موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: منهاج المسلم وسلوكه في رمضان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2016 1:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2286
مكان: مصر المحروسة
كلما أقبل شهر رمضان المبارك استقبله المسلمون بالفرح والسرور ، يرجون فيـه رحمـة الله
(عز وجل) ، فهو منحة ربانية ، وعطيـة إلهيـة ، تُضـاعف فيـه الحسـنات ويعظـم الأجر والثـواب ، ويغـدق الله على عباده النفحات ، ويفتح لهم أبوابًا من الخير ومن المغفرة ، و تفتح فيه أبواب الجنة فـلا يغلـق منها باب ، وتغلق فيه أبواب النار فلا يفتح منها باب ، وتغل فيه الشياطين ، وينادي منـادٍ : يـا بـاغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فيقبل أهل الإيمان على ربهم.
ورمضان هو شهر الصبر والرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وهو شهر نزول القرآن الكـريم
هدية الله لخلقه، والمعجزة الكبرى لسيد الأنام ومصباح الظلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى:[شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لَِّلنََّاسِ وَبَيَِّنَاتٍ مَِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقانِ فمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشََّهْرَ فلْيَصُمْهُ](البقرة :185).

فرض الله (عز وجل) فيه عبادة من أعظم العبادات وهي عبادة الصـوم ، التى تعلـم الإنسـان الكـثير مـن الأخلاقيـات التى تجلب لـه الخـير والسعادة في الدارين ، فالصوم يعلم الإنسان الصبر والحلم وسعة الصـدر والمراقبـة والإخـلاص لله (عز وجل) وتقواه ، قال تعالى:[ يَاأ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَليْكُمُ الصِّيَامُ كمَا كُتِـبَ عَلى الَّـذِينَ مِـنْ قبْلِكُمْ لعَلَّكُمْ تَتَّقُون](البقرة: 183) .

ولقـد أعـد الله سـبحانه وتعـالى للصـائمين فضـلاً كـبيرًا وأجــرًا عظيمًـا ، قـال تعـالى :[ إِنَّ الْمُسْــلِمِينَ وَالْمُسْــلِمَاتِ وَالْمُـــؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَــاتِ وَالْقـانِتِينَ وَالْقانِتَـاتِ وَالصَّــادِقِينَ وَالصَّـــادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَـدِّقاتِ وَالصَّـائِمِينَ وَالصَّـائِمَاتِ وَالْحَـافِظِينَ فُـرُوجَهُمْ وَالْحَافِظـاتِ وَالـذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أعَـدَّ اللَّـهُ لهُـمْ مَغْفِـرَةً وَأ جْـرًا عَظِيمًا] (الأحزاب: 35).

ومن فضائل الله على الصائمين:
أن الله عز وجل أضاف الصوم لنفسه إضافة تشريف وتعظيم ، لما للصوم من مكانة وشرف
بين العبادات ، فعن أبي هُرَيْرَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه)ُ قال: قالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَـلَّم)َ: (قالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّـيَامَ فإِنَّهُ لِي وَأ نَا أ جْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّـةٌ ، وَإِذَا كانَ يَوْمُ صوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُث،ْ وَلا يَصْخَبْ فإِنْ سَابَّهُ أحَدٌ ، أوْ قاتَلهُ فلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْـسُ مُحَمَّـدٍ بِيَدِهِ لخُلُوفُ فمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أ فْطرَ فرِحَ بفطره، وَإِذَا لقِيَ رَبَّهُ فرِحَ بِصَوْمِهِ) (متفق عليه)

فالصوم سـر بـين العبـد وربـه ، فـإِن الصـائمَ قـد يكـون في موضِعٍ خالٍ من الناس وبإمكانـه أن يتنـاول مـا حـرَّم الله عليـه بالصـيام فـلا يفعـل ، لأنـه يعلـم علـم
اليقين أن له ربًّا يطَّلع عليه في أمره كله ، فيترُكُه لله خوفًا من عقابه ، ورغبةً في ثوابـه ، فشـكر اللهُ له هـذا الإِخـلاص ، فهـو سـبحانه أكـرَمُ الأكـرمين وأجـوَدُ الأجـودين ، وفضـله واسـع ، وكرمـه غـير محدود ، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها.

ومنها:
أن الله تعالى أعطى الصائمين من أمة الـنبي (صـلى الله عليـه وآله وسـلم) مـالم يعطـه
أحدًا قبلها ، فعن أ بِي نَضْرَة (رضـي الله عنـه) قالَ: سَـمِعْتُ جَـابِرَ بْـنَ عَبْـدِ اللهِ (رَضيَ اللَّهُ عَنْهُما) يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وسلم وَسَلَّمَ): ( أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسًا لمْ يُعْطهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي، أمَّا وَاحِدَةٌ: فإِنَّهُ إِذَا كانَ أوَّلُ ليْلةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِليْهِم،ْ وَمَنْ نَظرَ اللهُ إِليْهِ لمْ يُعَذِّبْهُ أبَدًا، وَأمَّا الثَّانِيَةُ: فإِنَّ خُلُوفَ أفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أُطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِـنْ رِيحِ الْمِسْك،ِ وَأمَّا الثَّالِثَةُ: فإِنَّ الْمَلائِكة تَسْتَغْفِرُ لهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَليْلة،ٍ وَأمَّا الرَّابِعَةُ: فإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فيَقُولُ لهَا: اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أوْشَك أ نْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلى دَارِي وَكرَامَتِي، وَأمَّا الْخَامِسَةُ: فإِنَّهُ إِذَا كانَ آخِرُ ليْلةٍ غفرَ لهُمْ جَمِيعًا) فقالَ رَجُلٌ مِنَ الْقوْمِ: أهِيَ ليْلةُ الْقدْرِ؟ فقالَ: ( لا ، ألمْ تَرَ إِلى الْعُمَّالِ يَعْمَلُونَ فإِذَا فرَغُوا مِنْ أعْمَالِهِمْ وُفُّوا أُجُورَهُمْ) (رواه البيهقي في شعبه).

ومنها:
أن الصوم أحد أبواب الخير ، فعن معَاذِ بْنِ جَبَلٍ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّم)َ فِي سَفرٍ ، فأصْبَحْتُ يَوْمًا قرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِير،ُ فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجنَّة وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّار،ِ قالَ: ( لقدْ سَألْتَنِي عَنْ عَظِيم،ٍ وَإِنَّهُ ليَسِيرٌ عَلى
مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَليْه،ِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاة ، وَتُؤْتِي الزَّكاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ،
وَتَحُجُّ البَيْتَ» ثُمَّ قالَ: ( ألا أدُلُّك عَلى أبْوَابِ الخيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّة)ٌ (رواه الترمذي).

ومنها:
أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة مع القرآن الكريم ويقبل الله شفاعتهما فيدخله الجنة ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما) أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) قالَ: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَة،ِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أيْ رَب،ِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَار،ِ فشَفِّعْنِي فِيه،ِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْل،ِ فشَفِّعْنِي فِيهِ)، قالَ:(فيُشَفَّعَانِ) (رواه أحمد).

ومنها:
تخصيص باب في الجنة للصائمين دون غيرهم يسمى باب الريان ، فعن سهل
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) عن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَليْه وآلهِ وَسَلَّمَ) قال: ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقالُ لهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أحَدٌ غيْرُهُمْ يُقالُ أيْنَ الصَّائِمُونَ فيَقُومُون لا
يَدْخُلُ مِنْهُ أحَدٌ غيْرُهُمْ فإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فلمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أ حَدٌ ) (متفق عليه). وغير ذلك الكثير
والكثير من عطاء الله عز وجل للصائمين في رمضان مما يعجز اللسان عن وصفه ، فالصيام عبادة لا مثيل لها ، فعَنْ أ بِي أُمَامَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قالَ: أ تَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) فقُلْتُ: مُرْنِي بِأمْرٍ آخُذُهُ عَنْك، قالَ: (عَليْك بِالصَّوْمِ فإِنَّهُ لا مِثْلَ لهُ) (سنن النسائي).

والصوم الصحيح الذي يلتزم فيه صاحبه بالآداب الشرعية هو في الأصل مدرسة لتهذيب
السلوك وتقويمه ، وتزكية النفس والسمو بها للوصول إلى الكمال ، وتطهير الجوارح من كل ما
يغضب الله عز وجل ، قال تعالى: [ يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَليْكُمُ الصِّيَامُ كمَا كُتِبَ عَلى الَّذِينَ مِنْ قبْلِكُمْ لعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ](البقرة:183) فالصوم يؤصل في الناس خلق التقوى ، فيضبط سلوكيات المسلم وتصرفاته.

ولهذا أرشد النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) الشـاب الـذي لا يقـدر علـى الزواج إلى الصوم ، لما يحققه الصوم من تهذيب النفس ليصل بها إلى العفاف ، فعـن ابن مسعود (رضـي الله عنـه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (يَـا مَعْشَـرَ الشَّـبَابِ مَـنْ اسْـتَطاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَة فلْيَتَزَوج، وَمَنْ لمْ يَسْتَطِعْ فعَليْهِ بِالصَّوْمِ فإِنَّهُ لهُ وِجَاءٌ) (متفق عليه)، والمراد أن الصوم قامع للشهوة، وكاسر لحدتها.

ولكي يؤتي الصوم ثمرته المرجوة لابد وأن نتلمس فيه هدي النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ونسير على خطاه ، فالخير كله في هديه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فعلى كل مسلم أن
يبذل وسعه وطاقته في الاقتداء بسيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال تعالى: [ لقدْ كانَ لكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكرَ اللهَ كثِيرا](الأحزاب : 21)

وقد كان من هديه الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الشهر الكريم:

تناول السحور:
فعن أنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه)ُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّم)َ: (تَسَحَّرُوا فإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكة)ً (رواه البخاري) ،والبركة المقصودة هنا مادية ومعنوية ، أما المادية فإن طعام السحور يكون سببًا لعون المسلم على الصوم ، وأما المعنوية فهي الاستجابة لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيها من البركة ما فيها ، لذلك رغب النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) في السحور، فعَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) : (السَّحُورُ أكْلُهُ بَرَكة،ٌ فلا تَدَعُوهُ، وَلوْ أنْ يَجْرَعَ أحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ وَمَلائِكتَهُ يُصَلُّونَ عَلى الْمُتَسَحِّرِينَ) (رواه أحمد)، والسنة فيه التأخير ، فعَنْ أنَسِ بْنِ
مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه)ُ أنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِت،ٍ حَدَّثَهُ : " أنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ)، ثُمَّ قامُوا إِلى الصَّلاة،ِ قُلْتُ: كمْ بَيْنَهُمَا ؟ قالَ: قدْرُ خَمْسِينَ أوْ سِتِّينَ"، يَعْنِي آيَةً (رواه البخاري) .

ومنه: تعجيل الفطر والدعاء عنده:
فهو أمارة على بقاء الخير في الأمة ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه)ُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّم)َ قالَ: (لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ) (متفق عليه)، وقد كانَ (صَلَّى اللهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) إِذَا أفْطرَ قالَ: (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) (رواه أبو داوود).

ومنه: الجود والكرم :
فعن ابْنِ عَبََّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما) قالَ : كانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) أجْوَدَ النََّاسِ وَكانَ أجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ ، وَكانَ يَلْقاهُ فِي كُلَِّ ليْلةٍ مِنْ رَمَضَانَ فيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فلرَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) أجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرَِّيحِ الْمُرْسَلةِ) (متفق عليه).

ومنه: قيام الليل بالصلاة وقراءة القرآن الكريم :
فعَنْ أ بِي هُرَيْرَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْه): أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) قالَ: (مَنْ قامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لهُ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (رواه البخاري)، ولقد سنَّ النبي (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) صلاة القيام (التراويح) في رمضان ، فعَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) صَلَّى ذَاتَ ليْلةٍ فِي المسْجِد،ِ فصَلَّى بِصَلاتِهِ نَاس،ٌ ثُمَّ صَلَّى مِنَ القابِلة،ِ فكثُرَ النَّاس،ُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلةِ الثَّالِثَةِ أوِ الرَّابِعَة،ِ فلمْ يَخْرجُ إِليْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ)، فلمَّا أصْبَحَ قالَ: (قدْ رَأيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوج إِليْكُمْ إِلَّا أنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ عَليْكُمْ ( وَذَلِك فِي رَمَضَانَ) (متفق عليه).

إن المسلم الحقيقي هـو الذي يسـعى بكل ما أوتي من قوة إلى الكمال في عباداتـه ليكون عمله مقبولاً وذنبه مغفورًا وعيبه مستورًا وكل عمله وسعيه مشكورًا ، فيتجنـب كـل مـا يـؤدي إلى بطلان عمله استجابة لأمر الله تعالى: [ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أ طِيعُوا اللَّـهَ وَأ طِيعُوا الرَّسُـولَ وَلا تُبْطِلُوا أ عْمَالكُمْ] (محمد: 33) فينبغي على المسلم تجبنـب الأعمال المذمومـة على مدار العام عامة وفي رمضان خاصة حتى لا يحبط عمله ويأتي يوم القيامـة بصورة الرجل الذي أفلس وهـو يظن أن معه من المال ما يحقق له مـا يتمناه ، فعَنْ أبِى هُرَيْرَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ) أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ) قالَ: ( أتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لهُ وَلا مَتاعَ، قالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاة،ٍ وَصِيَام،ٍ وَزَكاةٍ ، وَيَأْتِي قدْ شَـتَمَ هَـذَا، وَقذَفَ هَذَا، وَأكلَ مَالَ هَذَا، وَسَفك دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيُعْطى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِه،ِ فإِنْ فنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قبْلَ أنْ يُقْضَى مَا عَليْهِ أُخِذَ مِـنْ خَطايَاهُمْ فطُرِحَتْ عَليْه،ِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار)ِ (رواه مسلم).

ومن ثمَّ فليحذر المسلم من الأمور التي تتنافى مع آداب الصوم وأهدافه ، ومنها:

•قول الزور وشهادته أو العمل به ، فعَنْ أبِي هُرَيْرَة (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ): (مَنْ لمْ يَدَعْ قوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فليْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أ نْ يَدَعَ طعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (رواه البخاري) فمن صام ولم يترك الكذب والعمل به فلا قيمة لصيامه ، قالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما) : (إِذَا صُمْتَ فلْيَصُمْ سَمْعُك، وَبَصَرُك، وَلِسَانُك عَنِ الْكذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أذَى الْخَادِمِ ، وَلْيَكُنْ عَليْك وَقارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِك ) (رواه ابن المبارك في الزهد).

•ارتكاب ما يتنافى مع الصوم من قبيح الأقوال والأفعال ، فعَنْ أبِي هُرَيْرَة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قالَ: قال رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وآله وَسَلَّمَ): " إِذَا أ صْبَحَ أ حَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَل،ْ فإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أوْ قاتَلهُ فلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِم،ٌ إِنِّي صَائِم)ٌ (رواه مسلم).

فالمسلم الحق يعلم أن الله رقيب عليه في كل أحواله وسيحاسبهعلى كل أقواله وتصرفاته ، قال تعالى:[مَا يَلْفِظُ مِنْ قوْلٍ إِلَّا لدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ] (ق: 18) .

•الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب والملبس ، فلقد نهى الله عز وجل عن ذلك على وجه
العموم فقال تعالى :[ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ[ (الأعراف: 31) وقال سبحانه:[ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كفُورًا](الإسراء:26-27) فرمضان شهر تهذيب وتقويم للسلوك،وليس شهر إسراف وتبذير في الطعام والشراب .

إن شهر رمضان فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله (عز وجل) بالحفاظ على الدين ، واستثمار الأوقات في طاعة الله - تعالى- ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلنتخذ منه سببلاً للعمل، ووسيلة لدفع مسيرة الأمة نحو مزيد من التقدم والإنتاج.
ـــــ
منقول

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط