خلف الظلال كتب:
...................................
لأول مرة بالتاريخ توقف الطواف حول الكعبة
......................................
منذ بناء الكعبة على يد سيدنا ابراهيم وابنه سيدنا اسماعيل عليهما السلام حتى اليوم هدمت الكعبة و اعيد بناءها اربع مرات :
* الأولى قبل النبوة وتحديدها في السنة الخامسة قبل البعثة حين قامت قريش بهدم الكعبة حتى تجدد بنائها، حيث كانت السيول قد أثّرت كثيرا فيها فرغب سادة قريش في تجديدها وتم ذلك بالفعل إلا انهم اختصموا فيمن يضع الحجر الأسود إلى أن وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* المرة الثانية عام 64 هجريا في عهد يزيد بن معاوية وذلك على يد قائد جيوشه ” الحصين بن النمير الكندي ” الذي كان يسعى خلف عبد الله بن الزبير الذي احتمى ومن معه بالبيت الحرام طلبا للحماية فما كان من الحصين إلا ان رمى الكعبة بالمنجنيق فاحترق جزء منها وتهدّم .. فقام ابن الزبير بإعادة بنائها وأضاف إليها ستة أذرع وجعل لها بابيْن وأدخل فيها الحِجر الأسود .
* المرة الثالثة عام 73 هجريا حينما غزا مكة ” الحجاج ابن يوسف الثقفي ” في عهد هشام بن عبد الملك الذي كان ينازعه الولاية حينها عبد الله بن الزبير ايضا و تكرر الامر حيث احتمى الزبير بالكعبة مجددا فنصب الحجاج المنجنيق وقذفها فتهدم حائطها الشمالي فلمّا أتى موسم الحجّ طلب عبد الله بن عمر من الحجّاج أن يكفّ عن ضرب الكعبة بالمنجنيق ، لأنّ الناس قد امتنعوا عن الطواف فامتثل الحجّاج ، وبعد الفراغ من طواف الفريضة عاود الحجّاج الضرب ، وتشدد في حصار ابن الزبير حتّى انصرف عنه رجاله وتمكن الحجاج من اسر عبد الله بن الزبير فقتله فيها وصلبه عليها .. بعدها قام الامويين باعادة بنائها على النحو كانت عليه قبل زيادة ابن الزبير فأُنقصت منها الزيادة وعادت ذات باب واحد .
* في عام 317 هجريا قام القرامطة قاموا بحملة على مكة المكرمة بقيادة أبي سعيد الجنابي وذبحوا في يوم واحد ثلاثين ألف حاج من الرجال والنساء والأطفال اثناء طوافهم كما سرقوا ستار الكعبة وحجرها الأسود وأبقوه عندهم مايزيد على العقدين من الزمان حتى هدد الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي زعيم القرامطة آنذاك أبو طاهر القرمطي بضروره اعادة إرجاع الحجر الأسود إلى مكانه ووضع ستار الكعبة عليها و إلا حاربه حربا لا هوادة فيها فما كان من القرامطة إلا أن أذعنوا للتهديد وأعادوا الحجر الأسود ليعود موسم الحج بعد تعطيله 22 عاما .
* اما المرة الرابعة و الاخيرة .. حين أغرقت السيول مكة سنة 1040 للهجرة ما أثّر كثيرا على الكعبة المشرّفة ، فأمر حاكم مصر آنذاك محمد علي باشا بهدمها وتجديد بنائها بغرض تمتينها وتقويتها ، وتم الانتهاء منها في نحو نصف العام وهذا هو البناء الموجود حتى الآن .