سبيل الرسول كتب:
.........................
واختلفت منازل الحب حسب منازل الناس.
.....................................................
فانظر إلى نفسك أيها القاري الكريم أين تقف بين هؤلاء ...
ومن أي صنف تكون ويكون حبك.. وأين منزلتك بين هذه المنازل... وأين مرتبتك بين هذه المراتب
..................................
د. مصطفى محمود
كتاب : هل هو عصر الجنون؟
ببسم الله مولانا أنادى
وشكر الله من قلب الفؤاد
وبالصلوات من ربى أثنى
على"المختار"معتمدى وزادى
أقول لحادى الركبان : أقبل
فقد جبت الفيافى و البوادى
أتبحث عن سنا " ليلى" بصحرا
وتنزل كل واد بعد وادى!!
تعال أخى ... إنا قد رأينا
سنا " ليلى " فأقبل للمراد
***
فقال: بحق "ليلى" هل رأيتم
سناها ؟؟ فاكفنى شر البعاد
أجوب بصحبتى بحثا حثيثا
وبين الركب باكيها وشادى
وحتى العير قد ضمرت وصارت
هزالى بين جائعها وصادى
فما أبدا وجدت لها ديارا
و لا أثر الديار من الجماد !
أشم أريجها فى كل حى
وألمح رسمها في كل غادى
ولكن لا أراها حين أغدو
و لا في رجعتى عند المعاد!
وقد ساءلت أهل الحى عنها
فلامونى وزادوا في التمادى
وقد ضحكوا ... و قالوا: ما رأينا
"لليلى" غير مجنون وحادي
فقلت : أشم فيكم طيب"ليلى"
فكيف جهلتم روح الوداد!!
فقالوا: كلنا مجنون "ليلى"
ولكن لم نر غير الأيادى
فإن قابلتها بالله فارجع
وعرفنا المكان من البلاد
ألا فبحق "ليلى" دل قلبى
عليها أو على أثر يبادى
***
فقلت: عشقت"ليلى"أم ديارا!
جهول أنت أم أعمى الفؤاد !
أتبحث فى العوالم أين"ليلى"!
جهلت وحق ربك من تنادى
بكيت...فقال:مايبكيك منى؟
فقلت : مرادكم منها مرادى
قضيت العمر أبحث أين "ليلى"
وقد ملك الهوى مني فؤادى
فلما جئتها ضحكت ... وقالت:
إلى فمرحبا يا خير غادى
تضيع منك عمرا فى بحثا
وقربى منك دوما في ازدياد !!
***
فقال: متى؟؟ فقلت: اليوم فجرا
ولم يك حالنا غير السهاد
فكانت "ليلة القدر" المعلى
وبدر الروح فى الآفاق بادي
وفي الأسحاركانت قد تجلت
وقالت: أين عشاق الفؤاد
فقال: وأين "ليلى" قد تجلت
أعند "الطور" أم فى يمن وادى؟؟
فقلت: "الطور" قلبك .. فيه "عرش"
"لليلى" إن فهمت لنا مرادى
ونار الشوق "قدس" فيه نور
وبورك كل من فيها ينادى
بحبل وريدكم "ليلى"استكنت
وتشرق حيث شاءت بالفؤاد
وأنت ديارها ... و الكل عبد
و"ليلى" ملكها كل العباد
لها في الكل أثار تبدت
بصحوك حيث كنت وفى الرقاد
فإن شئت الديار إليك عنى
فما دار لها تشفى سهادى
***
دع الأكوان يا خلى و أقبل
إلى ما فوق أكوان العباد
دع الأسماء أو صفة تجلت
فهذى كلها أثر السواد
دع الملكوت واعل حيث تفنى
عوالم ملكها ... واطهر ونادى
فقال: أفى العوالم غير "ليلى"؟؟
فقلت: لأنت عقلك في رقاد
تريد الذات أم صورا تبدت؟؟
فكل الكون صورة من تنادى
هلم إلى أسقيكم شرابا
نقيا فيه من كل الحصاد
***
وإذ "ليلى" ببسمتها عتابا
كنور البدر في حلك السواد
فقالت : قد أذعت السر عنا
فقلت: الرمز نهجى في اقتصاد
فقالت: إن يغاروا منك فاحذر
فقلت:ولا أخاف سوى ابتعادى
أغار عليك... قالت..قلت: مم؟؟
فقالت: من سواى من العباد
فقلت : وحق "ليلى" لا أرانى
لغيرك ناظرا أبدا فؤادى
وقد حرمت كل سوى سواكم
على جسمى ولحمى والسواد
وكل الخلق فيهم أنت نورا
وحسنا منك ...مخفيا وبادى
***
فقالت : خذ بأيديهم إلينا
فقلت : أغار يا نورى و زادى!!
أغار عليك من نفسي وأخشى
محبا فيه من كبر اعتداد
فقالت : لا تغر فلديك منا
خصوص ... واجتنب كيد الأعادى
فقلت : وهل يعادينا حبيب؟؟
فقالت : جهل نفس فى العباد
فقلت : ومن سما فيكم حبيبا
فكيف يرى سوى عين الوداد!!
***
ولكني أخاف الطيش منى
وبعدك فيه قتلى و ارتدادى
فقالت :هل أدلك أين أمنى
وكنزى فى الورى باب السداد؟؟
فقلت:"محمد " ؟ ...قا لت :حبيبى
ورحمتنا وسيد كل هادى
عليك "بأحمد" المختار منى
إمام الأنبيا يوم التنادى
فصل حبلا به دوما إلينا
تنل خير المودة والوداد
***
"رسول الله" بالأعتاب عبد
إليكم قد سعى من غير زاد
رآكم سيدى روحا وقلبا
وفى لب البصيرة و الفؤاد
ويوم "ألست"كنت له دليلا
ويشهد موقفى رب العباد
رأيت النور منكم فى يسرى
وفي كل الخلائق والبلاد
كرى الماء في الأغصان يجرى
فيثمر عوده خير الحصاد
فقمت موحدا لله ربى
وبالصلوات همت بكم أنادى
غشيت فلم أفق مولاى يوما
ولست لغيركم ألقى قيادي
ولست بعارف إلا إلاهى
ونورك سيدى فى الكون هادى
بحبلك سيدي فاشدد وثاقى
إلى ربى وجنبنى عنادى
***
على أعتابكم أنا مستجير
من الأغيار مهما قل زادى
حبيبي أنت يا "طه" وربى
شهيد في اليقين وفي الفؤاد
فخذ بيدى جودا منك واقبل
عليك الله صلى ما أنادى
وجد لى بالرضا منكم فإنى
ضعيف خائف فتن العوادى
فإن لعبت بى الأهوا فكن لى
كفيلا من هوى جهل الأعادى
فيا بحرا به الأجواد تعطى
فكن كفلى إذا يكبو جوادى
ويا "جدي " أنا منكم حسيب
ضللت أم انتهيت إلى الرشاد
صلاة الله مولانا عليكم
وحتى منه يدعونا المنادي
وليس يطالها ملك وجن
ولا إنس فأحظى بالمراد
***
من شعر عبد الله / صلاح الدين القوصى