يَا نَفْسُ نِلْتِ الْمُنَى فاسْتَبْشِرِي وسَلِي * هَذَا الْحَبِيبُ وهَذَا سَيِّدُ الرُّسُلِ
هَذَا الذَّيِ مَلأَتْ قَلْبِي مَحَبَّتُهُ * هَذَا الَّذِي سَهِرَتْ مِنْ أَجْلِهِ مُقَلِي
هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَهْوَاهُ وفُزْتُ بِهِ * يَا تَرْحَتِي انْفَصِلِي يَا فَرْحَتِي اتَّصِلِي
هَذَا الَّذِي الْخَلْقُ مِنْ أَشْوَاقِهِ هَجَرُوا * لِلأَهْلِ والصَّحْبِ والأَبْنَاءِ والطَّلَلِ
هَذَا الَّذِي لِلْهُدَى والدِّينِ أَرْشَدَنَا * لِمِلَّةٍ شَرْعُهَا يَسْمُو عَلَى الْمِلَلِ
هَذَا الَّذِي انْشَقَّ إكْرَاماً لَهُ قَمَرٌ * لَمَّا أَشَارَ لَهُ فِي مَحْفِلٍ حَفِلِ
هَذَا الَّذِي رَدَّ عَيْناً بَعْدَمَا قُلِعَتْ * ورِيقُهُ قَدْ شَفَى عَيْنَ الإمَامِ عَلِي
هَذَا الَّذِي إنْ مَشَى فِي الرَّمْلِ لاَ أَثَرٌ * يُرَى لَهُ ويُرَى فِي الصَّخْرِ والْجَبَلِ
هَذَا الَّذِي حَنَّ جِذْعٌ عِنْدَ فُرْقَتِهِ * لَهُ أَنِينٌ شَبِيهُ الْوَالِدِ الثَّكِلِ
هَذَا الَّذِي جاءَ بِئْراً وهْيَ مالِحَةٌ * ومَجَّ فِيهَا فَعَادَ الْمَاءُ كالْعَسَلِ
هَذَا الَّذِي فارَ ماءُ مِنْ أَصَابِعِهِ * مِثْلَ الزُّلاَلِ حَكَى الأَنْهَارَ فِي السُّبُلِ
هَذَا الَّذِي إنْ دَعَا جاءَتْ لَهُ شَجَرٌ * تَجُرُّ أَصْلاً لَهَا سَعْياً عَلَى عَجَلِ
هَذَا الَّذِي سَبَّحَ الْحَصْبَا بِرَاحَتِهِ * والضَّبُّ كَلَّمَهُ جَهْراً مَعَ الْجَمَلِ
هَذَا الَّذِي راوَدَتْهُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ * فَرَدَّهَا وإلَى الدُّنْيَا فَلَمْ يَمِلِ
هَذَا الَّذِي فِي مَقَامِ الْعَرْضِ شافِعُنَا * إذَا اسْتَغَثْنَا بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَلِ
هَذَا الَّذِي رَوْضَةٌ مَا بَيْنَ مِنَبْرَهِ * وقَبْرِهِ مِنْ رِيَاضِ الْخُلْدِ لَمْ تَزَلِ
هَذَا الَّذِي فِي مَقَامِ الْحَشْرِ شافِعُنَا * إذَا اسْتَغَثْنَا بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَلِ
يَا سَيِّدَ الْخَلْقِ يَا مَنْ حازَ مَرْتَبَةً * عُلْيَا وقَدْ جَلَّ عَنْ شَبَهٍ وعَنْ مِثْلِ
يَا دُرَّةَ الأَنْبِيَا يَا رَوْضَةَ الْعُلَمَا * يَا مَلْجَأَ الْغُرَبَا يَا سَيِّدَ الرُّسُلِ
كُنْ شافِعِي سَيِّدِي يَوْمَ الْحِسَابِ غَداً * مِنْ حَرِّ نارٍ بِهَا الأَحْجَارُ كالشُّعَلِ
صَلَّى عَلَيْكَ إلَهُ الْعَرْشِ خالِقُنَا * فِي اللَّيْلِ والصُّبْحِ والأَبْكَارِ والأُصُلِ
واخْصُصْ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ أَلْحِقْ بِهِ عُمَراً * كَذَلِكَ عُثْمَانَ ذَا النُّورَيْنِ ثُمَّ عَلِي
والآلِ والصَّحْبِ والأَتْبَاعِ أَجْمَعِهِمْ * أُولِي النُّهَى والْفَخَارِ السّادَةِ النُّجُلِ
والسّابِقِينَ إلَى الإسْلاَمِ قاطِبَةً * والتّابِعِينَ بِإحْسَانٍ وكُلِّ وَلِي