موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 30, 2017 3:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين وأول الخلق أجمعين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

كل عام والأمة المحمدية بكل الخير والقرب من سيد الوجود وتحت ظلال المعية المحمدية
فبمناسبة هذا الشهر الكريم المبارك سوف أشارك بذكر بعضا من عجائب وغرائب الدنيا على مدار هذا الشهر الكريم المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة وصل اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 30, 2017 4:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
بسم الله الرحمن الرحيم

المشاهير من الأنهار وعجائبها

قيل: إن الأمطار والثلوج إذا وقعت على الجبال تنصب إلى مغارات بها وتبقى مخزونة فيها في الشتاء، فإن كان في أسافل الجبال منافذ ينزل الماء من تلك المنافذ فيحصل منها الجداول وينضم بعضها إلى بعض فتحدث منها الأنهار والغدران والأودية، فإن كانت المغارات التي هي الخزانات لهذه المياه في أعالي الجبل استمر جريانه أبداً من غير انقطاع لأن المياه تنصب إلى سفح الجبل ولا تنقطع لاتصال الامتداد من الأمطار والثلوج، وإن انقطعت لانقطاع المدد بقيت المياه واقفة، كما ترى في الأودية من الغدران التي تجري في وقت وتنقطع في وقت.

قال بطليموس في كتاب جغرافيا: إن بهذا الربع المسكون مائة نهر، طول كل نهر منها من خمسين فرسخاً إلى ألف فرسخ، فمنها ما يجري من المشرق إلى المغرب، ومنها ما يجري بالعكس، ومنها ما يجري من الشمال إلى الجنوب، ومنها ما يجري بالعكس. وكلها تبتدئ من الجبال وتصب في البحار بعد انتفاع العالم بها. وفي ضمن ممرها تتصور بطائح وبحيرات، فإذا صبت في البحر المالح وأشرقت الشمس على البحار فتصعد إلى الجو بخاراً ثم ينعقد غيوماً وأندية كالدولاب الدائر، فلا يزال الأمر كذلك إلى أن يبلغ الكتاب أجله. فسبحان المدبر لمملكته ببدائع حكمته، لا إله إلا هو.

فأول ما نبدأ بذكره ..نهر أثل: وهو نهر عظيم في بلاد الخزر، ويقارب دجلة، ومجيئه من أرض الروس وبلغار ومصبه في بحر الخزر. وقد ذكر الحكماء أنه يتشعب من هذا النهر خمس وسبعون شعبة، كل شعبة منها نهر عظيم، وعموده لا يتغير ولا ينقص ذرة لغزارة مائه وقوة امتداده، فإذا انتهى إلى البحر يجري فيه يومين ولونه بائن من لون البحر، ثم يختلط ويجمد في الشتاء لعذوبته. وفي هذا البحر حيوانات عجيبة.

حكى أحمد بن فضلان رسول المقتدر من خلفاء بني العباس إلى بلغار، قال: لما دخلت بلغار سمعت أن عندهم رجلاً عظيم الخلقة، فسألت الملك عنه فقال: نعم، ما كان من بلادنا ولكن قوماً خرجوا إلى نهر أثل وكان قد مد وطغى، ثم أتوا وقالوا أيها الملك إنه قد طفى على وجه الماء رجل كأنه من أمة بالقرب منا، فإن كان ذاك فلا مقام لنا. فركبت معهم حتى سرت إلى النهر فإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعاً ورأسه كأكبر ما يكون من القدور، وأنفه نصف ذراع وعيناه عظيمتان، وكل أصبع أطول من شبر. فأخذنا نكلمه وهو لا يزيد على النظر إلينا. فحملته إلى مكاني وكتبت إلى وارسو كتاباً وبيننا وبينهم ثلاثة أشهر أستخبرهم عن أمره، فعرفوني أن هذا الرجل من يأجوج ومأجوج وقالوا: إن البحر يحول بيننا وبينهم. فأقام بين أظهرنا مدة، ثم اعتل فمات.


نهر أذربيجان: قال صاحب المسالك والممالك الشرقية: إن هذا البحر يجري ماؤه ويستحجر فيصير صفائح صخر فيستعملونه في البناء.

نهر أشعار: قال صاحب تحفة الغرائب: إن هذا النهر يخرج من موضع يقال له: فج عروس ويفيض تحت الأرض، ثم يخرج من مكان بعيد، ثم يفيض ثانياً بين أرض منادرة وبطليوس ويخرج وينصب في البحر.

نهر جيحون: قال الاصطخري: نهر جيحون يخرج من حدود بذخشان ثم تنضم إليه أنهار كثيرة من حدود الجبل ووخش فيصير نهراً عظيماً ويمر على مدن كثيرة حتى يصل إلى خوارزم. ولا ينتفع به شيء من البلاد في ممره إلا خوارزم، ثم ينصب في بحيرة خوارزم التي بينها وبين خوارزم ستة أيام. وهذا النهر يجمد في الشتاء عند قوة البرد فيصير قطعاً، ثم تصير القطع قطعاً على وجه الماء حتى يلصق بعضها ببعض إلى أن تصير سطحاً واحداً على وجه الماء، ويثخن حتى يصير سمك ذراعين أو ثلاثة أذرع، ويستحكم حتى تعبر عليه العجلات والقوافل المحملة ولا يبقى بينه وبين الأرض فرق، والماء يجري تحت الجمد فيحفر أهل خوارزم بالمعاول آباراً يستقون منها ويبقى كذلك شهرين فإذا انكسر البرد تقطع قطعاً كما بدأ أول مرة ويعود إلى حالته الأولى. وهو نهر قتال قل أن ينجو منه غريق.

نهر حصن المهدي: قال صاحب تحفة الغرائب: هو بين البصرة والأهواز، وهو نهر كبير ويرتفع منه في بعض الأوقات منارة يسمع منها أصوات كالطبل والبوق ثم تغيب ولا يعرف شأن ذلك.

نهر خزلج: وهو بأرض الترك، وفيه حيات إذا وقعت عين ابن آدم عليها يغشى عليه.

دجلة: هو نهر ببغداد، مخرجه من أصل جبل بقرب آمد عند حصن ذي القرنين، وكلما امتد انضم إليه مياه جبال ديار بكر. وبآمد يخاض فيه بالدواب ويمتد إلى ميافارقين، وإلى حصن كيفا وإلى جزيرة ابن عمر وإلى الموصل، وتنصب فيه الزيادات ومنها يعظم أمره ويستمر ممتداً إلى بغداد إلى واسط إلى البصرة، وينضب في بحر فارس. وماء دجلة أعذب المياه وأكثرها نفعاً لأن ماءه من مخرجه إلى مصبه جار في العمارات.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله عز وجل إلى دانيال عليه السلام أن أجر لمصالح عبادي نهراً واجعل مصبه في البحر، فقد أمرت الأرض أن تطيعك. قال: فأخذ خشبة فجرها في الأرض والماء يتبعه، وكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ ناشده الله فيحيد عنهم. وهو الدجلة، وهو نهر مبارك كثيراً ما ينجو غريقه.

وحكي أنهم وجدوا فيه غريقاً فأخذوه فإذا فيه رمق، فلما رجعت روحه إليه سألوه عن مكانه الذي وقع منه فأخبرهم فكان من موضع وقوعه إلى موضع نجاته خمسة أيام.


نهر الذهب: وهو بأرض الشام وبلاد حلب. زعم أهل حلب أنه وادي بطنان. ومعنى قولهم نهر الذهب أن جميعه يباع أوله بالميزان وآخره بالكيل. فإن أوله تزرع عليه الحبوب والبذور وآخره ينصب إلى بطيحة، فرسخين في فرسخين، فينعقد ملحاً.

نهر المرس: بأذربيجان. وهو شديد الجري، وبأرضه حجارة بعضها ظاهرة وبعضها مغطاة بالماء؛ ولهذا السبب لا تجري فيه السفن. وهو نهر مبارك كثيراً ما ينجو غريقه. حكى ديسم بن إبراهيم صاحب أذربيجان قال: كنت مجتازاً على قنطرة الرس بعسكري، فلما صرت بوسط القنطرة رأيت امرأة ومعها طفل في قماطه، إذ صدمتها دابة فانقلب الطفل من يدها إلى الماء فما وصل إلى الماء إلا بع زمان لبعد ما بين ظهر القنطرة ووجه الماء، ثم غاص الطفل وطفا على وجه الماء وسلم من تلك الأحجار والقرابيص وجرى مع الماء والأم تصيح، وللعقبان أوكار على حروف النهر، فأرسل الله عز وجل عقاباً منها فانقض على الطفل ورفعه بقماطه وخرج به إلى الصحراء، فصحت بأصحابي إليه، فركضوا في أثر العقاب فإذا العقاب قد اشتغل بحل القماط، فلما أدركوه وصاحوا عليه طار العقاب وترك الطفل فوجدوه سالماً موقى، فردوه إلى أمه وهو ساكت.
يتبع بمشيئة الله

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 30, 2017 4:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة

نهر الزاب: وهو نهر بين الموصل وإربل، يبتدئ من أذربيجان وينصب في دجلة. يقال له الزاب المجنون لشدة جريه. قال القزويني: شربت من مائه في شدة القيظ فإذا هو أبرد من الثلج والبرد، وذلك لشدة جريه وعدم تأثير الشمس فيه.


نهر زمرود: وهو بأصبهان، موصوف باللطافة والعذوبة، يغسل فيه الثوب الخشن فيعود أنعم من الخز والحرير، وهو يخرج من قرية يقال لها ما كان ويعظم بانضمام الماء إليه عند أصبهان ويسقي بساتينها ورساتيقها، ثم يغور في رمل هناك ويظهر بكرمان ويجري وينصب في بحر الهند. ذكروا أنهم أخذوا قصبة وعلموها وأرسلوها في موضع غوران الماء فرجعت بكرمان.

نهر سبحة: وهو نهر بين حصن منصور وبكسوم، لا يتهأ خوضه لأن قراره رمل سيال، وعلى هذا النهر قنطرة وهي إحدى عجائب الدنيا لأنها عقد واحد من الشط إلى الشط مقدار مائتي خطوة من حجر صلد مهندم، طول كل حجر عشرة أذرع. حكي أن عند أهل تلك البلدة بالأرض لوحاً عليه طلسم فإذا انعاب من تلك القنطرة مكان أدلوا ذلك اللوح إلى موضع العيب فينعزل الماء عنه ويحيد فينصلح ذلك الموضع بلا مشقة، ويرفع اللوح فيعود الماء إلى مكانه.

نهر سلق: بإفريقية الغرب، وهو نهر كبير يجري فيه الماء بعد كل ستة أيام يوماً واحداً. وهذا دأبه دائماً. وقيل هو نهر صقلاب.

نهر طبرية: هو نهر عظيم، والماء الذي يجري فيه نصفه بارد ونصفه حار فلا يختلط أحدهما بالآخر، فإذا أخذ من الماء الحار في إناء وضربه الهواء صار بارداً.

نهر العاصي: هو نهر حماه وحمص، مخرجه من قدس ومصبه في البحر بأرض السويدية من أنطاكية. وسمي العاصي لأن أكثر الأنهار هناك تتوجه نحو الجنوب وهذا يتوجه نحو الشمال.

نهر الفرات الأعظم: هو نهر عظيم عذب طيب ذو هيبة. مخرجه من أرمينية ثم يمتد إلى قالي قلا بالقرب من خلاط، وإلى ملطية وإلى شميصات وإلى الرقة، ثم إلى غانة، إلى هيت، فيسقي هناك المزارع والبساتين والرساتيق، ثم ينصب بعضه في دجلة وبعضه يسير إلى بحر فارس.
وللفرات فضائل كثيرة: روي أن أربعة أنهار من أنهار الجنة: سيحون، وجيحون، والنيل، والفرات.
وعن علي رضي الله عنه قال: "يا أهل الكوفة إن نهركم هذا ينصب إليه ميزابان من الجنة".
وروي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه شرب من ماء الفرات، ثم استزاد وحمد الله تعالى وقال: ما أعظم بركته، لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافته القباب، ما انغمس فيه ذو عاهة إلا برئ.
وعن السدي أن الفرات مد في زمن عمر رضي الله عنه فألقى رمانة عظيمة فيها كر من الحب فأمر المسلمين أن يقسموها بينهم وكانوا يرون أنها من الجنة.

نهر القورج: هو نهر بين القاطول وبغداد، وكان سبب حفره أن كسرى أنوشروان ملك الفرس لما حفر القاطول أضر بأهل الأسافل فخرج أهل تلك النواحي للتظلم فرآهم فثنى رجله على دابته ووقف، وكان قد خرج متنزهاً فقال بالفارسية: ما شأنكم أيها المساكين؟ قالوا: لقد جئناك متظلمين. قال: ممن؟ قالوا: من ملك الزمان كسرى أنوشروان. فنزل عن دابته وجلس على التراب وقال بالفارسية: زنهاراي مسكينان. فأتي بشيء ليجلس عليه فأبى وأدناهم منه ونظر إليهم وبكى وقال: قبيح وعار على ملك يظلم المساكين، ما ظلامتكم؟ قالوا: يا ملك الزمان حفرت القاطول فانقطع الماء عنا وقد بارت أراضينا وخربت. فدعا كسرى بموبذانه وقال له: ما جزاء ملك أضر برعيته من غير قصد؟ قال الموبذان: جزاؤه أن يجلس على التراب كما فعل ملك الزمان، ويرجع عن الخطأ إلى الصواب وإلا سخطت عليه النيران.
فقال: قد رجعت عما وقعت فيه، فهل ترضون بسد ما حفرت؟ قالوا: لا نكلف الملك ذلك: قال: فما تريدون؟ قالوا: مرنا أن نجري من القاطول نهراً لنحيي أرضنا. فقال: لا أكلفكم ذلك. ثم أمر أصحابه وجنده بالإقامة في مجلسه وقال: لا أبرح من مكاني حتى أرى نهراً يجري دون القاطول يسقي أراضي هؤلاء المساكين، والجاني أولى بالخسارة. فما برح من مكانه ذلك حتى أجرى لهم نهراً دون القاطول بناحية القورج، وساقوا الماء إلى أراضيهم وعمرت، وسقوا منها أنفسهم ومواشيهم.
فهذا كان عدله في رعيته وهو كافر يعبد النيران.

نهر الكر: هو بين أرمينية وأذال. وهو نهر مبارك وكثيراً ما ينجو غريقه. قال بعض الفقهاء نقجوان: وجدنا غريقاً في الكر يجري به الماء فبادر القوم إليه فأدركوه على آخر رمق، فلما رجعت إليه روحه قال: في أي موضع أنا؟ قالوا: في نقجوان. قال: إني وقعت في الموضع الفلاني. فإذا مسيرة ذلك المكان ستة أيام. فطلب منهم طعاماً فذهبوا ليأتوه به؛ فانقض عليه جدار فمات.
نهر مهران: وهو بالسند، عرضه عرض جيحون يجري من المشرق إلى المغرب، ويقع في بحر فارس. قيل إنه يخرج من جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون، وهو نهر عظيم فيه تماسيح كنيل مصر، إلا أنها أضعف وأصغر. وهو يمتد على الأرض ويزرع عليه كما يزرع على النيل، وينقص ويزيد كالنيل، حذو النعل بالنعل، ولا يوجد تمساح قط إلا بنهر مهران والنيل.


نهر مكران: هو نهر عظيم عليه قنطرة، قطعة واحدة، من عبر عليها يتقايأ جميع ما في بطنه ولو كانوا ألوفاً. وإن وقفوا عليه زماناً هلكوا من القيء.

نهر اليمن: قال صاحب تحفة الغرائب: نهر بأرض اليمن. من طلوع الشمس يجري من المشرق إلى المغرب، ومن غروب الشمس يجري من المغرب إلى المشرق.

نهر هند مند: وهو بسجستان. ينصب فيه ألف نهر ولا يتبين فيه زيادة، ويتشعب منه ألف نهر ولا يظهر فيه نقصان، بل هو في الحالتين سواء.

نهر العمود: وهو بالهند، عليه شجرة باسقة من حديد وقيل من نحاس، وتحتها عمود من جنسها ارتفاعه عشرة أذرع، وفي رأس العمود ثلاث شعب غلاظ مستوية محددة كالسيوف. وعنده رجل يقرأ كتاباً ويقول للنهر: يا عظيم البركة وسيل الجنة، أنت الذي خرجت من عين الجنة فطوبى لمن صعد على هذه الشجرة وألقى نفسه على هذا العمود. فيصعد ممن حوله رجل أو رجال فيلقون أنفسهم على ذلك العمود ويقعون في الماء فيدعو لهم أهلوهم بالمصير إلى الجنة.

وفي الهند نهر آخر: ومن أمره أن يحضره رجال بسيوف قاطعة، فإذا أراد الرجل من عبادهم أن يتقرب إلى الله تعالى بزعمهم أخذوا له الحلي والحلل وأطواق الذهب والأسورة بالكثرة ويخرجون به إلى هذا النهر فيطرحونه على الشط، فيأخذ أصحاب السيوف ما عليه من الزينة والأطواق والأسورة ويضربونه بالسيوف حتى يصير قطعتين، فيلقون نصفه في مكان ونصفه في مكان آخر بالبعد عنه، ويزعمون أن هذا النهر وما قبله خرجا من الجنة.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 30, 2017 4:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
نهر النيل المبارك: ليس في الدنيا نهر أطول منه، لأنه مسيرة شهرين في الإسلام وشهرين في الكفر وشهرين في البرية وأربعة أشهر في الخراب. ومخرجه من بلاد جبل القمر خلف الاستواء، ويسمى جبل القمر، لأن القمر لا يطلع عليه أصلاً لخروجه عن خط الاستواء وميله عن نوره وضوئه؛ ويخرج من بحر الظلمة ويدخل تحت جبال القمر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن النيل يخرج من الجنة ولو التمستم فيه حين يخرج لوجدتم من ورقها».

وكان عبقام وهو هرمس الأول قد حملته الشياطين إلى هذا الجبل المعروف بالقمر ورأى النيل كيف يخرج من البحر الأسود ويدخل تحت جبل القمر، وبنى في سفح ذلك الجبل قصراً فيه خمسة وثمانون تمثالاً من نحاس، جعلها جامعة لما يخرج من الماء من هذا الجبل معاقد ومضاب مدبرة في إحكام، يجري منه الماء إلى تلك الصور والتماثيل فيخرج من حلوقها على قياس معلوم وأذرع معدودة، فتصب إلى أنهار كثيرة فيتصل بالبطيحتين ويخرج منهما حتى يصل إلى البطيحة الجامعة. وعلى هذه البطيحة بلاد السودان ومدينتها العظمى طرمى. وبالبطيحة جبل معترض يشقها ويخرج نحو الشمال مغرباً ويخرج النيل منه نهراً واحداً ويفترق في أرض النوبة، ففرقته إلى أقصى المغرب وعلى هذه الفرقة غالب بلاد السودان، والفرقة التي تنصب إلى مصر منحدرة من أرض أسوان تنقسم في مجرى البلاد على أربع فرق، كل فرقة إلى ناحية، ثم تصب في بحر الإسكندرية.

ويقال إن ثلاثة منها تصب في البحر الشامي. وفرقة تصب في البحيرة الملحة التي تنتهي إلى الإسكندرية. والأذرع التي صنعها عبقام هي ثمانية عشر ذراعاً، كل ذراع اثنتان وثلاثون أصبعاً، وما زاد على ذلك فهو سائر إلى رمال وغياض لا منفعة فيها. ولولا ذلك لغرقت البلاد.

وذكروا أن سيحون وجيحون والنيل والفرات كلها تخرج من قبة من زبرجدة خضراء من جبل عال هناك وتسلك على البحر المظلم، وهي أحلى من العسل وأذكى رائحة من المسك ولكنها تتغير بتغير المجاري، وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال ويمد في شدة الحر حتى تنقص له الأنهار كلها، ويزيد بترتيب وينقص بترتيب، غير النيل. وسبب مده أن الله تعالى يبعث إليه الريح الشمالي فيقلب عليه البحر المالح فيصير كالسكر له فيزيد حتى يعم البلاد فإذا بلغ حد الري بعث الله عليه ريح الجنوب فأخرجته إلى البحر. ولما كان زمن يوسف عليه السلام اتخذ بمصر مقياساً يعرف به مقدار الزيادة والنقصان فإذا زاد على قدر الكفاية يستبشرون بخصب البلاد، وهو عمود قائم في وسط بركة على شاطئ النيل ولها طريق يدخل إليها منها الماء وعلى ذلك العمود خطوط معروفة بالأصابع والأذرع. وكانت كفايتهم في ذلك الوقت أربعة عشر ذراعاً، فإذا استوى الماء كما ذكرنا في الخلجان والوهاد يملأ جميع أرض مصر، فإذا استوفت الأرض ريها انكشفت تربتها وزرع عليها أصناف الزرع وتكتفي بتلك الشربة الواحدة. وليس في الدنيا نهر يشبهه إلا نهر الملتان وهو نهر السند.

شعر في المعنى:
إن مصراً لأطيب الأرض طرّاً ... ليس في حسنها البديع التباس
وإذا قستها بأرضٍ سواها ... كان بيني وبينك المقياس

وحكي أن رجلاً من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام يسمى جياداً لما دخل مصر ورأى عجائبها آلى على نفسه أن لا يفارق ساحل النيل إلى منتهاه أو يموت. فسار ثلاثين سنة في العامر وثلاثين سنة في الخراب حتى انتهى إلى بحر أخضر فرأى النيل يشق ذلك البحر؛ وأنه ركب دابة هناك سخرها الله له فعدت به زماناً طويلاً وأنه وقع في أرض من حديد، جبالها وأشجارها من حديد. ثم وقع في أرض من نحاس، جبالها وأشجارها نحاس. ثم وقع في أرض من فضة جبالها وأشجارها فضة. ثم وقع في أرض من ذهب جبالها وأشجارها ذهب. وأنه انتهى في مسيره إلى سور مرتفع من ذهب، وفيه قبة عالية من ذهب ولها أربعة أبواب، والماء ينحدر من ذلك السور ويستقر في تلك القبة ثم يخرج من الأبواب الأربعة، فمنها ثلاثة تغيض في الأرض، والرابع يجري على وجه الأرض وهو النيل، والثلاثة سيحون وجيحون والفرات، وأنه أتاه ملك حسن الهيئة، فقال له: السلام عليك يا جايد، هذه الجنة. ثم قال له: إنه سيأتيك رزق من الجنة فلا تؤثر عليه شيئاً من الدنيا.

فبينما هو كذلك إذ أتاه عنقود من العنب فيه ثلاثة ألوان: لون كاللؤلؤ ولون كالزبرجد الأخضر ولون كالياقوت الأحمر. فقال له الملك: يا جايد هذا من حصرم الجنة، فأخذه جايد ورجع، فرأى شيخاً تحت شجرة من تفاح فحدثه وآنسه وقال له: يا جايد ألا تأكل من هذا التفاح؟ فقال: إن معي طعاماً من الجنة وإني لمستغن عن تفاحك. فقال له: صدقت يا جايد، إني لأعلم أنه من الجنة، وأعلم من أتاك به وهو أخي، وهذا التفاح أيضاً من الجنة. ولم يزل به ذلك الشيخ حتى أكل من التفاح وحين عض على التفاحة رأى ذلك الملك وهو يعض على أصبعه؛ ثم قال له: أتعرف هذا الشيخ؟ قال: لا، قال: هو والله الذي أخرج أباك آدم من الجنة، ولو قنعت بالعنقود الذي معك لأكل منه أهل الدنيا ما بقيت الدنيا ولم ينفد، وهو الآن مجهودك إلى مكانك. قال: فبكى جايد وندم وسار حتى دخل مصر وجعل يحدث الناس بما رأى في مسيره من العجائب.

بحيرة تنيس: قيل إنها كانت جنات عظيمة وبساتين، وكانت مقسومة بين ملكين أخوين من ولد إتريب بن مصر. وكان أحدهما مؤمناً والآخر كافراً، فأنفق المؤمن ماله في وجوه البر والخير حتى إنه باع حصته في الجنات والبساتين إلى أخيه الكافر، فزاد فيها ألفاً من الجنات والبساتين وأجرى خلالها أنهاراً عذبة، فاحتاج أخوه المؤمن إلى ما في يده؛ فمنعه وسبه وجعل يفتخر عليه بماله ويقول له: أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً. فقال له أخوه المؤمن: إني ما أراك شاكراً الله تعالى ويوشك أن ينتزعها منك. فقال: هذا كلام لا أسمعه، ومن ينتزع مني ذلك؟ فدعا المؤمن عليه فجاء البحر وأغرق ذلك كله في ليلة واحدة حتى صارت كأن لم تكن.

وقد ورد في الكتاب العزيز ذكر قصتهما في سورة الكهف في قوله تعالى: " واضرِبْ لهم مثلاً رجلين جَعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحفَفْناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زَرْعاً " إلى قوله: " خيرٌ ثواباً وخير عُقْباً ".

وكان لتنيس مائة باب. ويقال إن هذه البحيرة تصير عذبة ستة أشهر. ثم تصير ملحاً أُجاحاً ستة أشهر: وهذا دأبها أبداً بإذن الملك القادر.

وبمدينة قليوب بحيرة: ظهر بها في سنة من السنين نوع من السمك كانت عظامها ودهنها تضيء في الليل المظلم كالسراج من أخذ من عظامها عظمة في يده أضاء معه كالشمعة الرائقة إلى منزلة وحيث شاء. وأغنت الناس عن إيقاد السرج في بيوتهم، وإذا دهن بدهنها أصبعاً من أصابعه فكذلك تضيء أصبعه كالسراج الوهاج، حتى حكي أن بعض الناس تلوثت أصابعه من ذلك الدهن فمسح بها في حائط بيته، فبقي أثر الدهن في الحائط فكان ذلك الأثر يضيء في الحائط كأربع شمعات ثم انقطع مجيء ذلك النوع من السمك فلم يوجد بها شيء منها إلى يومنا هذا.

نهر الرمل: هو نهر في أقصى بلاد المغرب، جار كالأنهار لا ينقطع جريانه ومن نزل فيه هلك. ويقال إن ذا القرنين وصل إليه ورآه ونظر إلى الرمل وجريانه. فبينما هو ناظر إليه إذ انكشف الرمل وانقطع الجريان، فأمر أناساً من أصحابه أن يعبروا فيه فعبروا ولم يعودوا إليه وهلكوا. فنصب ذو القرنين هناك شخصاً قائماً كالمنارة من النحاس الأصفر وأحكمه وكتب عليه: ليس وراء هذا شيء فلا يتجاوزه أحد.
وليكن هذا آخر الكلام على ذكر الأنهار وعجائبها.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 02, 2017 6:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
عجائب العيون والآبار:

عين أذربيجان: قال في كتاب تحفة الغرائب: قيل: يأخذون قالب لبن فيمكن في الأرض ويصب فيه ماء هذه العين، ويصبرون عليه مقدار ساعة قيصير الماء لبناً من حجر صلد ويبنون به ما شاؤوا وأرادوا.

وعين بقرية من قرى قزوين: تسمى أدرند بهسند، إذا شرب الإنسان منها حصل له إسهال مفرط. ويكن الإنسان أن يشرب من ذلك الماء عشرة أرطال لخفته وعذوبته، وإذا حمل ذلك الماء إلى خارج حد تلك القرية بطلت الخاصية.

عين باذخاني: قال صاحب تحفة الغرائب: بدامغان قرية تسمى كهر؛ بها عين تسمى باذخاني، إذا أراد أهل هذه القرية هبوب الريح أخذوا خرقة حيض ووضعوها في العين فتتحرك الرياح؛ ومن شرب من مائها ولو جرعة انتفخ بطنه كالطبل؛ ومن حمل ذلك إلى مكان آخر انعقد حجراً.

عين ابلانستان: قال صاحب تحفة الغرائب: ابلانستان قرية بين جرجان وأسفراين، فيها عين تسمى بها، ينبع منها ماء كثير فينتفع بمائها خلق كثير وتنقطع في بعض الأوقات شهراً فيخرج أهل تلك الأرض رجالها ونساؤها في أحسن زينة وأجمل هيئة بالدفوف والصنوج والشبابات وأنواع الملاهي ويرقصون عند تلك العين ويلعبون ويضحكون فلا يرجعون إلا وقد مدت العين بالماء الكثير مقدار ما يدير رحيين.

عين باميان: قال في كتاب تحفة الغرائب: بأرض باميان عين ينبع منها ماء كثير بصوت عظيم وجلبة، ويشم منها رائحة الكبريت، من اغتسل من مائها زال عنه الحكة والجرب والدمامل، وإذا جعل في إناء من مائها وسد الإناء سداً محكماً وترك صار كالطين، وإن قرب من النار اشتعل والتهب.

عين جاج: قال صاحب تحفة الغرائب: بقرب جاج عقبة على رأسها عين ماء إذا كانت السماء صاحية لا يرى فيها قطرة ماء، وإذا كانت السماء مغيمة تراها مملوءة طافحة. وبناحية باميان جبال فيها عيون لا تقبل أبداً شيئاً من النجاسات وإذا ألقى فيها أحد شيئاً من النجاسات هاج الماء وعلا وفار، فإن لحق الذي ألقاها أغرقه.

عين زغر: وهي طرف البحيرة المنتنة بالشام، بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام. وزغر اسم ابنة لوط عليه السلام، وهي العين التي أوردنا ذكرها في حديث الجساسة والدجال، وغورانها من علامات الساعة.

عين سياه سنك: قال في تحفة الغرائب: بجرجان موضع يسمى سياه سنك به عين على تل يأخذ الناس منها الماء للشرب وهو عذب طيب، وفي الطريق إلى العين دودة معروفة بين أهلها فمن أخذ من ذلك الماء وأصابت رجله تلك الدودة وهو ذاهب بالماء صار الماء مراً علقماً فيريقه ويمضي إلى الماء ثانياً.

عين الأوقات: وهي في المغرب، لا تجري إلا في أوقات الصلوات الخمس في أولها ثم تنقطع، ولبثها بقدر ما يتوضأ الناس.

عين شيرم: وهي بين أصفهان وشيراز، بها مياه مشهورة وهي من عجائب الدنيا، وذلك أن الجرادة إذا نزلت ووقعت بأرض، يحمل إليها من تلك العين ماء في ظرف أو غيره فيتبع ذلك الماء طيور سود تسمى السمر مر، ويقال لها السودانية، بحيث إن حامل الماء لا يضعه إلى الأرض ولا يلتفت وراءه، فتبقى تلك الطيور على رأس حامل الماء في الجو كالسحابة السوداء إلى أن يصل إلى الأرض التي بها الجراد، فتصيح الطيور عليها وتقتلها، فلا ترى من الجراد متحركاً بل يموتون من أصوات تلك الطيور إذا سمعوها.

عين شيركيزان: وهي من قرى مراغة، فيها عينان تفوران ماء، أحدهما بارد عذب والآخر حار مالح وبينها مقدار ذراع.

عين العقاب: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند عين برأس جبل إذا هرم العقاب وضعف تأتي به أفراخه وتحمله إلى تلك العين وتغسله فيها ثم تضعه في شعاع الشمس فيسقط ريشه وينبت له ريش جديد، ويذهب هرمه وضعفه وترجع إليه قوته وشبابه.

عين غرناطة: قال الأندلسي: بقرب غراناطة كنيسة عندها عين ماء وشجر زيتون، يقصدها الناس في يوم معلوم من السنة فإذا طلعت الشمس في ذلك اليوم فاضت تلك العين ثم يظهر على تلك الشجرة زهر الزيتون ثم ينعقد زيتوناً في الحال والوقت، ويكبر ويسود في يومه ذلك ويأخذه الناس، ويأخذون من ماء تلك العين، كل أحد بمقدرته ثم يدخرون ذلك الزيتون والماء للتداوي، ولذلك فيما بينهم منافع عظيمة.

عين غزنة: وبقرب مدينة غزنة عين إذا ألقي فيها شيء من القاذورات والنجاسات يتغير الهواء في الحال ويظهر البرد والريح العاصف والمطر والثلج، فيبقى ذلك الحال حتى تزول عنها تلك القاذورات. وزعموا أن السلطان محمود بن سبكتكين السلجوقي تغمده الله برحمته لما أراد فتح غزنة كان كلما قصدها ألقى أهلها في العين شيئاً من القاذورات، فتقوم القيامة لشدة الريح والبرد والمطر فيرجع بعسكره بغير قصد كالمكسور. فصلى ليلة من الليالي ودعا فقال: إلهي إن كان قصدي في فتح هذه البلاد حصول الدنيا فاثن عزمي عن ذلك، وخذ بناصيتي إلى الخير، وإن كان قصدي الثواب والآخرة وتقوية شوكة الإسلام فاجعل لي إلى فتح هذه المدينة سبيلاً، وأرح عبادك المسلمين المجاهدين في سبيلك. ثم سجد سجدة ونام في سجوده ووجهه على الثرى، فأتاه آت وخاطبه بكلام مبين قائلاً: يا بن سبكتكين، إن رمت الخلاص من هذه المحنة فأرسل جنوداً لحفظ العين وقد افتتحت غزنة فسعيك مشكور وفعلك مبرور. فانتبه وأرسل مقدماً لحراسة تلك العين ثم زحف على غزنة فافتتحها كطرفة عين.

عين الفرات: بقرب أردن الروم، من اغتسل من مائها أيام الربيع أمن من مرض تلك السنة.

عين نهاوند: قال صاحب تحفة الغرائب: بالقرب من نهاوند عين في شعب جبل وتحت الشعب وطأة، فكل من احتاج إلى الماء ليسقي أرضه؛ مشى إلى العين ودخل الشعب وهو يقول بصوت عال: أنا محتاج إلى الماء، ثم يغمس رجله في العين ويمشي نحو زرعه، والماء يمشي خلفه، حتى يسقي أرضه. فإذا انقضت حاجته يرجع إلى الشعب وهو يقول: قد اكتفت أرضي وربحتم أجري، ثم يضرب برجله الأرض فينقطع الماء عنه. وهذا دأب الماء ودأب أهل تلك الأرض، وهذه من أعجب العجائب.
وليكن هذا آخر الكلام على عجائب العيون.

يتبع بمشيئة الله

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 03, 2017 6:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
الآبار وعجائبها:

بئر أبي كود: بقرب طرابلس، من شرب من مائها تحمق، وهو مثل يقال بينهم للأحمق: شرب من بئر أبي كود.

بئر بابل: قال الأعمش: كان مجاهد يحب أن يسمع الأعاجيب ويقصدها، وكان لا يسمع بشيء من ذلك إلا توجه إليه وعاينه. فأتى بابل فلقيه الحجاج فقال له: ما تصنع ههنا؟ قال؛ أريد أن تسيرني إلى رأس الجالوت، وأن تريني موضع هاروت وماروت، فأمر به فأرسل إلى رجل من أعيان اليهود وقال: اذهب بهذا فأدخله على هاروت وماروت ولينظر إليهما، فانطلق به حتى أتى موضعاً فرفع صخرة فإذا هو شبه سرداب، فقال له اليهودي: انزل معي وانظر إليهما ولا تذكر اسم الله تعالى، قال مجاهد: فنزل اليهودي ونزلت معه ولم نزل نمشي حتى نظرت إليهما وهما كالجبلين العظيمين منكوسين على رؤوسهما والحديد في أعناقهما إلى ركبتيهما. فلما رآهما مجاهد لم يملك نفسه أن ذكر اسم الله تعالى. قال: فاضطربا اضطراباً شديداً حتى كادا يقطعان ما عليهما من الحديد، فهرب مجاهد واليهودي حتى خرجا، فقال اليهودي لمجاهد: أما قلت لك لا تفعل، كدنا والله نهلك.

قال المفسرون: إن رجلاً أراد أن يتعلم السحر فأتى أرض بابل ودخل عليهما فقال: لا إله إلا الله، فاضطربا اضطراباً شديداً وقالا له: ممن أنت؟ قال: من بني آدم، قالا: من أي الأمم؟ قال: أمة محمد. قالا: أو بعث محمد؟ قال: نعم. فاستبشرا بذلك وفرحا؛ فقال الرجل: لم تفرحان؟ قالا: قد قرب فرجنا فإن محمداً نبي الساعة وقد قربت. قال لهما: أريد أن أتعلم السحر، قالا له: اتق الله ولا تكفر. قال: لا بد من ذلك. فعاوداه ثلاثاً فلم يرجع فقالا له: امض إلى ذلك النور فبل فيه. قال ففعل، فخرج منه نور حتى صعد إلى السماء ونزل دخان أسود فدخل في فيه فقالا له: فعلت؟ قال: نعم، قالا: فما رأيت؟ فأخبرهما فقال أحدهما: النور الذي خرج منك هو نور الإيمان، وقال الآخر: الدخان الذي دخل فيك هو ظلمة الكفر، اذهب فقد علمت.

وحكي أن امرأة جاءت إلى عائشة رضي الله عنها باكية تطلب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجده، فقالت لها عائشة: مم تبكين، وما الذي تريدين منه؟ فقالت: أريد أن أسأله عن شيء في السحر. فقالت: وما هو؟ قالت: إن زوجي سافر وغاب عني مدة طويلة فجاءت امرأة إلي وقالت: أتريدين مجيئه؟ قلت: نعم، قالت: فاعملي بما أقول لك، قالت: نعم. فغابت وأتتني بكبشين عند العشاء أسودين، فركبت واحداً وأركبتني الآخر. فلم نلبث إلا قليلاً حتى دخلنا على هاروت وماروت فقالت لهما: إن هذه المرأة تريد أن تتعلم السحر. فقالا لها: اتقي الله ولا تكفري وارجعي. فأبيت وقلت. لا بد من ذلك، فأعادا علي ثلاثاً، فأبيت وقلت: لا بد من ذلك. فقالا: اذهبي فبولي في ذلك التنور قالت: فذهبت ووقفت على التنور فأدركني خوف الله تعالى فلم أفعل ورجعت إليهما، فقالا: فعلت؟ قلت نعم. قالا: فما الذي رأيت؟ قلت: لم أر شيئاً. قالا: لم تفعلي شيئاً، اذهبي فبولي في التنور. فذهبت. فقالا: ما رأيت؟ قلت: لم أر شيئاً. قالا: اذهبي فافعلي. قالت: فذهبت وأنا أرتعد ففعلت فخرج مني فارس مقنع بحديد فصعد إلى السماء. فرجعت إليهما وأخبرتهما. قالا: فذلك الإيمان خرج من قلبك، اذهبي فقد تعلمت. فخرجت أنا والمرأة وقلت لها: والله ما قالا لي شيئاً. قالت: بلى تعلمت، خذي هذه الحنطة فابذريها فبذرتها فنبتت. قالت: افركي، ففركت. قالت: اطحني، فطحنت. قالت: اخبزي، فخبزت. ووالله لم أفعل بعد ذلك شيئاً أبداً.


بئر بدر: وهي بين مكة والمدينة في الموضع الذي كانت فيه وقعة بدر بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش ورمى منهم جماعة في القليب وهو هذا البئر.
حكي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه رأى في اجتيازه هناك شخصاً مشوهاً خرج من البئر هارباً، وخرج في أثره آخر ومعه سوط يلتهب ناراً، فصاح به وضربه ورده إلى البئر، وأنا أنظر إليهما.

بئر برهوت: وهي بقرب حضرموت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فيها أرواح الكفار والمنافقين. وهي بئر عادية في فلاة مقفرة وواد مظلم. وعن علي رضي الله عنه قال: أبغض البقاع إلى الله برهوت، فيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار.
حكى الأصمعي عن رجل من أهل الخير: أن رجلاً من عظماء الكفار هلك، فلما كان في تلك الليلة مررت بوادي برهوت فشممنا ريحاً لا يوصف نتنه على خلاف العادة، فعلمنا أن روح ذلك الكافر الهالك قد نقلت إلى البئر.

وروى بعضهم قال: بت بوادي برهوت فكنت أسمع طول الليل قائلاً ينادي: يا دومة يا دومة، إلى الصباح. فذكرت ذلك لرجل من أهل العلم فقال: دومة هو اسم الملك الموكل بتلك البئر لتعذيب أرواح الكفار.


بئر قضاعة: وهي بالمدينة الشريفة. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بئر قضاعة فتوضأ من الدلو ورد ما بقي إلى البئر وبصق فيها وشرب من مائها، وكان ملحاً فعاد عذباً طيباً. وكان إذا أصاب الإنسان مرض في أيامه صلى الله عليه وسلم يقول اغسلوه من بئر قضاعة فإذا غسل فكأنما نشط من عقال. وقالت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: كنا نغسل المريض من بئر قضاعة ثلاثة أيام فيعافى.

بئر ذروان: بالمدينة المشرفة. روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض، فبينما هو بين النائم واليقظان إذ نزل ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه: ما وجعه؟ قال الذي عند رجليه: طب. قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي. قال فأين طبه؟ قال: كرية تحت صخرة في بئر دروان. فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظ كلامهما فوجه علياً وعماراً مع جماعة من الصحابة فأتوا البئر فنزحوا ما بها من الماء وانتهوا إلى الصخرة فقلبوها فوجدوا الكرية تحتها، وفيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأخرجوها وحلوا العقد فزال وجع النبي صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله عليه المعوذتين إحدى عشرة آية، فحل بقراءتها العقد المعقودة في الوتر.

بئر زمزم: لما ترك إبراهيم الخليل عليه السلام إسماعيل وهاجر بموضع الكعبة وانصرف، والقصة مشهورة، قالت له هاجر: يا إبراهيم الله أمرك أن تتركنا في هذه البرية الحارة وتنصرف عنا؟ قال: نعم. قالت: حسبنا الله إذاً فلا نضيع. فأقامت عند ولدها حتى نفد ماء الركوة. فبقي إسماعيل يتلظى من العطش. فتركته وارتقت الصفا تلتمس غوثاً أو ماء فلم تر شيئاً، فبكت ودعت هناك واستسقت ثم نزلت حتى أتت المروة وتشوفت ودعت مثل ما دعت بالصفا، ثم سمعت أصوات السباع فخافت على ولدها فسعت إليه بسرعة فوجدته يفحص برجليه الأرض وقد انفجر من تحت عقبه الماء، فلما رأت هاجر الماء حوطت عليه بالتراب من خوفها أن يسيل. فلو لم تفعل ذلك لكان الماء جارياً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت عيناً جارية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. ولكم أبرأ الله به من مرض عجزت عنه حذاق الأطباء.
قال محمد بن أحمد الهمداني: كان ذرع زمزم من أعلاه إلى أسفله أربعين ذراعاً، وفي قعرها عيون غير واحدة، عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء أبي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة. ثم قل ماؤها في سنة أربع وعشرين ومائتين فحفر فيها محمد بن الضحاك تسعة أذرع فزاد ماؤها، وأول من فرش أرضها بالرخام المنصور ثاني الخلفاء العباسيين.

حكى المسعودي: أن ملوك الفرس يزعمون أن جدهم الخليل عليه السلام، وأنهم كانوا يحجون البيت ويطوفون به تعظيماً لجدهم، وآخر من حج منهم أزدشير بن بابك، طاف بالبيت فرموه بالزمزمة على زمزم، وهي قراءتهم عند صلاتهم.


بئر أريس: وهي بالمدينة الشريفة. وروي أن فيها عيناً من الجنة؛ وكان صلى الله عليه وسلم يستطيب ماءها ويبارك فيها. وروي أنه بصق فيها.

بئر المطرية: هي بئر قرية من قرى مصر، وبها شجر البلسان، وسقيها من البئر. والخاصية في البئر لا في الأرض.
ذكر أن عيسى عليه السلام اغتسل فيها. والأرض التي ينبت فيها هذا الشجر نحو ميل في ميل محوط عليها، وليس في الدنيا موضع ينبت فيه البلسان إلا هذه القرية.


بئر المعظمة: وتسمى بئر العظائم؛ وهي بالقاهرة عند الركن المخلق، يقال إنها من آبار موسى عليه السلام.
وحكي أن طاسة لفقير وقعت في بئر زمزم وعليها منقوش اسم ذلك الفقير، فرجع الفقير مع الركب المصري إلى القاهرة فجاء إلى البئر المعظمة ليتوضأ منها للتبرك فطلعت الطاسة بعينها في المستقى؛ وشهد له جماعة من الحجاج أنهم شاهدوا وقوعها في بئر زمزم.

وليكن هذا آخر الكلام على عجائب الآبار.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 04, 2017 2:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
عجائب الجبال وما بها من الآثار:

قال الله تعالى: " أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلقتْ وإلى السماءِ كيف رُفعتْ وإلى الجبال كيف نُصبت، وإلى الأرض كيفَ سُطحتْ ". فلو قال قائل: ما وجه النسبة بين الإبل والسماء والجبال والأرض والنسبة بينهن غير ظاهرة؟ فالجواب أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني العرب ونزل بلغاتهم، ومن المعلوم أن أجل أموال العرب وأعظما الإبل؛ فبدأ بذكر الإبل لاستمالة قلوبهم إذ مدحت عظائم أموالهم، ثم ذكر السماء إذ الإبل لا بلاغ لها إلا بالنبات، ولا يكون النبات في الغالب إلا بالمطر، والمطر لا ينزل إلى الأرض إلا من السماء؛ ثم ذكر الجبال لأن العرب وأهل البادية ليس لهم حصون ولا قلاع يتحصنون فيها من أعدائهم إذا راموهم، فكانت الجبال حصوناً لهم وقلاعاً، وبها لهم الماء والمرعى؛ ثم ذكر الأرض وتسطيحها لأن العرب في أكثر الدهر يرحلون وينزلون في الأراضي السهلة الوطيئة لإراحة الإبل التي هي سفن البر ومنها معاشهم وبلاغهم، وهذه حكمة إلهية، ومن بعض معاني هذه الآية الشريفة هذا الوجه وهو وجه حسن.

فأعظم جبال الدنيا قاف: وهو محيط بها كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن الله سبحانه وتعالى خلق من وراء جبل قاف أرضاً بيضاء كالفضة الجلية، طولها مسيرة أربعين يوماً للشمس، وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه، من هيبة الله جل جلاله، ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، وهكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض. والله سبحانه وتعالى أعلم.

جبل سرنديب: هو جبل بأعلى الصين في بحر الهند، وهو الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام، وعليه أثر قدمه غائصاً في الصخرة، طوله سبعون شبراً، وعلى هذا الجبل ضوء كالبرق ولا يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا بد كل يوم فيه من المطر فيغسل قدم آدم، وحوله من أنواع اليواقيت والأحجار النفيسة وأصناف العطر والأفاويه ما لا يوصف، وإن آدم خطا من هذا الجبل إلى ساحل البحر خطوة واحدة وهي مسيرة يومين.

جبل أوليان: هو بأرض الروم وفي وسط هذا الجبل درب، من دخله وهو يأكل الخبز من أول الدرب إلى آخره لا تضره عضة الكلب، ومن عضه الكلب وعبر بين رجلي هذا الرجل برئ وأمن من الغائلة.

جبل أبي قبيس: هو جبل مطل على مكة. زعموا أن من أكل عليه رأساً مشوياً أمن من وجع الرأس.

جبل راوند: بالقرب من همذان، وفيه ماء إذا شربه المريض عوفي.
حكي أنه دخل على جعفر الصادق رضي الله عنه رجل من همذان فقال له جعفر: من أين أنت؟ قال: من همذان؛ فقال: أتعرف جبلها؟ فقال له الرجل: جعلت فداك أراوند؟ قال: نعم. قال: إن فيه عيناً من عيون الجنة.

جبل سبستان: فيه ماء ينبت فيه قصب كثير، فما كان في الماء من القصب فهو من حجر، وما كان خارجاً عن الماء فهو قصب على حقيقته، وما رمي في الماء من ورق القصب الخارجي صار حجراً في الحال.

جبل أسبرة: وهو بناحية الشاش مما وراء النهر. قال الأصطخري: هناك جبل فيها منافع كثيرة من الذهب والفضة والفيروزج والحديد والنحاس والصفر والآنك والنفط والزئبق، وفيه حجر أسود يحرق ويبيض به الثياب ولا يقوم شيء مقامه.

جبل التر: على ثلاث مراحل من قزوين، وهو جبل شامخ لا تخلو قلته من الثلج لا صيفاً ولا شتاء، وعليه مسجد تأويه الأبدال، ويتولد من ثلجه دود أبيض إذا غرز فيه أدنى شيء يخرج منه ماء أبيض صاف يرى دابة وليس هو حيواناً.

وبالأندلس جبل فيه عينان بينهما مقدار شبر واحد، إحداهما في غاية البرودة والعذوبة والأخرى في غاية الحرارة والملوحة، ولهما رائحة عطرة طيبة. وبه جبل البرنس وفيه معدن الكبريت الأحمر والكبريت الأصفر والزئبق، ومنه يحمل إلى سائر البلاد، وفيه معدن الزنجفر وليس في جميع الأرض معدن للزنجفر إلا هناك.

جبل القدس: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض القدس جبل فيه غار كالبيت تزوره الناس، فإذا أظلم الليل أضاء البيت وليس فيه ضوء ولا سراج ولا كوة ولا طاقة.

جبل ثبير: وهو بمكة بقرب منىً، وهو جبل مبارك يقصده الزوار، وعليه اهبط الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام.

جبل ثور: وهو بقرب مكة. وفيه الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما خرجا مهاجرين.

جبل الجودي: بقرب جزيرة ابن عمر من الجانب الشرقي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام، وبنى به نوح مسجداً وهو باق إلى الآن تزوره الناس.

جبل جوشن: غربي حلب، وفيه معدن النحاس. قيل: إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت زوجة الحسين مثقلة بالحمل فطرحت هناك. وبه مشهد مبارك يعرف بمشهد الطرح، وطلبت من صناع النحاس ماء للشرب فمنعوها وسبوها، فدعت عليهم فامتنع الريح من ذلك الحين.

جبل حارث وحويرث: هما بأرض أرمينية، لا يقدر أحد على ارتقائهما أصلاً. قال ابن الفقيه السيرافي، كان على نهر الرس بأرمينية ألف مدينة عامرة آهلة، فبعث الله عز وجل إليهم نبياً دعاهم إلى الله فكذبوه وآذوه فدعا عليهم فحول الله الحارث والحويرث من الطائف وأرسلهما على المدن وأهلها. فهم تحت هذين الجبلين حتى الساعة.

جبل حراء: هو على ثلاثة أميال من مكة المشرفة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه للخلوة ويعبد الله فيه قبل نزول الوحي، وأتاه جبريل هناك.

جبل جودقور: وهو بين حضرموت وعمان.
حكى أحمد بن يحيى اليمني أن في ناحية قورشق جبلاً يقال له جود قور، غوره مقدار خمسة أرماح وعرضه قليل فمن أراد أن يتعلق السحر فليأخذ ماعزاً أسود ليس فيه شعرة بيضاء ويذبحه ويسلخه ويقسمه سبعة أجزاء يعطي منها جزءاً واحداً للمقيم بذلك الجبل، وستة أجزاء ينزل بها إلى الغار، ثم يأخذ الكرش يشقها وينطلي بما فيها، ويلبس الجلد مقلوباً ويدخل الغار ليلاً. وشرطه أن لا يكون له أب ولا أم، فينام في الغار تلك الليلة فإن أصبح جسمه نقياً من حشو الكرش مغسولاً فقد قبل وحصل له السحر. وإن وجده بحاله لم يقبل ولا يحصل له القصد، فإذا خرج من الغار بعد القبول لا يحدث أحداً ثلاثة أيام يصير ساحراً ماهراً.

جبل الحيات: بأرض تركستان. فيه حيات من نظر إليها مات الناظر لوقته إلا أنها لا تتجاوز هذا الجبل أبداً.

جبل نهاوند: بقرب الري يناطح النجوم ارتفاعاً، قال مسعود بن مهلهل: هذا الجبل لا يفارق أعلاه الثلج لا ليلاً ولا نهاراً، ولا صيفاً ولا شتاء البتة، ولا يقدر أحد أن يعلوه.
زعموا أن سليمان بن داود عليهما السلام حبس فيه صخر المارد، وزعموا أن أفريدون الملك حبس فيه بيوراسف الذي يقال له الضحاك. ومن صعد إلى هذا الجبل لا يصل إليه إلا بمشقة شديدة ومخاطرة بالنفس. قال مسعود بن مهلهل: صعدت إلى نصفه بمشقة شديدة وما أظن أحداً وصل إلى ما وصلت إليه، فرأيت هناك عين كبريت وحولها كبريت مستحجر، إذا طلعت الشمس اشتعل ناراً. وسمعت من أهل تلك الناحية أن النمل إذا أكثر من جميع الحب على هذا الجبل استشعر الناس بعده بجدب وقحط؛ وأنه متى دامت عليهم الأمطار والأنداء وتضرروا بذلك صبوا لبن الماعز على النار فتنقطع الأمطار والأنداء في الحال والحين، وجربته مراراً فوجدته صحيحاً كما قيل، وأما ذروة هذا الجبل فمتى انكشف من الثلج وقعت في تلك الأرض فتنة عظيمة على ممر الأيام لا تنخرم أبداً بل تكون الفتنة في الجهة المنكشفة دون غيرها.
قال محمد بن إبراهيم الضراب: عرف والدي معدن الكبريت الأحمر فاتخذ مغارف طوالاً من حديد فأدخلها فيه فذابت ولم يحصل على قصده. وقال له أهل تلك الناحية: هذا المكان لا يدخل فيه حديد إلا ذاب في وقته.
وذكروا أن رجلاً جاءهم من خراسان ومعه مغارف طوال من حديد ولها سواعد قد طلاها بأدوية حكمية، فأخرج بها من الكبريت الأحمر شيئاً كثيراً لبعض ملوك خراسان.


وذكر محمد بن إبراهيم أن الأمير موسى بن خضر كان والياً على الري إذ ورد عليه كتاب من المأمون بن الرشيد يأمره بالشخوص إلى هذا الجبل وتعرف حال المحبوس به. قال: فوافينا حضيض الجبل وأقمنا به أياماً لا نرى الاهتداء لصعوده، حتى أتانا شيخ مسن طاعن وهو ذو همة عالية، فسألنا، فعرفناه أمر الخليفة فقال: أما هذا فلا سبيل إليه أصلاً، وإن أردتم صحة ذلك أريتكم عياناً! فاستحسن الأمير موسى كلامه وقال: هو القصد.

فعند ذلك صعد الشيخ بين أيدينا ونحن في الأثر فأوقفنا على موضع فبالغنا في حفره حتى انكشف لنا عن بيت منقور من الحجارة وفيه تمثال شخص على صورة عجيبة، يضرب بمطرقة على أعلاه ساعة بعد ساعة من غير فتور، فاستخبرنا الشيخ عن شأنه، فقال: هذا طلسم موضوع على بيوراسف الضحاك المحبوس ههنا لئلا ينحل من وثاقه؛ ثم أمرنا أن لا نتعرض للطلسم وأن نرده إلى ما كان عليه ففعلنا؛ ثم دعا بسلاسل وسلالم طوال فربط بعضها إلى بعض بالحبال وكلبها من أسافلها وأوساطها وأوقفها فارتفعت مقدار مائة ذراع ونقب موضعاً على رأس السلالم فظهر باب من حديد عليه مسامير كبار جداً مذهبة الرؤوس، فوصلنا إلى عتبة فوجدنا على الأسكفة كتابة بالفارسية كأنما كتبت الآن بالذهب مدهونة بأدهان التأبيد تنطق الكتابة عن كلام معناه أن على هذه القلة سبعة أبواب من حديد، على كل مصراع منها أربعة أقفال من حديد؛ وعلى العضادة مكتوب: هذا سجن لهذا الحيوان المفسد وله أمد ينتهي إلى غاية فلا يتعرض أحد إلى هذه الأقفال بمكروه، فإنه متى فتح أقفالها ولو قفلاً واحداً هجم على هذه البلاد آفة لا تندفع أبداً.
فقال الأمير موسى: لا أتعرض لشيء حتى أستأذن أمير المؤمنين فجاء الجواب برد البيت إلى ما كان وترك ذلك على حاله.


جبل الربوة: وهو على فرسخ من دمشق. ذكر بعض المفسرين أنها المراد بقوله تعالى: " وآويناهما إلى رَبْوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعين " وهو جبل عال على قلته مسجد حسن بين بساتين وأشجار ورياض ورياحين من جميع جوانبه؛ وله شبابيك تطل على ذلك كله. ولما أرادوا إجراء نهر ثور وقع هذا الجبل في طريقه معترضاً فنقبوه من تحته وأجروا الماء من النقب. وعلى رأسه نهر يزيد وهو ينزل من أعلاه إلى أسفله؛ وفي هذا الجبل كهف صغير زعموا أن عيسى بن مريم عليهما السلام ولد فيه. قال القزويني: رأيت في هذا المسجد في بيت صغير حجراً كبيراً حجمه كحجم الصندوق ذا ألوان مختلفة عجيبة وقد انشق نصفين كالرمانة المنشقة وبين الشقين من أعلاه فتح ذراع، وأسفله ملتئم لم ينفصل شق عن الآخر. ولأهل دمشق في هذا الجبل أقاويل كثيرة أضربنا عنها.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 04, 2017 2:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة

جبل رضوى: قال عرامة بن الأصبع: هو من المدينة على نحو سبع مراحل، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، وهو أخضر يرى من البعد، وبه أشجار وثمار ومياه كثيرة؛ وتزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه حي وأنه مقيم به بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان نضاختان ماء وعسلاً، وأنه سيعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً؛ وكان السيد الحميري على هذا المذهب وهو القائل:
ألا قل للرّضيّ فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
ومن رضوى يقطع حجر المسن ويحمل إلى جميع البلاد.


جبل الرقيم: وهو المذكور في القرآن. قيل هو اسم القرية التي كان فيها أصحاب الكهف؛ وقيل: اسم الجبل، وهو بالروم بين أرقية ونبقية.
حكى عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أرسلني أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ملك الروم رسولاً لأدعوه إلى الإسلام؛ فسرت حتى دخلت بلاد الروم فلاح لنا جبل يعرف بأهل الكهف، فوصلنا إلى دير فيه وسألنا أهل الدير عنهم فأوقفونا على سرب في الجبل. فوهبنا لهم شيئاً وقلنا: نريد أن ننظر إليهم. فدخلوا ودخلنا معهم، وكان عليه باب من حديد فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل، فيه ثلاثة عشر رجلاً مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود، وعلى كل واحد منهم جبة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بهما من رؤوسهم إلى أقدامهم، فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أم من وبر، إلا أنها كانت أصلب من الديباج، فلمسناها فإذا هي تتقعقع من الصفاقة، وعلى أرجلهم الخفاف إلى أنصاف سوقهم منتعلين بنعال مخصوفة، وفي خفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير مثله.

قال: فكشفنا عن وجوههم رجلاً رجلاً فإذا هم في وضاءة الوجوه وصفاء الألوان وحسن التخطيط، وهم كالأحياء، وبعضهم في نضارة الشباب، وبعضهم أشيب، وبعضهم قد وخطه الشيب، وبعضهم شعورهم مضفورة، وبعضهم شعورهم مضمومة، وهم على زي المسلمين. فانتهينا إلى آخرهم فإذا فيهم واحد مضروب على وجهه بسيف كأنما ضرب في يومه، فسألنا عن حالهم وما يعلمون من أمرهم، فذكروا أنهم يدخلون عليهم في كل عام يوماً، وتجتمع أهل تلك الناحية على الباب فيدخل عليهم من ينفض التراب عن وجوههم وأكسيتهم ويقلم أظفارهم ويقص شواربهم ويتركهم على هيئتهم هذه.

قلنا لهم: هل تعرفون من هم؟ وكم مدة لهم ههنا؟ فذكروا أنهم يجدون في كتبهم وتواريخهم أنهم كانوا أنبياء بعثوا إلى هذه البلاد في زمان واحد قبل المسيح بأربعمائة سنة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن أصحاب الكهف سبعة وهم مكسلمينا، كمليخا، مرطونس، يمبنونس، نارينونس، ذو أنوانس، كسيططيونس، وكلبهم قطمير.

جبل تانك: قال صاحب تحفة الغرائب: جبل بأرض تانك، وهم طائفة من الترك ببلاد تركستان ليس لهم زرع ولا ضرع، وفي جبالهم ذهب كثير وفضة كثيرة؛ وربما يقع لهم كل قطعة كرأس الشاة من الذهب والفضة فمن أخذ القطع الكبار مات في الحال واليوم، ومن أخذ من القطع الصغار انتفع بها من غير ضرر يمسه، ومن ذهب بقطعة كبيرة إلى بيته مات هو وأهل بيته إلا أن يرجع بها من أثناء الطريق، وإذا أخذ الغريب من انقطع الكبار فلا بأس عليه ولا سوء.

جبل ساوة: وهو على مرحلة منها وهو شامخ جداً، فيه غار شبه إيوان يسع سبعة آلاف نفس، وفي آخر الغار قد برز في صدر حائطه أربعة أحجار متفرقة شبه ثدي المرأة يتقاطر الماء من ثلاثة منها والرابع يابس لا يقطر منه شيء، يزعم أهل تلك الأرض أن كافراً مصه فيبس، وتحته حوض يجتمع الماء فيه وهو ماء طيب لا يتغير بطول مكثه. وعلى باب الغار نقب ذو بابين يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر، يزعمون أنه من لم يكن ولد حلال لا يقدر على الخروج منه. قال القزويني:
رأيت رجلاً دخله وما خرج حتى عاين الهلاك.

جبل سيلان: بقرب مدينة أردبيل من أذربيجان، وهو من أعلى جبال الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ " فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون " إلى " وكذلك تُخرَجون " كتب الله له من الحسنات بعدد كل ورقة ثلج تقع على جبل سيلان. قيل: وما سيلان يا رسول الله؟ قال: جبل بأرمينية وأذربيجان، عليه عين من عيون الجنة وفيه قبر من قبور الأنبياء.

قال أبو حامد الأندلسي: على رأس هذا الجبل عين عظيمة مع غاية ارتفاعه، ماؤها أبرد من الثلج وكأنما شيب بالعسل لشدة عذوبته. وبجوف الجبل ماء يخرج من عين، يصلق البيض لحرارته، يقصدها الناس لمصالحهم. وبحضيض هذا الجبل شجر كثير ومراع وشيء من حشيش لا يتناوله إنسان ولا حيوان إلا مات لساعته.


قال القزويني: ولقد رأيت الجبل والدواب ترعى في هذا المكان فإذا قربت من هذا الحشيش نفرت وولت منهزمة كالمطرودة. قال: وفي سفح هذا الجبل بلدة اجتمعت بقاضيها، واسمه أبو الفرج عبد الرحمن الأردبيلي، وسألته عن حال تلك الحشيشة، فقال: الجن تحميها. وذكر أيضاً أنه بنى في قرية مسجداً فاحتاج إلى قواعد كبار حجرية لأجل العمد، فأصبح فوجد على باب المسجد قواعد منحوتة من الصخر محكمة الصنعة كأحسن ما يكون.

جبل السماق: وهو بأعمال حلب، يشتمل على مدن وقرى وقلاع وحصون، وأكثرها للاسماعيلية والدرزية وهو منبت السماق، وهو مكان طيب كثير الخيرات.

جبل السم: قال الجهاني: إن أهل الصين نصبوا قنطرة من رأس جبل إلى جبل آخر في طريق آخذة إلى تبت، من جاز على القنطرة يؤخذ بأنفاسه ويلهب قلبه ويثقل لسانه، ويموت في الغالب من المارين جماعة مستكثرة. وأهل التبت يسمونه جبل السم.

جبل الشب: بأرض اليمن، على قلته ماء يجري من جانب إلى جانب وينعقد شباً، والشب اليماني من ذلك.

جبل الصور: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض كرمان جبل، من أخذ منه حجراً وكسره يرى في وسطه صورة إنسان قائم أو قاعد أو مضطجع؛ وإن صحقت الحجر ناعماً وحللته في الماء وتركته حتى يرسب ترى في الراسب منه ما رأيته في الحجر من الصورة وهيئتها. وهذا من أعجب العجب.

جبل الصفا: هو ببطحاء مكة، والواقف على الصفا يرى الحجر الأسود قبالته والمروة تقابله: يقال: عن الصفا اسم رجل والمروة اسم امرأة، زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، فوضع كل واحد على الجبل المسمى باسمه لاعتبار الناس. وجاء في الحديث: إن الدابة التي من أشراط الساعة. تخرج من الصفا. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يضرب بعصاه حجر الصفا ويقول: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه.

جبل صقلية: هو في وسط بحر الروم، وهو بحر المغرب، أعلاه مسيرة ثلاثة أيام، فيه أشجار كثيرة من البندق والصنوبر والأرز. وفي أعلاه منافس كثيرة يخرج منها الدخان والنار؛ وربما سالت النار فأحرقت جميع ما مرت عليه وتجعله مثل خبث الحديد. وعلى قمة هذا الجبل السحاب والثلوج صيفاً وشتاء لا تفارقه؛ وزعم أهل الروم أن الحكماء كانوا يدخلون إلى هذه الجزيرة ليروا عجائبها وكيف اجتماع الضدين الثلج والنار؛ وفيها معدن الذهب وتسميه أهل الروم جزيرة الذهب.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 04, 2017 2:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة

جبل الطاهرة: هو بأرض مصر، قال صاحب تحفة الغرائب: بهذا الجبل كنيسة فيها حوض يجري فيه من الجبل ماء عذب يجتمع في ذلك الحوض، فإذا امتلأ من جميع جانبه ترده الناس؛ فإذا ورد الحوض جنب أو امرأة حائض وقف الماء وانقطع جريانه ولا يجري حتى ينزح ما فيه من الماء ويغسل الحوض غسلاً بالغاً فيجري بعد ذلك.


جبل طبرستان: قال صاحب تحفة الغرائب: بهذا الجبل ضرب من الحشيش يسمى جوز مائل، من قطعه وهو ضاحك غلب عليه الضحك في عمره، ومن قطعه باكياً غلب عليه البكاء؛ ومن قطعه راقصاً غلب عليه الرقص؛ وكذلك على أي صفة كان، فمن قطعه استمر على تلك الصفة.

جبل طور سيناء: هو بين الشام ومدين. قيل: إنه بالقرب من أيلة، وهو المكلم عليه موسى عليه السلام. كان إذا جاء موسى عليه السلام للمناجاة ينزل غمام فيدخل في الغمام ويكلم ذا الجلال والإكرام؛ وهو الجبل الذي دك عند التجلي. وهناك خر موسى صعقاً؛ وهذا الجبل إذا كسرت حجارته يخرج من وسطها صورة شجرة العوسج على الدوام، وتعظم اليهود شجرة العوسج لهذا المعنى، ويقال لشجرة العوسج شجرة اليهود.

جبل طور هرون: وهو جبل مشرف على بيت المقدس وإنما سمي جبل طور هرون لأن موسى عليه السلام بعد أن عبدت بنو إسرائيل العجل أراد المضي إلى مناجاة الرب العلي: فقال له هارون: احملني معك فإني لست بآمن أن تحدث بنو إسرائيل أمراً بعدك. فغضب موسى وحمله. فلما كان ببعض الطريق إذ هما برجلين يحفران قبراً فوقفا عليهما وقالا: لمن القبر؟ قالا: لرجل في طول هذا وهيئته، وأشارا إلى هارون وقالا له: بحق إلهك إلا ما نزلت لتعرف القياس. فنزع هارون أثوابه ونزل القبر واضطجع فيه فقبضه الله في الحال، وانطبق القبر على هارون. فانصرف موسى بثيابه حزيناً باكياً. فلما صار إلى بني إسرائيل اتهموه بقتل أخيه، فدعا موسى ربه حتى أراهم هارون في تابوت في الجو على رأس ذلك الجبل.

جبل فرغانة: قال صاحب تحفة الغرائب: ينبت بهذا الجبل ضرب من النبات على صور الآدميين، منها ما هو على صورة الرجل، ومنها ما هو على صورة المرأة. وتوجد هذه الصور مع بعض الطرقيين يتكلمون عليها ويقولون إنها تزيد في المحبة والقبول، وأكلها يزيد في الباه ولا تقلع حتى يربط فيها حبل طويل ويربط طرفه في رقبة كلب، ثم ينفر الكلب فيقطع الصورة من أصلها وتقع صيحة على الكلب فيموت في الحال.

جبل قاسيون: هو جبل مشرف على دمشق، فيه آثار الأنبياء، وهو معظم من الجبال. وفيه مغارات وكهوف ومعابد للصالحين. وفيه مغار يعرف بمغارة الدم يقال إن قابيل قتل هابيل هناك، وهناك حجر يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته. وفيه مغارة أخرى يسمونها مغارة الجوع، يقال إن أربعين نبياً ماتوا بها من الجوع.

جبل الهند: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض الهند جبل عليه صورة أسدين والماء يجري من أفواههما فيروي قريتين. فوقع بين أهل القريتين خصومة على الماء، فقال أهل إحدى القريتين: نوسع فم الأسد الذي يصب إلى أرضنا حتى يكثر الماء على أراضينا؛ فكسروا فم الأسد فانقطع الماء أصلاً من ذلك الأسد وخربت تلك القرية وارتحل أهلها، والأسد الآخر على حاله، والقرية الأخرى عامرة.

جبل تلاسيم: قرية من قرى قزوين. قال القزويني: حدثني من صعد على هذا الجبل قال: عليه صور كل حيوان من الحيوانات على اختلاف أجناسها، وصور الآدميين على أنواع أشكالها عدد لا يحصى وقد مسخوا حجارة، وفيها الراعي متكئ على عصاه والماشية حوله كلها حجارة، والمرأة تحلب بقرة وقد تحجرتا والرجل يجامع امرأته وقد تحجرا، والمرأة ترضع ولدها وهلم جراً، هكذا.

وهذا آخر الكلام على الجبال وعجائبها.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 05, 2017 10:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691

تسجيل متابعه

بارك الله فيكم


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 09, 2017 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
السيد الفاضل/ حامد تشرفني وتسعدني متابعتكم الكريمة ...كل عام وأنتم والأسرة الكريمة بألف خير
ـــــــــــــــــــــ
عجائب الجبال وما بها من الآثار:

قال الله تعالى: " أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلقتْ وإلى السماءِ كيف رُفعتْ وإلى الجبال كيف نُصبت، وإلى الأرض كيفَ سُطحتْ ". فلو قال قائل: ما وجه النسبة بين الإبل والسماء والجبال والأرض والنسبة بينهن غير ظاهرة؟ فالجواب أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني العرب ونزل بلغاتهم، ومن المعلوم أن أجل أموال العرب وأعظما الإبل؛ فبدأ بذكر الإبل لاستمالة قلوبهم إذ مدحت عظائم أموالهم، ثم ذكر السماء إذ الإبل لا بلاغ لها إلا بالنبات، ولا يكون النبات في الغالب إلا بالمطر، والمطر لا ينزل إلى الأرض إلا من السماء؛ ثم ذكر الجبال لأن العرب وأهل البادية ليس لهم حصون ولا قلاع يتحصنون فيها من أعدائهم إذا راموهم، فكانت الجبال حصوناً لهم وقلاعاً، وبها لهم الماء والمرعى؛ ثم ذكر الأرض وتسطيحها لأن العرب في أكثر الدهر يرحلون وينزلون في الأراضي السهلة الوطيئة لإراحة الإبل التي هي سفن البر ومنها معاشهم وبلاغهم، وهذه حكمة إلهية، ومن بعض معاني هذه الآية الشريفة هذا الوجه وهو وجه حسن.

فأعظم جبال الدنيا قاف: وهو محيط بها كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن الله سبحانه وتعالى خلق من وراء جبل قاف أرضاً بيضاء كالفضة الجلية، طولها مسيرة أربعين يوماً للشمس، وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه، من هيبة الله جل جلاله، ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، وهكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض. والله سبحانه وتعالى أعلم.

جبل سرنديب: هو جبل بأعلى الصين في بحر الهند، وهو الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام، وعليه أثر قدمه غائصاً في الصخرة، طوله سبعون شبراً، وعلى هذا الجبل ضوء كالبرق ولا يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا بد كل يوم فيه من المطر فيغسل قدم آدم، وحوله من أنواع اليواقيت والأحجار النفيسة وأصناف العطر والأفاويه ما لا يوصف، وإن آدم خطا من هذا الجبل إلى ساحل البحر خطوة واحدة وهي مسيرة يومين.

جبل أوليان: هو بأرض الروم وفي وسط هذا الجبل درب، من دخله وهو يأكل الخبز من أول الدرب إلى آخره لا تضره عضة الكلب، ومن عضه الكلب وعبر بين رجلي هذا الرجل برئ وأمن من الغائلة.

جبل أبي قبيس: هو جبل مطل على مكة. زعموا أن من أكل عليه رأساً مشوياً أمن من وجع الرأس.

جبل راوند: بالقرب من همذان، وفيه ماء إذا شربه المريض عوفي.
حكي أنه دخل على جعفر الصادق رضي الله عنه رجل من همذان فقال له جعفر: من أين أنت؟ قال: من همذان؛ فقال: أتعرف جبلها؟ فقال له الرجل: جعلت فداك أراوند؟ قال: نعم. قال: إن فيه عيناً من عيون الجنة.


جبل سبستان: فيه ماء ينبت فيه قصب كثير، فما كان في الماء من القصب فهو من حجر، وما كان خارجاً عن الماء فهو قصب على حقيقته، وما رمي في الماء من ورق القصب الخارجي صار حجراً في الحال.

جبل أسبرة: وهو بناحية الشاش مما وراء النهر. قال الأصطخري: هناك جبل فيها منافع كثيرة من الذهب والفضة والفيروزج والحديد والنحاس والصفر والآنك والنفط والزئبق، وفيه حجر أسود يحرق ويبيض به الثياب ولا يقوم شيء مقامه.

جبل التر: على ثلاث مراحل من قزوين، وهو جبل شامخ لا تخلو قلته من الثلج لا صيفاً ولا شتاء، وعليه مسجد تأويه الأبدال، ويتولد من ثلجه دود أبيض إذا غرز فيه أدنى شيء يخرج منه ماء أبيض صاف يرى دابة وليس هو حيواناً.

وبالأندلس جبل فيه عينان بينهما مقدار شبر واحد، إحداهما في غاية البرودة والعذوبة والأخرى في غاية الحرارة والملوحة، ولهما رائحة عطرة طيبة. وبه جبل البرنس وفيه معدن الكبريت الأحمر والكبريت الأصفر والزئبق، ومنه يحمل إلى سائر البلاد، وفيه معدن الزنجفر وليس في جميع الأرض معدن للزنجفر إلا هناك.

جبل القدس: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض القدس جبل فيه غار كالبيت تزوره الناس، فإذا أظلم الليل أضاء البيت وليس فيه ضوء ولا سراج ولا كوة ولا طاقة.

جبل ثبير: وهو بمكة بقرب منىً، وهو جبل مبارك يقصده الزوار، وعليه اهبط الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام.

جبل ثور: وهو بقرب مكة. وفيه الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما خرجا مهاجرين.

جبل الجودي: بقرب جزيرة ابن عمر من الجانب الشرقي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام، وبنى به نوح مسجداً وهو باق إلى الآن تزوره الناس.

جبل جوشن: غربي حلب، وفيه معدن النحاس. قيل: إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت زوجة الحسين مثقلة بالحمل فطرحت هناك. وبه مشهد مبارك يعرف بمشهد الطرح، وطلبت من صناع النحاس ماء للشرب فمنعوها وسبوها، فدعت عليهم فامتنع الريح من ذلك الحين.

جبل حارث وحويرث: هما بأرض أرمينية، لا يقدر أحد على ارتقائهما أصلاً. قال ابن الفقيه السيرافي، كان على نهر الرس بأرمينية ألف مدينة عامرة آهلة، فبعث الله عز وجل إليهم نبياً دعاهم إلى الله فكذبوه وآذوه فدعا عليهم فحول الله الحارث والحويرث من الطائف وأرسلهما على المدن وأهلها. فهم تحت هذين الجبلين حتى الساعة.

جبل حراء: هو على ثلاثة أميال من مكة المشرفة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه للخلوة ويعبد الله فيه قبل نزول الوحي، وأتاه جبريل هناك.

جبل جودقور: وهو بين حضرموت وعمان.
حكى أحمد بن يحيى اليمني أن في ناحية قورشق جبلاً يقال له جود قور، غوره مقدار خمسة أرماح وعرضه قليل فمن أراد أن يتعلق السحر فليأخذ ماعزاً أسود ليس فيه شعرة بيضاء ويذبحه ويسلخه ويقسمه سبعة أجزاء يعطي منها جزءاً واحداً للمقيم بذلك الجبل، وستة أجزاء ينزل بها إلى الغار، ثم يأخذ الكرش يشقها وينطلي بما فيها، ويلبس الجلد مقلوباً ويدخل الغار ليلاً. وشرطه أن لا يكون له أب ولا أم، فينام في الغار تلك الليلة فإن أصبح جسمه نقياً من حشو الكرش مغسولاً فقد قبل وحصل له السحر. وإن وجده بحاله لم يقبل ولا يحصل له القصد، فإذا خرج من الغار بعد القبول لا يحدث أحداً ثلاثة أيام يصير ساحراً ماهراً.


جبل الحيات: بأرض تركستان. فيه حيات من نظر إليها مات الناظر لوقته إلا أنها لا تتجاوز هذا الجبل أبداً.

جبل نهاوند: بقرب الري يناطح النجوم ارتفاعاً، قال مسعود بن مهلهل: هذا الجبل لا يفارق أعلاه الثلج لا ليلاً ولا نهاراً، ولا صيفاً ولا شتاء البتة، ولا يقدر أحد أن يعلوه.
زعموا أن سليمان بن داود عليهما السلام حبس فيه صخر المارد، وزعموا أن أفريدون الملك حبس فيه بيوراسف الذي يقال له الضحاك. ومن صعد إلى هذا الجبل لا يصل إليه إلا بمشقة شديدة ومخاطرة بالنفس. قال مسعود بن مهلهل: صعدت إلى نصفه بمشقة شديدة وما أظن أحداً وصل إلى ما وصلت إليه، فرأيت هناك عين كبريت وحولها كبريت مستحجر، إذا طلعت الشمس اشتعل ناراً. وسمعت من أهل تلك الناحية أن النمل إذا أكثر من جميع الحب على هذا الجبل استشعر الناس بعده بجدب وقحط؛ وأنه متى دامت عليهم الأمطار والأنداء وتضرروا بذلك صبوا لبن الماعز على النار فتنقطع الأمطار والأنداء في الحال والحين، وجربته مراراً فوجدته صحيحاً كما قيل، وأما ذروة هذا الجبل فمتى انكشف من الثلج وقعت في تلك الأرض فتنة عظيمة على ممر الأيام لا تنخرم أبداً بل تكون الفتنة في الجهة المنكشفة دون غيرها.

قال محمد بن إبراهيم الضراب: عرف والدي معدن الكبريت الأحمر فاتخذ مغارف طوالاً من حديد فأدخلها فيه فذابت ولم يحصل على قصده. وقال له أهل تلك الناحية: هذا المكان لا يدخل فيه حديد إلا ذاب في وقته.
وذكروا أن رجلاً جاءهم من خراسان ومعه مغارف طوال من حديد ولها سواعد قد طلاها بأدوية حكمية، فأخرج بها من الكبريت الأحمر شيئاً كثيراً لبعض ملوك خراسان.

وذكر محمد بن إبراهيم أن الأمير موسى بن خضر كان والياً على الري إذ ورد عليه كتاب من المأمون بن الرشيد يأمره بالشخوص إلى هذا الجبل وتعرف حال المحبوس به. قال: فوافينا حضيض الجبل وأقمنا به أياماً لا نرى الاهتداء لصعوده، حتى أتانا شيخ مسن طاعن وهو ذو همة عالية، فسألنا، فعرفناه أمر الخليفة فقال: أما هذا فلا سبيل إليه أصلاً، وإن أردتم صحة ذلك أريتكم عياناً! فاستحسن الأمير موسى كلامه وقال: هو القصد.

فعند ذلك صعد الشيخ بين أيدينا ونحن في الأثر فأوقفنا على موضع فبالغنا في حفره حتى انكشف لنا عن بيت منقور من الحجارة وفيه تمثال شخص على صورة عجيبة، يضرب بمطرقة على أعلاه ساعة بعد ساعة من غير فتور، فاستخبرنا الشيخ عن شأنه، فقال: هذا طلسم موضوع على بيوراسف الضحاك المحبوس ههنا لئلا ينحل من وثاقه؛ ثم أمرنا أن لا نتعرض للطلسم وأن نرده إلى ما كان عليه ففعلنا؛ ثم دعا بسلاسل وسلالم طوال فربط بعضها إلى بعض بالحبال وكلبها من أسافلها وأوساطها وأوقفها فارتفعت مقدار مائة ذراع ونقب موضعاً على رأس السلالم فظهر باب من حديد عليه مسامير كبار جداً مذهبة الرؤوس، فوصلنا إلى عتبة فوجدنا على الأسكفة كتابة بالفارسية كأنما كتبت الآن بالذهب مدهونة بأدهان التأبيد تنطق الكتابة عن كلام معناه أن على هذه القلة سبعة أبواب من حديد، على كل مصراع منها أربعة أقفال من حديد؛ وعلى العضادة مكتوب: هذا سجن لهذا الحيوان المفسد وله أمد ينتهي إلى غاية فلا يتعرض أحد إلى هذه الأقفال بمكروه، فإنه متى فتح أقفالها ولو قفلاً واحداً هجم على هذه البلاد آفة لا تندفع أبداً.
فقال الأمير موسى: لا أتعرض لشيء حتى أستأذن أمير المؤمنين فجاء الجواب برد البيت إلى ما كان وترك ذلك على حاله.


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 09, 2017 3:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
السيد الفاضل/ حامد تشرفني وتسعدني متابعتكم الكريمة ...كل عام وأنتم والأسرة الكريمة بألف خير
ـــــــــــــــــــــ
عجائب الجبال وما بها من الآثار:

قال الله تعالى: " أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلقتْ وإلى السماءِ كيف رُفعتْ وإلى الجبال كيف نُصبت، وإلى الأرض كيفَ سُطحتْ ". فلو قال قائل: ما وجه النسبة بين الإبل والسماء والجبال والأرض والنسبة بينهن غير ظاهرة؟ فالجواب أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهراني العرب ونزل بلغاتهم، ومن المعلوم أن أجل أموال العرب وأعظما الإبل؛ فبدأ بذكر الإبل لاستمالة قلوبهم إذ مدحت عظائم أموالهم، ثم ذكر السماء إذ الإبل لا بلاغ لها إلا بالنبات، ولا يكون النبات في الغالب إلا بالمطر، والمطر لا ينزل إلى الأرض إلا من السماء؛ ثم ذكر الجبال لأن العرب وأهل البادية ليس لهم حصون ولا قلاع يتحصنون فيها من أعدائهم إذا راموهم، فكانت الجبال حصوناً لهم وقلاعاً، وبها لهم الماء والمرعى؛ ثم ذكر الأرض وتسطيحها لأن العرب في أكثر الدهر يرحلون وينزلون في الأراضي السهلة الوطيئة لإراحة الإبل التي هي سفن البر ومنها معاشهم وبلاغهم، وهذه حكمة إلهية، ومن بعض معاني هذه الآية الشريفة هذا الوجه وهو وجه حسن.

فأعظم جبال الدنيا قاف: وهو محيط بها كإحاطة بياض العين بسوادها، وما وراء جبل قاف فهو من حكم الآخرة لا من حكم الدنيا. وقال بعض المفسرين: إن الله سبحانه وتعالى خلق من وراء جبل قاف أرضاً بيضاء كالفضة الجلية، طولها مسيرة أربعين يوماً للشمس، وبها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملك منهم من إلى جانبه، من هيبة الله جل جلاله، ولا يعرفون ما آدم وما إبليس، وهكذا إلى يوم القيامة. وقيل: إن يوم القيامة تبدل أرضنا هذه بتلك الأرض. والله سبحانه وتعالى أعلم.

جبل سرنديب: هو جبل بأعلى الصين في بحر الهند، وهو الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام، وعليه أثر قدمه غائصاً في الصخرة، طوله سبعون شبراً، وعلى هذا الجبل ضوء كالبرق ولا يتمكن أحد أن ينظر إليه، ولا بد كل يوم فيه من المطر فيغسل قدم آدم، وحوله من أنواع اليواقيت والأحجار النفيسة وأصناف العطر والأفاويه ما لا يوصف، وإن آدم خطا من هذا الجبل إلى ساحل البحر خطوة واحدة وهي مسيرة يومين.

جبل أوليان: هو بأرض الروم وفي وسط هذا الجبل درب، من دخله وهو يأكل الخبز من أول الدرب إلى آخره لا تضره عضة الكلب، ومن عضه الكلب وعبر بين رجلي هذا الرجل برئ وأمن من الغائلة.

جبل أبي قبيس: هو جبل مطل على مكة. زعموا أن من أكل عليه رأساً مشوياً أمن من وجع الرأس.

جبل راوند: بالقرب من همذان، وفيه ماء إذا شربه المريض عوفي.
حكي أنه دخل على جعفر الصادق رضي الله عنه رجل من همذان فقال له جعفر: من أين أنت؟ قال: من همذان؛ فقال: أتعرف جبلها؟ فقال له الرجل: جعلت فداك أراوند؟ قال: نعم. قال: إن فيه عيناً من عيون الجنة.


جبل سبستان: فيه ماء ينبت فيه قصب كثير، فما كان في الماء من القصب فهو من حجر، وما كان خارجاً عن الماء فهو قصب على حقيقته، وما رمي في الماء من ورق القصب الخارجي صار حجراً في الحال.

جبل أسبرة: وهو بناحية الشاش مما وراء النهر. قال الأصطخري: هناك جبل فيها منافع كثيرة من الذهب والفضة والفيروزج والحديد والنحاس والصفر والآنك والنفط والزئبق، وفيه حجر أسود يحرق ويبيض به الثياب ولا يقوم شيء مقامه.

جبل التر: على ثلاث مراحل من قزوين، وهو جبل شامخ لا تخلو قلته من الثلج لا صيفاً ولا شتاء، وعليه مسجد تأويه الأبدال، ويتولد من ثلجه دود أبيض إذا غرز فيه أدنى شيء يخرج منه ماء أبيض صاف يرى دابة وليس هو حيواناً.

وبالأندلس جبل فيه عينان بينهما مقدار شبر واحد، إحداهما في غاية البرودة والعذوبة والأخرى في غاية الحرارة والملوحة، ولهما رائحة عطرة طيبة. وبه جبل البرنس وفيه معدن الكبريت الأحمر والكبريت الأصفر والزئبق، ومنه يحمل إلى سائر البلاد، وفيه معدن الزنجفر وليس في جميع الأرض معدن للزنجفر إلا هناك.

جبل القدس: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض القدس جبل فيه غار كالبيت تزوره الناس، فإذا أظلم الليل أضاء البيت وليس فيه ضوء ولا سراج ولا كوة ولا طاقة.

جبل ثبير: وهو بمكة بقرب منىً، وهو جبل مبارك يقصده الزوار، وعليه اهبط الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام.

جبل ثور: وهو بقرب مكة. وفيه الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما خرجا مهاجرين.

جبل الجودي: بقرب جزيرة ابن عمر من الجانب الشرقي الذي استوت عليه سفينة نوح عليه السلام، وبنى به نوح مسجداً وهو باق إلى الآن تزوره الناس.

جبل جوشن: غربي حلب، وفيه معدن النحاس. قيل: إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكانت زوجة الحسين مثقلة بالحمل فطرحت هناك. وبه مشهد مبارك يعرف بمشهد الطرح، وطلبت من صناع النحاس ماء للشرب فمنعوها وسبوها، فدعت عليهم فامتنع الريح من ذلك الحين.

جبل حارث وحويرث: هما بأرض أرمينية، لا يقدر أحد على ارتقائهما أصلاً. قال ابن الفقيه السيرافي، كان على نهر الرس بأرمينية ألف مدينة عامرة آهلة، فبعث الله عز وجل إليهم نبياً دعاهم إلى الله فكذبوه وآذوه فدعا عليهم فحول الله الحارث والحويرث من الطائف وأرسلهما على المدن وأهلها. فهم تحت هذين الجبلين حتى الساعة.

جبل حراء: هو على ثلاثة أميال من مكة المشرفة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه للخلوة ويعبد الله فيه قبل نزول الوحي، وأتاه جبريل هناك.

جبل جودقور: وهو بين حضرموت وعمان.
حكى أحمد بن يحيى اليمني أن في ناحية قورشق جبلاً يقال له جود قور، غوره مقدار خمسة أرماح وعرضه قليل فمن أراد أن يتعلق السحر فليأخذ ماعزاً أسود ليس فيه شعرة بيضاء ويذبحه ويسلخه ويقسمه سبعة أجزاء يعطي منها جزءاً واحداً للمقيم بذلك الجبل، وستة أجزاء ينزل بها إلى الغار، ثم يأخذ الكرش يشقها وينطلي بما فيها، ويلبس الجلد مقلوباً ويدخل الغار ليلاً. وشرطه أن لا يكون له أب ولا أم، فينام في الغار تلك الليلة فإن أصبح جسمه نقياً من حشو الكرش مغسولاً فقد قبل وحصل له السحر. وإن وجده بحاله لم يقبل ولا يحصل له القصد، فإذا خرج من الغار بعد القبول لا يحدث أحداً ثلاثة أيام يصير ساحراً ماهراً.


جبل الحيات: بأرض تركستان. فيه حيات من نظر إليها مات الناظر لوقته إلا أنها لا تتجاوز هذا الجبل أبداً.

جبل نهاوند: بقرب الري يناطح النجوم ارتفاعاً، قال مسعود بن مهلهل: هذا الجبل لا يفارق أعلاه الثلج لا ليلاً ولا نهاراً، ولا صيفاً ولا شتاء البتة، ولا يقدر أحد أن يعلوه.
زعموا أن سليمان بن داود عليهما السلام حبس فيه صخر المارد، وزعموا أن أفريدون الملك حبس فيه بيوراسف الذي يقال له الضحاك. ومن صعد إلى هذا الجبل لا يصل إليه إلا بمشقة شديدة ومخاطرة بالنفس. قال مسعود بن مهلهل: صعدت إلى نصفه بمشقة شديدة وما أظن أحداً وصل إلى ما وصلت إليه، فرأيت هناك عين كبريت وحولها كبريت مستحجر، إذا طلعت الشمس اشتعل ناراً. وسمعت من أهل تلك الناحية أن النمل إذا أكثر من جميع الحب على هذا الجبل استشعر الناس بعده بجدب وقحط؛ وأنه متى دامت عليهم الأمطار والأنداء وتضرروا بذلك صبوا لبن الماعز على النار فتنقطع الأمطار والأنداء في الحال والحين، وجربته مراراً فوجدته صحيحاً كما قيل، وأما ذروة هذا الجبل فمتى انكشف من الثلج وقعت في تلك الأرض فتنة عظيمة على ممر الأيام لا تنخرم أبداً بل تكون الفتنة في الجهة المنكشفة دون غيرها.

قال محمد بن إبراهيم الضراب: عرف والدي معدن الكبريت الأحمر فاتخذ مغارف طوالاً من حديد فأدخلها فيه فذابت ولم يحصل على قصده. وقال له أهل تلك الناحية: هذا المكان لا يدخل فيه حديد إلا ذاب في وقته.
وذكروا أن رجلاً جاءهم من خراسان ومعه مغارف طوال من حديد ولها سواعد قد طلاها بأدوية حكمية، فأخرج بها من الكبريت الأحمر شيئاً كثيراً لبعض ملوك خراسان.

وذكر محمد بن إبراهيم أن الأمير موسى بن خضر كان والياً على الري إذ ورد عليه كتاب من المأمون بن الرشيد يأمره بالشخوص إلى هذا الجبل وتعرف حال المحبوس به. قال: فوافينا حضيض الجبل وأقمنا به أياماً لا نرى الاهتداء لصعوده، حتى أتانا شيخ مسن طاعن وهو ذو همة عالية، فسألنا، فعرفناه أمر الخليفة فقال: أما هذا فلا سبيل إليه أصلاً، وإن أردتم صحة ذلك أريتكم عياناً! فاستحسن الأمير موسى كلامه وقال: هو القصد.

فعند ذلك صعد الشيخ بين أيدينا ونحن في الأثر فأوقفنا على موضع فبالغنا في حفره حتى انكشف لنا عن بيت منقور من الحجارة وفيه تمثال شخص على صورة عجيبة، يضرب بمطرقة على أعلاه ساعة بعد ساعة من غير فتور، فاستخبرنا الشيخ عن شأنه، فقال: هذا طلسم موضوع على بيوراسف الضحاك المحبوس ههنا لئلا ينحل من وثاقه؛ ثم أمرنا أن لا نتعرض للطلسم وأن نرده إلى ما كان عليه ففعلنا؛ ثم دعا بسلاسل وسلالم طوال فربط بعضها إلى بعض بالحبال وكلبها من أسافلها وأوساطها وأوقفها فارتفعت مقدار مائة ذراع ونقب موضعاً على رأس السلالم فظهر باب من حديد عليه مسامير كبار جداً مذهبة الرؤوس، فوصلنا إلى عتبة فوجدنا على الأسكفة كتابة بالفارسية كأنما كتبت الآن بالذهب مدهونة بأدهان التأبيد تنطق الكتابة عن كلام معناه أن على هذه القلة سبعة أبواب من حديد، على كل مصراع منها أربعة أقفال من حديد؛ وعلى العضادة مكتوب: هذا سجن لهذا الحيوان المفسد وله أمد ينتهي إلى غاية فلا يتعرض أحد إلى هذه الأقفال بمكروه، فإنه متى فتح أقفالها ولو قفلاً واحداً هجم على هذه البلاد آفة لا تندفع أبداً.
فقال الأمير موسى: لا أتعرض لشيء حتى أستأذن أمير المؤمنين فجاء الجواب برد البيت إلى ما كان وترك ذلك على حاله.


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 09, 2017 3:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة

جبل الربوة: وهو على فرسخ من دمشق. ذكر بعض المفسرين أنها المراد بقوله تعالى: " وآويناهما إلى رَبْوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعين " وهو جبل عال على قلته مسجد حسن بين بساتين وأشجار ورياض ورياحين من جميع جوانبه؛ وله شبابيك تطل على ذلك كله. ولما أرادوا إجراء نهر ثور وقع هذا الجبل في طريقه معترضاً فنقبوه من تحته وأجروا الماء من النقب. وعلى رأسه نهر يزيد وهو ينزل من أعلاه إلى أسفله؛ وفي هذا الجبل كهف صغير زعموا أن عيسى بن مريم عليهما السلام ولد فيه. قال القزويني: رأيت في هذا المسجد في بيت صغير حجراً كبيراً حجمه كحجم الصندوق ذا ألوان مختلفة عجيبة وقد انشق نصفين كالرمانة المنشقة وبين الشقين من أعلاه فتح ذراع، وأسفله ملتئم لم ينفصل شق عن الآخر. ولأهل دمشق في هذا الجبل أقاويل كثيرة أضربنا عنها.

جبل رضوى: قال عرامة بن الأصبع: هو من المدينة على نحو سبع مراحل، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية، وهو أخضر يرى من البعد، وبه أشجار وثمار ومياه كثيرة؛ وتزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية رضي الله عنه حي وأنه مقيم به بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان نضاختان ماء وعسلاً، وأنه سيعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً؛ وكان السيد الحميري على هذا المذهب وهو القائل:
ألا قل للرّضيّ فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
ومن رضوى يقطع حجر المسن ويحمل إلى جميع البلاد.

جبل الرقيم: وهو المذكور في القرآن. قيل هو اسم القرية التي كان فيها أصحاب الكهف؛ وقيل: اسم الجبل، وهو بالروم بين أرقية ونبقية.
حكى عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أرسلني أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى ملك الروم رسولاً لأدعوه إلى الإسلام؛ فسرت حتى دخلت بلاد الروم فلاح لنا جبل يعرف بأهل الكهف، فوصلنا إلى دير فيه وسألنا أهل الدير عنهم فأوقفونا على سرب في الجبل. فوهبنا لهم شيئاً وقلنا: نريد أن ننظر إليهم. فدخلوا ودخلنا معهم، وكان عليه باب من حديد فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل، فيه ثلاثة عشر رجلاً مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود، وعلى كل واحد منهم جبة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بهما من رؤوسهم إلى أقدامهم، فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أم من وبر، إلا أنها كانت أصلب من الديباج، فلمسناها فإذا هي تتقعقع من الصفاقة، وعلى أرجلهم الخفاف إلى أنصاف سوقهم منتعلين بنعال مخصوفة، وفي خفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير مثله.


قال: فكشفنا عن وجوههم رجلاً رجلاً فإذا هم في وضاءة الوجوه وصفاء الألوان وحسن التخطيط، وهم كالأحياء، وبعضهم في نضارة الشباب، وبعضهم أشيب، وبعضهم قد وخطه الشيب، وبعضهم شعورهم مضفورة، وبعضهم شعورهم مضمومة، وهم على زي المسلمين. فانتهينا إلى آخرهم فإذا فيهم واحد مضروب على وجهه بسيف كأنما ضرب في يومه، فسألنا عن حالهم وما يعلمون من أمرهم، فذكروا أنهم يدخلون عليهم في كل عام يوماً، وتجتمع أهل تلك الناحية على الباب فيدخل عليهم من ينفض التراب عن وجوههم وأكسيتهم ويقلم أظفارهم ويقص شواربهم ويتركهم على هيئتهم هذه.

قلنا لهم: هل تعرفون من هم؟ وكم مدة لهم ههنا؟ فذكروا أنهم يجدون في كتبهم وتواريخهم أنهم كانوا أنبياء بعثوا إلى هذه البلاد في زمان واحد قبل المسيح بأربعمائة سنة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن أصحاب الكهف سبعة وهم مكسلمينا، كمليخا، مرطونس، يمبنونس، نارينونس، ذو أنوانس، كسيططيونس، وكلبهم قطمير.


جبل تانك: قال صاحب تحفة الغرائب: جبل بأرض تانك، وهم طائفة من الترك ببلاد تركستان ليس لهم زرع ولا ضرع، وفي جبالهم ذهب كثير وفضة كثيرة؛ وربما يقع لهم كل قطعة كرأس الشاة من الذهب والفضة فمن أخذ القطع الكبار مات في الحال واليوم، ومن أخذ من القطع الصغار انتفع بها من غير ضرر يمسه، ومن ذهب بقطعة كبيرة إلى بيته مات هو وأهل بيته إلا أن يرجع بها من أثناء الطريق، وإذا أخذ الغريب من انقطع الكبار فلا بأس عليه ولا سوء.

جبل ساوة: وهو على مرحلة منها وهو شامخ جداً، فيه غار شبه إيوان يسع سبعة آلاف نفس، وفي آخر الغار قد برز في صدر حائطه أربعة أحجار متفرقة شبه ثدي المرأة يتقاطر الماء من ثلاثة منها والرابع يابس لا يقطر منه شيء، يزعم أهل تلك الأرض أن كافراً مصه فيبس، وتحته حوض يجتمع الماء فيه وهو ماء طيب لا يتغير بطول مكثه. وعلى باب الغار نقب ذو بابين يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر، يزعمون أنه من لم يكن ولد حلال لا يقدر على الخروج منه. قال القزويني:
رأيت رجلاً دخله وما خرج حتى عاين الهلاك.


جبل سيلان: بقرب مدينة أردبيل من أذربيجان، وهو من أعلى جبال الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ " فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون " إلى " وكذلك تُخرَجون " كتب الله له من الحسنات بعدد كل ورقة ثلج تقع على جبل سيلان. قيل: وما سيلان يا رسول الله؟ قال: جبل بأرمينية وأذربيجان، عليه عين من عيون الجنة وفيه قبر من قبور الأنبياء.

قال أبو حامد الأندلسي: على رأس هذا الجبل عين عظيمة مع غاية ارتفاعه، ماؤها أبرد من الثلج وكأنما شيب بالعسل لشدة عذوبته. وبجوف الجبل ماء يخرج من عين، يصلق البيض لحرارته، يقصدها الناس لمصالحهم. وبحضيض هذا الجبل شجر كثير ومراع وشيء من حشيش لا يتناوله إنسان ولا حيوان إلا مات لساعته.

قال القزويني: ولقد رأيت الجبل والدواب ترعى في هذا المكان فإذا قربت من هذا الحشيش نفرت وولت منهزمة كالمطرودة. قال: وفي سفح هذا الجبل بلدة اجتمعت بقاضيها، واسمه أبو الفرج عبد الرحمن الأردبيلي، وسألته عن حال تلك الحشيشة، فقال: الجن تحميها. وذكر أيضاً أنه بنى في قرية مسجداً فاحتاج إلى قواعد كبار حجرية لأجل العمد، فأصبح فوجد على باب المسجد قواعد منحوتة من الصخر محكمة الصنعة كأحسن ما يكون.

جبل السماق: وهو بأعمال حلب، يشتمل على مدن وقرى وقلاع وحصون، وأكثرها للاسماعيلية والدرزية وهو منبت السماق، وهو مكان طيب كثير الخيرات.

جبل السم: قال الجهاني: إن أهل الصين نصبوا قنطرة من رأس جبل إلى جبل آخر في طريق آخذة إلى تبت، من جاز على القنطرة يؤخذ بأنفاسه ويلهب قلبه ويثقل لسانه، ويموت في الغالب من المارين جماعة مستكثرة. وأهل التبت يسمونه جبل السم.

جبل الشب: بأرض اليمن، على قلته ماء يجري من جانب إلى جانب وينعقد شباً، والشب اليماني من ذلك.

جبل الصور: قال صاحب تحفة الغرائب: بأرض كرمان جبل، من أخذ منه حجراً وكسره يرى في وسطه صورة إنسان قائم أو قاعد أو مضطجع؛ وإن صحقت الحجر ناعماً وحللته في الماء وتركته حتى يرسب ترى في الراسب منه ما رأيته في الحجر من الصورة وهيئتها. وهذا من أعجب العجب.

جبل الصفا: هو ببطحاء مكة، والواقف على الصفا يرى الحجر الأسود قبالته والمروة تقابله: يقال: عن الصفا اسم رجل والمروة اسم امرأة، زنيا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، فوضع كل واحد على الجبل المسمى باسمه لاعتبار الناس. وجاء في الحديث: إن الدابة التي من أشراط الساعة. تخرج من الصفا. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يضرب بعصاه حجر الصفا ويقول: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه.

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من عجائب وغرائب الدنيا.......رمضان 1438هـ.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 18, 2017 1:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2279
مكان: مصر المحروسة
فيما ذكر من المدة قبل خلق الخلق:
ـــــــــــــــ
روى حماد بن زيد عن طاوس، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت بنو إسرائيل لموسى بن عمران عليه السلام: سل ربك منذ كم خلق الدنيا؟ فقال موسى: يا رب أما تسمع ما يقول عبادك؟ فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه: يا موسى إني خلقت أربعة عشر ألف مدينة من فضة، وملأتها خردلاً وخلقت لها طيراً، وجعلت رزقه كل يوم حبة من ذلك الخردل، فأكل الخردل حتى فني ما في الخزائن ومات الطير بعد استيفاء رزقه، ثم خلقت الدنيا، فقيل لابن عباس: فأين كان عرشه؟ قال: على الماء فقيل: فأين كان الماء؟ قال: على متن الريح.

وروي مثل هذا عن طاووس مرفوعاً، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: هذا شيء غامض صعب موكول إلى علم الله تعالى، إذ ليس يدرى ما الذي كان قبل هذا الخلق؟ أمثل هذا الخلق أم على خلافهم؟ وهل يعيد الدنيا بعد فناء هذه الدنيا أم لا. والأخبار واردة بأشياء عجيبة، والقدرة صالحة لأضعاف أضعاف ذلك.

وزعم بعض الناس أنه عد قبل آدم هذا الذي ننسب إليه ألف آدم ومائتي آدم، والله أعلم. وكله جائز لكونه تحت الإمكان ودخل في حد الإيجاد، فأما الذي لا يسوغ القول إلا به، ولا يلزم إلا اعتقاده، هو انفراد الله سبحانه جل جلاله عن خلقه سابقاً من غير شريك ولا جوهر قديم، وإبداعه الأشياء لا من شيء، سبحانه، لا إله إلا هو.


ذكر مدة الدنيا: واختلاف الناس فيها:
ــــــــــــــــ
قال الله تعالى: " الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام " فزعم قوم أن مدة الدنيا ستة آلاف سنة، مكان كل يوم ألف سنة. روي عن كعب الأحبار أن الله وضع الدنيا على سبعة أيام، مكان كل يوم ألف سنة، وروي أبو المقوم الأنصاري عن ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة. وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأبان وعكرمة، في قوله تعالى: " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال: هي الدنيا من أولها إلى آخرها. وجاء في خبر آخر أنه مائة ألف سنة وخمسون ألف سنة.

قال البلخى رحمه الله: أخبرني هريد المجوسي وهو أعلم من الموبذان بفارس أن في كتاب لهم أن مدة الدنيا أربعة أرباع، فأولها: ثلاثمائة ألف سنة وستون ألف سنة، عدد أيام السنة، وقد مضت. والربع الثاني: ثلاثون ألف سنة، عدد أيام الشهر، وقد مضت أيضاً. والربع الثالث. اثنا عشر ألف سنة، عدد شهور السنة، وقد مضت أيضاً. والربع الرابع سبعة آلاف سنة، عدد أيام الأسبوع، ونحن فيها.

قال البلخي رحمه الله: وجدت في كتاب راويةً عن وهب، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: منذ كم خلقت الدنيا؟ فقال: أخبرني ربي أنه خلقها منذ سبعمائة ألف سنة إلى اليوم الذي بعثني فيه رسولاً إلى الناس. وزعم أيضاً أن مما يدل على ذلك ما جاء في الخبر أن إبليس عبد الله قبل أن يخلق آدم خمسةً وثمانين ألف سنة، وخلق عد ما خلق السموات والأرض من المدد ما شاء الله. والله سبحانه وتعالى أعلم.


ذكر ما وصف من الخلق قبل آدم عليه السلام:
ــــــــــــــــــــ
روي في الحديث أن كل شيء خلقه الله من الخلق كان قبل آدم، وأن آدم وجد بعد إيجاد الخلق، لأنه خلق آدم آخر الأيام التي خلق فيها الخلق. وروى بقية بن الوليد عن محمد بن نافع عن محمد بن عبد الله بن عامر المكي أنه قال: خلق الله خلقه من أربعة أشياء: الملائكة من نور، والجان من نار، والبهائم من ماء، وآدم من طين، وذريته كذلك بالتبعية، فجعل سبحانه الطاعة في الملائكة والبهائم لأنهما من النور والماء، وجعل المعصية في الجن والإنس لأنهما من الطين والنار.

وروي عن شهر بن حوشب أنه قيل: خلق الله في الأرض خلقاً وأسكنهم فيها، ثم قال لهم: " إني جاعلٌ في الأرض خليفةً " فما أنتم صانعون؟ قالوا: نعصيه فلا نطيعه، فأرسل الله عليهم ناراً فأحرقتهم. ثم خلق الجن فأمرهم بعمارة الأرض، فكانوا يعبدون الله حق عبادته، حتى طال عليهم الأمد فعصوا وقتلوا نبياً لهم يقال له يوسف وسفكوا الدماء، فبعث الله عليهم من الملائكة جنداً، وجعل عليهم إبليس رئيساً وكان اسمه عزازيل فأجلوهم من الأرض وألحقوهم بجزائر البحور. وسكن إبليس ومن معه من الملائكة الأرض، فهانت عليهم العبادة وأحبوا المكث فيها. فقال الله عز وجل لهم: " إني جاعلٌ في الأرض خليفةً " فصعب عليهم العزل ومفارقة المألوف، وقالوا " أتجعل فيها " على طريق الاستفهام من الله سبحانه " مَن يفسِدُ فيها ويَسْفِك الدماءَ ".

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الله تعالى لما خلق الجان من نار السموم، جعل منهم المؤمن والكافر؛ ثم بعث إليهم رسولاً من الملائكة وذلك قوله تعالى: " اللهُ يَصطفي من الملائكة رُسلاً ومن الناس " قال: فقاتل الملك المرسل بمؤمني الجن كفارهم فهزموهم وأسروا ابليس، وهو غلام وضيء اسمه الحارث أبو مرة، فصعدت الملائكة به إلى السماء ونشأ بين الملائكة في الطاعة والعبادة وخلق الله خلقاً في الأرض فعصوه، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فنفوهم عن الأرض، ثم خلق الله آدم فأشقى إبليس وذريته به.

وزعم بعضهم انه كان قبل آدم في الأرض خلق لهم لحم ودم، واستدلوا بقوله: " أتجعلُ فيها مَن يُفسد فيها ويسفِكُ الدماء " فلم يقولوا ذلك إلا عن معاينة. واحتجوا أيضاً بقول جويبر: إنهم كانوا خلقاً فبعث إليهم نبي اسمه يوسف فقتلوه. والذين سكنوا الأرض قبل آدم ثلاث أمم: الذين إبليس من نسلهم، والذين قتلوا نبيهم يوسف، والذين أجلاهم إبليس من الأرض، مع ما قيل إنه كان قبل آدم ألف آدم ومائتا آدم، ونوح آخر الآدميين. وروي أن آدم لما خلق قالت له الأرض: يا آدم جئتني بعد ما ذهبت جدتي وشبابي وقد خلقت، قال عدي بن زيد مفرداً:
قضى لستة أيام خلائقه ... وكان آخر شيءٍ صوّر الرجلا

ــــــــــــــــــــــــ
خريدة العجائب وفريدة الغرائب

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 45 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط