موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سبحان من يغير ولا يتغير
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 07, 2012 12:13 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14357
مكان: مصـــــر المحروسة

يقف الرئيس المصري حسني مبارك ، بثبات وشجاعة وعقلانية .

وأثبت مبارك أنه زعيم قومي عاقل ورجل دولة مسئول .

وكبر بمصر وعقلاء العرب ، وكبرت معه مصر وعقلاء العرب .

وكان واضحاً أن الرجل يعرف "مكانه" و "زمانه" وقوانين عصره وعالمه بكل الشفافية والوضوح .

وبين شخصية صدام التراجيدية النشاز ، وشخصية مبارك رجل الدولة العاقل ، يتأرجح حاضر ومستقبل الأمة العربية بأثرها . أحدهما يستثير أحط غرائز الغوغائية العربية ، والآخر يستنفر أسمى مباديء الأمة العربية .

لذلك لابد أن يقف كل العرب مع مبارك ، ومع مصر ، ومع قوات السلام العربية في الخليج. ولابد من دعم ما يمثله هذا الرجل من نزعات البقاء والعقلانية والمستقبل .

أخي القاريء :

هل تتوقع من هو قائل تلك الجمل الرنانة الطنانة في حق الرئيس مبارك ؟

إنه سعد الدين إبراهيم

نعم أخي في الله هو نفس الشخص الذي تسمعه الآن يتحدث عن الرئيس مبارك ، ولكن هذا سعد الدين إبراهيم 2011 وذلك سعد الدين إبراهيم 1990 .

فسبحان الذي يغير ولا يتغير

إليكم أحبتي في الله هذه المقالة من جريدة الأهرام المصرية : 25 محرم / 1411هـ - 16 /8 /1990م

رأي

د / سعد البدين إبراهيم

مبارك وصدام والمستقبل العربي

لاشك أن الأزمة التي أحدثها الرئيس العراقي صدام حسن باجتياحه الكويت الشقيق ، ممكن أن تتحول إلى كارثة مدمرة بالنسبة له ، وللعراق ، والخليج . وبقية الوطن العربي . وشأن هذا الرجل هو شأن الشخصية التراجيدية في الأساطير الإغريقية ، يرى الكارثة قادمة أمام عينيه مثل كتاب مفتوح ، ولكنه ، بوعي أو بغير وعي ، يقذف بنفسه إلى قلب الكارثة ، كما لو كان يستجيب لقدر محتوم . وقد قيل الكثير حول فقدان الرجل لرشده السياسي ، واختلطت عليه "الأزمنة" و"الأمكنة" وقوانين الحركة في النظام العالمي. ويتصرف صدام حسين الآن ، كما لو كان يؤمن بأنه استثناء فذ لقوانين التاريخ والاجتماع . بينما كل الشواهد تشير إلى أنه نشاذ صارخ لهذه القوانين . وفي مواجهة هذه الشخصية التراجيدية الناشذة ، يقف الرئيس المصري حسني مبارك ، بثبات وشجاعة وعقلانية . يحاول أن يمنع تحول الأزمة إلى كارثة . ويؤمن أن "الإنقاذ" ممكن وإن الكارثة ليست حتمية . وقد عبر عن ذلك كله في خطابه إلى الأمة يوم الأربعاء 8 /8 /1990 ، ثم أمام مؤتمر القمة يوم الجمعة 10 /8 /1990 . وأثبت مبارك أنه زعيم قومي عاقل ورجل دولة مسئول . وكبر بمصر وعقلاء العرب ، وكبرت معه مصر وعقلاء العرب . وكان واضحاً أن الرجل يعرف "مكانه" و "زمانه" وقوانين عصره وعالمه بكل الشفافية والوضوح . وبين شخصية صدام التراجيدية النشاز ، شخصية مبارك رجل الدولة العاقل ، يتأرجح حاضر ومستقبل الأمة العربية بأثرها . أحدهما يستثير أحط غرائز الغوغائية العربية ، والآخر يستنفر أسمى مباديء الأمة العربية . والمقابلة أو المقارنة هنا ليست بين شخصي أو رئيسين . وإنما هي بين ظاهرتين ، وبين نزعتين ، وبين اتجاهين . ظاهرة "البقاء" في مقابل ظاهرة "الفناء" ، ونزعة "عقلانية" في مواجهة نزعة "خرافية" ، اتجاه نحو "المستقبل" ، واتجاه "نحو الماضي" .وسواء يدرك الرجلان ذلك بوعي أو لا يدركانه ، إلا إنهما في لحظة الدرامة القومية هذه ، يجسمان كل جدليات التاريخ والاجتماع العربي. ولأننا مع "البقاء" و"العقلانية" و"المستقبل" ، فلا يمكن ولا ينبغي أن نترك رجلاً واحداً في قطر عربي واحد يقرر مصير مائتي مليون عربي ، خاصة إذا كان هذا الرجل شخصية تراجيدية ناشذة ، تجسم نزعات "الفناء"و"الخرافة"و"الماضي" . لذلك لابد أن يقف كل العرب مع مبارك ، ومع مصر ، ومع قوات السلام العربية في الخليج. ولابد من دعم ما يمثله هذا الرجل من نزعات البقاء والعقلانية والمستقبل - بالمال والسلاح والرجال . ففي أمتنا من لديهم فيض من الرجال ، وفيها من لديهم فيض من المال والسلاح . ولابد من المزاوجة بين الرجال والمال والسلاح بلا وهن أو تردد . فإذا فعلنا ذلك بحسم وجدية ، فلابد للأزمة أن تنتهي دون أن تتحول إلى كارثة عربية . لقد كلفت الأزمة التي خلقها صدام حسين لنفسه وللعراق والخليج والوطن العربي في أسبوعين فقط ما يوازي عشرة مليارات دولار ، ذهبت هباءً منثوراً . غير كل الآلام الإنسانية والبشرية لشعب الكويت والعرب والعالم ، هي آلام لا تقدر بمال . ولعل في هذه الحقيقة وحدها أحد مؤشرات ماكان ينبغي علينا أن نفعله في الماضي . وبالقطع فهي مؤشر لما ينبغي أن نفعله في المستقبل مباشرةً بعد احتواء الأزمة . ونقصد بذلك بناء نظام عربي جديد أكثر تكافلاً بين عرب اليسر وعرب العسر ، منعاً لانفجار أحقاد مكبوتة ، نظام عربي أكثر ديمقراطية ، منعاً لظهور المستبدين المغامرين من أمثال صدام ، نظام عربي أكثر قوة من داخله وعماده مصر ، منعاً لالتهام أقطارنا الصغيرة بواسطة أشقاء جشعين أو أجانب طامعين . ومهما كانت كلفة هذا النظام العربي الجديد - الأكثر تكافلاً وديمقراطية وأمناً - فإنها بالقطع ستكون أقل من تكاليف إهدار المال والبشر والأمن والكرامة لكل الأمة - كما رأينا في الإسبوعين الماضيين .

المصدر :

سلسة : حتى لا ننسى - ملفات بغداد - [1] كارثة الكويت - جدة - المملكة العربية السعودية .

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط