الموقع الجغرافى للجزيرة الخضراء :
تقع الجزيرة الخضراء فى منتصف الطرف الشمالى لخليج السويس وهى جنوب مدينة السويس بحوالى 5 كم وتبعد عن ميناء الأدبية ومنطقة الزيتية بحوالى 6 كم – كما تقع جنوب غرب بور توفيق بحوالى 3800متر وغرب عيون موسي بحوالي 5500 متر ،وقد سميت بالجزيرة الخضراء لأنها تتكون من بروز صخرى كبير وسط مياه الخليج فوق غابة من الشعب المرجانية الخضراء اللون .(خريطة خليج السويس) .
أهمية الموقع من الناحية العسكرية :
* السيطرة التامة على المدخل الجنوبى للقناة والملاحة فى خليج السويس .
* السيطرة الأرضية على أراضى محتلة هى لسان بور توفيق – عيون موسى – رأس مسلة – طرق المواصلات البرية شرق القناة إذ كان الموقع يهدد هذه الأهداف وحتى مسافة 12 كم من الموقع .
* إمكانية توفير الحماية للأهداف الحيوية بالمنطقة وذلك بصد الهجمات الجوية بكفاءة نظراً لعدم وجود موانع أرضية وكفاءة الكشف فى جميع الإتجاهات .
* نظراً لإرتفاع الموقع عن مستوى سطح البحر فهو موقع متميز بالنسبة لعمليات الإستطلاع والمراقبة وبالفعل كانت به نقطة الملاحظة الأرضية المتقدمة لقيادة الجيش الثالث الميدانى ونقطة مراقبة وتصحيح نيران المدفعية بالقطاع الجنوبى للقناة .
* كان موقع الجزيرة الخضراء مركزاً رئيسياً يلعب دوراً هاماً فى عمليات الإغارة التى كانت تشنها قواتنا الخاصة على المواقع الإسرائيلية إذ كان بمثابة نقطة الإنطلاق للقوات القائمة بعمليات الإغارة ومكاناً لتجمعها بعد تنفيذ مهامهاومركزاً للسيطرة اللاسلكية على هذه العمليات ومنه بدأت عملية الإغارة على مركز القيادة بعيون موسى وعلى منطقة رأس مسلة – والإغارة على مستودعات الوقود والذخيرة بعيون موسى والتى ظلت النيران مشتعلة فيها قرابة يومين .
الأسباب التى دفعت القيادة الإسرائيلية أن تتخذ القرار بالإستيلاء على موقع الجزيرة الخضراء :
* نظراً لما سبق توضيحه من أهمية الموقع الجغرافى والعسكرى فإن الإستيلاء على مثل هذا الموقع المتميز يعد نصراً كبيراً للقوات الإسرائيلية وإحباطاً للروح المعنوية للقوات المسلحة بأسرها فى ذلك الوقت .
* الرغبة فى الإنتقام من القوات المسلحة المصرية لما ألحقته عملية إغارة قواتنا الخاصة يوم 10/7/1969 على موقع لسان بور توفيق وكبدت الإسرائيليين خسائر فادحة وعادت بأسيرين .
* الرغبة فى تدمير موقع متقدم لوحدات الدفاع الجوى يعمل بمثابة إنذار مبكر لبقية وسائل الدفاع الجوى بالمنطقة إذ كان سباقاً دائماً بفتح نيرانه على الطائرات الإسرائيلية المغيرة نظراً لكفاءة المراقبة وسرعة إكتشاف الأهداف المنخفضة لعدم وجود موانع طبيعية فى نطاق عمل الموقع .
* كف التهديد والإزعاج الذى يسببه الموقع للقوات شرق القناة إذ كان كثيراً ما يتخذ قائد موقع الجزيرة قراره بإطلاق النيران بالمدافع 85 مم ( ذخيرة شديدة الإنفجار تعمل بطابة زمنية طبقاً للمسافة) على العربات والتجمعات والمعدات الهندسية التى تستخدمها القوات الإسرائيلية فى أعمال تعزيز دفاعاتها . وكان ذلك يحدث فيهم خسائر كبيرة وإزعاج مستمر وتعطيل حيال تنفيذ أعمالهم الميدانية .
* وضع القيادة المصرية فى موقف حرج لما سيكون لهذا العمل من تأثير على الخطاب الذى يلقيه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى عيد ثورة 23 يوليو .
* ونظراً لفشل القوات الإسرائيلية فى إسكات وتدمير هذا الموقع بإستخدام الطيران والقصف بالمدفعية طوال عامين – فلم يكن هناك بديلاً عن الإبرار البحرى للإغارة على الموقع لتدميره والإستيلاء عليه.