اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am مشاركات: 35527
|
مولانا سيدي الكريم مقامه عالي و كبير هو تاج رأسنا و سيدنا الله يزيد حضرته رفعة و علو في الدنيا والآخرة أسأل الله العظيم أن يمد فى عمر مولانا بالصحة و الستر و راحة البال و أن يحفظه و يجبر بخاطره ويزيده رفعة دنيا و دين و نصر علي من يعاديه اللهم آمين
أضع لكم أحبتى و أخواتى فى الله بعض المقتطفات من كتاب مولانا الكريم الفاضل
يس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام الطيبين
يس
حِقْدُ الشيطان على النبى ليس له مثيل ، نقل الشيطان غله وحقده إلى أوليائه وقريش نالت من ذلك نصيباً ، أتاها خير البرية بدين عالمى غير محدود ، وبإمكانيات ليس لها مثيل مع وعود جازمة من الصادق الوعد الأمين بالنصر والتمكين وسيادة العالم فى الدنيا والآخرة ، صبر عليهم النبى كثيراً , كان يقول لهم بلسان الحال: ليس لى مشكلة معكم , أنتم محدودون بزمان ومكان أما أنا فمرسل رحمة للعالمين مَنْ سَبَق ومَنْ لَحَق , يا أهل مكة أنتم خطوة فى الطريق .. أنا قصتى مع الزمن .. أنا عالمى ودينى عالمى ، أخذهم النبى بالرحمة ودعاهم بالحسنى , وأراهم من عجيب قدرة الله ، صبر على أذاهم وظلماتهم ، ولم يصبروا هم على أنواره وطهره وموعوده ، لم يدعُ الله عليهم أن يستأصل شأفتهم - وكان قادراً - ولكن قال " اللهم اغفر لقومى لا يعلمون ". أثبت النبى للكون معنى عبد الله المحض كأعبد ما يكون ، تشرف وتكرم ونادى فى الكون " أنا عبد الله ورسوله" كان كثيرا ما يقول " أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله ، هو منصور محفوظ لا يستطيعون إليه سبيلا ، فَمَعَ النبى تسير الأكوان. رأى المشركون بأنفسهم كيف شُق له القمر ، كم من مطر هطل بدعائه ، أحجار تسلم عليه ، وأشجار تقبل إليه ، حتى الجان آمن به ، منهم جن نصيبين ، - ومحبس الجان فى مكة له قصة - ، بل صَاحَبَ الملائكة العظام فى إسرائه ومعراجه ، وقابل أنبياء أمم يحترمهم العرب. كيف تتفاعل قريش مع الأحداث، ما العمل مع من أخضع الله له العوالم ؟ لم تستطع أحبار يهود ولا رهبان نصارى أن يوقفوه ، كما قلنا آمن به إنس وجن ونبات وجماد ، فمن الذى يستطيع الوقوف فى وجهه. جَدَّ جديد خير خلق الله يعرض نفسه على القبائل ، بأبى وأمى أنت يا رسول الله ، أنت من عُرِضَ عليك أن تصير البطحاء ذهباً ، تعرض نفسك وأنت حبيب الله خير خلق الله المؤيد المنصور !! ، كان الدين هو شخص وذات النبى ، لم يبوب فى كتب السيرة باب عرض الدعوة على القبائل .. إنما النبى عرض نفسه ، الأمر من أوله لآخره " من يشترى النبى نفسه " . يوما ما إظهاراً لفضل النبى يقول له الله " اشفع " وذلك يعنى الإذن بإقامة احتفال لأن العملية أصلا تكريم .. عندما يسجد النبى سجدة لا يعرف أحد ما فيها ، ويقول له الله " اشفع تشفع " ، لم يقل له تَشْفَع لِمَنْ , أى أن الاختيار للنبى ..كان يقول أنا " النبى الأمى الصادق الزكى ، الويل كل الويل لمن كذبنى وتولى عنى وقاتلنى، والخير كل الخير لمن آوانى ونصرنى وآمن بى وصدق قولى وجاهد معى ". يقول لهم النبى بلسان الحال اشترونى كإنسان وليس كدين فقط فالدين بداخلى ، النظر لى عبادة وأفعالى عبادة افعلوها اعملوها فإنها سُنَّة تَعَبَّدوُا بها.. لو اشتريتمونى كرسول من عند الله يكن خيراً كثيراً. أبو لهب - وإن كان كافرا- يخفف عنه فى الآخرة لمجرد فرحه بولادتى .. ، لا تكونوا كإخوة يوسف الذين باعوه بثمن بخس ، إبليس لا يرضى ، وشياطين الإنس والجن يوحون إلى أوليائهم : إن محمداً مثله مثلك ... إذن من يشترينى بالحال الذى أنا فيه .. يقول لهم أنا من عند الله أنا عبد الله ورسوله ، ثم يقول انصرونى !!! فيقول أحدهم : أنت من عند الله ولا تستطيع أن تحمى نفسك! ... وتبشرهم بملك العرب والعجم !! .. إن هذا لأمر عجيب .. ، كان النبى عبداً محضاً ، وكانوا يكلمونه بالنظر والتساؤل.. يقولون هل ربك ترك حمايتك ؟! أم ماذا ؟ عرض النبى نفسه على قبائل كثيرة ، أبى أكثر الناس إلا كفورا ، الأمور كانت واضحة تماما عند رسول الله , رأى النبى المستقبل وتحدث عنه فى الماضى - مثل حديث خشخشة نعل بلال فى الجنة -. لا بد أن يتعلم السالك الناسك العابد من الحضرة الشريفة ، حتى تذهب إلى المدينة لا بد من الذهاب إلى الطائف ، فلعل لك دعاء فيه " إلى من تكلنى؟ ". قبل الفجر الصادق يكون الفجر الكاذب ، وقبل نزول روح الله عيسى آخر الزمان يخرج الدجال . كان النبى يعرض نفسه ولا يجد أحداً يشتريه ، كان الكون يُهَيَّأ لظهور أنفاس جديدة . قَرُبَ الصباح لأهل الفلاح فتنفس تنهدا بل هم فى لبس من خلق جديد . أذن الله بظهور رجال تتحمل التربية المحمدية ، مَنْ تربى فى مكة غلب عليه الجلال ، أخرج الله الرجال من بطون الغيب ، رجال المدينة - الأنصار - أنصار رسول الله قبلوا عرض رسول الله ، لمّا اشتروه قال لهم بعد سنين " المحيا محياكم والممات مماتكم " ، يا لها من نعمة , فوز ونجاة ، تكاملت الصورة بين المهاجرين والأنصار ، لعن الله من انتقصهم. قريش ليست بالهينة , علمت قريش ما كان من أهل المدينة من الأوس والخزرج .. فوجود البديل يقلب الموازين , وهى غريزة فى البشر المؤمن والكافر ، وأخشى ما يخشاه الصالحون أن يستبدل الله بهم قوما آخرين. خروج المؤمنين من مكة إلى الحبشة وإلى المدينة أطار النوم من عين قريش , فقد لان الحديد تحت البأس والنار ، ولم يلن من رباهم سيد الخلق . خافت قريش من خروج رسول الله فاجتمعوا فى دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأى والحكمة منهم ليتشاوروا فى أمره . لابد من حضور قوى الشر أمام قوى الخير ، ونظراً لخطورة الأمر حضرهم إبليس لدعمهم ، حضر فى صورة شيخ كبير من أهل نجد ، فأهل نجد بينهم وبين النبى عداوة حتى بعد إسلامهم لم يدعُ النبى لهم ، رفض ذلك بشدة عدة مرات. عُرضت الأفكار ونوقشت ، فجميع الاستراتيجيات السابقة والتكتيكات ضد النبى وأصحابه لم تجدِ نفعا ، اقترح أحدهم أن يوثق رسول الله ويسجن ، اعترض إبليس ، وقال لهم : والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم فيمنعوه منكم ، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم ، انظروا فى غير هذا ، فقال قائل : أخرجوه من بين أظهركم تستريحوا منه فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع وأين وقع إذا غاب عنكم أذاه واسترحتم وكان أمره فى غيركم ، فقال إبليس - فى صورة الشيخ النجدى - : والله ما هذا لكم برأى ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه ، والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن عليكم ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم قالوا : صدق والله فانظروا رأيا غير هذا. جاء دور أبى جهل واقترح اقتراحا شيطانيا ملخصه أن يأخذوا من كل قبيلة رجلا قويا معه سيف صارم ثم يضربون النبى ضربة رجل واحد فيتفرق دم النبى فى القبائل ، رجح إبليس هذا القول ومدحه . موقف إبليس موقف غريب ، إبليس يعلم أن النبى محفوظ ، ولن يستطيع أحد قتله ، فكيف يشير بهذه المشورة ويؤيدها ؟!
يتبع
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|
|