موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 2 ـ ما هو الإسلام والإيمان والإحسان في الشريعة وفي الحقيقة و
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 7:57 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7641
2 ـ ما هو الإسلام والإيمان والإحسان في الشريعة وفي الحقيقة ونصيب كل منهم في الأعتاب, وطول الوقوف على الأبواب, ونصيبهم من الحضرة الشريفة, وما يُكتب لهم من وراثات وأمانات؟؟ :
ـــــــــــــــــــــــــــ
( قالوا إن الإسلام عمل الجوارح (صلاة , صوم, عبادات) والإيمان عمل القلب, فالإيمان بالله وملائكته ورسله ... إلى آخره عمل قلبي لا يطلع عليه إلا الله.…
واستدلوا أيضاً بما ورد عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم فرق في حديث الفاروق عمر بن الخطاب بين الإسلام والإيمان, وأن الإسلام عبارة عن العبادات وأن الإيمان معتقد القلب. وفي حديث ابن عمر تأكيد كون الإسلام هو ما ظهر من العبادات .. أي عمل الجوارح

3 ـ ومنهم من جمع بين الختلاف والتعارض السابق بأن قال ما مؤداه أن الإسلام والإيمان لكل واحد منهما حقيقة لغوية وحقيقة شرعية وقد يطلق على الإسلام: إيمان ... ويطلق على الإيمان: إسلام, وأن كلاً منهما مستلزم للآخر مكمل له.
والإسلام عمل, والإيمان نية واعتقاد, فالعامل لا يكون مسلماً كاملاً إلا إذا اعتقد, و الْمُعْتَقِدُ لا يكون مؤمناً كاملاً إلا إذا عمل.
4 ـ ومنهم من قال إن الإسلام قد يكون أقل من الإيمان وقد يكون أعلى.
فقال الراغب الأصفهاني: الإسلام في الشرع على ضربين:
أحدهما: دون (أقل من) الإيمان. وهو الاعتراف باللسان، وبه يُحْقَنُ الدَّمُ حَصَلَ معه الاعتقاد، أو لم يحصل، وإيَّاه قصد بقوله: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات 14)
والثاني: فوق الإيمان. وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، وقوله:
(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا) (يوسف 101)، أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك. وقال: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران 19) أي الطاعة هي تسليم لأمر الله عز وجل، وهذا الإسلام بين مبدأه ومنتهاه بون بعيد، وكان منتهاه على حسب طاقة البشر حال إبراهيم- عليه السلام- حيث ابتلى، فقيل له أسلم، فقال أسلمت لرب العالمين، ثم وفَّى بما كان منه، وهذا هو الإخلاص المراد من الأولياء".
5 ـ وقال غيره الإيمان أعلى من الإسلام. فقد قال الخطابي وغيره: "كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَلَيْسَ كُلُّ مُسْلِمٍ مُؤْمِنًا" وقال الإمام الغزالي: "الْإِيمَان عبارَة عَن أشرف أَجزَاء الْإِسْلَام".
6 ـ قال الإمام الغزالي ما مفاده أن الإسلام والإيمان قد ورد استعمالهما في الشرع إما على سبيل الترادف, أو الاختلاف, أو التداخل:
أـ الترادف: كقوله: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذاريات 35 - 36) وقوله تَعَالَى: (يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) (يونس 84) وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بني الْإِسْلَام على خمس».
ب ـ الاختلاف: في قوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات 14) وحديث سؤال جبريل عن الإسلام وعن الإيمان وحديث عَن سعد «أَنه صلى الله عليه وآله وسلّم أعْطى رجلاً عَطاء وَلم يُعْط الآخر فَقَالَ لَهُ سعد: يَا رَسُول الله تركت فلَاناً لم تعطه وَهُوَ مُؤمن فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم: "أَو مُسلم" فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَأَعَادَ رَسُول الله».
ج ـ التداخل: «لما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أَي الْأَعْمَال أفضل؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم: الْإِسْلَام. فَقَالَ السائل: أَي الْإِسْلَام أفضل؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم: الْإِيمَان».قال الإمام الغزالي: وهذا دليل على الاختلاف وعلى التداخل وهو أوفق الاستعمالات في اللغة.
7 ـ ومنهم من قال إن مسمى الإيمان هو:
أ ـ التصديق بالجنان (القلب) والإقرار باللسان والعمل بالأركان, وأنه قول وعمل واعتقاد, وأنه يزيد وينقص وهو غالب قول أهل السنة والجماعة.
ب ـ ومنهم من اقتصر فقال: الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب (معرفة القلب) وهو قول الإمام أبي حنيفة.
ج ـ ومنهم من اقتصر أكثر فقال إن الإيمان هو عمل القلب وهو التصديق فقط.
وقصد بعضهم بتصديق القلب: قَبُوله وإذْعانه لما عُلِم بِالضَّرُورَةِ من دين مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم بِحَيْثُ تعلمه عامة الناس من غير نظر واستدلال كالوحدانية والنبوة والبعث والجزاء ووجوب الصلاة والزكاة والحج وحرمة الخمر ونحوها.
مع التنبيه على فروق ألفاظ مسمى الإيمان بين كل من: عقد بالقلب, إقرار بالقلب, معرفة بالقلب, إخلاص بالقلب.ترتب على النقاط السبع السابقة وتفرعاتها مواضيع خلافية كثيرة, فظهرت فرق الخوارج والمرجئة والقدرية والجبرية والمعتزلة وغيرهم, والخوارج أقدم هذه الفرق, من هذه المواضيع: حكم مرتكب الكبيرة في الدنيا والآخرة تاب أو لم يتب, وهل يجوز للإنسان أن يقول: أنا مؤمن؟ أو يقول أنا مؤمن إن شاء الله؟. وهل لأحد أن يقول إيماني كإيمان الأنبياء والملائكة؟ ومواضيع الحد الأدنى من الإسلام وبما يخرج المرء من الدين, وهل الإيمان يزيد وينقص؟ والعذر بالجهل في العقائد, وحكم الشرك كبيره وصغيره, وهل يجتمع كفر وإيمان في قلب عبد أو في إنسان؟ ومعنى «إنك امرؤ فيك جاهلية» , ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «من غشنا فليس منا ... » وما شابه هذه الأحاديث أهي على الحقيقة؟ أم لها معنى آخر؟ ومعنى كفر دون كفر وشرك دون شرك, وحكم المنافق وحكم من كان فيه شعبة من النفاق, والفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي, وحكم اللعن, وحكم من قال لأخيه يا كافر, وحكم من لا يكفر الكافر, وتعريف الزنديق وحكمه, وحكم من أبغض نبياً من الأنبياء أو ملكاً من الملائكة أو انتقص منهم، وحكم ساب أهل البيت وأمهات المؤمنين, وساب الصحابة؟ وأحكام المرتد والاستتابة, وحكم من رمى أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالكفر وسعى لقتالها بزعم أنهم أشركوا .... إلى آخر ما أورده الأئمة في كتب العقائد.
أفرز عدم وضوح هذه النقاط سلاسل من الخوارج والمتنطعين والمتشددين ومن على شاكلتهم, بل وأيضاً أناس من أهل الانحلال. لا يتحمل موضوع هذا الكتاب مناقشة أدلة وأفكار الفرق المختلفة ولا مناقشة الآثار المترتبة على النقاط السبع السابق ذكرها, فغرض هذا الباب هو توضيح الفروق بين المسلم والمؤمن والمحسن من ناحية قدومهم على الأعتاب المحمدية واستئذانهم في الحضرة, وحظ كل منهم من الحضرة وأمدادها ونصيبهم من نور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. فنكتفي بتسهيل وتوضيح معنى ومسمى واستعمال مصطلح الإسلام والإيمان في:
1 ـ الشريعة 2 ـ والحقيقة )
ــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط