يس
السر فى ترديد سورة الإخلاص كما قلنا فى وصف النبى . عبد واحد هو المصرح له بالكلام فى أحدية الذات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1) وأحدية الأسماء والصفات : اللَّهُ الصَّمَدُ (الإخلاص 2) والتنزيه والتعظيم لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (33) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص 3-4) ، وقراءة الأحدية يحدث بها توحيد حقيقى ، ومعه قُلْ ( فيحدث للإنسان حضور شديد من شدة الترديد ، وكأنه فى حضرة ما تسمع فيها إلا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (33) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (الإخلاص 1-4) ، مخاطِب ومخاطَب . ترديد قل هو الله أحد تُبين لك أن وجوده صلى الله عليه وآله وسلّم لا يقدح فى التوحيد ، فهو عبد الله ورسوله. ترديد قل هو الله أحد فيها جمع شديد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، بما لا يتسع المقام لذكره هنا" انتهى النقل.
كيف نصل لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بــ يس ؟ مع توضيح معنى أن يس هو سر الله فى الوجود؟
قسم الله الصلاة بينه وبين المسلم الذى يقرأ الفاتحة ، فما الذى قسمه رب العزة مع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم ؟. شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. وماذا قسم أيضا ؟ عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبى هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها فى نفسك فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول " قال الله تعالى قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل ، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدنى عبدى ، وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى على عبدى ، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدنى عبدى وقال مرة فوض إلى عبدى ، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل ، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل". فما الذى سأله النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى حضرة قاب قوسين أو أدنى حيث لازمان ولا مكان , سبحان الملك الديان. عن أنس بن مالك فى حديث طويل " ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ". حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم النجوم التى نراها فى السماء قد لا تكون موجودة الآن... احترقت وفنت ، نورها وشعاعها يسافر لنا منذ ملايين السنين , يفصل بيننا وبينها ملايين السنين الضوئية ، فنت ومع ذلك نراها الآن ولآلاف السنين. فما حال من أُسرى به صلى الله عليه وآله وسلّم وكان يقول بعد ذلك: " أبيت عند ربى يطعمنى ويسقين" , فهو هناك عند ربه لكنه موجود بيننا ، مع أن بيننا وبينه زمن سحيق، إن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر . من الصعب أن ندرك حقيقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، سيدنا رسول صلى الله عليه وآله وسلّم فوق النجوم ولم يفن ، هو عند ربه. فى لحظة ما , فى حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض". لم يقل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم كيوم بل قال " كهيئته " ، النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يعرف الفرق بين " كهيئته " و " ك يوم " . كلام عميق عميق جدا فى دورات الزمان , الدورة الزمنية تمت , تمت الدائرة, عما قريب ينتقل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى , وعما قريب تكون الساعة . هل بدأت الدورة حين قال صلى الله عليه وآله وسلم كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ؟ ، أم عند كتابة اسمه على العرش ، أم حينما نودى فى الغيب ، أم حينما كان نورا بين يدى الله عز وجل. كان اليوم يوم النحر اليوم التالى لوقفة عرفات ، وكان المكان البلد الحرام ، أما بداية الدورة فلا يعلمها إلا من شهدها ...كانت نوع من أنواع عرفة , لكن بشكل آخر. بدأت السورة بـ يس وانتهت بقوله تعالى فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس 83) . عن عبد الرحمن بن سعد قال : خدرت رجل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد. ما العلاقة بين خدر الرجل وبين قولك " محمد " أو "يا محمد" ؟. خدر الرجل هو ما نطلق عليه بالعامية تنميل الرجل , وهو عبارة عن عدم سريان الدم فى الأوردة والشعيرات الدقيقة. لما تقول " محمد " معناه واضح حتى تتحرك قدمك وتسير , وتسير الدنيا اذكر من بسببه سارت الحياة . فبذكر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم تكون الحركة ومن غيره تقف الحياة , هذا نوع من أنواع التوسل ونوع من أنواع إثبات المدد ,ونوع من تقريب معنى سر الله فى الوجود , بذكر اسمه زال خدر الرجل , فما بالك به نفسه صلى الله عليه وآله وسلّم ، معناه واضح أنه عليه صلى الله عليه وآله وسلّم حركة الكون ، سر نقطة دائرة الوجود ، حياة الكونين ، قراءة يس تغيبك عن حضورك . إذا غبت عن حضورك أو غُيِّبت ، وفنيت عن غيبتك أو أفنيت ، ملأك وغذاك النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، يحضر مكانك ، ويرى مقامك. من يتكلم عن يس يتكلم عن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، إن كان لك بقية استطعم وتمتع بأنفاسك فى دخولها فى صدرك ، ففيها بركة الشهود , وربما الوجود ، ترقب صمتك واستمع " يس ". يس تجمعك بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأنت لا تدرى , حتى تكون من أصحاب الجمع ، بعض السور تجمعك بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم مناما و " يس " تجمعك يقظة بإذن الله ومدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون. وصل اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم من أقسم الله له وقال {يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}
إنتهى الجزء الثاني من الكتاب وطعم حلاوة يس بقلم مولانا الكريم الدكتور محمود يملأ الروح والقلب الكلام له حلاوة نستمتع به يسعد ويطمئن القلب والروح وقوت الروح أرواح المعاني موعدنا غدا بمشيئة الله تعالى مع الجزء الأول ليكون ختامه مسك كما بدأنا الكلام وهو كله نور وطيب ومسك ماشاء الله لا قوة إلا بالله
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|