موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 30 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 01, 2017 11:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة السادسة

تابع السيدة آمنة رضى الله عنها وأرضاها

وتوفيت آمنة أمه صلى الله عليه وسلم وعمره أربع أو ست سنين، وقيل: سبع سنين وقيل: ثمان سنين، وقيل تسع سنين، وقيل اثنتي عشر سنة وشهراً وعشرة أيام، والأول أرجح ثم الثاني.
وروى أبو نعيم عن أسماء بنت أبي رهم، عن أمها قالت: شهدت آمنة في علتها ومحمد صلى الله عليه وسلم غلام يقع عند رأسها، له خمس سنين، فنظرت إلى وجهه صلى الله عليه وسلم ثم قالت شعراً:
باركَ فيكَ الله من غلامٍ ... يا ابنَ الذي من حومةِ الحمامِ
نجا بعونِ الملكِ المنعام ... فدى غداةَ القرعِ بالسّهامِ
بمائةٍ من إبلٍ سوامٍ ... إن صحَّ ما أبصرتُ في المنامِ
فأنتَ مبعوثٌ إلى الأنامِ ... من عند ذي الجلالِ والإكرامِ
تبعثُ في الحلِّ وفي الحرامِ ... تبعثُ بالتخفيف والإسلامِ
دينُ أبيكَ البرِ إبراهام ... فالله أنهاكَ عن الأصنامِ
أن لا تواليها مع الأقوامِ
ثم قالت: كل حي ميت، وكل جديد بالٍ. وأنا ميتة وذكري باق. وقد تركت خيرا، وولدت طهرا. ثم ماتت فكنا نسمع نواح الجن عليها، وكان موتها بالأبواء موضع قريب إلى المدينة، وكان موتها وهي راجعة به صلى الله عليه وسلم من المدينة من زيارة أخواله، فمكث عندهم شهراً، ومرضت في الطريق ومعها أم أيمن بركة، فماتت ودفنت بالأبواء وقيل: بالحجون في شعب أبي ذر، وفي "القاموس" دار رابعة بمكة مدفن آمنة، وتوفيت آمنة ولها من العمر نحو عشرين سنة. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون، وهو باك حزين مغتم، فبكيت لبكائه، ثم طفق يقول: "يا حمراء استمسكي فاستندت إلى جانب البعير، فمكث عني طويلاً ثم عاد وهو فرح مبتسم، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله نزلت من عندي وأنت باك حزين ثم عدت إلي وأنت فرح مبتسم فمم ذاك؟ قال "ذهبت لقبر أمي فسألت الله أن يحييها فأحياها فآمنت فردها الله تعالى وفي "الأشباه والنظائر"لابن نجيم، والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبوت أن الله أحياهما له حتى آمنا به. كذا في "مناقب الكردري"

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 02, 2017 11:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة السابعة

رحمة

بنت أفرائيم بن يوسف عليه السلام بن يعقوب عليه السلام بن إبراهيم الخليل عليه السلام وهي زوجة أيوب عليه السلام بن موهب بن تاريخ بن روم بن العيص بن إسحاق عليه السلام بن إبراهيم الخليل عليه السلام وأم أيوب عليه السلام بنت لوط عليه السلام. وتزوج أيوب عليه السلام رحمة وله حشمة وأموال وبقر وغنم وخيل وبغال وحمير، وله خمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأة ولد. وبعثه الله رسولاً لما بلغ من العمر أربعين سنة إلى أهل البثنية من الجولان من بلاد دمشق والجابية.
وذكر في "الجامع" قوله تعالى: (وأيُّوبَ إذْ نادى ربَّهُ أنِّي مسَّنيَ الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ) وكان نبياً مرسلاً صاحب أنعام وحرث وأولاد، فابتلاه الله بذهاب كلها، وهلاكها، ثم ابتلاه بجسده فلم يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما ربه ويقال: إنها احتاجت فصارت تخدم الناس من اجله، وقوله تعالى: (فاستجبنا لهُ فكشفنا ما بهِ منْ ضرٍّ وآتيناهُ أهلهُ ومثلهمْ معهمْ) بإحياء من مات من أولاده، أو أعطاه مثلهم من أولاده، قيل: إنه قيل له: إن أهلك في الجنة إن شئت أتيناك بهم وإن شئت تركناهم لك فيها، وعوضناك مثلهم في الدنيا، فاختار الثانية.
وذكر في كتاب "كشف الأسرار": لما قصدت رحمة زوجة أيوب أن تقطع ذوائبها فعرف أيوب ذلك، حلف غضباً لله تعالى لان امرأته كانت محرمة وطلبت قطع ذوائبها، فأبى وحلف، ولذلك لما عوفي قال له تعالى: (وخذْ بيدكَ ضغثاً فاضربْ بهِ ولاَ تحنثْ ... ) ثم أمطر الله عليه جراراَ من ذهب، وذلك عوضاً عن البلاء الذي أصاب جسمه، ولم يسلم سوى لسانه وقلبه.
وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: ( ... وآتيناه أهله ومثلهم معهم ... ) وروي، أن أيوب عليه السلام وكان له من البنين سبعون، ومن البنات سبعة، وله ثلاث آلاف بعير، وسبعة آلاف شاة، وخمسمائة عبد لكل عبد امرأة وولد، فابتلاه الله بذهاب أولاده وماله، وتمرض في بدنه ثماني عشرة سنة، أو ثلاث عشرة سنة، أو ثلاث سنين، فقالت له امرأته رحمة يوماً: لو دعوت الله عز وجل فقال لها: كم كانت مدة الرخاء؟ فقالت: ثمانين سنة، فقال: أنا أستحي من الله أن أدعوه، وما بلغت من بلائي مدة رخائي، فلما كشف الله عنه أحيا أولاده ورزقه مثلهم معهم.
وذكر في "الإتقان": قال ابن أبي حيثمة: كان أيوب عليه السلام بعد سليمان عليه السلام وابتلي وهو ابن سبعين سنة ومدة بلائه سبع سنين، وروى الطبري، أن مدة عمر أيوب ثلاث وتسعون سنة.
وذكر في "كشف الأسرار": اختلف في مدة بلائه. [و] روى ابن شهاب عن انس رضي الله عنه يرفعه: "أنَّ أيُّوبَ لبثَ في بلائهِ ثماني عشرة سنة" وقال وهب: ثلاث سنين لم يزد يوماً، وقال كعب: سبع سنين، وقيل: سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام.
وذكر في كتاب "البستان" أن أيوب عليه السلام تزوج ليا بنت يعقوب عليه السلام وقيل: رحمة بنت ابن يوسف، وهو الأصح. وقيل: إن رحمة بنت ميشا ابن يوسف عليه السلام وذكر في "تاريخ ابن الوردي" ناقلاً عن "الكامل لابن الأثير: أن أيوب عليه السلام بن موص بن رازج بن عيص بت إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام وكان صاحب أموال عظيمة، وكانت له البثنية من أعمال دمشق ملكاً، وكانت زوجته رحمة، فابتلاه الله في جسده وكانت وتقوم بنفسها وبه، ولأنها قطعت ضفائرها، وحلف لئن عافاه الله ليضربنها مائة سوط، ولما أراد الله كشف البلاء عنه عجزت رحمة. في ذلك اليوم عن القوت فباعت ضفيرتها من امرأة برغيفين من الخبز، وأتت إلى أيوب وأخبرته فقال عند ذلك: ( ... أنِّي مسَّنيَ الضُّرُّ وأنتَ أرحمُ الراحمينَ) قال تعالى: (فاستجبنا له فكشفنا ما بهِ منْ ضرٍّ ... ) فأرجل جبرائيل فبشره وأخذه بيده وأقامه، وأنبه الله له عيناً من تحت قدميه، فشرب منها، فشفي من جميع ما في بدنه من العلل، ثم اغتسل فيها فخرج كأحسن ما كان، ورد الله عليه ضعف ما فقد له من الأموال، ورد إليه أهله وأولاده، ورد إلى زوجته رحمة حسنها وجمالها، وولدا لأيوب ستة وعشرين ولداً ذكراً. ومنهم: بشر وهود والكفل عليه السلام.
ولما عوفي أيوب أمره الله أن يأخذ عرجوناً من النخل فيه مائة شمراخ فيضرب به زوجته ضربة واحدة ليبر في يمينه ففعل كذلك وكان أيوب عليه السلام نبياً في عهد يعقوب عليه السلام في قول بعضهم.
وذكر في "التحفة" لابن حجر: أن الرسول من البشر ذكر حر، أكمل معاصريه غير الأنبياء عقلاً وفطنةً، وقوة رأي، وخلق معصوماً، ولو من الصغيرة سهواً، ولو قبل النبوة على الأصح. سليم من دناءة أب، وخنا أم ومن منفر كعمى وبرص وجذام.
وذكر في "المصابيح" قال صلى الله عليه وسلم: "بينا أيُّوُب يغتسلُ عرياناً فخرَّ عليهِ جرادٌ من ذهبٍ، فجعلَ أيُّوبُ يحتثي في ثوبهِ، فناداهُ ربُّهُ: يا أيوبُ، ألمْ أكنْ أغنيتكَ عمّا ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن ركبتك".
وماتت رحمة في حياة أيوب عليه السلام وقيل: عشت بعده قليلاً، وماتت ودفنت بأرض الشام. والله أعلم.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 03, 2017 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة الثامنة


بلقيس

بنت الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن وائل بن حمير بن عبد شمي بن تشخب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح علايه السلام وهي زوجة سليمان عليه السلام ملكت اليمن بعد أبيها سنة أربعة آلاف وأربعمائة وثماني عشرة سنة من هبوط آدم عليه السلام وذكر في "المعالم" أن بلقيس كانت أمها من الجن، [و] كان أبوها ملكاً في اليمن، وقد ملك قبله أربعون ملكاً، وهو آخرهم، وكان يقول لملوك الأطراف: ليس أحد منكم كفواً لي أن أتزوج منكم. فزوجوه امرأة من الجن يقال لها: ريحانة بنت السكن فولدت له بلقيس ولم يكن له ولد غيرها.
قال العلماء ما ثبت إنجاب أولاد من جني أو جنية وقيل أن أحد أبوي بلقيس كان جنياً، فلما مات أبوها طمعت بلقيس في الملك فأطاعها قوم، وعصاها آخرون وملكوا عليهم رجلا، وافترقت مملكة اليمن فرقتين، ثم إن الرجل أساء السيرة في مملكته وجعل يمد يده إلى حرم رعيته، ويفجر بهن، فأراد قومه خلعه فلم يقدروا عليه، فلما بلغ ذلك بلقيس أدركتها الغيرة فأرسلت إليه تعرض نفسها عليه فأجابها الملك، فأرسلت إليه أن اجمع رجال قومي واخطبني، فجمعهم وخطبها، فجاءوا إليها وأخبروها فرضيت وقالت: أجبت الولد فزوجوها منه، فلما زفت إليه خرجت في أناس كثيرين فلما جاءته سقته الخمر حتى سكر، ثم جزت رأسه، وانصرفت من الليل إلى منزلها، فلما أصبح الناس رأوا الملك قتيلا، ورأسه منصوب على باب دارها، فاجتمعوا إليها، وقالوا: أنت بهذا الملك أحق من غيرك، فملكوها عليهم، فملكت اليمن بأسره.
قال ابن عباس رضي الله عنه: كان عرش بلقيس ثلاثين ذراعاً في ثلاثين ذراع، وطوله في السماء ثلاثون ذراعاً. وقال مقاتل: طوله ثمانون ذراعا في ثمانين، وطوله في السماء ثمانون، وقيل: طوله ثمانون ذراعاً وعرضه أربعون ذراعا وارتفاعه ثلاثون وقيل: كان سريراً ضخما مضربا من الذهب، مكللا بالدر والياقوت والزمرد، وعليه سبعة أبيات، على كل بيت باب مغلق وكان في ملكها في أيام سليمان عليه السلام فاتفق أن سليمان عليه السلام سار في الجهاد، وكانت الطيور تظله من الشمس، والهدهد دليله إلى الماء، يعرف الماء تحت الأرض، ويراه كما يرى في الزجاج، ويعرف قريبه وبعيده، فينقر الأرض ثم تجيء الشياطين فيخرجون الماء. فنزل سليمان منزلا فاحتاج إلى الماء فتفقد الهدهد فلم يجده، فقال: ما لي لا أرى الهدهد؟ وكان سليمان قد وافى نحو صنعاء ورأى أرضا حسنة تزهر خضرتها، فنزل هناك، وقال الهدهد في نفسه: إن سليمان قد اشتغل بالنزل، فأرتفع نحو السماء وأنظر إلى طول الدنيا وعرضها، ففعل، ورأى بستان بلقيس فنزل إليه فوجد هناك أيضاً هدهدا مثله واسمه عنفير، واسم هدهد سليمان يعفور فقال عنفير ليعفور

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 04, 2017 5:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
molhma كتب:
المقالة السادسة

تابع السيدة آمنة رضى الله عنها وأرضاها

وتوفيت آمنة أمه صلى الله عليه وسلم وعمره أربع أو ست سنين، وقيل: سبع سنين وقيل: ثمان سنين، وقيل تسع سنين، وقيل اثنتي عشر سنة وشهراً وعشرة أيام، والأول أرجح ثم الثاني.
وروى أبو نعيم عن أسماء بنت أبي رهم، عن أمها قالت: شهدت آمنة في علتها ومحمد صلى الله عليه وسلم غلام يقع عند رأسها، له خمس سنين، فنظرت إلى وجهه صلى الله عليه وسلم ثم قالت شعراً:
باركَ فيكَ الله من غلامٍ ... يا ابنَ الذي من حومةِ الحمامِ
نجا بعونِ الملكِ المنعام ... فدى غداةَ القرعِ بالسّهامِ
بمائةٍ من إبلٍ سوامٍ ... إن صحَّ ما أبصرتُ في المنامِ
فأنتَ مبعوثٌ إلى الأنامِ ... من عند ذي الجلالِ والإكرامِ
تبعثُ في الحلِّ وفي الحرامِ ... تبعثُ بالتخفيف والإسلامِ
دينُ أبيكَ البرِ إبراهام ... فالله أنهاكَ عن الأصنامِ
أن لا تواليها مع الأقوامِ
ثم قالت: كل حي ميت، وكل جديد بالٍ. وأنا ميتة وذكري باق. وقد تركت خيرا، وولدت طهرا. ثم ماتت فكنا نسمع نواح الجن عليها، وكان موتها بالأبواء موضع قريب إلى المدينة، وكان موتها وهي راجعة به صلى الله عليه وسلم من المدينة من زيارة أخواله، فمكث عندهم شهراً، ومرضت في الطريق ومعها أم أيمن بركة، فماتت ودفنت بالأبواء وقيل: بالحجون في شعب أبي ذر، وفي "القاموس" دار رابعة بمكة مدفن آمنة، وتوفيت آمنة ولها من العمر نحو عشرين سنة. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون، وهو باك حزين مغتم، فبكيت لبكائه، ثم طفق يقول: "يا حمراء استمسكي فاستندت إلى جانب البعير، فمكث عني طويلاً ثم عاد وهو فرح مبتسم، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله نزلت من عندي وأنت باك حزين ثم عدت إلي وأنت فرح مبتسم فمم ذاك؟ قال "ذهبت لقبر أمي فسألت الله أن يحييها فأحياها فآمنت فردها الله تعالى وفي "الأشباه والنظائر"لابن نجيم، والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبوت أن الله أحياهما له حتى آمنا به. كذا في "مناقب الكردري"


حبيبتى ياستنا آمنة عليها السلام ورضى الله عنها ورضاها

وصل اللهم على سيدنا النبى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا

تسلم ايدك وجزاكى الله خيرا ياملهمة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 05, 2017 11:20 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
المهاجرة كتب:
molhma كتب:
المقالة السادسة

تابع السيدة آمنة رضى الله عنها وأرضاها

وتوفيت آمنة أمه صلى الله عليه وسلم وعمره أربع أو ست سنين، وقيل: سبع سنين وقيل: ثمان سنين، وقيل تسع سنين، وقيل اثنتي عشر سنة وشهراً وعشرة أيام، والأول أرجح ثم الثاني.
وروى أبو نعيم عن أسماء بنت أبي رهم، عن أمها قالت: شهدت آمنة في علتها ومحمد صلى الله عليه وسلم غلام يقع عند رأسها، له خمس سنين، فنظرت إلى وجهه صلى الله عليه وسلم ثم قالت شعراً:
باركَ فيكَ الله من غلامٍ ... يا ابنَ الذي من حومةِ الحمامِ
نجا بعونِ الملكِ المنعام ... فدى غداةَ القرعِ بالسّهامِ
بمائةٍ من إبلٍ سوامٍ ... إن صحَّ ما أبصرتُ في المنامِ
فأنتَ مبعوثٌ إلى الأنامِ ... من عند ذي الجلالِ والإكرامِ
تبعثُ في الحلِّ وفي الحرامِ ... تبعثُ بالتخفيف والإسلامِ
دينُ أبيكَ البرِ إبراهام ... فالله أنهاكَ عن الأصنامِ
أن لا تواليها مع الأقوامِ
ثم قالت: كل حي ميت، وكل جديد بالٍ. وأنا ميتة وذكري باق. وقد تركت خيرا، وولدت طهرا. ثم ماتت فكنا نسمع نواح الجن عليها، وكان موتها بالأبواء موضع قريب إلى المدينة، وكان موتها وهي راجعة به صلى الله عليه وسلم من المدينة من زيارة أخواله، فمكث عندهم شهراً، ومرضت في الطريق ومعها أم أيمن بركة، فماتت ودفنت بالأبواء وقيل: بالحجون في شعب أبي ذر، وفي "القاموس" دار رابعة بمكة مدفن آمنة، وتوفيت آمنة ولها من العمر نحو عشرين سنة. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون، وهو باك حزين مغتم، فبكيت لبكائه، ثم طفق يقول: "يا حمراء استمسكي فاستندت إلى جانب البعير، فمكث عني طويلاً ثم عاد وهو فرح مبتسم، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله نزلت من عندي وأنت باك حزين ثم عدت إلي وأنت فرح مبتسم فمم ذاك؟ قال "ذهبت لقبر أمي فسألت الله أن يحييها فأحياها فآمنت فردها الله تعالى وفي "الأشباه والنظائر"لابن نجيم، والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبوت أن الله أحياهما له حتى آمنا به. كذا في "مناقب الكردري"


حبيبتى ياستنا آمنة عليها السلام ورضى الله عنها ورضاها

وصل اللهم على سيدنا النبى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا

تسلم ايدك وجزاكى الله خيرا ياملهمة

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 05, 2017 11:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حبيبتى و أختى الحبيبة المهاجرةو حبيبتى الغالية خلف الظلال أسعدنى جدا مروركن الجميل لا حرمنى الله من الصحبة الطيبة جزاكن الله خيرا كثيرا



المقالة التاسعة

تابع بلقيس


من أين أقبلت، وإلى أين تريد؟ قال: من الشام مع سليمان بن داود، فقال عنفير: من سليمان؟ قال يعفور: ملك الجن والشياطين والإنس والطير والوحش والهوام والرياح، فمن أنت؟ قال عنفير: أنا من هذه البلاد. فقال له: ومن يملكها؟ قال بلقيس، وتحت يدها اثنا عشر ألف قائد، تحت يد كل قائد مائة ألف مقاتل، فهل لك أنت تنطلق معي حتى تنظر إلى ملكها؟ فانطلق معه، ونظر إلى بلقيس وملكها، ورجع إلى عند سليمان وقت العصر، وكان سليمان قد سأل النسر عن الهدهد، فقال: ما أدري أين هو؟ فغضب سليمان وقال: لأعذبنه أو لأذبحنه، ثم دعا بالعقاب سيد الطيور فقال: علي بالهدهد. فرفع العقاب نفسه بالهواء فإذا هو بالهدهد مقبلا من نحو اليمن فانقض عليه، فناشده الله وقال له: ارحمني فولى عنه العقاب فقال له: إن نبي الله قد حلف أن يعذبك أو يذبحك، ثم توجها فلما وصلا العسكر لقبه النسر والطير فقالوا له أين كنت فلقد توعدك سليمان. وأخبروه. فقال الهدهد: وما استثنى قالوا: بلى، قال أو ليأتيني بسلطان مبين. قال: نجوت إذاً، ثم أتيا سليمان، فقال العقاب أتيتك به، فلما قرب الهدهد رفع رأسه وأرخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض. فلما دنا منه أخذ برأسه، وقال له: أين كنت؟ لأعذبنك عذابا شديداً، فقال الهدهد: جئتك بسلطان مبين، فعفا عنه، وسأله ما: الذي أبطأك عني؟ فقال قوله تعالى: (أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم) الآية. قال سليمان للهدهد قوله تعالى: (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) فدلهم الهدهد على الماء فشربوا ورووا الدواب، ثم كتب كتابا: من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ، بسم الله الرحمن الرحيم، السلام على من اتبع الهدى. أما بعد، ألا تعلوا علي، وأتوني مسلمين، ولما تم الكتاب طبعه بالمسك. وختمه بخاتمه، قال للهدهد: اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم، ثم تول عنهم وتنح وكن قريباً منهم فانظر، ماذا يرجعون؟ فأخذ الهدهد الكتاب وسار به إلى اليمن، وأتى بلقيس فكانت بأرض يقال لها مأرب تبعد عن صنعاء ثلاثة أيام، فوافها في قصرها وقد غلقت الأبواب، لأنها كانت إذا رقدت غلقت الأبواب، ووضعت المفاتيح تحت رأسها فأتاها الهدهد وهي نائمة على قفاها، فألقى الكتاب على نحرها، هكذا رواه قتادة، وقال مقاتل: حمل الكتاب بمنقاره حتى وقف على رأس بلقيس، وحولها القادة والجنود فرفرف، ورفعت رأسها بلقيس تنظر إليه، فألقى الكتاب في حجرها، وقال ابن منبه: كان لها كوة مستقبلة الشمس تقع الشمس فيها حين تطلع فإذا رأتها سجدت لها: فجاء الهدهد وسد الكوة بجناحيه، فارتفعت الشمس ولم تعلم بلقيس فقامت تنظر إليها، فرمى الهدهد الكتاب إليها، فأخذته بلقيس وقرأه، فلما رأت الخاتم ارتعدت وعلمت أن الذي أرسله أعظم ملكاً منها فخرجت وجلست على سريرها وجمعت قومها وهم اثنا عشر قائداً مع كل قائد مائة ألف مقاتل. وعن ابن عباس: كان مع بلقيس مائة ألف قيل مع كل قيل مائة ألف، والقيل ملك دون الملك الأعظم. وقال مقاتل: أهل مشورتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، كل واحد منهم على عشرة آلاف، فقالت لهم بلقيس (إني ألقي إلي كتاب كريم، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين، قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون، قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين) قوله تعالى: (فانظري ماذا تأمرين) (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) الآية. وأرسلت له هدية. قال ابن عباس: وصفاء ووصائف وألبستهم لباساً واحداً كي لا يعرف الذكر من الأنثى. وقال مجاهد: ألبست الغلمان لباس الجواري، وألبست الجواري لباس الغلمان. قيل: مائة وصيف ومائة وصيفة، وقيل: مائتي غلام ومائتي جارية، وأرسلت له لبنة من ذهب في حرير. وقال ثابت: صفائح من ذهب في أوعية ديباج، وقيل أربع لبنات من ذهب، وقال وهب: خمسمائة غلام وخمسمائة جارية، وألبست الجواري لباس الغلمان، وألبست الغلمان لباس الجواري بالأساور والأطواق والأقراط، وخمسمائة لبنة من ذهب، وخمسمائة لبنة من فضة، وتاجاً مكللاً بالدر والياقوت، ومسكاً وعنبراً وعوداً، وحقة فيها درة ثمينة غير مثقوبة، وجزعة معوجة الثقب ودعت رجلاً من أشراف قومها اسمه المنذر بن عمرو وضمت إليه رجالاً، وكتبت معه كتاباً بنسخة الهدية وفيه: إن كنت نبياً فميز بين الوصفاء والوصائف، وأخبرني بما في الحقة، وأثقب الدرة ثقباً مستويا، وأدخل خيطاً بالخرزة المثقوبة. وأمرت الغلمان أن يكلموا سليمان بكلام تأنيث وتخنيث مثل كلام النساء، وأمرت الجواري أن يكلمنه بكلام غليظ فيه حدة يشبه كلام الرجال، ثم قالت بلقيس للمنذر: إذا دخلت عليه فانظر إن نظر إليك نظر الغضب فاعلم أنه ملك ولا يهولنك فإني أعز منه، وإن رأيته هشاً بشاً لطيفا فاعلم أنه نبي، فافهم ورد الجواب. فانطلق المنذر بالهدايا وأقبل الهدهد مسرعاً إلى سليمان عليه السلام وأخبره بالخبر كله، فأمر سليمان الإنس والجن أن يضربوا لبنات الذهب والفضة، وأمرهم أن يبسطوا من مكانه إلى تسع فراسخ ميدانا واحداً بلبنات الذهب والفضة، وأن يجعلوا على طول الميدان حائطاً شرفه من الذهب والفضة ففعلوا. وأمرهم فأتوه بدواب البحر وشدوها على يمين الميدان ويساره ولهم أجنحة، وألقوا لهم علفهم، وأحضر أولاد الجن وأقامهم على يمين الميدان ويساره، وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفاً فراسخ، وكذا الإنس فراسخ، وكذا الوحوش والسباع والهوام والطير عن يمينه ويساره. فلما دنا القوم من الميدان ورأوا دواب البحر تروث على لبن الذهب والفضة رموا ما معهم من الهدايا من اللبن، وقيل: إن سليمان ترك مكاناً خالياً من اللبن على عدد ما معهم، فلما دخلوا وضعوا ذلك اللبن في ذلك المكان خوف أن يتهموا بذلك، ولما رأوا الشياطين فزعوا فنادوهم: جوزوا، لا بأس عليكم فمروا على كردوس من الجن والإنس والطير والسباع والوحوش حتى وقفوا بين يدي سليمان عليه السلام، فنظر إليهم، بوجه طلق، وسألهم فأخبره رئيس القوم بما أتى معه، وأعطاه كتاب بلقيس فقرأه. فقال أين الحقة؟ فأتى بها، فجاء جبرائيل وأخبره بما فيها: درة ثمينة غير مثقوبة، وجزعة مثقوبة معوجة الثقب. فقال الرسول: صدقت، فاثقب الدرة وأدخل الخيط في الجزعة، فجاءت الأرضة وثقبت الدرة، فجعل سليمان رزقها في الشجر. ثم جاءت دودة بيضاء ودخلت ثقب الجزعة المعوجة، وفي فمها خيط وخرجت من الجانب الآخر، فجعل رزقها في الفواكه، ثم ميز سليمان بين الجواري والغلمان، ثم رد سليمان الهدية كما قال تعالى: (أتمدونن بمال) الآية. قال وهب: لما رجع رسل بلقيس أخبروها، قالت: عرفت والله أنه ليس بملك. فبعثت إلى سليمان أني قادمة إليك بقومي، وجعلت عرشها في بيت، وأغلقت عليه سبعة أبواب، ووكلت به حراساً يحفظونه وسارت في إثنا عشر ألف قيل من ملوك اليمن، تحت يد كل قيل ألوف. فلما دنت فرسخا من سليمان، رآها سليمان: فقال: ما هذه العساكر؟ قالوا: بلقيس. فقال سليمان للجن قوله تعالى: (أيكم يأتيني بعرشها) الآية. (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) فقال سليمان: أريد أسرع من هذا. (قال الذي عنده علم من الكتاب) قيل: جبرائيل، وقيل آصف بن برخيا، وكان يعرف الاسم الأعظم، قيل: خر آصف بن برخيا ساجداً، ودعا باسم الله الأعظم، فغار عرشها تحت الأرض، ونبع عند كرسي سليمان، فقال سليمان قوله تعالى (نكروا لها عرشها) أي غيروا لها سريرها فجعلوا مكان الجوهر الأحمر أخضر وبالعكس، وقال

يتبع

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 06, 2017 11:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة العاشرة و الحادية عشرة

تابع بلقيس


المحققون من العلماء لما جاءت بلقيس ودخلت الصرح حسبته لجة من الماء فكشفت عن ساقيها لتخوضه إلى سليمان فناداها كما أخبر الله تعالى عنه بقوله: (إنه صرح ممرد من قوارير) فتقدمت إليه فدعاها إلى الإسلام فأجابت وآمنت وأسلمت مع سليمان وأما ما ادعاه متبعو الإسرائيليات من المفسرين بأن سليمان عليه السلام قال له الشياطين إن رجليها كحافر حمار وأنها شعراء الساقين فاتخذ هذه الحيلة حتى تكشف عن ساقيها فينظر إليها فهذا ما لا يليق بنبي كريم على الله ولا يصح القول بمثله ثم لما تزوجها سليمان أحبها وأقرها على ملكها، فكان يزورها سليمان في كل شهر مرة، بعد أن ردها إلى ملكها، ويقيم عندها ثلاثة أيام وولدت له ولداً ذكراً.
وعن وهب قال: زعموا أنها لما أسلمت قال لها سليمان: اختاري رجلاً من قومك أزوجك. فقالت: إن كان ولابد فزوجني من تبع ملك همدان فزوجه إياها ثم ردها إلى اليمن.
وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: (وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون) أي بقبولها أم بردها، ولأنها عرفت عادة الملوك فإن كان ملكاً قبلها وانصرف، وإن كان نبياً ردها ولم يرض منا إلا أن نتبعه على دينه، فبعثت خمسمائة غلام عليهم ثياب الجواري وحليهن، وأركبتهن خيلاً مغشاة بالديباج، محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر، وخمسمائة جارية عل رماك في زي الغلمان وألف لبنة من ذهب وفضة. وتاجاً مكللاً بالدر والياقوت، وحقة فيها درة عذراء، وجزعة معوجة الثقب، وبعثت رسلاً وأمرت عليهم المنذر بن عمرو، وكتبت كتاباً فيه نسخة الهدايا، وقالت: إن كنت نبياً فميز بين الوصفاء والوصائف، وأخبرنا بما في الحقة، وأثقب الدرة، واسلك في الخرزة خيطاً، ثم قالت للمنذر: إن نظر إليك نظرة غضب فهو ملك، وإن رأيته بشا لطيفا فهو نبي. فعاد الهدهد وأخبر سليمان، فأمر الجن فضربوا لبنات الذهب والفضة وفرشوها في ميدان طوله سبعة فراسخ، وجعلوا حول الميدان حائطاً شرفه من الذهب والفضة، وأمر بأحسن دواب البحر والبر أن تربط على يمين الميدان ويساره على اللبنات، وأمر أولاد الجن أن يقوموا على اليمين واليسار ثم جلس على سريره، والكراسي من جانبيه، ثم اصطفت الشياطين صفوفاً فراسخ، والإنس صفوفاً فراسخ، والوحش والسباع والهوام والطيور كذلك. فلما دنا القوم ورأوا الدواب تروث على اللبن رموا بما معهم من الهدايا، ولما وقفوا بين يديه نظر إليهم سليمان بوجه طلق، فأعطوه كتاب بلقيس، فنظر فيه وقال: أين الحقة؟ فأمر الأرضة فأخذت شعرة ونفذت بالدرة، وأخذت دودة بيضاء الخيط بفيها بثقب الخرزة المعوجة، ودعا بالماء فكانت الجارية تأخذ الماء بيده فتجعله في الأخرى ثم تضرب به وجهها، والغلام يأخذه بيده ويضرب به وجهه فميز بينهم. ثم رد الهدية، وقال للمنذر (ارجع إليهم) الآية. فقدمت إلى عند سليمان وأسلمت وتزوجها.
وفيه أيضاً، في تفسير قوله تعالى: (قال الذي عنده علم من الكتاب) أي ملك، أرسله الله عند قول العفريت (أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك) الآية. أو جبرائيل أو الخضر، أو آصف بن برخيا كاتب سليمان. وهو الأصح وعليه الجمهور، وكان عنده الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وهو: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، وقيل: يا إلهنا وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت. وذكر في كتاب "الأزهية في أحكام الأدعية" إنه: يا ذا الجلال والإكرام. وقيل: هو في سورة الإخلاص، وقيل آية الكرسي. وذكر في "المصابيح": عن بريدة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال صلى الله عليه وسلم: "دعا باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب".
وعن أسماء بنت يزيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وفاتحة آل عمران (آلم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم) .
وعن أنس رضي الله عنه قال كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم أسألك ...
فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال صلى الله تعالى عليه وسلم: "يا عائشة قد علمت أن الله قد دلني على الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؟ فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه! قال: إنه لا ينبغي لك يا عائشة، فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت: يا رسول الله علمنيه، قال: إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئاً للدنيا. قالت: فقمت وتوضأت وصليت ركعتين وقلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني. فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: إنه لفي الأسماء التي دعوت إليها" رواه ابن ماجة.
وذكر في كتاب "حصن الحصين": أن الاسم الأعظم (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) . وفي "تحفة البركات" قال اليافعي: قال لي بعض العارفين: ألا أعلمك الإسم الأعظم؟ قلت: بلى قال: اقرأ الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي وسورة القدر. ثم استقبل القبلة وادع بما أحببت فإنه يجيبك. وذكر في "كتاب الأزهية" أن المعتمد هو الله.
وذكر الشيخ علي القارئ في "العقائد" أنه ملك شرقاً وغرباً مؤمنان، سليمان عليه السلام وذو القرنين عليه السلام وكافران: بخت نصر والنمرود بن كنعان، وقال جماعة: اختلف في نبوة ذي القرنين اسكندر فقيل ليس بنبي بل ملك مؤمن عادل وهو الحق.
وقال مقاتل: هو نبي ويؤيده ما في سورة الكهف بحسب الظاهر ووافقه الضحاك، وأما سليمان عليه السلام فنبي مرسل وملك، وقال أهل التاريخ: ملك سليمان وهو ابن ثلاثة عشرة سنة، وابتدأ الملك ببناء المقدس بعد ملكه بأربع سنين، ومات وله من العمر ثلاث وخمسون سنة.
وذكر في كتاب "كشف الأسرار": لم وضع ملكه في فص خاتم؟ قيل: أراه ملك الجنة، فقال: حجر من الجنة له هذه الهيئة، وأيضاً أراه أنه تعالى يعز من يشاء كما أعز الحجر الأسود والذهب والفضة، فإن قيل: لم جعل رسوله طيراً؟ قيل: أراد أن يبين لهم أحوال الجنة وطاعة الطيور له.
وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: (قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) الآية. قيل: إنها نملة عرجاء تسمى طاخية أو منذرة. وعن قتادة: أنه دخل الكوفة فقال: سلوا عما شئتم، فسأله أبو حنيفة رضي الله عنه وهو شاب عن نملة سليمان، أكانت ذكراً أم أنثى؟ فأفحم. فقال أبو حنيفة رضي الله عنه: كانت أنثى، فقيل له: بم عرفت؟ لقوله تعالى: (قالت نملة) ولو كانت ذكراً لقال: قال نملة، وذلك أن النملة مثل الحمامة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم: حمامة ذكر، حمامة أنثى، وهو [و] هي.
وذكر في "كشف الأسرار": قوله: سؤال: لم لم يأت بعرشها بدعائه؟ قيل: أراه الله عجزه في ملكه، وأراه أنه لا يعطي الكل إلى أحد، فإنه لو أعطى الكل إلى أحد، لكان ذلك الواحد كاملاً، وليس الكمال إلا لله تعالى. وقيل: إن رجلاً وامرأته اختلفا في ولد لهما أسود، فقالت المرأة: هو ابنك، وأنكر الرجل، فقال سليمان عليه السلام للرجل: هل جامعتها في الحيض، قال: نعم قال: هو ولدك إنما سود الله وجهه عقوبة لكما. وهو المراد بقوله تعالى (ففهمناها سليمان) وذكر في "المدارك" في تفسير قوله تعالى: (ففهمناها سليمان) قيل: إن الغنم رعت الحرث وأفسدته بلا راع ليلاً، فتحاكما إلى داود عليه السلام فحكم بالغنم لأهل الحرث وقد استوت قيمتاهما، فقال سليمان: وهو ابن إحدى عشرة سنة ارفق بالفريقين، فعزم عليه ليحكمن، فقال: أرى أن تدفع الغنم إلى أهل الحرث ينتفعون بألبانها وأولادها وصوفها، والحرث إلى رب الغنم حتى يصلح الحرث، ويعود إلى هيئته يوم أفسد ثم يترادان. فقال داود عليه السلام: القضاء ما قضيت. وقال مجاهد: كان هذا صلحا، وما فعله داود عليه السلام حكما، والصلح خير، وأما في شريعتنا فلا ضمان عند أبي حنيفة وأصحابه ليلاً كان أم نهاراً، إلا أن يكون مع البهيمة سائق أو قائد، وعند الشافعي يجب الضمان بالليل.
وتوفي وعمره اثنتان وخمسون سنة، ومدة ملكه أربعون سنة، فتكون وفاته في أواخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة لوفاة موسى عليه السلام وماتت بلقيس قبل وفاة سليمان عليه السلام وقيل: بعد وفاته، وهو الأصح، وملك اليمن بعدها عمها ناشر النعم، واسمه مالك، والله سبحانه وتعالى بذلك أعلم.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 07, 2017 11:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة الثانية عشر

سارة بنت هارون


ابن ناخور، وهو عم إبراهيم عليه السلام وهي زوجة إبراهيم عليه السلام آمنت به بعدما ألقي في النار، فهاجر بها إبراهيم إلى حران، ثم سار بها إلى مصر، وصاحبها فرعون، وقيل: سنان بن علوان، وقيل: وليس، فبلغه جمال سارة وحسنها، فأمر فرعون بإحضارها، فأحضروها ومعها إبراهيم عليه السلام فسأله فرعون، فقال إبراهيم عليه السلام: هي أختي، يعني في الإسلام فهم فرعون بها، فأيبس الله بدنه ورجليه، فتوسل بإبراهيم، وحلف أن لا يقربها بسوء، فأطلقه الله بدعوة إبراهيم عليه السلام ثم هم فرعون بها مرة ثانية، فجرى له مثل الأول فعاهد إبراهيم مرة أخرى فأطلق، وقال فرعون لهذه أن تخدم نفسها، فوهب لها هاجر جارية، فجاءت بها إلى إبراهيم عليه السلام ثم سار بهما إبراهيم من مصر إلى الشام، وأقام بهما بين الرملة وإيلياء. وكانت سارة لا تلد، فوهبت هاجر لإبراهيم عليه السلام فولدت له إسماعيل عليه السلام لمضي ست وثمانين من عمر إبراهيم عليه السلام فحزنت سارة لذلك، فوهبها الله اسحق عليه السلام وعمرها إذا ذاك تسعون سنة، وسرت سارة بهاجر وابنها ثم بعد ذلك أوحي إلى إبراهيم عليه السلام إن يأخذ هاجر وابنها إلى الحجاز، فسافر بهما إلى مكة، وماتت سارة في حياة إبراهيم قبل بثمانية وخمسين سنة، وعمرها مائة وسبع وعشرين سنة، ودفنت بمزرعة بحبزون، ودفن قريباً منها إبراهيم عليه السلام وكانت وفاتها سنة ثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعين من هبوط آدم عليه السلام. وكانت قد ولدت إسحاق عليه السلام بعد إسماعيل عليه السلام باثنين وعشرين سنة. وبنى إبراهيم عليه السلام الكعبة في السنة التي ولد إسحاق عليه السلام وتزوج إبراهيم عليه السلام بعد سارة بامرأة من الكنعانيين، فولدت له ستة أولاد، فجملة أولاد إبراهيم عليه السلام ثمانية، إسحاق من سارة، وإسماعيل من هاجر، وستة أولاد من الكنعانية ولما صار لإبراهيم عليه السلام من العمر مائة سنة، ولد له إسحاق عليه السلام ولما صار لإسحاق عليه السلام ستون سنة ولد له يعقوب.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 08, 2017 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة الثالثة عشر


عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم


بنت عبد المطلب، هي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيقة أبيه عبد الله وعمه أبي طالب، والزبير، وعبد الكعبة، وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائد بنت عمران بنت مخزوم، وتزوج عاتكة أبو أمية بن المغيرة، فولدت له عبد الله وزهيرا واختلف في إسلامها، وأشعارها تدل على إسلامها وتصديقها برسالة ابن أخيها صلى الله عليه وسلم ومن قولها:
فهلاَّ صبرتم للنبيِّ محمّدٍ ... ببدر، ومن يغشى الوغى حق صابرِ
ولم ترجعوا عن مرهفاتٍ، كأنّها ... حريقٌ بأيدي المؤمنين بواترِ
ووليّتم نفراً وما البطلُ الذي ... يقاتلُ من وقعِ السيوفِ بنافرِ
أتاكم بما جاءَ النّبيونَ قبلهُ ... وما ابن أخي البرّ الصّدوق بشاعرِ
وعاتكة هي التي رأت الرؤيا قبل وقعة بدر الكبرى، وأخبرت بها العباس رضي الله عنه وذلك أنها رأت راكبا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح فنادى: انفروا يا آل غدر إلى مصارعكم في ثلاث، صرخ بها ثلاث مرات، فاجتمع الناس إليه. ثم مثل لها على هيئة أبي قبيس راكباً بعيره فصرخ مثل الأولى ورمى بصخرة فتكسرت، فما بقي بيت ولا دار إلا ودخلتها منها فلقة، فسمعت قريش بمنام عاتكة فقال أبو جهل: ما رضوا بكذب الدجال، جاءونا بكذب النساء، فأنكر العباس المنام. فلما كان اليوم الثالث دخل ضمضم وهو ينادي: الغوث، الغوث، وأخبرهم بخر العير فخرجت أشراف قريش، وتخلف أبو لهب خوفاً من رؤيا عاتكة، وأرسل مكانه العاص بن هشام استأجره بأربعة آلاف درهم كانت له عليه ديناً، وقيل: إنها كانت ربا، وقيل: قماراً، فصدق الله تعالى رؤيا عاتكة، وذلك في وقعة بدر.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 09, 2017 11:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة الرابعة عشرة


صفية رضي الله عنها


بنت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم وهي شقيقة حمزة، رضي الله عنه أمها هالة بنت وهيب عم آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت صفية رضي الله عنها ولا خلاف في إسلامها، وكانت في الجاهلية عند الحارث بن حرب بن أمية فهلك عنها فتزوجها العوام بن خويلد فولدت له السائب وعبد الكعبة والزبير رضي الله عنه ثم أسلمت وهاجرت، وكانت حازمة ذات قوة وشجاعة، وكانت مع النساء في وقعة الأحزاب في أطم ومعهن حسان بن ثابت رضي الله عنه فإذا بيهودي يطوف بالأطم فقالت لحسان: انزل فاقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، ما لي بهذا من حاجة، فأخذت صفية رضي الله عنها عموداً ونزلت إليه وقتلته ثم قالت لحسان: انزل وخذ سلبه فما منعني من سلبه إلا أنه رجل فقال: لا حاجة لي بسلبه، وكان حسان شجاعاً فيما تقدم ثم أصابته ضربة على رأسه أضرت دماغه، وتولد له من تلك الضربة نوع من الجبن، وعاشت صفية إلى خلافة عمر رضي الله عنه وتوفيت سنة عشرين ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع، ومن شعرها ترثي النبي صلى الله عليه وسلم.
ألا يا رسولَ اللهِ كنتَ رجاءنا ... وكنتَ بنا براً ولمْ تكُ جافيا
وكنتَ رحيماً هادياً ومعلِّماً ... لبيكِ عليكَ اليوم منْ كانَ باكيا
كأنَّ على قلبي لذكر محمَّدٍ ... وما خفتُ من بعدِ النبيِّ المكاويا
لعمركَ ما أبكي النبيَّ لفقده ... ولكنْ لما أخشى من الهرج آتيا
أفاطمَ صلّى الله ربُّ محمَّدٍ ... على جدثٍ أمسى بيثربَ ثاويا
فدىً لرسول الله أمَّي وخالتي ... وعمِّي وآبائي ونفسي وماليا
صدقتَ وبلغتَ الرسالةَ صادقاً ... ومتَّ صليبَ العودِ أبلجَ صافيا
فلو أنَّ ربَّ الناسِ أبقى محمَّداً ... سعدنا، لكنَّ أمره كان ماضياً
عليكَ منَ اللهِ السلامُ تحيَّةً ... وأدخلت جنَّاتٍ من العدنِ راضياً
أرى حسناً أيتمته وتركته ... يبكي ويدعو جدّه اليوم نائيا

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 11, 2017 12:28 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
المقالة الخامسة عشر

أسماء رضي الله تعالى عنها


بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهي شقيقة عبد الله بن الصديق، تزوجها الزبير رضي الله عنه فولدت له عبد الله، وكان يقال لها: ذات النطاقين.
لقبها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولدت عروة، رضي الله عنه بن الزبير رضي الله عنه أحد الفقهاء السبعة، قيل: أن أسماء الفقهاء "السبعة" إذا كتبت أسماؤهم، ووضعت في الحبوب منع السوس ببركتهم، وهم: عروة رضي الله عنه وعبيد الله رضي الله عنه وقاسم رضي الله عنه وسعيد رضي الله عنه وأبو بكر رضي الله عنه، وسليمان رضي الله عنه وخارجة رضي الله عنه.
وعاشت أسماء رضي الله عنها إلى أن قتل ولدها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وكان كثير العبادة، مكث أربعين سنة لم ينزع الثوب عن ظهره، قتله الخيث الحجاج سنة ثلاث وسبعين، ثم صلب جثته عل عود وبقي أياماً معلقاً، فدخلت أمه أسماء على اللعين الحجاج، فقالت له: أما آن لهذا الركب أن يترجل؟ وقيل: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ فقال الحجاج: دعوها وجيفتها!.
ولما رأته معلقاً حاضت ودر ثديها، فقالت: حنت إليه مراتعه ومراضعه.
كانت تقول: اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثة عبد الله، فلما أنزلوه من الخشبة غسلته بماء زمزم، وكفنته ودفنته وماتت بعده بأيام يسيرة.
وكانت قد أسلمت قديماً وتزوجها الزبير، رضي الله تعالى عنه، وهاجر بها إلى المدينة، وهي حامل بعبد الله، فوضعته بقبا، وكف بصرها في آخر عمرها، وكانت مدة عمرها مائة سنة، والله أعلم.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 13, 2017 11:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
صفورة بنت نبي الله شعيب


عليه السلام وهي زوجة موسى عليه السلام ولما كان من أمر موسى عليه السلام ما كان، [ولما كبر وبلغ أشده دخل المدينة على حين غفلة من أهلها] قوله تعالى: (فوجدَ فيها رجلينِ يقتتلانِ هذا من شيعتهِ وهذا منْ عدوِّهِ ((فوكزهُ موسى فقضى عليهِ (ومات القبطي من ساعته فخاف موسى من فرعون. [و] قوله تعالى: ( ... يا موسى إنَّ الملأَ يأتمرونَ بكَ ليقتلوكَ فاخرجْ إنِّي لكَ منَ النَّاصحين (فخرجَ منها خائفاً يترقبُ ... (وسار قاصداً من مصر إلى مدين. قال في "المعالم" قوله تعالى (ولمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمَّةً منَ النَّاسِ يسقونَ ووجدَ منْ دونهمُ امرأتينِ تذودانِ ... (إلى قوله: (فسقى لهما ... (فتقدم موسى عليه السلام وزاحم القوم وسقى غنم المرأتين ثم جلس تحت ظل شجرة من شدة الحر، وهو جائع، وذلك قوله تعالى: (ربِّ إنِّي لما أنزلتَ إليَّ منْ خيرٍ فقيرٌ (وكان يعلم أنه من الأنبياء، فرجعت المرأتان.
وهما ابنتا شعيب عليه السلام بالأغنام إلى أبيهما سريعاً، فقال لهما: ما أعجلكما، وكانا إذا سقوا أغنامهم يبطئون، ولا يسقون إلا بعد قومهم، ويبطئون على أبيهم قالتا: وجدنا رجلاً رحمنا، فسقر لنا أغنامنا فقالت له إحداهما قوله تعالى: ... (يا أبتِ استأجرهُ إنَّ خيرَ منِ استأجرتَ القويُّ الأمينُ (فقال شعيب عليه السلام لإحداهما: اذهبي فادعيه، فذهبت وذلك قوله تعالى: ... (إنَّ أبي يدعوكَ ليجزيكَ أجرَ ما سقيتَ لنا ... (فدعته، وتبعها يمشي خلفها فوجد الريح تلعب بأثوابها فوقف وقال لها، امشي لامن خلفي ودليني على الطريق، [فإنا أهل بيت لا ننظر في أعقاب النساء] ففعلت، وسار موسى وهي تدله على الطريق إلى أن دخل موسى على شعيب، فقال له: اجلس يا شاب وتعش. فقال موسى عليه السلام أعوذ بالله. فقال له شعيب عليه السلام: ولم ذلك، ألست جائع؟ قال: بلى، ولكن أخاف أن يكون عوضاً لما سقيت لهما، فقال له: [لا] والله [يا شاب] ولكنها عادتي [وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام] فجلس موسى عليه السلام وأكل.
قال في "المعالم" فعند ذلك قالت له إحدى ابنتيه ( ... يا أبتِ استأجرهُ (إلى آخرها فقال له شعيب قوله تعالى ( ... إنِّي أريدُ أنْ أنكحكَ إحدى ابنتيَّ هاتينِ على أنْ تأجرني ثماني حججٍ فإنْ أتممتَ عشراً فمنْ عندكَ ... (قال: وشرط عليه أن يرعى أغنامه ثماني سنين، وإن أتممها عامين أخريين فذاك من عنده.
ولما تعاقدا قال شعيب عليه السلام لابنته، وأمرها أن تعطي موسى عصاً فأعطته. وأقام يرعى الأغنام إلى أن تم الأجل، وسلم شعيب عليه السلام ابنته صفورة إلى موسى عليه السلام فقال لها موسى يوماً: اطلبي من أبيك أن يجعل لنا بعض الغنم، فطلبت من أبيها، فقال شعيب عليه السلام لها: لكما كل ما ولدت هذا العام كل أبلق وبلقاء.
فأوحى الله إلى موسى عليه السلام في المنام أن اضرب بعصاك الماء الذي في مستسقى الأغنام، ففعل موسى ثم سقى الأغنام فوضعت كلها ما بين أبلق وبلقاء، فوفى لهم شعيب عليه السلام بشرطه، وأقام موسى عليه السلام بعد ذلك الأجل عشر حجج أخر ثم استأذن شعيب عليه السلام بالمسير إلى مصر، فأذن له. فخرج موسى من مدين بأهله قاصداً إلى مصر، فلما انتهى إلى قريب من جبل الطور أتى امرأته الطلق، وذلك قوله تعالى: ( ... آنسَ من جانبِ الطُّورِ ناراً قالَ لأهلهِ امكثوا إنِّي آنستُ ناراً لعلِّي آتيكم منها بخبرٍ ... ) وذكر في كتاب "المدارك" في التفسير: روي أن شعيب عليه السلام كان عنده عصي الأنبياء عليهم السلام فقال لموسى عليه السلام بالليل: ادخل ذلك البيت، فخذ عصا من تلك العصي. فدخل موسى وأخذ عصاً هبط بها آدم من الجنة، ولم تزل الأنبياء يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب عليه السلام فمسها شعيب، وكان مكفوف البصر، فرماها بالبيت [وضن بها] وقال لموسى: خذ غيرها، فدخل موسى فما وقع في يده غيرها سبع مرات فعلم شعيب أن له شأناً، فقال له: خذها.
ولما أصبح الصباح قال له شعيب: إذا بلغت مفرق الطرق، فلا تأخذ على يمينك فإن الكلأ وإن كان بها كثيراً، إلا أن فيها تنيناً أخشى عليك وعلى الغنم منه. فسار موسى بالغنم، فأخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر موسى على كفها، فمشى على إثرها، فإذا عشب ومرعى لم ير مثله، فنام موسى عليه السلام والأغنام ترعى. فأقبل التنين فحاربته العصا حتى قتلته، وعادت إلى جنب موسى دامية، فانتبه موسى عليه السلام وأبصرها دامية، والتنين مقتولاً فارتاح لذلك، ولما رجع لمس شعيب عليه السلام الأغنام فوجدها ملأى البطون، غزيرة اللبن، فأخبره موسى عليه السلام بخبر العصا والتنين، ففرح شعيب عليه السلام وحمد الله تعالى وعلم أن لموسى والعصا شأناً، وقال له: إني وهبت لك من نتاج غنمي هذا العام كل أدرع ودرعاء، فأوحى الله إلى موسى في المنام، أن اضرب بعصاك مستقى الغنم، ففعل، ثم سقى الأغنام، فوضعت كلهن أدرعاً ودرعاء، فوفى له بشرطه. وذلك قوله تعالى: (فلمَّا قضى موسى الأجلَ ... ) قال صلى الله عليه وسلم "قضى أوفاهما، وتزوَّجَ صغراهما".
قيل: ولما عاد موسى عليه السلام من الطور وجد امرأته صفورة قد ولدت ابناً، فحملها إلى مصر وأقام بمصر يدعو فرعون إلى الإيمان وماتت صفورة في حياة موسى عليه السلام

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2017 11:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
يوحانذ بنت لاوي بن يعقوب عليه السلام


زوجة عمران أم موسى عليه السلام وكان عمران من وزراء فرعون واسمه الوليد بن مصعب، وكان قد أخبره المنجمون أن زوال ملكه على يد فتى من بني إسرائيل، فجعل فرعون يقتل الأطفال، حتى قتل سبعين طفلاً، وكان يعذب الحوامل حتى يسقطن حملهن، ولما حملت أم موسى عليه السلام به، أخبر المنجمون فرعون بحمله، فشدد فرعون على نساء بني إسرائيل، فأمر القوابل أن يطفن على نساء بني إسرائيل ففعلن، ولم يدخلن بيت عمران لقربه من الملك ولما تم حملها، وجاءها الطلق ليلاً، فولدت موسى عليه السلام وفرحت به فرحاً عظيماً، وأخفت أمرها مخافة من فرعون، فكانت ترضع موسى عليه السلام وتضعه في تنور ولم تعلم له أخته كلثم، واستمرت على ذلك أياماً، فاتفق يوماً، خرجت لبعض شأنها، وجاءت كلثم أخت موسى عليه السلام وسجرت التنور لتخبز فيه، ولم تعلم أن موسى عليه السلام فيه، وقد بلغ فرعون ولادة موسى عليه السلام من بعض القوابل، فبعث فرعون هامان والرايات معه فدخل دار عمران، ودور جميع الدار فلم ير لموسى عليه السلام أثراً، والتنور يسجر، ثم خرج من دار عمران، وأقبلت أم موسى عليه ورأت أعوان فرعون قد خرجوا من بيتها، فخافت على نفسها وعلى موسى عليه السلام وكادت أن تموت من الغم، فدخلت في سرعة، وأقبلت إلى التنور، فرأته يشتعل بالنار، فلطمت وجهها وقالت: ما نفعني الحذر! والتمست موسى عليه السلام فوجدته سالماً، فأخرجته من التنور وأرضعته، وتمرض أبوه عمران ومات، وقد صار لموسى عليه السلم من العمر أربعون يوماً، فخافت على موسى من فرعون، فأوحى الله إليها، وذلك قوله تعالى: (وأوحينا إلى أمِّ موسى أنْ أرضعيهِ فإذا خفتِ عليهِ فألقيهِ في اليمِّ ولا تخافي ولا تحزني إنَّا رآدُّوه إلي وجاعلوهُ منَ المرسلينَ (.
وقيل: ألقى الله في قلبها، فوضعته في صندوق وأحكمنه لئلا يدخل إليه ماء فيغرق، فألقته في النيل ليلاً، ولم يعلم بها أحد، فسار الصندوق على وجه الماء، ودخل إلى دار فرعون، فرأته آسية بنت عم موسى عليه السلام وهي زوجة فرعون، فأمرت بإخراجه، فجملوه إليها، ففتحت الصندوق، ووجدت فيه موسى عليه السلام فحملته إلى فرعون وأخبرته بالخبر، فهم فرعون بقتله، فقالت له آسية قوله تعالى: ( ... قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ... (، ولم يكن لفرعون ولد من آسية، ولم تزل به آسية حتى تركه وسموه موسى ومعنى مو: الماء، ومعنى سا: الشجر، وعرضت آسية القوابل على موسى عليه السلام فأبى إرضاعه، وكانت أخت موسى كلثم قد تبعت الصندوق حتى إلى دار فرعون ودخلت مع المراضع وذلك قوله تعالى: (وقالتْ لأختهِ قصِّيهِ فبصرتْ بهِ عنْ جنبٍ وهمْ لا يشعرونَ (وحرَّمنا عليهِ المراضعَ منْ قبلُ فقالتْ هلْ أدلُّكمْ على أهلِ بيتٍ يكفلونهُ لكمْ وهمْ لهُ ناصحونَ (فقالت آسية: نعم، فرجعت كلثم وأخبرت أمها، فقدمت ودخلت على آسية، فوضعت موسى عليه السلام في حجرها وأعطته ثديها، فرضع، وأقامت ترضعه إلى أن كبر وفطمته من الرضاع وماتت أم موسى عليه السلام.
وذكر في كتاب "خواص القرآن": قوله تعالى: (وأوحينا إلى أمِّ موسى أنْ أرضعيهِ (إلى قوله: (منَ المرسلينَ (إذا كتبت في ورقة وعلقت على امرأة قد قل حليبها، در ثديها وكثر حليبها.
وقيل: إذا تليت هذه الآية سبع مرات على سبع من الزبيب الأسود على واحدة سبع مرات، وأطعمت لمن قل حليبها أكثر بإذن الله تعالى ببركة هذه الآية الشريفة.
وذكر في كتاب "كشف الأسرار": ما الحكمة في إلقاء موسى عليه السلام في اليم؟ قيل: لان المنجمين إذا ألقي شيء في الماء يخفى عليهم أمره، فأراد الله أن يخفى على المنجمين حال موسى حتى لا يخبروا به فرعون، وأراد أيضاً أن يبين لأمه حفظه، فقال: ألقيه في التلف لأنجيه بالتلف من التلف. وقال أيضاً: سلميه إليَّ صبياً أسلمه لك نبياً، وأيضاً: فكما مجاه في البحر في الابتداء، كذلك أنجاه في الانتهاء، وأغرق فرعون في البحر.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: إنما سمِّيَ موسى لأنَّهُ ألقي بينَ شجرٍ وماءٍ، فالماءُ بالقبطيَّةِ "مو"، والشجرُ "سا".
وقال الثعلبي: عاش موسى عليه السلام مائة وعشرين سنة.
وذكر في التفسير قوله تعالى: ( ... اقذفيهِ ... (ألقيه في التابوت، (... فاقذفيهِ في اليمِّ ... (في النيل ( ... فليلقهِ اليمُّ بالسَّاحلِ ...(الجانب ( ... يأخذهُ عدوٌّ لي وعدوٌّ لهُ ... (يعني فرعون.
وروي: أنها جعلت في التابوت قطناً محلوجاً فوضعته فيه وقيرته، ثم ألقته في اليم وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر الكبير، فبينما هو جالس على بركة مع آسية، إذ [هم] بالتابوت، فأمر به، فأخرج ففتح، فإذا صبي به أصبح الناس وجها، ً فهم فرعون بالأمر بقتله لولا موافقته لطلب ءاسية، ولم يعلم أنه قاتله إذا كبر.
وقال في كتاب "تفسير مدارك" قوله تعالى (يذبِّحُ أبناءهمْ ... (إلى آخرها وسبب الذبح أن كاهناً قال لفرعون: يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يديه. فقيل: إنه ذبح في طلب موسى تسعين ألف وليد.
وروي: أنها حين ضربها الطلق، كانت بعض القوابل الموكلات بحبالى بني إسرائيل مصافية لها. فعالجتها حتى ولدت، فلما وقع إلى الأرض، هالها نور بين عينيه، ودخل حبه قلبها فقالت القابلة: ما جئتك إلا لأقتل مولودك، وأخبر به فرعون ليقتله، ولكني وجدت حباً ما وجدت مثله، فاحفظيه، فلما خرجت القابلة جاءت عيون فرعون فلفته في خرقة، ووضعته في تنور مسجور، ولم تعلم ما تصنع، لأنه طاش عقلها، فطلبوا، فلم يلقوا شيئاً، فخرجوا وهي لا تدري مكانه، فسمعت من التنور صوته، فانطلقت وأخرجته، وقد جعل الله النار عليه برداً وسلاماً.
وذكر بعضهم قوله تعالى: (وأصبحَ فؤادُ أم موسى فارغاً (الآية، إذا تلاها إنسان وهو على مائدة وأكل لم يشبع، وإن أكل المائدة كلها ...
وذكر لي بعضهم أن اسم أم موسى إذا تلي على قفل مقفول سقط من غير مفتاح، وقد جربته، فما وجدت له أصلاً، والله سبحانه وتعالى أعلم.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 16, 2017 11:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
الأخيرة


زليخا زوجة يوسف عليه السلام


كان اسمها راعيل، وكان اسم زوجها الأول قطفير، وكان على خزانة الريان ابن الوليد صاحب مصر، وهو الذي اشترى يوسف عليه السلام من القافلة التي أخرجته من الجب، وجعله قطفير مثل ولده، ولم يكن له ولد، فأحبته زوجته.
ومما قيل في كتاب "معالم التنزيل" للإمام البغوي رحمه الله تعالى أ. هـ?، في تفسير قوله تعالى: (ولقد هممت به وهم بها ... ) . وقال ابن زيد: كان لملك مصر خزائن كثيرة، فسلمها ليوسف عليه السلام ومات قطفير ثم تزوج يوسف زليخا، ولما دخل عليها قال لها: أليس هذا خيراً مما كنت تريدين؟ فقالت له: أيها الصديق لا تلمني، كنت امرأة حسناء وناعمة كما ترى في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي، ولما دخل عليها يوسف عليه السلام وجدها عذراء فأصابها، فولدت له غلامين في بطنين أحدهما إفرائيم والآخر ميشا.
وقيل: همت به بالمضاجعة وهم بها بالمدافعة، وقيل: همت به شهوة وهم بها موعظة.
وذكر في "تأريخ ابن الوردي": أن مالك بن دعر اشترى يوسف عليه السلام من إخوته بثمن بخس، قيل: عشرون درهماً، وقيل: أربعون، وذكروا: أنه عبدهم وقد أبق فخافهم يوسف عليه السلام ولم يذكر خاله لهم فسار به مالك إلى مصر وباعه إلى العزيز على خزائن الريان، فأحضره إلى زوجته زليخة ولم يكن لهما ولد فقال لزليخا: ( ... أكرمي مثواهُ ... ) الآية.
فهوته زليخا وكتمت حبه ثم أظهرته وراودته عن نفسه فامتنع وهرب فلحقته وقبضته من قميصه فانقد، وألفيا سيدها لدى الباب. فلما رأته زليخا لطمت على وجهها وقالت: إن هذا يوسف قد راودني عن نفسي فأنكر يوسف، فهم العزيز بقتله وكان عنده طفل ابن شهرين، وهو ابن داية زليخا، فقال للعزيز لا تعجل ( ... إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين) . فنظر العزيز فإذا القميص قد من دبر، فظهرت براءة يوسف.
وبلغ زليخا أن نسوة من نساء الأكابر قد عبنها على فعلها، فأرسلت إليهن، وأحضرتهن وأعطت كل واحدة منهن سكيناً وأترجةً، وزينت يوسف وأخرجته عليهن، فلما رأينه دهشن به وهن يقطعن الأترج، فقطعن أيديهن، وتلوثت بالدماء ولم يشعرن، فقالت زليخا لهن ( ...فذلكنَّ الذي لمتنني فيهِ ... ) وقيل: إن النساء خلون في يوسف ليعذلنه في زليخا فراودته كل واحدة منهن عن نفسها، فأبى ثم انصرفن، وما زالت زليخا تشكو يوسف إلى زوجها وتقول: إنه يقول للناس إني راودته عن نفسي، وقد فضحني بين الناس. فحبسه العزيز.
ثم إن فرعون مصر الريان غضب على الساقي والخباز فحبسهما عند يوسف. فرأى كل منهما رؤيا وقصها على يوسف، وقد اقترحاهما ليختبرا يوسف، فعبر لهما يوسف كما قال الله تعالى في القرآن: (ودخلَ معهُ السِّجنَ فتيانِ قالض أحدهما إنِّي أراني ... ) فلما عبرهما لهما، فقالا له: عجباً منك تعبر لنا رؤيتين كاذبتين! فقال يوسف قوله تعالى: ( ... قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) وبعد ثلاثة أيام رضي فرعون عن الساقي وأعاده، وصلب الخباز، ولبث يوسف في السجن بضع سنين، يعني سبع سنين، وقيل اثني عشر سنة بعدد الحروف التي قالها الساقي وهي قوله تعالى: ( ... اذكرني عند ربك ... 99 ثم إن الريان رأى الرؤيا فتذكر الساقي يوسف فوصفه للريان فأرسل إليه فعبرها له، ثم أحضره وأعجبه حسنه فاصطفاه لنفسه.
ومات العزيز فجعل الريان يوسف مكانه، فأحسن يوسف عليه السلام السياسة، وجمع الأقوات في تلك السبع سنين، فلما جاءت أيام القحط إلى أرض كنعان، وباعت زليخا جميع ضياعها وصرفت جميع مالها وافتقرت، فجاءت تستطعم يوسف فعرفها، فردها إلى نزلها ورد عليها ضياعها وأموالها وأملاكها وأرسل إليها طعاماً كثيراً، ثم استأذن ربه في زواجها فأذن له فتزوجها يوسف ورد الله عليها حسنها وجمالها، ودخل عليها فوجدها عذراء، وولد منها ولدين، إفرائيم وميشا.
وذكر الرازي في تفسيره: قال وهب: إن فرعون يوسف هو فرعون موسى، وهذا غير صحيح، إذ كان بين دخول يوسف مصر وموسى أكثر من أربعمائة، وقال محمد بن إسحاق: هو غير فرعون موسى عليه السلام فإن فرعون يوسف اسمه الريان بن الوليد.
وذكر في كتاب "تاريخ الأنبياء والدول": قال ابن عبد الحكيم: اشتد الجوع بمصر فاشترى يوسف من أهل مصر الفضة والذهب بالطعام، ثم اشتروا بأغنامهم ومواشيهم حتى لم يبق لهم شيء في سنتين، وفي السنة الثالثة اشترى أرضهم كلها لفرعون.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فوض الريان إلى يوسف تدبير الملك وهو ابن ثلاثين سنة، وقيل: أوحى الله إلى يوسف في الصغر كما أوحى إلى يحيى عليه السلام وألقي في الجب، وعمره سبع عشرة سنة، واجتمع مع أبيه وأمه وأخوته بعد انقضاء خمس عشرة سنة، وذلك سنة ثلاثة آلاف وستمائة وثلاث عشرة سنة من هبوط آدم عليه السلام وتوفيت زليخا في حياة يوسف عليه السلام ودفنت في مصر، ثم توفي يوسف ودفن في مصر نحو ثلاثمائة سنة، ثم حمل إلى بيت المقدس، وعاش مائة وعشرين سنة.
وقيل: إن يوسف عليه السلام لما ألقي في الحب دعا بهذا الدعاء وهو قوله: يا عدتي في شدتي، ويا مؤنسي في وحشتي، ويا راحم عبرتي، ويا كاشف كربتي، ويا مجيب دعوتي، ويا إلهي ويا إله آبائي: إبراهيم وإسحاق ويعقوب ارحم صغر سني وضعف ركني وقلة حيلتي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
وذكر في "كشف الأسرار" قوله: لم قطعن أيديهن ولم تقطع زليخا يديها؟ قيل: لأن يوسف كان في منزلها، ولم تخف الفراق، وهن قطعن أيديهن للفراق، وقيل: لأنهن كن يغبن زليخا، وللبغي مصرع ويقال قطعن أيديهن لدهشتهن، والمدهوش لا يدرك وما يعقل.
وقال الكرماني في "العجائب" في قوله تعالى: (نحنُ نقصُّ عليكَ أحسنَ القصصِ) قيل: هي قصة يوسف لاشتمالها على حاسد ومحسود، ومالك ومملوك، وشاهد ومشهود، وعاشق ومعشوق، وحبس وإطلاق، وسجن وخلاص، وخصب وجدب وغيرها.
وقال في "خلاصة الإتقان": وقد صحح الحاكم النهي عن التعليم سورة يوسف للنساء، وعن الحسن: أن يوسف عليه السلام ألقي في الجب وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ولقي أباه بعد الثمانين، وتوفي وله مائة وعشرون سنة، والله أعلم




كل عام و حضراتكم طيبين و بخير أعاد الله عليكم الأيام الكريمة باليمن و الخير و البركات

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الروضة الفيحاء في أعلام النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 17, 2017 12:05 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة نوفمبر 02, 2012 12:16 am
مشاركات: 1938
molhma كتب:


كل عام و حضراتكم طيبين و بخير أعاد الله عليكم الأيام الكريمة باليمن و الخير و البركات


وحضرتك طيبة وبألف خير وصحة وسعادة وكل أقاربك وأحبابك صورة

_________________
صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 30 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 23 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط