على الرغم من جمال طائر البومه و جمال عينيه و نظراته و رمزت لدى الكثيرين بالحكمه و العلم و الوقار
و على الرغم من أن طائر البومه مميز كطائر مفترس يأكل الفئران و الأرانب و الثعابين فبصره حاد و يستطيع تحريك رقبته 270 درجه فله مجال رؤيه واسع دون أن يتحرك و يظل ساكناً مما يزيد من الشعور تجاهه بالوقار
و لكن طائر البومه إعتاد العرب أن يحسبوه نذير شؤم فقالوا في التراث إتبع البوم فتصل للخراب
نهى الإسلام الناس عن التطير و التشاؤم و لكن أمر بقتل كائنات محدده كان العرب يتطيرون من بعضها
فكما روى الإمام البخاري بسنده عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن حبيبنا المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (خمس فواسق يُقْتَلن في الحرم: الفأرة والعقرب والحديّا والغرابُ والكلبُ العقور)
و تكلم البعض في أن الحكمه هي ضررها بالإنسان و( تأمل تقديم الإعلام للأطفال مواد ترفيهيه تحبب لهم الفأر) بينما ذهب اخرون إلى أنها كائنات تمردت على أمر الله و استخدمها الشيطان
و لكن لم يصدر نهي عن البوم أو تعرض له على الرغم من شيوع التشاؤم به عند العرب قديماً فكتبوا شعراً يعني أن من يتمنى للبوم أن يظهر في منطقه أو يسكن قصراً فهو يقصد أن يتحول المكان و البيت إلى مكان خرب و مهجور
و بتأمل طائر البومه تجده مفترس و لكن لا يصطاد من الكائنات التي يفضلها إلاالضعيف منها أو مريض و خائف فوصف بإنه جبان
يختفي طائر البومه في النهار و لا يظهر إلا في الليل عادة
يفضل طائر البومه الإنعزال و حتى و هو يطير يوصف بالطيران الصامت فلا يحدث صوتا و يفضل أن يعيش في البيوت المهجوره أو الخربه
و في بعض الثقافات يرمز طائر البومه للتفريق بين الأحبه
في روايه من قصص بني اسرائيل أن كبيرة الطيور في جيش سليمان عليه السلام كانت البومه فكانت من أضخم الطيور وأشجعها
وفي يوم من الأيام اجتمع سيدنا سليمان عليه السلام مع جيشه من الانس والجن والطير وكان يحدثهم بحديث فيه أن فتاة ولدت الان في بلاد المشرق وولد فتى في بلاد الغرب وبعد عدة سنوات سيجتمعون ويتزوجون
عندها خطرت للبومه كبيرة الطيور أن تقوم بحيلة ومكر تحرج فيها سيدنا سليمان عليه السلام فطارت الى بلاد الشرق وخطفت الفتاة ووضعتها في جزيره نائية لايعرفها الا هي وأخذت تطعمها وتسقيها في فترات محدوده في اليوم
والفتاة كبرت وهي لاتعرف الا طير البومه وتحسبها أهلها وذويها , وبعد مرور السنوات التي ذكرها سيدنا سليمان لتلاقي فتى الغرب , وبحكمة الله عز وجل حتى يتحقق ماتحدث به سليمان ركب فتى الغرب مركب من المراكب يريد التجارة فانحرفت السفينة عن خط سيرها وتاهت في البحر المظلم وتحطمت ولم ينجو من الركاب غير فتى المغرب فقد تعلق بلوح حتى اتت به الريح الى الجزيره النائية التي بها فتاة الشرق , فلما رأت الفتاة الفتى نظرت اليه فأعجبها شكله فهي شديدة الشبه به أفضل من شكل طير البومه , ففرحت به وتلاقوا كما يتلاقى الحبيبن
حصل ذلك و البومه في حضرة سيدنا سليمان عليه السلام لاتعلم من الأمر شي, وفي اجتماع نبي الله سليمان عليه السلام بجيشه أنبئه الله بأمر التقاء فتى الغرب بفتاة الشرق فأخبر به جيشه وحمد الله وشكره , عندئذ سنحت الفرصه للبومه أن تكذب سيدنا سليمان عليه السلام فهي قامت بخطف الفتاة وقامت بتربيتها طيلة السنوات الماضيه لأمر تكذيب سليمان عليه السلام , فقامت البومه وكلها ثقه وقالت أمام الملأ أن سليمان يكذب وأن الفتاة في جزيره نائية لايصلها أي مخلوق بشري
فضحك سليمان عليه السلام من قولها وأمر بلجنة من الجيش والملأ أن تقوم مع البومه الى الجزيره ويتحققوا من كلام البومه 0وأمر الريح بحملهم الى الجزيرة وهناك رأوا مالم يسعد البومه فقد رأى القوم الفتى والفتاة مجتمعين مع بعضهم البعض وهم في فرح وسرور وقاموا بحملهم الى سليمان عليه السلام
عندئذ دعا عليها سليمان عليه السلام فأصبحت ذليله بدل ماكانت عزيزة , و جبانه بدل ماكانت شجاعه , فهي تختبيء في النهار وتظهر في الليل وتنعق حظها الى يوم الدين
و هكذا أصبح طائر البومه لدى البعض رمزاً للحزن و للحظ السيء و من يندب حظه السيء بينما لاخرون رمزاً لمن يسعى للتفريق بين المحبين
و لكن في ثقافات أخرى فللأسف فرق عبدة الشيطان و الغنوصيه و الباطنيه يعظمون من طائر البومه و يقيمون تماثيل تمجده