وإذا كانت نية الملك الخير والعدل أبلغ الله تعالى بركة ذلك جميع الآفاق ************************** بقصة كسري أنوشروان مع حمار الطحان.
كيف كانت تلك القصة؟ ذكر المؤرخون أن كسرى اجتهد في إجراء العدل فأداه اجتهاده أن يحصل شيئاً يظهر له به أحوال المظلومين من غير توقف على حجاب أو بواب أو أذن أو استئذان لما رأى عدم وصولهم إليه بسبب الحجاب فأداه اجتهاده أن يربط في شرافة قصره حبلاً مبروماً من الحرير الأبيض إلى أن يصل إلى حلقة الباب البراني الذي يمر به عامة الناس وعلق فيه من الجلاجل والأجراس فإذا حرك الحبل صوتت وأذن بالندا بأن كل من له ظلامة ولا يقدر على الدخول على الملك يحرك ذلك الحبل واشتهر هذا العدل. ففي بعض الأيام كان كسرى راقداً في بيته وإذا بالجلاجل والأجراس تصوت فاستيقظ كسرى وطلب المحرك لها فلم يجدوا إلا حماراً كبيراً مهزولاً قد حصل له حكة وهو يحك ذلك الحبل وليس عنده أحد فأحضره وطلب صاحبه فوجده طحاناً فسأله عنه وعن أسباب هزاله حتى تبين له أنه يكلفه من الحمل فوق طاقته ويستعمله في غير مقدرته ويقصر في حقه في العليق فأمر أن تزال ظلومته وأن ينادي أن كل من عنده دابة يفتقدها ولا يقصر في حقها.
وكل لبيب بالإشارة يفهم ******************** قصة الديك والثعلب ****************** كان في بعض القرى ديك قد جرب أمور الدنيا كلها وذاق حلو الدهر ومره وعرف مداخله ومخارجه ففي بعض الأيام داخله الطمع فبعد عن القرية التي هو بها وقت الظهر فصعد على شجرة عالية وأذن عليها فأعجبه صوته فسمعه ثعلب كان في ذلك المكان له وكر فسرت نفسه بذلك وخرج مسرعاً إليه فلما رآه الديك نط إلى أعلى الشجرة فقرب الثعلب إلى الشجرة بحيث يراه فلما رآه سلم عليه سلام مشتاق محب وقال له: شكر الله سعيك لقد أحييت قلوبنا بطيب آذانك وقد جئت لأتبرك بك وأبشرك ببشارة لم يقع مثلها منذ قامت الدنيا، وهي أن الملك نادى أن جميع الوحوش تتعاشر وتتصاحب وتتزاور بحيث لا يبغي بعضها على بعض ويتصاحب الذئب مع النعجة والثور والأسد والقط مع الفار والديك والثعلب فالحمد لله الذي قد حصلت المصافاة وذهب الأحقاد والمنافاة، كل ذلك والديك متحرز منه ولا يلتفت إليه ولا إلى خزعبلاته وتحيلاته بل نظر إليه نظر متملق وقال يا أخي يا ثعلب وأنا أبشرك ببشارة ثم سكت والتفت يميناً وشمالاً وأماماً وخلفاً فقال الثعلب للديك: يا أخي أنا أبشرك ببشارة وأنت لا تلتفت إليّ ولا تنظر لي بل تتشاوف من بعيد فأخبرني ما شأنك وما أمرك؟ فإن أمرك أعياني وشأنك كشأن من لا نظرني ولا رآني. قال الديك: أجل أيها المحب ما يشغلني عنك جد ولا أب وإنما أنا رآني غيرة قائمة من بعيد أريد أن تحققها فإني لم أقع على ما هي!؟ فقال الثعلب: بالله حقق النظر وأخبرني، فنظر طويلاً وقال: أرى حيواناً رقيق الخلقة طويل الأذنين يجري كالريح وليس له غبار يدرك إلا قليل فقال الديك: اصبر حتى تنظر ما هو؟ فقال: والله ما بقي لي صبر وقد رفرف فؤادي، فقال له الديك: أما قلت إن السلطان قد رسم بالصلح بين الحيوانات فأي شيء بقي للكلب عندنا وإذا جاء إلينا يكون صاحبنا وعشيرنا؟ فقال الثعلب: لعل هذا الكلب لم يكن سمع الندا والإجهاز ولا طاقة لي به ثم فر هارباً.
يتبع
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|