موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 1:29 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2248
مكان: مصر المحروسة بآل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين .
وبعد...

ففي القرآن القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الأدب العالي مع سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم نأخذ منها قوله سبحانه : (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ).
[الفتح :9]

عن قتادة رضي الله عنه :{وتعزروه} قال: تنصروه {وتوقروه} قال: أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه . [الدر المنثور في التفسير بالمأثور]

وكذلك في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلّم فيها السادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم الأدب الجم مع حضرته صلى الله عليه وآله وسلم نأخذ منها ما جاء عن أبي سعيد بن المعلّى رضى الله عنه قال: " كنت أصلّي في المسجد فدعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم أجبه.
فقلت: يا رسول الله إنّي كنت أصلّي فقال: «ألم يقل الله: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ؟» ...إلى آخر الحديث " .
[صحيح البخاري]


لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم الذين اختارهم الله ليكونوا أصحاب حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم أهل أدب ووقار مع سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
امتثلوا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة وحبا وفناءا فحفظوا حقوق سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وآله وسلم، وتأدبوا معه صلى الله عليه وسلم بما يليق بمقامه الشريف، وفضله المنيف. فلقد أدبهم ورباهم من قال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " صلى الله عليه وآله وسلم فكان صلى الله عليه وآله وسلم نعم المربي والمؤدب (إن جاز التعبير)
ثم كان أهل البيت علي جدهم وعليهم الصلاة و السلام والصحابة الكرام علموا الدنيا كيف يكون الأدب مع سيد الأنام , سيد الأكوان , من أمنه ربه على الخلق صلى الله عليه وآله وسلم
تجد ذلك في ما ورد عن حضرتهم من أدبهم في أقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم مع حضرة سيد الأكون صلى الله عليه وآله وسلم .
ولنستعرض نماذج من أدب حضرتهم مع حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعل الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم وعليهم السلام ينظرون إلينا نظرة نكون بها من أهل الأدب والخطاب وألا نشقى بعدها أبدا ببركة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم .



ـ جاء في صلح الحديبية : " ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا ، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ".
[صحيح البخاري]

ـ وفي نفس الحديث أن عروة بن مسعود : " جَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ المِغْفَرُ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .[ صحيح البخاري]

قال العلماء: وقد كانت عادة العرب أن يتناول الرجل لحية من يكلمه، لا سيما عند الملاطفة، وفى الغالب إنما يصنع ذلك النظير بالنظير، لكن كان صلى الله عليه وسلم- يغضى لعروة استمالة له وتأليفا. والمغيرة يمنعه إجلالا للنبى- صلى الله عليه وسلم- وتعظيما. [المواهب اللدنية بالمنح المحمدية]

ـ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ، وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ". [صحيح مسلم]

ـ قال ابن إسحاق: فخرج عثمان إلى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.[االسيرة النبوية لابن هشام]

ـ وجاء في صلح الحديبية أيضا : " عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الحُدَيْبِيَةِ، كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَيْنَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ المُشْرِكُونَ: لاَ تَكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، لَوْ كُنْتَ رَسُولًا لَمْ نُقَاتِلْكَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُهُ»، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ..إلى آخر الحديث " .[ صحيح البخاري]

وإباء سيدنا عليٍّ من محوه أدب منه وإيمان، وليس بعصيان فيما أمره به، والعصيان هنا أبر
من الطاعة له وأجمل في التأدب والإكرام.
[شرح صحيح البخاري لابن بطال]

وقال النووي : وهذا الذي فعله علي رضي الله عنه من باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبي صلى الله عليه و سلم تحتيم محو علي بنفسه ولهذا لم ينكر .
[المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج]


ـ عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: قِيلَ لِلْعَبَّاسِ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَوُلِدْتُ قَبْلَهُ» .[فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل]

وعن أبي رزين قال : قيل للعباس : أيما أكبر أنت أم النبي صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : هذا أكبر مني وأنا ولدت قبله . وكان العباس أسن من النبي صلى الله عليه و سلم ولد قبل الفيل بثلاث سنين .رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد]

ـ وعن أبي أيوب: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّفْلِ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعِلْوِ، قَالَ: فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ لَيْلَةً، فَقَالَ: نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَحَّوْا فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السُّفْلُ أَرْفَقُ»، فَقَالَ: لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا، فَتَحَوَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُلُوِّ، وَأَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ....إلى آخره ".[ صحيح مسلم]

وفي المعجم الكبير : عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ فَأُنْزِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّفْلَ، وَنَزَلَ أَبُو أَيُّوبَ الْعُلُوَّ، فَلَمَّا أَمْسَى وَبَاتَ، فَجَعَلَ أَبُو أَيُّوبَ يَذْكُرُ أَنَّهُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلَ مِنْهُ، وَهُوَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوَحْيِ، فَجَعَلَ أَبُو أَيُّوبَ لَا يَنَامُ يُحَاذِرُ أَنْ يَتَنَاثَرَ عَلَيْهِ الْغُبَارُ ويَتَحَرَّكُ فَيُؤْذِيَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا جَعَلْتُ اللَّيْلَةَ فِيهَا غَمْضًا أَنَا وَلَا أُمُّ أَيُّوبَ، قَالَ: «وَمِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟» ، قَالَ: ذَكَرْتُ أَنِّي عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ أَنْتَ أَسْفَلَ مِنِّي، فَأَتَحَرَّكُ فَيَتَنَاثَرُ عَلَيْكَ الْغُبَارُ، ويُؤْذِيكَ تَحْرِيكِي، وَأَنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْوَحْيِ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ يَا أَبَا أَيُّوبَ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ بِالْغَدَاةِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وبِالْعَشِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ أُعْطِيتَ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَكُفِّرَ لَكَ بِهِنَّ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَكَ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَعِدْلِ عَشْرٍ مُحَرَّرِينَ، تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ لَا شَرِيكَ لَهُ». [المعجم الكبير للطبراني]

ـ وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "إِنَّ أَبْوَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تُقْرَعُ بِالْأَظَافِيرِ". [الأدب المفرد]

ـ وعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَتْ : لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى ، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ أَيْ بُنَيَّةُ : اظْهَرِي بِي عَلَى أَبِي قَبِيسٍ , قَالَتْ : وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ , قَالَتْ : فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، مَاذَا تَرَيْنَ ؟ قَالَتْ : أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا ، قَالَ : تِلْكَ الْخَيْلُ ، قَالَتْ : وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا ، قَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، ذَلِكَ الْوَازِعُ يَعْنِي الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : قَدْ وَاللَّهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ ، فَقَالَ : قَدْ وَاللَّهِ إِذَا دَفَعَتْ الْخَيْلُ ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي ، فَانْحَطَّتْ بِهِ ، وَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ ، وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ ، فَتَلَقَّاها رَّجُلُ ، فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا , قَالَتْ : فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ ، يَعُودُهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ " . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : " أَسْلِمْ " , فَأَسْلَمَ ، وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ " , ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ وَبِالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ : يَا أُخَيَّةُ ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ . [مسند الإمام أحمد بن حنبل]

ـ وعن أنس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر فلا يرفع إليه منهم أحد بصره إلا أبو بكر وعمر فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ويتبسمان إليه ويتبسم إليهما". [تاريخ دمشق لابن عساكر]


ـ وعن عمرو بن العاص قال : " ... وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه " . [صحيح مسلم]

ـ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسِ قَوْمِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعْضُهُمْ مُقْبِلٌ عَلَى بَعْضٍ يَتَحَدَّثُونَ، فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ: «انْظُرْ إِلَيْهِمْ، أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَبَعْضُهُمْ مُقْبِلٌ عَلَى بَعْضٍ، أَمَا وَاللهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، ثُمَّ لَا أَرْجِعُ إِلَيْكُمْ أَبَدًا»...إلى آخره ". [المعجم الكبير للطبراني]

ـ عن أسامة بن شريك قال: " كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم...إلى آخر الحديث". [المستدرك على الصحيحين]


ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ : " سَأَلْتُ أَبِي ، عَنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُلَسَائِهِ ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ ، وَلاَ صَخَّابٍ وَلاَ فَحَّاشٍ ، وَلاَ عَيَّابٍ وَلاَ مُشَاحٍ ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لاَ يَشْتَهِي ، وَلاَ يُؤْيِسُ مِنْهُ رَاجِيهِ وَلاَ يُخَيَّبُ فِيهِ ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاَثٍ : الْمِرَاءِ وَالإِكْثَارِ وَمَا لاَ يَعْنِيهِ ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلاَثٍ : كَانَ لاَ يَذُمُّ أَحَدًا وَلاَ يَعِيبُهُ ، وَلاَ يَطْلُبُ عَوْرتَهُ ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لاَ يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ لَيَسْتَجْلِبُونَهُمْ وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يِطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ ، وَلاَ يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكَافِئٍ وَلاَ يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ ".
[الشمائل للترمذي]

ـ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَا يَرْفَعُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَصَرَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمَا وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا". [سنن الترمذي]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِي الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ


ـ عن موسى، وعيسى، ابني طلحة عن أبيهما طلحة: " أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أين السائل عمن قضى نحبه؟» قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا ممن قضى نحبه". هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير.[سنن الترمذي]


ـ عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم من الأنصار: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا بها وجوههم وجلودهم ،فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لم تفعلون هذا ؟ قالوا : نلتمس به البركة ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذ جاره ".
[شعب الإيمان للبيهقي]

ـ وقال البراء بن عازب: " لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر فاؤخر سنين من هيبته".[الشفا بتعريف حقوق المصطفى]

_________________

يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمه قسم من أعظم القسم

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجاه سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 10, 2015 1:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7592
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 15, 2015 12:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2248
مكان: مصر المحروسة بآل البيت عليهم السلام
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل / فراج يعقوب

على دعائكم ومروركم الكريم

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم

_________________

يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمه قسم من أعظم القسم

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجاه سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 16, 2024 9:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2248
مكان: مصر المحروسة بآل البيت عليهم السلام
موضوع أدب الصحابة مع الحبيب المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم موضوع غاية في الأهمية
وفي ذات الوقت موضوع جميل وشيق وجذاب ويبين جانبا هاما من نفسية الصحابة رضوان الله عليهم
وشعورهم تجاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا الجانب يدفعك دفعا أن تُحبهم وتُجلّهم، وأن تتأدب معهم لتأدبهم مع حبيبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويبين أيضا جانبا من عظمة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال عظيم هيبته وجلاله صلى الله عليه وآله وسلم
وعظيم رأفته ورحمته وكريم خلقه صلى الله عليه وآله وسلم
فهذه الصفات وإن اجتمعت في شخص أُجبر الناس على حبه واحترامه
فما بالكم إن كانت جزًأ من صفاتِ من جَمع كل المحامد والأخلاق وبَلغ الذروة والكمال فيها
وفوق ذلك نبوته وسيادته على كافة الخلق من قِبل الخالق سبحانه.
الصحابة رضي الله عنهم تَربو على يدِ سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وآله وسلم
حتى لكأنَّ نظر سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم تربية.
ومُشاهدتِهم لحضرتهِ صلى الله عليه وآله وسلم تربية.
مواقف أدب الصحابة مع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يحصيها العد وقد لا تقع تحت الحصر.
هذه المواقف تُطربك طربًا من جميلِ عظيم أدبهم بل وعظيم حبهم وفنائهم في نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن شئت الدقة فإن كل حياة الصحابة مع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممزوجة بين عظيم الأدب وعظيم المحبة.
هذا الموضوع يستحق أن يُفرد له مؤلف بشكل خاص
خاصة ونحن في زمن عَزَّ فيه الأدب وكَثُر فيه التطاول
حتى وصل إلى جناب النبوة وإلى ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وللأسف ممن ينتسبون لهذا الدين
بالصدفة وأنا أبحث عن هذا الموضوع في هذا المنتدى المبارك (موضوع أدب الصحابة) لكي أكمل فيه ظهر لي في نتائج البحث موضوع
لمولانا الدكتور محمود صبيح حفظه الله بعنوان (فلسفة مع غباء مع قلة أدب أدى إلى حكم إعدام)
يدور حول كاتب موريتاني أساء الأدب مع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال مقال له منشور
فصدر عليه الحكم بالإعدام حيث أنه أورد بعض الشبهات في مقاله
وساقها من خلال فهمه و استنتاجه العقيم أو بالمجمل جهله المركب هذا إن أحسنا به الظن.
أو من خلال ضرب وهدم ثوابت الثوابت من الجذور كما هو فعل المنافقين السابقين والمتأخرين. وهذا رابطه https://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopi ... A9#p149356
فهذا الموضوع (أدب الصحابة) لا يعني المنافقين ولكن المَعْنِيّ به هؤلاء الجهلة المغرر بهم من قِبل المنافقين ومن على شاكلتهم.
موضوع أدب الصحابة يرد على المتمسلفة والوهابية ومن تابعهم وسار على دربهم ومنهجهم
ويبين لهم كيف كان الصحابة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يرد على من ينهي عن لفظ السيادة لسيدنا النبي في التشهد بدعوى الاتباع وامثال الأمر
وذلك من خلال موقف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صلح الحديبية
الذي أوردناه في المشاركة الأولى من هذا الموضوع ومن خلال موقف حبر الأمة
الذي امتنع عن محاذاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة
رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أقامه بحذائه (أي بجواره) وسنورده أيضا إن شاء الله تعالى.
الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل به أمر إلهي في كتاب خالد يُتلى إلى قيامِ الساعة
فمن امتثل الأمر فهو محمود ومأجور.
وإن كان الصحابة رضي الله عنهم وأحباب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأدبون مع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من باب المحبة الصرفة ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم أهل لذاك.
فصلى الله وسلم على من قال له ربه: (وإنك لعلى خلق عظيم).
ورضي الله عن الصحابة الكرام، وعن كل من أحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتأدب معه.


يتبع إن شاء الله

_________________

يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمه قسم من أعظم القسم

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجاه سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 17, 2024 4:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2248
مكان: مصر المحروسة بآل البيت عليهم السلام
عن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّه دخلَ المسجدَ فإذا ميزابٌ للعبَّاسِ شارِعٌ في مسجدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسيلُ ماءُ المطرِ منه في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ بيدِهِ فقلَعهُ الميزابُ فقال هذا الميزابُ يسيلُ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له العبَّاسُ والَّذي بعثَ محمَّدًا بالحقِّ إنَّه هو الَّذي وضعَ هذا الميزابَ في هذا المكانِ ونزعْتَهُ أنت يا عمرُ فقال عمرُ ضَعْ رِجليكَ على عنُقي لتردَّهُ إلى ما كان ففعَلَ ذلك العبَّاسُ. (تحفة المحتاج)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: لَمَّا نزَلَتْ هذه الآيةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} قال ثابتُ بنُ قيسٍ : أنا واللهِ الَّذي كُنْتُ أرفَعُ صوتي عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أخشى أنْ يكونَ اللهُ قد غضِب علَيَّ فحزِن واصفَرَّ ففقَده رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسأَل عنه فقيل : يا نَبيَّ اللهِ إنَّه يقولُ : إنِّي أخشى أنْ أكونَ مِن أهلِ النَّارِ إنِّي كُنْتُ أرفَعُ صوتي عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بل هو مِن أهلِ الجنَّةِ ) فكنَّا نراه يمشي بَيْنَ أظهُرِنا رجُلٌ مِن أهلِ الجنَّةِ (صحيح ابن حبان)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لكَ عِلْمَهُ، فأتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا في بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقالَ: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ؛ كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو مِن أَهْلِ النَّارِ، فأتَى الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ أنَّهُ قالَ كَذَا وكَذَا. [وفي رِوايةٍ:] فَرَجَعَ المَرَّةَ الآخِرَةَ ببِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: اذْهَبْ إلَيْهِ، فَقُلْ له: إنَّكَ لَسْتَ مِن أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنْ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ.(صحيح البخاري)
وفي رواية عن سيدنا أنس أيضا: لمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} قال: وكان ثابتُ بنُ قَيسٍ رفيعَ الصوتِ، فلمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ جلَس في بيْتِهِ وقال: أنا الذي كُنْتُ أرفَعُ صَوتي فوقَ صَوتِ النَّبيِّ وأجهَرُ له بالقولِ، حبِط عمَلي، وأنا مِن أهلِ النَّارِ، ففقَدهُ النَّبيُّ عليه السَّلامُ، فأتاهُ رجُلٌ من أصحابِهِ فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَدكَ، فقال: أُنزِلتْ فيَّ هذه الآيةُ، أنا الذي كُنْتُ أرفَعُ صَوتي فوقَ صَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأجهَرُ له بالقولِ، فحبِط عمَلي، وأنا مِن أهلِ النَّارِ، فأتى به الرَّجُلُ فقال: إنَّه يقولُ: كَذا، وكَذا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بلْ هو مِن أهلِ الجَنَّةِ، قال أَنسٌ: فكُنَّا نَراهُ يمشي بيْنَ أظهُرِنا، ونحنُ نعلَمُ أنَّه مِن أهلِ الجَنَّةِ، فلمَّا كان يومُ اليمامةِ كان في بعضِنا بعضُ الانكشافِ، فأقبَل، وقدْ تكفَّن، وتحنَّط، فقال: بِئسَما عوَّدْتُم أقرانَكم، فقاتَلَهم حتى قُتِلَ رحِمهُ اللهُ.( تخريج مشكل الآثار)


عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رأى خاتمًا من ذَهَبٍ في يدِ رجلٍ فنزعَهُ وطرحَهُ وقالَ : أيعمَدُ أحدُكُم إلى جمرةٍ من نارٍ فيجعلُها في يدِهِ فقيلَ للرَّجلِ بعدما ذَهَبَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : خُذ خاتمَكَ فانتفِع بِهِ ، قالَ : لا واللَّهِ لا آخذُهُ أبدًا وقد طرحَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ). (أخرجه مسلم)

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لي بالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِن خَلْفِي، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الغَضَبِ، قالَ: فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إذَا هو رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا هو يقولُ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، قالَ: فألْقَيْتُ السَّوْطَ مِن يَدِي، فَقالَ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، أنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ علَى هذا الغُلَامِ، قالَ: فَقُلتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا. [وفي رواية]: فَسَقَطَ مِن يَدِي السَّوْطُ مِن هَيْبَتِهِ [وفي رواية] ، أنَّهُ كانَ يَضْرِبُ غُلَامَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: أَعُوذُ باللَّهِ، قالَ: فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، فَقالَ: أَعُوذُ برَسولِ اللهِ، فَتَرَكَهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عليه، قالَ: فأعْتَقَهُ.(صحيح مسلم)


* اشتهر عن أهل الله قولهم: (محبة مع أدب وصول بلا تعب)

*وقال رويم بن أحمد البغدادي لابنه: يا بني! اجعل عملك ملحًا وأدبك دقيقاً.
قال له هذا مع أن المعروف أن نسبة الملح تكون قليلة حتى يصلح الطعام، فقوله له: اجعل عملك ملحاً يعني: قليلاً.
لكن اجعل أدبك هو الدقيق،
قال: اجعل عملك ملحاً، وأدبك دقيقاً .يأمره بالاستكثار من الأدب، حتى تكون نسبة الأدب في سلوكه من حيث الكثرة كنسبة الدقيق إلى الملح الذي يوضع فيه.
وكثير من الأدب مع قليل من العمل الصالح خير من كثير من العمل مع قلة الأدب.

* وقال ابن المبارك رحمه الله تعالى: إذا وصف لي رجل له علم الأولين والآخرين لا أتأسف على فوت لقائه، وإذا سمعت رجلاً له أدب النفس أتمنى لقاءه، وأتأسف على فوته.
رزقنا الله الحب والأدب وحسن الخلق بجاه سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم


يتبع إن شاء الله تعالى

_________________

يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمه قسم من أعظم القسم

اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجاه سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 7365
تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيكم الأخ الفاضل ابن حجر

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 3:24 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2854
حتى لا أحرم كتب:
تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيكم الأخ الفاضل ابن حجر

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 10:51 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553

الفاضل ابن حجر

جهد مشكور

زادك الله أدبا

وتسجيل حضور ومتابعة

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب الصحابة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2337


﷽___________
اللهم صل على سيدنا محمد النور الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وسلم عليه قدر نظرك إليه
- - -
زادك الله بسطة فى العلم والفهم وجزاك الله خيرا وكساك بأنوار حضرته وجعلكم من خاصته ﷺ)
- - -
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط