو رشفاً من الديم
إن الموازنة والتفضيل والمدح فى شيخ
والحط من غيره
من شيم الذين لم يتنسموا الروحانية ،
وهى طريقة لا ترضى الائمة ،
ومن الخير أن يتخلى عنها كلية :
الأتباع والسالكون ،
حتى تسود بين كل هذه الطرق
وحدة منسجمة
وتعاون فى قيادة الناس الى الله تعالى .
والشيخ رضى الله عنه يقول فى كتابه الخريدة حرفياً :
ان ممن سلك المسلك المستقيم :
القطب الربانى الامام سيدى احمد بن الرفاعى واتباعه ،
والقطب الربانى الامام سيدى عبد القادر الجيلانى وأتباعه ،
والقطب الربانى السيد أحمد البدوى وأتباعه ،
والقطب الربانى السيد ابراهيم الدسوقى واتباعه ،
والقطب الربانى السيد على ابو الحسن الشاذلى واتباعه ،
والقطب الربانى سيدى محمد الخلوتى واتباعه ، والقطب الربانى سيدى عبد الله النقشبندى وأتباعه ، فهؤلاء كلهم سادات الائمة المحمدية ، رضى الله عنه وعنا بهم آمين .
إن دعاة الخير الذين أخلصوا وجوههم لله وفى سبيل الله ،
لا يفترقون احزاباً شتى
يتنازعون ويتعارضون ،
كلا ،
بل
يتساندون
ويتعاونون
ويجمعهم الهدف السامى ، الهداية .
فإذا لم يوحدهم الهدف السامى
فإنهم طلاب دنيا
وليسوا فى دعوتهم بمخلصين،
إن اهل الله حقاً
لا يسيئون الى اهل الله،
وأسلوبهم أن يأخذوا بيد الضعيف
وان يهدوا الضال،
وأن يقودوا الى الله من انحرف عن الطريق ،
وان يسيروا بالإنسانية نحو حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
وأن يجمعوا القلوب على
المودة
والرحمة
والأخوة
والثقة فى الله سبحانه .
ورسالة الصوفية لأنفسهم
ورسالتهم لغيرهم
واضحة
إنها :
التأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول تعالى :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } .
ــــــــــــــــــــ
من كتاب :
ابو البركات سيدى أحمد الدردير رضى الله عنه
لمولانا شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد الحليم محمود رضى الله عنه صـ 155 وما بعدها .
ــــــــــــــــــــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
رضي الله عنه وأرضاه و رحمه الله تعالى و أدخله فسيح جناته
جزاكم الله خيرا كثيرا شيخنا الفاضل الجليل الشيخ فراج يعقوب أعزكم الله و أكرمكم دنيا ودين بارك الله في حضرتك و لحضرتك اللهم آمين