نوادر الأصول في أحاديث الرسول (1/ 130-131)
(الأصل السابع عشر : في أن الدنيا أسحر من هاروت وماروت: عن عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الدنيا فوالذي نفسي بيده إنها لأسحر من هاروت وماروت". هاروت وماروت ليسا من جنس الآدميين، والشيء إنما يألف جنسه، والآدمي خلق من الدنيا فهو يألفها و ينخدع لها، و هاروت و ماروت لا يعلمان أحدا السحر حتى يقولا: {إنما نحن فتنة فلا تكفر}. فهذا يعلمك سحره و ينبئك فتنته، والدنيا تعلمك سحرها وتكتمك فتنتها، وتدعوك إلى التحارص عليها والجمع لها والمنع منها، فيتعلم منها ما يفرق بينه وبين طاعة الله وبينه وبين رؤية الحق ورعايته، ومحبتها تلذذك بشهواتها وتمنيك بأمانيها الكاذبة حتى تأخذ بقلبك؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبك الشيء يعمي ويصم". فمن أحب الدنيا أعمته وأصمته عن آخرته، ومن أحب الآخرة أعمته وأصمته عن دنياه، ومن أحب نفسه أعمته وأصمته عن الله، ومن أحب الله أعماه وأصمه عن نفسه، فإن الدنيا تحجب عن الآخرة، والنفس تحجب عن الله، ودنياه إنما هي نفسه وشهواتها، فسحرها أقرب إليه من سحر هاروت وماروت، فسحر نفسه ودنياه أصلي، وسحر هاروت وماروت دخيل، وليس الدخيل كالأصلي) اهـ .
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|