موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 20, 2013 12:40 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بالحياء .. فإن الله حيى .. والحياء من الإيمان .. والحياء خير كله .. وإن الله يستحى من ذى الشيبة يوم القيامة .
فإن العبد إذا اتصف بالحياء من الله .. ترك كل ما لا يرضى الله وما يشينه عند الله تعالى وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والحياء معناه الترك

قال الله تعالى { إن الله لا يستحى } يقول إن الله لا يترك { أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها } فى الصغر لقول من ضل بهذا المثل من المشركين الذين تكلموا فيه .. فإن الله قال { يضل به } أى بهذا المثل كثيرا { ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين } فإنهم حاروا فيه .. والضلالة الحيرة ... ورأوا عزة الله وجلاله وكبرياءه وحقارة البعوضة فى المخلوقات فاستعظموا جلال الله أن ينزل فى ضرب المثل لعباده هذا النزول ... وذلك لجهلهم بالأمور .. فإنه لا فرق بين أعظم المخلوقات وهو العرش المحيط وبين الذرة فى الخلق والبعوضة وإخراجها من العدم إلى الوجود ... فما هى حقيرة إلا من صغر جسمها إذا أضفته إلى ذى الجسم الكبير .. بل الحكمة فى البعوضة أتم والقدرة أنفذ .. فإن البعوضة على صغرها خلقها الله على صورة الفيل على عظمه .. فخلق البعوضة أعظم فى الدلالة على قدرة خالقها من الفيل لأهل النظر والاعتبار

ولهذا لم يصف نفسه بالحياء فى ذلك لما فيها من الدلالة على تعظيم الحق

ثم إن مواطن الحياء التى فى الإنسان كثيرة .. فإن الحياء صفة يسرى نفعها ممن قامت به فى أكثر الأشياء .. ولهذا قال ( الحياء خير كله .. والحياء لا يأتى إلا بخير ) وهو ألا يفعل الإنسان ما يخجل فيه إذا عرف منه بأنه فعله ... وقد علم المؤمن أن الله يعلم ويرى كل ما يتحرك فيه العبد فيلزمه الحياء منه لعلمه بذلك .. ولإيمانه أنه لا بد أن يقرره يوم القيامة على ما عمله فيخجل فيؤديه ذلك إلى ترك العمل فيه .. وذلك هو الحياء

فمن هنا لا يأتى إلا بخير ... والله أحق أن يُستحيا منه .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 26, 2013 11:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بالنصيحة على الإطلاق فإنها الدين .. خرج مسلم فى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدين النصيحة ) قالوا : لمن يا رسول الله ؟
قال ( لله .. ولرسوله .. ولأئمة المسلمين .. وعامتهم ) .

واعلم .. أن النصاح الخيط .. والمنصحة الإبرة .. والناصح الخائط .. والخائط هو الذى يؤلف أجزاء الثوب حتى يصير قميصا أو ما كان فينتفع به بتأليفه إياه .. وما ألفه إلا بنصحه والناصح فى دين الله هو الذى يؤلف بين عباد الله وبين ما فيه سعادتهم عند الله .. ويؤلف بين الله وبين خلقه .. وهو قوله ( النصيحة لله ) وفيه تنبيه فى الشفاعة عند الله إذا رأى العبد الناصح أن الله يريد مؤاخذة العبد على جريمته فيقول لله : يا رب إنك ندبت إلى العفو عبادك وجعلت ذلك من مكارم الأخلاق .. وهو أولى من جزاء المسىء بما يسوءه .. وذكرت للعبد أن أجر العافين عن الناس فيما أساءوا إليهم فيه مما توجهت عليهم به الحقوق على الله .. فأنت أحق بهذه الصفة لما أنت عليه من الجود والكرم والامتنان .. ولا مكره لك فأنت أهل العفو والتكرم بالتجاوز عن هذا العبد المسىء المتعدى حدودك عن إساءته وإسبال ذيل الكرم عليه .. واتصاف الحق بالجود والعفو عن الجانى أعظم من المؤاخذة على الإساءة ... فإن المؤاخذة والعقوبة جزاء .. وما فى الجزاء على الشر فضل إلا إذا كان فى الدنيا لما فى إقامة الحدود من دفع المضرة العامة وما فى ذلك من المصالح التى تعود على الناس مثل قوله عز وجل {ولكم فى القصاص حياة} .. وأما فى الآخرة فما ثم ما يندفع بجزاء المسىء ما يندفع به فى الدنيا .. فكان العبد إذا قال هذا يوم القيامة أو حيث قاله لله بطريق الشفاعة كأنه ناصح للمقام الإلهى فى أن يثنى عليه إذا عفا عن المسىء بالكرم والطول والفضل فإن فى ذلك عين الامتنان ... فهذا معنى قوله ( الدين النصيحة لله ) أى فى حق الله فإنه يسعى فى أن يثنى على الله إذا عفا بما يكون ثناء حسنا .. ولا سيما وقد ورد فى الحديث الثابت أنه ( لا شىء أحب إلى الله من أن يُمدح ) ... فكما أنه مدح فى الدنيا بما نصب من الحدود التى درأ بها المضار عن عباده إذا أقامها أئمة المسلمين على المذنبين .. كذلك يمدح بالعفو والتجاوز فى الدار الآخرة لأنه هنالك ما تمشى هذه المصلحة التى نصبت من أجلها إقامة الحدود التى لا يتمكن الشفاعة فيها كحد السارق والزانى وحقوق الله على الإطلاق .. وأما ما هو حق للعبد فإن الله قد ندب فيه إلى العفو والتجاوز .. فالعفو من ولى الدم أو قبول الدية فإن المظلوم هو المقتول وقد مات فالطالب قد تقدم كالشاكى الذى يمشى إلى السلطان رافعا على من ظلمه فجعل الدية كالإحسان لولى الدم لعل ذلك الشاكى إذا بلغه إحسانه لذوى رحمه يسكت عنه ولا يطالبه عند الله الحكم العدل بشىء من دمه .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 12:00 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
[size=100]
وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ففى زمانه إذا رأى منه الصاحب أمرا قد قرر خلافه والإنسان صاحب غفلات .. فينبه الصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى يواصل فعله بالقصد فيكون حكما مشروعا أو فعله عن نسيان فيرجع عنه .. فهذا من النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثل سهوه فى الصلاة ... فالواجب عليه فى الرباعية أن يصليها أربعا فسلم من اثنتين فقيل له فى ذلك .. فهذه نصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع وأتم صلاته وسجد سجدتى السهو .. وكان ما قد روى فى ذلك وأمثال هذا

ولهذا أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه فيما لم يوح إليه فيه .. فإذا شاورهم تعين عليهم أن ينصحوه فيما شاورهم فيه على قدر علمهم وما يقتضيه نظرهم فى ذلك أنه مصلحة

كنزوله يوم بدر على غير ماء فنصحوه وأمروه أن يكون الماء فى حيزه صلى الله عليه وسلم ففعل

ونصحه عمر بن الخطاب فى قتل أسارى بدر حين أشار بذلك

وأما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبق له نصيحة .. ولكن إذا كانت هذه اللام لام الأجلية بقيت النصيحة ... فهذا قد بينا ما نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المشير الناصح قد جمع بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الرأى الذى فيه المصلحة كما يجمع الناصح الذى هو الخائط بالخياطة بين قطعة الكم والبدن فى الثوب .
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 12:05 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وأما النصيحة لأئمة المسلمين - وهم ولاة الأمر منا القائمون بمصالح عباد الله الدينية والحكام .. وأهل الفتاوى فى الدين من العلماء .. يدخلون فى أئمة المسلمين أيضا

فإن كان الحاكم عالما كان .. وإن لم يكن من العلماء بتلك المسألة سأل من يعلم عن الحكم فيها فيتعين على المفتى أن ينصح ويفتيه بما يراه أنه حق عنده ويذكر له دليله على ما أفتاه به فيخلصه عند الله .. فهذه هى النصيحة لأئمة المسلمين

ولما لم تفرض العصمة لأئمة المسلمين .. وعلم أنهم قد يخطئون ويتبعون أهواءهم .. تعين على أهل الدين من العلماء بالدين أن ينصحوا أئمة المسلمين ويردوهم عن اتباع أهوائهم فى الناس ... فيؤلفون بين ما هو الدين عليه وبينهم .. فمثل هذا هو النصح لأئمة المسلمين .. فيعود على الناس نفع ذلك .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 12:07 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وأما النصيحة لعامتهم فمعلومة .. وهى أن يشير عليهم بما لهم فيه المصلحة التى لا تضرهم فى دينهم ولا دنياهم .. فإن كان ولا بد من ضرر يقوم من ذلك - إما فى الدين أو فى الدنيا- فيرجحوا فى النصيحة ضرر الدنيا على ضرر الدين ... فيشيرون عليهم بما يسلم لهم فيه دينهم فإن الله يقول {ما جعل عليكم فى الدين من حرج} وقال دين الله يسر .. وقال {فاتقوا الله ما استطعتم} وإن أضر بدنياهم ... ومهما قدروا على دفع الضرر فى الدين والدنيا معا بوجه من الوجوه وعرفوه تعين عليهم فى الدين أن ينصحوه فى ذلك ويبينوه .. والمستفتى بالخيار فى ذلك بحسب ما يوفقه الله إليه .

والذى أقول به إن النصيحة تعم .. إذ هى عين الدين وهى صفة الناصح فتسرى منفعتها فى جميع العالم كله من الناصح الذى يستبرئ لدينه ويطلب معالى الأمور فيرى حيوانا قد أضر به العطش وقد حاد ذلك الحيوان عن طريق الماء فتعين عليه أن يرده إلى طريق الماء أو يسقيه إن قدر على ذلك .. فهذا من النصيحة الدينية

وكذلك لو رأى من ليس على ملة الإسلام يفعل فعلا من سفساف الأخلاق .. تعين على الناصح أن يرده عن ذلك مهما قدر إلى مكارم الأخلاق .. وإن لم يقدر عليه تعين عليه أن يبين له عيب ذلك فربما انتفع بتلك النصيحة ذلك الشخص بما له فى ذلك من الثناء الحسن وينتفع بتلك النصيحة من اندفع عنه ضرر هذا الذى أراد أن يضره وإن لم يكن مسلما ذلك المدفوع عنه فيتعين على صاحب الدين نصح عباد الله مطلقا ... ولهذا يتعين على السلطان أن يدعو عدوه الكافر إلى الإسلام قبل قتاله فإن أجاب وإلا دعاه إلى الجزية إن كان من أهل كتاب فإن أجاب إلى الصلح بما شرط عليه قبل منه يقول الله ( فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) فيبقى على المسلمين إن كانت المنفعة للمسلمين فى ذلك .. فإن أبوا إلا القتال قاتلهم وأمر المسلمين بقتالهم على أن تكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .

إلا أنه من التزم النصح قلَّ أولياؤه .. فإن الغالب على الناس اتباع الأهواء .. ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما ترك الحق لعمر من صديق ) وكذلك قال أويس القرنى ( وقولك الحق لم يترك لك صديقا ) .

ولنا فى ذلك

لـمَّا لزمت النصح والتحقيقا ..... لم يتركا لى فى الوجود صديقا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 27, 2013 12:09 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
ويحتاج الناصح إلى علم كثير من علم الشريعة ... لأنه العلم العام الذى يعم جميع أحوال الناس وعلم زمانه ومكانه وما ثم إلا الحال والزمان والمكان ... وبقى للناصح علم الترجيح إذا تقابلت هذه الأمور .. فيكون ما يصلح الزمان يفسد الحال أو المكان .. وكذلك كل واحد منها

فينظر فى الترجيح فيفعل بحسب ما يترجح عنده وذلك على قدر إيمانه ... مثال ذلك أن يعلم أن الزمان قد أعطى بحاله فى أمرين هما صالحان فى حق شخص .. وضاق الزمان عن فعلهما معا .. فيعدل إلى أولاهما فيشير به على المستشير

وكذلك إذا عرف من حال شخص المخالفة واللجاج .. وأنه إذا دله على أمر فيه مصلحته يفعل بخلافه .. فمن النصيحة أنه لا ينصحه بل يشير عليه بخلاف ذلك إذا علم أن الأمر محصور بين أن يفعل ذلك أو هذا الذى فيه المصلحة - وشأنه المخالفة واللجاج - فيشير عليه بما لا ينبغى فيخالفه فيفعل ما ينبغى .. والأولى عندى تركه

ولقد جرى لى مع أشخاص .. أظهرنا لهم أن فى فعلهم ذلك الخير الذى نريده منهم نكايتنا وهم يريدون نكايتنا .. فأشرنا عليهم ألا يفعلوا ذلك - ولهم فى فعله الخير العظيم لهم - فلم يفعلوا وفعلوا ما نهيتهم عنه أن يفعلوه

فهذه نصيحة خفية لا يشعر بها كل أحد .. وهذا يسمى علم السياسة .. فإنه يسوس بذلك النفوس الجموحة الشاردة عن طريق مصالحها .. فلذلك قلنا إن الناصح فى دين الله يحتاج إلى علم كثير .. وعقل .. وفكر صحيح .. وروية حسنة .. واعتدال مزاج .. وتؤدة .. وإن لم تكن فيه هذه الخصال كان الخطأ أسرع إليه من الإصابة

وما فى مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة .. ولنا فيه جزء سميناه كتاب النصائح ذكرنا فيه ما لا يعول عليه وما يعول عليه .. ولكن أكثره فيما لا يعول عليه بما يعول الناس عليه ولكن لا يعلمون .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 26, 2013 12:47 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بمراعاة حالك فى الزمان بين الصلاتين .. وأنت لا تخلو أبدا أن تكون بين صلاتين فإن الأمر دور .. فالزمان الذى بين الظهر والعصر زمان بين صلاتين وكذلك بين العصر والمغرب وبين المغرب والعشاء وبين العشاء والصبح وبين الصبح والظهر ... ودار الدور وجاء الكور

وإذا خرج وقت صلاة دخل وقت صلاة الأخرى إلا صلاة الصبح فإنه لا يدخل وقت صلاة الظهر بخروج وقت صلاة الصبح بلا خلاف .. وكذلك العتمة والصبح بخلاف .. إلا أنه لا يدخل وقت الظهر إلا بعد خروج وقت الصبح لا بد من ذلك .. فلا يدخل وقت صلاة حتى يخرج وقت التى قبلها .. فالداخلة أبدا على إثر الخارجة

وقد يكون بعد طلوع الشمس وقت أداء الصبح بوجه إلى أن تزول الشمس فيدخل وقت الظهر .. وذلك أن الإنسان قد يصلى الركعة الأولى من الصبح مثلا قبل طلوع الشمس ويقول الشارع فيه إنه أدرك الصبح فتطلع الشمس عليه وقد شرع فى الركعة الثانية من الصبح .. فلو أطالها إلى حد الزوال لجاز وذلك وقتها وهو مُؤَدٍّ لها .. فما خرج وقت صلاة الصبح فى حق هذا حتى دخل وقت الظهر
وهكذا فى جميع الصلوات .. فإن أوقات هذه الصلوات فيها خلاف بين العلماء .. فلهذا ذكرناها تنبيها على أن فيها خلافا ... فيجوز على هذا أن تكون صلاة على إثر صلاة ولا لغو بينهما فقد جعل أن بين الصلاتين زمانا لا صلاة فيه ذلك الزمان هو زمان اللغو أو تركه .. وإنما قلنا زمان اللغو أو تركه للحديث الثابت ( صلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب فى عليين) ويدخل فى هذا الحديث صلاة النافلة بعد النافلة .. والنافلة بعد الفريضة .. والفريضة بعد النافلة والفريضة بعد الفريضة .. واللغو من الكلام هو الساقط لا دخول له فى الميزان وهو المباح .. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرجل يصلى الصلاة ثم يتبعها بصلاة أخرى ولم يفعل بين هاتين الصلاتين فى الزمان الذى لا يكون فيه مصليا فعلا مباحا من قول وعمل بل كان مشتغلا بما يدخل الميزان من أمر مندوب إليه من ذكر أو غير ذكر .. ثم يصلى الصلاة الأخرى فإن ذلك (كتاب فى عليين) لأنه لم يفعل بين الصلاتين لغوا أصلا
وهذا عزيز الوقوع .. فإن أحمد أحوال الناس اليوم من يتصرف فى المباح فلا عليه ولا له والغالب من أحوال الناس التصرف فى المكروه أو المحظور

فلهذا أوصيتك بمراعاة الزمان الذى بين الصـلاتين .. وما رأيت أحدا نبـه عليه إلا إن كان وما وصل إلينا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه أخذنا ذلك .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 26, 2013 2:21 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7636
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 02, 2014 3:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وجزاك خيرا أخى الفاضل فراج يعقوب .. على المتابعة والاهتمام .. ونعود لسيدنا ومولانا الشيخ الأكبر.. قدس الله روحه .. ونور ضريحه .. يقول رحمه الله :

وصية

وعليك بالصلاة المكتوبة حيث ينادى بها مع الجماعة .. فإن المساجد ما اتخذت إلا لإقامة الصلاة المكتوبة فيها .. وما ينادى إلا إلى الإتيان إليها ... فإن ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والمراد بذلك الاجتماع على إقامة الدين وألا نتفرق فيه ... ولهذا اختلف الناس فى صلاة الفذ المكتوبة إذا قدر على الجماعة .. هل تجزئه .. أم لا ؟

ومن ترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضل بلا شك .. لأنه صلى الله عليه وسلم ما سَنَّ إلا ما هو المهداة .. وماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون

فحافظ على المكتوبة فى الجماعات .. والأرض كلها مسجد .. فحيثما قامت الجماعة من الأرض فما قامت إلا فى مسجد .. ولهذا ينبغى لمن صلى فى جماعة فى مسجد بيته أن يؤذن لها وإن كانت الإقامة أذانا .. وإنما سميت إقامة لقيام المصلى إلى الصلاة عند هذا الأذان الخاص .. ففرق بين الأذانين بالإقامة .

والأذان معناه الإعلام .. وأبقوا اسم الأذان على الأول المعلِم بدخول الوقت .. فالأذان الأول للإعلام بدخول الوقت .. والأذان الثانى الذى هو الإقامة للإعلام بالقيام إلى الصلاة .. فزاد على الأذان بقوله قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة .

يقول الفقير مريد الحق :

هذا الذى قاله مولانا الشيخ الأكبر .. يتفرع عليه أمران :

الأول ... أن صلاة الفريضة فى جماعة فى المسجد سنة كفائية .. يعنى .. يكفى قيام مجموعة من المسلمين بها فى المسجد .. وبذلك تسقط عن بقية المسلمين ... لأن صلاة الفريضة ليس من شروط صحتها .. أن تكون فى المسجد ... والأدلة على ذلك كثيرة ..من ذلك على سبيل المثال .. ما رواه البخارى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ :

إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ .. فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ .. فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

فهذا يعنى جواز وصحة صلاة الرجل بمفرده فى محل عمله .. وللحافظ ابن حجر كلام كثير فى هذا الموضوع فى الفتح .

الثانى ... أن ما قاله الشيخ الأكبر حيث الاستقرار .. والأمن والأمان متوفران ... أما عند وجود الفتن .. وظهور الزوايا والمساجد التى تؤوى الفرق الضالة .. فيجب على المسلم التحرى والتدقيق .. وهذا والله عسير جدا .. فإن خشى على دينه .. أو أمنه الشخصى .. فأرى أن الحكم يتغير بناء على تغير الأحوال .

والله أعلم .. وربنا يلطف


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 12, 2014 12:24 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

وعليك بالمحافظة على صلاة الأوابين .. وهى الصلاة فى الأوقات المغفول عنها عند العامة .. وهى ما بين الضحى إلى الزوال .. وما بين الظهر والعصر .. وما بين المغرب والعشاء الآخرة

والتهجد .. وهو أن ينام من أول الليل بعد صلاة العشاء الآخرة .. ثم يقوم إلى الصلاة .. ثم ينام .. ثم يقوم إلى الصلاة إلى أن يطلع الفجر .. فإذا طلع الفجر فاركع ركعتى الفجر .. ثم اضطجع على شقك الأيمن من غير نوم .. ثم قم إلى صلاة الصبح ... واجعل وترك ثلاث عشرة ركعة فى تهجدك .. فإن هذا كان وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأطل الركعتين الأوليين من التهجد .. ثم اللتين بعدهما أقل منهما فى الطول .. والركعة الأولى من كل ركعتين على قدر الثانية من اللتين تقدمتهما .. والركعة الثانية من كل ركعتين على النصف من الركعة الأولى منهما أو قريب من ذلك .. إلى أن توتر بركعة واحدة .. إن شئت ألا تجلس إلا فى آخر ركعة من وتر صلاتك - وهى الإحدى عشرة - وإن شئت جلست فى كل ركعتين .. ولا تسلِّم إلا فى آخر ركعة مفردة .. وإن شئت خمست وسبعت وتسعت .. كل ذلك مباح لك ... ولا تثلِّث من أجل التشبه بصلاة المغرب

وقد ورد فى النهى عن ذلك خبر .. وكذلك فى الركعة الواحدة وتسمى البتيراء .. فاجتنب مواقع الخلاف ما استطعت .. واهرب إلى محل الإجماع .. مع أنه ثبت أنه أوتر بثلاث فإن أوترت بثلاث فلا تجلس إلا فى آخرها وتسلم .. حتى تفرق فى الشبه بينها وبين المغرب ..

وإذا قمت إلى الصلاة بالليل وتوضأت فاركع ركعتين خفيفتين .. ثم بعدهما اشرع فى صلاة الليل كما رسمت لك
وعند قيامك للتهجد امسح عينيك من النوم بيديك .. ثم اتل {إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب} الآيات بكمالها ... ثم قم فتوضأ واستفتح صلاتك بركعتين خفيفتين .. ثم اشرع فى قيام الليل على ما وصفته لك فى باب الصلاة من هذا الكتاب وأذكاره فانظره فيه وانظر اعتباره إن شاء الله

وقد ثبت أن صلاة الأوابين حين ترمض الفِصال .. واجتنب الصلاة عند الاستواء .. وبعد العصر حتى تغرب الشمس .. وبعد الصبح حتى تطلع الشمس

وحافظ على الصلاة فى جماعة .. فإنها تزيد على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة

وحافظ على أربع ركعات فى أول النهار عند الإشراق كما قال {يسبحن بالعشى والإشراق} والسبحة صلاة النافلة .. يقول عبد الله بن عمر - وهو عربى - فى النافلة فى السفر : لو كنت مسبحا أتممت

ثم صلاة الضحى ثمان ركعات بعد صلاة الإشراق .. ثم أربع ركعات قبل الظهر وبعد الزوال .. ثم أربع ركعات بعد صلاة الظهر .. ثم أربع ركعات قبل صلاة العصر .. ثم ست ركعات بعد المغرب .. ثم ثلاث عشرة ركعة .. وترك من الليل فيها ركعتى الفجر وتبقى إحدى عشرة ركعة هى صلاة الليل

هذا لا بد منه لمن يريد اتباع السنة والاقتداء .. وفى رواية : ركعتين قبل المغرب

ثم إن زدت فأنت وذلك .. فإن الصلاة خير موضوع .. فمن شاء فليستقلل ومن شاء فليستكثر فإنه يناجى ربه .. والحديث مع الله والاستكثار منه أشرف الأحوال

وأما الوصية بالصدقة والصوم فقد تقدم فى باب الزكاة وباب الصيام وكذلك الحج من هذا الكتاب .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 24, 2014 9:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

عليك بالورع فى المنطق .. كما تتورع فى المأكل والمشرب .. والورع عبارة عن اجتناب الحرام والشبهات

وأما الشبهة فما حاك فى صدرك .. ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الإثم ما حاك فى صدرك ) .

قال بعض العلماء من أهل الله : ما رأيت أسهل على من الورع .. كل ما حاك له فى نفسى شىء تركته

وقد ورد فى الخبر ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .. وورد أيضا ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ) يعنى بالحل .. وتجد أنت فى نفسك وقفة فى ذلك .. فاجتنبه فهو أولى بك .. ولا تحرمه .

وعليك بالهدى الصالح .. وهو هدى الأنبياء .. وهو اتباع آثارهم الذى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعهم فى قوله {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}

وكذلك السمت الصالح والاقتصاد فى أمورك كلها ... فإن النبى  قد ثبت عنه أن ( الهدى الصالح .. والسمت الصالح .. والاقتصاد .. جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة )

وتحفظ من العجلة إلا فى المواطن التى أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعجلة فيها والمسارعة إليها مثل .. الصلاة لأول ميقاتها .. وإكرام الضيف .. وتجهيز الميت .. والبكر إذا أدركت ... بل وكل عمل للآخرة ... فالمسارعة إليه أولى من التؤدة فيه

واجعل التسويف والتؤدة فى أمور الدنيا .. فإنه ما فاتك من الدنيا ما تندم عليه بل تفرح بفوته .. وما فاتك من أمور الآخرة فإنك تندم عليه

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( التؤدة فى كل شىء إلا فى عمل الآخرة )

وقد ذكر مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأشج أشج عبد القيس ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله ) قال : وما هما يا رسول الله ؟ قال ( الحلم والأناة )
أراد الحلم عمن جنى عليك .. والأناة فى أمور الدنيا وأغراض النفس

وإن كان لك عائلة فكد عليهم .. فإن الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله .. وكن خير الرعاة فى كل ما استرعاك الله فيه على الإطلاق .. فالسلطان راع .. وكل راع مسئول عن رعيته ما فعل فيهم .. هل اتقى الله فيهم أو لم يتق .. والرجل راع على أهل بيته .. والمرأة راعية على بيت زوجها وولده .. والعبد راع على مال سيده

ولا تغفل عن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكرته أو ذكر عندك تأمن من البخل .. فإنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على ) .. ولو لم يكن فى ذلك إلا إطلاق البخل عليك .. وهو من أذَمِ الصفات وأردئها

ومعنى البخيل هنا بخله على نفسه .. فإنه قد ثبت فيمن صلى على النبى صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليه عشرا .. فمن ترك الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فقد بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشرا إذا صلى هو واحدة فما زاد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 24, 2014 9:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7636
[[
ولا تغفل عن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكرته أو ذكر عندك تأمن من البخل .. فإنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على ) .. ولو لم يكن فى ذلك إلا إطلاق البخل عليك .. وهو من أذَمِ الصفات وأردئها

ومعنى البخيل هنا بخله على نفسه .. فإنه قد ثبت فيمن صلى على النبى صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليه عشرا .. فمن ترك الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم فقد بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشرا إذا صلى هو واحدة فما زاد .]]
رضوان الله عليك يا سلطانهم
ونتابع معك يا مريد الحق بارك الله فيك
اللهم صل على ناصر الحق بالحق وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 12, 2014 11:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
[size=150]وبارك الله فيك الفاضل / فراج يعقوب

وصية

الله ألله أن تعود فى شىء خرجت عنه لله تعالى .. ولا تعقد مع الله عقدا ولا عهدا ثم تنقضه بعد ذلك وتحله ولا تفى به ولو تركته لما هو خير منه ... فإن ذلك من خاطر الشيطان .. فافعله وافعل الخير الآخر الذى أخطره لك الشيطان حتى لا تفى بالأول .. فإن غرضه أن توصف بوصف الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه

وعليك بصلة الرحم .. فإنها شجنة من الرحمن وبها وقع النسب بيننا وبين الله .. فمن وصل رحمه وصله الله .. ومن قطع رحمه قطعه الله

وإذا استشرت فى أمر فقد أمنك المستشير فلا تخنه .. فإن كان فى نكاح فإن شئت أن تذكر ما تعرفه فيمن سئلت عنه مما يكرهه لو سمعه فإن ذلك الذكر ليس بغيبة يتعلق بها ذم .. فإن كنت من أهل الورع الأشداء فيه ويحوك فى نفسك شىء من هذا الذكر فلا تذكر ما تعرف فيه من القبيح وقل كلاما مجملا .. مثل أن تقول : ما تصلح لكم مصاهرته .. من غير تعيين .. ويكفى هذا القدر من الكلام .. فإن كنت تعلم من قرائن الأحوال أن هذا الأمر الذى تذمه به فى نظرك لا يقدح عند القوم الذين يطلبون نكاحه فما خنتهم إذا لم تذكر لهم ما يقبح عندك فإنه ليس بقبيح عندهم وهم مقدمون عليه ... وهذا موقوف على معرفة أحوال الناس

ومثل هذا الكلام فى الأسانيد فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كان أحمد بن حنبل يقول ليحيى بن معين : تعال نغتب فى الله .. والمستشار مؤتمن

وإياك والأكل والشرب فى أوانى الذهب والفضة .. وإياك والجلوس على مائدة يدار عليها الخمر .. ولا حرام أصلا ..

واجتنب لباس الحرير والذهب إن كنت رجلا وهو حلال للمرأة

وإذا رأيت رؤيا تحزنك واستيقظت فاتفل عن يسارك ثلاث مرات .. وقل أعوذ بالله من شر ما رأيت .. وتحول عن جنبك الذى كنت عليه فى حال رؤياك إلى الجنب الآخر .. ولا تحدِّث بما رأيت فإنها لا تضرك ... فحافظ على مثل هذا تر برهانه .. فإن كثيرا من الناس وإن استعاذوا يتحدثون بما رأوه ... وقد ورد أن الرؤيا معلقة من رجل طائر فإذا قالها سقطت لما قيلت له

وعليك باستعمال الطيب فإنه سنة .. واستعمل منه إن كنت ذكرا ما ظهر ريحه وخفى لونه .. وإن كنت امرأة فاستعمل منه ما ظهر لونه وخفى ريحه ... فإن الحديث النبوى بهذا ورد

وعليك بالسواك لكل صلاة .. وعند كل وضوء .. وعند دخولك إلى بيتك فإنه مطهرة للفم ومرضاة للرب ... وقد ورد ( أن صلاة بسواك تفضل سبعين صلاة بغير سواك ) ذكره ابن زنجويه فى كتاب الترغيب فى فضائل الأعمال

وإياك واليمين الغموس فإنها تغمس صاحبها فى الإثم .. فإن الناس اختلفوا فى كفارتها .. فمنهم من ألحقها فى الكفارة بالأيمان .. ومنهم من قال إنها لا كفارة فيها .. وهى اليمين التى تقطع بها حقا للغير وجب عليك

وفى هذا فقه عجيب دقيق لمن نظر وتفقه فى وجوب الحق .. متى يكون .. وبأى صفة يكون .. وما منعنى أن أبينه للناس إلا سد الذريعة حتى لا يتأول فيه الجاهل فيجاوز القدر الذى نذكره فيقع فى الإثم وهو لا يشعر ... فإن الفقهاء أغفلوا هذا الوجه الذى أومأنا إليه .. وما ذكروه

وإياك والمراء فى القرآن فإنه كفر بنص الحديث .. وهو الخوض فيه بأنه محدث أو قديم أو هل هذا المكتوب فى المصاحف والمتلو المتلفظ به عين كلام الله أو ما هو عين كلام الله .. فالكلام فى مثل هذا والخوض فيه هو الخوض فى آيات الله .. وهذا هو المراء والجدال فى القرآن الداخل فى قوله تعالى {وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره} فسماه حديثا .. وليس إلا القرآن .. فلو أراد آيات غير القرآن لقال فيها بضمير الآية أو الآيات فليس للذكورية هنا دخول إلا إذا أراد آيات القرآن والقرآن خبر الله والخبر عين الحديث .. وقال {ما يأتيهم من ذكر} و {إنا نحن نزلنا الذكر} والذكر الحديث .
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 19, 2014 12:33 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
وصية

اكظم التثاؤب ما استطعت فإنه من الشيطان ... وإياك أن تصوت فيه فإن ذلك صوت الشيطان ... والعطاس فى الصلاة من الشيطان أيضا .. وفى غير الصلاة العطاس ليس من الشيطان

وإياك والطرق .. وهو الضرب بالحصى ... قال الشاعر :

لعمرك ما تدرى الضوارب بالحصى ..... ولا زاجرات الطير ما الله صانع

وكذلك العيافة والطيرة .

وعليك بالفأل ... والطيرة شرك

وإياك والبصاق فى المسجد .. فإن غفلت فادفنها فذلك كفارتها .. وإياك أن تستقبل القبلة ببصاقك ولا بخلائك ولا تستدبرها أيضا ببول ولا غائط .. فإن ذلك من آداب النبوة

وإذا أردت أن تأكل فاغسل يديك قبل الأكل وبعده .. وزد المضمضة منه فى الغسل بعده

وعليك بالإحسان إذا ملكت يمينك من جارية وغلام ... ولا تكلفهما فوق طاقتهما وإن كلفتهما فأعنهما فإنهما من إخوانكم .. وإنما الله ملككم رقابهم ... الكل بنو آدم .. فهم إخوتنا فراع الله فيهم .. واعلم أنك مسئول عنهم يوم القيامة .. وإذا عاقبت أحدهم على جناية فاعلم أن الله يوم القيامة يوقف العبد وسيده بين يديه ويحاسبه على جنايته وعلى عقوبته على ذلك فإن خرجت رأسا برأس كان .. وإن كانت العقوبة أكثر من الجناية اقتص للعبد من السيد .. فتحفظ ولا تزد فى العقوبة على ثلاثة أسواط .. فإن كثَّرت فإلى عشرة .. ولا تزد إلا فى إقامة حد من حدود الله فذلك حد الله لا تتعداه وإن عفوت عن العبد فى جنايته فهو أولى بك وأحوط لك

وإذا جئت إلى بيت قوم فاستأذن ثلاث مرات .. فإن أذن لك وإلا فارجع .. ولا تنظر فى بيت أخيك من حيث لا يعرف بك .. فإنك إذا نظرت فقد دخلت .. وإنما جعل الإذن من أجل البصر . قال الله تعالى {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا} وقال {فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا}.. وثبت فى الحديث ( الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع )

وإياك أن تتخذ الجرس فى عنق دابتك .. فإن الملائكة تنفر منه .. وقد ورد بذلك الحديث النبوى .

وكان بمكة رجل من أهل الكشف يقال له ابن الأسعد من أصحاب الشيخ أبى مدين صحبه ببجاية .. فكان يوما بالطواف وهو يشاهد الملائكة تطوف مع الناس فنظر إليهم وإذا هم قد تركوا الطواف وخرجوا من المسجد سراعا فلم يدر ما سبب ذلك .. حتى بقيت الكعبة ما عندها ملَك .. وإذا بالجمال بالأجراس فى أعناقها قد دخلت المسجد بالروايا تسقى الناس .. فلما خرجوا رجعت الملائكة ... وقد ثبت أن الجرس مزامير الشيطان


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: وصايا مهمة للسالكين - للشيخ محيى الدين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 19, 2014 12:40 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
يقول الفقير مريد الحق :

هذه متابعة متواضعة فى حكم وعلة النهى عن اتخاذ الجرس .. ونذكر تخريجه أولا .. ثم ننظر فى علة النهى .. وبعد ذلك أذكر نكتة وقعت ممن يسمون أنفسهم " إخوة " وهم ظاهرية .. لا فهم لهم .

أما تخريجه ... فقد أخرجه مسلم والترمذى وأبو داود .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( لاَ تَصْحَبُ المَلاَئِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أوْ جَرَسٌ )) .

وعنه : أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال (( الجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ )) . رواه مسلم .

وأما عن معنى ذلك النهى ... وما يتعلق به فى الزمن الذى نعيشه الآن ..

فقال أبو الوليد الباجى فى المنتقى شرح الموطأ (4/351)

( فَصْلٌ ) ذَكَرَ فِي التَّرْجَمَةِ نَزْعَ الْمَعَالِيقِ وَالْجَرَسِ مِنْ الْعَيْنِ وَلَا ذِكْرَ لَهَا فِي الْحَدِيثِ إِلَّا بِمَعْنَى أَنَّهَا لَا تُعَلَّقُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ إِلَّا بِقِلَادَةٍ فَاقْتَضَى الْأَمْرُ بِنَزْعِ الْقَلَائِدِ أَنْ لَا يَنْزِعَهَا إِلَّا أَنَّ هَذَا إنَّمَا يَكُونُ إِذَا حُمِلَ الْأَمْرُ بِنَزْعِ الْقَلَائِدِ عَلَى عُمُومِهِ

وَفِي الْعُتْبِيَّةِ عَنْ مَالِكٍ فِي كَرَاهِيَةِ الْقَلَائِدِ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ الْجَرَسُ أَشَدُّهُ وَمَا أَرَاهُ كَرِهَ الْجَرَسَ إِلَّا لِصَوْتِهِ

قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ سَأَلْت مَالِكًا عَنْ الْأَكْرِيَاءِ يَجْعَلُونَ الْأَجْرَاسَ فِي الْحَمِيرِ وَالْإِبِلِ الَّتِي تَحْمِلُ الْقُرْطَ وَغَيْرَهُ قَالَ : مَا جَاءَ فِيهِ إِلَّا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ وَتَرْكُهُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيمٍ لَهُ

قَالَ مَالِكٌ : إِنَّ سَالِمًا مَرَّ عَلَى عِيرٍ لِأَهْلِ الشَّامِ وَفِيهَا جَرَسٌ فَقَالَ لَهُمْ سَالِمٌ : إِنَّ هَذَا يُنْهَى عَنْهُ قَالُوا لَهُ : نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْك .. إنَّمَا يُكْرَهُ الْجُلْجُلُ الْكَبِيرُ فَأَمَّا مِثْلُ هَذَا الصَّغِيرُ فَلَا بَأْسَ بِهِ ، فَسَكَتَ سَالِمٌ . انتهى

وأما الإمام محمد بن الحسن صاحب أبى حنيفة .. فله فهم آخر .. مشروط بشرط .. وليس على إطلاقه .. قال فى الموطأ - من رواية محمد بن الحسن - (3 / 377)

مالك أخبرنا نافع عن سالم بن عبد الله عن الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : العير التي فيها جرس لا تصحبها الملائكة

قال محمد : وإنما روي ذلك في الحرب لأنه ينذر به العدو .

يتبع بمشيئة الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 93 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 62 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط