لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه مسائل قضائية عديدة يذكر منها:
قضية الأسد والرجال الأربعة:
عن حنش بن المعمر، ان عليا كان باليمن، فاحتفروا زبية (حفرة) للأسد، فجاء حتى وقع فيها رجل، وتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر،
حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها، فمنهم من مات فيها ومنهم من أخرج فمات، قال: فتنازعوا في ذلك حتى أخذوا السلاح.
قال: فأتاهم (الإمام) علي (كرم الله وجهه) فقال: ويلكم تقتلون مائتي انسان في شأن أربعة أناس، تعالوا أقضي بينكم بقضاء، فإن رضيتم به، وإلا فارتفعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: فقضى للأول ربع الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع دية كاملة.
قال: فرضي بعضهم وكره بعضهم، وجعل الدية على قبائل الذين ازدحموا.
قال: فارتفعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم متكئا، فاحتبى، قال: «سأقضي بينكم بقضاء» فأخبر ان علياً قضى بكذا وكذا.
قال: فأمضي قضاءه.
رواية آخرى لنفس القضية:
عن ابن المعتمر الكناني، حدثنا علي بن أبي طالب قال:
لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن، حفر قوم زبية (حفرة) للأسد، فازدحم الناس على الزبية ووقع فيها، فوقع فيها رجل، وتعلق الرجل برجل، وتعلق الرجل بالآخر، حتى صاروا أربعة، فجرحهم الأسد فيها حتى هلكوا.
وحمل القوم السلاح، فكاد ان يكون بينهم قتال.
قال: فأتيتهم فقلت: أتقتلون مائتي رجل من أجل أربعة أناس؟ تعالوا أقض بينكم بقضاء، فإن رضيتموه فهو قضاء بينكم، وإن أبيتم رفعتم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أحق بالقضاء.
فجعل للأول ربع الدية، وجعل للثاني ثلث الدية، وجعل للثالث نصف الدية، وجعل للرابع الدية وجعل الديات على من حفر الزبية، على القبائل الأربعة،فسخط بعضهم ورضي بعضهم.
ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصوا عليه القصة فقال: «أنا أقضي بينكم» فقال قائل: فإن عليّا قد قضى بيننا، فأخبروه بما قضى عليّ رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «القضاء كما قضى علي».
وفي رواية: «فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء علي».
وأخرج الامام أحمد بن حنبل هذه القضية في مسنده.
رضي الله عنك وأرضاك يا أمير المؤمنين وحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم