الجزء الأول : مقدمة الكتاب والبلاغ ..
يقول ويليس جورج أميرسون :
إني أخشى أن لا يصدق الناس هذه القصة الحقيقية التي أنا على وشك أن أسردها لكم .. وربما سوف يتشوش فكركم ويتبين لكم سوء فهمكم للأرض وحقيقتها .. من بريق كشف لغز رائع .. وعالم مخفي عجيب .. من أحداث صادقة وتجارب ذات صلة لا مثيل لها حدثت فعلاً للبحار النرويجي " يانسن أولاف " ولأبيه أولاف ..
في قصة رحلة غريبة عجيبة حقيقية تضاهي قصة الرحالة العظيم : "ماركو بولو".. وهي قصة رحلة البحار " يانسن أولاف " وأبيه .. وهذه هي قصته الحقيقية أظهرها للعالم أجمع لأول مرة لتعرفون اسمة الآن لأول مرة ويجب أن يُخلد اسمه التاريخ ويعرفه جميع الناس .. ويجعل من وجهاء الأرض وأعيانهم ..
وأني أؤمن وأعترف وموقن بمجمل تحليلاته العلمية المنطقية المعتمدة علمياً وهي التي لها علاقة بسر عميق يخص قارة القطب الشمالي المتجمدة الغير مكتشفة .. التي ظلت لقرون عديدة محط انتباه العلماء والناس أجمعين ..
وإن واجبي هو تنوير العالم بمعرفة جزء خفي غير معروف من هذا الكون والذي وصفة "يانسن اولاف" بأنه مهد ومنبعث البشر ..
فإن هذه البحوث والاهتمامات بالقارة القطبية الشمالية من " الأمم المتحدة " في أحد عشر دولة وبلوغ " هذه المخاطر " هو لشيئ واحد وهو محاولة حل لغز غامض وهو " الجزء المخفي من الكون " ..
فهذا صحيح وأمر حقيقي وهنالك قول مأثور قديم وهو " الحقيقة أغرب من الخيال " وهي التي عرفتها من زميلي " يانسن أولاف "
وقصتي في أول مقابلة لي مع صديقي " يانسن أولاف ".. هي :
عندما كانت الساعة 2,00 .. استيقظت من النوم المريح .. على صوت جرس الباب .. فتفاجأت أنه رسولا يحمل رسالة مخربشة يصعب قرائتها من العالم " يانسن أولاف " .. وبعد فك رموزها بعدما استدعى مني الوقت الكثير .. أدركت أن الرسالة تحتوي أنه يحتضر وفي آخر أيام حياته ويدعوني للقدوم لأمر هام و طارئ .. وكانت دعوة حتمية لابد لي من الحضور فيها ..
وأود أن أخبركم أن " يانسن أولاف " كان محتفلا مؤخرا بعيد ميلاده .. الخامس والتسعين .. وعلى مدى هذه السنوات كان يعيش .. في بيت متواضع من طابق واحد .. على بعد مسافة قصيرة من الحي التجاري .. في لوس أنجلس , كاليفورنيا ..
وقد قابلته بمنزله المتواضع بعد منتصف الظهر من اليوم التالي ووجدته محاط بمحيط عائلي منعزل وقد عرفت بعد ذالك أنه مؤمن بديانة "أودين وثور" الوثنية .. ((وهي ديانة وثنية موجودة إلى زمننا الحاضر في شمال النرويج في وسط القبائل الرعوية )) ..
فحينما قابلته : كانت هنالك دماثة في وجهه .. في عيون رمادية من كبر العمر .. حيث توحي أن هذا الرجل بلغ من الكبر عتيا .. وعاش قرن من الزمان إلا خمس سنوات .. فحياني متكرما وانحنى قليلا .. وأدخلني وهوا مشبكا يديه وراء ظهره وجلسنا وأثنيت على جاذبية مسكنة وجمال بيته وحديقته ..
وإني سرعان ما اكتشفت مع حديثي معه أنه شخص مثقف غير عادي حيث تعمق في العلوم والدروس من حياته لدرجة كبيرة .. وأرى أنه رجل في سنواته الأخيرة من عمره .. وقد تعمق كثيرا في قراءته للكتب والتأمل والعلم ..
وقد حياني وشجعني في الحديث معه وأخبرني أنه يقطن في جنوب كاليفورنيا منذ ست أو سبع سنوات فقط .. وأنه كان قبل ذالك في أحد دول " الشرق الأوسط " لعشرات السنين .. وأنه كان احد صياديين قبالة ساحل النرويج .. في منطقة جزر ((Lofoden)) وقام برحلات بعيدة إلى الشمال إلى "سبيتزبرغن" وحتى أرض "فرانز جوزيف" ((Franz Josef)) وما إلى ذالك ..
وانتهى لقائي معه في هذا اليوم وأخبرته أنني سوف أعود مرة أخرى له .. وقال: نعم إني متأكد أنك سوف تعود في يوم من الأيام .. وسوف أظهرك على مكتبتي وأخبرك بالكثير والكثير من الأمور والاكتشافات التي لم تحلم أن تطلع عليها .. وإنك من الممكن ألا تصدق بها مع حقيقة وجودها ..
وأكد لي ضاحكا إنني لن آتي مرة أخرى وأخبرته بتوكيد أنني على استعداد وشوق للاستماع لكل رحلاتك ومغامراتك وأكدت له عودتي له ..
وفي الأيام التي تلت لقائنا ذالك .. ومع مرور الوقت .. أصبحت أعرف جيدا "يانسن أولاف " .. وشيئا فشيئا .. قوت علاقتنا مع بعضنا البعض .. وشيئا فشيئا أخبرني بقصته .. فكان شيئا رائعا واكتشافا باهرا لدرجه أنه غير مفاهيمي لحقيقة الأرض الجيولوجية .. وأصبحت احترمه وأوقره .. وأخذت معتقداتي ومفاهيمي تتغير وأفهم الحقيقة.. وكان يذكر لي قصصه بجدية وإخلاص حيث أسرت بقصصه الغريبة .. وأصبح صديقي وزميلي
.. " ثم جائت دعوة الرسل ((الموت)) " ..
وأرسل لي يدعوني ويخبرني أنه يحتضر.. ففي تلك الليلة وخلال ساعة .. كنت في طابق بيت "يانسن أولاف " فكان ينتظرني على صبر حيث كان صبورا جدا في فترة الانتظار .. وقال لي على الرغم من أنني بجانبه : " أسرِع , أسرِع لابد لك من السرعة في القدوم إلي جانبي لأحدثك في أمرً خطير" ..
وأمسك يدي بقوه وهوا مسترخيا على الفراش .. وقال لي : (( لدي الكثير الكثير من الذي سوف أقوله لك من الذي تجهله ولا تعلمه .. وليس لدي أحد أثق فيه سواك وأنا أدرك تماما )) ثم قال على عجل : ((إنني عجوز ولا يجوز لي البقاء على قيد الحياة ليلة واحدة .. وقد حان الوقت لأنضم إلى آبائي وأجدادي في نومنهم الكبير .. ولابد لي من ذالك)) ..
فعدلت وسادته لأجعله أكثر راحة لأنني بدأت أدرك خطورة حالته .. ووعدته وأكدت له أنني لي الفخر وعلى أهبة الاستعداد لخدمته بأي وسيلةً ممكنة ..
وتأخر الوقت .. والسكون محيط بي .. مع شعور غريب من الخلوة مع رجل يحتضر .. وكان يروي لي قصته الغريبة .. فجنبا إلى جنب من هذا الوضع والشعور مع قصته الغريبة .. فكل هذه الأحداث المجتمعة .. جعلت قلبي يخفق بسرعة وبصوت عالي مع شعور غريب بالخوف والرهبة ..
فأخذ يسرد لي كل ما جرى له وقال :
إني سأخبرك بشيئ خطير في هذا العالم أنا لا أؤمن به فقط .. بل هو شيئ واقعي موجود قد شاهدته بعيني وكنت موجودا فيه .. فيجب على الناس كلهم الإيمان به ومعرفته .. وهو الجزء المخفي من الكون ..
وأخذ يسرد لي قصته لأكثر من ساعتين من ذكر عالم جوف الأرض الغريب وشعوب وأمم غريبة وأراضي وأماكن غريبة وفنون وعلوم غريبة ..
وهب فجأة في قوة فوق طاقة البشر تقريبا .. وهو يتكلم بسرعة بكلام عقلاني وواعي .. وفي آخر سرده وكلامه أظهر لي الوثائق والبيانات والخرائط والرسوم والصور وبين لي الحقائق ..
وقال في ختام كلامه :
((إحفظ هذه الوثائق في يدك .. وعدني أنك سوف تظهرها للعالم أجمع والناس .. ليعرف الناس الحقيقة ويُكشف عنهم غموض قارة القطب الشمالي من الجزء المخفي من الكون .. للعالم الداخلي .. الموجود حقا بجوف الأرض .. فإن فعلت هذا سوف أموت سعيدا وأرتاح في قبري .. وإن قلت الحقيقة لن تعاني مثلما عانيت من المشاكل .. ولن توضع يدك بالحديد .. ولن يتهمونك بالجنون .. لأنك لا تحكي وتقول قصتك .. بل قصتي أنا .. فاحفظ وصيتي وأوف بوعدي .. وأرجو أن يتغمدني إلهي ثور وأودين ويكونا معي في قبري .. وذلك بعيدا عن يدي الكفار الذين يضطهدون الخلق)) ..
فبدون التفكير في النتائج المترتبة على الوعد .. أو استشراف ليالي بلا نوم لإتمامه وتحقيقه من الالتزام الذي وعدته به .. فإني سوف أفي بعهده .. وأبذل جهدي لإتمام ذالك وقد سعيت لهذا .
وقد وافته المنية .. وارتفعت روحه من جسده .. كما ارتفعت الشمس من فوق قمم جبال "سان جاسينتو " إلى وسط كبد السماء ..