موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 39 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 22, 2016 5:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

العظمة والتحرير.

إن فرنسا تسعى إلى أن تتجسد ثانية في أوروبا، ولكن ألمانيا تأمل في التحرر والإنعتاق عبر أوروبا، وان هذين الحافزين المختلين يسيران مسافة بعيدة نحو تفسير وتحديد جوهر التصميم البديل الفرنسي والألماني لأوروبا .

فبالنسبة إلى فرنسا تعتبر أوروبا وسيلة لاستعادة العظمة السابقة لفرنسا. وحتى قبل الحرب العالمية الثانية قلق المفكرون الفرنسيون الجديون في الشؤون الدولية إزاء التراجع المستمر
لأهمية أوروبا في شؤون العالم.

وفي أثناء عدة عقود من فترة الحرب الباردة، تحول هذا القلق إلى حقد على السيطرة "الانغلوساكسونية" على الغرب هذا إذا أغفلنا الازدراء لأمركة "الثقافة الغربية". وهكذا كان قلق أوروبا حقيقة حسب كلمات الجنرال ديغول "من الأطلسي إلى الاورال" هو الدواء الشافي لهذا الوضع الراهن.

وبما أن أوروبا هذه والتي ستقاد من باريس سوف تعيد لفرنسا ثانية تلك العظمة التي لا يزال الفرنسيون يشعرون بها، فإنها أي أوروبا تبقى قدرًا خاصًا لدولتهم .

وبالنسبة إلى ألمانيا فإن الالتزام بأوروبا هو أساس تحريرها وانعتاقها بينما تعتبر علاقتها الودية بأميركا مهمة لأمنها، وهكذا، فإن أوروبا المستقلة على نحو اكثر جزمًا عن أميركا ليست خيارًا قابلا للحياة، ففي ما يتعلق بألمانيا نجد أن التحرير+ الأمن= أوروبا + أميركا.

فهذه المعادلة تحدد وضع ألمانيا وسياستها مما يجعل من ألمانيا مواطنًا صالحًا فعلا لأوروبا، وفي
الوقت نفسه تكون هي أي ألمانيا أقوى داعم أوروبي لأميركا.

وترى ألمانيا في التزامها المتحمس بأوروبا نوعًا من التطهر التاريخي، أو استعادة "لأوراق اعتمادها" (تعبير دبلوماسي) المعنوية والسياسة.

وإذ تعيد ألمانيا نفسها إلى أوروبا، فإنها تستعيد عظمتها أيضًا بينما تحقق تلك المهمة التي لن تعبئ أوتوماتيكيا الأحقاد والمخاوف الأوروبية ضدها.

وإذا كان الألمان يسعون إلى المصلحة الوطنية الألمانية، فإن ذلك يجعلهم يخاطرون بتغريب أوروبيين آخرين.

أما إذا كان هؤلاء الألمان يطورون أو يحسنون المصلحة الأوروبية المشتركة فإنهم سوف يكسبون الدعم والاحترام الأوروبيين.

كانت فرنسا حليفًا مواليًا ومخلصًا، مصممًا (عاقدًا العزم) في القضايا الرئيسة للحرب الباردة.

ووقفت كتفًا إلى كتف مع أميركا عندما نشبت الأزمات ولم يكن ثمة شك في موقف فرنسا الثابت سواء في أثناء حصاري برلين أو في أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، ولكن دعم فرنسا لحلف الأطلسي أعيق بالرغبة الفرنسية "المتزامنة" الهادفة إلى ضمان هوية سياسية فرنسية "المتزامنة" الهادفة إلى ضمان هوية سياسية فرنسية منفصلة، وإلى المحافظة على حرية العمل اللازمة لهذه الدولة ولا سيما في الأمور التي تخص الوضع العالمي لفرنسا أو التي لها علاقة بمستقبل أوروبا.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 22, 2016 5:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

يوجد عنصر استحواذ خادع في انشغال النخبة السياسية الفرنسية بالمفهوم المتمثل في أن فرنسا ما تزال قوة (دولة) عالمية.

فعندما أعلن رئيس الوزراء آلان جوبيه، شأنه شان من سبقوه، في الجمعية الوطنية الفرنسية في أيار ١٩٩٥ أن "فرنسا تستطيع، ويجب، أن تضمن مهمتها أو دورها كقوة عالمية"، فإن الحضور أطلقوا عاصفة تصفيق تلقائية.

وهكذا فإن الإصرار الفرنسي على تطوير الرادع النووي كان نابعًا غالبًا من وجهة النظر القائلة إن فرنسا سوف تحسن بذلك حريتها في العمل، وتكسب في الوقت ذاته القدرة على التأثير في قرارات
الحياة والموت الأميركية عن أمن التحالف الغربي ككل.

ولم يكن سعى فرنسا إلى رفع مستوى وضعها في هذا المجال نابعًا عن الرغبة في الوقوف في وجه الاتحاد السوفييتي لأن الرادع النووي الفرنسي لم يكن له سوى تأثير هامشي، حتى في أفضل حالاته، على إمكانات صنع الحرب السوفييتية وقد شعرت باريس أن أسلحتها النووية الخاصة بها ستعطي فرنسا دورًا في إجراءات (عمليات) اتخاذ القرارات الأكثر خطرًا والأعلى مستوى عن الحرب الباردة.

وفي التفكير الفرنسي، فإن امتلاك الأسلحة النووية عزز مطلب فرنسا بأن تصبح قوة عالمية، وأن تملك صوتًا يجب أن يحترم في كل أنحاء العالم.

وهو أي هذا الامتلاك عزز على نحو ملموس وضع فرنسا بوصفها إحدى الدول أو الأعضاء الخمسة الذين يملكون حق استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي علمًا أن هذه الدول الخمس كلها هي دول نووية.

ومن المنظور الفرنسي، فقد كان الرادع النووي البريطاني مجرد امتداد للرادع الأميركي، خاصة في ضوء الالتزام البريطاني بعلاقة خاصة مع أميركا، وبامتناع بريطانيا عن المشاركة في الجهد الهادف
إلى بناء أوروبا مستقلة (علمًا أن استفادة البرنامج النووي الفرنسي إلى حد كبير من المساعدة
الأميركية السرية لم تكن في رأي الفرنسيين ذات أهمية في الحسابات الاستراتيجية لفرنسا).

وأخيرًا فإن الرادع النووي عزز أيضًا، في الفكر الفرنسي الوضع المسيطر أو القيادي لفرنسا بوصفها دولة قارية بارزة ، أو الدولة الاوروبية الفعلية الوحيدة التي ملكت هذه الميزة .

جرى التعبير أيضًا عن الطموحات العالمية لفرنسا عبر جهودها الحاسمة الهادفة إلى المحافظة على دور أمني خاص في معظم الدول الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية.

وبالرغم من الخسارة، وبعد قتال طويل الأمد في فيتنام والجزائر والتخلي عن إمبراطورية أوسع مساحة، فإن هذه المهمة الأمنية والسيطرة الفرنسية المستمرة حتى الآن على جزر متفرقة في المحيط الهادي (وهي التي أمنت لها أماكن للاختبارات لذرية الفرنسية المثيرة للجدل) عززتا اقتناع النخبة الفرنسية بأن فرنسا لا تزال فعلا تملك دورًا عالميًا يجب أن تلعبه، وبالرغم من حقيقة كونها لا
تشكل بصورة رئيسية سوى قوة أوروبية ذات مرتبة متوسطة في العصر ما بعد الإمبريالي .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 22, 2016 5:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

لقد عمل كل ما ذكر أعلاه على المحافظة على طلب فرنسا وعلى حفزها أيضًا على الإصرار على هذا الطلب المتمثل في ضرورة إسهامها في القيادة الأوروبية.

فمع كون بريطانيا في حالة تهميش ذاتي، ومجرد ملحق أو امتداد للقوة الأميركية وكون ألمانيا مقسمة خلال معظم فترة الحرب الباردة، ومحرومة أو معاقبة بسبب تاريخها في القرن العشرين، استطاعت فرنسا أن تتمسك بفكرة أو مفهوم أوروبا، وتعتبر نفسها شيئا واحدًا معها وتغتصبها أو تدعي هيمنتها عليها بوصف هذه الأخيرة متطابقة أو منسجمة مع مفهوم فرنسا عن نفسها .

إن البلاد التي كانت أول من ابتكر فكرة الدولة الأمة ذات السيادة وحولت القومية الى ديانة مدنية وجدت أنه من الطبيعي جدًا ان ترى نفسها، وبنفس الالتزام العاطفي الذي كان وظف في يوم ما في ما يعرف ب "الوطن" على أنها تجسيد لأوروبا مستقلة ولكنها متحدة، وهكذا فإن عظمة أوروبا المقادة من قبل فرنسا ستكون عندئذ عظمة فرنسا أيضًا .

إن هذا العمل أو الاحتراف الخاص، والذي ولد من رحم إحساس عميق بالمصير التاريخي وعزز بزهو ثقافي فريد في نوعه، هو ذو مضامين سياسية كبيرة.

وإن المجال الجيوبولييتي الرئيس الذي كان على فرنسا أن تبقيه ضمن مدار نفوذها أو على الأقل تمنع السيطرة عليه من قبل دولة أقوى منها يمكن أن يرسم في شكل نصف دائرة.

وهو يشمل شبه جزيرة الإيبرية والساحل الشمالي لغرب البحر الأبيض المتوسط وألمانيا صعودًا حتى أوروبا الوسطى والشرقية.

وليس ذلك هو نصف القطر الأدنى الوحيد للأمن الفرنسي، بل هو أيضًا المنطقة الأساسية للمصالح السياسية الفرنسية ولا يمكن إلا بدعم مضمون من الدول الجنوبية وبضمان مساندة ألمانيا، أن يتم على نحو فعال تحقيق هدف بناء أوروبا موحدة ومستقلة تقودها فرنسا.

ومن الواضح، أن ألمانيا المتنامية القوة سوف تكون حتمًا الأصعب انقيادًا ضمن هذا المدار الجيوبوليتي.

وحسب الرؤيا الفرنسية فإن الهدف الرئيسي من أوروبا الموحدة والمستقلة يمكن تحقيقه بالجمع بين توحيد أوروبا بقيادة فرنسا من ناحية، وبين التقليل المتزامن والمنفذ تدريجيًا من السيادة الأميركية على القارة من ناحية ثانية .

ولكن إذا كانت فرنسا هي التي ستشكل مستقبل أوروبا، فيجب أن تعمل في أن على مشاغلة ألمانيا وتقييدها، وتسعى أيضا إلى تجريد واشنطن شيئًا فشيئًا من قيادتها السياسية للشؤون الأوروبية.

ستكون المآزق السياسية الرئيسة التي تعانيها فرنسا ذات شقين هما:

أولا: كيفية المحافظة على الالتزام الأمني الأميركي بأوروبا، والذي تعرف فرنسا أنه، أي هذا الالتزام، ما يزال ضروريًا، والعمل بثبات على الإقلال من الوجود الأميركي.

ثانيًا: كيفية المحافظة على الشراكة الفرنسية الألمانية بوصفها المحرك السياسي الاقتصادي المشترك للوحدة الأوروبية وذلك في الوقت الذي تستبعد فيه القيادة الألمانية في أوروبا.

١ المدران الجيوبوليتيان لفرنسا وألمانيا المتعلقان بالمصالح الخاصة.

٢ المدار الفرنسي للمصالح الخاصة.

٣ المدار الألماني للمصالح الخاصة.

٤ البحر الأبيض المتوسط.

٥ البحر الأسود.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 25, 2016 2:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

لو كانت فرنسا فعلا قوة عالمية، لما كان من الصعب حل هذه الأزمات في أثناء متابعة تحقيق أو إنجاز الهدف الرئيس لهذه الدولة.

ولا توجد أي دولة أوروبية أخرى "ما عدا ألمانيا" تملك نفس هذا الطموح، أو يحفزها نفس الإحساس بالمهمة من هذا النوع. وحتى ألمانيا ربما يمكن أن يتم إغواؤها على قبول القيادة (الزعامة)الفرنسية في دولة أوروبية موحدة، ومستقلة (عن أميركا)، ولكن ذلك لا يحدث إلا إذا شعرت ألمانيا أن فرنسا هي قوة عالمية فعلا ويستطيع أن تقدم إلى أوروبا ذلك الأمن الذي لا يستطيع أن تقدمه ألمانيا ، ولكن تستطيع أميركا تقديمه بطبيعة الحال.

ومهما يكن الأمر، فإن ألمانيا تعرف الحدود الحقيقية للقوة الفرنسية.

وفرنسا أضعف بكثير من ألمانيا أقتصاديًا بينما لا تستطيع مؤسستها العسكرية (حسبما أظهرت حرب الخليج في العام ١٩٩١ )الدخول في المنافسة.

وهي "أي فرنسا "جيدة جدا في إحماد الانقلابات العسكرية الداخلية في الدول الإفريقية التابعة لها (السائرة في مدارها)، ولكنها لا تستطيع إلا حماية أوروبا وهي لا تقدر على نقل قوات كبيرة (مهمة) بعيدا عن أوروبا.

وعموما، فإن فرنسا لم تعد أكثر أو أقل من قوة (دولة) أوروبية ذات مرتبة متوسطة.

وبالتالي فلكي تبني أوروبا، كانت ولا تزال ألمانيا راغبة في مشاطرة الزهو الفرنسي، ولكن ومن أجل الإبقاء على أوروبا آمنة فعلا،فقد كانت ولا تزال راغبة أيضا في السير خلف القيادة الفرنسية بشكل أعمق.

واستمرت في الإصرار على أن يكون ثمة دور رئيس لأميركا في الأمن الأوروبي.

أن هذه الحقيقة التي تعتبر مؤلمة للاحترام الذاتي الفرنسي، ظهرت على نحو أكثر وضوحًا بعد إعادة توحيد ألمانيا.

وحتى هذا الوقت، كان الوفاق الفرنسي الألماني قد بدأ فعلا في شكل قيادة سياسية فرنسية ممتطية بارتياح على الدينامية الاقتصادية الألمانية.

وكان هذا الإحساس قد لاءم فعلا كلا الطرفين.

فهو لطف المخاوف الأوروبية التقليدية من ألمانيا، وكان له أثر تقوية وإرضاء الأوهام (المشاعر) الفرنسية بأن خلق انطباعًا عن أن بناء أوروبا يقاد من قبل فرنسا.

ويدعم من قبل ألمانيا الغربية ذات الدينامية الاقتصادية.

كان الوفاق الفرنسي الألماني، حتى في ضوء مفاهيمه السيئة، تطورًا إيجابيًا خدم أوروبا، ولكن لا يمكن المبالغة بأهمية.

وقد عمل على تقديم الأساس الحرج لكل نواحي التقدم التي أنجزت حتى الآن في عملية التوحيد الصعبة لأوروبا.

وهكذا، فقد كان منسجمًا كليًا أيضًا مع المصالح الأميركية ومع الإبقاء على الالتزام الأميركي القائم منذ زمن طويل برفع مستوى التعاون بين دول أوروبا.

وإن انهيار التعاون الفرنسي الألماني سوف يكون نكسة مميتة لأوروبا وكارثة لوضع أميركا في أوروبا .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 25, 2016 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

وعمومًا فإن الدعم الأميركي المبدئي مكن فرنسا وألمانيا من دفع عملية توحيد أوروبا إلى الأمام.

وفضلا عن ذلك، فإن إعادة توحيد ألمانيا زادت قوة الحافز الفرنسي لربط ألمانيا في إطار العمل الأوروبي المقيد (أو الرابط لكل الإطراف).

وهكذا، ففي ٦ "كانون الأول" ١٩٩٠ التزم الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني بتحقيق هدف أوروبا الفيدرالية، وبعد عشرة أيام أصدر مؤتمر روما لرؤساء حكومات الدول الأوروبية المنعقد لأجل الاتحاد السياسي، وبالرغم من التحفظات البريطانية، تفويضًا واضحًا لوزراء خارجية الدول الاثنتي عشرة في المجموعة الأوروبية لتحضير مسودة معاهدة عن الاتحاد السياسي.

ومهما يكن الأمر، فإن إعادة توحيد ألمانيا غيرت أيضًا وعلى نحو درامي السمات الحقيقية للسياسات الأوروبية.

وكانت هزيمة جيوبوليتية لروسيا وفرنسا معًا.

فألمانيا الموحدة لم تتوقف فقط عن كونها شريكًا سياسيًا صغيرًا لفرنسا ولكنها أصبح أتوماتيكيًا قوة رئيسية لا ينازعها أحد في أوربا الغربية، أو أصبحت قوة عالمية جزئية، وخاصة عبر إسهاماتها المالية الكبيرة في دعم المؤسسات الدولي الرئيسة.[1].

بالتالي خلقت هذه الحقيقة الجديدة نوعًا ما من التحرر المتبادل من الوهم في العلاقة الفرنسية الألمانية لأن ألمانيا أصبحت الآن قادرة وراغبة في أن تضع بوضوح رؤيتها الخاصة من أوربا الموحدة وتطوير هذه الرؤية على نحو مكشوف، وذلك من منطلق كونها شريكة لفرنسا وليس بوصفها محمية لهذه الأخيرة.

وفي ما يتعلق بفرنسا، فإن ما أصابها من تراجع في وزنها السياسي أملى عليها عدة نتائج سياسية.

وأصبح يترتب عليها أن تستعيد "إلى حد ما" نفوذًا أكبر في حلف الأطلسي، علمًا أنها كانت قد أضعفت علاقتها به احتجاجًا على السيطرة الأميركية عليه، وكان عليها أيضًا أن تستعيض عن ضعفها النسبي بمناورة دبلوماسية أكبر.

فالعودة إلى حلف الأطلسي يمكن أن تمكن فرنسا من التأثير بدرجة أكبر من أميركا. و

كذلك فإن الغزل مع موسكو أو لندن يمكن أن يولد ضغطًا من الخارج على أميركا وعلى ألمانيا أيضًا .

وهكذا فقد عادت فرنسا إلى البنية القيادية لحلف الأطلسي كجزء من سياسة المناورة وليس بسبب اقتناعها بذلك.

ففي العام ١٩٩٤ ، أصبحت فرنسا مرة ثانية عضوًا فعالا حقيقيًا في صنع القرارات السياسية والعسكرية لحلف الناتو، وفي العام ١٩٩٥ أصبح وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان يحضران على نحو منتظم جلسات حلف الأطلسي.

وتم ذلك لقاء ثمن:

فما إن عاد الفرنسيون كليًا إلى هذا الحلف، حتى أعادوا تأكيد عزمهم على إصلاح بنية الحلف بغية خلق توازن أكبر بين القيادة الأميركية والمشاركة الأوربية لها.

وأرادوا أن يكون للأوربيين (دول الحلف الأوربية) تأثير أهم ودور أكبر في هذا الحلف.

وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية الفرنسية، إيرفيه دي شاريت في كلمة له بتاريخ ٨ نيسان ١٩٩٦ حيث قال: "بالنسبة إلى فرنسا فإن الهدف الرئيس (لإقامة العلاقات الودية) هو تأكيد الهوية الأوروبية ضمن الحلف الذي هو ذو مصداقية على الصعيد العملياتي وذو وضوح على الصعيد السياسي".

وفي الوقت ذاته، كانت باريس مستعدة تمامًا لأن تستثمر تكتيكيًا ارتباطاتها التقليدية بروسيا لكي تقيد السياسة الأوروبية لأميركا ولكي تحيي، كلما كان الأمر ملائمًا، الوفاق الفرنسي البريطاني القديم لمواجهة وامتصاص السيادة الأوروبية المتنامية لألمانيا.

واقترب وزير الخارجية الفرنسي من قول ذلك أيضًا وإلى نحو واضح، في آب ١٩٩٦ عندما أعلن أنه " إذا أرادت فرنسا أن تلعب دورًا دوليًا، فإنها سوف تستفيد من وجود روسيا القوية، ومن مساعدة هذه
الأخيرة لكي تثبت كونها قوة (دولة) عظمى" حاثًا بذلك وزير الخارجية الروسية على تأكيد هذا الرأي عندما رد هذا الأخير عليه قائلا "إن الفرنسيين هم الأقرب، بين دول العالم كلها إلى الأخذ بمواقف بناءة في علاقاتهم بروسيا.[2].

هامش :

[1] على سبيل المثال، وكنسبة مئوية من الميزانية العالمية، فإن ألمانيا تسهم ب ٥. ٢٨ % من ميزانية الاتحاد الأوروبي و ٨. ٢٢ % من ميزانية الناتو و ٩٣ . ٨% من ميزانية الأمم المتحدة، إضافة إلى كونها تملك أكبر نسبة من أسهم البنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتطوير.

[2] حسبما ذكرت صحيفة لونوفيل أوبزرفاتير، بتاريخ ١٢ آب، ١٩٩٦.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 25, 2016 3:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

وهكذا فإن الدعم الفاتر الذي أظهرته فرنسا في بادىء الأمر نحو توسع حلف الأطلسي شرقًا، والذي بدا في الواقع نوعًا من الرغبة التي يعتريها الشك، كان في جزء منه تكتيكًا معدًا لكسب القوة والنفوذ في تعاملها مع الولايات المتحدة.

ونظرًا إلى أميركا وفرنسا كانتا مؤيدتين بصورة رئيسية لتوسيع الناتو، فقد وجدت فرنسا من الملائم لها أن تلعب دورًا باردًا ولم تتردد في التعبير عن قلقها إزاء التأثير المحتمل هذه المبادرة على روسيا، وفي أن تعمل بوصفها المحاور الأوروبي الأكثر حساسية مع موسكو.

وقد بدا لبعض الأوروبيين في أوروبا الوسطى أن الفرنسيين عملوا حتى على نقل ذلك الانطباع عن أنهم ليسوا ضد ممارسة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية.

وهكذا، فإن الورقة الروسية لم توازن الثقل الأميركي وتنقل تلك الرسالة "غير الماكرة" جدًا إلى ألمانيا فحسب، بل زادت أيضًا من الضغط على الولايات المتحدة لكي تأخذ في الاعتبار الاقتراحات الفرنسية عن إصلاح الناتو .

وأخيرًا، فإن توسيع الناتو سوف يحتاج إلى الإجماع بين أعضائه البالغ عددهم ١٦ دولية عرفت باريس أن قبولها لم يكن حيويًا فقط للإجماع، بل هو ضروري أيضًا لأن ثمة حاجة إلى الدعم الفعلي الفرنسي لتجنب معارضة أعضاء آخرين في الحلف.

وهكذا لم تكن سرًا تلك النية الفرنسية التي تستهدف جعل دعم فرنسا للتوسع شرطًا لتلبية مطالب أميركا في نهاية المطاف، لما عزمت عليه فرنسا من تغيير لميزان القوى ضمن الحلف من ناحية، وللتنظيم الأساسي له من ناحية ثانية.

كانت فرنسا غير متحمسة أيضًا في البداية إزاء دعمها لتوسع الاتحاد الأوروبي شرقًا.

فهنا جاءت المبادرة من قبل ألمانيا بالدرجة الأولى، وترافقت بدعم أميركي ولكن بدون اهتمام مماثل
لما قامت به أميركا في ما يتعلق بتوسيع حلف الأطلسي.

وحتى بالرغم من أن فرنسا كانت تميل على غرار ما فعلت في حلف الأطلسي إلى التأكيد بأن توسيع الاتحاد الأوروبي سوف يؤمن مظلة أكثر ملائمة للدول الشيوعية السابقة، فما أن بدأت، ألمانيا تضغط من أجل توسيع أفضل للاتحاد الأوروبي ليشمل أوروبا الوسطى أيضًا حتى بدأت فرنسا في إثارة مخاوف تقنية، وطلبت أيضًا أن يعير هذا الاتحاد الأوروبي اهتمامًا إلى المجنبة الجنوبية المتوسطية (نسبة إلى البحر المتوسط) الأوروبية المكشوفة.

ظهرت هذه الخلافات في وقت مبكر (شهر تشرين الثاني) ١٩٩٤ عندما عقدت القمة الفرنسية الألمانية.

وكان لهذا التشدد الفرنسي على هذه القضية الأخيرة تأثير تمثل في كسب فرنسا لدعم الأعضاء الجنوبيين في حلف الأطلسي، الأمر الذي زاد من قوة المساومة الإجمالية لفرنسا إلى أقصى حد. ولكن الثمن جاء في توسيع الثغرة في الرؤيا الجيوبوليتية المعنية عن أوروبا لدى كل من فرنسا وألمانيا، علما إن هذه الثغرة لم تضيق إلا جزئيا من قبل فرنسا عندما وافقت لاحقًا في النصف الثاني من العام ١٩٩٦ على دخول بولوينا إلى حلف الناتو و الاتحاد الأوروبي معًا.

كانت الثغرة حتمية في ضوء السياق التاريخي المتغير. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا الديمقراطية قد أقرت بأن الوفاق الألماني الفرنسي يعتبر ضروريًا لبناء المجموعة الأوروبية في النصف الغربي من أوروبا المقسمة.

وكان هذا الوفاق هامًا أيضًا لإعادة التأهيل التاريخية لألمانيا.

وبالتالي، فإن قبول القادة الفرنسية بذلك كان ثمنًا جيدًا يجب دفعه.

وفي الوقت ذاته، فإن الخطر السوفييتي المستمر آنذاك على أوروبا الغربية غير المنيعة جعل الولاء لأميركا شرطًا أساسيًا للبقاء على قيد الحياة، علمًا بأنه حتى فرنسا نفسها اعترفت بذلك.

ولكن بناء أوروبا أكبر وأكثر توحدًا، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لم يعد بحاجة إلى التبعية لفرنسا.

وبتعبير آخر، فإن هذه التبعية لم تعد ضرورية أو ملائمة عمومًا. وبالتالي أصبحت الشراكة الألمانية الفرنسية النمساوية، وخاصة بعد أن أصبحت ألمانيا المعاد توحيدها الشريك الأكبر فعلا، أكثر من صفقة جيدة لباريس، ومن هنا، أصبح يترتب على فرنسا أن تفضل ببساطة، ألمانيا بسبب كونها وسيلة الارتباط الأمني الرئيسية مع الحليف عبر الأطلسي الذي يقوم أيضًا بدور الحماية أيضًا.

ومع انتهاء الحرب الباردة، فقد اكتسبت وسيلة الارتباط هذه أهمية جديدة بالنسبة إلى ألمانيا.

ففي الماضي كانت قد حمت ألمانيا من خطر خارجي وقريب جدًا إضافة إلى كونها شرطًا ضروريًا لإعادة التوحيد الفعلية للبلاد.

ولدى اختفاء الاتحاد السوفييتي وإعادة توحيد ألمانيا، فقد أمنت هذه الرابطة مع أميركا الآن مظلة تستطيع ألمانيا أن تعمل تحتها، وعلى نحو مكشوف، في ممارسة دورها القيادي في أوروبا الوسطى دون أن تهدد، في الوقت ذاته جيرانها.

وكذلك، فإن العلاقة الأميركية أمنت أكثر من شهادة حسن سلوك عندما طمأنت جيران ألمانيا عن أن
العلاقة الوثيقة معها (مع ألمانيا) تعني أيضًا وجود علاقة أوثق مع أميركا.

وقد جعل كل ذلك من الأسهل على ألمانيا ان تحدد بشكل مكشوف أفضلياتها الجيوبوليتية .

تستطيع ألمانيا، التي رست بأمان في أوروبا واستقرت دون أذى، وبكثير من الأمان في ظل الوجود العسكري الأميركي الواضح، أن تعمل الآن على تطوير استيعاب اوروبا الوسطى المحررة حديثًا في البنى الأوروبية.

ولن يكون ذلك على غرار دولة أوروبا الوسطى التي خضعت في يوم ما للإمبريالية الألمانية، بل مجتمعًا أكثر اعتدالا ومتجددًا اقتصاديًا ومنشطًا بالتوظيفات المالية والتجارة الألمانية.

وتعمل ألمانيا فيه بوصفها راعية للإدخال الرسمي في نهاية المطاف لاوروبا الوسطى الجديدة إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي.

وفي ظل تامين الحلف الفرنسي الألماني المنصة الحيوية لضمان دور إقليمي أكثر حسمًا، فإن المانيا لم تعد بحاجة إلى أن تخجل من تثبيت نفسها او تأكيد ذاتها ضمن أحد مدارات مصلحتها الخاصة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 25, 2016 4:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

وعلى خريطة أوروبا، يمكن رسم منطقة المصلحة الخاصة الألمانية في شكل مستطيل يضم في الغرب فرنسا بالتأكيد، ويمتد في الشرق إلى دول أوروبا الوسطى المتحررة حديثًا من الشيوعية، بما فيها دول البلطيق، التي تحيط بأوكرانيا وبيلا روسيا، ويصل حتى إلى روسيا.

وفي الكثير من النواحي، فإن هذه المنطقة تنطبق على نصف القطر التاريخي للنفوذ الثقافي الألماني البناء، والذي كان قد حدد في مرحلة ما قبل القومية من قبل الحضريين والاستعماريين الزراعيين الألمان في شرق أوروبا الوسطى في جمهوريات البلطيق، علمًا أن كل لك مسح أو ألغي في أثناء الحرب العالمية الثانية.

والاهم من ذلك، فإن مناطق الاهتمام الخاص للفرنسيين (نوقشت سابقًا) وللألمان، عندما ينظر إليهما معًا، تحدد فعلا الحدود الغربية والشرقية لأوروبا بينما يشير التداخل بينهما إلى الأهمية الجيوبوليتية الحاسمة للعلاقة الفرنسية الألمانية بوصفها القلب الحيوي لأوروبا.

إن النجاح الحرج للدور الألماني المؤكد على نحو أكثر صرامة في أوروبا الوسطى جاء من الوفاق الألماني البولوني الذي حدث في منتصف أعوام التسعينات. فبالرغم من بعض المعارضة الأولية، ما لبثت ألمانيا المعاد توحيدها (مع تدخل أميركي) أن اعترفت فعلا بحدود ألمانيا الدائمة مع بولونيا، وعملت هذه الخطوة بدورها، على إزالة التحفظ البولوني الأهم والوحيد في ما يتعلق بإقامة علاقة أوثق بألمانيا وبعد بعض التلميحات المتبادلة الأخرى إلى النية الحسنة والتسامح، خضعت هذه العلاقة إلى تغير درامي.

فلم تتفجر التجارة الالمانية البولونية فحسب (في العام ١٩٩٥ تفوقت بولونيا على روسيا في كونها أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق)، ولكن المانيا أصبحت أيضًا الراعي الرئيسي لبولونيا في انتمائها لعضوية الاتحاد الأوروبي، كما رعت هي وأميركا معاص عملية انتمائها إلى الناتو (حلف الاطلسي).

ولا نبالغ إذا قلنا إن الوفاق الألماني البولوني أصبح يحتل في منتصف العقد الحالي أهمية جيوبوليتية في أوروبا الوسطى مضاهيًا بذلك التاثير السابق للوفاق الفرنسي الألماني في أوروبا الغربية.

استطاع النفوذ الألماني أن يمتد، عبر بولونيا، نحو الشمال، إلى دول البلطيق، ونحو الشرق إلى
أوكرانيا وبيلاروسيا. وفضلا عن ذلك، فإن حجم الوفاق الألماني البولوني توسع إلى حد ما بالإدخال العرضي لبولونيا إلى المناقشات الألمانية الفرنسية الهامة المتعلقة بمستقبل أوروبا.

وقد خلق ما يعرف بمثلث وايملر (الذي سمي باسم المدينة الألمانية التي جرت فيها أول استشارات عالية المستوى ثلاثية الجانب بين فرنسا وألمانيا وبولونيا، والتي، أي هذه الاستشارات، أصبحت دورية بعد ذلك) محورًا جيوبوليتيًا مهما غالبا في القارة الاوروبية، يضم نحو ١٨٠ مليون نسمة
من ثلاث دول وبإحساس عال بالهوية القومية.

فمن ناحية، نجد أن ذلك عزز بدرية أكبر الدور الحاسم لألمانيا في أوروبا الوسطى، ولكن هذا الدور أصبح متوازنًا إلى حد ما من ناحية ثانية بالمشاركة الفرنسية البولونية في الحوار ذي الاتجاهات الثلاثة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 25, 2016 4:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

إن القبول الأوروبي الأوسطي بالقيادة الألمانية، على غرار ما حدث، وحتى بدرجة أكبر مع دول أوروبا الصغرى الوسطى، وجد دعمًا في الالتزام الألماني الواضح جدًا بالتوسع نحو الشرق للمؤسسات الرئيسة في أوروبا.

فإذا التزمت ألمانيا بذلك، فقد أخذت على عاتقها القيام بمهمة تاريخية تختلف كثيراص عن بعض وجهات النظر الأوروبية الغربية العميقة الجذور فعلا.

وفي هذا السياق الأخير، فقد نظر إلى الأحداث التي تتم في شرق المانيا والنمسا بوصفها تحدث بشكل ما أو بآخر خارج حدود الاهتمام الأوروبي الحقيقي.

وإن هذا الموقف، الذي كان حدد بالتفصيل في بداية القرن الثامن عشر من قبل اللورد بولينغبروك الذي أكد أن العنف السياسي في الشرق لم يكن ذا تأثير في الأوروبيين الغربيين، عاد إلى الظهور ثانية في أثناء أزمة ميونخ عام، ١٩٣٨ وكذلك ظهر مرة أخرى وعلى نحو مأساوي في الموقفين البريطاني والفرنسي في أثناء النزاع في منتصف أعوام التسعينات في البوسنة.

ولا يزال يكمن تحت السطح في النقاشات الدائرة حاليا صفي شأن مستقبل أوروبا.

وفي المقابل فإن النقاش الجدلي الحقيقي الوحيد في ألمانيا دار حول ما إذا كان يجب أن يوسع حلف الأطلسي أم الاتحاد الأوروبي أولا، علمًا بأن وزير الدفاع فضل الأول بينما دافع وزير الخارجية عن الثاني، وبذلك كانت النتيجة هي أن ألمانيا أصبحت الرائد الذي لا ينازع لأوروبا الأكبر اتساعًا والأكثر نزوعًا للوحدة.

وتحدث المستشار الألماني عن العام ٢٠٠٠ بوصفة العام الهدف الذي سيتم فيه أول توسع نحو الشرق للاتحاد الأوروبي، كما كان وزير الدفاع الألماني بين أوائل من اقترح أن يكون العيد الذهبي (مرور ٥٠ سنة على التأسيس) تاريخًا رمزيًا ملائمًا لأول توسع نحو الشرق للناتو (حلف الأطلسي).

وهكذا فإن مفهوم ألمانيا عن مستقبل أوروبا اختلف عن مفهوم حلفائها الأوروبيين الرئيسيين:

فالبريطانيون أعلنوا عن تفضيلم لأوروبا أكبر اتساعًا لانهم رأوا في التوسيع وسيلة لإضعاف وحدة أوروبا، والفرنسيون كانوا يخشون من أن التوسيع سوف يعزز دور ألمانيا وبالتالي فضلوا دمجًا على أساس أضيق، ودافعت ألمانيا عن كلا وجهتي النظر هاتين وبالتالي اكتسبت مكانة خاصة بين دول أوروبا الوسطى كلها.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رقعة الشطرنج الكبرى السيطرة الأميركية وما يترتب عليها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 14, 2017 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

لتحميل الكتاب كاملاً :

إضغط هنا


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 39 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط